إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مستشفياتنا.. هل هي قادرة على استيعاب المصابين بـ"الفيروسات"؟

تونس-الصباح

عديدة هي الفيروسات المنتشرة حاليا والتي ساهمت بشكل أو بآخر في تزايد عدد الوافدين على المستشفيات وخاصة بعض أقسام الإنعاش بما يدعو إلى التساؤل: هل أن منظومتنا الصحية بعللها المعروفة قادرة على استيعاب ذلك؟

في هذا الخصوص وفي استعراض للوضع الصحي في بلادنا هذه الفترة فانه يقيم حاليا 84 رضيعا دون السنتين، بمستشفى الأطفال بباب سعدون، جراء الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية "برنكيوليت"، حسب ما أفاد به  الاثنين الماضي المدير الجهوي للصحة بتونس، طارق بن ناصر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وأوضح المتحدّث أن مستشفى الأطفال بباب سعدون سجّل منذ حوالي 15 يوما ايواء لـ130 طفلا بسبب الإصابة بالبرنكوليت.

وأكّد في هذا السياق ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وإتباع البروتوكول الصحي لتفادي انتقال عدوى فيروسات الجهاز التنفسي من البالغين إلى الرضع خاصة أن الفيروس التنفسي المخلوي الذي يصيب الجهاز التنفسي يتسبب بانتقاله عبر العدوى إلى الرضع دون سنتين في ظهور أعراض حادة وفي ضيق التنفس أو بما يعرف بالبرنكيوليت لديهم مشددا في الإطار نفسه على ضرورة التحصّن بالتلقيح والبروتوكول الصحي خلال فترة انتشار الفيروسات الموسمية من نوفمبر إلى فيفري من كل سنة لافتا إلى أن أعراض الفيروس التنفسي المخلوي، وهو موسمي، تشبه أعراض نزلة البرد.

وأكّد في السياق نفسه على ضرورة التلقيح ضد الفيروسات الموسمية خاصة لكبار السن وللنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأشار الى أن المستشفيات العمومية عرفت منذ 3 أسابيع ضغطا كبيرا عليها بسبب الإصابة بالفيروسات الموسمية والتي شهدت تراجعا حاليا بصفة نسبية داعيا في الإطار نفسه المصابين بمختلف الفيروسات الموسمية إلى أخذ فترة الراحة اللازمة من 3 إلى 4 أيام وعدم المخالطة لدى ظهور الأعراض وملازمة المنزل من أجل كسر حلقات العدوى.

وبالتّوازي مع البرونكوليت ما يزال كوفيد 19 يسجل حضوره  حيث تشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الى  تسجيل 5 وفيات و94 إصابة جديدة بفيروس كورونا وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 ديسمبر إلى يوم 25 ديسمبر 2022 .

وفي هذا الإطار وبما أن كورونا قد شهدت مجددا انتشارا نسبيا مقارنة بالأشهر الماضية  جدير بالذكر أن وزارة الصحة ستتولى في الفترة القريبة القادمة دعوة كبار السن، عبر إرسال إرساليات قصيرة، لتلقي جرعة تلقيح ضد كوفيد 19 لتعزيز مناعتهم، خاصة وأن تونس قد تحصّلت مؤخرا، على كميات من جرعات التلقيح المضادة لمتفرعي أميكرون "بي أ.4" و"بي أ.5"، وفق ما أفاد به مؤخرا  المدير الجهوي للصحة بتونس، طارق بن ناصر داعيا عموم المواطنين إلى الإقبال على التلقيح من أجل تعزيز المناعة خاصة بعد مرور وقت على تلقي آخر جرعات التعزيزية وتحصين أجسامهم ضد متفرعات أوميكرون المهيمنة حاليا وخاصة "بي أ.4" و"بي أ.5".

 موضحا أن تونس تحصلت في اطار مبادرة كوفاكس يوم 22 ديسمبر الحالي على 152640 جرعة لقاح ضد كوفيد 19 في إطار مبادرة كوفاكس (هبة من المملكة الهولاندية) تحمي ضد الطفرة الأولى لفيروس كورونا والمتحورين الفرعيين عن أوميكرون "بي أ.4" و"بي أ.5.

من جهة أخرى وبعيدا عن البرونكوليت وكورونا  يشهد الوضع الوبائي في بلادنا انتشارا لبكتيريا الشيغيلا وفي هذا السياق أورد مؤخرا مدير معهد باستور الهاشمي الوزير أن  تونس سجّلت والى غاية 22 ديسمبر الجاري  160 حالة إصابة ببكتيريا "شيغيلا" موضحا أن عدد الإصابات لم يشهد تطورًا منذ أسبوع معتبرا أن خطر بكتيريا "شيغيلا" يكمن في سرعة انتشارها ومقاومتها للمضادات الحيوية وهو ما يعسّر عملية الشفاء منها، لافتًا إلى أنها "تتسبب في الإسهال الحاد الذي من شأنه أن يخلّف تعكّرات صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال، فضلًا عن ارتفاع درجات حرارة الجسم والآلام على مستوى البطن والتقيؤ...

هذا العدد من الفيروسات المنتشرة ينضاف إليه هذه سنة قريب حاد على اعتبار أن النزلة الموسمية وبعد اختفاء لمدة سنتين جراء هيمنة كوفيد 19 عادت لتضرب بقوة مخلفة إصابات وآلام حادة لفترة تتجاوز الأسبوع.. فهل أن منظومتنا الصحية قادرة على التعاطي والتفاعل السريع مع كل هذه المستجدات؟

ردا عن السؤال السالف الذكر يشير مصدر من وزارة الصحة في تصريح أمس لـ "الصباح" انه لا يمكن مطلقا وصف الوضع الصحي في بلادنا بالخطر أو المعقد على اعتبار أن كثرة الفيروسات هو أمر متوقع خاصة بعد بروز كوفيد19 موضحا في الإطار نفسه أن جميع المستشفيات قادرة على استيعاب جميع المستجدات والتعامل معها  لاسيما وأن  كوفيد 19 قد تراجعت حدته مقارنة بالسنتين الماضيتين مشيرا الى أن الخطورة سواء في علاقة بالقريب أو كورونا تطال الفئات الحساسة داعيا كل من يعاني نقصا في المناعة أو من بعض الأمراض المزمنة الى الإقبال وبكثافة على مراكز التلقيح.

منال حرزي

مستشفياتنا.. هل هي قادرة على استيعاب المصابين بـ"الفيروسات"؟

تونس-الصباح

عديدة هي الفيروسات المنتشرة حاليا والتي ساهمت بشكل أو بآخر في تزايد عدد الوافدين على المستشفيات وخاصة بعض أقسام الإنعاش بما يدعو إلى التساؤل: هل أن منظومتنا الصحية بعللها المعروفة قادرة على استيعاب ذلك؟

في هذا الخصوص وفي استعراض للوضع الصحي في بلادنا هذه الفترة فانه يقيم حاليا 84 رضيعا دون السنتين، بمستشفى الأطفال بباب سعدون، جراء الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية "برنكيوليت"، حسب ما أفاد به  الاثنين الماضي المدير الجهوي للصحة بتونس، طارق بن ناصر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وأوضح المتحدّث أن مستشفى الأطفال بباب سعدون سجّل منذ حوالي 15 يوما ايواء لـ130 طفلا بسبب الإصابة بالبرنكوليت.

وأكّد في هذا السياق ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وإتباع البروتوكول الصحي لتفادي انتقال عدوى فيروسات الجهاز التنفسي من البالغين إلى الرضع خاصة أن الفيروس التنفسي المخلوي الذي يصيب الجهاز التنفسي يتسبب بانتقاله عبر العدوى إلى الرضع دون سنتين في ظهور أعراض حادة وفي ضيق التنفس أو بما يعرف بالبرنكيوليت لديهم مشددا في الإطار نفسه على ضرورة التحصّن بالتلقيح والبروتوكول الصحي خلال فترة انتشار الفيروسات الموسمية من نوفمبر إلى فيفري من كل سنة لافتا إلى أن أعراض الفيروس التنفسي المخلوي، وهو موسمي، تشبه أعراض نزلة البرد.

وأكّد في السياق نفسه على ضرورة التلقيح ضد الفيروسات الموسمية خاصة لكبار السن وللنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأشار الى أن المستشفيات العمومية عرفت منذ 3 أسابيع ضغطا كبيرا عليها بسبب الإصابة بالفيروسات الموسمية والتي شهدت تراجعا حاليا بصفة نسبية داعيا في الإطار نفسه المصابين بمختلف الفيروسات الموسمية إلى أخذ فترة الراحة اللازمة من 3 إلى 4 أيام وعدم المخالطة لدى ظهور الأعراض وملازمة المنزل من أجل كسر حلقات العدوى.

وبالتّوازي مع البرونكوليت ما يزال كوفيد 19 يسجل حضوره  حيث تشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الى  تسجيل 5 وفيات و94 إصابة جديدة بفيروس كورونا وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 ديسمبر إلى يوم 25 ديسمبر 2022 .

وفي هذا الإطار وبما أن كورونا قد شهدت مجددا انتشارا نسبيا مقارنة بالأشهر الماضية  جدير بالذكر أن وزارة الصحة ستتولى في الفترة القريبة القادمة دعوة كبار السن، عبر إرسال إرساليات قصيرة، لتلقي جرعة تلقيح ضد كوفيد 19 لتعزيز مناعتهم، خاصة وأن تونس قد تحصّلت مؤخرا، على كميات من جرعات التلقيح المضادة لمتفرعي أميكرون "بي أ.4" و"بي أ.5"، وفق ما أفاد به مؤخرا  المدير الجهوي للصحة بتونس، طارق بن ناصر داعيا عموم المواطنين إلى الإقبال على التلقيح من أجل تعزيز المناعة خاصة بعد مرور وقت على تلقي آخر جرعات التعزيزية وتحصين أجسامهم ضد متفرعات أوميكرون المهيمنة حاليا وخاصة "بي أ.4" و"بي أ.5".

 موضحا أن تونس تحصلت في اطار مبادرة كوفاكس يوم 22 ديسمبر الحالي على 152640 جرعة لقاح ضد كوفيد 19 في إطار مبادرة كوفاكس (هبة من المملكة الهولاندية) تحمي ضد الطفرة الأولى لفيروس كورونا والمتحورين الفرعيين عن أوميكرون "بي أ.4" و"بي أ.5.

من جهة أخرى وبعيدا عن البرونكوليت وكورونا  يشهد الوضع الوبائي في بلادنا انتشارا لبكتيريا الشيغيلا وفي هذا السياق أورد مؤخرا مدير معهد باستور الهاشمي الوزير أن  تونس سجّلت والى غاية 22 ديسمبر الجاري  160 حالة إصابة ببكتيريا "شيغيلا" موضحا أن عدد الإصابات لم يشهد تطورًا منذ أسبوع معتبرا أن خطر بكتيريا "شيغيلا" يكمن في سرعة انتشارها ومقاومتها للمضادات الحيوية وهو ما يعسّر عملية الشفاء منها، لافتًا إلى أنها "تتسبب في الإسهال الحاد الذي من شأنه أن يخلّف تعكّرات صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال، فضلًا عن ارتفاع درجات حرارة الجسم والآلام على مستوى البطن والتقيؤ...

هذا العدد من الفيروسات المنتشرة ينضاف إليه هذه سنة قريب حاد على اعتبار أن النزلة الموسمية وبعد اختفاء لمدة سنتين جراء هيمنة كوفيد 19 عادت لتضرب بقوة مخلفة إصابات وآلام حادة لفترة تتجاوز الأسبوع.. فهل أن منظومتنا الصحية قادرة على التعاطي والتفاعل السريع مع كل هذه المستجدات؟

ردا عن السؤال السالف الذكر يشير مصدر من وزارة الصحة في تصريح أمس لـ "الصباح" انه لا يمكن مطلقا وصف الوضع الصحي في بلادنا بالخطر أو المعقد على اعتبار أن كثرة الفيروسات هو أمر متوقع خاصة بعد بروز كوفيد19 موضحا في الإطار نفسه أن جميع المستشفيات قادرة على استيعاب جميع المستجدات والتعامل معها  لاسيما وأن  كوفيد 19 قد تراجعت حدته مقارنة بالسنتين الماضيتين مشيرا الى أن الخطورة سواء في علاقة بالقريب أو كورونا تطال الفئات الحساسة داعيا كل من يعاني نقصا في المناعة أو من بعض الأمراض المزمنة الى الإقبال وبكثافة على مراكز التلقيح.

منال حرزي