- خبير في السياسات الفلاحية لـ«الصباح»: كميات الأمطار تعتبر متنفسا وتنعش صابة الزيتون...
شهدت بلادنا منذ أول أمس، نزول أمطار غزيرة شملت عديد المناطق، لتعيد إلى الأذهان صورة المواسم الفلاحية الخصبة التي افتقدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية وقلة التساقطات.
ووفق ما أعلن عنه المعهد الوطني للرصد الجوي فقد شهدت أغلب مناطق الجمهورية تساقط كميات متفاوتة من الأمطار.
وسجلت معتمدية سيدي ثابت بولاية أريانة أعلى كمية حيث بلغت 69 مم ورواد 65 مم ومنطقة طبربة من ولاية منوبة 55 مم. كما سجلت منطقة منزل بورقيبة بولاية بنزرت 49 مم وقعفور بولاية سليانة 46 مم، والفحص من ولاية زغوان 42 مم.
تواصل نزول الأمطار
وقد تواصل الوضع الجوي أمس الثلاثاء 23 سبتمبر الجاري ملائما لظهور سحب رعدية مصحوبة بأمطار بالشمال والوسط، وخاصة بولايات القصرين وسيدي بوزيد والقيروان وسليانة والكاف وجندوبة وباجة وبنزرت وتونس الكبرى وزغوان ونابل حيث تراوحت أعلى الكميات بين 30 و50 مليمترا ووصلت محليا إلى 70 مليمترا بالمناطق الساحلية الشمالية أثناء الليل مع تساقط البرد وظهور الصواعق وهبوب رياح قوية مؤقتا تتجاوز 80 كم/س أثناء ظهور السحب الرعدية.
كما أكد المعهد الوطني للرصد الجوي تواصل نزول الأمطار اليوم الأربعاء 24 سبتمبر الجاري بالشمال والوسط وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بالمناطق الساحلية، وبالوسط بعد الظهر.
أمطار في موعدها وفي توقيت مهم...
وقد تزامنت هذه الأمطار مع فترة حساسة من السنة تُعدّ حاسمة لمصير الزراعات الموسمية، وخاصة الحبوب والخضروات، فضلاً عن دورها في تغذية الموائد المائية والسدود التي سجلت خلال الأشهر الماضية نسب امتلاء ضعيفة أثارت المخاوف من أزمة عطش حقيقية.
وتكتسي هذه الأمطار أهمية مضاعفة، إذ لم تقتصر انعكاساتها على الفلاحين الذين استبشروا بعودة المطر كعنصر حياة وشرط أساسي لاستمرار نشاطهم، بل طالت كذلك عموم المواطنين الذين لمسوا أثرها المباشر في تلطيف الأجواء بعد موجة حرارة مرتفعة، وفي تعزيز الشعور بالطمأنينة حيال المخزون المائي والغذائي للبلاد.
وفي هذا السياق أعلن المرصد الوطني للفلاحة بأن المخزون العام للسدود بلغ إلى حدود يوم أمس 666,256 مترا مكعبا بفارق 50.419 مترا مكعبا لنفس اليوم خلال الثلاث سنوات الماضية .
تساقطات الخريف في الموعد
وفي سياق متصل أفاد الخبير في السياسات الفلاحية فوزي الزياني في تصريح لـ«الصباح» بأن التساقطات ووفقا لعملية حسابية تكون دائما منافعها أكثر من مضارها والأهم اليوم في بلادنا هو أن السدود في وضعية حرجة والمائدة المائية دائما في حاجة إلى مزيد من المياه، وكميات الأمطار التي نزلت تعد جيدة ومحمودة وهي من التساقطات المرغوب فيها.
وأضاف محدثنا أن التساقطات خلال هذه الفترة ضرورية جدا خاصة بالنسبة للزياتين وباعتبار وأن بلادنا شهدت موجة حرارة مرتفعة نوعا ما فإن نزول كميات الأمطار حاليا تعتبر متنفسا وتضمن إلى حد ما الصابة وخاصة بالنسبة للزيتون في انتظار ما ستعلن عنه وزارة الفلاحة من معطيات .
كما أكد محدثنا أن تساقطات الخريف جاءت اليوم في الموعد وتعتبر نافعة لموسم الحبوب والخضروات التي ستشهد انتعاشة بالتوازي مع تعزيز المائدة المائية قائلا بأن «الخريف بدري يعتبر مؤشرا على أن الموسم سيكون ممتازا».
الأمطار تتسبب في إيقاف الدروس ...
يذكر أيضا أن كميات الأمطار الاستثنائية التي شهدتها بعض ولايات الجمهورية ساهمت في إيقاف الدروس بعدد من ولايات الجمهورية فقد قرّرت اللجنة المحلية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بمعتمدية سيدي بوبكر من ولاية قفصة، تعليق الدروس خلال الحصّة المسائية بالمؤسّسات التربوية بالمعتمدية. ويعود ذلك إلى نزول كميات كبيرة من الأمطار وسيلان بعض الأودية بالجهة، وفق ما أكّده النائب بالمجلس المحلي جهاد عزازة، أمس.
كما أعلنت ولاية باجة، في بلاغ لها أمس، عن إيقاف الدروس بكافة المؤسّسات التربوية والتكوينية على مستوى كامل الولاية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر، وذلك تحسّبا لنزول أمطار غزيرة.
كما قررت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية القصرين، تعليق الدروس بكل المؤسسات التربوية في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، انطلاقا من منتصف نهار أمس بسبب توقعات بتهاطل كميات كبيرة من الأمطار، مساء أمس الثلاثاء 23 سبتمبر الجاري .
هذه الأمطار تطرح من جديد أسئلة عميقة حول التغيرات المناخية التي تشهدها تونس والمنطقة المغاربية بصفة عامة، حيث باتت فترات الجفاف الطويلة تتناوب مع تساقطات مفاجئة وغزيرة قد تتحول أحيانًا إلى مصدر فيضانات ومخاطر على البنية التحتية.
ورغم ما رافق هذه التساقطات من صعوبات في حركة المرور وانقطاع لبعض الطرقات نتيجة تجمع المياه، فإنها تبقى حدثًا إيجابيًا يبعث برسائل أمل للفلاحين والسلطات والمواطنين على حد سواء، لما تحمله من دلالات إستراتيجية في هذه المرحلة الدقيقة التي تحتاج فيها تونس إلى كل قطرة ماء لدعم أمنها الغذائي وضمان توازنها البيئي.
أميرة الدريدي
- خبير في السياسات الفلاحية لـ«الصباح»: كميات الأمطار تعتبر متنفسا وتنعش صابة الزيتون...
شهدت بلادنا منذ أول أمس، نزول أمطار غزيرة شملت عديد المناطق، لتعيد إلى الأذهان صورة المواسم الفلاحية الخصبة التي افتقدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية وقلة التساقطات.
ووفق ما أعلن عنه المعهد الوطني للرصد الجوي فقد شهدت أغلب مناطق الجمهورية تساقط كميات متفاوتة من الأمطار.
وسجلت معتمدية سيدي ثابت بولاية أريانة أعلى كمية حيث بلغت 69 مم ورواد 65 مم ومنطقة طبربة من ولاية منوبة 55 مم. كما سجلت منطقة منزل بورقيبة بولاية بنزرت 49 مم وقعفور بولاية سليانة 46 مم، والفحص من ولاية زغوان 42 مم.
تواصل نزول الأمطار
وقد تواصل الوضع الجوي أمس الثلاثاء 23 سبتمبر الجاري ملائما لظهور سحب رعدية مصحوبة بأمطار بالشمال والوسط، وخاصة بولايات القصرين وسيدي بوزيد والقيروان وسليانة والكاف وجندوبة وباجة وبنزرت وتونس الكبرى وزغوان ونابل حيث تراوحت أعلى الكميات بين 30 و50 مليمترا ووصلت محليا إلى 70 مليمترا بالمناطق الساحلية الشمالية أثناء الليل مع تساقط البرد وظهور الصواعق وهبوب رياح قوية مؤقتا تتجاوز 80 كم/س أثناء ظهور السحب الرعدية.
كما أكد المعهد الوطني للرصد الجوي تواصل نزول الأمطار اليوم الأربعاء 24 سبتمبر الجاري بالشمال والوسط وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بالمناطق الساحلية، وبالوسط بعد الظهر.
أمطار في موعدها وفي توقيت مهم...
وقد تزامنت هذه الأمطار مع فترة حساسة من السنة تُعدّ حاسمة لمصير الزراعات الموسمية، وخاصة الحبوب والخضروات، فضلاً عن دورها في تغذية الموائد المائية والسدود التي سجلت خلال الأشهر الماضية نسب امتلاء ضعيفة أثارت المخاوف من أزمة عطش حقيقية.
وتكتسي هذه الأمطار أهمية مضاعفة، إذ لم تقتصر انعكاساتها على الفلاحين الذين استبشروا بعودة المطر كعنصر حياة وشرط أساسي لاستمرار نشاطهم، بل طالت كذلك عموم المواطنين الذين لمسوا أثرها المباشر في تلطيف الأجواء بعد موجة حرارة مرتفعة، وفي تعزيز الشعور بالطمأنينة حيال المخزون المائي والغذائي للبلاد.
وفي هذا السياق أعلن المرصد الوطني للفلاحة بأن المخزون العام للسدود بلغ إلى حدود يوم أمس 666,256 مترا مكعبا بفارق 50.419 مترا مكعبا لنفس اليوم خلال الثلاث سنوات الماضية .
تساقطات الخريف في الموعد
وفي سياق متصل أفاد الخبير في السياسات الفلاحية فوزي الزياني في تصريح لـ«الصباح» بأن التساقطات ووفقا لعملية حسابية تكون دائما منافعها أكثر من مضارها والأهم اليوم في بلادنا هو أن السدود في وضعية حرجة والمائدة المائية دائما في حاجة إلى مزيد من المياه، وكميات الأمطار التي نزلت تعد جيدة ومحمودة وهي من التساقطات المرغوب فيها.
وأضاف محدثنا أن التساقطات خلال هذه الفترة ضرورية جدا خاصة بالنسبة للزياتين وباعتبار وأن بلادنا شهدت موجة حرارة مرتفعة نوعا ما فإن نزول كميات الأمطار حاليا تعتبر متنفسا وتضمن إلى حد ما الصابة وخاصة بالنسبة للزيتون في انتظار ما ستعلن عنه وزارة الفلاحة من معطيات .
كما أكد محدثنا أن تساقطات الخريف جاءت اليوم في الموعد وتعتبر نافعة لموسم الحبوب والخضروات التي ستشهد انتعاشة بالتوازي مع تعزيز المائدة المائية قائلا بأن «الخريف بدري يعتبر مؤشرا على أن الموسم سيكون ممتازا».
الأمطار تتسبب في إيقاف الدروس ...
يذكر أيضا أن كميات الأمطار الاستثنائية التي شهدتها بعض ولايات الجمهورية ساهمت في إيقاف الدروس بعدد من ولايات الجمهورية فقد قرّرت اللجنة المحلية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بمعتمدية سيدي بوبكر من ولاية قفصة، تعليق الدروس خلال الحصّة المسائية بالمؤسّسات التربوية بالمعتمدية. ويعود ذلك إلى نزول كميات كبيرة من الأمطار وسيلان بعض الأودية بالجهة، وفق ما أكّده النائب بالمجلس المحلي جهاد عزازة، أمس.
كما أعلنت ولاية باجة، في بلاغ لها أمس، عن إيقاف الدروس بكافة المؤسّسات التربوية والتكوينية على مستوى كامل الولاية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر، وذلك تحسّبا لنزول أمطار غزيرة.
كما قررت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية القصرين، تعليق الدروس بكل المؤسسات التربوية في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، انطلاقا من منتصف نهار أمس بسبب توقعات بتهاطل كميات كبيرة من الأمطار، مساء أمس الثلاثاء 23 سبتمبر الجاري .
هذه الأمطار تطرح من جديد أسئلة عميقة حول التغيرات المناخية التي تشهدها تونس والمنطقة المغاربية بصفة عامة، حيث باتت فترات الجفاف الطويلة تتناوب مع تساقطات مفاجئة وغزيرة قد تتحول أحيانًا إلى مصدر فيضانات ومخاطر على البنية التحتية.
ورغم ما رافق هذه التساقطات من صعوبات في حركة المرور وانقطاع لبعض الطرقات نتيجة تجمع المياه، فإنها تبقى حدثًا إيجابيًا يبعث برسائل أمل للفلاحين والسلطات والمواطنين على حد سواء، لما تحمله من دلالات إستراتيجية في هذه المرحلة الدقيقة التي تحتاج فيها تونس إلى كل قطرة ماء لدعم أمنها الغذائي وضمان توازنها البيئي.