إن دراسة التاريخ، بعبارة أخرى، استكشاف الماضي، يساعدنا على معرفة من أين أتينا.. وإلى أين نحن ذاهبون، من خلال جعلنا على دراية أفضل بهذا الوطن الجميل الذي نحن محظوظون بالانتماء إليه، بما يعدنا لبناء مستقبلنا معًا. إن تاريخ العالم ليس في جزء هام منه إلا سيرة الرجال العظماء .
ليس أعظم من الإنصات إلى من اعتبره مؤرّخ تونس وحضارتها الدكتور محمد حسين فنطر الذي أطلق هذه الأيام صيحة فزع من خلال ما أعلنه من موقف بالمطالبة بـ "معجم الأعلام الجغرافية"، كتب مستغربا، متهما:"الدّولة التونسية"، التي لا تملك معجما رسميّا حول الأعلام الجغرافية الموجودة في كامل تراب الجمهورية من مدن وقرى وأرياف وجبال ووديان وكهوف وغيرها"، مشيرا إلى أن ذلك:"عمل بسيط، لكنّ الحاجة إليه متأكّدة وهو ما يطرح مسألة الاهتمام بالجغرافيا الوطنية لدى هياكل الدولة".
أضاف د. فنطر:"كلّنا في حاجة إلى هذا المعجم على أن يكون من وضع كبار المختصين في العلوم الجغرافية توفّر لهم الدولة الإمكانيات ووسائل النقل إلى البقاع للحصول على الاسم الجغرافي، أيا كان المسمّى، حتّى يتحقّقوا من الاسم ونطقه ، لابدّ أن تكون العربية لغته مع التثبّت في النطق وتسجيل الاسم كما ينطق به السّكان المحلّيون".
بالفعل إن هذا العمل قد يكون من مسؤولية الدولة، لكن لم لا تبادر مؤسسة خاصة كأحد البنوك بتبنّيه، ماذا سيكلفها مليون، مليونان من الدنانير مبلغ لا يمثّل شيئا مقارنة بحجم هذه المرابيح الضخمة التي توفّرها سنويا بنوكنا الخاصة لأصحابها، احدها أعلن أمس أن حجم مرابيح السنة الماضية 2022 بعد طرح المصاريف والادعاءات فاقت 300 مليون دينار أي ما يقارب ثلاثة أرباع ميزانية وزارة الثقافة .
من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدا، فمنه نتعلّم، ونستلهم ما نحتاجه من تحفيز .
يهدف التاريخ إلى فهم كيف أن الفاعلين الفرديين والجماعيين، حاملي التراث الثقافي، في المواقف التي تفرض قيودًا ويقدمون الموارد، يتخذون الخيارات التي توجه أفعالهم.
التاريخ علم إنساني يصوغ المشاكل ويقدم التفسيرات. يساعد تحليل حدث من منظور تاريخي على فهمه بشكل أفضل وفي بعض الأحيان لفهم الحاضر بشكل أفضل. لذا فإن التاريخ ليس مجرد تراكم للتواريخ والأحداث وقصص حياة الأشخاص المهمين.
لكارل ماركس مقولة:"من لا يعرف التاريخ محكوم عليه أن يعيشه من جديد".
يُنسب هذا الاقتباس أيضًا إلى "سانتايانا" و"تشرشل" في إظهار جيد للاهتمام بمعرفة التاريخ ومحطاته المختلفة! فبغض النظر عن المزاح، من المهم أن نعرف أن ما نعيشه اليوم ليس إلا نتاج صراعات أسلافنا، وأنه لا يوجد شيء نهائي في الحياة، بما في ذلك حرياتنا .
نتعلّم من التاريخ، تحديدا في تاريخ النهضات أن اليقظة العقلية تسبق دائما النشاط السياسي والاجتماعي.
ما يقوم ويبادر به العلامة التونسي محمد حسين فنطر بما هو موصول بتاريخ وحضارة بلادنا انجاز يُحسب له، صنع ما عجز عنه الكثير من السياسيين عندنا، في تقدير موقف أكثر شخصية حبّبتنا وعرّفتنا بعظمة هذا البلد وتاريخه والحضارات المتعاقبة عليه .
إن الإحساس بالتاريخ يحرك المشاعر، يوقظ الوطنية، ولا يكون إلا على أساس المعرفة واستمرار التقاليد، والتعرّف على ما خلد من تراث.
فتاريخ كل أمة خط متصل، قد يصعد الخط أو يهبط حسبما يقارب الناس ماضيهم، ومدى الرغبة في اكتشافه وتعميق معرفتهم به.
يرويها: أبو بكر الصغير
إن دراسة التاريخ، بعبارة أخرى، استكشاف الماضي، يساعدنا على معرفة من أين أتينا.. وإلى أين نحن ذاهبون، من خلال جعلنا على دراية أفضل بهذا الوطن الجميل الذي نحن محظوظون بالانتماء إليه، بما يعدنا لبناء مستقبلنا معًا. إن تاريخ العالم ليس في جزء هام منه إلا سيرة الرجال العظماء .
ليس أعظم من الإنصات إلى من اعتبره مؤرّخ تونس وحضارتها الدكتور محمد حسين فنطر الذي أطلق هذه الأيام صيحة فزع من خلال ما أعلنه من موقف بالمطالبة بـ "معجم الأعلام الجغرافية"، كتب مستغربا، متهما:"الدّولة التونسية"، التي لا تملك معجما رسميّا حول الأعلام الجغرافية الموجودة في كامل تراب الجمهورية من مدن وقرى وأرياف وجبال ووديان وكهوف وغيرها"، مشيرا إلى أن ذلك:"عمل بسيط، لكنّ الحاجة إليه متأكّدة وهو ما يطرح مسألة الاهتمام بالجغرافيا الوطنية لدى هياكل الدولة".
أضاف د. فنطر:"كلّنا في حاجة إلى هذا المعجم على أن يكون من وضع كبار المختصين في العلوم الجغرافية توفّر لهم الدولة الإمكانيات ووسائل النقل إلى البقاع للحصول على الاسم الجغرافي، أيا كان المسمّى، حتّى يتحقّقوا من الاسم ونطقه ، لابدّ أن تكون العربية لغته مع التثبّت في النطق وتسجيل الاسم كما ينطق به السّكان المحلّيون".
بالفعل إن هذا العمل قد يكون من مسؤولية الدولة، لكن لم لا تبادر مؤسسة خاصة كأحد البنوك بتبنّيه، ماذا سيكلفها مليون، مليونان من الدنانير مبلغ لا يمثّل شيئا مقارنة بحجم هذه المرابيح الضخمة التي توفّرها سنويا بنوكنا الخاصة لأصحابها، احدها أعلن أمس أن حجم مرابيح السنة الماضية 2022 بعد طرح المصاريف والادعاءات فاقت 300 مليون دينار أي ما يقارب ثلاثة أرباع ميزانية وزارة الثقافة .
من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدا، فمنه نتعلّم، ونستلهم ما نحتاجه من تحفيز .
يهدف التاريخ إلى فهم كيف أن الفاعلين الفرديين والجماعيين، حاملي التراث الثقافي، في المواقف التي تفرض قيودًا ويقدمون الموارد، يتخذون الخيارات التي توجه أفعالهم.
التاريخ علم إنساني يصوغ المشاكل ويقدم التفسيرات. يساعد تحليل حدث من منظور تاريخي على فهمه بشكل أفضل وفي بعض الأحيان لفهم الحاضر بشكل أفضل. لذا فإن التاريخ ليس مجرد تراكم للتواريخ والأحداث وقصص حياة الأشخاص المهمين.
لكارل ماركس مقولة:"من لا يعرف التاريخ محكوم عليه أن يعيشه من جديد".
يُنسب هذا الاقتباس أيضًا إلى "سانتايانا" و"تشرشل" في إظهار جيد للاهتمام بمعرفة التاريخ ومحطاته المختلفة! فبغض النظر عن المزاح، من المهم أن نعرف أن ما نعيشه اليوم ليس إلا نتاج صراعات أسلافنا، وأنه لا يوجد شيء نهائي في الحياة، بما في ذلك حرياتنا .
نتعلّم من التاريخ، تحديدا في تاريخ النهضات أن اليقظة العقلية تسبق دائما النشاط السياسي والاجتماعي.
ما يقوم ويبادر به العلامة التونسي محمد حسين فنطر بما هو موصول بتاريخ وحضارة بلادنا انجاز يُحسب له، صنع ما عجز عنه الكثير من السياسيين عندنا، في تقدير موقف أكثر شخصية حبّبتنا وعرّفتنا بعظمة هذا البلد وتاريخه والحضارات المتعاقبة عليه .
إن الإحساس بالتاريخ يحرك المشاعر، يوقظ الوطنية، ولا يكون إلا على أساس المعرفة واستمرار التقاليد، والتعرّف على ما خلد من تراث.
فتاريخ كل أمة خط متصل، قد يصعد الخط أو يهبط حسبما يقارب الناس ماضيهم، ومدى الرغبة في اكتشافه وتعميق معرفتهم به.