ينتهي فعليا العام الدراسي يوم 27 ماي القادم ومع ذلك ما يزال التصعيد سيد المشهد بين الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: هل من عاقل يوقف هذه المهزلة خاصة وأن الامتحانات الوطنية على الأبواب ويفترض في هذا الخصوص توفير مناخ ملائم للدراسة بعيدا عن سياسة التهديد والوعيد؟ والى متى سيتواصل العمل بآلية حجب الأعداد والسنة الدراسية قد شارفت على الانتهاء؟
من هذا المنطلق للأسف تتواصل دار لقمان على حالها ففي الوقت الذي يستعد فيه القطاع الخاص لتأمين الامتحانات الوطنية كما امتحانات الثلاثي الثالث في أحسن الظروف، يواصل القطاع العمومي في سياسة التعنت التي اعتمدت منذ بداية السنة الدراسية.
هذا الطرح يجد صداه بعد أن أعلن أمس المعلمون النواب عن تنفيذهم اليوم: الثلاثاء 25 افريل يوم غضب وطني أمام وزارة التربية للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية، وفق ما صرّح به أمس المنسق الوطني للمعلمين النواب عماد عبد الكبير لعديد الأوساط الإعلامية..
وأوضح عبد الكبير في هذا السياق أن التحرّك المزمع تنفيذه اليوم جاء بعد دخول المعلّمين النواب في مقاطعة للدروس منذ شهر مارس الماضي مستنكرا عدم جدّية سلطة الإشراف في التعاطي مع ملفهم .
وأكد المنسق الوطني للمعلمين النواب مراعاتهم لما تمرّ به المالية العمومية، مطالبا في المقابل بانتدابهم على دفعات على غرار بقية زملائهم...
من جانب آخر وفيما يتعلق بمآل جلسات الحوار بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية فلا "جديد يذكر" في هذا الخصوص عدا أن الانتظار ما يزال سيد المشهد بالنظر الى أن النقاط العالقة تعود بالنظر الى رئاسة الحكومة التي لم تقدم الى اليوم تفاعلها مع جملة المطالب المرفوعة سواء بالرفض أو القبول. وعليه فان الوضع يبقى وفقا للمتابعين للشأن التربوي مفتوحا على كل الاحتمالات بما أن التصعيد هو سيد المشهد حاليا في ظل غياب أي بوادر جدية لتجاوز الخلاف الذي طال أمده..
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه بشدة:هو هل تنتظر الأطراف المعنية انتهاء السنة الدراسية للتوصل الى اتفاق؟
في هذا الاتجاه تتعالى اليوم دعوات ملحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى يتسنى بلوغ الامتحانات سواء الوطنية أو امتحانات نهاية السنة الدراسية بأخف الأضرار، وعدا ذلك فان شبح السنة الدراسية البيضاء بات يحوم جديا بما أن عدم التوصل الى اتفاق يمثل تهديدا صريحا لمنظومة الامتحانات..
يذكر أن رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني كان قد أورد أمس في تدوينة مطولة له تحمل عنوان: انهيار المدرسة التّونسية بسبب الجهل أو غياب الإرادة أو التدمير المقصود؟ أن "من يتابع اليوم الشأن التربوي عن قرب وخاصة ما هو متصل بتصريحات ومواقف الأطراف المعنية في كلّ المستويات سواء منها المتعلق بما هو عاجل أو آجل ينتابه الشعور بالتعجب لأنّه عاجزٌ على تفسير ما يحصل وبالخوف لأنّه لا يرى نورَ نهاية النّفق ويشعر بالإحباط لأن الواقع يتجاوزه.... في الأثناء دخلت السنة الدّراسية في منعرجها الأخير، تلاميذ القطاع الخاصّ والبعض من تلاميذ القطاع العمومي قد تحصّلوا على بطاقات أعدادهم ومعدلاتهم، وتتواصل في المقابل معاناة الأغلبية من أبنائنا وبناتنا مع أوليائهم، لا علم لهم بمستوياتهم الفعلية، يتساءلون عن أي لون ستنتهي به السنة الدراسية هل ستكون بيضاء، هل سيتمّ الالتجاء إلى الارتقاء الآلي، وكيف سيتم التسجيل للترشح إلى مؤسسات التعليم العالي بالخارج؟ أسئلة عديدة تشغل بال كل المطلعين والمعنيين بالشأن التربوي. دراما مشابهة تماما لسابقاتها في مضمونها وفي الأضرار التي تتسبب فيها للتلاميذ وفي انعكاساتها الخطيرة خاصّة ما هو متعلق بالشّعور بالإحباط والتّهميش وبانسداد الأفق وعدم الـتّركيز وتراجع النتائج وتدني التّحصيل العلمي وانهيار مستوى التعليم عموما وفقدان المدرسة لمبدأيْ المجانية وتكافؤ الفُرص وتعطّل مصعدها الاجتماعي وانعدام الثقة في التّعليم العمومي وتدعيم الفوارق بين مختلف فئات المجتمع وجهات البلاد.."..
منال حرزي
تونس-الصباح
ينتهي فعليا العام الدراسي يوم 27 ماي القادم ومع ذلك ما يزال التصعيد سيد المشهد بين الأطراف الاجتماعية وسلطة الإشراف بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: هل من عاقل يوقف هذه المهزلة خاصة وأن الامتحانات الوطنية على الأبواب ويفترض في هذا الخصوص توفير مناخ ملائم للدراسة بعيدا عن سياسة التهديد والوعيد؟ والى متى سيتواصل العمل بآلية حجب الأعداد والسنة الدراسية قد شارفت على الانتهاء؟
من هذا المنطلق للأسف تتواصل دار لقمان على حالها ففي الوقت الذي يستعد فيه القطاع الخاص لتأمين الامتحانات الوطنية كما امتحانات الثلاثي الثالث في أحسن الظروف، يواصل القطاع العمومي في سياسة التعنت التي اعتمدت منذ بداية السنة الدراسية.
هذا الطرح يجد صداه بعد أن أعلن أمس المعلمون النواب عن تنفيذهم اليوم: الثلاثاء 25 افريل يوم غضب وطني أمام وزارة التربية للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية، وفق ما صرّح به أمس المنسق الوطني للمعلمين النواب عماد عبد الكبير لعديد الأوساط الإعلامية..
وأوضح عبد الكبير في هذا السياق أن التحرّك المزمع تنفيذه اليوم جاء بعد دخول المعلّمين النواب في مقاطعة للدروس منذ شهر مارس الماضي مستنكرا عدم جدّية سلطة الإشراف في التعاطي مع ملفهم .
وأكد المنسق الوطني للمعلمين النواب مراعاتهم لما تمرّ به المالية العمومية، مطالبا في المقابل بانتدابهم على دفعات على غرار بقية زملائهم...
من جانب آخر وفيما يتعلق بمآل جلسات الحوار بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية فلا "جديد يذكر" في هذا الخصوص عدا أن الانتظار ما يزال سيد المشهد بالنظر الى أن النقاط العالقة تعود بالنظر الى رئاسة الحكومة التي لم تقدم الى اليوم تفاعلها مع جملة المطالب المرفوعة سواء بالرفض أو القبول. وعليه فان الوضع يبقى وفقا للمتابعين للشأن التربوي مفتوحا على كل الاحتمالات بما أن التصعيد هو سيد المشهد حاليا في ظل غياب أي بوادر جدية لتجاوز الخلاف الذي طال أمده..
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه بشدة:هو هل تنتظر الأطراف المعنية انتهاء السنة الدراسية للتوصل الى اتفاق؟
في هذا الاتجاه تتعالى اليوم دعوات ملحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى يتسنى بلوغ الامتحانات سواء الوطنية أو امتحانات نهاية السنة الدراسية بأخف الأضرار، وعدا ذلك فان شبح السنة الدراسية البيضاء بات يحوم جديا بما أن عدم التوصل الى اتفاق يمثل تهديدا صريحا لمنظومة الامتحانات..
يذكر أن رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني كان قد أورد أمس في تدوينة مطولة له تحمل عنوان: انهيار المدرسة التّونسية بسبب الجهل أو غياب الإرادة أو التدمير المقصود؟ أن "من يتابع اليوم الشأن التربوي عن قرب وخاصة ما هو متصل بتصريحات ومواقف الأطراف المعنية في كلّ المستويات سواء منها المتعلق بما هو عاجل أو آجل ينتابه الشعور بالتعجب لأنّه عاجزٌ على تفسير ما يحصل وبالخوف لأنّه لا يرى نورَ نهاية النّفق ويشعر بالإحباط لأن الواقع يتجاوزه.... في الأثناء دخلت السنة الدّراسية في منعرجها الأخير، تلاميذ القطاع الخاصّ والبعض من تلاميذ القطاع العمومي قد تحصّلوا على بطاقات أعدادهم ومعدلاتهم، وتتواصل في المقابل معاناة الأغلبية من أبنائنا وبناتنا مع أوليائهم، لا علم لهم بمستوياتهم الفعلية، يتساءلون عن أي لون ستنتهي به السنة الدراسية هل ستكون بيضاء، هل سيتمّ الالتجاء إلى الارتقاء الآلي، وكيف سيتم التسجيل للترشح إلى مؤسسات التعليم العالي بالخارج؟ أسئلة عديدة تشغل بال كل المطلعين والمعنيين بالشأن التربوي. دراما مشابهة تماما لسابقاتها في مضمونها وفي الأضرار التي تتسبب فيها للتلاميذ وفي انعكاساتها الخطيرة خاصّة ما هو متعلق بالشّعور بالإحباط والتّهميش وبانسداد الأفق وعدم الـتّركيز وتراجع النتائج وتدني التّحصيل العلمي وانهيار مستوى التعليم عموما وفقدان المدرسة لمبدأيْ المجانية وتكافؤ الفُرص وتعطّل مصعدها الاجتماعي وانعدام الثقة في التّعليم العمومي وتدعيم الفوارق بين مختلف فئات المجتمع وجهات البلاد.."..