مضت في الأيام الفارطة خمس سنوات على موت الشاب عمر العبيدي غريقا في وادي مليان في حادث يمثل بكل المقاييس جريمة قتل نفذت ببرودة دم لافتة و لا علاقة لها بالحد الأدنى من الشعور بالانسانية. قد تختلف التكييفات القانونية لأن العملية تخضع، للأسف، لموازين القوى ولحرص بعض الأسلاك والقوى على البقاء خارج دائرة المساءلة وعلى الإفلات من العقاب. ولكن جريمة 30 مارس 2018 تحولت إلى حدث فارق في تاريخ الجماهير الرياضية وأصبحت عبارة " تعلم عوم " التي كانت آخر عبارة يلتقطها عمر العبيدي وهو يطلب من عون الأمن أن ينقذه من موت محقق قبل أن تغمره المياه وتنهي حياته إلى شعار تجاوز صداه تونس إذ تلقفته جماهير الملاعب في تونس والعالم وتحول إلى أرضية التقت حولها جمعيات ومنظمات تناضل من أجل مناهضة الإفلات من العقاب. وبقدر ما تجاوزت رمزية عمر العبيدي "شعب الإفريقي " إلى مجالات وفضاءات أشمل وأوسع بقدر ما يبدو من الضروري الإشارة إلى أن عمر العبيدي اكتسب هذه الرمزية لأنه شهيد القطيعة المتواصلة منذ عقود بين الشباب والسلط. غالبا ما يتم التركيز عند الحديث عن هذه القطيعة على السلطة السياسية في حين أن الأمر يشمل السلطة الأبوية بكل تمظهراتها . لم يتخلص كل من له سلطة من نظرة التعالي التي يتعامل بها مع الشباب .هذا التعالي الذي يرافقه العجز عن تقديم الحلول وخاصة عن الإنصات الجيد للشباب يؤدي إلى تغليب منطق القطيعة و اللجوء للوسم والعنف. تتعدد الأمثلة ولكن تفاعلا مع ذكرى وفاة عمر العبيدي يدفعني للتطرق إلى شباب منعرجات الملاعب. هؤلاء المغالون والذين أصبحوا يعرفون بشباب "الكورفا" و" مجموعات الاولترا " تحولوا إلى حركة متنوعة التمظهرات وتلتقي حول رؤية معينة للرياضة. لا يسعى هذا المقال لإدانة مسبقة لشباب " المجموعات " أو الإشادة بهم بطريقة مبالغ فيها بل هو محاولة للاقتراب منهم من خلال تقديم سريع لكتاب صدر مؤخرا في تونس عن مجموعة " وينرز النادي الإفريقي " ويحمل عنوان " وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في افريقيا والعالم العربي ". لا أخفي أن حب النادي الإفريقي كان من بين العوامل التي زادت في حصري على تقديم هذا الكتاب ولكن لا أخفي أن الجانب السوسيولوجي كان من أهم العوامل المحفزة. في تقديري فإن ما جاء في قرابة المائتي صفحة لا يمثل مجرد توثيق لمجموعة " وينرز النادي الإفريقي " بقدر ما هو رسالة لكل المعنيين بشأن الشباب والرياضة للاقتراب من الظاهرة وللتعامل معها بطرق مختلفة عن الطرق الحالية والتي هي بالأساس طريقة أمنية. ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن بروتوكول تعامل الأمن مع جمهور الملاعب يحتاج إلى إعادة النظر لأن المبالغة في الضغط والإفراط في مراقبة الجماهير وأيضا " استفزازهم " غالبا ما تؤدي إلى ردود فعل عكسية. ومما يزيد الطين بلة أن فضاءات الملاعب الرياضية غالبا ما تضع وجها لوجه صنفان من الشباب. شباب رجال الأمن الذين يعانون من ظروف عمل مرهقة وشباب الملاعب الذين يعانون من ضعف التأطير المدرسي والمهني والعائلي. اللقاء في مثل هذه الظروف يحتاج إلى وسائط تفتقدها الرياضة التونسية ويتعين إيجادها.
وبالعودة إلى كتاب "وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في افريقيا والعالم العربي " نقف على سياقات تشكل مجموعة" وينرز النادي الإفريقي " في مطلع تسعينيات القرن الماضي و تحديدا انطلاقا من سبتمبر 1995 من خلال تفاعل الحاجة للانتماء والتأثر بما يجري في ملاعب العالم إلى جانب الشعور بالحيف من انحياز السلطة السياسية وبما سنجر عن ذلك من استهداف النادي الإفريقي. وهذه العوامل يعتبرها الكتاب مصدر " سعادة تتجاوز الجوانب الربحية والإقتصادية كونها ناتجة عن مسار طوعي يستجيب إلى قيم ومباديء سامية داخل إطار يمكّنه من تلبية حاجياته وإيصال صوته وتحقيق ذاته"( ص 14) .وكان الظهور البارز للمجموعة تنظيمها سنة 1999 بمناسبة لقاء النادي الإفريقي و افريكا سبور أول دخلة في تونس و إفريقيا. ويستعرض الكتاب ما أسماه القمع النظامي الممنهج الذي قابلته به السلطة السياسية والذي لم يزد المجموعة إلا تماسكا وقدرة على الالتفاف على هذه الأساليب ( ص19) حتى كانت المواجهة يوم 27 أكتوبر 2001 والتي أدت إلى " حملة إيقافات واسعة طالت عددا من أعضاء المجموعة وأعضائها "( ص 22) .ويشير الكتاب إلى أن " الانتماءات الأمنية لجل القيادات الأمنية " زادت في حدة العنف ضد أحباء النادي الإفريقي ويستعرض حالات تؤكد ذلك (ص 24و 25) .ولا يخلو الانتماء للمجموعات من جانب إبداعي يتجلى في " الدخلة " أو " التيفو" حسب العبارة المعروفة عالميا وهو " رحلة بحث على الجمالية ينطلق فيها أعضاء المجموعة من خلال براعتهم التقنية وطاقتهم وشغفهم لإخراج عمل فني يكتسب المزيد من الرونق بالنظر إلى طبيعته التطوعية "(ص 34) .
يستعرض الكتاب أهم "دخلات " الأفريكان وينرز وهي رسائل جديرة بالقراءة لما تتضمنه من تكثيف جمالي ومعرفي. وإلى جانب "التيفو " تصدر المجموعات ألبومات موسيقية تتضمن أغاني تتغنى بالجمعية وتتحدى منافسيها وتحية "كل من ناضل في سبيل الحرية ومن أجل الفيراج "( ص 73) . وفي سياق الحديث عن علاقة المجموعات بالسلطة السياسية تضمن الكتاب ( من ص 74 إلى ص 77) حديثا عن تفاعل "الأفريكان وينرز" مع ما أسمته " المناخ القمعي زمن بن علي" وأيضا تطرقا لوضعية " الوينرز بعد الثورة " (من ص 78 إلى ص 84). الكتاب تطرق إلى دور " المجموعة في مقاومة الفساد و سوء التسيير والتوظيف السياسي للنادي (من ص 115 إلى ص 132) وهو ما يمثل دليلا على أن المجموعات تحركها قيم وتقودها رغبة في المساهمة في إرساء حوكمة أفضل للجمعيات الرياضية. ومن أهم فصول الكتاب قراءته للوضع السياسي بعد 14 جانفي 2011 و الذي يؤكد " تواصل القمع الممنهج " مع ما يعنيه ذلك من خيبة أمل الشباب وشعوره بالإحباط خاصة وأن للمجموعة بعدا اجتماعيا تجلى في إطلاق أغنية " يا حياتنا " في ديسمبر 2019 والتي " تطرقت للواقع المعيشي في تونس وللقمع البوليسي وغياب الدولة ومناخ الحريات المتردي ولنهب المال العام والرشاوي والتهميش والبطالة وظاهرة الهجرة في الأوساط الشبابية "( ص 138 ). الالتزام المجتمعي تجلى أيضا في تنظيم قوافل تضامنية وفي التوعية بضرورة التزام الحجر الصحي سنة 2020 لمواجهة وباء الكورونا إلى جانب تنظيم حملات تبرع بالدم وتقديم مساعدات غذائية لعدد من العائلات المعوزة في رمضان 2021. ومن مظاهر التزام مجموعة "الأفريكان وينرز" العمل من أجل القضية الفلسطينية ومناهضة الصهيونية وهو عمل تجسد في عدد من " التيفوات " التي رفعت في تونس وخارجها. يقدم الكتاب أيضا دعوة لقراءة "ثقافة الشارع" التي تتجسد في الرسوم الجدارية وتمثل ردا على ثقافة التضييق والقمع وهي ثقافة تخضع "لضوابط ونواميس فنية ". ويستعرض الباب السادس من كتاب "وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في إفريقيا و العالم العربي " مباديء المجموعة و رموزها. في مستوى المبادئ نجد : علوية مصلحة النادي الإفريقي والاستقلالية والتطوع والتعاون والتازر والاحترام والإبداع والتفوق ونفي الذات والاشتراك والمسؤولية الإجتماعية.
الكتاب وثيقة تاريخية بكل تأكيد وهو خاصة رسالة من قطاعات واسعة من الشباب التونسي حتى يقع الإنصات إليه والتفاعل معه وخاصة لتغيير النظرة إليه وتجنب كل الرؤى التي تقوم على الوسم والصوم.
*اعلامي وبرلماني سابق
بقلم:هشام الحاجي(*)
مضت في الأيام الفارطة خمس سنوات على موت الشاب عمر العبيدي غريقا في وادي مليان في حادث يمثل بكل المقاييس جريمة قتل نفذت ببرودة دم لافتة و لا علاقة لها بالحد الأدنى من الشعور بالانسانية. قد تختلف التكييفات القانونية لأن العملية تخضع، للأسف، لموازين القوى ولحرص بعض الأسلاك والقوى على البقاء خارج دائرة المساءلة وعلى الإفلات من العقاب. ولكن جريمة 30 مارس 2018 تحولت إلى حدث فارق في تاريخ الجماهير الرياضية وأصبحت عبارة " تعلم عوم " التي كانت آخر عبارة يلتقطها عمر العبيدي وهو يطلب من عون الأمن أن ينقذه من موت محقق قبل أن تغمره المياه وتنهي حياته إلى شعار تجاوز صداه تونس إذ تلقفته جماهير الملاعب في تونس والعالم وتحول إلى أرضية التقت حولها جمعيات ومنظمات تناضل من أجل مناهضة الإفلات من العقاب. وبقدر ما تجاوزت رمزية عمر العبيدي "شعب الإفريقي " إلى مجالات وفضاءات أشمل وأوسع بقدر ما يبدو من الضروري الإشارة إلى أن عمر العبيدي اكتسب هذه الرمزية لأنه شهيد القطيعة المتواصلة منذ عقود بين الشباب والسلط. غالبا ما يتم التركيز عند الحديث عن هذه القطيعة على السلطة السياسية في حين أن الأمر يشمل السلطة الأبوية بكل تمظهراتها . لم يتخلص كل من له سلطة من نظرة التعالي التي يتعامل بها مع الشباب .هذا التعالي الذي يرافقه العجز عن تقديم الحلول وخاصة عن الإنصات الجيد للشباب يؤدي إلى تغليب منطق القطيعة و اللجوء للوسم والعنف. تتعدد الأمثلة ولكن تفاعلا مع ذكرى وفاة عمر العبيدي يدفعني للتطرق إلى شباب منعرجات الملاعب. هؤلاء المغالون والذين أصبحوا يعرفون بشباب "الكورفا" و" مجموعات الاولترا " تحولوا إلى حركة متنوعة التمظهرات وتلتقي حول رؤية معينة للرياضة. لا يسعى هذا المقال لإدانة مسبقة لشباب " المجموعات " أو الإشادة بهم بطريقة مبالغ فيها بل هو محاولة للاقتراب منهم من خلال تقديم سريع لكتاب صدر مؤخرا في تونس عن مجموعة " وينرز النادي الإفريقي " ويحمل عنوان " وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في افريقيا والعالم العربي ". لا أخفي أن حب النادي الإفريقي كان من بين العوامل التي زادت في حصري على تقديم هذا الكتاب ولكن لا أخفي أن الجانب السوسيولوجي كان من أهم العوامل المحفزة. في تقديري فإن ما جاء في قرابة المائتي صفحة لا يمثل مجرد توثيق لمجموعة " وينرز النادي الإفريقي " بقدر ما هو رسالة لكل المعنيين بشأن الشباب والرياضة للاقتراب من الظاهرة وللتعامل معها بطرق مختلفة عن الطرق الحالية والتي هي بالأساس طريقة أمنية. ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن بروتوكول تعامل الأمن مع جمهور الملاعب يحتاج إلى إعادة النظر لأن المبالغة في الضغط والإفراط في مراقبة الجماهير وأيضا " استفزازهم " غالبا ما تؤدي إلى ردود فعل عكسية. ومما يزيد الطين بلة أن فضاءات الملاعب الرياضية غالبا ما تضع وجها لوجه صنفان من الشباب. شباب رجال الأمن الذين يعانون من ظروف عمل مرهقة وشباب الملاعب الذين يعانون من ضعف التأطير المدرسي والمهني والعائلي. اللقاء في مثل هذه الظروف يحتاج إلى وسائط تفتقدها الرياضة التونسية ويتعين إيجادها.
وبالعودة إلى كتاب "وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في افريقيا والعالم العربي " نقف على سياقات تشكل مجموعة" وينرز النادي الإفريقي " في مطلع تسعينيات القرن الماضي و تحديدا انطلاقا من سبتمبر 1995 من خلال تفاعل الحاجة للانتماء والتأثر بما يجري في ملاعب العالم إلى جانب الشعور بالحيف من انحياز السلطة السياسية وبما سنجر عن ذلك من استهداف النادي الإفريقي. وهذه العوامل يعتبرها الكتاب مصدر " سعادة تتجاوز الجوانب الربحية والإقتصادية كونها ناتجة عن مسار طوعي يستجيب إلى قيم ومباديء سامية داخل إطار يمكّنه من تلبية حاجياته وإيصال صوته وتحقيق ذاته"( ص 14) .وكان الظهور البارز للمجموعة تنظيمها سنة 1999 بمناسبة لقاء النادي الإفريقي و افريكا سبور أول دخلة في تونس و إفريقيا. ويستعرض الكتاب ما أسماه القمع النظامي الممنهج الذي قابلته به السلطة السياسية والذي لم يزد المجموعة إلا تماسكا وقدرة على الالتفاف على هذه الأساليب ( ص19) حتى كانت المواجهة يوم 27 أكتوبر 2001 والتي أدت إلى " حملة إيقافات واسعة طالت عددا من أعضاء المجموعة وأعضائها "( ص 22) .ويشير الكتاب إلى أن " الانتماءات الأمنية لجل القيادات الأمنية " زادت في حدة العنف ضد أحباء النادي الإفريقي ويستعرض حالات تؤكد ذلك (ص 24و 25) .ولا يخلو الانتماء للمجموعات من جانب إبداعي يتجلى في " الدخلة " أو " التيفو" حسب العبارة المعروفة عالميا وهو " رحلة بحث على الجمالية ينطلق فيها أعضاء المجموعة من خلال براعتهم التقنية وطاقتهم وشغفهم لإخراج عمل فني يكتسب المزيد من الرونق بالنظر إلى طبيعته التطوعية "(ص 34) .
يستعرض الكتاب أهم "دخلات " الأفريكان وينرز وهي رسائل جديرة بالقراءة لما تتضمنه من تكثيف جمالي ومعرفي. وإلى جانب "التيفو " تصدر المجموعات ألبومات موسيقية تتضمن أغاني تتغنى بالجمعية وتتحدى منافسيها وتحية "كل من ناضل في سبيل الحرية ومن أجل الفيراج "( ص 73) . وفي سياق الحديث عن علاقة المجموعات بالسلطة السياسية تضمن الكتاب ( من ص 74 إلى ص 77) حديثا عن تفاعل "الأفريكان وينرز" مع ما أسمته " المناخ القمعي زمن بن علي" وأيضا تطرقا لوضعية " الوينرز بعد الثورة " (من ص 78 إلى ص 84). الكتاب تطرق إلى دور " المجموعة في مقاومة الفساد و سوء التسيير والتوظيف السياسي للنادي (من ص 115 إلى ص 132) وهو ما يمثل دليلا على أن المجموعات تحركها قيم وتقودها رغبة في المساهمة في إرساء حوكمة أفضل للجمعيات الرياضية. ومن أهم فصول الكتاب قراءته للوضع السياسي بعد 14 جانفي 2011 و الذي يؤكد " تواصل القمع الممنهج " مع ما يعنيه ذلك من خيبة أمل الشباب وشعوره بالإحباط خاصة وأن للمجموعة بعدا اجتماعيا تجلى في إطلاق أغنية " يا حياتنا " في ديسمبر 2019 والتي " تطرقت للواقع المعيشي في تونس وللقمع البوليسي وغياب الدولة ومناخ الحريات المتردي ولنهب المال العام والرشاوي والتهميش والبطالة وظاهرة الهجرة في الأوساط الشبابية "( ص 138 ). الالتزام المجتمعي تجلى أيضا في تنظيم قوافل تضامنية وفي التوعية بضرورة التزام الحجر الصحي سنة 2020 لمواجهة وباء الكورونا إلى جانب تنظيم حملات تبرع بالدم وتقديم مساعدات غذائية لعدد من العائلات المعوزة في رمضان 2021. ومن مظاهر التزام مجموعة "الأفريكان وينرز" العمل من أجل القضية الفلسطينية ومناهضة الصهيونية وهو عمل تجسد في عدد من " التيفوات " التي رفعت في تونس وخارجها. يقدم الكتاب أيضا دعوة لقراءة "ثقافة الشارع" التي تتجسد في الرسوم الجدارية وتمثل ردا على ثقافة التضييق والقمع وهي ثقافة تخضع "لضوابط ونواميس فنية ". ويستعرض الباب السادس من كتاب "وينرز المنعرج الشمالي: رواد الحركية في إفريقيا و العالم العربي " مباديء المجموعة و رموزها. في مستوى المبادئ نجد : علوية مصلحة النادي الإفريقي والاستقلالية والتطوع والتعاون والتازر والاحترام والإبداع والتفوق ونفي الذات والاشتراك والمسؤولية الإجتماعية.
الكتاب وثيقة تاريخية بكل تأكيد وهو خاصة رسالة من قطاعات واسعة من الشباب التونسي حتى يقع الإنصات إليه والتفاعل معه وخاصة لتغيير النظرة إليه وتجنب كل الرؤى التي تقوم على الوسم والصوم.