إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مدير الاتحاد الجهوي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري بنابل لـ«الصباح»: الذبابة المتوسطية للفواكه لا تمثل تهديدا لصابة القوارص والوضع «تحت السيطرة»

- تقديرات صابة القوارص في الجمهورية ستكون بين 350 و400 ألف طن

 تعيش تونس منذ سنوات تحديًا متزايدًا في مواجهة الذبابة المتوسطية للفواكه، وهي من أكثر الآفات الزراعية خطورة وانتشارًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتصنف هذه الحشرة الصغيرة، التي لا يتجاوز طولها بضعة مليمترات، كتهديد صامت للمحاصيل الفلاحية في مختلف الجهات، حيث تتكاثر على الفواكه الناضجة وتحديدا القوارص وتتسبب في خسائر فادحة للفلاحين وللاقتصاد الوطني على حدّ سواء.

ففي ظلّ التحوّلات المناخية التي تشهدها البلاد، ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد فترات الجفاف والرطوبة المتقطّعة، باتت الظروف مثالية لتكاثر هذه الآفة وانتشارها على نطاق أوسع، لتتعدّى مناطقها التقليدية في الشمال والوسط نحو الجنوب، مما جعل مكافحة الذبابة المتوسطية أولوية قصوى لدى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، والمجامع الفلاحية.

وتنعكس خطورة الذبابة المتوسطية في قدرتها الكبيرة على إتلاف الثمار من الداخل، حيث تضع الأنثى بيضها تحت قشرة الفاكهة، فتفقس اليرقات وتتغذى على اللبّ، مما يؤدي إلى تعفّن الثمرة وسقوطها قبل النضج، وبالتالي انخفاض مردودية الإنتاج وفقدان جاذبية المنتوج التونسي في الأسواق الداخلية والخارجية.

وأمام هذا التحدي، تتكثّف في تونس الجهود لاعتماد إستراتيجية وطنية متكاملة للمكافحة، تجمع بين الحلول البيولوجية والوسائل التقنية الحديثة مثل المصائد الجاذبة والمراقبة، إلى جانب التوعية والتنسيق بين الفلاحين والسلطات المحلية.

والرهان اليوم لا يقتصر على إنقاذ المحاصيل فحسب، بل يمتدّ إلى حماية الأمن الغذائي ودعم تنافسية الصادرات الفلاحية التونسية في الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق أصدرت وزارة الفلاحة بلاغا تحذيريا حول مكافحة الذبابة المتوسطية للفواكه بغراسات القوارص.

وأوضحت وزارة الفلاحة في بلاغها أن هذه الفترة من الموسم الفلاحي تتّسم بتكاثر الذبابة المتوسطية للفواكه على غراسات القوارص، ولذلك فإنّ البلاغ ينصح الفلاحين الذين يتعاطون المكافحة عن طريق المداواة الأرضية وخاصة الكيميائية منها، بإتباع الممارسات الجيدّة للمكافحة والمتمثّلة في استعمال مبيد مصادق عليه ضد الذبابة المتوسطية على غراسات القوارص حسب قائمة المبيدات الفلاحية المرخص لها من المصالح المختصة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مع احترام الجرعة المنصوص عليها بالقائمة واحترام فترة ما قبل الجني المنصوص عليها على عبوة المبيد وذلك لتفادي رواسب المبيدات بالثمار وللحفاظ على صحة المستهلك مع الأخذ بعين الاعتبار الأصناف المبكرّة للقوراص في نفس البستان.

كما طالبت وزارة الفلاحة بالحرص على تطبيق التوصيات المذكورة وذلك للحفاظ على المحصول كمّا وكيفا وبالتوجه للمصالح الجهوية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

ومن جهته أفاد المهندس ومدير الاتحاد الجهوي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بنابل سليم الزواري في تصريح لـ«الصباح» أن الوضعية الصحية لأشجار القوارص بولاية نابل باعتبارها الولاية المنتجة لأكثر كميات من القوارص في بلادنا لا تبعث على القلق،  والذبابة المتوسطية لا يمكن أن تؤثر على المنتوج بصفة كبيرة. مؤكدا أن الوضع «تحت السيطرة» حاليا، مضيفا أن الأدوية متوفرة وخاصة المصائد حيث وفر المجمع المهني المشترك جميع المصائد بالكميات اللازمة كما تم تنظيم يوم إعلامي الأسبوع الماضي حول كيفية مراقبة تكاثف الذبابة المتوسطية للفواكه.

وأوضح محدثنا أن مساحات القوارص في ولاية نابل تقدر بحوالي 18 ألف هكتار من بينها 9 آلاف هكتار متواجدة في غابة القوارص بين منزل بوزلفة وسليمان وهي الغابة القديمة التي تضم أصولا للقوارص الهرمة والتي لم تعد تنتج بنفس الكيفية، كما أنها تعاني من أمراض فضلا عن اقتلاع العيد منها نتيجة المرض، وبالتالي فإن هذه المساحات تصنف كأصول قوارص مريضة من الضروري التخلي عنها وإعادة زراعة أشجار أخرى، أما بالنسبة لبقية المساحات فهي تمسح حوالي 8550 ألف هكتار غابات جديدة للقوارص تتوزع بين دار شعبان والهوارية وحمام الغزاز، وهي بالتالي تصنف بالغابات الجديدة للقوارص في بلادنا وتحديدا بجهة نابل. كما أضاف سليم الزواري بأن جانبا من الغراسات الجديدة دخل في طور الإنتاج.

وقال محدثنا إن تقديرات صابة القوارص في كامل الجمهورية ستكون بين 350 إلى 400 ألف طن وتقدر في ولاية نابل بين 220 ألفا و300 ألف طن، داعيا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتسهيل عملية نقل المنتوج.

أميرة الدريدي

مدير الاتحاد الجهوي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري بنابل لـ«الصباح»:    الذبابة المتوسطية للفواكه لا تمثل تهديدا لصابة القوارص والوضع «تحت السيطرة»

- تقديرات صابة القوارص في الجمهورية ستكون بين 350 و400 ألف طن

 تعيش تونس منذ سنوات تحديًا متزايدًا في مواجهة الذبابة المتوسطية للفواكه، وهي من أكثر الآفات الزراعية خطورة وانتشارًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتصنف هذه الحشرة الصغيرة، التي لا يتجاوز طولها بضعة مليمترات، كتهديد صامت للمحاصيل الفلاحية في مختلف الجهات، حيث تتكاثر على الفواكه الناضجة وتحديدا القوارص وتتسبب في خسائر فادحة للفلاحين وللاقتصاد الوطني على حدّ سواء.

ففي ظلّ التحوّلات المناخية التي تشهدها البلاد، ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد فترات الجفاف والرطوبة المتقطّعة، باتت الظروف مثالية لتكاثر هذه الآفة وانتشارها على نطاق أوسع، لتتعدّى مناطقها التقليدية في الشمال والوسط نحو الجنوب، مما جعل مكافحة الذبابة المتوسطية أولوية قصوى لدى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، والمجامع الفلاحية.

وتنعكس خطورة الذبابة المتوسطية في قدرتها الكبيرة على إتلاف الثمار من الداخل، حيث تضع الأنثى بيضها تحت قشرة الفاكهة، فتفقس اليرقات وتتغذى على اللبّ، مما يؤدي إلى تعفّن الثمرة وسقوطها قبل النضج، وبالتالي انخفاض مردودية الإنتاج وفقدان جاذبية المنتوج التونسي في الأسواق الداخلية والخارجية.

وأمام هذا التحدي، تتكثّف في تونس الجهود لاعتماد إستراتيجية وطنية متكاملة للمكافحة، تجمع بين الحلول البيولوجية والوسائل التقنية الحديثة مثل المصائد الجاذبة والمراقبة، إلى جانب التوعية والتنسيق بين الفلاحين والسلطات المحلية.

والرهان اليوم لا يقتصر على إنقاذ المحاصيل فحسب، بل يمتدّ إلى حماية الأمن الغذائي ودعم تنافسية الصادرات الفلاحية التونسية في الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق أصدرت وزارة الفلاحة بلاغا تحذيريا حول مكافحة الذبابة المتوسطية للفواكه بغراسات القوارص.

وأوضحت وزارة الفلاحة في بلاغها أن هذه الفترة من الموسم الفلاحي تتّسم بتكاثر الذبابة المتوسطية للفواكه على غراسات القوارص، ولذلك فإنّ البلاغ ينصح الفلاحين الذين يتعاطون المكافحة عن طريق المداواة الأرضية وخاصة الكيميائية منها، بإتباع الممارسات الجيدّة للمكافحة والمتمثّلة في استعمال مبيد مصادق عليه ضد الذبابة المتوسطية على غراسات القوارص حسب قائمة المبيدات الفلاحية المرخص لها من المصالح المختصة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مع احترام الجرعة المنصوص عليها بالقائمة واحترام فترة ما قبل الجني المنصوص عليها على عبوة المبيد وذلك لتفادي رواسب المبيدات بالثمار وللحفاظ على صحة المستهلك مع الأخذ بعين الاعتبار الأصناف المبكرّة للقوراص في نفس البستان.

كما طالبت وزارة الفلاحة بالحرص على تطبيق التوصيات المذكورة وذلك للحفاظ على المحصول كمّا وكيفا وبالتوجه للمصالح الجهوية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

ومن جهته أفاد المهندس ومدير الاتحاد الجهوي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بنابل سليم الزواري في تصريح لـ«الصباح» أن الوضعية الصحية لأشجار القوارص بولاية نابل باعتبارها الولاية المنتجة لأكثر كميات من القوارص في بلادنا لا تبعث على القلق،  والذبابة المتوسطية لا يمكن أن تؤثر على المنتوج بصفة كبيرة. مؤكدا أن الوضع «تحت السيطرة» حاليا، مضيفا أن الأدوية متوفرة وخاصة المصائد حيث وفر المجمع المهني المشترك جميع المصائد بالكميات اللازمة كما تم تنظيم يوم إعلامي الأسبوع الماضي حول كيفية مراقبة تكاثف الذبابة المتوسطية للفواكه.

وأوضح محدثنا أن مساحات القوارص في ولاية نابل تقدر بحوالي 18 ألف هكتار من بينها 9 آلاف هكتار متواجدة في غابة القوارص بين منزل بوزلفة وسليمان وهي الغابة القديمة التي تضم أصولا للقوارص الهرمة والتي لم تعد تنتج بنفس الكيفية، كما أنها تعاني من أمراض فضلا عن اقتلاع العيد منها نتيجة المرض، وبالتالي فإن هذه المساحات تصنف كأصول قوارص مريضة من الضروري التخلي عنها وإعادة زراعة أشجار أخرى، أما بالنسبة لبقية المساحات فهي تمسح حوالي 8550 ألف هكتار غابات جديدة للقوارص تتوزع بين دار شعبان والهوارية وحمام الغزاز، وهي بالتالي تصنف بالغابات الجديدة للقوارص في بلادنا وتحديدا بجهة نابل. كما أضاف سليم الزواري بأن جانبا من الغراسات الجديدة دخل في طور الإنتاج.

وقال محدثنا إن تقديرات صابة القوارص في كامل الجمهورية ستكون بين 350 إلى 400 ألف طن وتقدر في ولاية نابل بين 220 ألفا و300 ألف طن، داعيا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتسهيل عملية نقل المنتوج.

أميرة الدريدي