تتواصل ظاهرة الاعتداءات على وسائل النقل العمومي من حافلات وعربات ميترو، وتتفاقم يوما بعد يوم حتى أنها امتدت إلى اعتداءات بالعنف الجسدي واللفظي على الحرفاء وعلى الأعوان والسائقين لتتحول وظيفتهم إلى مصدر خطر على حياتهم.
وبالرغم من محاولات الردع من جهة وحملات التوعية من جهة أخرى إلا أن حوادث الاعتداء والتهشيم وتكسير العربات لم تتراجع، بل بالعكس أصبحت في تزايد مستمر حتى أنه إلى حد كتابة هذه الأسطر ارتفع العدد إلى خمسة حوادث اعتداء منذ بداية شهر رمضان هذه السنة مقابل حادثتين في السنة الماضية.
في هذا السياق أوضحت المكلفة بالإعلام بشركة نقل تونس حياة الشمتوري في تصريح لـ"الصباح" أنّه "من المؤكد بالنسبة خاصة لشبكة السكك الحديدية أن الاعتداءات المسجلة هذه السنة أكثر من السنة الماضية، فتم الاعتداء في خمس مناسبات على بلور غرفة القيادة".
وأضافت "وسائل الاعتداء تتمثل أولا في الرشق بالحجارة وخلع الأبواب واستعمال الفوشيك، والعنف اللفظي بتعلة حشيشة رمضان، وأصبحت هناك ظاهرة جديدة هي لعب الكورة على سكة الحديد وبالتالي تعطيل حركة الميترو لفترات أحيانا طويلة رغم محاولات السائق لحثهم على إخلاء الطريق".
وقالت الشمتوري "في الفترة المسائية هناك تنسيق تام مع شرطة النجدة من خلال مصلحة حماية وسائل النقل ومكافحة النشل والتي تعمل مع المنظومة الأمنية للشركة في محطات ونقاط معينة تكثر فيها ظاهرة الاعتداءات".
وأكّدت المكلفة بالإعلام في شركة نقل تونس أنّ "أكثر الخطوط المتضررة من هذه الظاهرة هي الخط رقم 5 حيث أن هناك قصرا يعمدون إلى رشق الميترو بالحجارة خاصة على مستوى محطة الرمانة و14 جانفي وهناك أيضا الخط رقم 1 في المسلك الممتد بين محطات الكبارية وابن سينا والوردية 6 وحي النور حيث أنه في هذا المستوى لا يعلم الحريف ولا السائق من أي وجهة يتم رشق الحجارة بكثافة مما دفع الشركة إلى إيقاف السفرات الليلية بهذه الخطوط للحفاظ على سلامة الأعوان والحرفاء والمعدات".
وقالت "الخط رقم 4 أيضا تُسجل به أعمال شغب حيث تتكاثف وتتزايد بطريقة كبيرة بين محطة الترابط سليمان كاهية ونهاية خط خير الدين ولذلك تتوقف عربات الميترو في السفرات الليلة إلى حد محطة خير الدين ولا تواصل بقية المحطات، فعلى ثلاث أو أربع سفرات ليلية يتم الاعتداء وتكسير ثلاث أو أربع عربات، ما يتسبب في تعطيل حركة السفرات المبرمجة ليوم غد".
وأكدت الشمتوري أنّ "هذه الاعتداءات يقوم بها أشخاص قُصر تم إحالة العديد منهم إلى مراكز الشرطة والتحقيق معهم، فهناك البعض منهم من وجودوا بحوزتهم ممنوعات، وهناك أيضا من وجدوا لديهم هواتف جوالة ويقومون بتصوير أنفسهم على التيك توك ويوثقون اعتداءاتهم على وسائل النقل من ذلك كيفية خلع باب العربة أو قطع الكهرباء وغيرها من الطرق والوسائل".
وأوضحت حياة الشمتوري "هذه الظاهرة لها كلفة مضعفة، فالأضرار المادية تؤدي إلى تكاليف كبيرة أولها ارتفاع تكاليف الصيانة بالنسبة للمؤسسة ينجر عنها بالتالي نقص في المداخيل باعتبار تحويل وسائل النقل المتضررة إلى الورشات ومن ثمة ارتفاع مدة تواتر السفرات فعوضا عن 4 وسيلة نقل ميترو أو حافلات تصبح هناك ثلاث أو اثنتين فقط. والأخطر من ذلك عدم توفر قطاع الغيار".
وأوضحت "أن كمية البلور المبرمجة لسنة كاملة يتمّ استغلالها في ثلاثة أو أربعة أشهر بسبب تواتر عمليات التهشيم والرشق بالحجارة والحال أن الشركة في وضعية مالية حرجة وبالتالي لا توجد سيولة لاقتناء قطع الغيار وخاصة نوعية معينة من البلور بالنسبة للميترو وهو ما ينجر عنه تعطل عمليات الإصلاح والصيانة ومن ثمة تسجيل نقص كبير في مداخيل الشركة بسبب تغير برمجة الرحلات مما يؤدي إلى تعطل مصالح المواطنين الذين يصبون جام غضبهم على الأعوان وعلى الأسطول".
وأضافت حياة الشمتوري "أساليب الاعتداءات تتغير وتتنوع بحسب الحالات، فالنقص في عدد الرحلات بسبب تضرر الاسطول ينجر في الكثير من الأحيان تعمد بعض متساكني عدد من الأحياء إلى قطع الطريق بسبب التأخير ما ينجر عنه أيضا تعطل خطوط أخرى وهكذا دواليك إلى جانب "الترسكيا" والتي تتسبب هي بدورها في اعتداءات على الأعوان وعلى الحافلات".
كل ذلك مرجعه، وفق قولها، "العقليات السائدة وأيضا مسؤولية الأولياء خاصة بالنسبة للقصر وأيضا مسؤولية المجتمع الذي ينهي عن مثل هذه التصرفات إلى جانب ضرورة تغيير المنظومة التربوية".
وللتذكير فإن هذه السلوكيات والاعتداءات وما تسببه من تعطيل المرفق العمومي للنقل تعتبر جنحة يعاقب عليها القانون طبقا للفصل 304 من المجلة الجزائية. كما أن المعتدي مطالب في إطار قيام الشركة بالحق الشخصي بالتعويض عن الأضرار الحاصلة لها بما في ذلك غرامة الحرمان من الاستعمال طبقا للفصل 107 من مجلة الالتزامات والعقود.
إيمان عبد اللطيف
تونس – الصباح
تتواصل ظاهرة الاعتداءات على وسائل النقل العمومي من حافلات وعربات ميترو، وتتفاقم يوما بعد يوم حتى أنها امتدت إلى اعتداءات بالعنف الجسدي واللفظي على الحرفاء وعلى الأعوان والسائقين لتتحول وظيفتهم إلى مصدر خطر على حياتهم.
وبالرغم من محاولات الردع من جهة وحملات التوعية من جهة أخرى إلا أن حوادث الاعتداء والتهشيم وتكسير العربات لم تتراجع، بل بالعكس أصبحت في تزايد مستمر حتى أنه إلى حد كتابة هذه الأسطر ارتفع العدد إلى خمسة حوادث اعتداء منذ بداية شهر رمضان هذه السنة مقابل حادثتين في السنة الماضية.
في هذا السياق أوضحت المكلفة بالإعلام بشركة نقل تونس حياة الشمتوري في تصريح لـ"الصباح" أنّه "من المؤكد بالنسبة خاصة لشبكة السكك الحديدية أن الاعتداءات المسجلة هذه السنة أكثر من السنة الماضية، فتم الاعتداء في خمس مناسبات على بلور غرفة القيادة".
وأضافت "وسائل الاعتداء تتمثل أولا في الرشق بالحجارة وخلع الأبواب واستعمال الفوشيك، والعنف اللفظي بتعلة حشيشة رمضان، وأصبحت هناك ظاهرة جديدة هي لعب الكورة على سكة الحديد وبالتالي تعطيل حركة الميترو لفترات أحيانا طويلة رغم محاولات السائق لحثهم على إخلاء الطريق".
وقالت الشمتوري "في الفترة المسائية هناك تنسيق تام مع شرطة النجدة من خلال مصلحة حماية وسائل النقل ومكافحة النشل والتي تعمل مع المنظومة الأمنية للشركة في محطات ونقاط معينة تكثر فيها ظاهرة الاعتداءات".
وأكّدت المكلفة بالإعلام في شركة نقل تونس أنّ "أكثر الخطوط المتضررة من هذه الظاهرة هي الخط رقم 5 حيث أن هناك قصرا يعمدون إلى رشق الميترو بالحجارة خاصة على مستوى محطة الرمانة و14 جانفي وهناك أيضا الخط رقم 1 في المسلك الممتد بين محطات الكبارية وابن سينا والوردية 6 وحي النور حيث أنه في هذا المستوى لا يعلم الحريف ولا السائق من أي وجهة يتم رشق الحجارة بكثافة مما دفع الشركة إلى إيقاف السفرات الليلية بهذه الخطوط للحفاظ على سلامة الأعوان والحرفاء والمعدات".
وقالت "الخط رقم 4 أيضا تُسجل به أعمال شغب حيث تتكاثف وتتزايد بطريقة كبيرة بين محطة الترابط سليمان كاهية ونهاية خط خير الدين ولذلك تتوقف عربات الميترو في السفرات الليلة إلى حد محطة خير الدين ولا تواصل بقية المحطات، فعلى ثلاث أو أربع سفرات ليلية يتم الاعتداء وتكسير ثلاث أو أربع عربات، ما يتسبب في تعطيل حركة السفرات المبرمجة ليوم غد".
وأكدت الشمتوري أنّ "هذه الاعتداءات يقوم بها أشخاص قُصر تم إحالة العديد منهم إلى مراكز الشرطة والتحقيق معهم، فهناك البعض منهم من وجودوا بحوزتهم ممنوعات، وهناك أيضا من وجدوا لديهم هواتف جوالة ويقومون بتصوير أنفسهم على التيك توك ويوثقون اعتداءاتهم على وسائل النقل من ذلك كيفية خلع باب العربة أو قطع الكهرباء وغيرها من الطرق والوسائل".
وأوضحت حياة الشمتوري "هذه الظاهرة لها كلفة مضعفة، فالأضرار المادية تؤدي إلى تكاليف كبيرة أولها ارتفاع تكاليف الصيانة بالنسبة للمؤسسة ينجر عنها بالتالي نقص في المداخيل باعتبار تحويل وسائل النقل المتضررة إلى الورشات ومن ثمة ارتفاع مدة تواتر السفرات فعوضا عن 4 وسيلة نقل ميترو أو حافلات تصبح هناك ثلاث أو اثنتين فقط. والأخطر من ذلك عدم توفر قطاع الغيار".
وأوضحت "أن كمية البلور المبرمجة لسنة كاملة يتمّ استغلالها في ثلاثة أو أربعة أشهر بسبب تواتر عمليات التهشيم والرشق بالحجارة والحال أن الشركة في وضعية مالية حرجة وبالتالي لا توجد سيولة لاقتناء قطع الغيار وخاصة نوعية معينة من البلور بالنسبة للميترو وهو ما ينجر عنه تعطل عمليات الإصلاح والصيانة ومن ثمة تسجيل نقص كبير في مداخيل الشركة بسبب تغير برمجة الرحلات مما يؤدي إلى تعطل مصالح المواطنين الذين يصبون جام غضبهم على الأعوان وعلى الأسطول".
وأضافت حياة الشمتوري "أساليب الاعتداءات تتغير وتتنوع بحسب الحالات، فالنقص في عدد الرحلات بسبب تضرر الاسطول ينجر في الكثير من الأحيان تعمد بعض متساكني عدد من الأحياء إلى قطع الطريق بسبب التأخير ما ينجر عنه أيضا تعطل خطوط أخرى وهكذا دواليك إلى جانب "الترسكيا" والتي تتسبب هي بدورها في اعتداءات على الأعوان وعلى الحافلات".
كل ذلك مرجعه، وفق قولها، "العقليات السائدة وأيضا مسؤولية الأولياء خاصة بالنسبة للقصر وأيضا مسؤولية المجتمع الذي ينهي عن مثل هذه التصرفات إلى جانب ضرورة تغيير المنظومة التربوية".
وللتذكير فإن هذه السلوكيات والاعتداءات وما تسببه من تعطيل المرفق العمومي للنقل تعتبر جنحة يعاقب عليها القانون طبقا للفصل 304 من المجلة الجزائية. كما أن المعتدي مطالب في إطار قيام الشركة بالحق الشخصي بالتعويض عن الأضرار الحاصلة لها بما في ذلك غرامة الحرمان من الاستعمال طبقا للفصل 107 من مجلة الالتزامات والعقود.