إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الاعلان الرسمي عن تأسيس مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات

*تنظيم لقاء فكري بعنوان "الحكمة من حوار الحضارات "

**دعوة ملحة لإعلاء صوت الحكمة في المنابر نبذا للعنف وتحكيما للعقل الرشيد

***تصحيح صورة الاسلام وتحديد مفاهيم ومصطلحات  الحرية ..حرية التعبير ..الديمقراطية ..الارهاب ..الاصولية ..التطرف والمقاومة 

تونس – الصباح 

احتفلت مجموعة من الدكاترة والشخصيات المعتبرة بحضور وزير الشؤون الدينية  إبراهيم الشايبي ورئيس جامعة الزيتونة عبد اللطيف بوعزيزي بالإعلان الرسمي عن تأسيس مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات وذلك يوم الخميس 5 ماي 2022  . 

ومن أهداف هذا المركز نشر السلم في المجتمع التونسي والمساهمة في دعم السلم الإقليمي والعالمي في عالم ساد فيه خطاب الكراهية والعنف والتطرف العنيف كما يهدف الى إحياء الفكر الزيتوني المتسم بالوسطية والاعتدال والحوار وقبول الاختلاف باعتبار ان الدين الإسلامي -حسب ما ورد في كلمة الدكتورة منجية السوايحي رئيسة مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات - :" يؤمن بكل الرسل ويدعو إلى التعارف بين الشعوب والقبائل وأن الله خلقهم مختلفين ليتعارفوا لا ليتحاربوا وسنعمل على نشر خطاب السلم والمحبة لأن  الإسلام أمرنا أن نقول للناس حسنا وعلمنا أن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وأنه دين يرفض الغلظة "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" ومن أسمى أهداف مركز الزيتونة للسلام العالمي  وحوار الحضارات  إرساء الحكمة ونحن أمة الحكمة والرشاد ."

وبهذه المناسبة  نظم مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات بالتعاون مع منظمة أمم الحكمة: لقاء فكريا بعنوان "الحكمة من حوار الحضارات " ويهدف الى تعميق التفاهم والحوار مع الآخر ونشر خطاب الحكمة والمحبة بما يؤسس لحضارات متعاونة. وفي تصريح لجريدة "الصباح " بيّن الدكتور الصحبي بن منصور أهمية توثيق صلات التعاون بين مختلف الهياكل الرسمية والنسيج الجمعياتي في سبيل إعلاء راية الحوار الذي يمثل الأداة المثلى لمعالجة القضايا الخلافية والالتقاء حول القواسم المشتركة، بهدف بذل السلام واستدامة الاستقرار، مبرزا أنّ الحكمة وهي منشود المسلم في كل زمان ومكان لها هدف واضح هو تحقيق سعادة الإنسان في المطلق دون تحيّز إلى دين أو عرق أو لون بشرة أو منطقة جغرافية أو أهل حقبة زمانية، باعتبار أنّ الإسلام هو رسالة عالمية في مكارم الأخلاق ولاحظ الدكتور المتحدث  أنّ العقلاء أو الحكماء هم الذين ينتصرون إلى نوازع الخير ويبذلون المساعي في سبيل ترسيخها وتحرير النفوس من المشاعر السلبية التي تتحكم في سلوكياتهم ومواقفهم وتكرس البغضاء والشحناء وتنشر التعصب والكراهية والفتن.

الدفع نحو مربّع الحكمة ونبذ الصراعات والنزاعات

اشتمل اللقاء الفكرى على مداخلات من بينها مداخلة الدكتور ماهر خضر رئيس منظمة أمم الحكمة وكانت بعنوان "الحكمة، لُغة العصر" وقد بيّن خلالها حاجة تونس والعالم اليوم للحكمة والحوار الحكيم وضرورة إعلاء صوت الحكمة في كلّ المنابر والمجالات نبذا للعنف وتحكيما للعقل الرشيد. وتحدث الدكتور ماهر عن جهود ومبادرات "منظمة أمم الحكمة" سواءً في تونس أو على المستوى الدولي للدفع نحو مربّع الحكمة ونبذ الصراعات والنزاعات، مؤكدا على تأصل قيمة الحكمة في موروثنا العربي والإسلامي وعلى الدور الريادي لمركز الزيتونة العالمي في نشر فكر الزيتونة المعتدل وإعلاء صوت الحكمة كقيمة أصيلة ذات آفاق عالمية. واختتم المحاضر كلامه بفتح آفاق التعاون بين منظمة أمم الحكمة ومركز الزيتونة العالمي وجامعة الزيتونة لتعزيز مكانة تونس في المحافل الدولية كبلد مُصدّر للحكمة.

وفي محاضرة عن "معوّقات التعايش السلمي وحوار الحضارات " لاحظ الأستاذ  أبولبابة حســين الرئيس الشرفي لمركز الزيتونة العالميّ للسلام وحوار الحضارات انه :" أمام صدق الحضارة الإسلاميّة في احتضانها التعايش الإنسانيّ السلميّ بين معتنقي الديانات المختلفة، وتطبيقاتها العمليّة لهذا التعايش عبر تاريخها الطويل، تواجهنا جملةٌ من المواقف والتصريحات لرموز وقيادات غربيّة تُوهِنُ العزائم وتثير الريبةَ حول صدق دعوة الغرب إلى التعايش وإلى الحوار. من ذلك مثلا: 

1 ـ الاتهامات الحاقدة التي حشرها بابا الفاتيكان" بندكت السادس عشر Benedict XVI " في محاضرته بجامعة " ريجنسبرغ " في ألمانيا يوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2006، الأمر الذي يوجب على علماء الأمّة الإسلاميّة التحذيرَ من هذه العقليّة الصليبيّة الجديدة. 

 . 2 ـ مواقف وتصريحات صليبيّة من بعض القادة الغربيين:   فهذا " ريتشارد نيكسون " رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة الأسبق يُحذِّرُ في كتابيه " نصر بلا حرب "، و" الفرصة السانحة " من الإسلام، ويعتبره المارد أو العدوّ الذي حلّ محلّ الشيوعيّة.وهذا  "جورج بوش الابن" رئيس الولايات المتحدة الأسبق، يُصرّح في بداية قيادته لمسلسل ما سمّاه " الحرب على الإرهاب!" بأنّ حربه هذه في الحقيقة هي "حرب صليبيّة "!، وقد أيّد " مارك راسيكوت" رئيس حملة الجمهوريين الانتخابيّة ما أفضى به بوش حيث قال ( 19 ـ 4- 2004 ):" إنّ بوش يقود حملة صليبيّة عالميّة ضدّ الإسلام " .   رئيس الوزراء البريطاني السابق " توني بلير Tony Blair" أقام من جهته قُدّاسًا مع جنوده في مدينة البصرة العراقيّة وأنشد معهم النشيد الصليبي الحاقد الذي يُمجِّدُ العدوان على المسلمين":    وذكر  رئيس وزراء إيطاليا " برلسكوني"   في أحد تصريحاته بكلّ عدوانيّة وتحدّ لمشاعر المسلمين:" الإسلام يدعو إلى العنصريّة، وهو دين الإرهاب ."                                                                                               وهذا الفيلسوف البريطاني ديفيد سيلبورن David Selbourne نشر في صنداي تليغراف بتاريخ 7 أكتوبر 2001 مقالا عن الحرب التي أوقدها بوش الصغير وأذنابُهُ، على أفغانستان، بعنوان " هذه الحرب ليست على الإرهاب إنها على الإسلام". كما جاء في مقال آخر له:" إنّها الحرب! فلنغزهم في بلادهم.. ونجبرهم على التحوّل إلى المسيحيّة " .                                                    

 وما نشر وينشر في الصحافة الأوروبية من رسوم مسيئة للرسول الأكرم  والتي لا ينبغي عزلُها عن السياق التاريخي لموقف الأوروبيين الفكري والسياسي من الإسلام، وعن كتابات المستشرقين المُنكرين للوحي ولرسالة محمد  والمتطاولين على الحضارة الإسلاميّة بمكوّناتها المختلفة .  وما أطلق عليه المفكّر وعالم السياسة الأمريكي الشهير" صامويل هانتنجتون" صدام الحضارات، وإعادة تشكيل النظام العالميّ من جديد. وما اعتبره المفكّر الإستراتيجيّ الأميركي" فرانسوا فوكاياما" نهاية التاريخ، ودعوته المتغطرسة إلى فرض النموذج الغربيّ على العالم باعتباره نهاية التاريخ.    و قد شكل حلف الناتو لجانًا لدراسة الظاهرة الإسلاميّة خاصّة بين الأتراك في ألمانيا، وبين المغاربة والجزائريين في فرنسا وبين الباكستانيين والهنود والعرب في بريطانيا، وأسّس قنوات اتصال بين دوله، وسنَّ قوانين لحماية الخصوصيات الداخليّة للمجتمع الأوروبي من المؤثّرات الإسلاميّة .    كل ذلك   بالإضافة إلى المؤسّسات الصليبيّة المنتشرة في البلاد الإسلاميّة والتي تعمل على تنصير المسلمين تحت أقنعة التعليم، والصحّة، والمعونات الإنسانيّة. "  وأضاف الدكتور أبولبابة حســين: "...هذا غيض من فيض من مواقف بعض القادة ورجال الفكر الغربيين وتصريحاتهم وتصرّفاتهم التي تُعدّ من معوّقات التعايش الإنسانيّ السلميّ، والتي تشكّكُ في مصداقيّة الدعوات المنمّقة لهذا التعايش. فالمسلم يشعر أنّها دعواتٌ مبطّنة بالخديعة والمكر. ومع ذلك فلا بدّ من إيجاد سبيل للحوار والتعايش الإنساني السلميّ بما يخدم القضايا الإنسانيّة العامّة وتحقيق التعايش السلميّ والتعاون على الخير".  

الالمام بتاريخِ الديانات وشرائعها ضروري لكل حوار بناء 

                              

ولتحقيق التعايش لا بدّ من تصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين والتأكيد على انّ الإسلام لا يرفض الحوار لأنّه أحدُ مكوّنات الثقافة الإسلاميّة .        

 وعن عوامل إنجاح الحوار والتعايش قال المحاضر :" لا بدّ من توفير الظروف المناسبة مثل: ـ تصحيح النيّة والعزم على الوصول إلى التعايش  ـ تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يقع تداولُها والتي كثيرًا ما تختلفُ حولها الأنظارُ، وذلك مثل:الحريّة؟ وحريّة التعبير؟ والديمقراطيّة؟ والإرهاب؟ والأصوليّة والتطرّف ؟ والمقاومة؟ ونحوها                                             

   ـ الاعتراف المتبادل بين المتحاورين والتساوي بين الأطراف المتحاورين تجنّبًا لكلّ استعلاءٍ واستكبار وفرضِ الرأي بالقوّة ـ أن يكون المتحاورون على جانبٍ من العلم والإلمام بتاريخِ الديانات وشرائعها ومجتمعاتها وتقاليد أتباعها.ـ التركيز على التعايش السلميّ والتعاون على إقامة العدل وتوفير الأمن ونبذ العصبيات، ومعالجة العلل والآفات الاجتماعيّة، ومكافحة الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الإنسانيّة. 

وفي نهاية اللقاء تم تكريم الدكتور إبراهيم الشايبي وزير الشؤون الدينية تقديرا لجهوده في خدمة التعايش والسلام والذي عبّر عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكدًا على حرص الوزارة على نشر ثقافة التآخي والتعايش والحوار. كما تم تكريم كل من الدكتور عبد اللطيف بوعزيزي رئيس جامعة الزيتونة والدكتور أبو لبابة حسين الرئيس الشرفي لمركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات والدكتور ماهر خضر رئيس منظمة أمم الحكمة و السيد نبيل القرقابو الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء والسيد محمد أمين الإمام مدير عام مؤسسة" premisoft" بريمي سوفت". 

علياء بن نحيلة

الاعلان الرسمي عن تأسيس مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات

*تنظيم لقاء فكري بعنوان "الحكمة من حوار الحضارات "

**دعوة ملحة لإعلاء صوت الحكمة في المنابر نبذا للعنف وتحكيما للعقل الرشيد

***تصحيح صورة الاسلام وتحديد مفاهيم ومصطلحات  الحرية ..حرية التعبير ..الديمقراطية ..الارهاب ..الاصولية ..التطرف والمقاومة 

تونس – الصباح 

احتفلت مجموعة من الدكاترة والشخصيات المعتبرة بحضور وزير الشؤون الدينية  إبراهيم الشايبي ورئيس جامعة الزيتونة عبد اللطيف بوعزيزي بالإعلان الرسمي عن تأسيس مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات وذلك يوم الخميس 5 ماي 2022  . 

ومن أهداف هذا المركز نشر السلم في المجتمع التونسي والمساهمة في دعم السلم الإقليمي والعالمي في عالم ساد فيه خطاب الكراهية والعنف والتطرف العنيف كما يهدف الى إحياء الفكر الزيتوني المتسم بالوسطية والاعتدال والحوار وقبول الاختلاف باعتبار ان الدين الإسلامي -حسب ما ورد في كلمة الدكتورة منجية السوايحي رئيسة مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات - :" يؤمن بكل الرسل ويدعو إلى التعارف بين الشعوب والقبائل وأن الله خلقهم مختلفين ليتعارفوا لا ليتحاربوا وسنعمل على نشر خطاب السلم والمحبة لأن  الإسلام أمرنا أن نقول للناس حسنا وعلمنا أن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وأنه دين يرفض الغلظة "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" ومن أسمى أهداف مركز الزيتونة للسلام العالمي  وحوار الحضارات  إرساء الحكمة ونحن أمة الحكمة والرشاد ."

وبهذه المناسبة  نظم مركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات بالتعاون مع منظمة أمم الحكمة: لقاء فكريا بعنوان "الحكمة من حوار الحضارات " ويهدف الى تعميق التفاهم والحوار مع الآخر ونشر خطاب الحكمة والمحبة بما يؤسس لحضارات متعاونة. وفي تصريح لجريدة "الصباح " بيّن الدكتور الصحبي بن منصور أهمية توثيق صلات التعاون بين مختلف الهياكل الرسمية والنسيج الجمعياتي في سبيل إعلاء راية الحوار الذي يمثل الأداة المثلى لمعالجة القضايا الخلافية والالتقاء حول القواسم المشتركة، بهدف بذل السلام واستدامة الاستقرار، مبرزا أنّ الحكمة وهي منشود المسلم في كل زمان ومكان لها هدف واضح هو تحقيق سعادة الإنسان في المطلق دون تحيّز إلى دين أو عرق أو لون بشرة أو منطقة جغرافية أو أهل حقبة زمانية، باعتبار أنّ الإسلام هو رسالة عالمية في مكارم الأخلاق ولاحظ الدكتور المتحدث  أنّ العقلاء أو الحكماء هم الذين ينتصرون إلى نوازع الخير ويبذلون المساعي في سبيل ترسيخها وتحرير النفوس من المشاعر السلبية التي تتحكم في سلوكياتهم ومواقفهم وتكرس البغضاء والشحناء وتنشر التعصب والكراهية والفتن.

الدفع نحو مربّع الحكمة ونبذ الصراعات والنزاعات

اشتمل اللقاء الفكرى على مداخلات من بينها مداخلة الدكتور ماهر خضر رئيس منظمة أمم الحكمة وكانت بعنوان "الحكمة، لُغة العصر" وقد بيّن خلالها حاجة تونس والعالم اليوم للحكمة والحوار الحكيم وضرورة إعلاء صوت الحكمة في كلّ المنابر والمجالات نبذا للعنف وتحكيما للعقل الرشيد. وتحدث الدكتور ماهر عن جهود ومبادرات "منظمة أمم الحكمة" سواءً في تونس أو على المستوى الدولي للدفع نحو مربّع الحكمة ونبذ الصراعات والنزاعات، مؤكدا على تأصل قيمة الحكمة في موروثنا العربي والإسلامي وعلى الدور الريادي لمركز الزيتونة العالمي في نشر فكر الزيتونة المعتدل وإعلاء صوت الحكمة كقيمة أصيلة ذات آفاق عالمية. واختتم المحاضر كلامه بفتح آفاق التعاون بين منظمة أمم الحكمة ومركز الزيتونة العالمي وجامعة الزيتونة لتعزيز مكانة تونس في المحافل الدولية كبلد مُصدّر للحكمة.

وفي محاضرة عن "معوّقات التعايش السلمي وحوار الحضارات " لاحظ الأستاذ  أبولبابة حســين الرئيس الشرفي لمركز الزيتونة العالميّ للسلام وحوار الحضارات انه :" أمام صدق الحضارة الإسلاميّة في احتضانها التعايش الإنسانيّ السلميّ بين معتنقي الديانات المختلفة، وتطبيقاتها العمليّة لهذا التعايش عبر تاريخها الطويل، تواجهنا جملةٌ من المواقف والتصريحات لرموز وقيادات غربيّة تُوهِنُ العزائم وتثير الريبةَ حول صدق دعوة الغرب إلى التعايش وإلى الحوار. من ذلك مثلا: 

1 ـ الاتهامات الحاقدة التي حشرها بابا الفاتيكان" بندكت السادس عشر Benedict XVI " في محاضرته بجامعة " ريجنسبرغ " في ألمانيا يوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2006، الأمر الذي يوجب على علماء الأمّة الإسلاميّة التحذيرَ من هذه العقليّة الصليبيّة الجديدة. 

 . 2 ـ مواقف وتصريحات صليبيّة من بعض القادة الغربيين:   فهذا " ريتشارد نيكسون " رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة الأسبق يُحذِّرُ في كتابيه " نصر بلا حرب "، و" الفرصة السانحة " من الإسلام، ويعتبره المارد أو العدوّ الذي حلّ محلّ الشيوعيّة.وهذا  "جورج بوش الابن" رئيس الولايات المتحدة الأسبق، يُصرّح في بداية قيادته لمسلسل ما سمّاه " الحرب على الإرهاب!" بأنّ حربه هذه في الحقيقة هي "حرب صليبيّة "!، وقد أيّد " مارك راسيكوت" رئيس حملة الجمهوريين الانتخابيّة ما أفضى به بوش حيث قال ( 19 ـ 4- 2004 ):" إنّ بوش يقود حملة صليبيّة عالميّة ضدّ الإسلام " .   رئيس الوزراء البريطاني السابق " توني بلير Tony Blair" أقام من جهته قُدّاسًا مع جنوده في مدينة البصرة العراقيّة وأنشد معهم النشيد الصليبي الحاقد الذي يُمجِّدُ العدوان على المسلمين":    وذكر  رئيس وزراء إيطاليا " برلسكوني"   في أحد تصريحاته بكلّ عدوانيّة وتحدّ لمشاعر المسلمين:" الإسلام يدعو إلى العنصريّة، وهو دين الإرهاب ."                                                                                               وهذا الفيلسوف البريطاني ديفيد سيلبورن David Selbourne نشر في صنداي تليغراف بتاريخ 7 أكتوبر 2001 مقالا عن الحرب التي أوقدها بوش الصغير وأذنابُهُ، على أفغانستان، بعنوان " هذه الحرب ليست على الإرهاب إنها على الإسلام". كما جاء في مقال آخر له:" إنّها الحرب! فلنغزهم في بلادهم.. ونجبرهم على التحوّل إلى المسيحيّة " .                                                    

 وما نشر وينشر في الصحافة الأوروبية من رسوم مسيئة للرسول الأكرم  والتي لا ينبغي عزلُها عن السياق التاريخي لموقف الأوروبيين الفكري والسياسي من الإسلام، وعن كتابات المستشرقين المُنكرين للوحي ولرسالة محمد  والمتطاولين على الحضارة الإسلاميّة بمكوّناتها المختلفة .  وما أطلق عليه المفكّر وعالم السياسة الأمريكي الشهير" صامويل هانتنجتون" صدام الحضارات، وإعادة تشكيل النظام العالميّ من جديد. وما اعتبره المفكّر الإستراتيجيّ الأميركي" فرانسوا فوكاياما" نهاية التاريخ، ودعوته المتغطرسة إلى فرض النموذج الغربيّ على العالم باعتباره نهاية التاريخ.    و قد شكل حلف الناتو لجانًا لدراسة الظاهرة الإسلاميّة خاصّة بين الأتراك في ألمانيا، وبين المغاربة والجزائريين في فرنسا وبين الباكستانيين والهنود والعرب في بريطانيا، وأسّس قنوات اتصال بين دوله، وسنَّ قوانين لحماية الخصوصيات الداخليّة للمجتمع الأوروبي من المؤثّرات الإسلاميّة .    كل ذلك   بالإضافة إلى المؤسّسات الصليبيّة المنتشرة في البلاد الإسلاميّة والتي تعمل على تنصير المسلمين تحت أقنعة التعليم، والصحّة، والمعونات الإنسانيّة. "  وأضاف الدكتور أبولبابة حســين: "...هذا غيض من فيض من مواقف بعض القادة ورجال الفكر الغربيين وتصريحاتهم وتصرّفاتهم التي تُعدّ من معوّقات التعايش الإنسانيّ السلميّ، والتي تشكّكُ في مصداقيّة الدعوات المنمّقة لهذا التعايش. فالمسلم يشعر أنّها دعواتٌ مبطّنة بالخديعة والمكر. ومع ذلك فلا بدّ من إيجاد سبيل للحوار والتعايش الإنساني السلميّ بما يخدم القضايا الإنسانيّة العامّة وتحقيق التعايش السلميّ والتعاون على الخير".  

الالمام بتاريخِ الديانات وشرائعها ضروري لكل حوار بناء 

                              

ولتحقيق التعايش لا بدّ من تصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين والتأكيد على انّ الإسلام لا يرفض الحوار لأنّه أحدُ مكوّنات الثقافة الإسلاميّة .        

 وعن عوامل إنجاح الحوار والتعايش قال المحاضر :" لا بدّ من توفير الظروف المناسبة مثل: ـ تصحيح النيّة والعزم على الوصول إلى التعايش  ـ تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يقع تداولُها والتي كثيرًا ما تختلفُ حولها الأنظارُ، وذلك مثل:الحريّة؟ وحريّة التعبير؟ والديمقراطيّة؟ والإرهاب؟ والأصوليّة والتطرّف ؟ والمقاومة؟ ونحوها                                             

   ـ الاعتراف المتبادل بين المتحاورين والتساوي بين الأطراف المتحاورين تجنّبًا لكلّ استعلاءٍ واستكبار وفرضِ الرأي بالقوّة ـ أن يكون المتحاورون على جانبٍ من العلم والإلمام بتاريخِ الديانات وشرائعها ومجتمعاتها وتقاليد أتباعها.ـ التركيز على التعايش السلميّ والتعاون على إقامة العدل وتوفير الأمن ونبذ العصبيات، ومعالجة العلل والآفات الاجتماعيّة، ومكافحة الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الإنسانيّة. 

وفي نهاية اللقاء تم تكريم الدكتور إبراهيم الشايبي وزير الشؤون الدينية تقديرا لجهوده في خدمة التعايش والسلام والذي عبّر عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكدًا على حرص الوزارة على نشر ثقافة التآخي والتعايش والحوار. كما تم تكريم كل من الدكتور عبد اللطيف بوعزيزي رئيس جامعة الزيتونة والدكتور أبو لبابة حسين الرئيس الشرفي لمركز الزيتونة العالمي للسلام وحوار الحضارات والدكتور ماهر خضر رئيس منظمة أمم الحكمة و السيد نبيل القرقابو الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء والسيد محمد أمين الإمام مدير عام مؤسسة" premisoft" بريمي سوفت". 

علياء بن نحيلة

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews