إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. فوّتنا فرصة …!.

 

يرويها: ابوبكر الصغير 

    انه " كسوف الوجود " على حد وصف جان لوك نانسي، مساحة من حياتنا  لا تزال غير معروفة  إلى حد كبير.

   هناك أحلام بالطبع، لكننا لم نعد نعرف حقًا ما هي وظيفتها، صور، مشاهد مشوشة،  ضوضاء الخلفية للانتقال المتشابك، وتكامل المشاعر، وتحفيز الإبداع، واستيعاب التجربة الاجتماعية وبعض تفاصيل الحياة اليومية، ولم  لا اكتشاف ما تخفيه لنا الأيام  القادمة؟ .

 خلال الليل، نغوص في أحلامنا، قد يكون لساعات وساعات، ثلث حياتنا في المتوسط​​، تحدث خلالها هذه الظواهر الغريبة .

  لا احد يعرف سبب هذا "الموت المؤقت" أو الغياب عن الوجود والانقطاع عن العالم كلّ هذه الساعات يوميا.

 انّه أسهل حاجات الإنسان التي تكون في تناوله، للشرب نحتاج إلى سائل، للأكل لا بدّ من طعام..  لهذا " الكسوف الوجودي" لا يشترط حتى أن يكون لك سرير ولا ظلمة ولا هدوء ولا صمت يكفي أن يكون الجسد مرهقا متعبا يحتاج ذلك!.

   لا يتساوى البشر في غناهم وقوّتهم وشجاعتهم وذكائهم بل أساسا في هذه الغيبوبة التي تسلب منهم كلّ علاقة بالعالم الخارجي.

 مشاكل الناس مع هذه الحاجة، خلقت سوقا مزدهرة من نوعية الأسرّة إلى المسكَنات والأدوية ووسائل التحفيز  على  بلوغها .

  ليس من عادة التونسيين أن يفوّتوا مثل هذه الفرص المهمّة .

 كانت مناسبة لنا،  لتأكيد التميّز والريادة بل التقدّم  عالميا على الأقل  في هذا المجال  .

 لكن لماذا غاب عن الجميع مثل هذا الحدث؟.

 لماذا تجاهلته وتناسته وسائل إعلامنا وهذه الجيوش من المدوّنين والمتابعين والمراقبين ومن لا يهتمون بكلّ شيء وبالاّ شيء .

 انّه اليوم العالمي للنوم، الذي أحياه  غيرنا  هذه الأيام، الذي يعدّ ثروة ببلادنا، موجود وحاضر ولا يغيب عن أي فضاء أو مكان  يتواجد فيه إنسان .

 فالتونسي بين ليلة يقضيها في نوم و قيلولة دائما يؤكّد انه يحتاجها جسده، هناك "تعسيلة" ولو خفيفة  في إدارة أو مكتب وحتى إن لزم الأمر في سيارة مركونة بزاوية مأوى .

 نحن نائمون لا يدري احد متى نستفيق .

 لم لا وأجدادنا أهل الكهف، ننحدر من صلبهم !.

 لاحظوا،  مطالبنا واحتجاجاتنا، حتى تجاه مسؤولينا، لا نطالبهم بالتعجيل بالانكباب على  الملفات وحلّ المشاكل بل أساسا أن  يستفيقوا  من سباتهم .

   نشبع نوما إلى حدّ  شلل أجسادنا وغصّة واختناق  بما يصيبنا "عفانا وعفاكم الله"  بمرض الجاثوم  أو ما نسمّيه  "بوتلّيس" أو "بو برّاك" !.  ليفتح المجال واسعا للشعوذة والسحر كالاعتقاد في المخيال الجمعي أن جنّا  يتلبّس بجسدنا !.

  من الأعمال الفنية التي أبهرت، مسلسل "صحّ النوم"  ذلك الانجاز  الفني السوري الرائع من تأليف نهاد قلعي وبطولة دريد لحام  تقمّص دور غوار الطوشة ونهاد قلعي  دور حسني البورظان، جزء كبير من  أحداث  المسلسل تدور في فندق  يقع في حارة دمشقية شعبية  حول قصة حب غوار الطوشة وحسني البورظان لفطوم صاحبة  فندق "صح النوم" وتدور المقالب بينهما للفوز بقلب فطوم .

 أعجبتني فكرة  اختيار عنوان المسلسل "صحّ النوم" لتعكس  حالنا، وهي أجمل ما يسمعه المرء في حالة استفاقته من هذه الغيبوبة  الخفيفة التي أصبحت متلازمة في حياتنا .

  خلاصة الحكاية أو في المحصلة، هي حقيقة يجب أن نعلمها جميعا أن ساعات النوم الزائدة هي أول علامات عدم المسؤولية!. فالنوم الكثير والأكل الوفير صفات تهلك صاحبها أكثر مما تنفعه،  لن تفيده وسائِد الحرير إن خَلَد لي النوم بضمير يوخز وببال مشتّت.

حكاياتهم.. فوّتنا فرصة …!.

 

يرويها: ابوبكر الصغير 

    انه " كسوف الوجود " على حد وصف جان لوك نانسي، مساحة من حياتنا  لا تزال غير معروفة  إلى حد كبير.

   هناك أحلام بالطبع، لكننا لم نعد نعرف حقًا ما هي وظيفتها، صور، مشاهد مشوشة،  ضوضاء الخلفية للانتقال المتشابك، وتكامل المشاعر، وتحفيز الإبداع، واستيعاب التجربة الاجتماعية وبعض تفاصيل الحياة اليومية، ولم  لا اكتشاف ما تخفيه لنا الأيام  القادمة؟ .

 خلال الليل، نغوص في أحلامنا، قد يكون لساعات وساعات، ثلث حياتنا في المتوسط​​، تحدث خلالها هذه الظواهر الغريبة .

  لا احد يعرف سبب هذا "الموت المؤقت" أو الغياب عن الوجود والانقطاع عن العالم كلّ هذه الساعات يوميا.

 انّه أسهل حاجات الإنسان التي تكون في تناوله، للشرب نحتاج إلى سائل، للأكل لا بدّ من طعام..  لهذا " الكسوف الوجودي" لا يشترط حتى أن يكون لك سرير ولا ظلمة ولا هدوء ولا صمت يكفي أن يكون الجسد مرهقا متعبا يحتاج ذلك!.

   لا يتساوى البشر في غناهم وقوّتهم وشجاعتهم وذكائهم بل أساسا في هذه الغيبوبة التي تسلب منهم كلّ علاقة بالعالم الخارجي.

 مشاكل الناس مع هذه الحاجة، خلقت سوقا مزدهرة من نوعية الأسرّة إلى المسكَنات والأدوية ووسائل التحفيز  على  بلوغها .

  ليس من عادة التونسيين أن يفوّتوا مثل هذه الفرص المهمّة .

 كانت مناسبة لنا،  لتأكيد التميّز والريادة بل التقدّم  عالميا على الأقل  في هذا المجال  .

 لكن لماذا غاب عن الجميع مثل هذا الحدث؟.

 لماذا تجاهلته وتناسته وسائل إعلامنا وهذه الجيوش من المدوّنين والمتابعين والمراقبين ومن لا يهتمون بكلّ شيء وبالاّ شيء .

 انّه اليوم العالمي للنوم، الذي أحياه  غيرنا  هذه الأيام، الذي يعدّ ثروة ببلادنا، موجود وحاضر ولا يغيب عن أي فضاء أو مكان  يتواجد فيه إنسان .

 فالتونسي بين ليلة يقضيها في نوم و قيلولة دائما يؤكّد انه يحتاجها جسده، هناك "تعسيلة" ولو خفيفة  في إدارة أو مكتب وحتى إن لزم الأمر في سيارة مركونة بزاوية مأوى .

 نحن نائمون لا يدري احد متى نستفيق .

 لم لا وأجدادنا أهل الكهف، ننحدر من صلبهم !.

 لاحظوا،  مطالبنا واحتجاجاتنا، حتى تجاه مسؤولينا، لا نطالبهم بالتعجيل بالانكباب على  الملفات وحلّ المشاكل بل أساسا أن  يستفيقوا  من سباتهم .

   نشبع نوما إلى حدّ  شلل أجسادنا وغصّة واختناق  بما يصيبنا "عفانا وعفاكم الله"  بمرض الجاثوم  أو ما نسمّيه  "بوتلّيس" أو "بو برّاك" !.  ليفتح المجال واسعا للشعوذة والسحر كالاعتقاد في المخيال الجمعي أن جنّا  يتلبّس بجسدنا !.

  من الأعمال الفنية التي أبهرت، مسلسل "صحّ النوم"  ذلك الانجاز  الفني السوري الرائع من تأليف نهاد قلعي وبطولة دريد لحام  تقمّص دور غوار الطوشة ونهاد قلعي  دور حسني البورظان، جزء كبير من  أحداث  المسلسل تدور في فندق  يقع في حارة دمشقية شعبية  حول قصة حب غوار الطوشة وحسني البورظان لفطوم صاحبة  فندق "صح النوم" وتدور المقالب بينهما للفوز بقلب فطوم .

 أعجبتني فكرة  اختيار عنوان المسلسل "صحّ النوم" لتعكس  حالنا، وهي أجمل ما يسمعه المرء في حالة استفاقته من هذه الغيبوبة  الخفيفة التي أصبحت متلازمة في حياتنا .

  خلاصة الحكاية أو في المحصلة، هي حقيقة يجب أن نعلمها جميعا أن ساعات النوم الزائدة هي أول علامات عدم المسؤولية!. فالنوم الكثير والأكل الوفير صفات تهلك صاحبها أكثر مما تنفعه،  لن تفيده وسائِد الحرير إن خَلَد لي النوم بضمير يوخز وببال مشتّت.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews