إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منتدى الصباح: الحياة عقيدة وجهاد

بقلم: العقيد محمد صالح الحدري (*)

الدولة التي شعبها مسلم فهي مسلمة. الأمة لها دين وهي ذات معنوية والدولة ذات معنوية ولها دين. تونس دولة عربية مستقلة دينها الإسلام.

المواطن التونسي متمسك بدينه ولو كان عاصيا، تارك الصلاة أو شارب خمر أو غير ذلك من العصيان. ولا يقبل أن تُنظّم حياتَه الاجتماعية دولةٌ لا دين لها. الدولة اللادينية (لائيكية) هي بدعة سيئة أتى بها اللائيكيون الذين لا يؤمنون بالروحانيات ولا يؤمنون إلا بالماديات. إنهم يريدون تنظيم الحياة الاجتماعية في تونس تنظيما لا يخضع لمبادئ الإسلام وتعاليمه رُغم أن هذه الأخيرة تشمل كل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قال تعالى "... مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ..." (آلأنعام38)

بدلا عن مثال الشرع الإسلامي، يريد اللائيكيون إسقاط النمط الفرنسي على الدولة التونسية. النمط الفرنسي الذي حرّر الدولة من هيمنة الكنيسة المسيحية على المجال السياسي. أيجهلون أن الإسلام ليس فيه كنيسة ولا "كلاريكوس" (رجال الكنيسة)؟ إنهم يخضعون في لاوعيهم إلى ما وصفه عبد الرحمان بن خَلدون بانبهار المغلوب بالغالب، فأصبحوا يُقلدون نمط حياة المُستعمر الذي تغلب عليهم بقوته العسكرية وتفوّقه التكنولوجي في القرنين التاسع عشر والعشرين. إنهم يقلدون المستعمر المسيحي ويتنكرون لهويتهم العربية الإسلامية. إنهم يعتبرون الإسلامَ عنصرَ تخلف والقرآنَ كتابا تاريخيا لم يعد صالحا لعصرنا هذا (هكذا؟)

قال العالم "أينشتاين" صاحب نظرية النّسبية: "العلم بدون دين أعرج والدين بدون علم أعمى"

إنهم يُشككون في أن القرآن كلام الله نزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" (النجم3و4)

الفرق بيننا وبينهم أننا نؤمن أن الله الذي خلقنا شرّع لنا بالقرآن منهج حياتنا ونمط نظامنا الاجتماعي والسياسي وأن القرآن صالح لكل مكان وزمان. ونُؤمن بأن خالقنا أعلم منا بمصلحتنا وهو الأجدر بتنظيم حياتنا. فالشرع الإسلامي خير شرع أخرج للناس وللدول لأنه شرع إلهي لا يُنكره إلا أتباع النظريات المادية.

والقول بأن مسألة الدين مسألة شخصية تخص علاقة العبد بربه قول باطل لأنه ينفي أن الإسلام يُنظم كل جوانب حياة الإنسان، في ما يخص علاقته بخالقه وكذلك في حياته الاجتماعية. فالشرع الإسلامي فيه فقه العبادات وفقه المعاملات. أما العبادات فهي فردية وجماعية وأما المعاملات فهي اجتماعية.

فالدولة التي فيها شعب مسلم بنسبة 98٪، لا بد أن يكون دينها الإسلام حتى لا تحيد عن الشرع الإسلامي ولا تسنّ قوانين مضادة لشرع الله.

والمسألة ليست مسألة أمة، كما زعم بعضهم، بل ما يهمنا في صياغة دستور الجمهورية التونسية اليوم هو الدولة التونسية. أما مسألة الأمة فهي تخص كل المسلمين الموجودين على الكرة الأرضية، وتصبح تونس، من هذا المنظار، قطرا لا دولة.

أما الحركة الطورانية فلا دخل لها في موضوعنا هذا، حيث أنها تمثلت في تيار قوميٍّ تركيٍّ انبعث حين أحس الأتراك بضعف دولتهم فانطَوَوا إلى أصلهم الترابي ليتخلصوا من الخلافة العثمانية، فكانت حركتهم الطورانية حركة عنصرية عرقيا ولغويا.

كفانا عبثا ولعبا بالتاريخ وكفانا أفكارا واهية كان أصحابها، بضع سنين من قبل، يقولون عكس ما يزعمون اليوم. كانوا يدافعون بقوة عن إسلام الدولة وأصبحوا اليوم يُنكرونه. كانوا يعتبرون التطبيع خيانة عظمى وأصبحوا اليوم يُمهِّدون له تحت ضغط عوامل سياسية داخلية وخارجية مرتبطة بعضها ببعض.

 (*) باحث في العلوم السياسية

 

 

منتدى الصباح: الحياة عقيدة وجهاد

بقلم: العقيد محمد صالح الحدري (*)

الدولة التي شعبها مسلم فهي مسلمة. الأمة لها دين وهي ذات معنوية والدولة ذات معنوية ولها دين. تونس دولة عربية مستقلة دينها الإسلام.

المواطن التونسي متمسك بدينه ولو كان عاصيا، تارك الصلاة أو شارب خمر أو غير ذلك من العصيان. ولا يقبل أن تُنظّم حياتَه الاجتماعية دولةٌ لا دين لها. الدولة اللادينية (لائيكية) هي بدعة سيئة أتى بها اللائيكيون الذين لا يؤمنون بالروحانيات ولا يؤمنون إلا بالماديات. إنهم يريدون تنظيم الحياة الاجتماعية في تونس تنظيما لا يخضع لمبادئ الإسلام وتعاليمه رُغم أن هذه الأخيرة تشمل كل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قال تعالى "... مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ..." (آلأنعام38)

بدلا عن مثال الشرع الإسلامي، يريد اللائيكيون إسقاط النمط الفرنسي على الدولة التونسية. النمط الفرنسي الذي حرّر الدولة من هيمنة الكنيسة المسيحية على المجال السياسي. أيجهلون أن الإسلام ليس فيه كنيسة ولا "كلاريكوس" (رجال الكنيسة)؟ إنهم يخضعون في لاوعيهم إلى ما وصفه عبد الرحمان بن خَلدون بانبهار المغلوب بالغالب، فأصبحوا يُقلدون نمط حياة المُستعمر الذي تغلب عليهم بقوته العسكرية وتفوّقه التكنولوجي في القرنين التاسع عشر والعشرين. إنهم يقلدون المستعمر المسيحي ويتنكرون لهويتهم العربية الإسلامية. إنهم يعتبرون الإسلامَ عنصرَ تخلف والقرآنَ كتابا تاريخيا لم يعد صالحا لعصرنا هذا (هكذا؟)

قال العالم "أينشتاين" صاحب نظرية النّسبية: "العلم بدون دين أعرج والدين بدون علم أعمى"

إنهم يُشككون في أن القرآن كلام الله نزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" (النجم3و4)

الفرق بيننا وبينهم أننا نؤمن أن الله الذي خلقنا شرّع لنا بالقرآن منهج حياتنا ونمط نظامنا الاجتماعي والسياسي وأن القرآن صالح لكل مكان وزمان. ونُؤمن بأن خالقنا أعلم منا بمصلحتنا وهو الأجدر بتنظيم حياتنا. فالشرع الإسلامي خير شرع أخرج للناس وللدول لأنه شرع إلهي لا يُنكره إلا أتباع النظريات المادية.

والقول بأن مسألة الدين مسألة شخصية تخص علاقة العبد بربه قول باطل لأنه ينفي أن الإسلام يُنظم كل جوانب حياة الإنسان، في ما يخص علاقته بخالقه وكذلك في حياته الاجتماعية. فالشرع الإسلامي فيه فقه العبادات وفقه المعاملات. أما العبادات فهي فردية وجماعية وأما المعاملات فهي اجتماعية.

فالدولة التي فيها شعب مسلم بنسبة 98٪، لا بد أن يكون دينها الإسلام حتى لا تحيد عن الشرع الإسلامي ولا تسنّ قوانين مضادة لشرع الله.

والمسألة ليست مسألة أمة، كما زعم بعضهم، بل ما يهمنا في صياغة دستور الجمهورية التونسية اليوم هو الدولة التونسية. أما مسألة الأمة فهي تخص كل المسلمين الموجودين على الكرة الأرضية، وتصبح تونس، من هذا المنظار، قطرا لا دولة.

أما الحركة الطورانية فلا دخل لها في موضوعنا هذا، حيث أنها تمثلت في تيار قوميٍّ تركيٍّ انبعث حين أحس الأتراك بضعف دولتهم فانطَوَوا إلى أصلهم الترابي ليتخلصوا من الخلافة العثمانية، فكانت حركتهم الطورانية حركة عنصرية عرقيا ولغويا.

كفانا عبثا ولعبا بالتاريخ وكفانا أفكارا واهية كان أصحابها، بضع سنين من قبل، يقولون عكس ما يزعمون اليوم. كانوا يدافعون بقوة عن إسلام الدولة وأصبحوا اليوم يُنكرونه. كانوا يعتبرون التطبيع خيانة عظمى وأصبحوا اليوم يُمهِّدون له تحت ضغط عوامل سياسية داخلية وخارجية مرتبطة بعضها ببعض.

 (*) باحث في العلوم السياسية

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews