بعد ان تردد ان وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي قد تقوم بتغييرات وتسميات جديدة على راس بعض الادارات رغبة منها في اعطاء دفع جديد للعمل الثقافي صدقت التخمينات اذ أعلنت الوزارة مساء الاثنين 12 ديسمبر الجاري عن تكليف محمد الهادي الجويني بمهامّ رئيس لجنة تنظيم الدّورة 21 لمهرجان الأغنية التّونسية.
قرار أتى متأخرا جدا وهو ضروري فبعد اكثر من شهر من تقديم الفنانة نبيهة كراولي لاستقالتها من إدارة مهرجان الاغنية التونسية، كان لا بد من الاسراع عن اعلان اسم معوضها لان المهرجان سيلتئم من 7 إلى 11 مارس 2023 والمدة (اقل من ثلاثة اشهر) غير كافية للسماح بإعداد دورة متميز وناجحة او حتى متوسطة .
الحقيقة ان اغلب المعنيين بأمر المهرجان من الفنانين والمثقفين رحبوا باختيار السيد محمد الهادي الجويني بالإشراف على لجنة تنظيم هذه التظاهرة المهمة وشجعه اغلب المعلقين على قرار الوزيرة لمعرفة الجميع بقدرة الجويني على التجميع والتعامل الحسن مع الآخر بصفة عامة وعلى قدرته على انجاح أي ادارة يتولى تسييرها وهذا يعني انه صاحب تجربة في التنظيم وإحكامه.
ولكن توجد اسئلة لا بد من طرحها مع احترامنا لمحمد الهادي الجويني ولتجربته واقتناعنا التام بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب اولها ان الفنانة نبيهة كراولي التي تم تعيينها يوم الثلاثاء 22 فيفري 2022 مديرة للدّورة 21 لمهرجان الأغنية التونسية ومنذ ذلك التاريخ وهي تعمل وتجتهد وتجابه العقبات والعراقيل وتنجح في تجاوزالبعض منهاعلى اساس تطمينات ووعود بالمساعدة على تنفيذ برنامجها ورؤيتها حتى وصلت اشواطا في التحضيرات وعملت هي وفريقها مدة ثمانية اشهر كاملة ممنية النفس بالنجاح وكسب رهان تقديم دورة متميزة شعارها "لا للإقصاء نعم للم الشمل ولقبول التنوع والاختلاف".
هل تكفي مدة اقل من ثلاثة اشهر لإعداد دورة ناجحة؟
هل سيواصل الجويني البناء على اساس تلك التحضيرات وعلى ما تم التوصل اليه وربح تلك الاشواط التي قطعتها نبيهة ام ان التاريخ سيبدأ معه وانه سيبدأ في اعداد برنامج جديد برؤيته الخاصة ومشروعه والتجارب التي اكتسبها وراكمها من طول سنوات عمله في المجال الثقافي وحسن اطلاعه على واقع الساحة الفنية التونسية والعربية علما بان الوقت ضيق جدا للتمكن من الاستعداد الجيد لدورة يرضى عنها الجويني نفسه والفريق الذي سيختاره للعمل معه.
التساؤل الثاني يتمحور حول سبب اختيار محمد الهادي الجويني لهذا المنصب هل هو قدرته على الادارة والتسيير وعلى لم شمل الفنانين ورجالات الثقافة والإجماع على كفاءته وحسن تعامله مع الكل ام انه خيار وزارة الثقافة التي اصبحت تتحاشى المغامرة بالتعيينات وتفضل التعامل مع ابنائها وموظفيها لأنهم الاكثر التزاما والأعرف بمشاكل الوزارة والتظاهرات ومنظميها والمشاركين فيها والمستفيدين منها ام ان السبب هو اعراض كل الفنانين على قبول المنصب ولماذا يرفض اهل الاختصاص القيام بواجبهم وهم الاولى بإدارة المهرجان وتسييره والأعرف بالساحة الفنية وبالفاعلين فيها ؟
هل اقتنع هؤلاء الفنانين بالسبب الذي قدمته نبيهة كراولي عندما اقتنعت باستحالة مواصلة التسيير وقدمت استقالتها قائلة :"...عندما اقترحوا عليّ ادارة هذا المهرجان ترددت وكانت لدي الكثير من المخاوف..لأنها ليست المرة الأولى التي يتم اقتراح هذه المسؤولية عليّ ومثل هذه المهمة...ولكنني قبلت في هذه المرة بعد التطمينات التي وصلتني في سلطة الاشراف ..فانغمست مباشرة في الاعداد والتنظيم والعمل..فقد كانت لي رؤية ومشروع فني وأهمها لا للإقصاء وقبول الآخر والتنوع والقبول بالاختلاف ولّم الشمل… ولكن ما انبدأت العمل على تنفيذ قناعاتي اصطدمت والفريق العامل معي بواقع لم اكن لأتصوره..حيث وجدنا الكثير من العراقيل والمصاعب وحاولنا حلها تباعا لأننا مؤمنون بالمشروع الذي قدمته وبدأت في تنفيذه . ولكن وصلنا إلى حقيقة انه لا يمكن الاستمرار..." وأكدت كراولي أن قرارها مدروس وانه لم يأت من فراغ بل هناك أسباب دفعت اليه ولكنها تحفّظت عن ذكرها في البداية، وتمنت التوفيق والنجاح لمن سيخلفها ويكمل الطريق. ولعله كان من الاجدر تعويض المهرجان ونحن على قاب قوسين او ادنى من موعده بمجموعة حفلات يحييها الفنانون التونسيون بشرط تقديم الجديد وعدم الالتجاء للتمعش من اغاني الموتى ومن لا حول لهم ولا قوة وإرجاء المسابقة والجوائز المالية -وهي مصدر الحروب التي يشنها بعض الفنانين على البعض الآخر- الى دورة قادمة تنطلق على اسس متينة ودون مشاكل او انسحابات مهما كانت الاسباب والدوافع خاصة وان اهل الاختصاص من الفنانين يعرفون مدى تعفن بعض مجالات الثقافة في بلادنا .
نقابة الفنانين التونسيين :"اعتماد الترشح بالملفاتوفق كراس شروط مضبوط"
نعتقد ان السيد محمد الهادي الجويني المعروف بطيب الخلق والعشرة الطيبة لن يدخر جهدا في سبيل العمل على تنقية اجواء الساحة الفنية ولم شمل الفنانين وتنظيم دورة ترقى لانتظاراتهم. ونعتقد كذلك ان هذه التسمية وهذا التكليف سيحظى برضاء نقابة الفنانين التونسيين رغم انها كانت قد اصدرت بيانا للرأي العام التونسي يوم 25 اوت 2022 قيمت فيه المهرجانات الصيفية وخاصة تلك التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية.
وعبرت عن رفضها :"استمرار أسلوب التعيين الفوقي لمديري التظاهرات التي تشرف عليها الوزارة ، وجمع المديرين المكلفين في أكثر الاحيان بين مناصب مختلفة في الوزارة ومحيطها، ودعت النقابة في بيانها وزارة الشؤون الثقافية إلى اعتماد الترشح بالملفات وفق كراس شروط مضبوط يتيح لمديري المهرجانات تنفيذ برنامجهم على ثلاث سنوات على اقل تقدير. ونبهت نقابة الفنانين في بيانها الى غياب الشفافية في برمجة العروض، فالفنان التونسي يطلب منه تقديم ملف ويتم اشتراط الانتاج الجديد بنسب غير واقعية أحيانا، وتقييده بآجال لتقديم الملف، في حين تتم برمجة فنانين من خارج تونس لا يملكون اي انتاج خاص ولم يسبق لهم الوقوف على اي مسرح محترف كما طالبت نقابة الفنانين التونسيين في بيانها :
- بنشر تقارير لجان الفرز ان وجدت، ومحاضر جلسات الهيئات المديرة متى اجتمعت، ليكون الرأي العام على بينة من المقاييس المعتمدة لقبول عرض ورفض آخر.
- ضرورة نشر التقارير الادبية والمالية لكل التظاهرات التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية فضلا عن نشر المبالغ المسندة للمهرجانات ومزيد توضيح سياسة الوزارة في ما يتعلق بالدعم المسند للجمعيات المنظمة للمهرجانات الفنية عموما والموسيقية بوجه خاص، اذ من غير المقبول أن يسند الدعم في كنف السرية ودون كراس شروط يضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف التظاهرات. ولكن يبدو ان بيانات وقرارات هذه النقابة وغيرها من النقابات الموسيقية لن تكون ذات فاعلية ونجاعة إلا عندما تتوحد ضمن اتحاد للموسيقيين يكون قويا وممثلا حقيقيا للمشتغلين في قطاع الموسيقي لتعديل اوتاره وللمحافظة على مصلحة الفنانين.
علياء بن نحيلة
تونس – الصباح
بعد ان تردد ان وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي قد تقوم بتغييرات وتسميات جديدة على راس بعض الادارات رغبة منها في اعطاء دفع جديد للعمل الثقافي صدقت التخمينات اذ أعلنت الوزارة مساء الاثنين 12 ديسمبر الجاري عن تكليف محمد الهادي الجويني بمهامّ رئيس لجنة تنظيم الدّورة 21 لمهرجان الأغنية التّونسية.
قرار أتى متأخرا جدا وهو ضروري فبعد اكثر من شهر من تقديم الفنانة نبيهة كراولي لاستقالتها من إدارة مهرجان الاغنية التونسية، كان لا بد من الاسراع عن اعلان اسم معوضها لان المهرجان سيلتئم من 7 إلى 11 مارس 2023 والمدة (اقل من ثلاثة اشهر) غير كافية للسماح بإعداد دورة متميز وناجحة او حتى متوسطة .
الحقيقة ان اغلب المعنيين بأمر المهرجان من الفنانين والمثقفين رحبوا باختيار السيد محمد الهادي الجويني بالإشراف على لجنة تنظيم هذه التظاهرة المهمة وشجعه اغلب المعلقين على قرار الوزيرة لمعرفة الجميع بقدرة الجويني على التجميع والتعامل الحسن مع الآخر بصفة عامة وعلى قدرته على انجاح أي ادارة يتولى تسييرها وهذا يعني انه صاحب تجربة في التنظيم وإحكامه.
ولكن توجد اسئلة لا بد من طرحها مع احترامنا لمحمد الهادي الجويني ولتجربته واقتناعنا التام بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب اولها ان الفنانة نبيهة كراولي التي تم تعيينها يوم الثلاثاء 22 فيفري 2022 مديرة للدّورة 21 لمهرجان الأغنية التونسية ومنذ ذلك التاريخ وهي تعمل وتجتهد وتجابه العقبات والعراقيل وتنجح في تجاوزالبعض منهاعلى اساس تطمينات ووعود بالمساعدة على تنفيذ برنامجها ورؤيتها حتى وصلت اشواطا في التحضيرات وعملت هي وفريقها مدة ثمانية اشهر كاملة ممنية النفس بالنجاح وكسب رهان تقديم دورة متميزة شعارها "لا للإقصاء نعم للم الشمل ولقبول التنوع والاختلاف".
هل تكفي مدة اقل من ثلاثة اشهر لإعداد دورة ناجحة؟
هل سيواصل الجويني البناء على اساس تلك التحضيرات وعلى ما تم التوصل اليه وربح تلك الاشواط التي قطعتها نبيهة ام ان التاريخ سيبدأ معه وانه سيبدأ في اعداد برنامج جديد برؤيته الخاصة ومشروعه والتجارب التي اكتسبها وراكمها من طول سنوات عمله في المجال الثقافي وحسن اطلاعه على واقع الساحة الفنية التونسية والعربية علما بان الوقت ضيق جدا للتمكن من الاستعداد الجيد لدورة يرضى عنها الجويني نفسه والفريق الذي سيختاره للعمل معه.
التساؤل الثاني يتمحور حول سبب اختيار محمد الهادي الجويني لهذا المنصب هل هو قدرته على الادارة والتسيير وعلى لم شمل الفنانين ورجالات الثقافة والإجماع على كفاءته وحسن تعامله مع الكل ام انه خيار وزارة الثقافة التي اصبحت تتحاشى المغامرة بالتعيينات وتفضل التعامل مع ابنائها وموظفيها لأنهم الاكثر التزاما والأعرف بمشاكل الوزارة والتظاهرات ومنظميها والمشاركين فيها والمستفيدين منها ام ان السبب هو اعراض كل الفنانين على قبول المنصب ولماذا يرفض اهل الاختصاص القيام بواجبهم وهم الاولى بإدارة المهرجان وتسييره والأعرف بالساحة الفنية وبالفاعلين فيها ؟
هل اقتنع هؤلاء الفنانين بالسبب الذي قدمته نبيهة كراولي عندما اقتنعت باستحالة مواصلة التسيير وقدمت استقالتها قائلة :"...عندما اقترحوا عليّ ادارة هذا المهرجان ترددت وكانت لدي الكثير من المخاوف..لأنها ليست المرة الأولى التي يتم اقتراح هذه المسؤولية عليّ ومثل هذه المهمة...ولكنني قبلت في هذه المرة بعد التطمينات التي وصلتني في سلطة الاشراف ..فانغمست مباشرة في الاعداد والتنظيم والعمل..فقد كانت لي رؤية ومشروع فني وأهمها لا للإقصاء وقبول الآخر والتنوع والقبول بالاختلاف ولّم الشمل… ولكن ما انبدأت العمل على تنفيذ قناعاتي اصطدمت والفريق العامل معي بواقع لم اكن لأتصوره..حيث وجدنا الكثير من العراقيل والمصاعب وحاولنا حلها تباعا لأننا مؤمنون بالمشروع الذي قدمته وبدأت في تنفيذه . ولكن وصلنا إلى حقيقة انه لا يمكن الاستمرار..." وأكدت كراولي أن قرارها مدروس وانه لم يأت من فراغ بل هناك أسباب دفعت اليه ولكنها تحفّظت عن ذكرها في البداية، وتمنت التوفيق والنجاح لمن سيخلفها ويكمل الطريق. ولعله كان من الاجدر تعويض المهرجان ونحن على قاب قوسين او ادنى من موعده بمجموعة حفلات يحييها الفنانون التونسيون بشرط تقديم الجديد وعدم الالتجاء للتمعش من اغاني الموتى ومن لا حول لهم ولا قوة وإرجاء المسابقة والجوائز المالية -وهي مصدر الحروب التي يشنها بعض الفنانين على البعض الآخر- الى دورة قادمة تنطلق على اسس متينة ودون مشاكل او انسحابات مهما كانت الاسباب والدوافع خاصة وان اهل الاختصاص من الفنانين يعرفون مدى تعفن بعض مجالات الثقافة في بلادنا .
نقابة الفنانين التونسيين :"اعتماد الترشح بالملفاتوفق كراس شروط مضبوط"
نعتقد ان السيد محمد الهادي الجويني المعروف بطيب الخلق والعشرة الطيبة لن يدخر جهدا في سبيل العمل على تنقية اجواء الساحة الفنية ولم شمل الفنانين وتنظيم دورة ترقى لانتظاراتهم. ونعتقد كذلك ان هذه التسمية وهذا التكليف سيحظى برضاء نقابة الفنانين التونسيين رغم انها كانت قد اصدرت بيانا للرأي العام التونسي يوم 25 اوت 2022 قيمت فيه المهرجانات الصيفية وخاصة تلك التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية.
وعبرت عن رفضها :"استمرار أسلوب التعيين الفوقي لمديري التظاهرات التي تشرف عليها الوزارة ، وجمع المديرين المكلفين في أكثر الاحيان بين مناصب مختلفة في الوزارة ومحيطها، ودعت النقابة في بيانها وزارة الشؤون الثقافية إلى اعتماد الترشح بالملفات وفق كراس شروط مضبوط يتيح لمديري المهرجانات تنفيذ برنامجهم على ثلاث سنوات على اقل تقدير. ونبهت نقابة الفنانين في بيانها الى غياب الشفافية في برمجة العروض، فالفنان التونسي يطلب منه تقديم ملف ويتم اشتراط الانتاج الجديد بنسب غير واقعية أحيانا، وتقييده بآجال لتقديم الملف، في حين تتم برمجة فنانين من خارج تونس لا يملكون اي انتاج خاص ولم يسبق لهم الوقوف على اي مسرح محترف كما طالبت نقابة الفنانين التونسيين في بيانها :
- بنشر تقارير لجان الفرز ان وجدت، ومحاضر جلسات الهيئات المديرة متى اجتمعت، ليكون الرأي العام على بينة من المقاييس المعتمدة لقبول عرض ورفض آخر.
- ضرورة نشر التقارير الادبية والمالية لكل التظاهرات التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية فضلا عن نشر المبالغ المسندة للمهرجانات ومزيد توضيح سياسة الوزارة في ما يتعلق بالدعم المسند للجمعيات المنظمة للمهرجانات الفنية عموما والموسيقية بوجه خاص، اذ من غير المقبول أن يسند الدعم في كنف السرية ودون كراس شروط يضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف التظاهرات. ولكن يبدو ان بيانات وقرارات هذه النقابة وغيرها من النقابات الموسيقية لن تكون ذات فاعلية ونجاعة إلا عندما تتوحد ضمن اتحاد للموسيقيين يكون قويا وممثلا حقيقيا للمشتغلين في قطاع الموسيقي لتعديل اوتاره وللمحافظة على مصلحة الفنانين.