إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سفير أندونيسيا بتونس يقرئنا السّلام

بقلم: مصدّق الشّريف

إنّ التوقف عند الأحداث التي تجدّ على مستوى مركزيّ أو جهويّ أو محليّ والتّعليق عليها وتحليلها أمر محمود. وهو مؤشر على ارتفاع نسبة الوعي. إلاّ أنّنا يجب ألاّ نبقى نراوح مكاننا فنعيد ما قلناه ونكرّره حتّى نصل إلى الاجترار. فلم لا نتجاوز الحدث بعد أن أخذ حظّه وأكثر من الحديث والتّفاعل وننتبه إلى جوانب أخرى ترتقي بثقافة المتلقي ووعيه؟

استمعت في إحدى الاذاعات التونسية الخاصّة إلى خبر جعل الخجل يشملني من رأسي حتى اخمصيّ وودت لو انشقت الأرض وابتلعتني... ويتمثّل الخبرفي أنّ أوّل عمل قام به سعادة سفير أندونيسيا بتونس زهير مصراوي بعد يومين من تولّي مهامه زيارة ضريح العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور بمقبرة الجلاّز بالعاصمة رفقة مجموعة من موظّفي السّفارة لتنظيف قبر العلاّمة بن عاشور وما حوله ووضع باقة من الزهور والاكليل عليه.

وروى حضرة السّفير عند استضافته بإحدى الإذاعات الخاصّة أنّ المرحوم بن عاشور هو بمثابة الأب الرّوحيّ له ولكافة الإندونيسييّنوأنّه علم على رأسه نار يلهج بذكره وتعداد خصاله ومزاياه التّلاميذ والطّلبة والمثقّفون والسّياسيّون والاقتصاديّون في كلّ أنحاء أندونيسيا. وأضاف سعادة السّفير أنّ الإندونيسيّين يعتبرون العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور من كبار المفكّرين في العالم الإسلامي وفي أوروبا وأمريكا وأنّه كان سببا جوهريّا في النقلة النّوعيّة التي شهدتها بلادهم وعنصرا بارزا أسهم في تقدّمها ورقيّها في عديد المجالات. وأكّد السيّد السّفير أنّ فضيلة الشيخ بن عاشور قد غرس في أبناء وطنه الاجتهاد والبذل وحبّ العمل.

وتعود علاقة سفير أندونيسيا بتونس السيّد زهير مصراوي بالشيخ العلاّمة إلى السّنوات التي التقاه فيها بجامع الأزهر بالقاهرة حيث نهل من كتبه وقرأ جلّها وأعاد قراءة كتاب التحرير والتنويرأكثر من مرّة.وللإشارة، فإنّ سعادة السّفير يزور قبر بن عاشور في اليوم الخامس عشرة من كلّ شهر مرفقا بمجموعة من الطّلبة الإندونيسيّين الذين يتابعون دراستهم بتونس. فيتلون فاتحة الكتاب وسورة ياسين على الفقيد تشفعان بالأدعية. وبذلك يكون السيّد السّفير قد قام بأحد عشرة زيارة إلى ضريح العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور منذ تقلّد مهامه ببلادنا.وأعلن سعادة السّفير أنّ سفارة أندونيسيا بتونس ستحتفل في مقرها بتونس بذكرى مرور خمسين سنة على وفاة سماحة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.

وفي اعتقادي أنّ ما تناوله سعادة السّفير بالذّكر يغني عن كلّ تعليق. وقد بقيت حائرا من أمور عديدة أوّلها أساليب تعامل حكوماتنا مع أبنائها الذين كانوا منارات علم ومعرفة جالت في رؤوسهم آراء في التّربية ونظريات في أساليب التعليم ورغبة صادقة في النّفع والإرشاد.كان أعلامنا معينا مسجورا لم يعرفوا يوما النّضب. وكان لهم أيضا باعوذرائع في العمل الجمعياتي المدنيّ والّنقابي والوطنيّ.بقيت مبهوتا من طرق تعامل الإندونسيّين الحضاريّة واعترافهم بالجميل لمدرّسيهم الذين حملوا بين جنوبهم قلوبا تزخربالعواطف البشرية والاحساسات النّبيلة.وبقيت قلقا متسائلا كيف يمكن أن نتجاوز مرحلة الكلام والخطب ونمرّ إلى العمل والانجاز والفعل الحقيقيّ دون أن ننتظر السّلط المعنية بلسان حال يقول وإن تخاذلت الدّنيا بأجمعها أنا مصرّ على القيام بواجبيǃ

 

 

سفير أندونيسيا بتونس يقرئنا السّلام

بقلم: مصدّق الشّريف

إنّ التوقف عند الأحداث التي تجدّ على مستوى مركزيّ أو جهويّ أو محليّ والتّعليق عليها وتحليلها أمر محمود. وهو مؤشر على ارتفاع نسبة الوعي. إلاّ أنّنا يجب ألاّ نبقى نراوح مكاننا فنعيد ما قلناه ونكرّره حتّى نصل إلى الاجترار. فلم لا نتجاوز الحدث بعد أن أخذ حظّه وأكثر من الحديث والتّفاعل وننتبه إلى جوانب أخرى ترتقي بثقافة المتلقي ووعيه؟

استمعت في إحدى الاذاعات التونسية الخاصّة إلى خبر جعل الخجل يشملني من رأسي حتى اخمصيّ وودت لو انشقت الأرض وابتلعتني... ويتمثّل الخبرفي أنّ أوّل عمل قام به سعادة سفير أندونيسيا بتونس زهير مصراوي بعد يومين من تولّي مهامه زيارة ضريح العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور بمقبرة الجلاّز بالعاصمة رفقة مجموعة من موظّفي السّفارة لتنظيف قبر العلاّمة بن عاشور وما حوله ووضع باقة من الزهور والاكليل عليه.

وروى حضرة السّفير عند استضافته بإحدى الإذاعات الخاصّة أنّ المرحوم بن عاشور هو بمثابة الأب الرّوحيّ له ولكافة الإندونيسييّنوأنّه علم على رأسه نار يلهج بذكره وتعداد خصاله ومزاياه التّلاميذ والطّلبة والمثقّفون والسّياسيّون والاقتصاديّون في كلّ أنحاء أندونيسيا. وأضاف سعادة السّفير أنّ الإندونيسيّين يعتبرون العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور من كبار المفكّرين في العالم الإسلامي وفي أوروبا وأمريكا وأنّه كان سببا جوهريّا في النقلة النّوعيّة التي شهدتها بلادهم وعنصرا بارزا أسهم في تقدّمها ورقيّها في عديد المجالات. وأكّد السيّد السّفير أنّ فضيلة الشيخ بن عاشور قد غرس في أبناء وطنه الاجتهاد والبذل وحبّ العمل.

وتعود علاقة سفير أندونيسيا بتونس السيّد زهير مصراوي بالشيخ العلاّمة إلى السّنوات التي التقاه فيها بجامع الأزهر بالقاهرة حيث نهل من كتبه وقرأ جلّها وأعاد قراءة كتاب التحرير والتنويرأكثر من مرّة.وللإشارة، فإنّ سعادة السّفير يزور قبر بن عاشور في اليوم الخامس عشرة من كلّ شهر مرفقا بمجموعة من الطّلبة الإندونيسيّين الذين يتابعون دراستهم بتونس. فيتلون فاتحة الكتاب وسورة ياسين على الفقيد تشفعان بالأدعية. وبذلك يكون السيّد السّفير قد قام بأحد عشرة زيارة إلى ضريح العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور منذ تقلّد مهامه ببلادنا.وأعلن سعادة السّفير أنّ سفارة أندونيسيا بتونس ستحتفل في مقرها بتونس بذكرى مرور خمسين سنة على وفاة سماحة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.

وفي اعتقادي أنّ ما تناوله سعادة السّفير بالذّكر يغني عن كلّ تعليق. وقد بقيت حائرا من أمور عديدة أوّلها أساليب تعامل حكوماتنا مع أبنائها الذين كانوا منارات علم ومعرفة جالت في رؤوسهم آراء في التّربية ونظريات في أساليب التعليم ورغبة صادقة في النّفع والإرشاد.كان أعلامنا معينا مسجورا لم يعرفوا يوما النّضب. وكان لهم أيضا باعوذرائع في العمل الجمعياتي المدنيّ والّنقابي والوطنيّ.بقيت مبهوتا من طرق تعامل الإندونسيّين الحضاريّة واعترافهم بالجميل لمدرّسيهم الذين حملوا بين جنوبهم قلوبا تزخربالعواطف البشرية والاحساسات النّبيلة.وبقيت قلقا متسائلا كيف يمكن أن نتجاوز مرحلة الكلام والخطب ونمرّ إلى العمل والانجاز والفعل الحقيقيّ دون أن ننتظر السّلط المعنية بلسان حال يقول وإن تخاذلت الدّنيا بأجمعها أنا مصرّ على القيام بواجبيǃ