إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

توقعات بمعدلات حرارة أرفع.. خريف حار وتأثيرات على الساعة البيولوجية للمزروعات

على منوال فصل الصيف الأكثر حرارة منذ سنوات يبدو أن فصل الخريف بدوره سيكون الأكثر دفئا إن لم يكن حارا بالنظر إلى معدلات الحرارة والرطوبة المرتفعة في الأيام الأخيرة.

وفي الحقيقة منذ فترة أصبحنا نعيش على وقع فصل شتاء لا يكون باردا مثل العادة، دون أن يمنع ذلك من تسجيل درجات حرارة منخفضة في بعض الأيام، لكن عموما يكون الطقس معتدلا ومشمسا.

وتعكس هذه المؤشرات المناخية مرة أخرى حجم التغيرات المناخية المتسارعة التي توقعها الخبراء وحذروا من تداعياتها السلبية وشددوا على أهمية الاستعداد لها بالتأقلم مع معطيات مناخية جديدة يختفي فيها تقريبا فصلي الخريف والربيع ويمتد فيها فصل الصيف لأشهر مع موجات حر قياسية في بعض الفترات، ثم أشهر شتاء قليلة دافئة مع موجات برد وأحيانا عوامل مناخية متطرفة مثل الفيضانات والأعاصير . وتعد منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر المناطق عرضة لحقيقة التغيرات المناخية.

خريف دافئ

أفاد مؤخرا المعهد الوطني للرصد الجوي أن تونس عرفت خلال سنة 2025، موسمًا حارًا في كامل أنحاء البلاد، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، حيث بلغت المعدلات الحرارية 28.8 درجة مائوية، أي أعلى من المعدل العادي بـ 1.2 درجة مائوية. وبهذا صنف صيف 2025 من بين أكثر الفصول حرارة منذ سنة 1950.

وفي السياق ذاته أشارت مؤخرا التوقعات الموسمية بقوة احتمال تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2025، وفق المعهد الوطني للرصد الجوي.

وتوقع المعهد أن تمتاز الأشهر الثلاثة، وفق الفترة المرجعية 1991/2020 وحسب المناطق الجغرافية، بمتوسط درجات حرارة تختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى، إذ تتراوح بين 11،8 درجة في تالة و19،3 درجة في جربة مع توقع أن تسجل المناطق الساحلية وجنوب شرق البلاد (قابس، مدنين، تطاوين) درجات حرارة أعلى مقارنة بالمناطق الجبلية والداخلية (تالة، الكاف، القصرين).

وبخصوص هطول الأمطار، أشار المعهد إلى أن نماذج التوقعات المناخية لا تظهر اتفاقا قويا أو إجماعا واضحا حول سيناريو واحد لهطول الأمطار مضيفا أن بعض المخرجات ترجح احتمال تسجيل أمطار عادية إلى أقل بقليل من المعدلات العادية في أغلب المناطق.

وأظهرت التوقعات أن شهر نوفمبر سيكون بداية الموسم البارد في تونس، حسب متوسط درجات الحرارة للفترة 1991/2020 حيث ستشهد درجات الحرارة انخفاضا ملحوظا إذ ستتراوح بين 11 درجة في المناطق الغربية و 19 درجة في أقصى الجنوب.

ويبقى الشمال أكثر رطوبة مع كميات أمطار تتراوح بين 40 و160 مليمترا في حين يسجل الوسط والجنوب نقصا في كميات الأمطار التي يتوقع أن تتجاوز غالبا 41 مليمترا.

تداعيات سلبية

قطعا سيكون لهذا الانقلاب الحاد في الفصول وأشهر تواترها وميزاتها المناخية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، انعكاسات سلبية على الصحة وبأكثر وضوح على المجال الفلاحي.

ويقول في هذا الصدد ، المهندس الخبير في المناخ حمدي حشاد، إننا نعيش على وقع التغيرات المناخية فقد «زادت المعدلات بأكثر من 5 درجات مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة، ونحن نعيش اضطرابا في الفصول مع تمدد فترة الصيف. وسنتحول مباشرة إلى فصل الشتاء دون المرور بفصل الخريف».

ويؤكد حشاد في تصريحات إعلامية على أن «تواصل ارتفاع درجات الحرارة ومستويات الرطوبة يساعد على انتشار عديد الأمراض، ومن شأن تأخر نزول الأمطار أن يدفع بالفلاحين إلى مزيد ضخ المياه لري مزروعاتهم مما يتسبب في تضاعف استهلاك الطاقة. كما من شأن ذلك الإخلال بالساعة البيولوجية لعدد من المزروعات والمغروسات على غرار التفاح والأرض شوكي والقوارص».

مضيفا  «هناك إمكانية كبيرة لأن يكون لنا محصول من القوارص خلال شهر جويلية كما نواجه خطر ضياع المحصول من التفاح في حالة تواصل ارتفاع درجات الحرارة لأن شجرة التفاح ستتفاعل مع هذه الحرارة وستزهر بشكل مبكر».

◗ م.ي

توقعات بمعدلات حرارة أرفع..   خريف حار وتأثيرات على الساعة البيولوجية للمزروعات

على منوال فصل الصيف الأكثر حرارة منذ سنوات يبدو أن فصل الخريف بدوره سيكون الأكثر دفئا إن لم يكن حارا بالنظر إلى معدلات الحرارة والرطوبة المرتفعة في الأيام الأخيرة.

وفي الحقيقة منذ فترة أصبحنا نعيش على وقع فصل شتاء لا يكون باردا مثل العادة، دون أن يمنع ذلك من تسجيل درجات حرارة منخفضة في بعض الأيام، لكن عموما يكون الطقس معتدلا ومشمسا.

وتعكس هذه المؤشرات المناخية مرة أخرى حجم التغيرات المناخية المتسارعة التي توقعها الخبراء وحذروا من تداعياتها السلبية وشددوا على أهمية الاستعداد لها بالتأقلم مع معطيات مناخية جديدة يختفي فيها تقريبا فصلي الخريف والربيع ويمتد فيها فصل الصيف لأشهر مع موجات حر قياسية في بعض الفترات، ثم أشهر شتاء قليلة دافئة مع موجات برد وأحيانا عوامل مناخية متطرفة مثل الفيضانات والأعاصير . وتعد منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر المناطق عرضة لحقيقة التغيرات المناخية.

خريف دافئ

أفاد مؤخرا المعهد الوطني للرصد الجوي أن تونس عرفت خلال سنة 2025، موسمًا حارًا في كامل أنحاء البلاد، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، حيث بلغت المعدلات الحرارية 28.8 درجة مائوية، أي أعلى من المعدل العادي بـ 1.2 درجة مائوية. وبهذا صنف صيف 2025 من بين أكثر الفصول حرارة منذ سنة 1950.

وفي السياق ذاته أشارت مؤخرا التوقعات الموسمية بقوة احتمال تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2025، وفق المعهد الوطني للرصد الجوي.

وتوقع المعهد أن تمتاز الأشهر الثلاثة، وفق الفترة المرجعية 1991/2020 وحسب المناطق الجغرافية، بمتوسط درجات حرارة تختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى، إذ تتراوح بين 11،8 درجة في تالة و19،3 درجة في جربة مع توقع أن تسجل المناطق الساحلية وجنوب شرق البلاد (قابس، مدنين، تطاوين) درجات حرارة أعلى مقارنة بالمناطق الجبلية والداخلية (تالة، الكاف، القصرين).

وبخصوص هطول الأمطار، أشار المعهد إلى أن نماذج التوقعات المناخية لا تظهر اتفاقا قويا أو إجماعا واضحا حول سيناريو واحد لهطول الأمطار مضيفا أن بعض المخرجات ترجح احتمال تسجيل أمطار عادية إلى أقل بقليل من المعدلات العادية في أغلب المناطق.

وأظهرت التوقعات أن شهر نوفمبر سيكون بداية الموسم البارد في تونس، حسب متوسط درجات الحرارة للفترة 1991/2020 حيث ستشهد درجات الحرارة انخفاضا ملحوظا إذ ستتراوح بين 11 درجة في المناطق الغربية و 19 درجة في أقصى الجنوب.

ويبقى الشمال أكثر رطوبة مع كميات أمطار تتراوح بين 40 و160 مليمترا في حين يسجل الوسط والجنوب نقصا في كميات الأمطار التي يتوقع أن تتجاوز غالبا 41 مليمترا.

تداعيات سلبية

قطعا سيكون لهذا الانقلاب الحاد في الفصول وأشهر تواترها وميزاتها المناخية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، انعكاسات سلبية على الصحة وبأكثر وضوح على المجال الفلاحي.

ويقول في هذا الصدد ، المهندس الخبير في المناخ حمدي حشاد، إننا نعيش على وقع التغيرات المناخية فقد «زادت المعدلات بأكثر من 5 درجات مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة، ونحن نعيش اضطرابا في الفصول مع تمدد فترة الصيف. وسنتحول مباشرة إلى فصل الشتاء دون المرور بفصل الخريف».

ويؤكد حشاد في تصريحات إعلامية على أن «تواصل ارتفاع درجات الحرارة ومستويات الرطوبة يساعد على انتشار عديد الأمراض، ومن شأن تأخر نزول الأمطار أن يدفع بالفلاحين إلى مزيد ضخ المياه لري مزروعاتهم مما يتسبب في تضاعف استهلاك الطاقة. كما من شأن ذلك الإخلال بالساعة البيولوجية لعدد من المزروعات والمغروسات على غرار التفاح والأرض شوكي والقوارص».

مضيفا  «هناك إمكانية كبيرة لأن يكون لنا محصول من القوارص خلال شهر جويلية كما نواجه خطر ضياع المحصول من التفاح في حالة تواصل ارتفاع درجات الحرارة لأن شجرة التفاح ستتفاعل مع هذه الحرارة وستزهر بشكل مبكر».

◗ م.ي