إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دامت يوما واحدا قابلت خلالها الرئيس تبون .. ماذا في زيارة بودن الخاطفة إلى الجزائر؟

 

 

تونس- الصباح

تصدرت ملفات التعاون الثنائي ومتابعة مختلف المشاريع المشتركة، ودعم التبادل التجاري بين البلدين، محور محادثات جمعت أول أمس رئيسة الحكومة نجلاء بودن ونظيرها الجزائري أيمن عبد الرحمان، بالعاصمة الجزائرية، وذلك خلال زيارة عمل خاطفة لم تعلن عنها الحكومة التونسية، قامت بها بودن إلى الجزائر ودامت يوما واحدا.

وقابلت بودن خلال الزيارة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، لم تكشف الحكومة التونسية إلى حدود مساء أمس فحوى اللقاء ومضمونه، غير أنه ووفق بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية، سمحت المحادثات الثنائية بالإشادة بعمق علاقات الأخوة والتضامن التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مع استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي على ضوء توجيهات قائدي البلدين، الرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس قيس سعيد، و"الرامية إلى تحقيق المزيد من التكامل الاستراتيجي والتنمية المتضامنة والمندمجة".

كما بحثت رئيسة الحكومة بالجزائر، الأزمة الليبية والهجرة غير النظامية لأعداد متزايدة من شباب البلدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، والوضع الأمني عند الحدود المشتركة، وتنفيذ اتفاقات تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تونس.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت مساء أول أمس أن الرئيس عبد المجيد تبون التقى مساء الاثنين المنقضي رئيسة الحكومة نجلاء بودن. وأفادت في بلاغ مقتضب نشرته بصفحتها على موقع “فايسبوك” بأن اللقاء انتظم بحضور الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ووزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة ومدير ديوان الرئاسة الجزائرية عبد العزيز خلف ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي.

وفي فيديو نشرته صفحة الرئاسة الجزائرية بـ”فايسبوك” عبّرت بودن اثر اللقاء عن شكرها للجزائر لمساعدتها تونس في هذا الظرف الصعب قائلة إنّها التقت الوزير الأول الجزائري أيمن عبد الرحمان لمتابعة المشاريع التي تم إرساؤها في إطار اللجنة الكبرى للشراكة وكذلك للتحضير لعقد قمة الشراكة الثنائية بين البلدين.

وأضافت بودن قائلة'': أنا مسرورة جدا بتواجدي هنا في الجزائر، تحية للجزائر قيادة وشعبا، كان لي شرف عظيم لمقابلة الرئيس عبد المجيد تبون وبلغته تحية أخيه سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد وتهانيه المتجددة لنجاح الجزائر في القمة العربية في مطلع شهر نوفمبر وكذلك تمنياته لمزيد التألق للجزائر شعبا وقيادة''.

ومهما يكن من أمر، فإن تساؤلات كثيرة تطرح عن توقيت الزيارة وأهدافها غير المعلنة، خاصة أنها تأتي وسط أزمة اقتصادية ومالية حادة تمر بها تونس، وفي خضم حملة انتخابية تشريعية تشهدها تونس استعدادا لانتخاب برلمان جديد مقرر ليوم 17 ديسمبر المقبل، علما أن زيارة بودن للجزائر جاءت مباشرة بعد زيارة خاطفة قام بها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى تونس حمل خلالها رسالة من الرئيس تبون إلى الرئيس سعيد.

وكان العمامرة قد التقى الرئيس سعيد، يوم السبت الماضي، ونقل له رسالة من الرئيس عبد المجيد تبّون، لم يتم الكشف عن محتواها، واكتفت رئاسة الجمهورية التونسية بالقول إنها تتعلق بـ”الروابط الأخوية الوطيدة القائمة بين تونس والجزائر”، فضلا عن مناقشة نتائج القمة العربية الأخيرة في الجزائر.

ووفق ما نشره موقع جريدة “الشروق” الجزائرية، تأتي زيارة بودن إلى الجزائر، "في إطار تفعيل اتفاقات تعاون اقتصادي في مجالات التجارة والمعابر الحدودية والطاقة” وذكر نفس الموقع أن بودن "التقت بنظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن في اجتماع لبحث التعاون المشترك ومناقشة آليات التعاون البيني والمشاريع المشتركة في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة تتويجا لاجتماعات قطاعية عقدت منذ شهر أوت 2022 تناولت قضايا الطاقة والسياحة والتجارة والتعاون القمرقي والعمل".

كما التقت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن الرئيس عبد المجيد تبون وسلمته رسالة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى جانب تقديم عرض حول مخرجات القمة الفرانكفونية التي احتضنتها تونس قبل أسبوعين.

 ولم تستبعد مصادر إعلامية متطابقة، أن تكون المحادثات قد تناولت كذلك ملفات أخرى على غرار ملف الطاقة، خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط، بسبب تواصل الحرب الروسية الأوكرانية..، علما أن تونس تعتمد على جانب كبير من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من الجزائر، كما تلجأ الشركة التونسية للكهرباء والغاز إلى مساعدة نظيرتها الجزائرية لدعمها بالكهرباء، خاصة خلال أشهر الصيف حيث يشهد الاستهلاك المحلي ذروته..

ومن البديهي كذلك أن تكون المحادثات قد تناولت الملف الأمني والدفاعي، خصوصا على خلفية ما يجري في الجوار المغربي والإقليم الساحلي، وأيضا الملف الليبي، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد التونسي..

تجدر الإشارة إلى أن تونس والجزائر وقعتا بقصر قرطاج في 16 ديسمبر 2021 خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس تبون إلى تونس، على 27 اتفاقية تعاون بين البلدين. وتشمل الاتفاقيات العديد من القطاعات، على غرار العدل والداخلية والطاقة والصناعات المتوسطة والصغيرة والناشئة والصناعات الدوائية والبيئة والشؤون الدينية والتربية والتأهيل المهني والصيد البحري والإعلام والثقافة.

وجاءت زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس ردا للزيارة التي قام بها الرئيس سعيّد إلى الجزائر في فيفري 2020..

كما تم خلال نفس الزيارة الإعلان عن اتفاق منحت خلاله الجزائر قرضا لتونس بقيمة 300 مليون دولار، علما أن الجزائر ساعدت تونس قبل ذلك بهبات وقروض منها قرض في شكل وديعة ومساعدة بقيمة 250 مليون دولار في شهر ماي من سنة 2014.

رفيق بن عبد الله

   دامت يوما واحدا قابلت خلالها الرئيس تبون .. ماذا في زيارة بودن الخاطفة إلى الجزائر؟

 

 

تونس- الصباح

تصدرت ملفات التعاون الثنائي ومتابعة مختلف المشاريع المشتركة، ودعم التبادل التجاري بين البلدين، محور محادثات جمعت أول أمس رئيسة الحكومة نجلاء بودن ونظيرها الجزائري أيمن عبد الرحمان، بالعاصمة الجزائرية، وذلك خلال زيارة عمل خاطفة لم تعلن عنها الحكومة التونسية، قامت بها بودن إلى الجزائر ودامت يوما واحدا.

وقابلت بودن خلال الزيارة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، لم تكشف الحكومة التونسية إلى حدود مساء أمس فحوى اللقاء ومضمونه، غير أنه ووفق بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية، سمحت المحادثات الثنائية بالإشادة بعمق علاقات الأخوة والتضامن التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مع استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي على ضوء توجيهات قائدي البلدين، الرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس قيس سعيد، و"الرامية إلى تحقيق المزيد من التكامل الاستراتيجي والتنمية المتضامنة والمندمجة".

كما بحثت رئيسة الحكومة بالجزائر، الأزمة الليبية والهجرة غير النظامية لأعداد متزايدة من شباب البلدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، والوضع الأمني عند الحدود المشتركة، وتنفيذ اتفاقات تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تونس.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت مساء أول أمس أن الرئيس عبد المجيد تبون التقى مساء الاثنين المنقضي رئيسة الحكومة نجلاء بودن. وأفادت في بلاغ مقتضب نشرته بصفحتها على موقع “فايسبوك” بأن اللقاء انتظم بحضور الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ووزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة ومدير ديوان الرئاسة الجزائرية عبد العزيز خلف ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي.

وفي فيديو نشرته صفحة الرئاسة الجزائرية بـ”فايسبوك” عبّرت بودن اثر اللقاء عن شكرها للجزائر لمساعدتها تونس في هذا الظرف الصعب قائلة إنّها التقت الوزير الأول الجزائري أيمن عبد الرحمان لمتابعة المشاريع التي تم إرساؤها في إطار اللجنة الكبرى للشراكة وكذلك للتحضير لعقد قمة الشراكة الثنائية بين البلدين.

وأضافت بودن قائلة'': أنا مسرورة جدا بتواجدي هنا في الجزائر، تحية للجزائر قيادة وشعبا، كان لي شرف عظيم لمقابلة الرئيس عبد المجيد تبون وبلغته تحية أخيه سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد وتهانيه المتجددة لنجاح الجزائر في القمة العربية في مطلع شهر نوفمبر وكذلك تمنياته لمزيد التألق للجزائر شعبا وقيادة''.

ومهما يكن من أمر، فإن تساؤلات كثيرة تطرح عن توقيت الزيارة وأهدافها غير المعلنة، خاصة أنها تأتي وسط أزمة اقتصادية ومالية حادة تمر بها تونس، وفي خضم حملة انتخابية تشريعية تشهدها تونس استعدادا لانتخاب برلمان جديد مقرر ليوم 17 ديسمبر المقبل، علما أن زيارة بودن للجزائر جاءت مباشرة بعد زيارة خاطفة قام بها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى تونس حمل خلالها رسالة من الرئيس تبون إلى الرئيس سعيد.

وكان العمامرة قد التقى الرئيس سعيد، يوم السبت الماضي، ونقل له رسالة من الرئيس عبد المجيد تبّون، لم يتم الكشف عن محتواها، واكتفت رئاسة الجمهورية التونسية بالقول إنها تتعلق بـ”الروابط الأخوية الوطيدة القائمة بين تونس والجزائر”، فضلا عن مناقشة نتائج القمة العربية الأخيرة في الجزائر.

ووفق ما نشره موقع جريدة “الشروق” الجزائرية، تأتي زيارة بودن إلى الجزائر، "في إطار تفعيل اتفاقات تعاون اقتصادي في مجالات التجارة والمعابر الحدودية والطاقة” وذكر نفس الموقع أن بودن "التقت بنظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن في اجتماع لبحث التعاون المشترك ومناقشة آليات التعاون البيني والمشاريع المشتركة في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة تتويجا لاجتماعات قطاعية عقدت منذ شهر أوت 2022 تناولت قضايا الطاقة والسياحة والتجارة والتعاون القمرقي والعمل".

كما التقت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن الرئيس عبد المجيد تبون وسلمته رسالة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى جانب تقديم عرض حول مخرجات القمة الفرانكفونية التي احتضنتها تونس قبل أسبوعين.

 ولم تستبعد مصادر إعلامية متطابقة، أن تكون المحادثات قد تناولت كذلك ملفات أخرى على غرار ملف الطاقة، خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط، بسبب تواصل الحرب الروسية الأوكرانية..، علما أن تونس تعتمد على جانب كبير من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من الجزائر، كما تلجأ الشركة التونسية للكهرباء والغاز إلى مساعدة نظيرتها الجزائرية لدعمها بالكهرباء، خاصة خلال أشهر الصيف حيث يشهد الاستهلاك المحلي ذروته..

ومن البديهي كذلك أن تكون المحادثات قد تناولت الملف الأمني والدفاعي، خصوصا على خلفية ما يجري في الجوار المغربي والإقليم الساحلي، وأيضا الملف الليبي، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد التونسي..

تجدر الإشارة إلى أن تونس والجزائر وقعتا بقصر قرطاج في 16 ديسمبر 2021 خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس تبون إلى تونس، على 27 اتفاقية تعاون بين البلدين. وتشمل الاتفاقيات العديد من القطاعات، على غرار العدل والداخلية والطاقة والصناعات المتوسطة والصغيرة والناشئة والصناعات الدوائية والبيئة والشؤون الدينية والتربية والتأهيل المهني والصيد البحري والإعلام والثقافة.

وجاءت زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس ردا للزيارة التي قام بها الرئيس سعيّد إلى الجزائر في فيفري 2020..

كما تم خلال نفس الزيارة الإعلان عن اتفاق منحت خلاله الجزائر قرضا لتونس بقيمة 300 مليون دولار، علما أن الجزائر ساعدت تونس قبل ذلك بهبات وقروض منها قرض في شكل وديعة ومساعدة بقيمة 250 مليون دولار في شهر ماي من سنة 2014.

رفيق بن عبد الله