العلاقات التونسية السورية عرفت مرحلتين، مرحلة أولى سبقت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي، ومرحلة ثانية منذ 2012
تونس- الصباح
مثّل القرار المتبادل بين السلطات التونسية والسلطات السورية بإعادة فتح سفارتيهما وتبادل السفراء، والتي تلتها قيام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بزيارة رسمية إلى تونس خلال هذا الأسبوع، تتويجا لمسار تدريجي شرعت فيه تونس لتصحيح قرار قطع العلاقات وترميمها بين البلدين في منتصف سنة 2012، والذي اتخذه آنذاك الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي. وكان تصحيح المسار ببادرة من السلطات التونسية منذ سنة 2014، حين تم اتخاذ قرار رسمي بإعادة العلاقات على المستوى القنصلي والأمني، دون أن ترتقي إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الرسمي.
في الواقع لم يكن قرار الرئيس قيس سعيّد بإعادة فتح سفارة تونس بدمشق وتعيين سفير جديد مؤخرا إلا تناغما مع موجة من التطبيع العربي مع النظام السوري انطلقت منذ سنوات وعرفت أوجها منذ أشهر توّجت بتبادل زيارات رسمية بين وفود رسمية سورية إلى عواصم عربية، ساهمت في كسر الحصار الدولي المفروض على سوريا والمتخذ منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها سنة 2011.
كما توّجت مساعي الانفتاح العربي على سوريا بعودة تدريجية لافتة في العلاقات السورية مع عدد من البلدان العربية، وصدور قرارات بعودة التمثيل الدبلوماسي العربي في دمشق، ومنها الإمارات العربية المتحدة التي بادرت بإعادة فتح سفارتها في سوريا في جانفي 2018، وأيضا بزيارات رسمية على أعلى مستوى قام بها الرئيس السوري مؤخرا إلى بعض العواصم الخليجية منها السعودية والإمارات التي زارها مرتين (مارس 2022، وفيفري 2023).
فضلا عن زيارات متكررة قام بها وزير الخارجية السوري لبلدان عربية، آخرها الجولة التي قام بها مؤخرا وحملته إلى الجزائر وتونس، وذلك تمهيدا لاتخاذ قرار عربي مشترك خلال القمة العربية التي ستلتئم في شهر ماي 2023 بالعاصمة السعودية الرياض، يقضي برفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.
وتأتي زيارة المقداد إلى تونس، بعد أيام من إعلان البلدين عن قرار بإعادة فتح سفارتيهما، وذلك بعد أن بادر الرئيس قيس سعيد بتاريخ 9 فيفري 2023 عن الإعلان عن قرار الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق.
كما يأتي القرار بعد صدور بيان للخارجية التونسية في 8 فيفري 2023، تضمن "استعداد تونس لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق"، وذلك إبان اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي الجديد نبيل عمّار بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إثر الزلزال الذي ضرب مناطق سورية.
ما قبل قطع العلاقات..
في الواقع، عرفت العلاقات التونسية السورية مرحلتين، مرحلة أولى سبقت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي أي خلال الفترة من الستينات إلى ما سنة 2010، ومرحلة ثانية من 2012 تاريخ قطع العلاقات بين البلدين حتى تاريخ اتخاذ قرار بعودتها.
ويعود تاريخ التبادل التجاري والعلمي والسياحي بين البلدين حتى إلى ما قبل استقلال تونس، إذ تميزت فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بتوافد مئات التونسيين إلى دمشق إما للدراسة أو للجهاد في فلسطين أو للتجارة. حتى أن بعضهم قرر الاستقرار في سوريا، وحاليا يقدر عدد الجالية التونسية في سوريا بأكثر من 6 آلاف تونسي..
خلال المرحلة الأولى، مرّت العلاقات بين البلدين بفترتين: فترة أولى خلال عهد الرئيسين الحبيب بورقيبة وحافظ الأسد، تميزت بنوع من البرود والفتور رغم وجود تبادل تجاري وتعاون اقتصادي محترم. الفتور كان بسبب خلافات سياسية وأيديولوجية كانت قائمة بين النظامين والرجلين. نتيجة رد فعل السلطات السورية الغاضبة من خطاب بورقيبة الشهير في أريحا في مارس 1965 حين اقترح حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وأيضا بسبب أن السلطات التونسية في عهد بورقيبة كانت تتعامل مع حزب البعث بحذر وبطريقة أمنية، كما كان مسار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين محل خلاف في الرؤى والتقييمات بين دمشق وتونس حول كيفية التعاطي مع اتفاقيات أوسلو..
أما الفترة الثانية، أي خلال عهد حكم الرئيس زين العادين بن علي، وصعود الرئيس الحالي بشار الأسد إلى الحكم، في جويلية 2000، فقد تميزت بتحسن كبير في العلاقات، وتوجت بتبادل زيارات رسمية بين الرئيسين.. (زار بن علي دمشق سنة 2008، مقابل زيارة الأسد إلى تونس في ثلاث مناسبات، أولى بمناسبة انعقاد القمة العربية في تونس سنة 2004، والثانية في جويلية 2001، والثالثة في جويلية 2010).
وتشير عدة مصادر تاريخية وتقارير إعلامية، إلى تطور لافت للعلاقات بين البلدين وصل إلى مستوى التحالف والتنسيق في بعض القرارات المتخذة بجامعة الدول العربية، كما تم خلال هذه الفترة إمضاء عشرات الاتفاقيات التي كانت تجمع البلدين، فاق عددها 150 اتفاقية تشمل جل القطاعات التجارية والاقتصادية والمالية والسياحية.
قطع العلاقات.. وبداية مسار تصحيح القرار
أما المرحلة الثانية التي تميزت بقطع العلاقات، فقد بدأت بداية سنة 2012، حين اتخذ الرئيس الأسبق المؤقت منصف المرزوقي قرارا مفاجئا في فيفري 2012 بقطع العلاقات مع سوريا احتجاجاً حينها على قمع النظام السوري للاحتجاجات في البلاد..
ويمكن تقسيم هذه المرحلة، إلى ثلاث فترات، فترة أولى تمتد من 2012 حتى نهاية 2014، وتميزت بقطع تام للعلاقات، وفترة ثانية من 2014 إلى 2019، وتميزت بعودة تدريجية للعلاقات، وفترة ثالثة من 2019 إلى 2023، وتميزت بالتمهيد السياسي لتصحيح العلاقات بين البلدين والتي توجت مؤخرا بإعادة العلاقات إلى طبيعتها ورفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى تبادل السفراء.
ورغم قرار قطع العلاقات، وبعد سقوط حكومة الترويكا الثانية في تونس سنة 2013، وصعود حكومة مستقلة بقيادة رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة، سنة 2014، افتتحت تونس في جويلية من نفس السنة، مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية سنة 2015 قنصلًا عامًا (دون رتبة السفير) في دمشق، بقرار من الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي (2014-2019).
في ماي 2015، ورغم وعده خلال حملته الانتخابية في ديسمبر 2014 بالعمل على ترميم العلاقات مع سوريا، تراجع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي عن وعده وصرح في مقابلة إعلامية بأنه ليس من مصلحة تونس عودة السفير السوري إلى تونس.
كما عاد وصرّح في مقابلة مع قناة "أورونيوز" في 2 ديسمبر 2016 أنّ "الموقف من إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع سوريا يتّخذ في سياق قرار عربيّ، وتونس تتفاعل ضمن الوفاق والإجماع العربيّ"..
في 4 جانفي 2018، كشف وزير الداخليّة هادي المجدوب، عن وجود مكتب أمنيّ تونسيّ في العاصمة السوريّة دمشق، وعن وجود تنسيق أمنيّ يوميّ ومتواصل بين تونس وسوريا، عل خلفية ملف المقاتلين التونسيين الذين تم تسفيرهم إلى سوريا وقدر عددهم بحوالي 6 آلاف لقي أغلبهم حتفهم هناك، وحاربوا ضمن منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة.. كما عرفت العلاقات بين البلدين خلال تلك الفترة نوعاً من التقارب، برزت ملامحه من خلال استئناف حركة الطيران بين العاصمتين..
في 24 سبتمبر 2021، التقى وزير الخارجية عثمان الجرندي بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد بحضور نائب الوزير بشار الجعفري، وهو اللقاء الأول بين مسؤولين من البلدين منذ سنة 2011 وإثر قطع العلاقات الدبلوماسية. وكان اللقاء على هامش مشاركة الجرندي في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت بنيويورك من 20 إلى 27 سبتمبر2021.
وفي 15 ديسمبر 2021 ، خلال لقاء إعلامي في قصر قرطاج بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال الرئيس قيس سعيّد، إنه يجب التفرقة بين الدولة والنظام، وقال "النظام شأن داخلي للشعوب يهم الشعب السوري فقط، أما نحن فنتعامل مع الدولة". وأشار إلى أن بعض الأطراف أرادت إسقاط الدول وليس النظام، وسوريا عانت كثيرًا من مساعي التفكيك على مدار التاريخ.
في جويلية 2022، أعلنت وزارة خارجية سوريا، أن فيصل المقداد وزير خارجية التقى الرئيس قيس سعيّد، على هامش احتفالات الذكرى 60 لاستقلال الجزائر. وقالت، في بيان إن "سعيّد طلب من المقداد نقل تحياته إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد"، ونقلت عن سعيّد، أنه "أوضح أن الإنجازات التي حققتها سوريا وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس".
رفيق بن عبد الله
العلاقات التونسية السورية عرفت مرحلتين، مرحلة أولى سبقت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي، ومرحلة ثانية منذ 2012
تونس- الصباح
مثّل القرار المتبادل بين السلطات التونسية والسلطات السورية بإعادة فتح سفارتيهما وتبادل السفراء، والتي تلتها قيام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بزيارة رسمية إلى تونس خلال هذا الأسبوع، تتويجا لمسار تدريجي شرعت فيه تونس لتصحيح قرار قطع العلاقات وترميمها بين البلدين في منتصف سنة 2012، والذي اتخذه آنذاك الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي. وكان تصحيح المسار ببادرة من السلطات التونسية منذ سنة 2014، حين تم اتخاذ قرار رسمي بإعادة العلاقات على المستوى القنصلي والأمني، دون أن ترتقي إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الرسمي.
في الواقع لم يكن قرار الرئيس قيس سعيّد بإعادة فتح سفارة تونس بدمشق وتعيين سفير جديد مؤخرا إلا تناغما مع موجة من التطبيع العربي مع النظام السوري انطلقت منذ سنوات وعرفت أوجها منذ أشهر توّجت بتبادل زيارات رسمية بين وفود رسمية سورية إلى عواصم عربية، ساهمت في كسر الحصار الدولي المفروض على سوريا والمتخذ منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها سنة 2011.
كما توّجت مساعي الانفتاح العربي على سوريا بعودة تدريجية لافتة في العلاقات السورية مع عدد من البلدان العربية، وصدور قرارات بعودة التمثيل الدبلوماسي العربي في دمشق، ومنها الإمارات العربية المتحدة التي بادرت بإعادة فتح سفارتها في سوريا في جانفي 2018، وأيضا بزيارات رسمية على أعلى مستوى قام بها الرئيس السوري مؤخرا إلى بعض العواصم الخليجية منها السعودية والإمارات التي زارها مرتين (مارس 2022، وفيفري 2023).
فضلا عن زيارات متكررة قام بها وزير الخارجية السوري لبلدان عربية، آخرها الجولة التي قام بها مؤخرا وحملته إلى الجزائر وتونس، وذلك تمهيدا لاتخاذ قرار عربي مشترك خلال القمة العربية التي ستلتئم في شهر ماي 2023 بالعاصمة السعودية الرياض، يقضي برفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.
وتأتي زيارة المقداد إلى تونس، بعد أيام من إعلان البلدين عن قرار بإعادة فتح سفارتيهما، وذلك بعد أن بادر الرئيس قيس سعيد بتاريخ 9 فيفري 2023 عن الإعلان عن قرار الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق.
كما يأتي القرار بعد صدور بيان للخارجية التونسية في 8 فيفري 2023، تضمن "استعداد تونس لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق"، وذلك إبان اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي الجديد نبيل عمّار بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إثر الزلزال الذي ضرب مناطق سورية.
ما قبل قطع العلاقات..
في الواقع، عرفت العلاقات التونسية السورية مرحلتين، مرحلة أولى سبقت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي أي خلال الفترة من الستينات إلى ما سنة 2010، ومرحلة ثانية من 2012 تاريخ قطع العلاقات بين البلدين حتى تاريخ اتخاذ قرار بعودتها.
ويعود تاريخ التبادل التجاري والعلمي والسياحي بين البلدين حتى إلى ما قبل استقلال تونس، إذ تميزت فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بتوافد مئات التونسيين إلى دمشق إما للدراسة أو للجهاد في فلسطين أو للتجارة. حتى أن بعضهم قرر الاستقرار في سوريا، وحاليا يقدر عدد الجالية التونسية في سوريا بأكثر من 6 آلاف تونسي..
خلال المرحلة الأولى، مرّت العلاقات بين البلدين بفترتين: فترة أولى خلال عهد الرئيسين الحبيب بورقيبة وحافظ الأسد، تميزت بنوع من البرود والفتور رغم وجود تبادل تجاري وتعاون اقتصادي محترم. الفتور كان بسبب خلافات سياسية وأيديولوجية كانت قائمة بين النظامين والرجلين. نتيجة رد فعل السلطات السورية الغاضبة من خطاب بورقيبة الشهير في أريحا في مارس 1965 حين اقترح حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وأيضا بسبب أن السلطات التونسية في عهد بورقيبة كانت تتعامل مع حزب البعث بحذر وبطريقة أمنية، كما كان مسار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين محل خلاف في الرؤى والتقييمات بين دمشق وتونس حول كيفية التعاطي مع اتفاقيات أوسلو..
أما الفترة الثانية، أي خلال عهد حكم الرئيس زين العادين بن علي، وصعود الرئيس الحالي بشار الأسد إلى الحكم، في جويلية 2000، فقد تميزت بتحسن كبير في العلاقات، وتوجت بتبادل زيارات رسمية بين الرئيسين.. (زار بن علي دمشق سنة 2008، مقابل زيارة الأسد إلى تونس في ثلاث مناسبات، أولى بمناسبة انعقاد القمة العربية في تونس سنة 2004، والثانية في جويلية 2001، والثالثة في جويلية 2010).
وتشير عدة مصادر تاريخية وتقارير إعلامية، إلى تطور لافت للعلاقات بين البلدين وصل إلى مستوى التحالف والتنسيق في بعض القرارات المتخذة بجامعة الدول العربية، كما تم خلال هذه الفترة إمضاء عشرات الاتفاقيات التي كانت تجمع البلدين، فاق عددها 150 اتفاقية تشمل جل القطاعات التجارية والاقتصادية والمالية والسياحية.
قطع العلاقات.. وبداية مسار تصحيح القرار
أما المرحلة الثانية التي تميزت بقطع العلاقات، فقد بدأت بداية سنة 2012، حين اتخذ الرئيس الأسبق المؤقت منصف المرزوقي قرارا مفاجئا في فيفري 2012 بقطع العلاقات مع سوريا احتجاجاً حينها على قمع النظام السوري للاحتجاجات في البلاد..
ويمكن تقسيم هذه المرحلة، إلى ثلاث فترات، فترة أولى تمتد من 2012 حتى نهاية 2014، وتميزت بقطع تام للعلاقات، وفترة ثانية من 2014 إلى 2019، وتميزت بعودة تدريجية للعلاقات، وفترة ثالثة من 2019 إلى 2023، وتميزت بالتمهيد السياسي لتصحيح العلاقات بين البلدين والتي توجت مؤخرا بإعادة العلاقات إلى طبيعتها ورفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى تبادل السفراء.
ورغم قرار قطع العلاقات، وبعد سقوط حكومة الترويكا الثانية في تونس سنة 2013، وصعود حكومة مستقلة بقيادة رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة، سنة 2014، افتتحت تونس في جويلية من نفس السنة، مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية سنة 2015 قنصلًا عامًا (دون رتبة السفير) في دمشق، بقرار من الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي (2014-2019).
في ماي 2015، ورغم وعده خلال حملته الانتخابية في ديسمبر 2014 بالعمل على ترميم العلاقات مع سوريا، تراجع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي عن وعده وصرح في مقابلة إعلامية بأنه ليس من مصلحة تونس عودة السفير السوري إلى تونس.
كما عاد وصرّح في مقابلة مع قناة "أورونيوز" في 2 ديسمبر 2016 أنّ "الموقف من إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع سوريا يتّخذ في سياق قرار عربيّ، وتونس تتفاعل ضمن الوفاق والإجماع العربيّ"..
في 4 جانفي 2018، كشف وزير الداخليّة هادي المجدوب، عن وجود مكتب أمنيّ تونسيّ في العاصمة السوريّة دمشق، وعن وجود تنسيق أمنيّ يوميّ ومتواصل بين تونس وسوريا، عل خلفية ملف المقاتلين التونسيين الذين تم تسفيرهم إلى سوريا وقدر عددهم بحوالي 6 آلاف لقي أغلبهم حتفهم هناك، وحاربوا ضمن منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة.. كما عرفت العلاقات بين البلدين خلال تلك الفترة نوعاً من التقارب، برزت ملامحه من خلال استئناف حركة الطيران بين العاصمتين..
في 24 سبتمبر 2021، التقى وزير الخارجية عثمان الجرندي بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد بحضور نائب الوزير بشار الجعفري، وهو اللقاء الأول بين مسؤولين من البلدين منذ سنة 2011 وإثر قطع العلاقات الدبلوماسية. وكان اللقاء على هامش مشاركة الجرندي في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت بنيويورك من 20 إلى 27 سبتمبر2021.
وفي 15 ديسمبر 2021 ، خلال لقاء إعلامي في قصر قرطاج بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال الرئيس قيس سعيّد، إنه يجب التفرقة بين الدولة والنظام، وقال "النظام شأن داخلي للشعوب يهم الشعب السوري فقط، أما نحن فنتعامل مع الدولة". وأشار إلى أن بعض الأطراف أرادت إسقاط الدول وليس النظام، وسوريا عانت كثيرًا من مساعي التفكيك على مدار التاريخ.
في جويلية 2022، أعلنت وزارة خارجية سوريا، أن فيصل المقداد وزير خارجية التقى الرئيس قيس سعيّد، على هامش احتفالات الذكرى 60 لاستقلال الجزائر. وقالت، في بيان إن "سعيّد طلب من المقداد نقل تحياته إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد"، ونقلت عن سعيّد، أنه "أوضح أن الإنجازات التي حققتها سوريا وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس".