إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم.. النواب‭ ‬يطالبون‭ ‬بمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية

 

◄‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭: ‬قريبًا‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مناظرة‭ ‬لانتداب‭ ‬حاملي‭ ‬شهائد‭ ‬الدكتوراه
‭* ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تشغيلية‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬وتثمين‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬العلمي
‭* ‬توصيات‭ ‬بتوسيع‭ ‬طاقة‭ ‬استيعاب‭ ‬المبيتات‭ ‬الجامعية‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬نقل‭ ‬الطلبة
‭* ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص
‭* ‬نحو‭ ‬مراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمدرسين‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬إحداث‭ ‬هياكل‭ ‬طعن‭ ‬وتحكيم‭ ‬علمي

في‭ ‬إطار‭ ‬دوره‭ ‬الرقابي،‭ ‬نظم‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬أمس‭ ‬بباردو،‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتباعها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬تحقيقها‭ ‬أو‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬
وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬طالب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬بعث‭ ‬كلية‭ ‬طب‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭. ‬ولم‭ ‬يُخفِ‭ ‬أغلب‭ ‬النواب‭ ‬قلقهم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا،‭ ‬وبيّنوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬اختصاصات‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ملاءمتها‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬كفاءات‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬اللغات‭ ‬والمجالات‭ ‬الواعدة،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬تعلّق‭ ‬منها‭ ‬بالتكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭.‬

كما‭ ‬أثاروا‭ ‬معضلة‭ ‬هجرة‭ ‬الكفاءات،‭ ‬وتحدّثوا‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالسكن‭ ‬والمنح‭ ‬والتوجيه‭ ‬والنقل‭ ‬الجامعي،‭ ‬وطالبوا‭ ‬بدعم‭ ‬الموارد‭ ‬المخصّصة‭ ‬للخدمات‭ ‬الجامعية‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المنح‭ ‬المسندة‭ ‬للطلبة‭ ‬الدارسين‭ ‬بالخارج،‭ ‬بينما‭ ‬سلّط‭ ‬آخرون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشاكل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وتساءل‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬انتداب‭ ‬الدكاترة‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬
ولاحظ‭ ‬النائب‭ ‬كمال‭ ‬الأحمر‭ ‬تراجع‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬بشعبة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬تطاوين،‭ ‬وطالب‭ ‬بإحداث‭ ‬معهد‭ ‬علوم‭ ‬التمريض‭ ‬بهذه‭ ‬الجهة،‭ ‬وبمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية‭ ‬لأنها‭ ‬تفتقر‭ ‬للتوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬مركّبات‭ ‬جامعية‭ ‬وكلية‭ ‬طب‭ ‬بتطاوين‭ ‬أو‭ ‬مدنين،‭ ‬وإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والمواد‭ ‬الإنشائية‭.‬
وبيّن‭ ‬النائب‭ ‬عمر‭ ‬جعيدي‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬السيادية،‭ ‬ودعا‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬وصفه‭ ‬بـ»الحارق‮»‬،‭ ‬ويتعلّق‭ ‬بالبعثة‭ ‬الجامعية‭ ‬بالخارج‭ ‬ودار‭ ‬تونس‭ ‬بفرنسا‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يعانون‭ ‬ويتعرضون‭ ‬إلى‭ ‬الإهانة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬تونس‭ ‬بباريس‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬قاعتها‭ ‬لتنظيم‭ ‬حفلات‭ ‬خاصة‭ ‬ولإقامة‭ ‬الفنانين،‭ ‬كما‭ ‬يقع‭ ‬كراء‭ ‬القاعة‭ ‬لجامعات‭ ‬أجنبية‭ ‬داعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬تدارك‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭.‬
ودعا‭ ‬النائب‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬تطهير‭ ‬الإدارة،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬بالوزارة‭ ‬لكنه‭ ‬يشتم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬تدوينة‭ ‬على‭ ‬صفحته‭ ‬الخاصة‭. ‬ولم‭ ‬يُخفِ‭ ‬جعيدي‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬من‭ ‬شعبة‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬للمكفوفين،‭ ‬ونبّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفضاء‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬فيه‭ ‬المكفوفون‭ ‬غير‭ ‬مطابق‭ ‬للمعايير‭.‬في‭ ‬حين‭ ‬أثار‭ ‬النائب‭ ‬الحبيب‭ ‬الخودي‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬قفصة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بمراجعة‭ ‬قائمة‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬مناظرة‭ ‬التوجيه‭ ‬الجامعي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬يتحدّثون‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تلاعب‭ ‬بقوائم‭ ‬الناجحين‭. ‬وحمّل‭ ‬النائب‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بهذه‭ ‬الجامعة،‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬توزيع‭ ‬الناجحين‭ ‬المقصيين‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى‭. ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬الخودي‭ ‬بإحداث‭ ‬مدرسة‭ ‬عليا‭ ‬لعلوم‭ ‬وتقنيات‭ ‬الصحة‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭.‬
وتساءل‭ ‬النائب‭ ‬أكرم‭ ‬بن‭ ‬سالم‭: ‬متى‭ ‬سيتم‭ ‬انتداب‭ ‬الدكاترة؟‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الوعود،‭ ‬ويجب‭ ‬إجابة‭ ‬هؤلاء‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭: ‬متى‭ ‬سيقع‭ ‬انتدابهم؟‮»‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بملف‭ ‬الدكاترة،‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقييمهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أناس‭ ‬أقل‭ ‬منهم‭ ‬معرفة‭.‬‮»‬
وطالب‭ ‬النائب‭ ‬ببعث‭ ‬إدارة‭ ‬جهوية‭ ‬للخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬بالمهدية،‭ ‬ودعا‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬بمؤسستين‭ ‬جامعيتين‭ ‬برجيش،‭ ‬لأن‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬لبلدية‭ ‬المكان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بالتنظيف،‭ ‬وطالب‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬عمّال‭ ‬الحراسة‭ ‬والنظافة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعملون‭ ‬بالمؤسستين‭ ‬المذكورتين‭.‬

التكوين‭ ‬الهندسي
وتطرّق‭ ‬النائب‭ ‬سليم‭ ‬سالم‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬28‭ ‬رخصة‭ ‬لمدارس‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬الخاص،‭ ‬لكن‭ ‬الوزارة‭ ‬تخلّت‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وقامت‭ ‬عمادة‭ ‬المهندسين‭ ‬بتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ورفع‭ ‬الإخلالات‭ ‬ومراسلة‭ ‬وزارة‭ ‬الإشراف‭ ‬ودعوتها‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وفرض‭ ‬احترام‭ ‬كراس‭ ‬الشروط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬الاستجابة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬موجة‭ ‬للتأليب‭ ‬على‭ ‬عمادة‭ ‬المهندسين‭.‬
وثمّن‭ ‬سالم‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬القاضي‭ ‬بإجبار‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬انتداب‭ ‬دكاترة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬احترام‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الطلبة،‭ ‬ففي‭ ‬الجامعات‭ ‬العمومية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬الطلبة‭ ‬لدراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬فاقت‭ ‬معدلاتهم‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬عشرين،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬فيتم‭ ‬قبول‭ ‬حتى‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬لمتابعة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬أسرهم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المال‭.‬
ونبّه‭ ‬النائب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬يُضعف‭ ‬منظومة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬وهذا‭ ‬فيه‭ ‬ضرب‭ ‬لقيمة‭ ‬المهندس‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬‮«‬تجّار‭ ‬العلم‭ ‬والشهائد‮»‬‭.‬
كما‭ ‬اقترح‭ ‬سليم‭ ‬سالم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬منحة‭ ‬الدراسة‭ ‬بالخارج،‭ ‬لأن‭ ‬الطالب‭ ‬التونسي‭ ‬أصبح‭ ‬يُضطر‭ ‬للعمل‭ ‬لكي‭ ‬يُوفّر‭ ‬أبسط‭ ‬ضروريات‭ ‬الحياة‭.‬
ودعا‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والبطالة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬معزول،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬توحّد‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فالإنتاج‭ ‬العلمي‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬موجود،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬يُذكر‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتشغيل‭ ‬والتنمية‭.‬
وفسّر‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬هيكل‭ ‬وطني‭ ‬يوحّد‭ ‬الجهود،‭ ‬واقترح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬وطني‭ ‬للبيانات‭ ‬والمعلومة‭ ‬البحثية،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هيكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬يكون‭ ‬تابعًا‭ ‬للوزارة‭ ‬المكلّفة‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وفيه‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬تُنسّق‭ ‬بين‭ ‬مخابر‭ ‬ووحدات‭ ‬البحث‭ ‬وتُفعّل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬
أما‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهاني،‭ ‬فقد‭ ‬ترحّم‭ ‬على‭ ‬التلميذة‭ ‬علياء‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬خلاص‭ ‬دفتر‭ ‬العلاج،‭ ‬وقال‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬ماتت‭ ‬وهي‭ ‬تحلم‭ ‬بدخول‭ ‬الجامعة‭: ‬‮«‬يا‭ ‬ابنتي‭ ‬علياء،‭ ‬أخبري‭ ‬الله‭ ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬وبالعشرية‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬دُمّر‭ ‬فيها‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬وأخبري‭ ‬الله‭ ‬أنهم‭ ‬تركوا‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الوحل،‭ ‬وأنهم‭ ‬دمّروا‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأنهم‭ ‬عاثوا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فسادًا‭ ‬طيلة‭ ‬العشرية‭ ‬السوداء‮»‬‭.‬
وثمّن‭ ‬الهاني‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬بإعادة‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬معهد‭ ‬التمريض‭ ‬بالقيروان،‭ ‬ودعاها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬برقادة‭ ‬بقاعات‭ ‬رياضة،‭ ‬والعناية‭ ‬بالمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للإعلامية‭ ‬والتصرّف،‭ ‬وبالمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للرياضات‭ ‬التطبيقية،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬مشروع‭ ‬معطّل‭.‬‭ ‬وطالب‭ ‬النائب‭ ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬مغالطة‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وبعدم‭ ‬تسويفهم‭.‬
وأشار‭ ‬النائب‭ ‬فتحي‭ ‬معالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهة‭ ‬قبلي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‬جامعية،‭ ‬في‭ ‬مفارقة‭ ‬صارخة‭ ‬مع‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬الجهوية‭ ‬والعدالة‭ ‬المعرفية،‭ ‬وطالب‭ ‬ببرمجة‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسة‭ ‬جامعية‭ ‬في‭ ‬جهته،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬فضاء‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للدراسات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬بقبلي‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يستوعب‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى،‭ ‬ويمكن‭ ‬بعث‭ ‬شعبة‭ ‬إجازة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أو‭ ‬معهد‭ ‬عالٍ‭ ‬للتمريض،‭ ‬أو‭ ‬قسم‭ ‬للغات،‭ ‬واقترح‭ ‬بعث‭ ‬معهد‭ ‬أعلى‭ ‬للفلاحة‭ ‬في‭ ‬قبلي،‭ ‬وتساءل‭: ‬أين‭ ‬ذهبت‭ ‬تجهيزات‭ ‬فرع‭ ‬مدينة‭ ‬العلوم‭ ‬بقبلي؟
أما‭ ‬النائب‭ ‬جلال‭ ‬القروي،‭ ‬فقد‭ ‬قدّم‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬والمؤشرات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتشغيل‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭ ‬وهجرة‭ ‬الكفاءات‭. ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬النائب‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬لدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الطلابية،‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يتم‭ ‬تشجيع‭ ‬الطالب‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬فكرة‭ ‬مشروع‭ ‬على‭ ‬بعث‭ ‬مشروعه،‭ ‬وأوصى‭ ‬بدعم‭ ‬تمويل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وردّ‭ ‬الاعتبار‭ ‬للسكن‭ ‬الجامعي،‭ ‬وبناء‭ ‬مبيتات‭ ‬جديدة،‭ ‬ودعم‭ ‬النقل‭ ‬الجامعي‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬البلديات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ورقمنة‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬التسجيل‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬فالتقييم،‭ ‬وإحداث‭ ‬منحة‭ ‬جهوية‭ ‬للتمييز‭ ‬الجامعي‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية،‭ ‬تكون‭ ‬موجّهة‭ ‬لاختصاصات‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والفلاحة‭ ‬والرقمنة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬منظومة‭ ‬التربّصات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭.‬
مشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم
وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬أشار‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الحوارية‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬بأهمية‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬البناء‭ ‬الوطني،‭ ‬لأنه‭ ‬حاضنة‭ ‬للكفاءات،‭ ‬وفضاء‭ ‬لإنتاج‭ ‬المعرفة،‭ ‬ومحرّك‭ ‬لعجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭.‬
وبيّن‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لضمان‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬ومواكبتها‭ ‬للتطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعلمية‭ ‬العالمية‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬دخلت‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬مسارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يؤسّس‭ ‬لتحوّل‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الحكم‭ ‬وإدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬مسار‭ ‬يضع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬ويرتكز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬عادلة،‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬قرارها،‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬توجهاتها،‭ ‬توظّف‭ ‬كل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬خدمةً‭ ‬للمواطن،‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتها‭ ‬الثروة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬رصيد‭ ‬تونس‭ ‬الأثمن‭ ‬وموردها‭ ‬الاستراتيجي‭.‬
وعبّر‭ ‬الدربالي‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬المجلس‭ ‬بدعم‭ ‬المبادرات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جودة‭ ‬التكوين،‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬التوجيه‭ ‬الملائم‭ ‬لسوق‭ ‬الشغل،‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬مراكز‭ ‬البحث،‭ ‬أو‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُمكّن‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التحوّلات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والرقمية،‭ ‬ويعزّز‭ ‬تموقعها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬
وأكد‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬لإصلاح‭ ‬التعليم،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ - ‬حسب‭ ‬رأيه‭ - ‬على‭ ‬أسس‭ ‬شعبية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬ووطنية،‭ ‬تؤمّن‭ ‬لتونس‭ ‬السيادة‭ ‬العلمية،‭ ‬وتصون‭ ‬كفاءاتها،‭ ‬وتكرّس‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وتدعم‭ ‬مبدأ‭ ‬الانتماء‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬والبحثية‭ ‬التونسية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬لبنات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬هو‭ ‬إرساء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭. ‬وأشار‭ ‬الدربالي‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬وعلى‭ ‬تمكين‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزمها‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬مادي‭ ‬وبشري‭ ‬وتشريعي‭ ‬لتستعيد‭ ‬مكانتها‭ ‬كقاطرة‭ ‬للإصلاح‭ ‬ومختبر‭ ‬للمستقبل‭.‬
ولم‭ ‬يُفوّت‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬الفرصة‭ ‬للتنديد‭ ‬الشديد،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬استنكاره‭ ‬العميق‭ ‬لما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬جائر‭ ‬وظروف‭ ‬إنسانية‭ ‬مأساوية‭ ‬تمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬لكل‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭. ‬ووجّه‭ ‬نداء‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أحرار‭ ‬العالم‭ ‬وكل‭ ‬الضمائر‭ ‬الحيّة،‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومنظمات،‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لسياسات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الحصار‭ ‬الظالم‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ودعم‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬البطل‭ ‬حتى‭ ‬ينال‭ ‬حقوقه‭ ‬كاملة،‭ ‬غير‭ ‬منقوصة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتها‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭.‬
أهداف‭ ‬ومؤشرات
وقبل‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬النقاش،‭ ‬أطْلع‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬الوزارة‭ ‬وبرامجها،‭ ‬وقدم‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬والنسب‭.‬
فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬يتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬إصلاحات‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الدرس،‭ ‬واعتماد‭ ‬هندسة‭ ‬التكوين،‭ ‬ومراجعة‭ ‬عروض‭ ‬التكوين،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬للتأهيل،‭ ‬ومراجعة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ملاءمة‭ ‬التكوين‭ ‬مع‭ ‬الحاجيات‭ ‬المستجدة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التأهيل‭ ‬أصبح‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬دليل‭ ‬مهني‭ ‬للكفاءات،‭ ‬ودعم‭ ‬بناء‭ ‬مشترك‭ ‬لمسارات‭ ‬التكوين،‭ ‬أي‭ ‬بناء‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭.‬
وأكد‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬آليات‭ ‬دعم‭ ‬إدماج‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬وتنمية‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬آليات‭.‬
أما‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني،‭ ‬فيخص‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير،‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭. ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬منكبة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬مردودية‭ ‬أفضل‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وأنها‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬والترتيبية‭ ‬والأوامر‭ ‬وكراسات‭ ‬الشروط،‭ ‬بهدف‭ ‬مزيد‭ ‬تأطير‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬وتهدف‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ - ‬حسب‭ ‬قوله‭ - ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬حوكمة‭ ‬القطاع،‭ ‬وتوفير‭ ‬إمكانيات‭ ‬مالية‭ ‬أفضل‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬التدرّج‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تسجيل‭ ‬مخالفات‭. ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬نقطة،‭ ‬فهي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إلزام‭ ‬هياكل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬بانتداب‭ ‬الدكاترة،‭ ‬وجعلهم‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬تدريس‭ ‬قار‭ ‬بنسبة‭ ‬معيّنة،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬مراجعة‭ ‬كراس‭ ‬الشروط‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬المراقبة‭ ‬والمتابعة‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬منظومة‭ ‬إعلامية‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬والإدارة‭ ‬المركزية،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬يسجل‭ ‬فيه‭ ‬الطالب،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬مطلب‭ ‬المعادلة‭ ‬أو‭ ‬المصادقة‭. ‬كما‭ ‬تُمكّن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬إطار‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭.‬
وبخصوص‭ ‬مؤشرات‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطوير‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي،‭ ‬بيّن‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬اعتمدت‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭:‬
1‭. ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬المصنفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬وفسّر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬لمعاضدة‭ ‬الجامعات‭ ‬حتى‭ ‬يقع‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية‭.‬
2‭. ‬نسبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬المطابقة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة،‭ ‬طبقًا‭ ‬للمواصفات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتصرف‭ ‬الإداري‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بعملية‭ ‬تأمين‭ ‬التدريس‭.‬
3‭. ‬نسبة‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الدولي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الهندسة‭.‬
وفسّر‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتقييم‭ ‬والاعتماد،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬المشعل‭ ‬للقيام‭ ‬بالتأهيل‭ ‬والاعتماد‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬ومراكز‭ ‬البحث‭ ‬والجامعات،‭ ‬ولجميع‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭.‬
تطوير‭ ‬التكوين
وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات،‭ ‬أولها‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬المصنّفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬7‭ ‬جامعات‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬13‭ ‬جامعة‭ ‬مصنفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬وستتم‭ ‬إضافة‭ ‬جامعة‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2026‭.‬
أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬فيبلغ‭ ‬عددها‭ ‬80‭ ‬مسلكًا،‭ ‬وسيصل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬مسلكًا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الجارية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬مسلكًا‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2026‭.‬
ووفق‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الوزير،‭ ‬توجد‭ ‬بعض‭ ‬المؤشرات‭ ‬التكميلية،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬والجامعات‭ ‬بتطوير‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬المبادرة‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة،‭ ‬لذلك‭ ‬تؤمّن‭ ‬الوزارة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬عدة‭ ‬برامج‭ ‬تكوينية‭ ‬تكميلية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تمتيع‭ ‬15‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬بالتكوين‭ ‬التكميلي،‭ ‬وستُرفع‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬بالمائة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭.‬
وذكر‭ ‬أن‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي‭ ‬يشمل‭ ‬اللغات،‭ ‬وبعث‭ ‬المشاريع،‭ ‬وعدة‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬بصفة‭ ‬سلسة‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مؤشر‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬نسبة‭ ‬التكوين‭ ‬المعتمَد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مرجع‭ ‬المهن‭ ‬والكفاءات،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬المسالك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مراجع‭ ‬مهن‭ ‬وكفاءات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬9‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وستصل‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬بالمائة‭.‬
واستعرض‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التأطير‭ ‬تساوي‭ ‬أستاذًا‭ ‬لكل‭ ‬11‭ ‬طالبًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المعدّل‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أستاذ‭ ‬لكل‭ ‬14‭ ‬طالبًا‭.‬
وذكر‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الخريجين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بلغ‭ ‬51‭.‬580‭ ‬خريجًا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الاختصاصات،‭ ‬وتستعد‭ ‬المنظومة‭ ‬الجامعية‭ ‬لقبول‭ ‬76‭.‬178‭ ‬طالبًا‭ ‬جديدًا‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬البكالوريا،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬انكبت‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعودة‭ ‬الجامعية‭ ‬وأمّنت‭ ‬مقعدًا‭ ‬لكل‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المسالك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تشغيلية‭ ‬والمطلوبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطلبة‭.‬
وقال‭ ‬إن‭ ‬ميزانية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بلغت‭ ‬1528‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬
البحث‭ ‬العلمي
وتطرّق‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬ومنظومة‭ ‬بحث‭ ‬وتجديد‭ ‬متطورة‭ ‬ومنفتحة‭ ‬تستجيب‭ ‬لأولويات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومقتضيات‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولها‭ ‬هدفان‭:‬
أولهما‭ ‬دعم‭ ‬إشعاع‭ ‬المنظومة‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قامت‭ ‬الوزارة‭ ‬ببلورة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الشروع‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬مدة،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬مسوحات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬المنظّمة‭ ‬لإدارة‭ ‬دراسات‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬دعم‭ ‬التميّز،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬الدكتوراه‭ ‬مخصصة‭ ‬حقًا‭ ‬للطلبة‭ ‬المتميزين‭. ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬البرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تستجيب‭ ‬للأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬خاصة‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وبذلت‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لتثمين‭ ‬البحوث،‭ ‬لحرصها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬قاطرة‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وفي‭ ‬خدمة‭ ‬حاجات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬مجمّعات‭ ‬بحث‭ ‬وتحفيز‭ ‬الباحثين‭ ‬والدكاترة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬ناشئة‭ ‬عبر‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بتثمين‭ ‬البحوث‭ ‬وبعث‭ ‬مؤسساتهم‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬أيضًا‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬لترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬وحماية‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭.‬
أما‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فيتمثّل‭ - ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ - ‬في‭ ‬دعم‭ ‬بحث‭ ‬مبتكر‭ ‬يعزّز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬العلمية‭ ‬وتنوعها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬نحو‭ ‬الأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشريك‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬التمويل‭ ‬التنافسي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬مع‭ ‬تنويع‭ ‬مصادره،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬بطلب‭ ‬عروض،‭ ‬وتقييم‭ ‬المشاريع،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬يتم‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭.‬
وفسّر‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتقييم‭ ‬الهدف‭ ‬الأول،‭ ‬المتعلق‭ ‬بدعم‭ ‬إشعاع‭ ‬منظومة‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭:‬
•‭ ‬ترتيب‭ ‬الجامعات‭ ‬التونسية،
•‭ ‬نسبة‭ ‬المقالات‭ ‬العلمية‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬المحكّمة‭ ‬من‭ ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬74‭.‬32‭ ‬بالمائة‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬75‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025،
•‭ ‬عدد‭ ‬المنشورات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬المفهرسة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬نشر‭ ‬11‭.‬600‭ ‬مقال‭ ‬علمي،‭ ‬وحسب‭ ‬التقديرات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬سيصل‭ ‬العدد‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬000‭ ‬مقال‭ ‬علمي‭.‬
أما‭ ‬المؤشرات‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتقييم‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني،‭ ‬المتعلّق‭ ‬بدعم‭ ‬البحث‭ ‬المبتكر‭ ‬الذي‭ ‬يعزّز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فتم‭ ‬اعتماد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭:‬
1‭. ‬تطوّر‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية،
2‭. ‬تطوّر‭ ‬عدد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لقياس‭ ‬مدى‭ ‬انفتاح‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬محيطها،
3‭. ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭.‬
وبخصوص‭ ‬المؤشر‭ ‬الأول،‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬بلغ‭:‬
•‭ ‬3‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬اختراع‭ ‬عالمية،
•‭ ‬100‭ ‬مطلب‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬وطنية،
•‭ ‬3‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬تخص‭ ‬المستنبطات‭ ‬النباتية‭.‬
وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭:‬
•‭ ‬4‭ ‬مطالب‭ ‬اختراع‭ ‬دولية،
•‭ ‬110‭ ‬مطالب‭ ‬اختراع‭ ‬وطنية،
•‭ ‬2‭ ‬مطلب‭ ‬براءات‭ ‬تخص‭ ‬المستنبطات‭ ‬النباتية‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤشر‭ ‬الثاني،‭ ‬فأشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بلغ‭ ‬190‭ ‬اتفاقية‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬العدد‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬إلى‭ ‬207‭ ‬اتفاقيات‭.‬
وبيّن‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬أن‭ ‬ميزانية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬بلغت‭ ‬213‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬هياكل‭ ‬البحث‭ ‬يبلغ‭ ‬544‭ ‬وحدة‭ ‬ومخبر‭ ‬بحث،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬36‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لتمويل‭ ‬هذه‭ ‬الهياكل‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬طلبة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بلغ‭ ‬12‭.‬500،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬الدكتوراه‭ ‬3‭.‬170‭.‬
الخدمات‭ ‬الجامعية
ومن‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة،‭ ‬ما‭ ‬تعلق‭ ‬بالخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الوزارة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬الإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالطلبة،‭ ‬عبر‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬ومساعدات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وقروض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬خدمات‭ ‬السكن‭ ‬والإطعام‭ ‬الجامعي‭ ‬حسب‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتوفرة‭.‬
وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬انخراط‭ ‬أغلب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وخاصة‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية،‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الجودة‭ ‬والإشهاد،‭ ‬وهناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬تحصّلت‭ ‬على‭ ‬الإشهاد‭ ‬الأولي‭. ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتسهيل‭ ‬انخراط‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي،‭ ‬وهي‭ ‬تصبو‭ ‬إلى‭ ‬استكمال‭ ‬برنامج‭ ‬رقمنة‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬لتقريبها‭ ‬من‭ ‬الطالب‭.‬
وتتمثل‭ ‬الرقمنة،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬بطاقة‭ ‬ذكية‭ ‬تمكّن‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات،‭ ‬مثل‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المطاعم‭ ‬والحجز‭ ‬المسبق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية‭.‬
وأضاف‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الإحاطة‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬بالطلبة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بذلت‭ ‬الوزارة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لتأمين‭ ‬هذه‭ ‬الإحاطة،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬منصة‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬لتقديم‭ ‬الإحاطة‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬طلبات‭ ‬الطلبة‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬سرية‭ ‬المعلومات‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬والإبداعية‭.‬
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مؤشرات‭ ‬برامج‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬فهي‭ ‬تتلخص،‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير،‭ ‬في‭ ‬مؤشرين،‭ ‬وهما‭: ‬نسبة‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الإشهادي،‭ ‬ونسبة‭ ‬الغرف‭ ‬الفردية‭ ‬ونسبة‭ ‬الغرف‭ ‬المزدوجة‭ ‬الموضوعة‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الطلبة‭. ‬وعبّر‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬غرف‭ ‬ثنائية‭.‬
أما‭ ‬المؤشر‭ ‬الخاص‭ ‬بالإحاطة‭ ‬النفسية،‭ ‬فيتم‭ ‬قياسه‭ ‬بنسبة‭ ‬الطلبة‭ ‬المنتفعين‭ ‬بالإحاطة‭ ‬النفسية،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدد‭ ‬التظاهرات‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬والرياضية،‭ ‬ونسبة‭ ‬الطلبة‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬النوادي‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭.‬
وأعلن‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬الاستعداد‭ ‬لفتح‭ ‬مركب‭ ‬ثقافي‭ ‬جديد‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجامعية‭ ‬القادمة‭.‬
وقدم‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬أرقامًا‭ ‬حول‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وبيّن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬70‭.‬500‭ ‬أكلة‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية،‭ ‬وتم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬توزيع‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬أكلة‭.‬
وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬السكن‭ ‬الجامعي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬81‭.‬89‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬63‭.‬660‭ ‬طالبًا‭ ‬من‭ ‬التمتع‭ ‬بالسكن‭ ‬العادي‭ ‬أو‭ ‬الاستثنائي‭.‬
أما‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬المنتفعين‭ ‬بمنح‭ ‬جامعية‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬142‭.‬657،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬اعتمادات‭ ‬قدرها‭ ‬169‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬للمنح‭.‬
الحوكمة‭ ‬والرقمنة
أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحوكمة،‭ ‬فقد‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تطوير‭ ‬أساليب‭ ‬التصرف،‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬بمنح‭ ‬استقلالية‭ ‬أكبر‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
وهناك‭ ‬6‭ ‬جامعات‭ ‬و9‭ ‬مؤسسات‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬جامعية‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬علمية‭ ‬وتكنولوجية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يمنحها‭ ‬مرونة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬التصرف،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تبسيط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬وتقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬من‭ ‬الطالب‭ ‬والأستاذ،‭ ‬وتطوير‭ ‬خدمات‭ ‬الرقمنة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الاتصال‭.‬
وبيّن‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وبناء‭ ‬مقرات‭ ‬جديدة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وصيانة‭ ‬المباني‭ ‬وتهيئتها‭ ‬أو‭ ‬توسعة‭ ‬الفضاءات،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الانتقال‭ ‬الرقمي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
وحسب‭ ‬قوله،‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنجاز‭:‬
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الأول‭: ‬20‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬جملية‭ ‬قدرها‭ ‬114‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الثاني‭: ‬103‭ ‬مشاريع‭ ‬بقيمة‭ ‬468‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الثالث‭: ‬48‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬197‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الرابع‭: ‬53‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬192‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الخامس‭: ‬26‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬225‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭:‬
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬بالكاف،
•‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬والحرف‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد،
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬زاما‭ ‬بسليانة،
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬البساتين‭ ‬بصفاقس‭.‬
وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭ ‬لإقامة‭ ‬الطلبة‭ ‬بالمبيتات‭ ‬الجامعية‭.‬
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الانتقال‭ ‬الرقمي،‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬انخراط‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬معلوماتي‭ ‬مندمج‭ ‬متكامل‭ ‬يخص‭ ‬الطالب‭ ‬والأستاذ‭ ‬والموظف‭ ‬وجميع‭ ‬مكونات‭ ‬المنظومة‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬السحاب‭ ‬الرقمي‮»‬،‭ ‬وسيتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تجميع‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بمركز‭ ‬حساب‭ ‬الخوارزمي‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تركيز‭ ‬حاسب‭ ‬فائق‭ ‬الأداء‭ ‬يتميز‭ ‬بقدرات‭ ‬حسابية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬إفريقيا‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬شبكات‭ ‬الربط‭ ‬بالإنترنت‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وشبكات‭ ‬الربط‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسات‭.‬
إصلاحات‭ ‬جديدة
وخلص‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الانطلاق‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬ملاءمة‭ ‬التكوين‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تمت‭ ‬مراجعة‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬المتجددة،‭ ‬وتركيز‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الأخضر،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التكوين‭ ‬بالتداول،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭.‬
ولإرساء‭ ‬منظومة‭ ‬مرنة‭ ‬ومندمجة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تم‭ ‬العمل،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬مسارات‭ ‬التكوين،‭ ‬لمنح‭ ‬فرص‭ ‬أكبر‭ ‬للطالب‭ ‬لكي‭ ‬يواصل‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تكوينه‭ ‬الأولي،‭ ‬مع‭ ‬تسهيل‭ ‬حركية‭ ‬الطلبة‭ ‬والتنقل‭ ‬بين‭ ‬المسارات‭. ‬وأكد‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التوجيه‭ ‬الجامعي‭ ‬عبر‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الميولات‭ ‬والقدرات‭ ‬الشخصية‭ ‬وفرص‭ ‬التشغيل،‭ ‬ومراجعة‭ ‬منظومات‭ ‬الإجازات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬حقيقة‭ ‬تلبي‭ ‬حاجيات‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربات‭ ‬بيداغوجية‭ ‬حديثة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الكفايات‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وكذلك‭ ‬إدماج‭ ‬المهارات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مسارات‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭. ‬وتم‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬لدعم‭ ‬تكوين‭ ‬المكونين‭.‬
وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الإصلاح‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعميم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬والبحثية،‭ ‬فجميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحث‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وبالسحاب‭ ‬الرقمي‭ ‬المركز‭ ‬بمركز‭ ‬حساب‭ ‬الخوارزمي‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بتطوير‭ ‬منصات‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والمحتويات‭ ‬الرقمية‭ ‬المفتوحة‭ ‬عبر‭ ‬الجامعة‭ ‬الافتراضية،‭ ‬وتقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬بمجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭.‬
وأضاف‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للطلبة‭ ‬والخريجين،‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬عديدة‭ ‬عبر‭ ‬مراكز‭ ‬المهن‭ ‬وإشهاد‭ ‬الكفاءات‭ ‬وأقطاب‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الجامعات،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي،‭ ‬تمكين‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬لتحسين‭ ‬قدراته‭ ‬اللغوية‭ ‬والمعرفية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الطالب‭ ‬المبادر‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الانفتاح‭ ‬الدولي،‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الجامعي‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬شهادات‭ ‬مزدوجة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬ويتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬جاذبية‭ ‬الوجهة‭ ‬الجامعية‭ ‬التونسية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطلبة‭ ‬الأجانب‭.‬
وذكر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للبحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬نفقات‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬مع‭ ‬تحفيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬والبحث‭ ‬والابتكار،‭ ‬ودعم‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبحث،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬هيكلة‭ ‬للمبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬الإحاطة‭ ‬والمرافقة،‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التثمين‭ ‬والنقل‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬ودعم‭ ‬البحوث‭ ‬التطبيقية‭ ‬الموجهة‭ ‬للمحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وللحاجيات‭ ‬الوطنية‭.‬
وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬البرامج‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة،‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بتطوير‭ ‬البحوث‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬مجمعات‭ ‬بحث‭ ‬علمي،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬للابتكارات‭ ‬الخضراء،‭ ‬ودعم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العلمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬ومتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬والابتكار،‭ ‬ودعم‭ ‬تبادل‭ ‬الطلبة‭ ‬الباحثين‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬التونسية‭ ‬والأجنبية‭.‬
المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية
وتعقيبًا‭ ‬على‭ ‬مداخلات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬المتراكمة،‭ ‬وهي‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬إصلاحات‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تركيز‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية،‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬الصرح‭ ‬الأساسي‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬التربية،‭ ‬من‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.‬
وبخصوص‭ ‬انتدابات‭ ‬حاملي‭ ‬شهادات‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬سيتم‭ ‬الإعلان‭ ‬قريبًا‭ ‬عن‭ ‬المناظرة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬شبكة‭ ‬التقييم‭ ‬وإجراءات‭ ‬تنظيم‭ ‬المناظرة،‭ ‬لإضفاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬وضمان‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬لكل‭ ‬المشاركين،‭ ‬مع‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمدرسين‭ ‬الباحثين‭ ‬بإدراج‭ ‬مقتضيات‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬هياكل‭ ‬طعن‭ ‬وتحكيم‭ ‬علمي،‭ ‬ومزيد‭ ‬ملاءمته‭ ‬مع‭ ‬المهام‭ ‬المستجدة‭ ‬لمنظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭.‬
وتطرق‭ ‬بلعيد‭ ‬في‭ ‬إجاباته‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬تتعلق‭ ‬بـ‭:‬
التكوين‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬والإحداثات،‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التكوين‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬قامت‭ ‬بإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬أمر‭ ‬لتأهيل‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين،‭ ‬ومشروع‭ ‬أمر‭ ‬ينظم‭ ‬دراسات‭ ‬الدكتوراه‭.‬‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بمشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬وإعداد‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬للدراسات‭ ‬الهندسية‮»‬،‭ ‬ويتم‭ ‬اليوم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬لجنة‭ ‬قيادة‭ ‬لمتابعة‭ ‬إنجاز‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭. ‬وتم‭ ‬إعداد‭ ‬أمر‭ ‬جديد‭ ‬يخص‭ ‬شروط‭ ‬التحصل‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الوطنية‭ ‬لهندسة‭ ‬العلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬
وبخصوص‭ ‬دعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬بيّن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لتنمية‭ ‬قدرات‭ ‬الطلبة،‭ ‬مثل‭ ‬مراكز‭ ‬الإشهاد،‭ ‬ومراجعة‭ ‬نظام‭ ‬الطالب،‭ ‬وتخصيص‭ ‬تمويلات‭ ‬لتمكين‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬تكميلي،‭ ‬ومراجعة‭ ‬آليات‭ ‬تشريك‭ ‬المهنيين‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭. ‬وسيتم،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي،‭ ‬إرساء‭ ‬مرصد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جامعة‭ ‬لمتابعة‭ ‬خريجي‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وهي‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لمراجعة‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدماج‭ ‬البعد‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬تمويلات‭ ‬لمشاريع‭ ‬الباحثين‭ ‬والدكاترة،‭ ‬ويصل‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لتمويل‭ ‬المشروع‭ ‬وبعث‭ ‬شركات‭ ‬ناشئة‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الإحداثات‭ ‬الجديدة،‭ ‬فأشار‭ ‬بلعيد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬قريبًا‭ ‬إصدار‭ ‬نصوص‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬في‭ ‬الرائد‭ ‬الرسمي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬يتم‭ ‬اقتراحها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات،‭ ‬وعبّر‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬الوزارة‭ ‬لدراسة‭ ‬كل‭ ‬طلبات‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬جامعية‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬عليها‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتوجيه‭ ‬الجامعي،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬وضعت‭ ‬دليلًا‭ ‬يتضمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مسلك‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬ميادين،‭ ‬وهي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬يلبي‭ ‬انتظارات‭ ‬الطلبة‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬طاقة‭ ‬استيعاب‭ ‬الشعب‭ ‬الواعدة‭ ‬واختصاصات‭ ‬التكوين‭ ‬شبه‭ ‬الطبي‭.‬
وتفاعلًا‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬طالبوا‭ ‬بدعم‭ ‬توازن‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية،‭ ‬قال‭ ‬الوزير‭ ‬إن‭ ‬إحداث‭ ‬الأقاليم‭ ‬يسمح‭ ‬بتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الإخلالات،‭ ‬ومزيد‭ ‬حوكمة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية،‭ ‬ودراسة‭ ‬الإحداثات‭ ‬طبقًا‭ ‬لمنهجية‭ ‬علمية‭. ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الخارطة‭ ‬البحثية‭ ‬وتوزيع‭ ‬مخابر‭ ‬البحث‭ ‬بين‭ ‬الجامعات،‭ ‬مع‭ ‬تدعيم‭ ‬الجامعات‭ ‬الفتية‭ ‬بمخابر‭ ‬بحث‭ ‬ومدارس‭ ‬دكتوراه‭.‬

سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم..  النواب‭ ‬يطالبون‭ ‬بمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية

 

◄‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭: ‬قريبًا‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مناظرة‭ ‬لانتداب‭ ‬حاملي‭ ‬شهائد‭ ‬الدكتوراه
‭* ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تشغيلية‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬وتثمين‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬العلمي
‭* ‬توصيات‭ ‬بتوسيع‭ ‬طاقة‭ ‬استيعاب‭ ‬المبيتات‭ ‬الجامعية‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬نقل‭ ‬الطلبة
‭* ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص
‭* ‬نحو‭ ‬مراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمدرسين‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬إحداث‭ ‬هياكل‭ ‬طعن‭ ‬وتحكيم‭ ‬علمي

في‭ ‬إطار‭ ‬دوره‭ ‬الرقابي،‭ ‬نظم‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬أمس‭ ‬بباردو،‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتباعها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬تحقيقها‭ ‬أو‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬
وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬طالب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬بعث‭ ‬كلية‭ ‬طب‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭. ‬ولم‭ ‬يُخفِ‭ ‬أغلب‭ ‬النواب‭ ‬قلقهم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا،‭ ‬وبيّنوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬اختصاصات‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ملاءمتها‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬كفاءات‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬اللغات‭ ‬والمجالات‭ ‬الواعدة،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬تعلّق‭ ‬منها‭ ‬بالتكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭.‬

كما‭ ‬أثاروا‭ ‬معضلة‭ ‬هجرة‭ ‬الكفاءات،‭ ‬وتحدّثوا‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالسكن‭ ‬والمنح‭ ‬والتوجيه‭ ‬والنقل‭ ‬الجامعي،‭ ‬وطالبوا‭ ‬بدعم‭ ‬الموارد‭ ‬المخصّصة‭ ‬للخدمات‭ ‬الجامعية‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المنح‭ ‬المسندة‭ ‬للطلبة‭ ‬الدارسين‭ ‬بالخارج،‭ ‬بينما‭ ‬سلّط‭ ‬آخرون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشاكل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وتساءل‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬انتداب‭ ‬الدكاترة‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬
ولاحظ‭ ‬النائب‭ ‬كمال‭ ‬الأحمر‭ ‬تراجع‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬بشعبة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬تطاوين،‭ ‬وطالب‭ ‬بإحداث‭ ‬معهد‭ ‬علوم‭ ‬التمريض‭ ‬بهذه‭ ‬الجهة،‭ ‬وبمراجعة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية‭ ‬لأنها‭ ‬تفتقر‭ ‬للتوازن‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬مركّبات‭ ‬جامعية‭ ‬وكلية‭ ‬طب‭ ‬بتطاوين‭ ‬أو‭ ‬مدنين،‭ ‬وإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والمواد‭ ‬الإنشائية‭.‬
وبيّن‭ ‬النائب‭ ‬عمر‭ ‬جعيدي‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬السيادية،‭ ‬ودعا‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬وصفه‭ ‬بـ»الحارق‮»‬،‭ ‬ويتعلّق‭ ‬بالبعثة‭ ‬الجامعية‭ ‬بالخارج‭ ‬ودار‭ ‬تونس‭ ‬بفرنسا‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يعانون‭ ‬ويتعرضون‭ ‬إلى‭ ‬الإهانة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬تونس‭ ‬بباريس‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬قاعتها‭ ‬لتنظيم‭ ‬حفلات‭ ‬خاصة‭ ‬ولإقامة‭ ‬الفنانين،‭ ‬كما‭ ‬يقع‭ ‬كراء‭ ‬القاعة‭ ‬لجامعات‭ ‬أجنبية‭ ‬داعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬تدارك‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭.‬
ودعا‭ ‬النائب‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬تطهير‭ ‬الإدارة،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬بالوزارة‭ ‬لكنه‭ ‬يشتم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬تدوينة‭ ‬على‭ ‬صفحته‭ ‬الخاصة‭. ‬ولم‭ ‬يُخفِ‭ ‬جعيدي‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬من‭ ‬شعبة‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬للمكفوفين،‭ ‬ونبّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفضاء‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬فيه‭ ‬المكفوفون‭ ‬غير‭ ‬مطابق‭ ‬للمعايير‭.‬في‭ ‬حين‭ ‬أثار‭ ‬النائب‭ ‬الحبيب‭ ‬الخودي‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬قفصة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بمراجعة‭ ‬قائمة‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬مناظرة‭ ‬التوجيه‭ ‬الجامعي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬يتحدّثون‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تلاعب‭ ‬بقوائم‭ ‬الناجحين‭. ‬وحمّل‭ ‬النائب‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بهذه‭ ‬الجامعة،‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬توزيع‭ ‬الناجحين‭ ‬المقصيين‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى‭. ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬الخودي‭ ‬بإحداث‭ ‬مدرسة‭ ‬عليا‭ ‬لعلوم‭ ‬وتقنيات‭ ‬الصحة‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭.‬
وتساءل‭ ‬النائب‭ ‬أكرم‭ ‬بن‭ ‬سالم‭: ‬متى‭ ‬سيتم‭ ‬انتداب‭ ‬الدكاترة؟‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الوعود،‭ ‬ويجب‭ ‬إجابة‭ ‬هؤلاء‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭: ‬متى‭ ‬سيقع‭ ‬انتدابهم؟‮»‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بملف‭ ‬الدكاترة،‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقييمهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أناس‭ ‬أقل‭ ‬منهم‭ ‬معرفة‭.‬‮»‬
وطالب‭ ‬النائب‭ ‬ببعث‭ ‬إدارة‭ ‬جهوية‭ ‬للخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬بالمهدية،‭ ‬ودعا‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬بمؤسستين‭ ‬جامعيتين‭ ‬برجيش،‭ ‬لأن‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬لبلدية‭ ‬المكان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بالتنظيف،‭ ‬وطالب‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬عمّال‭ ‬الحراسة‭ ‬والنظافة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعملون‭ ‬بالمؤسستين‭ ‬المذكورتين‭.‬

التكوين‭ ‬الهندسي
وتطرّق‭ ‬النائب‭ ‬سليم‭ ‬سالم‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬28‭ ‬رخصة‭ ‬لمدارس‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬الخاص،‭ ‬لكن‭ ‬الوزارة‭ ‬تخلّت‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وقامت‭ ‬عمادة‭ ‬المهندسين‭ ‬بتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ورفع‭ ‬الإخلالات‭ ‬ومراسلة‭ ‬وزارة‭ ‬الإشراف‭ ‬ودعوتها‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وفرض‭ ‬احترام‭ ‬كراس‭ ‬الشروط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬الاستجابة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬موجة‭ ‬للتأليب‭ ‬على‭ ‬عمادة‭ ‬المهندسين‭.‬
وثمّن‭ ‬سالم‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬القاضي‭ ‬بإجبار‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬انتداب‭ ‬دكاترة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬احترام‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الطلبة،‭ ‬ففي‭ ‬الجامعات‭ ‬العمومية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬الطلبة‭ ‬لدراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬فاقت‭ ‬معدلاتهم‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬عشرين،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬فيتم‭ ‬قبول‭ ‬حتى‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬لمتابعة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬أسرهم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المال‭.‬
ونبّه‭ ‬النائب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬يُضعف‭ ‬منظومة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي،‭ ‬وهذا‭ ‬فيه‭ ‬ضرب‭ ‬لقيمة‭ ‬المهندس‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬‮«‬تجّار‭ ‬العلم‭ ‬والشهائد‮»‬‭.‬
كما‭ ‬اقترح‭ ‬سليم‭ ‬سالم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬منحة‭ ‬الدراسة‭ ‬بالخارج،‭ ‬لأن‭ ‬الطالب‭ ‬التونسي‭ ‬أصبح‭ ‬يُضطر‭ ‬للعمل‭ ‬لكي‭ ‬يُوفّر‭ ‬أبسط‭ ‬ضروريات‭ ‬الحياة‭.‬
ودعا‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والبطالة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬معزول،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬توحّد‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فالإنتاج‭ ‬العلمي‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬موجود،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬يُذكر‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتشغيل‭ ‬والتنمية‭.‬
وفسّر‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬هيكل‭ ‬وطني‭ ‬يوحّد‭ ‬الجهود،‭ ‬واقترح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬وطني‭ ‬للبيانات‭ ‬والمعلومة‭ ‬البحثية،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هيكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬يكون‭ ‬تابعًا‭ ‬للوزارة‭ ‬المكلّفة‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وفيه‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬تُنسّق‭ ‬بين‭ ‬مخابر‭ ‬ووحدات‭ ‬البحث‭ ‬وتُفعّل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬
أما‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهاني،‭ ‬فقد‭ ‬ترحّم‭ ‬على‭ ‬التلميذة‭ ‬علياء‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬خلاص‭ ‬دفتر‭ ‬العلاج،‭ ‬وقال‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬ماتت‭ ‬وهي‭ ‬تحلم‭ ‬بدخول‭ ‬الجامعة‭: ‬‮«‬يا‭ ‬ابنتي‭ ‬علياء،‭ ‬أخبري‭ ‬الله‭ ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬وبالعشرية‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬دُمّر‭ ‬فيها‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬وأخبري‭ ‬الله‭ ‬أنهم‭ ‬تركوا‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الوحل،‭ ‬وأنهم‭ ‬دمّروا‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأنهم‭ ‬عاثوا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فسادًا‭ ‬طيلة‭ ‬العشرية‭ ‬السوداء‮»‬‭.‬
وثمّن‭ ‬الهاني‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬بإعادة‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬معهد‭ ‬التمريض‭ ‬بالقيروان،‭ ‬ودعاها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬برقادة‭ ‬بقاعات‭ ‬رياضة،‭ ‬والعناية‭ ‬بالمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للإعلامية‭ ‬والتصرّف،‭ ‬وبالمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للرياضات‭ ‬التطبيقية،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬مشروع‭ ‬معطّل‭.‬‭ ‬وطالب‭ ‬النائب‭ ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬مغالطة‭ ‬المعطّلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وبعدم‭ ‬تسويفهم‭.‬
وأشار‭ ‬النائب‭ ‬فتحي‭ ‬معالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهة‭ ‬قبلي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‬جامعية،‭ ‬في‭ ‬مفارقة‭ ‬صارخة‭ ‬مع‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬الجهوية‭ ‬والعدالة‭ ‬المعرفية،‭ ‬وطالب‭ ‬ببرمجة‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسة‭ ‬جامعية‭ ‬في‭ ‬جهته،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬فضاء‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للدراسات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬بقبلي‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يستوعب‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى،‭ ‬ويمكن‭ ‬بعث‭ ‬شعبة‭ ‬إجازة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أو‭ ‬معهد‭ ‬عالٍ‭ ‬للتمريض،‭ ‬أو‭ ‬قسم‭ ‬للغات،‭ ‬واقترح‭ ‬بعث‭ ‬معهد‭ ‬أعلى‭ ‬للفلاحة‭ ‬في‭ ‬قبلي،‭ ‬وتساءل‭: ‬أين‭ ‬ذهبت‭ ‬تجهيزات‭ ‬فرع‭ ‬مدينة‭ ‬العلوم‭ ‬بقبلي؟
أما‭ ‬النائب‭ ‬جلال‭ ‬القروي،‭ ‬فقد‭ ‬قدّم‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬والمؤشرات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتشغيل‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭ ‬وهجرة‭ ‬الكفاءات‭. ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬النائب‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬لدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الطلابية،‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يتم‭ ‬تشجيع‭ ‬الطالب‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬فكرة‭ ‬مشروع‭ ‬على‭ ‬بعث‭ ‬مشروعه،‭ ‬وأوصى‭ ‬بدعم‭ ‬تمويل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وردّ‭ ‬الاعتبار‭ ‬للسكن‭ ‬الجامعي،‭ ‬وبناء‭ ‬مبيتات‭ ‬جديدة،‭ ‬ودعم‭ ‬النقل‭ ‬الجامعي‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬البلديات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ورقمنة‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬التسجيل‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬فالتقييم،‭ ‬وإحداث‭ ‬منحة‭ ‬جهوية‭ ‬للتمييز‭ ‬الجامعي‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية،‭ ‬تكون‭ ‬موجّهة‭ ‬لاختصاصات‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والفلاحة‭ ‬والرقمنة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬منظومة‭ ‬التربّصات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭.‬
مشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم
وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬أشار‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الحوارية‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬بأهمية‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬البناء‭ ‬الوطني،‭ ‬لأنه‭ ‬حاضنة‭ ‬للكفاءات،‭ ‬وفضاء‭ ‬لإنتاج‭ ‬المعرفة،‭ ‬ومحرّك‭ ‬لعجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭.‬
وبيّن‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لضمان‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬ومواكبتها‭ ‬للتطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعلمية‭ ‬العالمية‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬دخلت‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬مسارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يؤسّس‭ ‬لتحوّل‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الحكم‭ ‬وإدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬مسار‭ ‬يضع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬ويرتكز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬عادلة،‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬قرارها،‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬توجهاتها،‭ ‬توظّف‭ ‬كل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬خدمةً‭ ‬للمواطن،‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتها‭ ‬الثروة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬رصيد‭ ‬تونس‭ ‬الأثمن‭ ‬وموردها‭ ‬الاستراتيجي‭.‬
وعبّر‭ ‬الدربالي‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬المجلس‭ ‬بدعم‭ ‬المبادرات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جودة‭ ‬التكوين،‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬التوجيه‭ ‬الملائم‭ ‬لسوق‭ ‬الشغل،‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬مراكز‭ ‬البحث،‭ ‬أو‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُمكّن‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التحوّلات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والرقمية،‭ ‬ويعزّز‭ ‬تموقعها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬
وأكد‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬لإصلاح‭ ‬التعليم،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ - ‬حسب‭ ‬رأيه‭ - ‬على‭ ‬أسس‭ ‬شعبية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬ووطنية،‭ ‬تؤمّن‭ ‬لتونس‭ ‬السيادة‭ ‬العلمية،‭ ‬وتصون‭ ‬كفاءاتها،‭ ‬وتكرّس‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وتدعم‭ ‬مبدأ‭ ‬الانتماء‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬والبحثية‭ ‬التونسية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬لبنات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬هو‭ ‬إرساء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭. ‬وأشار‭ ‬الدربالي‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬وعلى‭ ‬تمكين‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزمها‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬مادي‭ ‬وبشري‭ ‬وتشريعي‭ ‬لتستعيد‭ ‬مكانتها‭ ‬كقاطرة‭ ‬للإصلاح‭ ‬ومختبر‭ ‬للمستقبل‭.‬
ولم‭ ‬يُفوّت‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬الفرصة‭ ‬للتنديد‭ ‬الشديد،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬استنكاره‭ ‬العميق‭ ‬لما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬جائر‭ ‬وظروف‭ ‬إنسانية‭ ‬مأساوية‭ ‬تمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬لكل‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭. ‬ووجّه‭ ‬نداء‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أحرار‭ ‬العالم‭ ‬وكل‭ ‬الضمائر‭ ‬الحيّة،‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومنظمات،‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لسياسات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الحصار‭ ‬الظالم‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ودعم‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬البطل‭ ‬حتى‭ ‬ينال‭ ‬حقوقه‭ ‬كاملة،‭ ‬غير‭ ‬منقوصة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتها‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭.‬
أهداف‭ ‬ومؤشرات
وقبل‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬النقاش،‭ ‬أطْلع‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬الوزارة‭ ‬وبرامجها،‭ ‬وقدم‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬والنسب‭.‬
فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬يتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬إصلاحات‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الدرس،‭ ‬واعتماد‭ ‬هندسة‭ ‬التكوين،‭ ‬ومراجعة‭ ‬عروض‭ ‬التكوين،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬للتأهيل،‭ ‬ومراجعة‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ملاءمة‭ ‬التكوين‭ ‬مع‭ ‬الحاجيات‭ ‬المستجدة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التأهيل‭ ‬أصبح‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬دليل‭ ‬مهني‭ ‬للكفاءات،‭ ‬ودعم‭ ‬بناء‭ ‬مشترك‭ ‬لمسارات‭ ‬التكوين،‭ ‬أي‭ ‬بناء‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭.‬
وأكد‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬آليات‭ ‬دعم‭ ‬إدماج‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬وتنمية‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬آليات‭.‬
أما‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني،‭ ‬فيخص‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير،‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭. ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬منكبة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬مردودية‭ ‬أفضل‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وأنها‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬والترتيبية‭ ‬والأوامر‭ ‬وكراسات‭ ‬الشروط،‭ ‬بهدف‭ ‬مزيد‭ ‬تأطير‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬وتهدف‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ - ‬حسب‭ ‬قوله‭ - ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬حوكمة‭ ‬القطاع،‭ ‬وتوفير‭ ‬إمكانيات‭ ‬مالية‭ ‬أفضل‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬التدرّج‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تسجيل‭ ‬مخالفات‭. ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬نقطة،‭ ‬فهي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إلزام‭ ‬هياكل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬بانتداب‭ ‬الدكاترة،‭ ‬وجعلهم‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬تدريس‭ ‬قار‭ ‬بنسبة‭ ‬معيّنة،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬مراجعة‭ ‬كراس‭ ‬الشروط‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬المراقبة‭ ‬والمتابعة‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬منظومة‭ ‬إعلامية‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬والإدارة‭ ‬المركزية،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬يسجل‭ ‬فيه‭ ‬الطالب،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬مطلب‭ ‬المعادلة‭ ‬أو‭ ‬المصادقة‭. ‬كما‭ ‬تُمكّن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬إطار‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭.‬
وبخصوص‭ ‬مؤشرات‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطوير‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي،‭ ‬بيّن‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬اعتمدت‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭:‬
1‭. ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬المصنفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬وفسّر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬لمعاضدة‭ ‬الجامعات‭ ‬حتى‭ ‬يقع‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية‭.‬
2‭. ‬نسبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬المطابقة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة،‭ ‬طبقًا‭ ‬للمواصفات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتصرف‭ ‬الإداري‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بعملية‭ ‬تأمين‭ ‬التدريس‭.‬
3‭. ‬نسبة‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الدولي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الهندسة‭.‬
وفسّر‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتقييم‭ ‬والاعتماد،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬المشعل‭ ‬للقيام‭ ‬بالتأهيل‭ ‬والاعتماد‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬ومراكز‭ ‬البحث‭ ‬والجامعات،‭ ‬ولجميع‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭.‬
تطوير‭ ‬التكوين
وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات،‭ ‬أولها‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬المصنّفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬7‭ ‬جامعات‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬13‭ ‬جامعة‭ ‬مصنفة‭ ‬دوليًا،‭ ‬وستتم‭ ‬إضافة‭ ‬جامعة‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2026‭.‬
أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬فيبلغ‭ ‬عددها‭ ‬80‭ ‬مسلكًا،‭ ‬وسيصل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬مسلكًا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الجارية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬مسلكًا‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2026‭.‬
ووفق‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الوزير،‭ ‬توجد‭ ‬بعض‭ ‬المؤشرات‭ ‬التكميلية،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬والجامعات‭ ‬بتطوير‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬المبادرة‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة،‭ ‬لذلك‭ ‬تؤمّن‭ ‬الوزارة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬عدة‭ ‬برامج‭ ‬تكوينية‭ ‬تكميلية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تمتيع‭ ‬15‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬بالتكوين‭ ‬التكميلي،‭ ‬وستُرفع‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬بالمائة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭.‬
وذكر‭ ‬أن‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي‭ ‬يشمل‭ ‬اللغات،‭ ‬وبعث‭ ‬المشاريع،‭ ‬وعدة‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬بصفة‭ ‬سلسة‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مؤشر‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬نسبة‭ ‬التكوين‭ ‬المعتمَد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مرجع‭ ‬المهن‭ ‬والكفاءات،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬المسالك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مراجع‭ ‬مهن‭ ‬وكفاءات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬9‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وستصل‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬بالمائة‭.‬
واستعرض‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التأطير‭ ‬تساوي‭ ‬أستاذًا‭ ‬لكل‭ ‬11‭ ‬طالبًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المعدّل‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أستاذ‭ ‬لكل‭ ‬14‭ ‬طالبًا‭.‬
وذكر‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الخريجين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بلغ‭ ‬51‭.‬580‭ ‬خريجًا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الاختصاصات،‭ ‬وتستعد‭ ‬المنظومة‭ ‬الجامعية‭ ‬لقبول‭ ‬76‭.‬178‭ ‬طالبًا‭ ‬جديدًا‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬البكالوريا،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬انكبت‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعودة‭ ‬الجامعية‭ ‬وأمّنت‭ ‬مقعدًا‭ ‬لكل‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المسالك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تشغيلية‭ ‬والمطلوبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطلبة‭.‬
وقال‭ ‬إن‭ ‬ميزانية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بلغت‭ ‬1528‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬
البحث‭ ‬العلمي
وتطرّق‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬ومنظومة‭ ‬بحث‭ ‬وتجديد‭ ‬متطورة‭ ‬ومنفتحة‭ ‬تستجيب‭ ‬لأولويات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومقتضيات‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولها‭ ‬هدفان‭:‬
أولهما‭ ‬دعم‭ ‬إشعاع‭ ‬المنظومة‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قامت‭ ‬الوزارة‭ ‬ببلورة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الشروع‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬مدة،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬مسوحات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬المنظّمة‭ ‬لإدارة‭ ‬دراسات‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬دعم‭ ‬التميّز،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬الدكتوراه‭ ‬مخصصة‭ ‬حقًا‭ ‬للطلبة‭ ‬المتميزين‭. ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬البرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تستجيب‭ ‬للأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬خاصة‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وبذلت‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لتثمين‭ ‬البحوث،‭ ‬لحرصها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬قاطرة‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وفي‭ ‬خدمة‭ ‬حاجات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬مجمّعات‭ ‬بحث‭ ‬وتحفيز‭ ‬الباحثين‭ ‬والدكاترة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬ناشئة‭ ‬عبر‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بتثمين‭ ‬البحوث‭ ‬وبعث‭ ‬مؤسساتهم‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬أيضًا‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬لترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬وحماية‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭.‬
أما‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فيتمثّل‭ - ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ - ‬في‭ ‬دعم‭ ‬بحث‭ ‬مبتكر‭ ‬يعزّز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬العلمية‭ ‬وتنوعها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬نحو‭ ‬الأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشريك‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬التمويل‭ ‬التنافسي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬مع‭ ‬تنويع‭ ‬مصادره،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬بطلب‭ ‬عروض،‭ ‬وتقييم‭ ‬المشاريع،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬يتم‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭.‬
وفسّر‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتقييم‭ ‬الهدف‭ ‬الأول،‭ ‬المتعلق‭ ‬بدعم‭ ‬إشعاع‭ ‬منظومة‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭:‬
•‭ ‬ترتيب‭ ‬الجامعات‭ ‬التونسية،
•‭ ‬نسبة‭ ‬المقالات‭ ‬العلمية‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬المحكّمة‭ ‬من‭ ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬74‭.‬32‭ ‬بالمائة‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬75‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025،
•‭ ‬عدد‭ ‬المنشورات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬المفهرسة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬نشر‭ ‬11‭.‬600‭ ‬مقال‭ ‬علمي،‭ ‬وحسب‭ ‬التقديرات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬سيصل‭ ‬العدد‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬000‭ ‬مقال‭ ‬علمي‭.‬
أما‭ ‬المؤشرات‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتقييم‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني،‭ ‬المتعلّق‭ ‬بدعم‭ ‬البحث‭ ‬المبتكر‭ ‬الذي‭ ‬يعزّز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فتم‭ ‬اعتماد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭:‬
1‭. ‬تطوّر‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية،
2‭. ‬تطوّر‭ ‬عدد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لقياس‭ ‬مدى‭ ‬انفتاح‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬محيطها،
3‭. ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭.‬
وبخصوص‭ ‬المؤشر‭ ‬الأول،‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬بلغ‭:‬
•‭ ‬3‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬اختراع‭ ‬عالمية،
•‭ ‬100‭ ‬مطلب‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬وطنية،
•‭ ‬3‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬تخص‭ ‬المستنبطات‭ ‬النباتية‭.‬
وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬مطالب‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭:‬
•‭ ‬4‭ ‬مطالب‭ ‬اختراع‭ ‬دولية،
•‭ ‬110‭ ‬مطالب‭ ‬اختراع‭ ‬وطنية،
•‭ ‬2‭ ‬مطلب‭ ‬براءات‭ ‬تخص‭ ‬المستنبطات‭ ‬النباتية‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤشر‭ ‬الثاني،‭ ‬فأشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بلغ‭ ‬190‭ ‬اتفاقية‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬العدد‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬إلى‭ ‬207‭ ‬اتفاقيات‭.‬
وبيّن‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬أن‭ ‬ميزانية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬بلغت‭ ‬213‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬هياكل‭ ‬البحث‭ ‬يبلغ‭ ‬544‭ ‬وحدة‭ ‬ومخبر‭ ‬بحث،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬36‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لتمويل‭ ‬هذه‭ ‬الهياكل‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬طلبة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بلغ‭ ‬12‭.‬500،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬الدكتوراه‭ ‬3‭.‬170‭.‬
الخدمات‭ ‬الجامعية
ومن‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة،‭ ‬ما‭ ‬تعلق‭ ‬بالخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الوزارة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬الإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالطلبة،‭ ‬عبر‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬ومساعدات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وقروض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬خدمات‭ ‬السكن‭ ‬والإطعام‭ ‬الجامعي‭ ‬حسب‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتوفرة‭.‬
وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬انخراط‭ ‬أغلب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وخاصة‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية،‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الجودة‭ ‬والإشهاد،‭ ‬وهناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬تحصّلت‭ ‬على‭ ‬الإشهاد‭ ‬الأولي‭. ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتسهيل‭ ‬انخراط‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي،‭ ‬وهي‭ ‬تصبو‭ ‬إلى‭ ‬استكمال‭ ‬برنامج‭ ‬رقمنة‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬لتقريبها‭ ‬من‭ ‬الطالب‭.‬
وتتمثل‭ ‬الرقمنة،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬بطاقة‭ ‬ذكية‭ ‬تمكّن‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات،‭ ‬مثل‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المطاعم‭ ‬والحجز‭ ‬المسبق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية‭.‬
وأضاف‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الإحاطة‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬بالطلبة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بذلت‭ ‬الوزارة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لتأمين‭ ‬هذه‭ ‬الإحاطة،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬منصة‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬لتقديم‭ ‬الإحاطة‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬طلبات‭ ‬الطلبة‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬سرية‭ ‬المعلومات‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬والإبداعية‭.‬
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مؤشرات‭ ‬برامج‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬فهي‭ ‬تتلخص،‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير،‭ ‬في‭ ‬مؤشرين،‭ ‬وهما‭: ‬نسبة‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الإشهادي،‭ ‬ونسبة‭ ‬الغرف‭ ‬الفردية‭ ‬ونسبة‭ ‬الغرف‭ ‬المزدوجة‭ ‬الموضوعة‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الطلبة‭. ‬وعبّر‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬غرف‭ ‬ثنائية‭.‬
أما‭ ‬المؤشر‭ ‬الخاص‭ ‬بالإحاطة‭ ‬النفسية،‭ ‬فيتم‭ ‬قياسه‭ ‬بنسبة‭ ‬الطلبة‭ ‬المنتفعين‭ ‬بالإحاطة‭ ‬النفسية،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدد‭ ‬التظاهرات‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬والرياضية،‭ ‬ونسبة‭ ‬الطلبة‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬النوادي‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭.‬
وأعلن‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬الاستعداد‭ ‬لفتح‭ ‬مركب‭ ‬ثقافي‭ ‬جديد‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجامعية‭ ‬القادمة‭.‬
وقدم‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬أرقامًا‭ ‬حول‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وبيّن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬70‭.‬500‭ ‬أكلة‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المطاعم‭ ‬الجامعية،‭ ‬وتم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬توزيع‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬أكلة‭.‬
وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬السكن‭ ‬الجامعي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬81‭.‬89‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬63‭.‬660‭ ‬طالبًا‭ ‬من‭ ‬التمتع‭ ‬بالسكن‭ ‬العادي‭ ‬أو‭ ‬الاستثنائي‭.‬
أما‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬المنتفعين‭ ‬بمنح‭ ‬جامعية‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬142‭.‬657،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬اعتمادات‭ ‬قدرها‭ ‬169‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬للمنح‭.‬
الحوكمة‭ ‬والرقمنة
أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحوكمة،‭ ‬فقد‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الحرص،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تطوير‭ ‬أساليب‭ ‬التصرف،‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬بمنح‭ ‬استقلالية‭ ‬أكبر‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
وهناك‭ ‬6‭ ‬جامعات‭ ‬و9‭ ‬مؤسسات‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬جامعية‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬علمية‭ ‬وتكنولوجية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يمنحها‭ ‬مرونة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬التصرف،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تبسيط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬وتقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬من‭ ‬الطالب‭ ‬والأستاذ،‭ ‬وتطوير‭ ‬خدمات‭ ‬الرقمنة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الاتصال‭.‬
وبيّن‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وبناء‭ ‬مقرات‭ ‬جديدة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية،‭ ‬وصيانة‭ ‬المباني‭ ‬وتهيئتها‭ ‬أو‭ ‬توسعة‭ ‬الفضاءات،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الانتقال‭ ‬الرقمي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
وحسب‭ ‬قوله،‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنجاز‭:‬
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الأول‭: ‬20‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬جملية‭ ‬قدرها‭ ‬114‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الثاني‭: ‬103‭ ‬مشاريع‭ ‬بقيمة‭ ‬468‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الثالث‭: ‬48‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬197‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الرابع‭: ‬53‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬192‭ ‬مليون‭ ‬دينار،
•‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الخامس‭: ‬26‭ ‬مشروعًا‭ ‬بقيمة‭ ‬225‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭:‬
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬بالكاف،
•‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬والحرف‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد،
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬زاما‭ ‬بسليانة،
•‭ ‬المبيت‭ ‬الجامعي‭ ‬البساتين‭ ‬بصفاقس‭.‬
وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭ ‬لإقامة‭ ‬الطلبة‭ ‬بالمبيتات‭ ‬الجامعية‭.‬
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الانتقال‭ ‬الرقمي،‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬انخراط‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬معلوماتي‭ ‬مندمج‭ ‬متكامل‭ ‬يخص‭ ‬الطالب‭ ‬والأستاذ‭ ‬والموظف‭ ‬وجميع‭ ‬مكونات‭ ‬المنظومة‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬السحاب‭ ‬الرقمي‮»‬،‭ ‬وسيتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تجميع‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بمركز‭ ‬حساب‭ ‬الخوارزمي‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تركيز‭ ‬حاسب‭ ‬فائق‭ ‬الأداء‭ ‬يتميز‭ ‬بقدرات‭ ‬حسابية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬إفريقيا‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬شبكات‭ ‬الربط‭ ‬بالإنترنت‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وشبكات‭ ‬الربط‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسات‭.‬
إصلاحات‭ ‬جديدة
وخلص‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد،‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الانطلاق‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬ملاءمة‭ ‬التكوين‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تمت‭ ‬مراجعة‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬المتجددة،‭ ‬وتركيز‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الأخضر،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التكوين‭ ‬بالتداول،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭.‬
ولإرساء‭ ‬منظومة‭ ‬مرنة‭ ‬ومندمجة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تم‭ ‬العمل،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬مسارات‭ ‬التكوين،‭ ‬لمنح‭ ‬فرص‭ ‬أكبر‭ ‬للطالب‭ ‬لكي‭ ‬يواصل‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تكوينه‭ ‬الأولي،‭ ‬مع‭ ‬تسهيل‭ ‬حركية‭ ‬الطلبة‭ ‬والتنقل‭ ‬بين‭ ‬المسارات‭. ‬وأكد‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التوجيه‭ ‬الجامعي‭ ‬عبر‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الميولات‭ ‬والقدرات‭ ‬الشخصية‭ ‬وفرص‭ ‬التشغيل،‭ ‬ومراجعة‭ ‬منظومات‭ ‬الإجازات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬حقيقة‭ ‬تلبي‭ ‬حاجيات‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربات‭ ‬بيداغوجية‭ ‬حديثة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الكفايات‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وكذلك‭ ‬إدماج‭ ‬المهارات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مسارات‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭. ‬وتم‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬لدعم‭ ‬تكوين‭ ‬المكونين‭.‬
وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الإصلاح‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعميم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الجامعية‭ ‬والبحثية،‭ ‬فجميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحث‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وبالسحاب‭ ‬الرقمي‭ ‬المركز‭ ‬بمركز‭ ‬حساب‭ ‬الخوارزمي‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بتطوير‭ ‬منصات‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والمحتويات‭ ‬الرقمية‭ ‬المفتوحة‭ ‬عبر‭ ‬الجامعة‭ ‬الافتراضية،‭ ‬وتقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬بمجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭.‬
وأضاف‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للطلبة‭ ‬والخريجين،‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬عديدة‭ ‬عبر‭ ‬مراكز‭ ‬المهن‭ ‬وإشهاد‭ ‬الكفاءات‭ ‬وأقطاب‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الجامعات،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التكوين‭ ‬التكميلي،‭ ‬تمكين‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬لتحسين‭ ‬قدراته‭ ‬اللغوية‭ ‬والمعرفية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الطالب‭ ‬المبادر‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الانفتاح‭ ‬الدولي،‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الجامعي‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬شهادات‭ ‬مزدوجة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬ويتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬جاذبية‭ ‬الوجهة‭ ‬الجامعية‭ ‬التونسية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطلبة‭ ‬الأجانب‭.‬
وذكر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للبحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬نفقات‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬مع‭ ‬تحفيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬والبحث‭ ‬والابتكار،‭ ‬ودعم‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبحث،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬هيكلة‭ ‬للمبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬الإحاطة‭ ‬والمرافقة،‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التثمين‭ ‬والنقل‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬ودعم‭ ‬البحوث‭ ‬التطبيقية‭ ‬الموجهة‭ ‬للمحيط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وللحاجيات‭ ‬الوطنية‭.‬
وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬البرامج‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة،‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بتطوير‭ ‬البحوث‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬مجمعات‭ ‬بحث‭ ‬علمي،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬للابتكارات‭ ‬الخضراء،‭ ‬ودعم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العلمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬ومتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬والابتكار،‭ ‬ودعم‭ ‬تبادل‭ ‬الطلبة‭ ‬الباحثين‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬التونسية‭ ‬والأجنبية‭.‬
المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية
وتعقيبًا‭ ‬على‭ ‬مداخلات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬بيّن‭ ‬الوزير‭ ‬منذر‭ ‬بلعيد‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬المتراكمة،‭ ‬وهي‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬إصلاحات‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تركيز‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية،‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬الصرح‭ ‬الأساسي‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬التربية،‭ ‬من‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.‬
وبخصوص‭ ‬انتدابات‭ ‬حاملي‭ ‬شهادات‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬سيتم‭ ‬الإعلان‭ ‬قريبًا‭ ‬عن‭ ‬المناظرة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬شبكة‭ ‬التقييم‭ ‬وإجراءات‭ ‬تنظيم‭ ‬المناظرة،‭ ‬لإضفاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬وضمان‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬لكل‭ ‬المشاركين،‭ ‬مع‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمدرسين‭ ‬الباحثين‭ ‬بإدراج‭ ‬مقتضيات‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬هياكل‭ ‬طعن‭ ‬وتحكيم‭ ‬علمي،‭ ‬ومزيد‭ ‬ملاءمته‭ ‬مع‭ ‬المهام‭ ‬المستجدة‭ ‬لمنظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭.‬
وتطرق‭ ‬بلعيد‭ ‬في‭ ‬إجاباته‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬تتعلق‭ ‬بـ‭:‬
التكوين‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬والإحداثات،‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية‭.‬
بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التكوين‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬قامت‭ ‬بإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬أمر‭ ‬لتأهيل‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين،‭ ‬ومشروع‭ ‬أمر‭ ‬ينظم‭ ‬دراسات‭ ‬الدكتوراه‭.‬‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بمشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬التكوين‭ ‬الهندسي‭ ‬وإعداد‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬للدراسات‭ ‬الهندسية‮»‬،‭ ‬ويتم‭ ‬اليوم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬لجنة‭ ‬قيادة‭ ‬لمتابعة‭ ‬إنجاز‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭. ‬وتم‭ ‬إعداد‭ ‬أمر‭ ‬جديد‭ ‬يخص‭ ‬شروط‭ ‬التحصل‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الوطنية‭ ‬لهندسة‭ ‬العلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬
وبخصوص‭ ‬دعم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬بيّن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لتنمية‭ ‬قدرات‭ ‬الطلبة،‭ ‬مثل‭ ‬مراكز‭ ‬الإشهاد،‭ ‬ومراجعة‭ ‬نظام‭ ‬الطالب،‭ ‬وتخصيص‭ ‬تمويلات‭ ‬لتمكين‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬تكميلي،‭ ‬ومراجعة‭ ‬آليات‭ ‬تشريك‭ ‬المهنيين‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬الجامعي‭. ‬وسيتم،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي،‭ ‬إرساء‭ ‬مرصد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جامعة‭ ‬لمتابعة‭ ‬خريجي‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وهي‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لمراجعة‭ ‬مسالك‭ ‬التكوين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدماج‭ ‬البعد‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭.‬
وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬تمويلات‭ ‬لمشاريع‭ ‬الباحثين‭ ‬والدكاترة،‭ ‬ويصل‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لتمويل‭ ‬المشروع‭ ‬وبعث‭ ‬شركات‭ ‬ناشئة‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الإحداثات‭ ‬الجديدة،‭ ‬فأشار‭ ‬بلعيد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬قريبًا‭ ‬إصدار‭ ‬نصوص‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬في‭ ‬الرائد‭ ‬الرسمي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬يتم‭ ‬اقتراحها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات،‭ ‬وعبّر‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬الوزارة‭ ‬لدراسة‭ ‬كل‭ ‬طلبات‭ ‬إحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬جامعية‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬عليها‭.‬
وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتوجيه‭ ‬الجامعي،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬وضعت‭ ‬دليلًا‭ ‬يتضمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مسلك‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬ميادين،‭ ‬وهي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬يلبي‭ ‬انتظارات‭ ‬الطلبة‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬طاقة‭ ‬استيعاب‭ ‬الشعب‭ ‬الواعدة‭ ‬واختصاصات‭ ‬التكوين‭ ‬شبه‭ ‬الطبي‭.‬
وتفاعلًا‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬طالبوا‭ ‬بدعم‭ ‬توازن‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية،‭ ‬قال‭ ‬الوزير‭ ‬إن‭ ‬إحداث‭ ‬الأقاليم‭ ‬يسمح‭ ‬بتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الإخلالات،‭ ‬ومزيد‭ ‬حوكمة‭ ‬الخارطة‭ ‬الجامعية،‭ ‬ودراسة‭ ‬الإحداثات‭ ‬طبقًا‭ ‬لمنهجية‭ ‬علمية‭. ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الخارطة‭ ‬البحثية‭ ‬وتوزيع‭ ‬مخابر‭ ‬البحث‭ ‬بين‭ ‬الجامعات،‭ ‬مع‭ ‬تدعيم‭ ‬الجامعات‭ ‬الفتية‭ ‬بمخابر‭ ‬بحث‭ ‬ومدارس‭ ‬دكتوراه‭.‬

سعيدة‭ ‬بوهلال