إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. احميدة النيفر ..

 

يرويها: أبوبكر الصغير

العواطف تحكم الرجال، لذا فإن الرياء والتخفي وإظهار المرء ما لا يبطن، سلوكات تقع في قلب السياسة، حيث الأخلاق في أحسن الأحوال قناع .

 في هذا الوضع يغدو التلون فنًّا، والازدواجية قدرة، والتناقض مهارة .

 في المحصّلة هناك نوعان من السياسيين: أولئك الذين يستخدمون اللغة لإخفاء أفكارهم، وأولئك الذين يستخدمونها لإخفاء حقيقة انتماءاتهم .

   هو مفكر وكاتب وأستاذ جامعي امتهن اختصاص أصول الدين والفكر الإسلامي المعاصر، اهتم بأخطر المسائل الموصولة بالشأن الديني أي بسؤال التجديد .

  يقول بعض معارضيه إنّه أحد مؤسسي الإسلام السياسي في تونس .

   في أواسط سبعينات القرن الماضي 1975 - والعهدة على بعض الشهادات -، كان النيفر رابط الاتصال الأول لالتحاق حركة الاتجاه الإسلامي بتنظيم الإخوان المسلمين عندما سافر الى القاهرة والتقى مرشد التنظيم هناك، مع العلم أن النظام الداخلي للحركة، يتضمن بندا سرياً يُتلى في افتتاح كل مؤتمر يجدد فيه أعضاء الحركة ولاءهم للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

   لهذا لا غرابة في قوله عندما استضافه الصديق برهان بسيس في برنامجه "للتاريخ"، إن "تنظيم الإخوان المسلمين مسألة لا يمكن تجاوزها " !.

  تولّى النيفر منصب "الرئيس المسلم لفريق البحث الإسلامي المسيحي (Gric)" لدورتين بعشر سنوات وهو بمثابة المنتدى ومركز تفكير (تأسس عام 1977 على يد جامعيين مسلمين و مسيحيين)، وهو الرئيس الحالي لـ"رابطة تونس للثقافة والتعدّد".

 لكن تبقى أهم محطات مسيرته السياسية العقائدية ما حصل من "انشقاق" عدد من المؤسسين للحركة الإسلامية ليعلنوا أنهم يمثلون تيارا جديدا وهو اليسار الإسلامي أو ما يعرف بجماعة "الإسلاميين التقدّميين" الذي مكنته السلطات في بداية ثمانينيات القرن الماضي من رخصة مجلّة عنوانها "15 / 21" نسبة للقرن الخامس عشر هجري والقرن الحادي والعشرين ميلادي، كان مضمون المجلة يتّجه أساسا الى المزج بين التراث والحداثة أي بين الإسلام والغرب.

   حاول أعضاء "اليسار الإسلامي" وأغلبهم من الشباب المنشق عن حركة الاتجاه الإسلامي أن يبرزوا أفكارهم الجديدة، وانتهجوا سياسة المساندة النقدية لفكر الإسلام السياسي متأثرين أساسا بمؤسّسه ومنظّره المفكّر المصري حسن حنفي .

  أصدر "الإسلاميون التقدميون" منتصف ثمانينات القرن الماضي مؤلفا عنوانه "المقدمات النظرية للإسلاميين التقدميين" بمثابة "المانيفستو" العملي للملتحقين الجدد بهذا التيار المنافس لحركة "النهضة" والذي حظي بقبول ورضى السلطات في عهدي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، الطريف أن هذا الكتاب كان جماعيا تمّ إعداده من قبل القيادة إلا أنّه نُسب إلى الثالوث صلاح الدين الجورشي ومحمد القوماني وعبد العزيز التميمي .

  يبقى حميدة النيفر مرجعا في التجديد الديني، في قناعة منه أنه ليس للحياة قيمة إلا إذا لم يجد فيها المرء شيئاً يناضل من أجله، فإذا كانت علوم الطبيعة هي العلوم الصغيرة فان الدين في تقدير موقفه يبقى العلم الأكبر الذي يشمل في باطنه كل ما هو موصول بشؤون حياتنا.

 

 

حكاياتهم .. احميدة النيفر ..

 

يرويها: أبوبكر الصغير

العواطف تحكم الرجال، لذا فإن الرياء والتخفي وإظهار المرء ما لا يبطن، سلوكات تقع في قلب السياسة، حيث الأخلاق في أحسن الأحوال قناع .

 في هذا الوضع يغدو التلون فنًّا، والازدواجية قدرة، والتناقض مهارة .

 في المحصّلة هناك نوعان من السياسيين: أولئك الذين يستخدمون اللغة لإخفاء أفكارهم، وأولئك الذين يستخدمونها لإخفاء حقيقة انتماءاتهم .

   هو مفكر وكاتب وأستاذ جامعي امتهن اختصاص أصول الدين والفكر الإسلامي المعاصر، اهتم بأخطر المسائل الموصولة بالشأن الديني أي بسؤال التجديد .

  يقول بعض معارضيه إنّه أحد مؤسسي الإسلام السياسي في تونس .

   في أواسط سبعينات القرن الماضي 1975 - والعهدة على بعض الشهادات -، كان النيفر رابط الاتصال الأول لالتحاق حركة الاتجاه الإسلامي بتنظيم الإخوان المسلمين عندما سافر الى القاهرة والتقى مرشد التنظيم هناك، مع العلم أن النظام الداخلي للحركة، يتضمن بندا سرياً يُتلى في افتتاح كل مؤتمر يجدد فيه أعضاء الحركة ولاءهم للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

   لهذا لا غرابة في قوله عندما استضافه الصديق برهان بسيس في برنامجه "للتاريخ"، إن "تنظيم الإخوان المسلمين مسألة لا يمكن تجاوزها " !.

  تولّى النيفر منصب "الرئيس المسلم لفريق البحث الإسلامي المسيحي (Gric)" لدورتين بعشر سنوات وهو بمثابة المنتدى ومركز تفكير (تأسس عام 1977 على يد جامعيين مسلمين و مسيحيين)، وهو الرئيس الحالي لـ"رابطة تونس للثقافة والتعدّد".

 لكن تبقى أهم محطات مسيرته السياسية العقائدية ما حصل من "انشقاق" عدد من المؤسسين للحركة الإسلامية ليعلنوا أنهم يمثلون تيارا جديدا وهو اليسار الإسلامي أو ما يعرف بجماعة "الإسلاميين التقدّميين" الذي مكنته السلطات في بداية ثمانينيات القرن الماضي من رخصة مجلّة عنوانها "15 / 21" نسبة للقرن الخامس عشر هجري والقرن الحادي والعشرين ميلادي، كان مضمون المجلة يتّجه أساسا الى المزج بين التراث والحداثة أي بين الإسلام والغرب.

   حاول أعضاء "اليسار الإسلامي" وأغلبهم من الشباب المنشق عن حركة الاتجاه الإسلامي أن يبرزوا أفكارهم الجديدة، وانتهجوا سياسة المساندة النقدية لفكر الإسلام السياسي متأثرين أساسا بمؤسّسه ومنظّره المفكّر المصري حسن حنفي .

  أصدر "الإسلاميون التقدميون" منتصف ثمانينات القرن الماضي مؤلفا عنوانه "المقدمات النظرية للإسلاميين التقدميين" بمثابة "المانيفستو" العملي للملتحقين الجدد بهذا التيار المنافس لحركة "النهضة" والذي حظي بقبول ورضى السلطات في عهدي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، الطريف أن هذا الكتاب كان جماعيا تمّ إعداده من قبل القيادة إلا أنّه نُسب إلى الثالوث صلاح الدين الجورشي ومحمد القوماني وعبد العزيز التميمي .

  يبقى حميدة النيفر مرجعا في التجديد الديني، في قناعة منه أنه ليس للحياة قيمة إلا إذا لم يجد فيها المرء شيئاً يناضل من أجله، فإذا كانت علوم الطبيعة هي العلوم الصغيرة فان الدين في تقدير موقفه يبقى العلم الأكبر الذي يشمل في باطنه كل ما هو موصول بشؤون حياتنا.