إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

والدة طالبة الطب الموقوفة بروسيا لـ«الصباح»: جلسة التحقيق الأولى لابنتي يوم 23 أكتوبر بعد 7 أشهر من الإيقاف.. وأناشد رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذها

أكدت والدة طالبة الطب التونسية الموقوفة في روسيا منذ أشهر، في ندوة صحفية عقدتها العائلة بمقر النقابة الوطنية للصحفيين، أن ابنتها، وبعد أشهر من الإيقاف دون أسباب واضحة، ستخضع لجلسة تحقيق أولى يوم 23 أكتوبر الجاري بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية. كما ستكون هناك جلسة استئناف قبل ذلك بيوم للنظر في قرار إيقافها، بعد أن تم التمديد فيه في جلسة سابقة.

وتقول الأم شيراز الإدريسي: «ابنتي موقوفة منذ 7 أشهر، ومؤخرًا تم منع دخول بعض الأغراض من أكل ولباس إليها... حالتها النفسية تدهورت، وأحلامها في نيل شهادة الطب التي كانت تحلم بها ضاعت. نحن كعائلة لم يبق لنا من أمل سوى تدخل رئيس الجمهورية لإنقاذ ابنتي من الظلم والمصير المأساوي الذي تواجهه».

وتعود قضية الطالبة “س. م” إلى أواخر شهر فيفري الماضي، عندما تم إيقافها في أحد سجون مدينة سانت بطرسبرغ الروسية على خلفية قضية ما تزال تفاصيلها وملابساتها غامضة إلى اليوم. فقد سافرت الطالبة إلى روسيا للدراسة في كلية الطب، لكنها تحوّلت إلى مشتبه بها قيد الإيقاف في أحد السجون الروسية، ووجدت نفسها ضحية مظلمة، وفق ما تؤكده عائلتها المتمسكة ببراءتها وبضرورة تدخل الدولة التونسية لإنقاذ ابنتهم التي تواجه مصيرًا مجهولًا على بعد آلاف الأميال من أرض الوطن.

كيف تحوّل حلم طالبة تونسية إلى كابوس؟ وكيف تم التغرير بها لتتحول من طالبة مجتهدة في كلية الطب بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، بشهادة المشرفين على الكلية، إلى ملاحقة أمام القضاء الروسي بتهم تحوم حولها شكوك عدّة؟ وماذا فعلت هذه الطالبة لتجد نفسها رهن الإيقاف طيلة أشهر؟

كل هذه الأسئلة لا تجد لها العائلة أجوبة منطقية أو مقنعة، بسبب تضارب الروايات والقرائن في قضية ابنتهم، وبسبب عدم التحرك الفعلي لمصالح وزارة الخارجية في روسيا، كما تؤكد أم الطالبة. وتشير العائلة إلى وجود شكوك قوية في أن تكون القضية مدبّرة بهدف ابتزازهم، والحصول على أموال من قبل شبكات إجرامية تنشط في اصطياد الطلبة واستغلال حاجتهم أحيانًا إلى عمل مؤقت لتأمين مصاريفهم الدراسية والمعيشية في بلد غريب.

7 أشهر من الإيقاف..

بعد إيقاف الطالبة، سافرت والدتها إلى روسيا وبقيت هناك عدة أشهر في محاولة منها لإنقاذ ابنتها عبر المسارات القانونية والقضائية، لكنها فوجئت بكثير من الصعوبات والتعقيدات، وبغياب الوضوح والجدية في التعامل مع القضية.

وتحدثت والدة الطالبة بكثير من الفخر والمرارة أيضًا عن ابنتها، حيث قالت لـ«الصباح»: «ابنتي كانت مجتهدة، وكان حلمها دراسة الطب بعد حصولها على شهادة البكالوريا. نسقنا الأمر مع أحد المكاتب المختصة في مساعدة الطلبة التونسيين على الدراسة في الخارج، وقد ساعدت ابنتي على الالتحاق بكلية الطب في سانت بطرسبرغ. كانت سعيدة بتحقيق حلمها، ومنحتها الجامعة التي تدرس فيها شهادة تثبت اجتهادها وحسن سلوكها. لكن ما راعنا أن ابنتي أصبحت رهن الإيقاف في أحد مراكز الاحتفاظ هناك منذ مارس الماضي بسبب جملة من التهم الغريبة وغير المنطقية».

وتضيف شيراز الإدريسي: «بسبب ما حدث مع ابنتي، تركت عملي وبيتي في تونس والتحقت بها هناك، وتشّتت عائلتنا. بقيت هناك لأشهر أحاول وحدي إيجاد حل لمأساة ابنتي في بلد غريب لا أتقن حتى لغته. أما سبب التهم التي لاحقتها فهو أنها وجدت عرض شغل على الإنترنت من شركة ترغب في توظيف أشخاص في وظيفة توصيل أموال، وهو نشاط مسموح به في سانت بطرسبرغ. لكن بعد ذلك تم إيقافها بسبب هذا النشاط، ووجهت إليها تهم بالتحيل. ورغم تكليف محامٍ روسي وتقديمه كل المؤيدات التي تدحض التهم الموجهة إلى الطالبة، إلا أن تقريره تم تجاهله ولم يُدرج في ملف الأبحاث».

وتؤكد والدة الطالبة أنها لم تتمكن من زيارتها في مركز الإيقاف إلا بعد جهد كبير ولعدد محدود من المرات. كما تشير العائلة إلى صعوبة تفاعل القنصلية التونسية في روسيا مع وضعية ابنتهم إلى اليوم، وإلى أن التعاطي مع قضيتها كان دون المأمول من عائلة كانت تنتظر مساندة البعثة الدبلوماسية التي تمثل كل التونسيين في الخارج وتحميهم من أي إجحاف قد يطالهم.

كما لم تنفِ العائلة تعرضها للابتزاز من أشخاص مجهولين في روسيا مقابل إطلاق سراح ابنتهم، بعد تعثر قضيتها ورفض الإفراج عنها أو حتى إبقائها في حالة سراح إلى حين البت في القضية. إذ اتصل أحد الأشخاص بوالدة الطالبة وطلب منها دفع مليون روبل روسي مقابل إطلاق سراحها، وهو ما عزز شكوك العائلة في أن الإيقاف كان عملية مدبرة هدفها الابتزاز المالي.

موقف وزارة الخارجية

وفي مراسلة سابقة، أكدت وزارة الشؤون الخارجية، في ردها على سؤال «الصباح» حول قضية الطالبة التونسية بموسكو، والتي لم يطرأ أي تغيير على وضعيتها إلى اليوم، أن مصالح السفارة التونسية بموسكو «تقوم بالاتصال بصفة مستمرة بالسلطات الروسية المختصة قصد ضمان ظروف إيقاف ملائمة للمواطنة س. م تحفظ كرامتها في انتظار البت في قضيتها، وأن المصلحة القنصلية للسفارة تعمل على ترتيب زيارة قنصلية لها بمقر الإيقاف، وأن الوزارة ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بضمان تأمين حقوق الطالبة التونسية».

منية العرفاوي

والدة طالبة الطب الموقوفة بروسيا لـ«الصباح»:   جلسة التحقيق الأولى لابنتي يوم 23 أكتوبر بعد 7 أشهر من الإيقاف.. وأناشد رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذها

أكدت والدة طالبة الطب التونسية الموقوفة في روسيا منذ أشهر، في ندوة صحفية عقدتها العائلة بمقر النقابة الوطنية للصحفيين، أن ابنتها، وبعد أشهر من الإيقاف دون أسباب واضحة، ستخضع لجلسة تحقيق أولى يوم 23 أكتوبر الجاري بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية. كما ستكون هناك جلسة استئناف قبل ذلك بيوم للنظر في قرار إيقافها، بعد أن تم التمديد فيه في جلسة سابقة.

وتقول الأم شيراز الإدريسي: «ابنتي موقوفة منذ 7 أشهر، ومؤخرًا تم منع دخول بعض الأغراض من أكل ولباس إليها... حالتها النفسية تدهورت، وأحلامها في نيل شهادة الطب التي كانت تحلم بها ضاعت. نحن كعائلة لم يبق لنا من أمل سوى تدخل رئيس الجمهورية لإنقاذ ابنتي من الظلم والمصير المأساوي الذي تواجهه».

وتعود قضية الطالبة “س. م” إلى أواخر شهر فيفري الماضي، عندما تم إيقافها في أحد سجون مدينة سانت بطرسبرغ الروسية على خلفية قضية ما تزال تفاصيلها وملابساتها غامضة إلى اليوم. فقد سافرت الطالبة إلى روسيا للدراسة في كلية الطب، لكنها تحوّلت إلى مشتبه بها قيد الإيقاف في أحد السجون الروسية، ووجدت نفسها ضحية مظلمة، وفق ما تؤكده عائلتها المتمسكة ببراءتها وبضرورة تدخل الدولة التونسية لإنقاذ ابنتهم التي تواجه مصيرًا مجهولًا على بعد آلاف الأميال من أرض الوطن.

كيف تحوّل حلم طالبة تونسية إلى كابوس؟ وكيف تم التغرير بها لتتحول من طالبة مجتهدة في كلية الطب بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، بشهادة المشرفين على الكلية، إلى ملاحقة أمام القضاء الروسي بتهم تحوم حولها شكوك عدّة؟ وماذا فعلت هذه الطالبة لتجد نفسها رهن الإيقاف طيلة أشهر؟

كل هذه الأسئلة لا تجد لها العائلة أجوبة منطقية أو مقنعة، بسبب تضارب الروايات والقرائن في قضية ابنتهم، وبسبب عدم التحرك الفعلي لمصالح وزارة الخارجية في روسيا، كما تؤكد أم الطالبة. وتشير العائلة إلى وجود شكوك قوية في أن تكون القضية مدبّرة بهدف ابتزازهم، والحصول على أموال من قبل شبكات إجرامية تنشط في اصطياد الطلبة واستغلال حاجتهم أحيانًا إلى عمل مؤقت لتأمين مصاريفهم الدراسية والمعيشية في بلد غريب.

7 أشهر من الإيقاف..

بعد إيقاف الطالبة، سافرت والدتها إلى روسيا وبقيت هناك عدة أشهر في محاولة منها لإنقاذ ابنتها عبر المسارات القانونية والقضائية، لكنها فوجئت بكثير من الصعوبات والتعقيدات، وبغياب الوضوح والجدية في التعامل مع القضية.

وتحدثت والدة الطالبة بكثير من الفخر والمرارة أيضًا عن ابنتها، حيث قالت لـ«الصباح»: «ابنتي كانت مجتهدة، وكان حلمها دراسة الطب بعد حصولها على شهادة البكالوريا. نسقنا الأمر مع أحد المكاتب المختصة في مساعدة الطلبة التونسيين على الدراسة في الخارج، وقد ساعدت ابنتي على الالتحاق بكلية الطب في سانت بطرسبرغ. كانت سعيدة بتحقيق حلمها، ومنحتها الجامعة التي تدرس فيها شهادة تثبت اجتهادها وحسن سلوكها. لكن ما راعنا أن ابنتي أصبحت رهن الإيقاف في أحد مراكز الاحتفاظ هناك منذ مارس الماضي بسبب جملة من التهم الغريبة وغير المنطقية».

وتضيف شيراز الإدريسي: «بسبب ما حدث مع ابنتي، تركت عملي وبيتي في تونس والتحقت بها هناك، وتشّتت عائلتنا. بقيت هناك لأشهر أحاول وحدي إيجاد حل لمأساة ابنتي في بلد غريب لا أتقن حتى لغته. أما سبب التهم التي لاحقتها فهو أنها وجدت عرض شغل على الإنترنت من شركة ترغب في توظيف أشخاص في وظيفة توصيل أموال، وهو نشاط مسموح به في سانت بطرسبرغ. لكن بعد ذلك تم إيقافها بسبب هذا النشاط، ووجهت إليها تهم بالتحيل. ورغم تكليف محامٍ روسي وتقديمه كل المؤيدات التي تدحض التهم الموجهة إلى الطالبة، إلا أن تقريره تم تجاهله ولم يُدرج في ملف الأبحاث».

وتؤكد والدة الطالبة أنها لم تتمكن من زيارتها في مركز الإيقاف إلا بعد جهد كبير ولعدد محدود من المرات. كما تشير العائلة إلى صعوبة تفاعل القنصلية التونسية في روسيا مع وضعية ابنتهم إلى اليوم، وإلى أن التعاطي مع قضيتها كان دون المأمول من عائلة كانت تنتظر مساندة البعثة الدبلوماسية التي تمثل كل التونسيين في الخارج وتحميهم من أي إجحاف قد يطالهم.

كما لم تنفِ العائلة تعرضها للابتزاز من أشخاص مجهولين في روسيا مقابل إطلاق سراح ابنتهم، بعد تعثر قضيتها ورفض الإفراج عنها أو حتى إبقائها في حالة سراح إلى حين البت في القضية. إذ اتصل أحد الأشخاص بوالدة الطالبة وطلب منها دفع مليون روبل روسي مقابل إطلاق سراحها، وهو ما عزز شكوك العائلة في أن الإيقاف كان عملية مدبرة هدفها الابتزاز المالي.

موقف وزارة الخارجية

وفي مراسلة سابقة، أكدت وزارة الشؤون الخارجية، في ردها على سؤال «الصباح» حول قضية الطالبة التونسية بموسكو، والتي لم يطرأ أي تغيير على وضعيتها إلى اليوم، أن مصالح السفارة التونسية بموسكو «تقوم بالاتصال بصفة مستمرة بالسلطات الروسية المختصة قصد ضمان ظروف إيقاف ملائمة للمواطنة س. م تحفظ كرامتها في انتظار البت في قضيتها، وأن المصلحة القنصلية للسفارة تعمل على ترتيب زيارة قنصلية لها بمقر الإيقاف، وأن الوزارة ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بضمان تأمين حقوق الطالبة التونسية».

منية العرفاوي