إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. استجابة غير مناسبة !!...

 

بقلم: أبوبكر الصغير

من الغباء انتظار الأشياء التي لن تأتي أبدا أولا أمل في حصولها.

من نعم الغباء أنه يحمي صاحبه من أن يجن تجاه حالة أو وضع سكن روحه وتلبّس به ولازمه في كل تفاصيل عيشه وحياته.

نحتاج نحن معشر البشر إلى كثير من النفاق  لنتجنب السقوط في المشاكل، نحتاج  كذلك إلى الغباء لكي نستمرّ في حياتنا اليومية دون أدنى متاعب .

عادة ما توفر الصعوبة الفردية في الحفاظ على يقين قيمة المرء عنصرا سببيا حاسما، من خلال دمج الموقف المنهجي السليم نفسه في انعكاسه، بما هو موصول بترابط سلوكي الذكاء والغباء كظواهر إنسانية ناشئة .

الغباء باعتباره نقصا كبيرا في الذكاء: أولئك الذين يقومون بهذا التشخيص في الآخرين يستبعدون أنفسهم منه بحكم الأمر الواقع .

ليس عليك أن تكون غبيا -من الناحية النظرية- لتعتبر أن الآخرين كذلك. ومع ذلك، فالأمر يتعلق بالمواقف  الغريبة والعجيبة وبقراءات الأحداث بالمقلوب وحتى  بالنكات السمجة وكراهية الآخر، لأن الغباء يكمن على وجه التحديد في اتهام الآخرين، وبعضهم الآخر، بالغباء. الذكاء نفسه، عندما يتقدم وراء قناع ادعاء المعرفة والتفرّد بالحقيقة، يكون بعيدا عن الحماية من الغباء .

لا يوجد سوى شيئين لا حدود ولا حصر لهما، الكون وغباء الإنسان أو البشر .

الغباء حالة، بالتالي يمكن فهمها من الناحية الظاهراتية كنتيجة الوجود الذاتي في العالم الذي تميزه ذهابا وإيابا للموضوع بين وهم الهوية وشعور المرء بأنه "الأنا  الأعلى"  .

كما يُنظر إليه على أنه استجابة غير مناسبة لمطالب العالم وحاجة الإنسانية لإدراك الأحداث والأمور التي تطرأ بالطريقة التي يرغبونها ويأملونها .

انّ فكرة  كون الغباء يتحدى علاقتنا بالواقع، لأنه يوجد غباء في كل مرة لا نتكيف فيها مع مطالبه بما يتّجه  الى أن يتحوّل الى أساس ملكة المشاكل الزائفة،  لنجد أنفسنا في وضع وصفه بيرغسون بـ"تلوث للإبداع بالخمول" من منح أنفسنا غرورا  زائفا للتواصل مع العالم  كأنّنا وحدنا توصّلنا الى امتلاك الحقيقة الأزلية بالفهم والاستيعاب وتقديم الحلول .

الأشخاص الأغبياء لا يتحملون مسؤولية أخطائهم أبدا، لذلك يقومون بوضع اللوم على الآخرين، على عكس الأشخاص الأذكياء فهم يَرون كل خطأ في عملهم أو حياتهم بأنه فرصة لتعلم شيء ما والقيام بعمل أفضل في المرة القادمة، لانّ الذكاء ليس إلا السرعة في رؤية الأشياء كما هي، على حقيقة أوضاعها وظروفها  ومتطلباتها  .

كم نحن بحاجة اليوم الى فهم وظيفة الغباء والجهل في مجتمع يدعي المعرفة، ودوره من حيث يشعر أو لا يشعر  في التعجيل بالسقوط والانهيار .

فالفوز والنصر ليس للأقوى أو أكثر ذكاء من الأجناس، لكنه للأكثر تجاوبا وتكيفا مع الأوضاع والتحديات والقدرة على صنع التغيير المنشود.

حكاياتهم .. استجابة غير مناسبة  !!...

 

بقلم: أبوبكر الصغير

من الغباء انتظار الأشياء التي لن تأتي أبدا أولا أمل في حصولها.

من نعم الغباء أنه يحمي صاحبه من أن يجن تجاه حالة أو وضع سكن روحه وتلبّس به ولازمه في كل تفاصيل عيشه وحياته.

نحتاج نحن معشر البشر إلى كثير من النفاق  لنتجنب السقوط في المشاكل، نحتاج  كذلك إلى الغباء لكي نستمرّ في حياتنا اليومية دون أدنى متاعب .

عادة ما توفر الصعوبة الفردية في الحفاظ على يقين قيمة المرء عنصرا سببيا حاسما، من خلال دمج الموقف المنهجي السليم نفسه في انعكاسه، بما هو موصول بترابط سلوكي الذكاء والغباء كظواهر إنسانية ناشئة .

الغباء باعتباره نقصا كبيرا في الذكاء: أولئك الذين يقومون بهذا التشخيص في الآخرين يستبعدون أنفسهم منه بحكم الأمر الواقع .

ليس عليك أن تكون غبيا -من الناحية النظرية- لتعتبر أن الآخرين كذلك. ومع ذلك، فالأمر يتعلق بالمواقف  الغريبة والعجيبة وبقراءات الأحداث بالمقلوب وحتى  بالنكات السمجة وكراهية الآخر، لأن الغباء يكمن على وجه التحديد في اتهام الآخرين، وبعضهم الآخر، بالغباء. الذكاء نفسه، عندما يتقدم وراء قناع ادعاء المعرفة والتفرّد بالحقيقة، يكون بعيدا عن الحماية من الغباء .

لا يوجد سوى شيئين لا حدود ولا حصر لهما، الكون وغباء الإنسان أو البشر .

الغباء حالة، بالتالي يمكن فهمها من الناحية الظاهراتية كنتيجة الوجود الذاتي في العالم الذي تميزه ذهابا وإيابا للموضوع بين وهم الهوية وشعور المرء بأنه "الأنا  الأعلى"  .

كما يُنظر إليه على أنه استجابة غير مناسبة لمطالب العالم وحاجة الإنسانية لإدراك الأحداث والأمور التي تطرأ بالطريقة التي يرغبونها ويأملونها .

انّ فكرة  كون الغباء يتحدى علاقتنا بالواقع، لأنه يوجد غباء في كل مرة لا نتكيف فيها مع مطالبه بما يتّجه  الى أن يتحوّل الى أساس ملكة المشاكل الزائفة،  لنجد أنفسنا في وضع وصفه بيرغسون بـ"تلوث للإبداع بالخمول" من منح أنفسنا غرورا  زائفا للتواصل مع العالم  كأنّنا وحدنا توصّلنا الى امتلاك الحقيقة الأزلية بالفهم والاستيعاب وتقديم الحلول .

الأشخاص الأغبياء لا يتحملون مسؤولية أخطائهم أبدا، لذلك يقومون بوضع اللوم على الآخرين، على عكس الأشخاص الأذكياء فهم يَرون كل خطأ في عملهم أو حياتهم بأنه فرصة لتعلم شيء ما والقيام بعمل أفضل في المرة القادمة، لانّ الذكاء ليس إلا السرعة في رؤية الأشياء كما هي، على حقيقة أوضاعها وظروفها  ومتطلباتها  .

كم نحن بحاجة اليوم الى فهم وظيفة الغباء والجهل في مجتمع يدعي المعرفة، ودوره من حيث يشعر أو لا يشعر  في التعجيل بالسقوط والانهيار .

فالفوز والنصر ليس للأقوى أو أكثر ذكاء من الأجناس، لكنه للأكثر تجاوبا وتكيفا مع الأوضاع والتحديات والقدرة على صنع التغيير المنشود.