إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اعتبرت أعمال التونسيَيْن قيمة وتقدم إضافة للمعرفة الإنسانية .. جليلة الطريطر تحصد جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية وشكري السعدي يفوز بجائزة الترجمة

 

  مصر والعراق والجزائر تحصد ثلاث جوائز وجائزة الثقافة العربية في اللغات الاخرى لباحث فرنسي في التاريخ الاسلامي الوسيط

تونس- الصباح

حققت تونس مرة اخرى الحدث من خلال نخبة من مبدعيها  حيث  أعلنت أمس جائزة  الشيخ زايد للكتاب،  التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة  بالعاصمة الاماراتية عن أسماء الفائزين في دورتها السابعة عشرة وضمت اثنين من التونسيين من ضمن ستة من الجوائز المعلنة. وقد فازت الكاتبة والباحثة جليلة الطريطر بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية وفاز الباحث والمترجم شكري السعدي بجائزة الترجمة.

وكانت  هيئة التنظيم قد أعلنت عن ترشح أكثر من 3000 مؤلف  من 60 دولة منها 22 دولة عربية  مشيرة إلى أن الرقم يعتبر قياسيا مقارنة بالدورات السابقة.  

تاريخ علمي وأكاديمي وبحثي هام

وجليلة الطريطر الفائزة بجائزة هي باحثة أكاديميّة  وناقدة مختصّة في كتابات الذّات، ومترجمة ضمن معهد تونس للترجمة. وهي أستاذة في الأدب الحديث بقسم اللّغة والآداب والحضارة العربيّة بكليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة  وحاصلة على الدكتوراه في الأدب الحديث عام 2000، ولها العديد من المقالات والدراسات الصادرة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة في مجلاّت عربيّة وأجنبيّة محكمّة وفي معاجم وموسوعات عربيّة وأجنبيّة.

وهي عضوة بالمجلس العلميّ بمعهد تونس للتّرجمة وبلجنة المتابعة والدّراسات ولجان التّحكيم بالكريديفوشاركت كعضوة في العديد من لجان تحكيم  الجوائز الادبية التونسية  والعربية. وحصلت جليلة الطريطر على جائزتين من الكريديف عن كتابيها  مقوّمات السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربيّ الحديث سنة 2004، وأدب البورتريه سنة 2011.

 أما بالنسبة لكتابها  الفائز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية  فهو يعد حسب هيئة الجائزة  "دراسة جادة   في حقل السيرة الذاتية النسوية لما تتميز به من منهجية علمية، وقدرة على قراءة السير الذاتية لمبدعات عربيات واستكناه طبيعة الهوية الخاصة بهن في سياق المجتمع العربي، وتفتح مجالات أوسع للباحثين في المرايا الخاصة بإبداعات المرأة، مظهرة دورها في بناء الأفكار وبناء النسق الحضاري".

اما شكري السعدي الفائز بجائزة زايد للكتاب في فرع  الترجمة فهو أستاذ علوم اللغة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس وهو حاصل على شهادات الأستاذية والكفاءة للتدريس بالتعليم الثانوي من دار المعلمين العليا بجامعة سوسة والكفاءة في البحث والتبريز والدكتوراه من كلية الآداب والفنون والإنسانيات، جامعة منوبة والتأهيل الجامعي من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس،  في اللغة والآداب والحضارة العربية. وسبق له أن فاز بجائزة الألكسو ـ الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية (المركز الأول في فرع الدراسات اللغوية، الدورة الرابعة، 2021)، وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة (فرع جهود الأفراد، الدورة الخامسة، 2011، بمشاركة ثلة من الباحثين)، وجائزة مشكاة الأنوار في الآداب والفنون والإنسانيات (عن البحث المقدم في شهادة الدكتوراه، فرع اللسانيات النظرية والتطبيقية، الدورة الثانية، 2008)، وايضا  جائزة رئيس الجمهورية  ( باكالوريا  1987). ومن مؤلفاته نذكر:  "مقولة الحدث الدلالية في التفكير اللغوي: بحث في الأسس الدلالية للبنى النحوية"، بيروت، 2013، و"قضايا الحدث في اللسانيات وفلسفة اللغة"، تونس، 2016؛ ومن ترجماته عن الفرنسية: "اللسانيات في القرن العشرين" لجورج مونان، تونس، 1992، وعن الإنقليزية: "العبارة والمعنى: دراسات في نظرية الأعمال اللغوية" لجون سيرل"، تونس، 2021.

وقد رأت لجنة تحكيم الجائزة أن ترجمة الاستاذ شكري السعدي تتسم " بقيمتها العلمية العالية ونجاحها في نقل المصطلحات المهمّة في مجال علم اللغويات والفلسفة" وان المترجم " أضاف  مقدمة ممتازة لهذه الترجمة."  مضيفة أن" هذا الكتاب يعد مرجعاً هاما في علم اللغويات وإثراء للمكتبة العربية. كما أن الكتاب يتيح المجال للمتخصصين في اللغة العربية معرفة ما توصلت إليه علوم اللغات حديثاً وفق نفس المصدر. .

وقد كانت بقية الجوائز على النحو التالي:

جائزة النشر والتقنيات الثقافية  وقد آلت إلى دار العين للنشر المصرية.

وتعد دار العين للنشر وفق ما قدمته هيئة الجائزة من نبذة حول المتوجين، مؤسسة ثقافية، هدفها الاشتباك مع الواقع وقضاياه، وطموحها تطوير الكتاب شكلاً ومضموناً. وأنها تركز على النوعية أكثر من الكم. وتصدر دار النشر اعمالا في مجالات متنوعة من بينها مجال  الثقافة العلمية والأدب والدراسات الأدبية.

سعيد خطيبي الجزائري وتجربة جديدة   بالتنويه

آلت جائزة المؤلف الشاب  إلى الكاتب  الجزائري المقيم في سلوفينيا سعيد  خطيبي ( من مواليد 1984). والكاتب من خريجي   جامعة الجزائر وهو حاصل ايضا على شهادة الماجستير في الدّارسات الثّقافية في جامعة باريس 3.  وتعتبر تجربة الكاتب المتنوعة جديدة بالتنويه. فقد أصدر عدة ترجمات من بينها : «بعيداً عن نجمة» (ترجمة للأعمال الشّعرية لكاتب ياسين)، «مدار الغيّاب» (أنطولوجيا القصّة القصيرة الجزائرية المكتوبة بالفرنسية)، كما شارك في ترجمة «موسوعة السّينما الأفريقية». وأصدر كذلك «أعراس النّار» (سيرة ثقافية لموسيقى الراي)، وتضمّن كتابه «عبرت المساء حافيا» حوارات مع أبرز  الكتّاب الفرنكفونيين وذلك وفق ما تشير إليه سيرته الذاتية.   ولسعيد خطيبي  أربع روايات وسبق له أن حاز على جائزة الصّحافة العربية، وجائزة ابن بطوطة في أدب الرّحلة، ووصل إلى القائمة القصيرة للجائزة العالميّة للرّواية العربية.

وفي تقييمها للكتاب الفائز، قالت لجنة التحكيم أنه" يمتلك أصالة في الأسلوب، وفي الفنيات الروائية  القائمة على التشويق، من حيث تنسيق الأحداث وترتيبها وتصاعدها".  وينتمي العمل إلى الرواية البوليسية التاريخية.

أما جائزة الآداب فقد آلت  إلى الشاعر والناقد والجامعي العراقي علي جعفر العـلّاق.  والفائز بالجائزة حاصل على الدكتوراه في النقد والأدب الحديث من بريطانيا عام 1984. درس بجامعات العراق وعدد من الجامعات العربية   وشارك  كعضو في العديد من لجان التحكيم الشعرية والنقدية منها جائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة الشعر العربي بالقاهرة، وجائزة الشارقة للإبداع. وله في رصيده  أكثر من عشرين كتابا في الشعر، آخرها العمل الفائز الذي هو يندرج ضمن فئة  الكتب سير ذاتية وفق ما اشارت إليه لجنة الجائزة التي قالت أن الكتاب  ينتمي بقوة الى حقل الإبداع الأدبي.

الباحث الفرنسي الذي يعرف الكثير عن تاريخ الاسلام

أما جائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى  فآلت إلى  استاذ التاريخ الاسلامي  في العصور الوسطى بجامعة السوربون بباريس، الفرنسي ماتيوتيلييه.

 ويهتم الفائز الحاصل على الدكتوراه من جامعة لوميير ليون 2  سنة   2004، في ابحاثه بالشريعة الإسلامية والمؤسسات. وهو وفق ما تؤكده سيرته الذاتية، مؤلف كتاب "قدس العراق والدولة العباسية". كما قام بتحرير كتاب أبي هلال العسكري وكتاب ما احتكم به الخلفاء إلى القضاة، كما ترجم إلى الفرنسية كتابي الكندي وابن حجر العسقلاني عن القضاة المصريين الأمويين والعباسيين. وتتناول أحدث أعماله،  البرديات التي تعكس الممارسات القانونية والاجتماعية والثقافية في مصر في العصور الوسطى.

وفي قراءتها للكتاب الفائز بالجائزة قالت لجنة التحكيم إنه " خطوة أساسية نحو تحقيق فهم أكثر دقة للتطورات التاريخية التي شهدها النظام القضائي في العصور الإسلامية الأولى. ويدرس نشأة الإجراءات القضائية باستخدام مصادر جديدة، وعبر تطبيق منهجية مقارنة". ومن اللافت في الكتاب  وفق نفس المصدر "اعتماده على مجموعة كاملة من البرديات التي تتناول جوانب من تاريخ مصر وفلسطين في العصر الأموي، وهي مصادر نفيسة كونها معاصرة للوقائع التاريخية، وهذا مثال على الالتزام بالدقة الأكاديمية، إضافة إلى حضور مصادر ضخمة عربية، ويونانية، وسريانية، وقبطية." وذلك وفق ما جاء فيما قدمته هيئة التنظيم من نبذة حول الكتاب المتوج بجائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى.

ولنا أن نشير إلى أن فوز تونس بجائزتين قيمتين  من جوائز زايد للكتاب،  هو حدث يحمل عدة ابعاد. فهو من جهة يزيد في تكريس فكرة تميز تونس وتفوقها  في  مجال العلوم الانسانية وفي مجالات المعرفة والفكر والفلسفة والدراسات الحضارية. وقد كونت تونس فعلا سمعة جيدة  في  باب المعرفة والعلوم الانسانية بفضل مبدعيها وباحثيها.  وهناك اعتراف اليوم  بدور تونس في هذا الباب واقرار بدور العلماء والباحثين التونسيين في تقديم الاضافة للمعرفة الانسانية. وهو من جهة ثانية يمكن أن يشكل حافزا للكثيرين للسير على خطى الفائزين الذين  وكما هو واضح من سيرتهما الذاتية ومن تاريخهما الطويل في البحث والانتاج، لم يأت نجاحهما من  فراغ، فهو نتيجة جهد وعمل ومثابرة.

 وهو يمكن، أي هذا الفوز، ان يكون حافزا معنويا للتونسيين عموما في مختلف المجالات الذين صاروا فريسة للإحباط بسبب ما عاشته البلاد من أزمات منذ اكثر من عقد من الزمن وتحديدا بعد أحداث 14 جانفي 2011. فتونس ومن خلال هاتين  الجائزتين القيمتين (وعديد الجوائز قبلهما في مجالات ابداعية ومعرفية) لا تعويل لها إلا على  ثرواتها البشرية التي بها استطاعت دائما أن تتجاوز الكثير من العقبات والتي مكنتها من تحقيق حد ادنى من التطور في مختلف المجالات. إنه الذكاء التونسي والتفوق التونسي، ذلك النور الذي يعيد لنا الأمل في ظل كل هذه العتمة.

 جدير بالذكر أنه اضافة إلى قيمتها المعنوية، فإن جوائز الشيخ زايد لها قيمة مادية هامة.

حياة السايب

اعتبرت أعمال التونسيَيْن قيمة وتقدم إضافة للمعرفة الإنسانية .. جليلة الطريطر تحصد جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية وشكري السعدي يفوز بجائزة الترجمة

 

  مصر والعراق والجزائر تحصد ثلاث جوائز وجائزة الثقافة العربية في اللغات الاخرى لباحث فرنسي في التاريخ الاسلامي الوسيط

تونس- الصباح

حققت تونس مرة اخرى الحدث من خلال نخبة من مبدعيها  حيث  أعلنت أمس جائزة  الشيخ زايد للكتاب،  التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة  بالعاصمة الاماراتية عن أسماء الفائزين في دورتها السابعة عشرة وضمت اثنين من التونسيين من ضمن ستة من الجوائز المعلنة. وقد فازت الكاتبة والباحثة جليلة الطريطر بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية وفاز الباحث والمترجم شكري السعدي بجائزة الترجمة.

وكانت  هيئة التنظيم قد أعلنت عن ترشح أكثر من 3000 مؤلف  من 60 دولة منها 22 دولة عربية  مشيرة إلى أن الرقم يعتبر قياسيا مقارنة بالدورات السابقة.  

تاريخ علمي وأكاديمي وبحثي هام

وجليلة الطريطر الفائزة بجائزة هي باحثة أكاديميّة  وناقدة مختصّة في كتابات الذّات، ومترجمة ضمن معهد تونس للترجمة. وهي أستاذة في الأدب الحديث بقسم اللّغة والآداب والحضارة العربيّة بكليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة  وحاصلة على الدكتوراه في الأدب الحديث عام 2000، ولها العديد من المقالات والدراسات الصادرة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة في مجلاّت عربيّة وأجنبيّة محكمّة وفي معاجم وموسوعات عربيّة وأجنبيّة.

وهي عضوة بالمجلس العلميّ بمعهد تونس للتّرجمة وبلجنة المتابعة والدّراسات ولجان التّحكيم بالكريديفوشاركت كعضوة في العديد من لجان تحكيم  الجوائز الادبية التونسية  والعربية. وحصلت جليلة الطريطر على جائزتين من الكريديف عن كتابيها  مقوّمات السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربيّ الحديث سنة 2004، وأدب البورتريه سنة 2011.

 أما بالنسبة لكتابها  الفائز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية  فهو يعد حسب هيئة الجائزة  "دراسة جادة   في حقل السيرة الذاتية النسوية لما تتميز به من منهجية علمية، وقدرة على قراءة السير الذاتية لمبدعات عربيات واستكناه طبيعة الهوية الخاصة بهن في سياق المجتمع العربي، وتفتح مجالات أوسع للباحثين في المرايا الخاصة بإبداعات المرأة، مظهرة دورها في بناء الأفكار وبناء النسق الحضاري".

اما شكري السعدي الفائز بجائزة زايد للكتاب في فرع  الترجمة فهو أستاذ علوم اللغة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس وهو حاصل على شهادات الأستاذية والكفاءة للتدريس بالتعليم الثانوي من دار المعلمين العليا بجامعة سوسة والكفاءة في البحث والتبريز والدكتوراه من كلية الآداب والفنون والإنسانيات، جامعة منوبة والتأهيل الجامعي من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تونس،  في اللغة والآداب والحضارة العربية. وسبق له أن فاز بجائزة الألكسو ـ الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية (المركز الأول في فرع الدراسات اللغوية، الدورة الرابعة، 2021)، وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة (فرع جهود الأفراد، الدورة الخامسة، 2011، بمشاركة ثلة من الباحثين)، وجائزة مشكاة الأنوار في الآداب والفنون والإنسانيات (عن البحث المقدم في شهادة الدكتوراه، فرع اللسانيات النظرية والتطبيقية، الدورة الثانية، 2008)، وايضا  جائزة رئيس الجمهورية  ( باكالوريا  1987). ومن مؤلفاته نذكر:  "مقولة الحدث الدلالية في التفكير اللغوي: بحث في الأسس الدلالية للبنى النحوية"، بيروت، 2013، و"قضايا الحدث في اللسانيات وفلسفة اللغة"، تونس، 2016؛ ومن ترجماته عن الفرنسية: "اللسانيات في القرن العشرين" لجورج مونان، تونس، 1992، وعن الإنقليزية: "العبارة والمعنى: دراسات في نظرية الأعمال اللغوية" لجون سيرل"، تونس، 2021.

وقد رأت لجنة تحكيم الجائزة أن ترجمة الاستاذ شكري السعدي تتسم " بقيمتها العلمية العالية ونجاحها في نقل المصطلحات المهمّة في مجال علم اللغويات والفلسفة" وان المترجم " أضاف  مقدمة ممتازة لهذه الترجمة."  مضيفة أن" هذا الكتاب يعد مرجعاً هاما في علم اللغويات وإثراء للمكتبة العربية. كما أن الكتاب يتيح المجال للمتخصصين في اللغة العربية معرفة ما توصلت إليه علوم اللغات حديثاً وفق نفس المصدر. .

وقد كانت بقية الجوائز على النحو التالي:

جائزة النشر والتقنيات الثقافية  وقد آلت إلى دار العين للنشر المصرية.

وتعد دار العين للنشر وفق ما قدمته هيئة الجائزة من نبذة حول المتوجين، مؤسسة ثقافية، هدفها الاشتباك مع الواقع وقضاياه، وطموحها تطوير الكتاب شكلاً ومضموناً. وأنها تركز على النوعية أكثر من الكم. وتصدر دار النشر اعمالا في مجالات متنوعة من بينها مجال  الثقافة العلمية والأدب والدراسات الأدبية.

سعيد خطيبي الجزائري وتجربة جديدة   بالتنويه

آلت جائزة المؤلف الشاب  إلى الكاتب  الجزائري المقيم في سلوفينيا سعيد  خطيبي ( من مواليد 1984). والكاتب من خريجي   جامعة الجزائر وهو حاصل ايضا على شهادة الماجستير في الدّارسات الثّقافية في جامعة باريس 3.  وتعتبر تجربة الكاتب المتنوعة جديدة بالتنويه. فقد أصدر عدة ترجمات من بينها : «بعيداً عن نجمة» (ترجمة للأعمال الشّعرية لكاتب ياسين)، «مدار الغيّاب» (أنطولوجيا القصّة القصيرة الجزائرية المكتوبة بالفرنسية)، كما شارك في ترجمة «موسوعة السّينما الأفريقية». وأصدر كذلك «أعراس النّار» (سيرة ثقافية لموسيقى الراي)، وتضمّن كتابه «عبرت المساء حافيا» حوارات مع أبرز  الكتّاب الفرنكفونيين وذلك وفق ما تشير إليه سيرته الذاتية.   ولسعيد خطيبي  أربع روايات وسبق له أن حاز على جائزة الصّحافة العربية، وجائزة ابن بطوطة في أدب الرّحلة، ووصل إلى القائمة القصيرة للجائزة العالميّة للرّواية العربية.

وفي تقييمها للكتاب الفائز، قالت لجنة التحكيم أنه" يمتلك أصالة في الأسلوب، وفي الفنيات الروائية  القائمة على التشويق، من حيث تنسيق الأحداث وترتيبها وتصاعدها".  وينتمي العمل إلى الرواية البوليسية التاريخية.

أما جائزة الآداب فقد آلت  إلى الشاعر والناقد والجامعي العراقي علي جعفر العـلّاق.  والفائز بالجائزة حاصل على الدكتوراه في النقد والأدب الحديث من بريطانيا عام 1984. درس بجامعات العراق وعدد من الجامعات العربية   وشارك  كعضو في العديد من لجان التحكيم الشعرية والنقدية منها جائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة الشعر العربي بالقاهرة، وجائزة الشارقة للإبداع. وله في رصيده  أكثر من عشرين كتابا في الشعر، آخرها العمل الفائز الذي هو يندرج ضمن فئة  الكتب سير ذاتية وفق ما اشارت إليه لجنة الجائزة التي قالت أن الكتاب  ينتمي بقوة الى حقل الإبداع الأدبي.

الباحث الفرنسي الذي يعرف الكثير عن تاريخ الاسلام

أما جائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى  فآلت إلى  استاذ التاريخ الاسلامي  في العصور الوسطى بجامعة السوربون بباريس، الفرنسي ماتيوتيلييه.

 ويهتم الفائز الحاصل على الدكتوراه من جامعة لوميير ليون 2  سنة   2004، في ابحاثه بالشريعة الإسلامية والمؤسسات. وهو وفق ما تؤكده سيرته الذاتية، مؤلف كتاب "قدس العراق والدولة العباسية". كما قام بتحرير كتاب أبي هلال العسكري وكتاب ما احتكم به الخلفاء إلى القضاة، كما ترجم إلى الفرنسية كتابي الكندي وابن حجر العسقلاني عن القضاة المصريين الأمويين والعباسيين. وتتناول أحدث أعماله،  البرديات التي تعكس الممارسات القانونية والاجتماعية والثقافية في مصر في العصور الوسطى.

وفي قراءتها للكتاب الفائز بالجائزة قالت لجنة التحكيم إنه " خطوة أساسية نحو تحقيق فهم أكثر دقة للتطورات التاريخية التي شهدها النظام القضائي في العصور الإسلامية الأولى. ويدرس نشأة الإجراءات القضائية باستخدام مصادر جديدة، وعبر تطبيق منهجية مقارنة". ومن اللافت في الكتاب  وفق نفس المصدر "اعتماده على مجموعة كاملة من البرديات التي تتناول جوانب من تاريخ مصر وفلسطين في العصر الأموي، وهي مصادر نفيسة كونها معاصرة للوقائع التاريخية، وهذا مثال على الالتزام بالدقة الأكاديمية، إضافة إلى حضور مصادر ضخمة عربية، ويونانية، وسريانية، وقبطية." وذلك وفق ما جاء فيما قدمته هيئة التنظيم من نبذة حول الكتاب المتوج بجائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى.

ولنا أن نشير إلى أن فوز تونس بجائزتين قيمتين  من جوائز زايد للكتاب،  هو حدث يحمل عدة ابعاد. فهو من جهة يزيد في تكريس فكرة تميز تونس وتفوقها  في  مجال العلوم الانسانية وفي مجالات المعرفة والفكر والفلسفة والدراسات الحضارية. وقد كونت تونس فعلا سمعة جيدة  في  باب المعرفة والعلوم الانسانية بفضل مبدعيها وباحثيها.  وهناك اعتراف اليوم  بدور تونس في هذا الباب واقرار بدور العلماء والباحثين التونسيين في تقديم الاضافة للمعرفة الانسانية. وهو من جهة ثانية يمكن أن يشكل حافزا للكثيرين للسير على خطى الفائزين الذين  وكما هو واضح من سيرتهما الذاتية ومن تاريخهما الطويل في البحث والانتاج، لم يأت نجاحهما من  فراغ، فهو نتيجة جهد وعمل ومثابرة.

 وهو يمكن، أي هذا الفوز، ان يكون حافزا معنويا للتونسيين عموما في مختلف المجالات الذين صاروا فريسة للإحباط بسبب ما عاشته البلاد من أزمات منذ اكثر من عقد من الزمن وتحديدا بعد أحداث 14 جانفي 2011. فتونس ومن خلال هاتين  الجائزتين القيمتين (وعديد الجوائز قبلهما في مجالات ابداعية ومعرفية) لا تعويل لها إلا على  ثرواتها البشرية التي بها استطاعت دائما أن تتجاوز الكثير من العقبات والتي مكنتها من تحقيق حد ادنى من التطور في مختلف المجالات. إنه الذكاء التونسي والتفوق التونسي، ذلك النور الذي يعيد لنا الأمل في ظل كل هذه العتمة.

 جدير بالذكر أنه اضافة إلى قيمتها المعنوية، فإن جوائز الشيخ زايد لها قيمة مادية هامة.

حياة السايب