❞ أدواري محدودة في السينما التونسية.. في التسعينات رفضت عروضا جريئة وشاركت في 12 فيلما أجنبيا والممثل هو الكبير لا الدور ❝
❞فخورة بمنجزي الثقافي في العبدلية فحديقتها الخلفية تحولت لفضاء طبيعي على الطراز الحفصي ❝
عبرت الممثلة وحيدة الدريدي عن اعتزازها بالمشاركة في مهرجان بغداد السينمائي بدعوة من نقيب الفنانين جبار جودي ومدير المهرجان حكمت البيضاني ضمن عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة قائلة في حديثها لـ«الصباح»: «هذه أول زيارة لي إلى العراق وقد شربت من نهر دجلة وعشت رحلة من الاكتشاف والمتعة لبلد غني ثقافيا وحضاريا، فالمسرح العراقي له جمهوره في تونس كما الأغنية العراقية ولكن زيارة البلد والمتابعة عن قرب للمشهد الفني كانت أكثر عمقا وخطوة نحو التعرف أكثر على صناع السينما في هذا البلد الشقيق».
وروت وحيدة الدريدي خلال لقائها مع «الصباح» حكاية أروى القيروانية ابنة قاضي القيروان التي وافقت على الزواج بجعفر المنصور شرط أن يكون الصداق القيرواني هو العقد بينهما ويفرض بموجبه عدم تعدد الزوجات لجعفر المنصور إلا بعد وفاة أروى القيروانية، وأكملت وحيدة الدريدي في ذات السياق أن المخطوطة الأصلية للصداق القيرواني موجودة بالمكتبة الوطنية، وبغداد فيها من روح واحدة من جداتنا أروى القيروانية وهذه القصة يمكن أن تتحول لعمل فني مشترك بين تونس والعراق كما غيرها من الحكايا الداعمة لثقافتنا المشتركة.
وعن تأثير الدراما على خياراتها الفنية وخاصة حضورها على مستوى الانتاجات المسرحية، أوضحت وحيدة الدريدي لـ«الصباح» أنها بالأساس ممثلة للمسرح ومنه ذهبت للشاشة الصغيرة والكبيرة ولكن يبقى المسرح العشق الأزلي، مشددة على أنها ترفض أن تكون رهينة لأحد ولا تنتظر تلقي دعوة لمسلسل أو شريط سينمائي، فالمسرح ملعبها وتتعامل مع الدراما التلفزيونية من منظور التجديد وإثراء رصيدها، وبالتالي تبحث عن الدور المحفز على مستوى الأداء لا لمجرد البطولة والظهور قائلة : «في رمضان المنقضي قدمت دورا في «وادي الباي» مساحته أًصغر من دور البطولة الذي رشحت له في نفس المسلسل وقبلت الدور الشرفي على حساب الدور الكبير من حيث المساحة لسبب جوهري وهو أني سبق وقدمته ولا أحب تكرار أدواري فالممثل هو الكبير وهو من يمنح للدور قيمته».
وقالت وحيدة الدريدي أن آخر أعمالها المسرحية «SDF» يعرض في فضاء السنديانة يوم 25 أكتوبر كما تشارك من خلاله في مهرجان للمسرح بالجزائر وتحديدا مدينة بجاية في أكتوبر المقبل، وكشفت أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مونودراما «السيدة الوزيرة» مع المخرج زهير الرايس مضيفة في هذا الإطار: «بعد أن أكملت المشروع شعرت بالحاجة لمزيد من العمل على تفاصيله فاستنجدت بزهير الرايس لتجاوز بعض الهنات الصغيرة قبل تنظيم العرض الأول و«السيدة الوزيرة» كوميديا سوداء من نوع المونودراما ولكن ممكن أن نطور المشروع بمشاركة زهير الرايس في المسرحية».
وأفادت وحيدة الدريدي أنها تستعد كذلك إلى تقديم عمل جديد وهو مسرحية «إذاعة ما قلناش» موضحة أن تجاربها المسرحية تدفعها أكثر للإنتاج والإبداع ونفت أن تكون الشهرة التلفزيونية قد تدفعها لتقديم المسرح المنفرد (women show) واصفة هذا النوع بالاستعراضي ولا يتماشى مع خياراتها الفنية فالمونودراما وفقا لقولها حكاية متكاملة بممثل واحد على عكس الوان مان شو، عمل استعراضي يقدم في أي فضاء ولا يلتزم لا بديكور أو حركة وهو عبارة عن عمل فرجوي لا مسرح وتابعت: «لم أذهب للمونودراما لأن التلفزة منحتني الشهرة التي أشكر عليها الجمهور التونسي ولكن هذا النمط المسرحي يروي حكاية تلمسني، تعنيني وأقدمها بشغف».
وعن حضورها المحدود في السينما التونسية بينت وحيدة الدريدي في حديثها لـ«الصباح» أن في بداياتها كان لها خطوط وحدود خاصة وأنه في التسعينات اقترحت عليها أدوار جريئة في السينما فرفضتها وبعد ذلك لم تقدم لها عروض غير أنها شاركت في 12 فيلما أجنبيا وجسدت أدوارا تاريخية ومنها شخصية «السيدة مريم» وبقي الحضور في السينما التونسية محدودا إلى اليوم ومع ذلك سجلت حضورها في عدد من لجان التحكيم في السينما منها مهرجانات في إيران، والعراق، والمغرب، والجزائر وبمهرجانات تونس.
وعن إدارتها لفضاء العبدلية أكدت وحيدة الدريدي لـ«الصباح» فخرها بما أسمته بمنجزها الثقافي رغم التعب والمجهود الكبير لخلق حراك ثقافي وفني قائلة: «الحديقة الخلفية للعبدلية كانت مصبا للفضلات وأًصبحت حديقة غناء على الطراز الحفصي تمنح جمالية مميزة لهذا الفضاء الثقافي الذي قمت بتطوير مضامينه وبرمجته بعدد من التظاهرات منها ليالي الصوفية، وليالي الحكواتي، ونسمة خريف التي أعدت في خياراتها الفنانين الكبار للركح، وكذلك فعالية ليالي العبدلية، وتظاهرة فيلمي الأول بين العبدلية وباريس،و المصيف الثقافي والتكويني للشباب والأهم جذبت الفنانين خاصة من داخل البلاد والجهات والجمهور للعبدلية».
وعن مهرجان «فيلمي الأول» وأسباب إلغائه أوضحت وحيدة الدريدي أن هذا المشروع كان من اقتراح زهير لطيف وقد قدمت دورة وطنية في سنة 2019 بالعبدلية ثم في 2022 عقدت دورة دولية بمساندة دار تونس بباريس وحققت النسخة الدولية إشعاع ونجاحا في دورتين غير أن المهرجان مسجل باسم العبدلية وبالتالي مواصلته من عدمها مرتبط بالقائمين على هذا الفضاء الثقافي.
ووصفت وحيدة الدريدي المشهد الثقافي الراهن بسمة التميز على مستوى الكيف رغم قلة التجارب على مستوى الكم، واعتبرت البوادر الفردية هي المسيطرة على المشهد ومن الضروري اليوم في اعتقادها البناء والتأسيس لا هدم التجارب السابقة ورغم تفاؤلها بالجيل الشاب، وترى وحيدة الدريدي أن الداعمين لسياسة الهدم يرسمون مشهدا عبثيا وكأننا أمام حجر سيزيف (نصعد الحجر فيسقط على رؤوسنا) ودعت لدعم شباب الفن كما تم سابقا منح جيلها فرصة مشيرة في السياق لفنانين دعموا موهبتها على غرار محمد إدريس، ومحمد بن علي، وحليمة داوود، وعبد الحميد قياس، وسلوى محمد، وعزيزة بولبيار وغيرهم ..
جدير بالذكر أن وحيدة الدريدي ابنة الركح التونسي كتبت وأخرجت للمسرح وهي صاحبة تجارب تلفزيونية منحتها مكانة في ذاكرة محبي الشاشة الصغيرة ومن أشهر أعمالها «أولاد مفيدة» و«أولاد الغول» وهي حاضرة في أعمال مختلفة على مستوى الدراما والسينما ومن بين مشاركاتها مسلسلات «حسابات وعقابات»، و«أقفاص بلا طيور»، و«من أجل عيون كاترين»،و«تاج الحاضرة» وفي السينما «فاطمة» لخالد غربال» و«كلمة رجال» لمعز كمون» و«زريعة بليس» لمحمد خليل البحري.
نجلاء قموع
❞ أدواري محدودة في السينما التونسية.. في التسعينات رفضت عروضا جريئة وشاركت في 12 فيلما أجنبيا والممثل هو الكبير لا الدور ❝
❞فخورة بمنجزي الثقافي في العبدلية فحديقتها الخلفية تحولت لفضاء طبيعي على الطراز الحفصي ❝
عبرت الممثلة وحيدة الدريدي عن اعتزازها بالمشاركة في مهرجان بغداد السينمائي بدعوة من نقيب الفنانين جبار جودي ومدير المهرجان حكمت البيضاني ضمن عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة قائلة في حديثها لـ«الصباح»: «هذه أول زيارة لي إلى العراق وقد شربت من نهر دجلة وعشت رحلة من الاكتشاف والمتعة لبلد غني ثقافيا وحضاريا، فالمسرح العراقي له جمهوره في تونس كما الأغنية العراقية ولكن زيارة البلد والمتابعة عن قرب للمشهد الفني كانت أكثر عمقا وخطوة نحو التعرف أكثر على صناع السينما في هذا البلد الشقيق».
وروت وحيدة الدريدي خلال لقائها مع «الصباح» حكاية أروى القيروانية ابنة قاضي القيروان التي وافقت على الزواج بجعفر المنصور شرط أن يكون الصداق القيرواني هو العقد بينهما ويفرض بموجبه عدم تعدد الزوجات لجعفر المنصور إلا بعد وفاة أروى القيروانية، وأكملت وحيدة الدريدي في ذات السياق أن المخطوطة الأصلية للصداق القيرواني موجودة بالمكتبة الوطنية، وبغداد فيها من روح واحدة من جداتنا أروى القيروانية وهذه القصة يمكن أن تتحول لعمل فني مشترك بين تونس والعراق كما غيرها من الحكايا الداعمة لثقافتنا المشتركة.
وعن تأثير الدراما على خياراتها الفنية وخاصة حضورها على مستوى الانتاجات المسرحية، أوضحت وحيدة الدريدي لـ«الصباح» أنها بالأساس ممثلة للمسرح ومنه ذهبت للشاشة الصغيرة والكبيرة ولكن يبقى المسرح العشق الأزلي، مشددة على أنها ترفض أن تكون رهينة لأحد ولا تنتظر تلقي دعوة لمسلسل أو شريط سينمائي، فالمسرح ملعبها وتتعامل مع الدراما التلفزيونية من منظور التجديد وإثراء رصيدها، وبالتالي تبحث عن الدور المحفز على مستوى الأداء لا لمجرد البطولة والظهور قائلة : «في رمضان المنقضي قدمت دورا في «وادي الباي» مساحته أًصغر من دور البطولة الذي رشحت له في نفس المسلسل وقبلت الدور الشرفي على حساب الدور الكبير من حيث المساحة لسبب جوهري وهو أني سبق وقدمته ولا أحب تكرار أدواري فالممثل هو الكبير وهو من يمنح للدور قيمته».
وقالت وحيدة الدريدي أن آخر أعمالها المسرحية «SDF» يعرض في فضاء السنديانة يوم 25 أكتوبر كما تشارك من خلاله في مهرجان للمسرح بالجزائر وتحديدا مدينة بجاية في أكتوبر المقبل، وكشفت أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مونودراما «السيدة الوزيرة» مع المخرج زهير الرايس مضيفة في هذا الإطار: «بعد أن أكملت المشروع شعرت بالحاجة لمزيد من العمل على تفاصيله فاستنجدت بزهير الرايس لتجاوز بعض الهنات الصغيرة قبل تنظيم العرض الأول و«السيدة الوزيرة» كوميديا سوداء من نوع المونودراما ولكن ممكن أن نطور المشروع بمشاركة زهير الرايس في المسرحية».
وأفادت وحيدة الدريدي أنها تستعد كذلك إلى تقديم عمل جديد وهو مسرحية «إذاعة ما قلناش» موضحة أن تجاربها المسرحية تدفعها أكثر للإنتاج والإبداع ونفت أن تكون الشهرة التلفزيونية قد تدفعها لتقديم المسرح المنفرد (women show) واصفة هذا النوع بالاستعراضي ولا يتماشى مع خياراتها الفنية فالمونودراما وفقا لقولها حكاية متكاملة بممثل واحد على عكس الوان مان شو، عمل استعراضي يقدم في أي فضاء ولا يلتزم لا بديكور أو حركة وهو عبارة عن عمل فرجوي لا مسرح وتابعت: «لم أذهب للمونودراما لأن التلفزة منحتني الشهرة التي أشكر عليها الجمهور التونسي ولكن هذا النمط المسرحي يروي حكاية تلمسني، تعنيني وأقدمها بشغف».
وعن حضورها المحدود في السينما التونسية بينت وحيدة الدريدي في حديثها لـ«الصباح» أن في بداياتها كان لها خطوط وحدود خاصة وأنه في التسعينات اقترحت عليها أدوار جريئة في السينما فرفضتها وبعد ذلك لم تقدم لها عروض غير أنها شاركت في 12 فيلما أجنبيا وجسدت أدوارا تاريخية ومنها شخصية «السيدة مريم» وبقي الحضور في السينما التونسية محدودا إلى اليوم ومع ذلك سجلت حضورها في عدد من لجان التحكيم في السينما منها مهرجانات في إيران، والعراق، والمغرب، والجزائر وبمهرجانات تونس.
وعن إدارتها لفضاء العبدلية أكدت وحيدة الدريدي لـ«الصباح» فخرها بما أسمته بمنجزها الثقافي رغم التعب والمجهود الكبير لخلق حراك ثقافي وفني قائلة: «الحديقة الخلفية للعبدلية كانت مصبا للفضلات وأًصبحت حديقة غناء على الطراز الحفصي تمنح جمالية مميزة لهذا الفضاء الثقافي الذي قمت بتطوير مضامينه وبرمجته بعدد من التظاهرات منها ليالي الصوفية، وليالي الحكواتي، ونسمة خريف التي أعدت في خياراتها الفنانين الكبار للركح، وكذلك فعالية ليالي العبدلية، وتظاهرة فيلمي الأول بين العبدلية وباريس،و المصيف الثقافي والتكويني للشباب والأهم جذبت الفنانين خاصة من داخل البلاد والجهات والجمهور للعبدلية».
وعن مهرجان «فيلمي الأول» وأسباب إلغائه أوضحت وحيدة الدريدي أن هذا المشروع كان من اقتراح زهير لطيف وقد قدمت دورة وطنية في سنة 2019 بالعبدلية ثم في 2022 عقدت دورة دولية بمساندة دار تونس بباريس وحققت النسخة الدولية إشعاع ونجاحا في دورتين غير أن المهرجان مسجل باسم العبدلية وبالتالي مواصلته من عدمها مرتبط بالقائمين على هذا الفضاء الثقافي.
ووصفت وحيدة الدريدي المشهد الثقافي الراهن بسمة التميز على مستوى الكيف رغم قلة التجارب على مستوى الكم، واعتبرت البوادر الفردية هي المسيطرة على المشهد ومن الضروري اليوم في اعتقادها البناء والتأسيس لا هدم التجارب السابقة ورغم تفاؤلها بالجيل الشاب، وترى وحيدة الدريدي أن الداعمين لسياسة الهدم يرسمون مشهدا عبثيا وكأننا أمام حجر سيزيف (نصعد الحجر فيسقط على رؤوسنا) ودعت لدعم شباب الفن كما تم سابقا منح جيلها فرصة مشيرة في السياق لفنانين دعموا موهبتها على غرار محمد إدريس، ومحمد بن علي، وحليمة داوود، وعبد الحميد قياس، وسلوى محمد، وعزيزة بولبيار وغيرهم ..
جدير بالذكر أن وحيدة الدريدي ابنة الركح التونسي كتبت وأخرجت للمسرح وهي صاحبة تجارب تلفزيونية منحتها مكانة في ذاكرة محبي الشاشة الصغيرة ومن أشهر أعمالها «أولاد مفيدة» و«أولاد الغول» وهي حاضرة في أعمال مختلفة على مستوى الدراما والسينما ومن بين مشاركاتها مسلسلات «حسابات وعقابات»، و«أقفاص بلا طيور»، و«من أجل عيون كاترين»،و«تاج الحاضرة» وفي السينما «فاطمة» لخالد غربال» و«كلمة رجال» لمعز كمون» و«زريعة بليس» لمحمد خليل البحري.