باقتراب الموعد الجديد المقرّر لهذا المؤتمر عادت المعركة والخلافات لتتجدّد وتنشب بين ما بقي من قيادات داخل الحركة.
تونس- الصباح
أثارت التدوينة التي نشرها القيادي بحركة النهضة محمد القوماني في شكل بلاغ للصحفيين في البداية وذلك على صفحته الرسمية موجة من ردود الأفعال المتباينة بشأن حقيقة الوضع داخل حركة النهضة التي استنزفها بالكامل مسار 25 جويلية وتفسّخت ملامحها ووهنت سياسيا تحت تأثير عدة عوامل منها الذاتي ومنها الموضوعي.
وكان محمد القوماني قد أعلن أول أمس عن تخليه عن صفته القيادية والحزبية من الحركة، مقرّا، بوجود تباين بينه وبين التمشي السياسي السائد في قيادة الحركة حول تقدير الوضع العام بالبلاد ومقتضيات التعاطي معه والمعالجة الناجعة للأزمة الوطنية المركّبة والمعقّدة، وفق تعبيره. ولكنه نفى في الآن ذاته استقالته من الحزب أو تعليق عضويته، مؤكدا أن التدوينة التي نشرها هي إجراء للتعبير عن آرائه بوجود تباين وخلاف في وجهات النظر. كما بيّن أيضا القوماني في تصريحات صحفية أن التباين يتعلق بالمستقبل التنظيمي للحركة وغياب الرؤية والوضوح بشأن المؤتمر. وتابع أن المؤتمر القادم للنهضة مقرر في شهر جوان، لكن وإلى اليوم لا توجد أي أدلة أو مؤشرات عن الإعداد لهذا المؤتمر.
لعنة المؤتمر ..
ولئن أكد القوماني في السياق ذاته أن الخلاف لا يتعلق برأس الحركة فقط بل كذلك بضرورة تشريك الشباب ، فإن ذلك لا يحجب مسألة على غاية من الأهمية في علاقة بالمؤتمر الحادي عشر المتأخر بسنوات عن موعده والذي ما زال محل خلافات الى اليوم فقبل إعلان إجراءات 25 جويلية وتجميد البرلمان كان هذا المؤتمر وتنظيمه والمترشحين لخلافة راشد الغنوشي محل خلاف طاحن انتهى بخروج أكثر من 100 منتم للحركة بينهم قيادات صف أول مثل عبد اللطيف المكي وزبير الشهودي ومحمد بن سالم وقيادات متوسطة وصغرى والتي أنصرف أغلبها اليوم الى تأسيس الحزب الجديد حزب العمل والانجاز والذي يعتبر عبد اللطيف المكي من مؤسسيه البارزين .
وعلى ما يبدو فانه اليوم وباقتراب الموعد الجديد المقرّر لهذا المؤتمر في جوان القادم عادت المعركة والخلافات لتتجدّد وتنشب بين ما بقي من قيادات وشخصيات داخل الحركة خاصة وأن الحركة ابرز قياداتها يا اما رهن الإيقاف او غادرت الحركة التي ينفرد بقيادتها اليوم راشد الغنوشي والذي يحاول ان يحتمي بعنوان سياسي جديد هو عنوان جبهة الخلاص الذي تتموقع اليوم كأبرز مكونات المعارضة الراديكالية التي لا تعترف بمسار 25 جويلية وتتمسّك بكونه انقلابا على دستور 2014 .. وربما الخلافات التي أشار اليها محمد القوماني اليوم وتشير بعض الكواليس انها بلغت أشده هي من سيقود الحركة الى نهايتها اذا لم يتدارك راشد الغنوشي الامر وينقذ الحزب الذي أسسه من الانقراض والاندثار.
خاصة وأن اليوم هناك محامل حزبية جديدة يمكن للنهضاويين أن يلتحقوا بها دون أن يغيّروا لا أفكارهم ولا قناعاتهم الأيديولوجية مثل حزب العمل والانجاز لعبد اللطيف المكي الذي بدأ يستقطب شباب الحركة الإسلامية رغم انه لا يسوّق لنفسه كحزب أيديولوجيا ولكن كحزب اجتماعي محافظ ولكنه اليوم بات خيارا وحيدا لدى طيف واسع من الإسلاميين تحت تأثير موازين سياسية راهنة ترجّح دائما كفة الرئيس قيس سعيد في مواجهة راشد الغنوشي .
وفي تصريح صحفي منذ أيام لجريدة "الصباح" أكد رئيس مكتب راشد الغنوشي الأسبق زبير الشهودي والذي التحق بحزب العمل والانجاز الذي يقوده عبد اللطيف المكي أن الحزب الجديد يتمتع بقواعد شعبية واسعة وأكبر مما عليه حركة النهضة اليوم وأنهم استطاعوا وفي ظرف وجيز تكوين الحزب مع المحافظة على موقعه كفاعل بارز في المشهد السياسي بشكل خاص والمشهد الوطني بشكل عام على خلاف ما اصبح عليه حزب حركة النهضة ، كما أشار الشهودي الى معطى مهم وهو ان 65 من أبناء الحزب الجديد هم دون 40 سنة، وهو ما يؤكد فرضية أن شباب التيار الإسلامي والذي تم تجاهله وقمعه طوال سنوات في الخزب الأم حركة النهضة وجد ضالته في الحزب الجديد رغم تأكيد مؤسسوه المتواصل انه ليس حزبا بديلا لحركة النهضة، ولكن المتغيرات السياسية العميقة التي تعيشها البلاد والتي كانت مفاجئة ومباغتة قد تكون هي من يفرض ان يكون هذا الحزب بالفعل بديلا لحركة النهضة التي يبدو أن دورها التاريخي والنضالي انتهى وانه ان الأوان اليوم لمرحلة جديدة في التيار الإسلامي ككل في تونس بوجود أحزاب اقرب الى المحافظة منها الى الأيديولوجيا وهو ما التقطته عبد اللطيف المكي منذ البداية وجازف بالخروج من الحركة رغم موقعه القيادي البارز ومضى في مشروع تأسيس هذا الحزب الجديد.
ومع كل الانشقاقات والخلافات والإيقافات التي قادت قيادات نهضاوية بارزة الى ما خلف القضبان ، يجد راشد الغنوشي نفسه لوحده في مواجهة المرحلة بكل أوزارها وصراعاته وفي إيجاد الحلول المناسبة لحماية حزبه من الاندثار ..وهي المهمة التي تبدو صعبة وعسيرة مع كل سياقات المشهد السياسي العام ومع كل ما الصراعات التي تواجهها الحركة في الداخل والخارج .
منية العرفاوي
باقتراب الموعد الجديد المقرّر لهذا المؤتمر عادت المعركة والخلافات لتتجدّد وتنشب بين ما بقي من قيادات داخل الحركة.
تونس- الصباح
أثارت التدوينة التي نشرها القيادي بحركة النهضة محمد القوماني في شكل بلاغ للصحفيين في البداية وذلك على صفحته الرسمية موجة من ردود الأفعال المتباينة بشأن حقيقة الوضع داخل حركة النهضة التي استنزفها بالكامل مسار 25 جويلية وتفسّخت ملامحها ووهنت سياسيا تحت تأثير عدة عوامل منها الذاتي ومنها الموضوعي.
وكان محمد القوماني قد أعلن أول أمس عن تخليه عن صفته القيادية والحزبية من الحركة، مقرّا، بوجود تباين بينه وبين التمشي السياسي السائد في قيادة الحركة حول تقدير الوضع العام بالبلاد ومقتضيات التعاطي معه والمعالجة الناجعة للأزمة الوطنية المركّبة والمعقّدة، وفق تعبيره. ولكنه نفى في الآن ذاته استقالته من الحزب أو تعليق عضويته، مؤكدا أن التدوينة التي نشرها هي إجراء للتعبير عن آرائه بوجود تباين وخلاف في وجهات النظر. كما بيّن أيضا القوماني في تصريحات صحفية أن التباين يتعلق بالمستقبل التنظيمي للحركة وغياب الرؤية والوضوح بشأن المؤتمر. وتابع أن المؤتمر القادم للنهضة مقرر في شهر جوان، لكن وإلى اليوم لا توجد أي أدلة أو مؤشرات عن الإعداد لهذا المؤتمر.
لعنة المؤتمر ..
ولئن أكد القوماني في السياق ذاته أن الخلاف لا يتعلق برأس الحركة فقط بل كذلك بضرورة تشريك الشباب ، فإن ذلك لا يحجب مسألة على غاية من الأهمية في علاقة بالمؤتمر الحادي عشر المتأخر بسنوات عن موعده والذي ما زال محل خلافات الى اليوم فقبل إعلان إجراءات 25 جويلية وتجميد البرلمان كان هذا المؤتمر وتنظيمه والمترشحين لخلافة راشد الغنوشي محل خلاف طاحن انتهى بخروج أكثر من 100 منتم للحركة بينهم قيادات صف أول مثل عبد اللطيف المكي وزبير الشهودي ومحمد بن سالم وقيادات متوسطة وصغرى والتي أنصرف أغلبها اليوم الى تأسيس الحزب الجديد حزب العمل والانجاز والذي يعتبر عبد اللطيف المكي من مؤسسيه البارزين .
وعلى ما يبدو فانه اليوم وباقتراب الموعد الجديد المقرّر لهذا المؤتمر في جوان القادم عادت المعركة والخلافات لتتجدّد وتنشب بين ما بقي من قيادات وشخصيات داخل الحركة خاصة وأن الحركة ابرز قياداتها يا اما رهن الإيقاف او غادرت الحركة التي ينفرد بقيادتها اليوم راشد الغنوشي والذي يحاول ان يحتمي بعنوان سياسي جديد هو عنوان جبهة الخلاص الذي تتموقع اليوم كأبرز مكونات المعارضة الراديكالية التي لا تعترف بمسار 25 جويلية وتتمسّك بكونه انقلابا على دستور 2014 .. وربما الخلافات التي أشار اليها محمد القوماني اليوم وتشير بعض الكواليس انها بلغت أشده هي من سيقود الحركة الى نهايتها اذا لم يتدارك راشد الغنوشي الامر وينقذ الحزب الذي أسسه من الانقراض والاندثار.
خاصة وأن اليوم هناك محامل حزبية جديدة يمكن للنهضاويين أن يلتحقوا بها دون أن يغيّروا لا أفكارهم ولا قناعاتهم الأيديولوجية مثل حزب العمل والانجاز لعبد اللطيف المكي الذي بدأ يستقطب شباب الحركة الإسلامية رغم انه لا يسوّق لنفسه كحزب أيديولوجيا ولكن كحزب اجتماعي محافظ ولكنه اليوم بات خيارا وحيدا لدى طيف واسع من الإسلاميين تحت تأثير موازين سياسية راهنة ترجّح دائما كفة الرئيس قيس سعيد في مواجهة راشد الغنوشي .
وفي تصريح صحفي منذ أيام لجريدة "الصباح" أكد رئيس مكتب راشد الغنوشي الأسبق زبير الشهودي والذي التحق بحزب العمل والانجاز الذي يقوده عبد اللطيف المكي أن الحزب الجديد يتمتع بقواعد شعبية واسعة وأكبر مما عليه حركة النهضة اليوم وأنهم استطاعوا وفي ظرف وجيز تكوين الحزب مع المحافظة على موقعه كفاعل بارز في المشهد السياسي بشكل خاص والمشهد الوطني بشكل عام على خلاف ما اصبح عليه حزب حركة النهضة ، كما أشار الشهودي الى معطى مهم وهو ان 65 من أبناء الحزب الجديد هم دون 40 سنة، وهو ما يؤكد فرضية أن شباب التيار الإسلامي والذي تم تجاهله وقمعه طوال سنوات في الخزب الأم حركة النهضة وجد ضالته في الحزب الجديد رغم تأكيد مؤسسوه المتواصل انه ليس حزبا بديلا لحركة النهضة، ولكن المتغيرات السياسية العميقة التي تعيشها البلاد والتي كانت مفاجئة ومباغتة قد تكون هي من يفرض ان يكون هذا الحزب بالفعل بديلا لحركة النهضة التي يبدو أن دورها التاريخي والنضالي انتهى وانه ان الأوان اليوم لمرحلة جديدة في التيار الإسلامي ككل في تونس بوجود أحزاب اقرب الى المحافظة منها الى الأيديولوجيا وهو ما التقطته عبد اللطيف المكي منذ البداية وجازف بالخروج من الحركة رغم موقعه القيادي البارز ومضى في مشروع تأسيس هذا الحزب الجديد.
ومع كل الانشقاقات والخلافات والإيقافات التي قادت قيادات نهضاوية بارزة الى ما خلف القضبان ، يجد راشد الغنوشي نفسه لوحده في مواجهة المرحلة بكل أوزارها وصراعاته وفي إيجاد الحلول المناسبة لحماية حزبه من الاندثار ..وهي المهمة التي تبدو صعبة وعسيرة مع كل سياقات المشهد السياسي العام ومع كل ما الصراعات التي تواجهها الحركة في الداخل والخارج .