لم يفوّت رئيس الجمهورية قيس سعيد، فرصة إبداء رأيه في المسيرة التي نظّمتها مكونات سياسية معارضة بمناسبة احياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان في 10 ديسمبر المنقضي..، ورغم أن رئيس الجمهورية كان يوم المسيرة بالرياض في مواكبة للقمة الصينية العربية بالمملكة العربية السعودية..، إلا انه حال عودته توجه في زيارة تفقّد رسمية ليلا إلى جهة المنيهلة، حيث التقى بعدد من المواطنين الذين اشتكوا من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، وخلال تواصله معهم عرّج رئيس الجمهورية في كلامه بالتلميح الى المسيرة الأخيرة التي نظمتها المعارضة كما لم يفوّت الفرصة لاتهام معارضيه بأنهم المسؤولين عن افراغ خزائن الدولة .
وكانت زيارة رئيس الجمهورية للمنيهلة مباشرة بعد عودته من المملكة العربية السعودية قبل توجهه أمس الى واشنطن لحضور القمة الامريكية- الافريقية، وقد حرص رئيس الجمهورية قبل ذلك على استقبال رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووفق لبلاغ رئاسة الجمهورية فقد تناول الاجتماع نشاط الحكومة في الأيام القليلة الماضية وبرنامج عملها في الفترة القادمة إلى جانب متابعة سير عدد من المرافق العمومية.
الرئيس والمعارضة
خلال زيارته الليلية إلى المنيهلة، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن القضية الرئيسية للتونسيين هي قضية اقتصادية واجتماعية بالأساس وأن الذوات البشرية ليست مجرّد أرقام ومن حق التونسيين والتونسيات أن تتوفر لهم كل أسباب الحياة الكريمة، وهو ما يؤكّد مرة أخرى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد لا يعترف بالأزمة السياسية الحالية ويحاول تجاهل أصوات المعارضة بشكل كامل رغم توسّع جبهة الرفض من حوله لكل قراراته وخياراته السياسية .
وخلال تلك الزيارة عاين رئيس الدولة الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في هذه المناطق وتلك قال عنها وفق نص بلاغ رئاسة الجمهورية أنها "لا تختلف عن تلك التي يعيشها الكثيرون في كل أنحاء الجمهورية، فلا طرقات تعبّدت ولا قنوات لتصريف المياه أُحدثت، بل أن بعض البيوت تفتقد حتى للماء الصالح للشراب وللكهرباء، هذا فضلا عن مظاهر الفقر المدقع"، وقد استغرب العديدون هذا التصريح لقيس سعيد باعتباره انه اليوم يقود السلطة التنفيذية ويسيطر على كل الحياة السياسية، وبالتالي فانه بهذا التصريح وكأنه ينكر حكمه ويلغيه لأنه بهذا التصريح أخذ مكان المعارضة في الوقت الذي يفترض وباعتبار وجوده في الحكم ان يجد حلولا لكل الأوضاع الاجتماعية المتردية سواء في المنيهلة أو في باقي تراب الجمهورية.
وخلال تلك الزيارة أيضا لم يفوت رئيس الجمهورية الفرصة لانتقاد معارضيه حيث قال أن الذين:"يلتقون اليوم تحت غطاء ما يسمى بالمعارضة بعد أن كانوا في الظاهر خصماء في الأعوام الماضية يحتجّون على مدارج المسرح أو على خشبته والمخرج واحد، وكلما مرّ يوم إلا وأظهر أن لا همّ لهم سوى السلطة ولا تعنيهم كما لم تكن تعنيهم المطالب الحقيقية للشعب التونسي، بل لم يقوموا في السابق إلا بإفراغ خزائن الدولة إلى جانب تحالفاتهم المعروفة مع الخارج فلا وطن يهمّهم ولا سيادة تعنيهم"، وفق ما جاء في بلاغ الرئاسة، ..وذلك في تلميح لمسيرة جبهة الخلاص.
وهذا التصريح ليس الأول لقيس سعيد في علاقة بالاحتجاجات الميدانية التي تقوم بها جبهة المعارضة من حين الى آخر حيث يحاول كل مرة وخاصة بعد المسيرات الاحتجاجية لمكونات المعارضة ان يعكس الهجوم بالقول انهم يقفون وراء نهب مقدرات الدولة او افراغ خزائنها كما قال في زيارته للمنيهلة. حيث يرفض سعيّد ان يمنح المعارضة مساحة فارغة في علاقة بالرأي العام وان يتركها تمرّر خطاباتها دون ان يتدخل ويردّ الاتهامات باتهامات أكبر وعادة ما يستغل في ذلك لقاءات رسمية مع مسؤولين في الدولة او في زياراته الميدانية.
المعارضة تصعَد في مطالبها
من جهتها تبدو المعارضة مصرّة اليوم على العودة بقوة بعد أشهر من السبات والتسليم بالمسار الذي رسمه قيس سعيد في اطار مشروعه الذي سيكتمل بعد أيام بإجراء الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل..، وبالتوازي مع تقدم مشروع سعيد فان مكونات المعارضة التي تتشكّل اليوم بالأساس من جبهة الخلاص ونواتها الصلبة جبهة الخلاص ومجموعة الخمسة أحزاب التي تتكون من أحزاب اجتماعية تقدمية وأبرزها التيار والتكتل والجمهوري نجد الضلع الثالث القوي في المعارضة الحزب الدستوري الحر الذي يرفض العمل مع أي من الأطراف الأخرى وكل هذه المكونات السياسية المعارضة لمشروع قيس سعيد ما زالت تتمسّك الى اليوم برغبتها في الإطاحة به .
وفي المسيرة الأخيرة التي نظمتها جبهة الخلاص تم رفع شعارات منها: »لا شرعية لا شرعية.. انتخابات مسرحية « ، »ارحل، ارحل « ، »بالروح بالدم نفديك يا شرعية « وقد قال رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي في الاجتماع الشعبي الذي تم تنظيمه بمناسبة هذه المسيرة إن الأسبوع المقبل ستنظم مسيرة ضخمة تشارك فيها جميع الأطياف المعارضة، وسيتم الالتقاء في شارع الحبيب بورقيبة وقال أن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو بادرة خير..، قائلا إنهم »ذاهبون للأمام عن طريق الإصلاح وإنقاذ تونس« ، لافتا إلى أنهم سيرفعون شعارا واحدا وهو »ارحل".
وفي ذات السياق وفي تصريحات إعلامية مختلفة قال الشابي ان الرئيس قيس سعيد انتخب وأقسم على احترام دستور 2014 الذي صاغه ممثلو الشعب التونسي المنتخبون في انتخابات حرة بشهادة العالم، وانه لم يحترم ذلك وداس على ذلك الدستور وكتب دستوره الخاص وأن البرلمان القادم سيكون مبتورا وبلا صلاحيات وليست له أدنى رقابة على السلطة التنفيذية.
وفي انتظار مسيرة الأسبوع القادم للمعارضة..، فان أغلب مكونات المعارضة فشلت الى اليوم في خلق رأي عام واسع منحاز لها وما زال رئيس الجمهورية رغم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يحظى بقدر من الشعبية..، رغم تواصل الاشتباك بينه وبين المعارضة الذي لم يفرز إلى اليوم، منتصرا ولا منهزما..، ولم يغيّر أي وضع منذ 25 جويلية .
منية العرفاوي
تونس – الصباح
لم يفوّت رئيس الجمهورية قيس سعيد، فرصة إبداء رأيه في المسيرة التي نظّمتها مكونات سياسية معارضة بمناسبة احياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان في 10 ديسمبر المنقضي..، ورغم أن رئيس الجمهورية كان يوم المسيرة بالرياض في مواكبة للقمة الصينية العربية بالمملكة العربية السعودية..، إلا انه حال عودته توجه في زيارة تفقّد رسمية ليلا إلى جهة المنيهلة، حيث التقى بعدد من المواطنين الذين اشتكوا من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، وخلال تواصله معهم عرّج رئيس الجمهورية في كلامه بالتلميح الى المسيرة الأخيرة التي نظمتها المعارضة كما لم يفوّت الفرصة لاتهام معارضيه بأنهم المسؤولين عن افراغ خزائن الدولة .
وكانت زيارة رئيس الجمهورية للمنيهلة مباشرة بعد عودته من المملكة العربية السعودية قبل توجهه أمس الى واشنطن لحضور القمة الامريكية- الافريقية، وقد حرص رئيس الجمهورية قبل ذلك على استقبال رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووفق لبلاغ رئاسة الجمهورية فقد تناول الاجتماع نشاط الحكومة في الأيام القليلة الماضية وبرنامج عملها في الفترة القادمة إلى جانب متابعة سير عدد من المرافق العمومية.
الرئيس والمعارضة
خلال زيارته الليلية إلى المنيهلة، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن القضية الرئيسية للتونسيين هي قضية اقتصادية واجتماعية بالأساس وأن الذوات البشرية ليست مجرّد أرقام ومن حق التونسيين والتونسيات أن تتوفر لهم كل أسباب الحياة الكريمة، وهو ما يؤكّد مرة أخرى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد لا يعترف بالأزمة السياسية الحالية ويحاول تجاهل أصوات المعارضة بشكل كامل رغم توسّع جبهة الرفض من حوله لكل قراراته وخياراته السياسية .
وخلال تلك الزيارة عاين رئيس الدولة الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في هذه المناطق وتلك قال عنها وفق نص بلاغ رئاسة الجمهورية أنها "لا تختلف عن تلك التي يعيشها الكثيرون في كل أنحاء الجمهورية، فلا طرقات تعبّدت ولا قنوات لتصريف المياه أُحدثت، بل أن بعض البيوت تفتقد حتى للماء الصالح للشراب وللكهرباء، هذا فضلا عن مظاهر الفقر المدقع"، وقد استغرب العديدون هذا التصريح لقيس سعيد باعتباره انه اليوم يقود السلطة التنفيذية ويسيطر على كل الحياة السياسية، وبالتالي فانه بهذا التصريح وكأنه ينكر حكمه ويلغيه لأنه بهذا التصريح أخذ مكان المعارضة في الوقت الذي يفترض وباعتبار وجوده في الحكم ان يجد حلولا لكل الأوضاع الاجتماعية المتردية سواء في المنيهلة أو في باقي تراب الجمهورية.
وخلال تلك الزيارة أيضا لم يفوت رئيس الجمهورية الفرصة لانتقاد معارضيه حيث قال أن الذين:"يلتقون اليوم تحت غطاء ما يسمى بالمعارضة بعد أن كانوا في الظاهر خصماء في الأعوام الماضية يحتجّون على مدارج المسرح أو على خشبته والمخرج واحد، وكلما مرّ يوم إلا وأظهر أن لا همّ لهم سوى السلطة ولا تعنيهم كما لم تكن تعنيهم المطالب الحقيقية للشعب التونسي، بل لم يقوموا في السابق إلا بإفراغ خزائن الدولة إلى جانب تحالفاتهم المعروفة مع الخارج فلا وطن يهمّهم ولا سيادة تعنيهم"، وفق ما جاء في بلاغ الرئاسة، ..وذلك في تلميح لمسيرة جبهة الخلاص.
وهذا التصريح ليس الأول لقيس سعيد في علاقة بالاحتجاجات الميدانية التي تقوم بها جبهة المعارضة من حين الى آخر حيث يحاول كل مرة وخاصة بعد المسيرات الاحتجاجية لمكونات المعارضة ان يعكس الهجوم بالقول انهم يقفون وراء نهب مقدرات الدولة او افراغ خزائنها كما قال في زيارته للمنيهلة. حيث يرفض سعيّد ان يمنح المعارضة مساحة فارغة في علاقة بالرأي العام وان يتركها تمرّر خطاباتها دون ان يتدخل ويردّ الاتهامات باتهامات أكبر وعادة ما يستغل في ذلك لقاءات رسمية مع مسؤولين في الدولة او في زياراته الميدانية.
المعارضة تصعَد في مطالبها
من جهتها تبدو المعارضة مصرّة اليوم على العودة بقوة بعد أشهر من السبات والتسليم بالمسار الذي رسمه قيس سعيد في اطار مشروعه الذي سيكتمل بعد أيام بإجراء الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل..، وبالتوازي مع تقدم مشروع سعيد فان مكونات المعارضة التي تتشكّل اليوم بالأساس من جبهة الخلاص ونواتها الصلبة جبهة الخلاص ومجموعة الخمسة أحزاب التي تتكون من أحزاب اجتماعية تقدمية وأبرزها التيار والتكتل والجمهوري نجد الضلع الثالث القوي في المعارضة الحزب الدستوري الحر الذي يرفض العمل مع أي من الأطراف الأخرى وكل هذه المكونات السياسية المعارضة لمشروع قيس سعيد ما زالت تتمسّك الى اليوم برغبتها في الإطاحة به .
وفي المسيرة الأخيرة التي نظمتها جبهة الخلاص تم رفع شعارات منها: »لا شرعية لا شرعية.. انتخابات مسرحية « ، »ارحل، ارحل « ، »بالروح بالدم نفديك يا شرعية « وقد قال رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي في الاجتماع الشعبي الذي تم تنظيمه بمناسبة هذه المسيرة إن الأسبوع المقبل ستنظم مسيرة ضخمة تشارك فيها جميع الأطياف المعارضة، وسيتم الالتقاء في شارع الحبيب بورقيبة وقال أن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو بادرة خير..، قائلا إنهم »ذاهبون للأمام عن طريق الإصلاح وإنقاذ تونس« ، لافتا إلى أنهم سيرفعون شعارا واحدا وهو »ارحل".
وفي ذات السياق وفي تصريحات إعلامية مختلفة قال الشابي ان الرئيس قيس سعيد انتخب وأقسم على احترام دستور 2014 الذي صاغه ممثلو الشعب التونسي المنتخبون في انتخابات حرة بشهادة العالم، وانه لم يحترم ذلك وداس على ذلك الدستور وكتب دستوره الخاص وأن البرلمان القادم سيكون مبتورا وبلا صلاحيات وليست له أدنى رقابة على السلطة التنفيذية.
وفي انتظار مسيرة الأسبوع القادم للمعارضة..، فان أغلب مكونات المعارضة فشلت الى اليوم في خلق رأي عام واسع منحاز لها وما زال رئيس الجمهورية رغم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يحظى بقدر من الشعبية..، رغم تواصل الاشتباك بينه وبين المعارضة الذي لم يفرز إلى اليوم، منتصرا ولا منهزما..، ولم يغيّر أي وضع منذ 25 جويلية .