التونسي تعب من غلاء الأسعار، ودفع دفعا إلى تغيير عاداته الغذائية والتخلي عن عديد الأطباق
تونس الصباح
قفة التونسي التي فقدت عددا من مكوناتها جراء ارتفاع الأسعار، أصبحت عاجزة على تقديم الأطباق الرمضانية التي تعودت العائلة عليها خلال شهر الصيام، والتخلي عن "دلال رمضان" كما وصفه أغلب من تحدثت لهم "الصباح".
وكشفت روضة وهي أم لأربعة أطفال، إنها تجد صعوبة في تغطية تكلفة أبسط الأطباق التونسية التي تعتبر من المكونات الأساسية لمائدة رمضان على غرار "البريك" و"السلاطة". فبعد أن ارتفع سعر الأربع بيضات إلى حدود الـ 1500 مليم وتضاعفت أثمان علب التونة أصبحت تكلفة طبق "البريك" اليومي للعائلة المتكونة من 6 أفراد تصل إلى 7 و8 دنانير في اليوم.
وأمام ارتفاع أثمان الخيار (الفقوس) والخس والفجل والطماطم تخلت روضة في أكثر من يوم على طبق السلطة..، أما بقية "الشهاوي" على غرار "الكسكسي بالعلوش" و"فندق الغلة" (خضر يتم حشوها بلحم مفروم وبقدونس وبصل) و"الجلبانة" فعلى الأغلب أن هذه الأطباق لن تكون حاضرة هذا العام على مائدة إفطار عائلة روضة، حسب قولها، فقد أصبحت هذه الأطباق صعبة المنال.
وبابتسامتها الهادئة والمطمئنة فضلت الخالة حلومة، عدم الشكوى من غلاء الأسعار وقلة ذات اليد، وقالت "رمضان يجي ببركته" والحمد الله على ما أمكننا من رزق..، وأضافت أن ما يحز في نفسها أن أبناءها حرموا هذا العام من عدد من الأطباق التي يحبونها وتعودوا على حضورها على مائدة الإفطار، فالغلاء شمل كل شيء الخضر والفواكه الجافة والأجبان واللحوم..، وحتى "المسفوف" طبق السحور، أصبح من الصعب أن توفره، ما اضطرها إلى إدخال تعديلات عليه فتخلت عن الفواكه الجافة واقتصرت على الزبيب إن وجد خاصة أن الحليب في بدوره قد ارتفع سعره بعد عودته إلى الأسواق.
ويقر لطفي الرياحي رئيس "منظمة إرشاد المستهلك"، إن التونسي قد حرم رمضان هذا العام من عديد الأشياء التي كانت تمثل لديه مصدر متعة. حتى أنه لا يمكن الحديث اليوم على تصنيف وتنويع في الأكل. وذكر أن مادة كالسمك واللحوم الحمراء قد أصبحت من الرفاه وتقتصر لها على الميسورين من التونسيين فقط.
وأفاد الرياحي أن السواد الأكبر من التونسيين قد استغنوا على جزء هام من أطباقنا الرمضانية لما لحق مكوناتها من غلاء، وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار قد انسحب على كل مكونات قفة المستهلك من لحوم ودواجن وبيض واجبان وخضر وغلال وزيوت وخاصة الزيت النباتي ومواد التنظيف والمشروبات الغازية والمياه المعدنية..
وبين رئيس "منظمة إرشاد المستهلك" أن كلفة أطباق يوم واحد بالنسبة لعائلة بأربعة أفراد تتراوح اليوم بين الـ 50 والـ60 دينارا. وفصل لطفي الرياحي مائدة شهر رمضان بالتنوع الذي تحتويه على الأقل تتطلب مكونات من الخضر في حدود الـ15 دينارا مع لحوم بـ20 دينارا و10 دنانير للغلال و7 دنانير للمياه المعدنية والمشروبات الغازية يضاف إليها على الأقل 8 دنانير كلمجة صباحية للأطفال. وهي كلفة لم يتم فيها احتساب الزيوت والبهارات والبيض والأجبان والحلويات التقليدية على غرار "المقروض" و"الصمصة" التي يعد حضورها على مائدة الإفطار من العادات التونسية خلال شهر رمضان.
ويقول الرياحي إن التونسي قد تعب من غلاء الأسعار، ودفع دفعا إلى تغيير عاداته الغذائية والتخلي عن عديد الأطباق منذ ما قبل شهر رمضان، فاللحوم الحمراء والبيض والخضر مثل الجلبانة والفلفل والطماطم والبقول الجافة عرفت ارتفاعا صاروخيا منذ فترة، وهو ما جعل العائلات التونسية تجبر على تغيير عاداتها الغذائية وتقتصر على أطباق قادرة على تغطية نفقاتها.
وللإشارة عرفت الأسعار خلال شهر رمضان ارتفاعا واضحا شمل جل المواد الغذائية من اللحوم الحمراء والبيضاء وأسعار الخضر والغلال والبقول الجافة..، ولم تنجح جهود وزارة التجارة أو الهياكل الرقابية في تعديلها أو ضبطها رغم صدور جدول للأسعار أعلن عنه أياما قبل شهر الصيام.
وفي انتظار صدور مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي لشهر مارس 2023، شهد مؤشر مجموعة التغذية والمشروبات حسب المعهد الوطني لإحصاء خلال شهر فيفري الفارط ارتفاعا بنسبة 2,6% مقارنة بشهر جانفي. ويعود ذلك بالأساس إلى الارتفاع المسجل في أسعار الدواجن بنسبة 5% وأسعار الخضر الطازجة بنسبة 4,5% وأسعار لحم الضأن بنسبة 4,1% وأسعار البيض بنسبة 3,4% وأسعار لحم البقر بنسبة 3,3%.
وباحتساب الانزلاق السنوي ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 15,6% حسب نفس المصدر. ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار البيض بنسبة 32% وأسعار لحم الضأن بنسبة 29,9% وأسعار الدواجن 25,3% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 24,6% وأسعار لحم البقر بنسبة 22,9%.
ريم سوودي
التونسي تعب من غلاء الأسعار، ودفع دفعا إلى تغيير عاداته الغذائية والتخلي عن عديد الأطباق
تونس الصباح
قفة التونسي التي فقدت عددا من مكوناتها جراء ارتفاع الأسعار، أصبحت عاجزة على تقديم الأطباق الرمضانية التي تعودت العائلة عليها خلال شهر الصيام، والتخلي عن "دلال رمضان" كما وصفه أغلب من تحدثت لهم "الصباح".
وكشفت روضة وهي أم لأربعة أطفال، إنها تجد صعوبة في تغطية تكلفة أبسط الأطباق التونسية التي تعتبر من المكونات الأساسية لمائدة رمضان على غرار "البريك" و"السلاطة". فبعد أن ارتفع سعر الأربع بيضات إلى حدود الـ 1500 مليم وتضاعفت أثمان علب التونة أصبحت تكلفة طبق "البريك" اليومي للعائلة المتكونة من 6 أفراد تصل إلى 7 و8 دنانير في اليوم.
وأمام ارتفاع أثمان الخيار (الفقوس) والخس والفجل والطماطم تخلت روضة في أكثر من يوم على طبق السلطة..، أما بقية "الشهاوي" على غرار "الكسكسي بالعلوش" و"فندق الغلة" (خضر يتم حشوها بلحم مفروم وبقدونس وبصل) و"الجلبانة" فعلى الأغلب أن هذه الأطباق لن تكون حاضرة هذا العام على مائدة إفطار عائلة روضة، حسب قولها، فقد أصبحت هذه الأطباق صعبة المنال.
وبابتسامتها الهادئة والمطمئنة فضلت الخالة حلومة، عدم الشكوى من غلاء الأسعار وقلة ذات اليد، وقالت "رمضان يجي ببركته" والحمد الله على ما أمكننا من رزق..، وأضافت أن ما يحز في نفسها أن أبناءها حرموا هذا العام من عدد من الأطباق التي يحبونها وتعودوا على حضورها على مائدة الإفطار، فالغلاء شمل كل شيء الخضر والفواكه الجافة والأجبان واللحوم..، وحتى "المسفوف" طبق السحور، أصبح من الصعب أن توفره، ما اضطرها إلى إدخال تعديلات عليه فتخلت عن الفواكه الجافة واقتصرت على الزبيب إن وجد خاصة أن الحليب في بدوره قد ارتفع سعره بعد عودته إلى الأسواق.
ويقر لطفي الرياحي رئيس "منظمة إرشاد المستهلك"، إن التونسي قد حرم رمضان هذا العام من عديد الأشياء التي كانت تمثل لديه مصدر متعة. حتى أنه لا يمكن الحديث اليوم على تصنيف وتنويع في الأكل. وذكر أن مادة كالسمك واللحوم الحمراء قد أصبحت من الرفاه وتقتصر لها على الميسورين من التونسيين فقط.
وأفاد الرياحي أن السواد الأكبر من التونسيين قد استغنوا على جزء هام من أطباقنا الرمضانية لما لحق مكوناتها من غلاء، وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار قد انسحب على كل مكونات قفة المستهلك من لحوم ودواجن وبيض واجبان وخضر وغلال وزيوت وخاصة الزيت النباتي ومواد التنظيف والمشروبات الغازية والمياه المعدنية..
وبين رئيس "منظمة إرشاد المستهلك" أن كلفة أطباق يوم واحد بالنسبة لعائلة بأربعة أفراد تتراوح اليوم بين الـ 50 والـ60 دينارا. وفصل لطفي الرياحي مائدة شهر رمضان بالتنوع الذي تحتويه على الأقل تتطلب مكونات من الخضر في حدود الـ15 دينارا مع لحوم بـ20 دينارا و10 دنانير للغلال و7 دنانير للمياه المعدنية والمشروبات الغازية يضاف إليها على الأقل 8 دنانير كلمجة صباحية للأطفال. وهي كلفة لم يتم فيها احتساب الزيوت والبهارات والبيض والأجبان والحلويات التقليدية على غرار "المقروض" و"الصمصة" التي يعد حضورها على مائدة الإفطار من العادات التونسية خلال شهر رمضان.
ويقول الرياحي إن التونسي قد تعب من غلاء الأسعار، ودفع دفعا إلى تغيير عاداته الغذائية والتخلي عن عديد الأطباق منذ ما قبل شهر رمضان، فاللحوم الحمراء والبيض والخضر مثل الجلبانة والفلفل والطماطم والبقول الجافة عرفت ارتفاعا صاروخيا منذ فترة، وهو ما جعل العائلات التونسية تجبر على تغيير عاداتها الغذائية وتقتصر على أطباق قادرة على تغطية نفقاتها.
وللإشارة عرفت الأسعار خلال شهر رمضان ارتفاعا واضحا شمل جل المواد الغذائية من اللحوم الحمراء والبيضاء وأسعار الخضر والغلال والبقول الجافة..، ولم تنجح جهود وزارة التجارة أو الهياكل الرقابية في تعديلها أو ضبطها رغم صدور جدول للأسعار أعلن عنه أياما قبل شهر الصيام.
وفي انتظار صدور مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي لشهر مارس 2023، شهد مؤشر مجموعة التغذية والمشروبات حسب المعهد الوطني لإحصاء خلال شهر فيفري الفارط ارتفاعا بنسبة 2,6% مقارنة بشهر جانفي. ويعود ذلك بالأساس إلى الارتفاع المسجل في أسعار الدواجن بنسبة 5% وأسعار الخضر الطازجة بنسبة 4,5% وأسعار لحم الضأن بنسبة 4,1% وأسعار البيض بنسبة 3,4% وأسعار لحم البقر بنسبة 3,3%.
وباحتساب الانزلاق السنوي ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 15,6% حسب نفس المصدر. ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار البيض بنسبة 32% وأسعار لحم الضأن بنسبة 29,9% وأسعار الدواجن 25,3% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 24,6% وأسعار لحم البقر بنسبة 22,9%.