إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬لـ«الصباح‮»: حجز‭ ‬آلاف‭ ‬القوارير‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬لشروط‭ ‬العرض‭ ‬

 

تشهد‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬تسجيل‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬قياسية،‭ ‬حيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الأربعين‭ ‬درجة‭ ‬مائوية،‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬حرّ‭ ‬تزداد‭ ‬حدة‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬بفعل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭.‬
وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الحارّة،‭ ‬يلجأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والأسواق‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬قوارير‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬على‭ ‬الأرصفة،‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬ولفترات‭ ‬طويلة‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬العشوائي‭ ‬أصبح‭ ‬شائعا‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ويعتبر‭ ‬عاديا‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭.‬
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أثبتت‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬أن‭ ‬تعرّض‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬للحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسرّب‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬ضارّة‭ ‬إلى‭ ‬الماء،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬سلامة‭ ‬المستهلكين‭ ‬ويطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬شروط‭ ‬حفظ‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المتسارعة‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحلل‭ ‬البلاستيك‭ ‬المصنوع‭ ‬منه‭ ‬القارورة‭ ‬وإطلاق‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تتسلّل‭ ‬إلى‭ ‬الماء‭ ‬وتسبب‭ ‬اضطرابات‭ ‬ومشاكل‭ ‬صحية‭ ‬مزمنة‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المتكرر‭.‬
ورغم‭ ‬التحذيرات‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وخبراء‭ ‬في‭ ‬السلامة‭ ‬الغذائية،‭ ‬فإن‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬حفظ‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬بات‭ ‬ضروريا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬صيف‭ ‬2025‭ ‬سيشهد‭ ‬استمرارًا‭ ‬لظاهرة‭ ‬الارتفاع‭ ‬الشديد‭ ‬لدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬أعدت‭ ‬برنامجا‭ ‬خصوصيا‭ ‬لفصل‭ ‬الصيف‭ ‬أخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬توجهات‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬ذات‭ ‬استهلاك‭ ‬واسع‭ ‬هي‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬والتي‭ ‬يكثر‭ ‬عليها‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭.‬
على‭ ‬مراحل
وأوضح‭ ‬الرابحي‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬وقبل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬فإنها‭ ‬تمر‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مصدرها،‭ ‬أولا،‭ ‬وحدة‭ ‬التعبئة‭ ‬وكذلك‭ ‬أثناء‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين‭ ‬والعرض،‭ ‬وتتعلق‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬بالتعبئة‭ ‬وصلوحية‭ ‬القوارير‭ ‬فهي‭ ‬أمور‭ ‬مضبوطة،‭ ‬وفق‭ ‬محدثنا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬منابع‭ ‬مائية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬عموما‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لصلوحية‭ ‬القارورة‭ ‬للتعبئة‭ ‬بالمياه‭ ‬فمن‭ ‬المفترض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬صحية‭ ‬مسلمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الهيئة‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬التحاليل‭ ‬الضرورية‭ ‬اللازمة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬التحليل‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬الهيئة‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬ضمن‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬عالية‭ ‬مشابه‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬لما‭ ‬يتداول‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬المنتوج‭.‬
وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأنه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وأثناء‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لتأثير‭ ‬الحرارة‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬لبلاستيكية‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يفرز‭ ‬بعض‭ ‬التسربات‭ ‬الخطيرة‭ ‬صحيا‭.‬
‭ ‬وعملا‭ ‬بمبدأ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر،‭ ‬فإن‭ ‬الهيئة‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الغرف‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬متفهمة،‭ ‬وتم‭ ‬بالتوازي‭ ‬إصدار‭ ‬بلاغ‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المراقبين‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قوارير‭ ‬المياه‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عرض‭ ‬وخزن‭ ‬معينة‭ ‬وتحفظ‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬التهوئة‭ ‬ونظيف‭ ‬وخال‭ ‬من‭ ‬الرطوبة‭ ‬وبعيد‭ ‬عن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬فإنها‭ ‬تعتبر‭ ‬مخالفة‭ ‬ويعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭.‬
رقابة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭...‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬أن‭ ‬حملات‭ ‬الرقابة‭ ‬شملت‭ ‬جميع‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬بنزرت‭ ‬إلى‭ ‬بن‭ ‬قردان،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬حجز‭ ‬آلاف‭ ‬القوارير‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬غير‭ ‬المطابقة‭ ‬لشروط‭ ‬العرض‭.‬
وأفاد‭ ‬محمد‭ ‬الرباحي‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الحجز‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ففي‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬يتم‭ ‬الحجز‭ ‬طبقا‭ ‬للقانون،‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬الإذن‭ ‬بالإتلاف‭ ‬من‭ ‬حاكم‭ ‬الناحية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬محاضر‭ ‬إتلاف‭ ‬ومحاضر‭ ‬عدلية‭ ‬ويتم‭ ‬توجيه‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭.‬
وفي‭ ‬ختام‭ ‬تصريحه‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬تسمم‭ ‬جراء‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭.‬
يذكر‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬دعت‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬كافة‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬ذوي‭ ‬العلاقة‭ ‬بنقل‭ ‬وخزن‭ ‬وعرض‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬واحترام‭ ‬الشروط‭ ‬الأساسية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬لهذا‭ ‬المنتوج‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحمايته‭ ‬من‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬ومن‭ ‬مصادر‭ ‬الرطوبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭.‬
ولاحظت‭ ‬الهيئة،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬نشرته‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬الرسمية‭ ‬بالفايسبوك،‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬نقل‭ ‬وخزن‭ ‬وعرض‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مباشرة‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬جودتها‭ ‬وبالتالي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المستهلك‭.‬
وشدّدت‭ ‬الهيئة،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬البلاغ،‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الشّروط‭ ‬الأساسية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬المنتوج،‭ ‬فإنّها‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬مجبرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‭ ‬ضد‭ ‬المخالفين‭ ‬طبقا‭ ‬للقوانين‭ ‬والتراتيب‭ ‬الجاري‭ ‬بها العمل (‬حجز،‭ ‬إتلاف،‭ ‬تحرير‭ ‬محاضر عدلية).


أميرة‭ ‬الدريدي

   رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬لـ«الصباح‮»:  حجز‭ ‬آلاف‭ ‬القوارير‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬لشروط‭ ‬العرض‭ ‬

 

تشهد‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬تسجيل‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬قياسية،‭ ‬حيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الأربعين‭ ‬درجة‭ ‬مائوية،‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬حرّ‭ ‬تزداد‭ ‬حدة‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬بفعل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭.‬
وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الحارّة،‭ ‬يلجأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والأسواق‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬قوارير‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬على‭ ‬الأرصفة،‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬ولفترات‭ ‬طويلة‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬العشوائي‭ ‬أصبح‭ ‬شائعا‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ويعتبر‭ ‬عاديا‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭.‬
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أثبتت‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬أن‭ ‬تعرّض‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬للحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسرّب‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬ضارّة‭ ‬إلى‭ ‬الماء،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬سلامة‭ ‬المستهلكين‭ ‬ويطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬شروط‭ ‬حفظ‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المتسارعة‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحلل‭ ‬البلاستيك‭ ‬المصنوع‭ ‬منه‭ ‬القارورة‭ ‬وإطلاق‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تتسلّل‭ ‬إلى‭ ‬الماء‭ ‬وتسبب‭ ‬اضطرابات‭ ‬ومشاكل‭ ‬صحية‭ ‬مزمنة‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المتكرر‭.‬
ورغم‭ ‬التحذيرات‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وخبراء‭ ‬في‭ ‬السلامة‭ ‬الغذائية،‭ ‬فإن‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬حفظ‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬بات‭ ‬ضروريا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬صيف‭ ‬2025‭ ‬سيشهد‭ ‬استمرارًا‭ ‬لظاهرة‭ ‬الارتفاع‭ ‬الشديد‭ ‬لدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬أعدت‭ ‬برنامجا‭ ‬خصوصيا‭ ‬لفصل‭ ‬الصيف‭ ‬أخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬توجهات‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬ذات‭ ‬استهلاك‭ ‬واسع‭ ‬هي‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬والتي‭ ‬يكثر‭ ‬عليها‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭.‬
على‭ ‬مراحل
وأوضح‭ ‬الرابحي‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬وقبل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬فإنها‭ ‬تمر‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مصدرها،‭ ‬أولا،‭ ‬وحدة‭ ‬التعبئة‭ ‬وكذلك‭ ‬أثناء‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين‭ ‬والعرض،‭ ‬وتتعلق‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬بالتعبئة‭ ‬وصلوحية‭ ‬القوارير‭ ‬فهي‭ ‬أمور‭ ‬مضبوطة،‭ ‬وفق‭ ‬محدثنا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬منابع‭ ‬مائية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬عموما‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لصلوحية‭ ‬القارورة‭ ‬للتعبئة‭ ‬بالمياه‭ ‬فمن‭ ‬المفترض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬صحية‭ ‬مسلمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الهيئة‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬التحاليل‭ ‬الضرورية‭ ‬اللازمة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬التحليل‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬الهيئة‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬ضمن‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬عالية‭ ‬مشابه‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬لما‭ ‬يتداول‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬المنتوج‭.‬
وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأنه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وأثناء‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لتأثير‭ ‬الحرارة‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬لبلاستيكية‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يفرز‭ ‬بعض‭ ‬التسربات‭ ‬الخطيرة‭ ‬صحيا‭.‬
‭ ‬وعملا‭ ‬بمبدأ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر،‭ ‬فإن‭ ‬الهيئة‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الغرف‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬متفهمة،‭ ‬وتم‭ ‬بالتوازي‭ ‬إصدار‭ ‬بلاغ‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المراقبين‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قوارير‭ ‬المياه‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عرض‭ ‬وخزن‭ ‬معينة‭ ‬وتحفظ‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬التهوئة‭ ‬ونظيف‭ ‬وخال‭ ‬من‭ ‬الرطوبة‭ ‬وبعيد‭ ‬عن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬فإنها‭ ‬تعتبر‭ ‬مخالفة‭ ‬ويعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭.‬
رقابة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭...‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬أن‭ ‬حملات‭ ‬الرقابة‭ ‬شملت‭ ‬جميع‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬بنزرت‭ ‬إلى‭ ‬بن‭ ‬قردان،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬حجز‭ ‬آلاف‭ ‬القوارير‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬غير‭ ‬المطابقة‭ ‬لشروط‭ ‬العرض‭.‬
وأفاد‭ ‬محمد‭ ‬الرباحي‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الحجز‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ففي‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬يتم‭ ‬الحجز‭ ‬طبقا‭ ‬للقانون،‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬الإذن‭ ‬بالإتلاف‭ ‬من‭ ‬حاكم‭ ‬الناحية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬محاضر‭ ‬إتلاف‭ ‬ومحاضر‭ ‬عدلية‭ ‬ويتم‭ ‬توجيه‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭.‬
وفي‭ ‬ختام‭ ‬تصريحه‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرابحي،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬تسمم‭ ‬جراء‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭.‬
يذكر‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬دعت‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬كافة‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬ذوي‭ ‬العلاقة‭ ‬بنقل‭ ‬وخزن‭ ‬وعرض‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬واحترام‭ ‬الشروط‭ ‬الأساسية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬لهذا‭ ‬المنتوج‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحمايته‭ ‬من‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬ومن‭ ‬مصادر‭ ‬الرطوبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭.‬
ولاحظت‭ ‬الهيئة،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬نشرته‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬الرسمية‭ ‬بالفايسبوك،‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬نقل‭ ‬وخزن‭ ‬وعرض‭ ‬المياه‭ ‬المعلبة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مباشرة‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬جودتها‭ ‬وبالتالي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المستهلك‭.‬
وشدّدت‭ ‬الهيئة،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬البلاغ،‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الشّروط‭ ‬الأساسية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬المنتوج،‭ ‬فإنّها‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬مجبرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‭ ‬ضد‭ ‬المخالفين‭ ‬طبقا‭ ‬للقوانين‭ ‬والتراتيب‭ ‬الجاري‭ ‬بها العمل (‬حجز،‭ ‬إتلاف،‭ ‬تحرير‭ ‬محاضر عدلية).


أميرة‭ ‬الدريدي