إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زيارات وتحركات الرئيس الأخيرة .. رد على سردية عزلة الرئيس ومسار 25 جويلية ؟

 

تونس-الصباح

انطلقت منذ الأمس زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتستمر إلى 15 ديسمبر الجاري، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا التي ستنعقد بواشنطن.

وتأتي زيارة الرئيس مباشرة اثر انتهاء زيارته أخر الأسبوع الفارط إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الصينية الأولى للتعاون والتنمية.

وبين الزيارتين خير رئيس الجمهورية أن يقوم مساء أول أمس الأحد، بزيارة إلى بعض الأحياء بمعتمدية المنيهلة من ولاية أريانة حيث اجتمع بعدد من المواطنين والمواطنات واستمع مجددا إلى مشاغلهم، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية.

تدفع تحركات وأنشطة جدول أعمال الرئيس قيس سعيد داخليا وخارجيا إلى طرح تساؤل محوري هل أن هذه التطورات وزيارات رئيس الجمهورية للخارج وخياره الخروج في زيارة لأحياء العاصمة تندرج في سياق كسر سردية عزلة الرئيس ومعه مسار 25 جويلية خارجيا وبداية الحديث عن عزلته داخليا وتراجع شعبيته في السخط المتنامي للتونسيين حول تدهور مقدرتهم الشرائية وظروفهم المعيشية؟

عزلة المسار

 لطالما أكدت المعارضة والرافضين لمسار 25 جويلية ويعتبرونه انقلابا على المؤسسات الشرعية وعلى الديمقراطية، أن الرئيس قيس سعيد في عزلة خارجيا في ظل رفض  وتململ جزء هام من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لخطوات الرئيس قيس سعيد في علاقة بغلق البرلمان وبجملة القرارات التي شملت السلطة القضائية وبعض جوانب حرية التنقل والتعبير.

كما تنامت في الآونة الأخيرة تصريحات معارضي مسار 25 جويلية التي تعتبر أن شعبية الرئيس في انحصار وقد تتحول قريبا إلى سخط شعبي بسبب التحديات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه حكومة بودن وتأخر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتداعيات ذلك على تمويل الميزانية ومواجهة التضخم وارتفاع الأسعار وفقدان العديد من المواد الأساسية في الأسواق.  

وقد صرح أخر الأسبوع الفارط  احمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني قائلا إن رئيس الجمهورية قيس سعيّد “في حالة عجز تام وفشل مطلق في إدارة شؤون البلاد” وان ذلك “جعل الرأي العام يسحب ثقته منه".

واعتبر الشابي أن الرئيس سعيد  “كان يحظى بمباركة شعبية.. وفشله جعله في عزلة واسعة داخليا وخارجيا” .

 وفي تقدير الشابي أن التطورات "بدأت تتسارع ويوحي ذلك ببلوغ نقطة تحول”، على حد تعبيره.

التطورات الأخيرة

في المقابل قد يذهب البعض إلى اعتبار التطورات الأخيرة بما فيها زيارة الرئيس حاليا غلى واشنطن ولقاءاته الأخيرة في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية .

إلى جانب لقائه على هامش قمة الرياض مع السيّد شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، أنها خير إجابة على من يعتبرون الرئيس ومساره في عزلة. ولعل الرئيس أيضا من خلال خروجه مساء في وزيارة إلى أحياء العاصمة أراد أن يقول لمعارضيه أنه ما زال على قدر من الشعبية تسمح له بالخروج والتجول بين المواطنين.

وما يدل على أن التطورات الأخيرة ومشاركات الرئيس في الخارج ربما أربكت تقديرات المعارضة هو توجه  النائب بالبرلمان السابق عن حركة النهضة،  ماهر مذيوب أمس، برسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا بواشنطن  تضمنت الإشارة إلى أنه مصدوم "عندما أشاهدكم(متوجها بالخطاب للرئيس الأمريكي) تمدون يد السلام وحبل النجاة من المحاسبة لمعشر الاستبداديين الذين انقلبوا على النظام الدستوري أو أغلقوا برلمانا منتخبا بدبابة عسكرية وقدموا أهم فيلسوف عربي- أفريقي لمحاكمة عسكرية، الدكتور أبو يعرب المرزوقي، المفكر العالمي ووريث العلامة ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع الإنساني، وعميد المحامين، الدكتور عبد الرزاق الكيلاني".

هذا وعبر مذيوب في رسالته  لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي نشرها عبر موقعه على الفايسبوك  عن " أمله في نجاح هذه القمة الإفريقية –الأمريكية و في بناء خارطة طريق حقيقية، من اجل نهوض القارة الإفريقية، وبناء شراكات استثمارية"، مضيفا "أملنا في الولايات المتحدة الأمريكية، في أن لا تتخلى أبدا على استنفار كافة الآليات والشراكات الإقليمية والدولية لإنقاذ تونس- الشعب والرسالة، من الهوة السحيقة للدين العمومي والمعوق الأساسي للنهوض الاقتصادي، كشريك استراتيجي يعول عليه، وكصديق حقيقي، للوقوف أمام عودة شبح الاستبداد، في منطقتنا ولتطلعات الشعب التونسي في الحرية والديمقراطية  وحقوق الإنسان والحكم الرشيد"، وفق نص الرسالة.

في المقابل تعتبر بعض القراءات أن زيارات  الرئيس  للخارج تأتي ضمن المشاركة في قمم تجمع عدد من القادة ولا يمكن التعويل عنها أو تحليلها بمنطق الزيارات الثنائية والدعوة لزيارة رسمية أو تحميلها ما لا تحتمل، فقد اعتبر وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس في تصريح إذاعي أمس أن " قيس سعيد سيزور واشنطن وهو غير مرتاح كغيره من الدول العربية والإفريقية ولكن قبوله الحضور قد يجعل من الأيام المقبلة واعدة بشأن قرار صندوق النقد الدولي من ملف تونس المطروح على طاولتها"، وفق قوله.

وأضاف: "تنقل رئيس الجمهورية قيس سعيد  من القمة الصينية العربية إلى القمة التي تنظمها الولايات المتحدة ودعوة تونس إلى قمة واشنطن ليست ثنائية بل جامعة بين القيادات الإفريقية والحوار بين تونس وأمريكا لن يكون مرتكزا على تونس".

م.ي

زيارات وتحركات الرئيس الأخيرة .. رد على سردية عزلة الرئيس ومسار 25 جويلية ؟

 

تونس-الصباح

انطلقت منذ الأمس زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتستمر إلى 15 ديسمبر الجاري، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا التي ستنعقد بواشنطن.

وتأتي زيارة الرئيس مباشرة اثر انتهاء زيارته أخر الأسبوع الفارط إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الصينية الأولى للتعاون والتنمية.

وبين الزيارتين خير رئيس الجمهورية أن يقوم مساء أول أمس الأحد، بزيارة إلى بعض الأحياء بمعتمدية المنيهلة من ولاية أريانة حيث اجتمع بعدد من المواطنين والمواطنات واستمع مجددا إلى مشاغلهم، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية.

تدفع تحركات وأنشطة جدول أعمال الرئيس قيس سعيد داخليا وخارجيا إلى طرح تساؤل محوري هل أن هذه التطورات وزيارات رئيس الجمهورية للخارج وخياره الخروج في زيارة لأحياء العاصمة تندرج في سياق كسر سردية عزلة الرئيس ومعه مسار 25 جويلية خارجيا وبداية الحديث عن عزلته داخليا وتراجع شعبيته في السخط المتنامي للتونسيين حول تدهور مقدرتهم الشرائية وظروفهم المعيشية؟

عزلة المسار

 لطالما أكدت المعارضة والرافضين لمسار 25 جويلية ويعتبرونه انقلابا على المؤسسات الشرعية وعلى الديمقراطية، أن الرئيس قيس سعيد في عزلة خارجيا في ظل رفض  وتململ جزء هام من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لخطوات الرئيس قيس سعيد في علاقة بغلق البرلمان وبجملة القرارات التي شملت السلطة القضائية وبعض جوانب حرية التنقل والتعبير.

كما تنامت في الآونة الأخيرة تصريحات معارضي مسار 25 جويلية التي تعتبر أن شعبية الرئيس في انحصار وقد تتحول قريبا إلى سخط شعبي بسبب التحديات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه حكومة بودن وتأخر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتداعيات ذلك على تمويل الميزانية ومواجهة التضخم وارتفاع الأسعار وفقدان العديد من المواد الأساسية في الأسواق.  

وقد صرح أخر الأسبوع الفارط  احمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني قائلا إن رئيس الجمهورية قيس سعيّد “في حالة عجز تام وفشل مطلق في إدارة شؤون البلاد” وان ذلك “جعل الرأي العام يسحب ثقته منه".

واعتبر الشابي أن الرئيس سعيد  “كان يحظى بمباركة شعبية.. وفشله جعله في عزلة واسعة داخليا وخارجيا” .

 وفي تقدير الشابي أن التطورات "بدأت تتسارع ويوحي ذلك ببلوغ نقطة تحول”، على حد تعبيره.

التطورات الأخيرة

في المقابل قد يذهب البعض إلى اعتبار التطورات الأخيرة بما فيها زيارة الرئيس حاليا غلى واشنطن ولقاءاته الأخيرة في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية .

إلى جانب لقائه على هامش قمة الرياض مع السيّد شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، أنها خير إجابة على من يعتبرون الرئيس ومساره في عزلة. ولعل الرئيس أيضا من خلال خروجه مساء في وزيارة إلى أحياء العاصمة أراد أن يقول لمعارضيه أنه ما زال على قدر من الشعبية تسمح له بالخروج والتجول بين المواطنين.

وما يدل على أن التطورات الأخيرة ومشاركات الرئيس في الخارج ربما أربكت تقديرات المعارضة هو توجه  النائب بالبرلمان السابق عن حركة النهضة،  ماهر مذيوب أمس، برسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا بواشنطن  تضمنت الإشارة إلى أنه مصدوم "عندما أشاهدكم(متوجها بالخطاب للرئيس الأمريكي) تمدون يد السلام وحبل النجاة من المحاسبة لمعشر الاستبداديين الذين انقلبوا على النظام الدستوري أو أغلقوا برلمانا منتخبا بدبابة عسكرية وقدموا أهم فيلسوف عربي- أفريقي لمحاكمة عسكرية، الدكتور أبو يعرب المرزوقي، المفكر العالمي ووريث العلامة ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع الإنساني، وعميد المحامين، الدكتور عبد الرزاق الكيلاني".

هذا وعبر مذيوب في رسالته  لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي نشرها عبر موقعه على الفايسبوك  عن " أمله في نجاح هذه القمة الإفريقية –الأمريكية و في بناء خارطة طريق حقيقية، من اجل نهوض القارة الإفريقية، وبناء شراكات استثمارية"، مضيفا "أملنا في الولايات المتحدة الأمريكية، في أن لا تتخلى أبدا على استنفار كافة الآليات والشراكات الإقليمية والدولية لإنقاذ تونس- الشعب والرسالة، من الهوة السحيقة للدين العمومي والمعوق الأساسي للنهوض الاقتصادي، كشريك استراتيجي يعول عليه، وكصديق حقيقي، للوقوف أمام عودة شبح الاستبداد، في منطقتنا ولتطلعات الشعب التونسي في الحرية والديمقراطية  وحقوق الإنسان والحكم الرشيد"، وفق نص الرسالة.

في المقابل تعتبر بعض القراءات أن زيارات  الرئيس  للخارج تأتي ضمن المشاركة في قمم تجمع عدد من القادة ولا يمكن التعويل عنها أو تحليلها بمنطق الزيارات الثنائية والدعوة لزيارة رسمية أو تحميلها ما لا تحتمل، فقد اعتبر وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس في تصريح إذاعي أمس أن " قيس سعيد سيزور واشنطن وهو غير مرتاح كغيره من الدول العربية والإفريقية ولكن قبوله الحضور قد يجعل من الأيام المقبلة واعدة بشأن قرار صندوق النقد الدولي من ملف تونس المطروح على طاولتها"، وفق قوله.

وأضاف: "تنقل رئيس الجمهورية قيس سعيد  من القمة الصينية العربية إلى القمة التي تنظمها الولايات المتحدة ودعوة تونس إلى قمة واشنطن ليست ثنائية بل جامعة بين القيادات الإفريقية والحوار بين تونس وأمريكا لن يكون مرتكزا على تونس".

م.ي