إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نحو استقبال نصف مليون سائح في 2026.. السياحة البحرية التونسية تعود إلى الواجهة من جديد

عاد قطاع السياحة البحرية ليحتل من جديد مكانة بارزة ضمن المشهد السياحي التونسي، باعتباره أحد أعمدته الأساسية. وتطمح تونس إلى تحقيق أرقام قياسية. وفي هذا السياق، استقبل ميناء حلق الوادي، أول أمس الثلاثاء، باخرة سياحية كبرى تحمل على متنها 3247 سائحًا من جنسيات مختلفة، أغلبهم من المملكة المتحدة وإيطاليا.

وخلال فعاليات استقبال هذه الباخرة، صرّح سامي دبيش، المدير العام لمحطة الرحلات البحرية بميناء حلق الوادي، بأن هذه الرحلة تُعدّ الثالثة لهذه الباخرة ضمن سلسلة من الرحلات يبلغ عددها 40 رحلة، تمتد حتى سنة 2026، وستستقطب ما يقارب 140 ألف سائح.

وبفضل مجهودات الدولة والعديد من الأطراف المتدخلة في القطاع، نجحت تونس تدريجيًا في استعادة نسق قوي للسياحة البحرية. وقد أوضح المدير العام لمحطة الرحلات البحرية أن تونس تطمح إلى بلوغ 400 ألف سائح بحري مع نهاية سنة 2025، على أن يرتفع العدد إلى نصف مليون سائح بحري سنة 2026. كما تُخطط تونس، في أفق سنة 2028، إلى بلوغ مليون سائح في هذا الصنف، مبيّنًا أن البلاد تمكّنت من استقطاب أكثر من 200 ألف سائح بحري منذ بداية هذا العام وإلى حدود تاريخه، علماً بأن تونس شرعت في المحافظة على هذا القطاع منذ سنتين، حيث بلغ عدد السياح عبر الرحلات البحرية 55 ألف سائح سنة 2022.

وأشار إلى أن هذا النوع من السياح أصبح يُفضّل زيارة تونس خلال فصل الشتاء، بفضل تحسّن العوامل المناخية، لافتًا إلى أن الرحلات لم تعد تقتصر على الفترة الممتدة من أكتوبر إلى مارس، بل أصبحت تُنظم على مدار السنة عبر رحلات منتظمة. ومن المنتظر أن تستقبل تونس، اليوم الخميس 25 سبتمبر، رحلة بحرية جديدة قادمة من برشلونة (إسبانيا) في اتجاه إيطاليا، وهو ما يعكس تزايد نسق تدفق السياح نحو الوجهة التونسية.

واعتبر المدير العام لمحطة الرحلات البحرية أن من أبرز المؤشرات الإيجابية هو تنوّع الجنسيات التي باتت تستقطبها الوجهة التونسية، على غرار الصين والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول الخليج. وأشار إلى أن الرحلة القادمة سيكون نصف ركّابها من الجنسية الصينية، معتبراً أن هذه المؤشرات تبعث على الأمل وتؤكد أن تونس تسير بثبات نحو استعادة مكانتها كوجهة جاذبة في مجال السياحة البحرية على الخارطة العالمية.

تعدّد الموانئ البحرية

يُعدّ تعدّد الموانئ القابلة لاستقبال البواخر السياحية من العوامل الأساسية في تطوير قطاع السياحة البحرية وزيادة عدد الوافدين. وفي هذا الإطار، أوضح وكيل أسفار مختص في السياحة البحرية أن العديد من الموانئ التونسية تمتلك إمكانات تؤهلها لاستقطاب السياح، على غرار ميناء سوسة، وميناء صفاقس، وميناء قابس، الذي يمكن أن يكون نقطة انطلاق لزيارة منطقة جرجيس، خاصة أن ميناء جرجيس لا يمكنه استقبال البواخر الكبرى نظرًا لحجمها.

انتعاشة الصناعات التقليدية

أبرز المتحدث ذاته أن تنوّع الموانئ التي يمكن أن يصل إليها السائح البحري يُعدّ عاملًا مهمًا في انتعاش العديد من القطاعات الأخرى، من بينها قطاع الصناعات التقليدية، حيث يُقبل السياح البحريون على اقتناء المنتوجات الحرفية، مثل الزربية وغيرها.

وتُساهم السياحة البحرية في تطوير قطاعات خدمية متعدّدة، نظرا لأن البرنامج المُعدّ لاستقبال سياح «الكروازيير» يُعدّ برنامجا ناجحا، إذ يشمل زيارة المدينة العتيقة، ومنطقة سيدي بوسعيد، ومتحف باردو، عبر تنقلات منظمة بالحافلات، وقد وُصف هذا البرنامج بأنه «مدروس بدقة».

الانفتاح على مسارات ومسالك سياحية غير كلاسيكية

يشكّل الانفتاح على مسارات سياحية متنوّعة حجر الأساس في جذب السياح نحو الوجهة التونسية عبر الرحلات البحرية. وفي هذا السياق، أشار أنس بوخريص، المندوب الجهوي للسياحة بتونس، إلى أن هناك استراتيجية جدية تهدف إلى جعل هذه المسارات أكثر تنوعًا، وغير تقليدية، بما يُتيح اكتشاف ما تزخر به مختلف الجهات التونسية من ثروات ومقوّمات سياحية، مثل ولاية بنزرت، وفخار سجنان المعروف عالميا، ومنطقة أوتيك، ومحمية إشكل، وذلك في إطار دعم السياحة البيئية وتحفيز الاكتشاف والتجربة.

 درصاف اللموشي

نحو استقبال نصف مليون سائح في 2026..   السياحة البحرية التونسية تعود إلى الواجهة من جديد

عاد قطاع السياحة البحرية ليحتل من جديد مكانة بارزة ضمن المشهد السياحي التونسي، باعتباره أحد أعمدته الأساسية. وتطمح تونس إلى تحقيق أرقام قياسية. وفي هذا السياق، استقبل ميناء حلق الوادي، أول أمس الثلاثاء، باخرة سياحية كبرى تحمل على متنها 3247 سائحًا من جنسيات مختلفة، أغلبهم من المملكة المتحدة وإيطاليا.

وخلال فعاليات استقبال هذه الباخرة، صرّح سامي دبيش، المدير العام لمحطة الرحلات البحرية بميناء حلق الوادي، بأن هذه الرحلة تُعدّ الثالثة لهذه الباخرة ضمن سلسلة من الرحلات يبلغ عددها 40 رحلة، تمتد حتى سنة 2026، وستستقطب ما يقارب 140 ألف سائح.

وبفضل مجهودات الدولة والعديد من الأطراف المتدخلة في القطاع، نجحت تونس تدريجيًا في استعادة نسق قوي للسياحة البحرية. وقد أوضح المدير العام لمحطة الرحلات البحرية أن تونس تطمح إلى بلوغ 400 ألف سائح بحري مع نهاية سنة 2025، على أن يرتفع العدد إلى نصف مليون سائح بحري سنة 2026. كما تُخطط تونس، في أفق سنة 2028، إلى بلوغ مليون سائح في هذا الصنف، مبيّنًا أن البلاد تمكّنت من استقطاب أكثر من 200 ألف سائح بحري منذ بداية هذا العام وإلى حدود تاريخه، علماً بأن تونس شرعت في المحافظة على هذا القطاع منذ سنتين، حيث بلغ عدد السياح عبر الرحلات البحرية 55 ألف سائح سنة 2022.

وأشار إلى أن هذا النوع من السياح أصبح يُفضّل زيارة تونس خلال فصل الشتاء، بفضل تحسّن العوامل المناخية، لافتًا إلى أن الرحلات لم تعد تقتصر على الفترة الممتدة من أكتوبر إلى مارس، بل أصبحت تُنظم على مدار السنة عبر رحلات منتظمة. ومن المنتظر أن تستقبل تونس، اليوم الخميس 25 سبتمبر، رحلة بحرية جديدة قادمة من برشلونة (إسبانيا) في اتجاه إيطاليا، وهو ما يعكس تزايد نسق تدفق السياح نحو الوجهة التونسية.

واعتبر المدير العام لمحطة الرحلات البحرية أن من أبرز المؤشرات الإيجابية هو تنوّع الجنسيات التي باتت تستقطبها الوجهة التونسية، على غرار الصين والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول الخليج. وأشار إلى أن الرحلة القادمة سيكون نصف ركّابها من الجنسية الصينية، معتبراً أن هذه المؤشرات تبعث على الأمل وتؤكد أن تونس تسير بثبات نحو استعادة مكانتها كوجهة جاذبة في مجال السياحة البحرية على الخارطة العالمية.

تعدّد الموانئ البحرية

يُعدّ تعدّد الموانئ القابلة لاستقبال البواخر السياحية من العوامل الأساسية في تطوير قطاع السياحة البحرية وزيادة عدد الوافدين. وفي هذا الإطار، أوضح وكيل أسفار مختص في السياحة البحرية أن العديد من الموانئ التونسية تمتلك إمكانات تؤهلها لاستقطاب السياح، على غرار ميناء سوسة، وميناء صفاقس، وميناء قابس، الذي يمكن أن يكون نقطة انطلاق لزيارة منطقة جرجيس، خاصة أن ميناء جرجيس لا يمكنه استقبال البواخر الكبرى نظرًا لحجمها.

انتعاشة الصناعات التقليدية

أبرز المتحدث ذاته أن تنوّع الموانئ التي يمكن أن يصل إليها السائح البحري يُعدّ عاملًا مهمًا في انتعاش العديد من القطاعات الأخرى، من بينها قطاع الصناعات التقليدية، حيث يُقبل السياح البحريون على اقتناء المنتوجات الحرفية، مثل الزربية وغيرها.

وتُساهم السياحة البحرية في تطوير قطاعات خدمية متعدّدة، نظرا لأن البرنامج المُعدّ لاستقبال سياح «الكروازيير» يُعدّ برنامجا ناجحا، إذ يشمل زيارة المدينة العتيقة، ومنطقة سيدي بوسعيد، ومتحف باردو، عبر تنقلات منظمة بالحافلات، وقد وُصف هذا البرنامج بأنه «مدروس بدقة».

الانفتاح على مسارات ومسالك سياحية غير كلاسيكية

يشكّل الانفتاح على مسارات سياحية متنوّعة حجر الأساس في جذب السياح نحو الوجهة التونسية عبر الرحلات البحرية. وفي هذا السياق، أشار أنس بوخريص، المندوب الجهوي للسياحة بتونس، إلى أن هناك استراتيجية جدية تهدف إلى جعل هذه المسارات أكثر تنوعًا، وغير تقليدية، بما يُتيح اكتشاف ما تزخر به مختلف الجهات التونسية من ثروات ومقوّمات سياحية، مثل ولاية بنزرت، وفخار سجنان المعروف عالميا، ومنطقة أوتيك، ومحمية إشكل، وذلك في إطار دعم السياحة البيئية وتحفيز الاكتشاف والتجربة.

 درصاف اللموشي