إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهندس مختص في المنشآت المائية لـ«الصباح»: انطلاق الموسم الفلاحي يتطلّب توفر إيرادات في السدود في حدود مليار ونصف م³

-الوضعية المائية في تونس حرجة.. والمخزون غير مطمئن

أمطار هامة خلال فصل الشتاء الماضي أدت حينها إلى تحسن في إيرادات السدود التونسية، التي تجاوزت 900 مليون متر مكعب، وبنسبة امتلاء قاربت 40 %.

لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من شهرين منذ انطلاق فصل الصيف، ما هو الوضع المائي في بلادنا؟! وهل هو مريح؟!

أسئلة طرحتها «الصباح» على محمد صالح قلايد، مهندس مختص في المنشآت المائية، الذي أفادنا بأنه يتابع عن كثب تطورات الوضع المائي في تونس.

وقد أكد أنه، ورغم أن هذه السنة تُعد سنة ممطرة، إلا أن الوضعية المائية في تونس تبقى حرجة.

وأبرز أن أكبر دليل على ذلك هو الإيرادات التي يحتوي عليها سدّ سيدي سالم، أكبر سدود تونس، والذي يُعد أهم مزوّد لمناطق الشمال بالماء الصالح للشرب، وأكبر مزوّد للمناطق السقوية، حيث تبلغ طاقة خزنه الحالية 580.35 مليون م³، في حين أنها كانت تبلغ عند الإنجاز 814 مليون م³.

واعتبر أن نسبة امتلاء سد سيدي سالم، القلب النابض للقطاع المروي بولايات الشمال والشمال الشرقي وتونس الكبرى، ويروي أكثر من 100 ألف هكتار من الزراعات الفصلية والأشجار المثمرة والبقوليات بجميع أنواعها، قد بلغت إلى غاية 18 أوت 2025، 157.216 مليون م³ فقط، بما لا يتجاوز 35 % من طاقة استيعابه.

وأبرز أن وضعيته الحالية لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية، حيث بلغت نسبة امتلائه في 18 أوت 2024 حوالي 117.109 مليون م³، كما بلغت في 18 أوت 2023 قرابة 204.424 مليون م³، وفي 18 أوت 2022 ما يناهز 127.371 مليون م³.

وأشار إلى أن معدل مخزون الخمس سنوات الماضية، بما فيها السنة الحالية 2025، تراوح بين 25 و30 %.

وأوضح في هذا السياق أن تغيّر المناخ كان له تأثير كبير على التساقطات، وبالتالي على إيرادات عدة سدود، ومنها سدّ سيدي سالم.

واعتبر أن هذا الوضع، قبل انطلاق المواسم الفلاحية، سيكون له تأثير كبير على إنتاج عديد الغلال والخضروات.

كذلك الشأن بالنسبة لسدّ لبنة بالوطن القبلي، الذي يُعد - وفق مصدرنا - القلب النابض للقطاع المروي بولاية نابل ومحرك التنمية الفلاحية المتنوعة على مدار السنة، والذي يُقدَّر مخزونه الحالي، يوم 14 أوت 2025، قرابة 3.33 مليون م³، في حين أن طاقة خزنه تبلغ 25.46 مليون م³.

وشدّد المختص في المنشآت المائية على أن إيرادات هذا السد تتسم بتقلص كبير، ما أثّر على إنتاج عديد الفواكه والخضروات، خاصة وأن ولاية نابل تساهم بنسبة 15 % من الإنتاج الوطني الفلاحي، وهو إنتاج يتسم بتنوعه الزراعي عبر عديد المواسم وفي مختلف القطاعات من الأشجار المثمرة والخضروات إلى الحبوب والبقوليات.

وشدّد على تأثيرات التغيرات المناخية على التساقطات، وبالتالي على إيرادات عدة سدود، ومنها سدّ لبنة.

واعتبر أن سد سيدي البراق من أهم السدود التي توفّر الماء الصالح للشرب لفائدة المدن الكبرى، إذ يوفر مياه الشرب لحوالي 8 ملايين ساكن، ويجب الحفاظ على المخزون الذي يحتوي عليه.

وأبرز محمد صالح قلايد أن القطاع الفلاحي المروي يمرّ بصعوبات نتيجة لنقص الإيرادات، رغم أهمية التساقطات خلال العام الحالي، الذي يُعد عامًا ممطرًا.

مخزون ضعيف

وعبّر المهندس المختص في المنشآت المائية عن أن إيراد السدود التونسية اليوم لا يتجاوز 32 %، ما يعني أن هذا المخزون ضعيف، ويمثّل مشكلا للسنوات القادمة بالنظر إلى النقص الفادح.

وأعرب عن أمله في انطلاق التساقطات مبكرا، وأن يكون فصل الخريف ممطرا، ما يُساهم في توفير إيرادات إضافية للسدود، وتغذية المائدة المائية، وإنعاش التربة التي تشهد حالة من الجفاف على خلفية الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وأردف بالقول إن درجات الحرارة المرتفعة ساهمت أيضا في تقلّص مخزون السدود، وذلك نتيجة لعملية التبخّر الكبيرة.

وكشف محمد صالح قلايد، مهندس مختص في المنشآت المائية، أن إيرادات السدود اليوم تبلغ حوالي 800 مليون م³، وهي إيرادات غير مطمئنة، مشيرا إلى أن التساقطات الأخيرة التي شملت بعض الجهات ليست ذات فاعلية كبيرة من حيث تدعيم مخزون السدود، إلا أن فاعليتها تتجلى أكثر في سقي التربة.

وأبرز أن انطلاق الموسم الفلاحي يتطلب توفّر إيرادات في السدود في حدود مليار ونصف م³، لضمان الإعداد الجيد للمواسم الفلاحية القادمة.

وأكد أنه، وخلال أكثر من شهر ونصف، تم استهلاك حوالي مليون ونصف م³ من مخزون المياه.

استنزاف الموارد الجوفية

وشدّد المختص في المنشآت المائية على أن هذا الوضع أدّى إلى استنزاف الموارد المائية الجوفية، حيث بلغت نسبة الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية في بعض المناطق 150 % و170 %، وهذا الاستنزاف تسبب في ملوحة المياه الجوفية، خاصة القريبة من المناطق الساحلية.

واعتبر مصدرنا أن الحل في تحلية مياه البحر، مبينا أن محطة التحلية بصفاقس قد ساهمت في توفير مياه الشرب لثاني أكبر ولاية في تونس، في انتظار انطلاق عمل محطة التحلية بسوسة، بطاقة إنتاج 50 ألف م³ في اليوم.

وأشار إلى وجود 3 محطات تحلية مياه تشتغل حاليا في تونس، وهي: محطة جربة، بطاقة 50 ألف م³ في اليوم، ومحطة الزارات، بطاقة 50 ألف م³ في اليوم، ومحطة صفاقس، بطاقة 100 ألف م³ في اليوم.

وكشف أن التوجه اليوم نحو إحداث سدود جوفية محمية من التبخّر، تُستعمل عند الحاجة، وهي مكملة للسدود السطحية.

حنان قيراط

مهندس مختص في المنشآت المائية لـ«الصباح»:   انطلاق الموسم الفلاحي يتطلّب توفر إيرادات   في السدود في حدود مليار ونصف م³

-الوضعية المائية في تونس حرجة.. والمخزون غير مطمئن

أمطار هامة خلال فصل الشتاء الماضي أدت حينها إلى تحسن في إيرادات السدود التونسية، التي تجاوزت 900 مليون متر مكعب، وبنسبة امتلاء قاربت 40 %.

لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من شهرين منذ انطلاق فصل الصيف، ما هو الوضع المائي في بلادنا؟! وهل هو مريح؟!

أسئلة طرحتها «الصباح» على محمد صالح قلايد، مهندس مختص في المنشآت المائية، الذي أفادنا بأنه يتابع عن كثب تطورات الوضع المائي في تونس.

وقد أكد أنه، ورغم أن هذه السنة تُعد سنة ممطرة، إلا أن الوضعية المائية في تونس تبقى حرجة.

وأبرز أن أكبر دليل على ذلك هو الإيرادات التي يحتوي عليها سدّ سيدي سالم، أكبر سدود تونس، والذي يُعد أهم مزوّد لمناطق الشمال بالماء الصالح للشرب، وأكبر مزوّد للمناطق السقوية، حيث تبلغ طاقة خزنه الحالية 580.35 مليون م³، في حين أنها كانت تبلغ عند الإنجاز 814 مليون م³.

واعتبر أن نسبة امتلاء سد سيدي سالم، القلب النابض للقطاع المروي بولايات الشمال والشمال الشرقي وتونس الكبرى، ويروي أكثر من 100 ألف هكتار من الزراعات الفصلية والأشجار المثمرة والبقوليات بجميع أنواعها، قد بلغت إلى غاية 18 أوت 2025، 157.216 مليون م³ فقط، بما لا يتجاوز 35 % من طاقة استيعابه.

وأبرز أن وضعيته الحالية لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية، حيث بلغت نسبة امتلائه في 18 أوت 2024 حوالي 117.109 مليون م³، كما بلغت في 18 أوت 2023 قرابة 204.424 مليون م³، وفي 18 أوت 2022 ما يناهز 127.371 مليون م³.

وأشار إلى أن معدل مخزون الخمس سنوات الماضية، بما فيها السنة الحالية 2025، تراوح بين 25 و30 %.

وأوضح في هذا السياق أن تغيّر المناخ كان له تأثير كبير على التساقطات، وبالتالي على إيرادات عدة سدود، ومنها سدّ سيدي سالم.

واعتبر أن هذا الوضع، قبل انطلاق المواسم الفلاحية، سيكون له تأثير كبير على إنتاج عديد الغلال والخضروات.

كذلك الشأن بالنسبة لسدّ لبنة بالوطن القبلي، الذي يُعد - وفق مصدرنا - القلب النابض للقطاع المروي بولاية نابل ومحرك التنمية الفلاحية المتنوعة على مدار السنة، والذي يُقدَّر مخزونه الحالي، يوم 14 أوت 2025، قرابة 3.33 مليون م³، في حين أن طاقة خزنه تبلغ 25.46 مليون م³.

وشدّد المختص في المنشآت المائية على أن إيرادات هذا السد تتسم بتقلص كبير، ما أثّر على إنتاج عديد الفواكه والخضروات، خاصة وأن ولاية نابل تساهم بنسبة 15 % من الإنتاج الوطني الفلاحي، وهو إنتاج يتسم بتنوعه الزراعي عبر عديد المواسم وفي مختلف القطاعات من الأشجار المثمرة والخضروات إلى الحبوب والبقوليات.

وشدّد على تأثيرات التغيرات المناخية على التساقطات، وبالتالي على إيرادات عدة سدود، ومنها سدّ لبنة.

واعتبر أن سد سيدي البراق من أهم السدود التي توفّر الماء الصالح للشرب لفائدة المدن الكبرى، إذ يوفر مياه الشرب لحوالي 8 ملايين ساكن، ويجب الحفاظ على المخزون الذي يحتوي عليه.

وأبرز محمد صالح قلايد أن القطاع الفلاحي المروي يمرّ بصعوبات نتيجة لنقص الإيرادات، رغم أهمية التساقطات خلال العام الحالي، الذي يُعد عامًا ممطرًا.

مخزون ضعيف

وعبّر المهندس المختص في المنشآت المائية عن أن إيراد السدود التونسية اليوم لا يتجاوز 32 %، ما يعني أن هذا المخزون ضعيف، ويمثّل مشكلا للسنوات القادمة بالنظر إلى النقص الفادح.

وأعرب عن أمله في انطلاق التساقطات مبكرا، وأن يكون فصل الخريف ممطرا، ما يُساهم في توفير إيرادات إضافية للسدود، وتغذية المائدة المائية، وإنعاش التربة التي تشهد حالة من الجفاف على خلفية الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وأردف بالقول إن درجات الحرارة المرتفعة ساهمت أيضا في تقلّص مخزون السدود، وذلك نتيجة لعملية التبخّر الكبيرة.

وكشف محمد صالح قلايد، مهندس مختص في المنشآت المائية، أن إيرادات السدود اليوم تبلغ حوالي 800 مليون م³، وهي إيرادات غير مطمئنة، مشيرا إلى أن التساقطات الأخيرة التي شملت بعض الجهات ليست ذات فاعلية كبيرة من حيث تدعيم مخزون السدود، إلا أن فاعليتها تتجلى أكثر في سقي التربة.

وأبرز أن انطلاق الموسم الفلاحي يتطلب توفّر إيرادات في السدود في حدود مليار ونصف م³، لضمان الإعداد الجيد للمواسم الفلاحية القادمة.

وأكد أنه، وخلال أكثر من شهر ونصف، تم استهلاك حوالي مليون ونصف م³ من مخزون المياه.

استنزاف الموارد الجوفية

وشدّد المختص في المنشآت المائية على أن هذا الوضع أدّى إلى استنزاف الموارد المائية الجوفية، حيث بلغت نسبة الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية في بعض المناطق 150 % و170 %، وهذا الاستنزاف تسبب في ملوحة المياه الجوفية، خاصة القريبة من المناطق الساحلية.

واعتبر مصدرنا أن الحل في تحلية مياه البحر، مبينا أن محطة التحلية بصفاقس قد ساهمت في توفير مياه الشرب لثاني أكبر ولاية في تونس، في انتظار انطلاق عمل محطة التحلية بسوسة، بطاقة إنتاج 50 ألف م³ في اليوم.

وأشار إلى وجود 3 محطات تحلية مياه تشتغل حاليا في تونس، وهي: محطة جربة، بطاقة 50 ألف م³ في اليوم، ومحطة الزارات، بطاقة 50 ألف م³ في اليوم، ومحطة صفاقس، بطاقة 100 ألف م³ في اليوم.

وكشف أن التوجه اليوم نحو إحداث سدود جوفية محمية من التبخّر، تُستعمل عند الحاجة، وهي مكملة للسدود السطحية.

حنان قيراط