رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين لـ"الصباح": تونس من بين أكثر الدول في العالم التي تعاني من مخاطر أمراض القلب والشرايين..
تونس-الصباح
تحتفل منظمة الصحة العالمية هذا اليوم من كل عام باليوم العالمى للقلب والتوعية ضد المخاطر التي تؤدى إلى تعريض حياتنا للخطر، والذي يوافق يوم 29 سبتمبر من كل سنة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الأمراض القلبية الوعائية تقف وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، حيث أن الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، إذ تتسبب في وفاة نحو 17.9 مليون شخص كل عام.
وتعرف الأمراض القلبية الوعائية على أنها مجموعة اضطرابات تصيب القلب والأوعية الدموية وتشمل مرض القلب التاجي، ومرض الأوعية الدماغية، وداء القلب الروماتيزمي واعتلالات أخرى. ويعزى أكثر من أربعة أخماس وفيات الأمراض القلبية الوعائية إلى النوبات القلبية والسكتات، ويحدث ثلث هذه الوفيات مبكرا عند أشخاص تقل أعمارهم عن 70 عاما.
السبب الأول للوفيات
وقالت رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين، ليليا زخام، في تصريح لـ"الصباح"، حول الموضوع أن 27 % من نسبة الوفيات في تونس أسبابها الرئيسية الأمراض القلبية حيث تعد الأمراض التي لها علاقة بالقلب السبب الأول للوفيات في تونس.
واعتبرت محدثتنا أن تونس تعد من بين أكثر الدول في العالم التي تعاني من مخاطر أمراض القلب والشرايين، حيث أن نسبة ارتفاع ضغط الدم كبيرة جدا والتي وصلت في حدود واحد من بين ثلاثة كهول في تونس مصابين بضغط الدم ( أكثر من 30% من الكهول في تونس) نتيجة لارتفاع أمراض السمنة وارتفاع عدد المدخنين وهي من بين أهم الأسباب والعوامل الأساسية لمرضى القلب وهو ما جعل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقصور القلبي والجلطات والفتحات الصدرية والجلطية الدماغية في ارتفاع مستمر في تونس.
وأضافت ليليا زخام، أن الجمعية ستقوم بتنظيم يوم تحسيسي تحت شعار "مؤتمر مريض القلب" يوم الأحد 2 أكتوبر المقبل بمدينة العلوم بتونس، حول مرض الجلطة القلبية نظرا لكون هذا النوع من الجلطات بالإمكان معالجتها في صورة العلاج المبكر إما بالدواء او غيرها من الطرق...، مؤكدة في نفس السياق أن الوعي بهذا النوع من الأمراض ضعيف جدا اما للمريض أو عائلته أيضا بالرغم من خطورته، حيث أن نسبة 54% من مرضى القلب والمصابين بجلطات دماغية يتوجهون للعلاج في المستشفى أو المصحات إلا بعد 3 ساعات من شعورهم بالأوجاع، في وقت أن أول ساعة بعد ذلك الشعور تسمى الساعة الذهبية ويمكن فيها إنقاذ صحة المريض وعودته للوضع الصحي العادي.
تأثير الأزمات
وأكدت رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين، أن الأزمات الصحية كأزمة كورونا والأزمات الاجتماعية أثرت بشكل كبير على صحة التونسيين وساهمت في ارتفاع الأمراض القلبية نظرا لاهتمام المواطن بفيروس كورونا وإهماله لصحته والابتعاد عن المتابعة الصحية المستمرة ولا يذهب إلى الطبيب المتخصص او المستشفيات الا في حالة القصور الكلوي خاصة في سنوات 2020/2021 حيث بدأت تدريجيا العودة باهتمام التّونسيين بصحتهم، داعية في ذات الصدد التونسيين بالوقاية قبل الإصابة بهذه الأمراض وذلك من خلال الممارسة المستمرة للرياضة واتباع أنظمة غذائية صحية والحد من التدخين، خاصة وأن البنية التحتية الصحية في تونس عموما ضعيفة وفي تدهور كبير منذ أزمة كورونا بالرغم من مختلف الجهود المتواصلة لتطويرها وتحسينها لفائدة التونسيين.
عوامل الخطر السلوكية
ومن أهم عوامل الخطر السلوكية لأمراض القلب والسكتة هي اتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول على نحو ضار. وقد تتجلى آثار عوامل الخطر السلوكية عند الأفراد في ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وزيادة الوزن والسمنة. وتشير "عوامل الخطر الوسيطة" هذه التي يمكن قياسها في مرافق الرعاية الأولية إلى زيادة احتمال الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة وقصور القلب ومضاعفات أخرى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية
وقد ثبت أن الحد من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ممكن من خلال الإقلاع عن تعاطي التبغ، والإقلال من الملح في النظام الغذائي، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والمواظبة على النشاط البدني المنتظم، وتجنب تعاطي الكحول على نحو ضار. ومن أجل تحفيز الأفراد على اتباع سلوكات صحية والمواظبة عليها، من الضروري وضع سياسات صحية تهيئ بيئات مواتية لإتاحة خيارات صحية ميسورة التكلفة وفي المتناول.
وقد يساهم تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وضمان حصولهم على العلاج المناسب في الوقاية من الوفيات المبكرة. ومن الضروري إتاحة أدوية الأمراض غير السارية والتكنولوجيات الصحية الأساسية في جميع مرافق الرعاية الصحية الأولية لضمان توفير العلاج والمشورة لمن يحتاجون إليهما.
الأمراض القاتلة الصامتة
وقال السفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير السارية والإصابات مايكل بلومبيرغ: "فيما نواصل الاستجابة لهذه الجائحة، والاستعداد لتلك المقبلة، لمسنا الأهمية الحاسمة للتصدي لعامل خطر رئيسي في دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه – الأمراض غير السارية."
وأوضح أن الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة المزمنة والسرطان من أكبر الأمراض القاتلة الصامتة في العالم – لكن غالبا ما يمكن منعها "من خلال الاستثمار في تدخلات مجربة وفعّالة من حيث التكلفة."
وعلى الرغم من أن كل دولة عضو في الأمم المتحدة التزمت بتقليل الوفيات المبكرة من الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 – وهو جهد يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح – إلا أن القليل من البلدان في الوقت الحالي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك.
وقالت مديرة قسم الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية، بنتي ميكلسون: "إنها فكرة مغلوطة أنها أمراض تصيب البلدان ذات الدخل المرتفع."
إذ تسبب الأمراض غير السارية ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات في جميع أنحاء العالم. يموت 17 مليون شخص دون سن السبعين بسبب الأمراض غير المعدية، ويعيش 86% منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأدت الجائحة إلى تفاقم عبء الأمراض غير السارية عن طريق تأخير الحصول على الرعاية وتعطيلها، وفي الأشهر الأولى للجائحة، أبلغ 75% من البلدان عن تعطّل الخدمات الأساسية للأمراض غير المعدية بسبب قيود الإغلاق وإعادة توجيه الموارد.
صلاح الدّين كريمي
رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين لـ"الصباح": تونس من بين أكثر الدول في العالم التي تعاني من مخاطر أمراض القلب والشرايين..
تونس-الصباح
تحتفل منظمة الصحة العالمية هذا اليوم من كل عام باليوم العالمى للقلب والتوعية ضد المخاطر التي تؤدى إلى تعريض حياتنا للخطر، والذي يوافق يوم 29 سبتمبر من كل سنة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الأمراض القلبية الوعائية تقف وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، حيث أن الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، إذ تتسبب في وفاة نحو 17.9 مليون شخص كل عام.
وتعرف الأمراض القلبية الوعائية على أنها مجموعة اضطرابات تصيب القلب والأوعية الدموية وتشمل مرض القلب التاجي، ومرض الأوعية الدماغية، وداء القلب الروماتيزمي واعتلالات أخرى. ويعزى أكثر من أربعة أخماس وفيات الأمراض القلبية الوعائية إلى النوبات القلبية والسكتات، ويحدث ثلث هذه الوفيات مبكرا عند أشخاص تقل أعمارهم عن 70 عاما.
السبب الأول للوفيات
وقالت رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين، ليليا زخام، في تصريح لـ"الصباح"، حول الموضوع أن 27 % من نسبة الوفيات في تونس أسبابها الرئيسية الأمراض القلبية حيث تعد الأمراض التي لها علاقة بالقلب السبب الأول للوفيات في تونس.
واعتبرت محدثتنا أن تونس تعد من بين أكثر الدول في العالم التي تعاني من مخاطر أمراض القلب والشرايين، حيث أن نسبة ارتفاع ضغط الدم كبيرة جدا والتي وصلت في حدود واحد من بين ثلاثة كهول في تونس مصابين بضغط الدم ( أكثر من 30% من الكهول في تونس) نتيجة لارتفاع أمراض السمنة وارتفاع عدد المدخنين وهي من بين أهم الأسباب والعوامل الأساسية لمرضى القلب وهو ما جعل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقصور القلبي والجلطات والفتحات الصدرية والجلطية الدماغية في ارتفاع مستمر في تونس.
وأضافت ليليا زخام، أن الجمعية ستقوم بتنظيم يوم تحسيسي تحت شعار "مؤتمر مريض القلب" يوم الأحد 2 أكتوبر المقبل بمدينة العلوم بتونس، حول مرض الجلطة القلبية نظرا لكون هذا النوع من الجلطات بالإمكان معالجتها في صورة العلاج المبكر إما بالدواء او غيرها من الطرق...، مؤكدة في نفس السياق أن الوعي بهذا النوع من الأمراض ضعيف جدا اما للمريض أو عائلته أيضا بالرغم من خطورته، حيث أن نسبة 54% من مرضى القلب والمصابين بجلطات دماغية يتوجهون للعلاج في المستشفى أو المصحات إلا بعد 3 ساعات من شعورهم بالأوجاع، في وقت أن أول ساعة بعد ذلك الشعور تسمى الساعة الذهبية ويمكن فيها إنقاذ صحة المريض وعودته للوضع الصحي العادي.
تأثير الأزمات
وأكدت رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين، أن الأزمات الصحية كأزمة كورونا والأزمات الاجتماعية أثرت بشكل كبير على صحة التونسيين وساهمت في ارتفاع الأمراض القلبية نظرا لاهتمام المواطن بفيروس كورونا وإهماله لصحته والابتعاد عن المتابعة الصحية المستمرة ولا يذهب إلى الطبيب المتخصص او المستشفيات الا في حالة القصور الكلوي خاصة في سنوات 2020/2021 حيث بدأت تدريجيا العودة باهتمام التّونسيين بصحتهم، داعية في ذات الصدد التونسيين بالوقاية قبل الإصابة بهذه الأمراض وذلك من خلال الممارسة المستمرة للرياضة واتباع أنظمة غذائية صحية والحد من التدخين، خاصة وأن البنية التحتية الصحية في تونس عموما ضعيفة وفي تدهور كبير منذ أزمة كورونا بالرغم من مختلف الجهود المتواصلة لتطويرها وتحسينها لفائدة التونسيين.
عوامل الخطر السلوكية
ومن أهم عوامل الخطر السلوكية لأمراض القلب والسكتة هي اتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول على نحو ضار. وقد تتجلى آثار عوامل الخطر السلوكية عند الأفراد في ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وزيادة الوزن والسمنة. وتشير "عوامل الخطر الوسيطة" هذه التي يمكن قياسها في مرافق الرعاية الأولية إلى زيادة احتمال الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة وقصور القلب ومضاعفات أخرى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية
وقد ثبت أن الحد من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ممكن من خلال الإقلاع عن تعاطي التبغ، والإقلال من الملح في النظام الغذائي، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والمواظبة على النشاط البدني المنتظم، وتجنب تعاطي الكحول على نحو ضار. ومن أجل تحفيز الأفراد على اتباع سلوكات صحية والمواظبة عليها، من الضروري وضع سياسات صحية تهيئ بيئات مواتية لإتاحة خيارات صحية ميسورة التكلفة وفي المتناول.
وقد يساهم تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وضمان حصولهم على العلاج المناسب في الوقاية من الوفيات المبكرة. ومن الضروري إتاحة أدوية الأمراض غير السارية والتكنولوجيات الصحية الأساسية في جميع مرافق الرعاية الصحية الأولية لضمان توفير العلاج والمشورة لمن يحتاجون إليهما.
الأمراض القاتلة الصامتة
وقال السفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير السارية والإصابات مايكل بلومبيرغ: "فيما نواصل الاستجابة لهذه الجائحة، والاستعداد لتلك المقبلة، لمسنا الأهمية الحاسمة للتصدي لعامل خطر رئيسي في دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه – الأمراض غير السارية."
وأوضح أن الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة المزمنة والسرطان من أكبر الأمراض القاتلة الصامتة في العالم – لكن غالبا ما يمكن منعها "من خلال الاستثمار في تدخلات مجربة وفعّالة من حيث التكلفة."
وعلى الرغم من أن كل دولة عضو في الأمم المتحدة التزمت بتقليل الوفيات المبكرة من الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 – وهو جهد يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح – إلا أن القليل من البلدان في الوقت الحالي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك.
وقالت مديرة قسم الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية، بنتي ميكلسون: "إنها فكرة مغلوطة أنها أمراض تصيب البلدان ذات الدخل المرتفع."
إذ تسبب الأمراض غير السارية ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات في جميع أنحاء العالم. يموت 17 مليون شخص دون سن السبعين بسبب الأمراض غير المعدية، ويعيش 86% منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأدت الجائحة إلى تفاقم عبء الأمراض غير السارية عن طريق تأخير الحصول على الرعاية وتعطيلها، وفي الأشهر الأولى للجائحة، أبلغ 75% من البلدان عن تعطّل الخدمات الأساسية للأمراض غير المعدية بسبب قيود الإغلاق وإعادة توجيه الموارد.