إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬ ‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الحرية‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كلفني

*لم‭ ‬يعد‭ ‬‮ «‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮» ‬‭ ‬يستهويني،‭ ‬والتدريس‭ ‬وتعليم‭ ‬فن‭ ‬الصورة‭ ‬شغفي‭ ‬الحالي‭ ‬

*‮«‬يا‭ ‬سلطان‭ ‬المدينة‮»‬‭.. ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭.. ‬أعمال‭ ‬للذاكرة،‭ ‬ودافعي‭ ‬المجد‭ ‬لا‭ ‬الثراء

* أنا‭ ‬المسرحي‭ ‬الذي‭ ‬اقتحم‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬النافذة‭.. ‬وأرفض‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬تقليدا‭ ‬لتجارب‭ ‬الغير

* قدمت‭ ‬دروسا‭ ‬لـ6‭ ‬ آلاف‭ ‬تلميذ‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬ مدرسة‭ ‬عبر‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬ألف‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‮»

 

يبحث‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬للمسرح‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬الركح،‭ ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يستهويني‭ ‬‮«‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮»‬‭ ‬أو‭ ‬يرضيني‭... ‬حاليا‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬القراءات‭ ‬وأسعى‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬جديد‭. ‬قدّمت‭ ‬تجارب‭ ‬فخور‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬هوجمت‭ ‬فيه‭ ‬لتقديمي‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفن،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬أعمالي‭ ‬الدرجة‭ ‬صفر‭ ‬من‭ ‬المسرح،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬تقليدا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬التونسي‭. ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬تحديات‭ ‬مع‭ ‬لمين‭ ‬النهدي‭ (‬‮«‬المكي‭ ‬وزكية‮»‬‭ ‬و»في‭ ‬هاك‭ ‬السردكو‭ ‬نريشو‮»‬‭) ‬ووجيهة‭ ‬الجندوبي‭ (‬‮«‬مدام‭ ‬كنزة‮»‬‭)‬،‭ ‬وحققت‭ ‬كل‭ ‬تجاربي‭ ‬نجاحا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النمط،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬بتفاوت،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لوّنت‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مساري‭ ‬الفني،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬خياراتي‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬مختلفة‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬رجل‭ ‬المسرح‭ ‬والكاتب‭ ‬والعرائسي‭ ‬والسينمائي‭ ‬المتمرّس،‭ ‬والذي‭ ‬خاض‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬جامعة‭ ‬لكل‭ ‬الفنون،‭ ‬وإمكانية‭ ‬تقديمه‭ ‬لعمل‭ ‬فرجوي‭ ‬ضخم،‭ ‬نفى‭ ‬ضيف‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانية،‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬الفني‭ ‬أجاده‭ ‬الراحل‭ ‬الفاضل‭ ‬الجزيري،‭ ‬وكان‭ ‬النموذج‭ ‬المقلَّد‭ ‬من‭ ‬الكثيرين‭ ‬على‭ ‬غراره‭ ‬في‭ ‬‮«‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮»‬،‭ ‬لذلك‭ ‬يفضّل‭ ‬أن‭ ‬يقترح‭ ‬منجزا‭ ‬فنيا‭ ‬يشبهه‭ ‬ويعكس‭ ‬تحدياته‭ ‬الخاصة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬فنية‭ ‬أخرى‭.‬

تدريس‭ ‬فن‭ ‬الصورة

وفي‭ ‬السياق،‭ ‬تابع‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬التدريس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يحفزني‭ ‬فكريا‭ ‬وفنيا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والمركز‭ ‬الوطني‭ ‬للسينما‭ ‬والصورة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬ألف‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬دروس‭ ‬لتعليم‭ ‬فن‭ ‬الصورة‭. ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الفنية‭ ‬التعليمية‭ ‬تكوين‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬السادسة‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬مدرسة،‭ ‬واستفاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬المشروع‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬تلميذ‮»‬‭.‬

وأقرّ‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬برغبته‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬لمواصلة‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬التونسية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬فترة‭ ‬الكوفيد‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬انقطاعها،‭ ‬لكن‭ ‬أمله‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الإدارة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية‭ ‬التعليمية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬قدّمه‭ ‬سابقا‭ ‬اعتمدته‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مدارسها،‭ ‬وأصبح‭ ‬مثالا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭.‬

العودة‭ ‬للسينما‭ ‬والتحديات

وعن‭ ‬عودته‭ ‬مؤخرا‭ ‬للفن‭ ‬السابع‭ ‬بفيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يغب،‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مسرحية‭ ‬ومسرحية‭ ‬يقدّم‭ ‬فيلما،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬معدله‭ ‬الخاص،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مسيرتي‭ ‬مراوحة‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والسينما،‭ ‬أنجز‭ ‬مسرحية‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وبين‭ ‬كل‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‭ ‬تقريبا‭ ‬مسرحية‭. ‬أنا‭ ‬ابن‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬اقتحم‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬لم‭ ‬أدرس‭ ‬السينما،‭ ‬ومن‭ ‬الأول‭ ‬رفضني‭ ‬أهل‭ ‬الفن‭ ‬السابع،‭ ‬وتعلمت‭ ‬وأنا‭ ‬أصنع‭ ‬أفلامي‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬بداياته‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬ومرحلة‭ ‬‮«‬الرفض‭ ‬والانتقاد‮»‬‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تعنيني‭ ‬العائدات‭ ‬المالية‭ ‬بقدر‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭. ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬يا‭ ‬سلطان‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬كنت‭ ‬مستفَزا‭ ‬للأفكار‭ ‬البالية‭ ‬والكلاسيكية‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وتم‭ ‬انتقادي‭ ‬ومهاجمة‭ ‬الفيلم،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬رُشّح‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬عشرة‭ ‬أفلام‭ ‬تونسية،‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أعمالي،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬التلفزة‭ ‬جاية‮»‬‭ ‬ومؤخرا‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الشهرة‭ ‬والمجد،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المال‭ ‬والثروة‭. ‬حين‭ ‬أردت‭ ‬تقديم‭ ‬كوميديا‭ ‬وعمل‭ ‬يجذب‭ ‬الجمهور‭ ‬كان‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬التلفزة‭ ‬جاية‮»‬،‭ ‬وحين‭ ‬كان‭ ‬هدفي‭ ‬الذاكرة‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬وعيي‭ ‬بتحديات‭ ‬التجربة‮»‬‭.‬

‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬وماهية‭ ‬الحرية

وأفاد‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬هجمة‭ ‬اليسار‮»‬‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬عروضه‭ ‬بأيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية‭ ‬2024‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬الحزقي‭ ‬صاحب‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬نظارات‭ ‬أمي‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬اقتُبس‭ ‬منها‭ ‬الفيلم‭. ‬وتابع‭ ‬محدثنا‭ ‬مفسّرا‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭: ‬‮«‬مؤلف‭ ‬الكتاب‭ ‬كان‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬وسرديته،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الخاصة‭ ‬كان‭ ‬الخائن‭ ‬هو‭ ‬البطل‭. ‬ففي‭ ‬فيلمي‭ ‬أردت‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬ذاك‭ ‬المغيَّب‭ ‬في‭ ‬سرديات‭ ‬اليساريين،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬تُكتب‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬أسطر‭ ‬قليلة‭. ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فيلما‭ ‬عن‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي،‭ ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الحرية‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬السجن‭ ‬المبنى‭ ‬والسجن‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬العقل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬قرأت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬أدب‭ ‬السجون‭ ‬لليساريين‭ ‬التونسيين،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬سارق‭ ‬الطماطم‮»‬‭ ‬للصادق‭ ‬بن‭ ‬مهني،‭ ‬و»كريستال‮»‬‭ ‬لجلبار‭ ‬النقاش،‭ ‬وكتابات‭ ‬فتحي‭ ‬بالحاج‭ ‬يحي‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬دافعه‭ ‬الأساسي‭ ‬لتقديم‭ ‬الفيلم،‭ ‬أرجع‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬جوهر‭ ‬الحكاية‭ ‬لمشاعر‭ ‬الحنين‭ ‬وتجربته‭ ‬الذاتية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬الحزقي‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬عن‭ ‬نوادي‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬صفاقس‭ ‬وذكره‭ ‬في‭ ‬ورقات‭ ‬الرواية‭. ‬ومع‭ ‬صدور‭ ‬قرابة‭ ‬12‭ ‬كتابا‭ ‬بين‭ ‬سنتي‭ ‬2011‭ ‬و2012‭ ‬وانطلاق‭ ‬ألسن‭ ‬اليساريين‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬بعد‭ ‬صمت‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬تقديم‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬الخاصة،‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬في‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬السرديات‭ ‬اليسارية،‭ ‬التعذيب‭ ‬مقياس‭ ‬للنضال،‭ ‬وكل‭ ‬الكتابات‭ ‬تتعلق‭ ‬بمدة‭ ‬السجن،‭ ‬ومن‭ ‬صمد‭ ‬أكثر‭ ‬ومن‭ ‬تكلم‭ ‬فهو‭ ‬خائن‭. ‬شخصيا‭ ‬أرفض‭ ‬هذا‭ ‬التبويب‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬جسده‭ ‬لا‭ ‬يتحمل،‭ ‬ولكنه‭ ‬صاحب‭ ‬أفكار‭. ‬أنا‭ ‬يساري،‭ ‬ولكن‭ ‬أعتبر‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي‭ ‬والعربي‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬انقرض‭ ‬بسبب‭ ‬أخطائه‭ ‬وزعاماته‭ ‬وانقساماته‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬معاناة‭ ‬العائلات‭ ‬والأمهات‭ ‬والزوجات،‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬الدرامية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬وتركيزي‭ ‬على‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الخائن‭ ‬كخيار‭ ‬فني،‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬حملة‭ ‬اليسار‭ ‬على‭ ‬الفيلم‮»‬‭.‬

الفيلم‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬رقمية

وأعرب‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬عن‭ ‬رضائه‭ ‬النسبي‭ ‬على‭ ‬الفيلم،‭ ‬لذلك‭ ‬اختار‭ ‬طرحه‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬رقمية‭ ‬تونسية‭ ‬قبل‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬السينما،‭ ‬حتى‭ ‬يشاهده‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وخارجها‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجاليات‭ ‬التونسية‭ ‬ومن‭ ‬الجيل‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ورقات‭ ‬مرحلة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد،‭ ‬مستدركا‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬فرضت‭ ‬قيودا‭ ‬معيّنة‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬التصوير،‭ ‬ولو‭ ‬مُنح‭ ‬دعما‭ ‬أكبر‭ ‬لأضاف‭ ‬مشاهد‭ ‬كانت‭ ‬ستثري‭ ‬العمل‭. ‬وأشار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يتحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬العمومي،‭ ‬فكل‭ ‬صناديق‭ ‬المنح‭ ‬رفضت‭ ‬موضوع‭ ‬الفيلم،‭ ‬وكشف‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أجور‭ ‬الممثلين‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬المنقضي،‭ ‬وأنه‭ ‬باع‭ ‬منزله‭ ‬لتسديد‭ ‬تكاليف‭ ‬الفيلم،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬والكاستينغ،‭ ‬تحدث‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬عن‭ ‬اختياره‭ ‬لسجن‭ ‬فرنسي‭ ‬قديم‭ ‬بمنطقة‭ ‬جوڨار‭ ‬لأحداث‭ ‬فيلمه،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬إدارات‭ ‬السجون‭ ‬رفضت‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬الزنزانات‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسابيع،‭ ‬فكان‭ ‬الخيار‭ ‬سجنًا‭ ‬قديما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬والسياق‭ ‬التاريخي‭ ‬للعمل‭. ‬وكان‭ ‬كاستينغ‭ ‬العمل‭ ‬جيدا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬صحيح‭ ‬بتفاوت‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬ولكنه‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬خياراته،‭ ‬ومنها‭ ‬اختياره‭ ‬لناجية‭ ‬الورغي،‭ ‬جمال‭ ‬المداني،‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان،‭ ‬والسجناء‭ ‬الثلاثة‭ ‬عشر،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حسب‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬اختياره‭ ‬للرقم‭ ‬13‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬اعتباطيا،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬رسائل‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬وإسقاطاته‭ ‬ستتضح‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬مشاهدة‭ ‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬مسافة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬تجاربه‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭.‬

وعمّا‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬تقديم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ (‬واحد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬فيلمه‭) ‬لمسلسل‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬أثار‭ ‬إعجاب‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬اشتغل‭ ‬على‭ ‬مسلسله‭ ‬الأخير،‭ ‬واستعان‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭.‬

التلفزيون‭ ‬والتجربة‭ ‬‮«‬اليتيمة‮»‬

وقد‭ ‬دار‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬ضيف‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬اليتيمة‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬التونسي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬طلاق‭ ‬إنشاء‮»‬‭ ‬وغيابه‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الدرامي‭ ‬عموما،‭ ‬فبيّن‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬التقى‭ ‬السنة‭ ‬المنقضية‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للتلفزة‭ ‬التونسية‭ ‬شكري‭ ‬بن‭ ‬نصير،‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬للتلفزة،‭ ‬فكان‭ ‬مشروعه‭ ‬‮«‬محامي‭ ‬الطلاق‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬السلسلة‭ ‬تأجلت‭. ‬مشيرا‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬السياق‭ ‬الإنتاجي‭ ‬لـ«طلاق‭ ‬إنشاء‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الرؤوف‭ ‬الباسطي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬مديرا‭ ‬عاما‭ ‬للتلفزة‭ ‬التونسية،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬سعاد‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬‮«‬تلي‭ ‬فيلم‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أعمال‭ ‬لسينمائيين‭ ‬تُعرض‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬لكن‭ ‬المبادرة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأربعة‭ ‬مشاريع‭ ‬وتم‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‮»‬‭.‬

وشدّد‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬منذ‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي،‭ ‬ولم‭ ‬يندم‭ ‬على‭ ‬تجاربه‭ ‬جميعها،‭ ‬من‭ ‬مسرح‭ ‬العرائس‭ ‬إلى‭ ‬السينما،‭ ‬مرورا‭ ‬بالتعليم‭ ‬والتلفزة‭ ‬والكتابة،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بصفاقس‭ ‬عاصمة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬لأسباب‭ ‬تجاوزت‭ ‬خياراته‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده،‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬أؤمن‭ ‬بالفشل‭ ‬كمعلم،‭ ‬والفشل‭ ‬صريح‭ ‬ولا‭ ‬يجامل،‭ ‬وأحسن‭ ‬رفيق‭ ‬للفنان‭ ‬هو‭ ‬فشله،‭ ‬لأنه‭ ‬دافع‭ ‬للتطوير‭ ‬والتغيير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬النجاح‮»‬‭.‬

حاورته‭ : ‬نجلاء‭ ‬قموع

 

المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬ ‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الحرية‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كلفني

*لم‭ ‬يعد‭ ‬‮ «‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮» ‬‭ ‬يستهويني،‭ ‬والتدريس‭ ‬وتعليم‭ ‬فن‭ ‬الصورة‭ ‬شغفي‭ ‬الحالي‭ ‬

*‮«‬يا‭ ‬سلطان‭ ‬المدينة‮»‬‭.. ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭.. ‬أعمال‭ ‬للذاكرة،‭ ‬ودافعي‭ ‬المجد‭ ‬لا‭ ‬الثراء

* أنا‭ ‬المسرحي‭ ‬الذي‭ ‬اقتحم‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬النافذة‭.. ‬وأرفض‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬تقليدا‭ ‬لتجارب‭ ‬الغير

* قدمت‭ ‬دروسا‭ ‬لـ6‭ ‬ آلاف‭ ‬تلميذ‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬ مدرسة‭ ‬عبر‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬ألف‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‮»

 

يبحث‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬للمسرح‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬الركح،‭ ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يستهويني‭ ‬‮«‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮»‬‭ ‬أو‭ ‬يرضيني‭... ‬حاليا‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬القراءات‭ ‬وأسعى‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬جديد‭. ‬قدّمت‭ ‬تجارب‭ ‬فخور‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬هوجمت‭ ‬فيه‭ ‬لتقديمي‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفن،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬أعمالي‭ ‬الدرجة‭ ‬صفر‭ ‬من‭ ‬المسرح،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬تقليدا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬التونسي‭. ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬تحديات‭ ‬مع‭ ‬لمين‭ ‬النهدي‭ (‬‮«‬المكي‭ ‬وزكية‮»‬‭ ‬و»في‭ ‬هاك‭ ‬السردكو‭ ‬نريشو‮»‬‭) ‬ووجيهة‭ ‬الجندوبي‭ (‬‮«‬مدام‭ ‬كنزة‮»‬‭)‬،‭ ‬وحققت‭ ‬كل‭ ‬تجاربي‭ ‬نجاحا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النمط،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬بتفاوت،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لوّنت‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مساري‭ ‬الفني،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬خياراتي‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬مختلفة‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬رجل‭ ‬المسرح‭ ‬والكاتب‭ ‬والعرائسي‭ ‬والسينمائي‭ ‬المتمرّس،‭ ‬والذي‭ ‬خاض‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬جامعة‭ ‬لكل‭ ‬الفنون،‭ ‬وإمكانية‭ ‬تقديمه‭ ‬لعمل‭ ‬فرجوي‭ ‬ضخم،‭ ‬نفى‭ ‬ضيف‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانية،‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬الفني‭ ‬أجاده‭ ‬الراحل‭ ‬الفاضل‭ ‬الجزيري،‭ ‬وكان‭ ‬النموذج‭ ‬المقلَّد‭ ‬من‭ ‬الكثيرين‭ ‬على‭ ‬غراره‭ ‬في‭ ‬‮«‬الوان‭ ‬مان‭ ‬شو‮»‬،‭ ‬لذلك‭ ‬يفضّل‭ ‬أن‭ ‬يقترح‭ ‬منجزا‭ ‬فنيا‭ ‬يشبهه‭ ‬ويعكس‭ ‬تحدياته‭ ‬الخاصة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬فنية‭ ‬أخرى‭.‬

تدريس‭ ‬فن‭ ‬الصورة

وفي‭ ‬السياق،‭ ‬تابع‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬التدريس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يحفزني‭ ‬فكريا‭ ‬وفنيا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والمركز‭ ‬الوطني‭ ‬للسينما‭ ‬والصورة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬ألف‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬دروس‭ ‬لتعليم‭ ‬فن‭ ‬الصورة‭. ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الفنية‭ ‬التعليمية‭ ‬تكوين‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬السادسة‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬مدرسة،‭ ‬واستفاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬المشروع‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬تلميذ‮»‬‭.‬

وأقرّ‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬برغبته‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬لمواصلة‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬التونسية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬فترة‭ ‬الكوفيد‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬انقطاعها،‭ ‬لكن‭ ‬أمله‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الإدارة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية‭ ‬التعليمية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬قدّمه‭ ‬سابقا‭ ‬اعتمدته‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مدارسها،‭ ‬وأصبح‭ ‬مثالا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭.‬

العودة‭ ‬للسينما‭ ‬والتحديات

وعن‭ ‬عودته‭ ‬مؤخرا‭ ‬للفن‭ ‬السابع‭ ‬بفيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يغب،‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مسرحية‭ ‬ومسرحية‭ ‬يقدّم‭ ‬فيلما،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬معدله‭ ‬الخاص،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مسيرتي‭ ‬مراوحة‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والسينما،‭ ‬أنجز‭ ‬مسرحية‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وبين‭ ‬كل‭ ‬فيلم‭ ‬وفيلم‭ ‬تقريبا‭ ‬مسرحية‭. ‬أنا‭ ‬ابن‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬اقتحم‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬لم‭ ‬أدرس‭ ‬السينما،‭ ‬ومن‭ ‬الأول‭ ‬رفضني‭ ‬أهل‭ ‬الفن‭ ‬السابع،‭ ‬وتعلمت‭ ‬وأنا‭ ‬أصنع‭ ‬أفلامي‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬بداياته‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬ومرحلة‭ ‬‮«‬الرفض‭ ‬والانتقاد‮»‬‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تعنيني‭ ‬العائدات‭ ‬المالية‭ ‬بقدر‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭. ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬يا‭ ‬سلطان‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬كنت‭ ‬مستفَزا‭ ‬للأفكار‭ ‬البالية‭ ‬والكلاسيكية‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وتم‭ ‬انتقادي‭ ‬ومهاجمة‭ ‬الفيلم،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬رُشّح‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬عشرة‭ ‬أفلام‭ ‬تونسية،‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أعمالي،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬التلفزة‭ ‬جاية‮»‬‭ ‬ومؤخرا‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الشهرة‭ ‬والمجد،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المال‭ ‬والثروة‭. ‬حين‭ ‬أردت‭ ‬تقديم‭ ‬كوميديا‭ ‬وعمل‭ ‬يجذب‭ ‬الجمهور‭ ‬كان‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬التلفزة‭ ‬جاية‮»‬،‭ ‬وحين‭ ‬كان‭ ‬هدفي‭ ‬الذاكرة‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬وعيي‭ ‬بتحديات‭ ‬التجربة‮»‬‭.‬

‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬وماهية‭ ‬الحرية

وأفاد‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬هجمة‭ ‬اليسار‮»‬‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬عروضه‭ ‬بأيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية‭ ‬2024‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬الحزقي‭ ‬صاحب‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬نظارات‭ ‬أمي‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬اقتُبس‭ ‬منها‭ ‬الفيلم‭. ‬وتابع‭ ‬محدثنا‭ ‬مفسّرا‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭: ‬‮«‬مؤلف‭ ‬الكتاب‭ ‬كان‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬وسرديته،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الخاصة‭ ‬كان‭ ‬الخائن‭ ‬هو‭ ‬البطل‭. ‬ففي‭ ‬فيلمي‭ ‬أردت‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬ذاك‭ ‬المغيَّب‭ ‬في‭ ‬سرديات‭ ‬اليساريين،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬تُكتب‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬أسطر‭ ‬قليلة‭. ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فيلما‭ ‬عن‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي،‭ ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الحرية‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬السجن‭ ‬المبنى‭ ‬والسجن‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬العقل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬قرأت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬أدب‭ ‬السجون‭ ‬لليساريين‭ ‬التونسيين،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬سارق‭ ‬الطماطم‮»‬‭ ‬للصادق‭ ‬بن‭ ‬مهني،‭ ‬و»كريستال‮»‬‭ ‬لجلبار‭ ‬النقاش،‭ ‬وكتابات‭ ‬فتحي‭ ‬بالحاج‭ ‬يحي‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬دافعه‭ ‬الأساسي‭ ‬لتقديم‭ ‬الفيلم،‭ ‬أرجع‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬جوهر‭ ‬الحكاية‭ ‬لمشاعر‭ ‬الحنين‭ ‬وتجربته‭ ‬الذاتية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬الحزقي‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬عن‭ ‬نوادي‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬صفاقس‭ ‬وذكره‭ ‬في‭ ‬ورقات‭ ‬الرواية‭. ‬ومع‭ ‬صدور‭ ‬قرابة‭ ‬12‭ ‬كتابا‭ ‬بين‭ ‬سنتي‭ ‬2011‭ ‬و2012‭ ‬وانطلاق‭ ‬ألسن‭ ‬اليساريين‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬بعد‭ ‬صمت‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬تقديم‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬الخاصة،‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬في‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬السرديات‭ ‬اليسارية،‭ ‬التعذيب‭ ‬مقياس‭ ‬للنضال،‭ ‬وكل‭ ‬الكتابات‭ ‬تتعلق‭ ‬بمدة‭ ‬السجن،‭ ‬ومن‭ ‬صمد‭ ‬أكثر‭ ‬ومن‭ ‬تكلم‭ ‬فهو‭ ‬خائن‭. ‬شخصيا‭ ‬أرفض‭ ‬هذا‭ ‬التبويب‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬جسده‭ ‬لا‭ ‬يتحمل،‭ ‬ولكنه‭ ‬صاحب‭ ‬أفكار‭. ‬أنا‭ ‬يساري،‭ ‬ولكن‭ ‬أعتبر‭ ‬اليسار‭ ‬التونسي‭ ‬والعربي‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬انقرض‭ ‬بسبب‭ ‬أخطائه‭ ‬وزعاماته‭ ‬وانقساماته‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬معاناة‭ ‬العائلات‭ ‬والأمهات‭ ‬والزوجات،‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬الدرامية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬وتركيزي‭ ‬على‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الخائن‭ ‬كخيار‭ ‬فني،‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬حملة‭ ‬اليسار‭ ‬على‭ ‬الفيلم‮»‬‭.‬

الفيلم‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬رقمية

وأعرب‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬عن‭ ‬رضائه‭ ‬النسبي‭ ‬على‭ ‬الفيلم،‭ ‬لذلك‭ ‬اختار‭ ‬طرحه‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬رقمية‭ ‬تونسية‭ ‬قبل‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬السينما،‭ ‬حتى‭ ‬يشاهده‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وخارجها‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجاليات‭ ‬التونسية‭ ‬ومن‭ ‬الجيل‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ورقات‭ ‬مرحلة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد،‭ ‬مستدركا‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬فرضت‭ ‬قيودا‭ ‬معيّنة‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬التصوير،‭ ‬ولو‭ ‬مُنح‭ ‬دعما‭ ‬أكبر‭ ‬لأضاف‭ ‬مشاهد‭ ‬كانت‭ ‬ستثري‭ ‬العمل‭. ‬وأشار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يتحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬العمومي،‭ ‬فكل‭ ‬صناديق‭ ‬المنح‭ ‬رفضت‭ ‬موضوع‭ ‬الفيلم،‭ ‬وكشف‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أجور‭ ‬الممثلين‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬المنقضي،‭ ‬وأنه‭ ‬باع‭ ‬منزله‭ ‬لتسديد‭ ‬تكاليف‭ ‬الفيلم،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬والكاستينغ،‭ ‬تحدث‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬عن‭ ‬اختياره‭ ‬لسجن‭ ‬فرنسي‭ ‬قديم‭ ‬بمنطقة‭ ‬جوڨار‭ ‬لأحداث‭ ‬فيلمه،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬إدارات‭ ‬السجون‭ ‬رفضت‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬الزنزانات‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسابيع،‭ ‬فكان‭ ‬الخيار‭ ‬سجنًا‭ ‬قديما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬والسياق‭ ‬التاريخي‭ ‬للعمل‭. ‬وكان‭ ‬كاستينغ‭ ‬العمل‭ ‬جيدا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬صحيح‭ ‬بتفاوت‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬ولكنه‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬خياراته،‭ ‬ومنها‭ ‬اختياره‭ ‬لناجية‭ ‬الورغي،‭ ‬جمال‭ ‬المداني،‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان،‭ ‬والسجناء‭ ‬الثلاثة‭ ‬عشر،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حسب‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬اختياره‭ ‬للرقم‭ ‬13‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬اعتباطيا،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬رسائل‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬وإسقاطاته‭ ‬ستتضح‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬مشاهدة‭ ‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬مسافة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬تجاربه‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭.‬

وعمّا‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬تقديم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ (‬واحد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬فيلمه‭) ‬لمسلسل‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬أثار‭ ‬إعجاب‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬اشتغل‭ ‬على‭ ‬مسلسله‭ ‬الأخير،‭ ‬واستعان‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الرومي‮»‬‭.‬

التلفزيون‭ ‬والتجربة‭ ‬‮«‬اليتيمة‮»‬

وقد‭ ‬دار‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬ضيف‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬اليتيمة‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬التونسي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬طلاق‭ ‬إنشاء‮»‬‭ ‬وغيابه‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الدرامي‭ ‬عموما،‭ ‬فبيّن‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬التقى‭ ‬السنة‭ ‬المنقضية‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للتلفزة‭ ‬التونسية‭ ‬شكري‭ ‬بن‭ ‬نصير،‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬للتلفزة،‭ ‬فكان‭ ‬مشروعه‭ ‬‮«‬محامي‭ ‬الطلاق‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬السلسلة‭ ‬تأجلت‭. ‬مشيرا‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬السياق‭ ‬الإنتاجي‭ ‬لـ«طلاق‭ ‬إنشاء‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الرؤوف‭ ‬الباسطي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬مديرا‭ ‬عاما‭ ‬للتلفزة‭ ‬التونسية،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬سعاد‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬‮«‬تلي‭ ‬فيلم‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أعمال‭ ‬لسينمائيين‭ ‬تُعرض‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬لكن‭ ‬المبادرة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأربعة‭ ‬مشاريع‭ ‬وتم‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‮»‬‭.‬

وشدّد‭ ‬المنصف‭ ‬ذويب‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬منذ‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي،‭ ‬ولم‭ ‬يندم‭ ‬على‭ ‬تجاربه‭ ‬جميعها،‭ ‬من‭ ‬مسرح‭ ‬العرائس‭ ‬إلى‭ ‬السينما،‭ ‬مرورا‭ ‬بالتعليم‭ ‬والتلفزة‭ ‬والكتابة،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بصفاقس‭ ‬عاصمة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬لأسباب‭ ‬تجاوزت‭ ‬خياراته‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده،‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬أؤمن‭ ‬بالفشل‭ ‬كمعلم،‭ ‬والفشل‭ ‬صريح‭ ‬ولا‭ ‬يجامل،‭ ‬وأحسن‭ ‬رفيق‭ ‬للفنان‭ ‬هو‭ ‬فشله،‭ ‬لأنه‭ ‬دافع‭ ‬للتطوير‭ ‬والتغيير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬النجاح‮»‬‭.‬

حاورته‭ : ‬نجلاء‭ ‬قموع