لا يُعدّ تطوير وإنتاج وتسويق الأدوية، مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمجالات الحياتية المُتعلّقة بمنظومة الصحة والعلاج فحسب، بل يتجاوز ذلك، لكونه قطاعا حيويا في الصناعة التونسية ويساهم في تحقيق انتعاشة اقتصادية وازدهار تنموي شامل، وبشكل كبير في الناتج المحلي الوطني، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وفي هذا الصدد، أورد أمين مال الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سليم بوزقندة أن 42 شركة لتصنيع الأدوية ذات الاستعمال البشري تتمركز في تونس، من جنسيات مختلفة أردنية وأمريكية وفرنسية وإيطالية، وتوفّر قرابة 12 ألف موطن شغل.
وبحسب سليم بوزقندة لـ«الصباح»، من المنتظر أن يتعزّز النسيج الصناعي لإنتاج الأدوية، مع موفى العام الجاري 2025، بـ3 شركات جديدة، تونسية، مبرزا أن هذه الشركات أتمت إعداد ملفاتها في انتظار الحصول على تأشيرة للانطلاق الرسمي في التصنيع.
وذكر سليم بوزقندة أن تونس تنتج 16 صنفا من الأدوية و14 صنفا من المستحضرات الطبية.
وفي ما يتعلّق بالصادرات، أوضح محدثنا، أن بلادنا تمكّنت خلال العام الفارط 2024، من تحقيق صادرات بقيمة 350 مليون دينار من الأدوية و50 مليون دينار من المستحضرات الطبية، إلى نحو ما يقارب 30 وجهة خارجية أبرزها الدول الأوروبية على غرار فرنسا والدول العربية من بينها العراق وليبيا والأردن.
ارتباط قوي بالسوق الإفريقية
وبخصوص الوجهة الإفريقية، أوضح أمين مال الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أن الدول الإفريقية استحوذت على 40 من قيمة الصادرات في 2024، على أن أهم الدول الإفريقية التي توزّع إليها الأدوية المُصنّعة في تونس هي ليبيا وساحل العاج والكاميرون.
وفي سياق متّصل، قال سليم بوزقندة أن الارتباط بالسوق الإفريقية قوي في قطاع الأدوية ليس من حيث استقبالها لحجم كبير من الصادرات التونسية فقط، بل أيضا من حيث انتصاب العديد من المستثمرين التونسيين في الدول الإفريقية، إذ يبلغ عدد الشركات التونسية لتصنيع الأدوية المتوقعة في إفريقيا 4 في كل من الجزائر والكاميرون وساحل العاج، متوقّعا أن تنسج شركات تونسية أخرى على منوال هذه الشركات، لتفتح أخرى أبوابها في إفريقيا في الفترة القادمة باعتبارها سوقا استهلاكية هامة في قطاع الأدوية.
وتكتسي السوق الإفريقية أهمية بالغة بالنسبة لتونس، حيث أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني في ماي 2025، خلال لقائه بالمديرة التنفيذية ووفد من وكالة التنمية التابعة للاتحاد الإفريقي أن تونس ستساهم في تصنيع 24 دواءً حيوياً لفائدة الأمن القومي الصحي للدول الإفريقية، وهو ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي لتصدير المعرفة والخبرة في مجال الصحة، كما تم التباحث في ذات اللقاء حول سبل دعم القطاع الصحي في تونس وتعزيز التعاون الإفريقي في مجالات الصحة الإنجابية والصناعات الدوائية.
وتبذل تونس مجهودات متواصلة لتموقع أكبر على المستوى القاري، مدفوعة بإشعاعها في الصناعات الصيدلية والدوائية، وعلى خلفية تمتّع إطاراتها الطبية وشبه الطبية بالكفاءة المطلوبة رغم نزيف الهجرة المستمرّ، وجودة الأدوية المُصنّعة دوليا وتوفر البنية التحتية على غرار المستشفيات وكليات الطب والصيدلة.
وفي هذا الإطار، صرّح الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية شكري حمودة، أن تونس قادرة على أن تصبح قطبا صيدلانيا إفريقيا.
80 % من الأدوية المتواجدة حاليا في الصيدليات التونسية صنعت في بلادنا
وعلى صعيد آخر، أبرز سليم بوزقندة أن السوق التونسية تستهلك بمعدّل سنوي بقيمة 3.7 مليار دينار، 60 % من قيمة هذا الاستهلاك المحلي يقع تصنيعه في تونس.
وقال محدثنا، أن 80 % من الأدوية المتواجدة حاليا في الصيدليات التونسية صنعت في تونس.
تصنيع 3168 دواء جنيسًا و46 دواء من البدائل الحيوية في تونس
وتراهن تونس على تصنيع الأدوية الجنيسة للترفيع من نسق الإنتاج، وبالنظر إلى أنها تعدّ أحد السبل الكفيلة بتغطية النقص المسجّل في عدد من أصناف الأدوية حيث أفاد المدير العام للوكالة التونسية للدواء ومواد الصحة، عبد الرزاق الهذيلي، إن تونس تصنع 3168 دواء جنيسًا و46 دواء من البدائل الحيوية، حتى أن مستثمرين تونسيين يستعدون لاقتحام السوق الأوروبية في مجال الأدوية الجنيسة.
والمقصود بالأدوية الجنيسة الدواء الذي يكافئ منتجًا دوائيًّا ذا علامة تجارية مسجلة ومحمي قانونيًّا ويخضع لرقابة ومتابعة مكثفة، داخل المسالك المنظمة.
كما سبق وأن اعتبر وزير الصحة أن تونس تمتلك خبرة تمتد لأكثر من خمسين سنة في مجال الصناعات الدوائية وصناعة اللقاحات، وتمثل اليوم نموذجاً ناجحاً في إنتاج الأدوية الجنيسة، مشيراً إلى أن بلادنا تغطي جزءا هاماً من احتياجاتها الدوائية محلياً، وتصدر منتجاتها إلى عدد من الدول الإفريقية.
وتمضي تونس بخطوات حثيثة نحو السيادة الصحية وضمان سلامة المنتجات الطبية، إذ أكد وزير الصحة أن تونس ملتزمة بتحقيق هدف بلوغ مستوى النضج 3 وفقا للأداة المعتمدة دوليا، مطلع 2026، وذلك خلال لقائه في جويلية الجاري بفريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، وذلك في ختام مهمة تقييم لنظم تنظيم الأدوية واللقاحات بتونس.
وبهدف تخفيض الكلفة الباهظة لتوريد الأدوية والتي أرهقت الصيدلية المركزية واحتلال مكانة أكبر في السوق العالمية، تتبنى بلادنا خطة طموحة من أجل النهوض بمنظمة صنع الأدوية على غرار الأدوية البيوتكنولوجية واللقاحات، إلى جانب دعم الشركات الناشئة الناشطة في مجال التكنولوجيا الصحية لعرض المزيد من ابتكاراتهم الرائدة، خاصة وأنه قد تم منذ شهر جانفي 2025، إطلاق منصة رقمية متطورة للوكالة الوطنية للدواء ومواد الصحة، لتعزيز الشفافية والابتكار والتجديد وهي من إعداد كفاءات تونسية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
درصاف اللموشي
لا يُعدّ تطوير وإنتاج وتسويق الأدوية، مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمجالات الحياتية المُتعلّقة بمنظومة الصحة والعلاج فحسب، بل يتجاوز ذلك، لكونه قطاعا حيويا في الصناعة التونسية ويساهم في تحقيق انتعاشة اقتصادية وازدهار تنموي شامل، وبشكل كبير في الناتج المحلي الوطني، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وفي هذا الصدد، أورد أمين مال الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سليم بوزقندة أن 42 شركة لتصنيع الأدوية ذات الاستعمال البشري تتمركز في تونس، من جنسيات مختلفة أردنية وأمريكية وفرنسية وإيطالية، وتوفّر قرابة 12 ألف موطن شغل.
وبحسب سليم بوزقندة لـ«الصباح»، من المنتظر أن يتعزّز النسيج الصناعي لإنتاج الأدوية، مع موفى العام الجاري 2025، بـ3 شركات جديدة، تونسية، مبرزا أن هذه الشركات أتمت إعداد ملفاتها في انتظار الحصول على تأشيرة للانطلاق الرسمي في التصنيع.
وذكر سليم بوزقندة أن تونس تنتج 16 صنفا من الأدوية و14 صنفا من المستحضرات الطبية.
وفي ما يتعلّق بالصادرات، أوضح محدثنا، أن بلادنا تمكّنت خلال العام الفارط 2024، من تحقيق صادرات بقيمة 350 مليون دينار من الأدوية و50 مليون دينار من المستحضرات الطبية، إلى نحو ما يقارب 30 وجهة خارجية أبرزها الدول الأوروبية على غرار فرنسا والدول العربية من بينها العراق وليبيا والأردن.
ارتباط قوي بالسوق الإفريقية
وبخصوص الوجهة الإفريقية، أوضح أمين مال الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أن الدول الإفريقية استحوذت على 40 من قيمة الصادرات في 2024، على أن أهم الدول الإفريقية التي توزّع إليها الأدوية المُصنّعة في تونس هي ليبيا وساحل العاج والكاميرون.
وفي سياق متّصل، قال سليم بوزقندة أن الارتباط بالسوق الإفريقية قوي في قطاع الأدوية ليس من حيث استقبالها لحجم كبير من الصادرات التونسية فقط، بل أيضا من حيث انتصاب العديد من المستثمرين التونسيين في الدول الإفريقية، إذ يبلغ عدد الشركات التونسية لتصنيع الأدوية المتوقعة في إفريقيا 4 في كل من الجزائر والكاميرون وساحل العاج، متوقّعا أن تنسج شركات تونسية أخرى على منوال هذه الشركات، لتفتح أخرى أبوابها في إفريقيا في الفترة القادمة باعتبارها سوقا استهلاكية هامة في قطاع الأدوية.
وتكتسي السوق الإفريقية أهمية بالغة بالنسبة لتونس، حيث أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني في ماي 2025، خلال لقائه بالمديرة التنفيذية ووفد من وكالة التنمية التابعة للاتحاد الإفريقي أن تونس ستساهم في تصنيع 24 دواءً حيوياً لفائدة الأمن القومي الصحي للدول الإفريقية، وهو ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي لتصدير المعرفة والخبرة في مجال الصحة، كما تم التباحث في ذات اللقاء حول سبل دعم القطاع الصحي في تونس وتعزيز التعاون الإفريقي في مجالات الصحة الإنجابية والصناعات الدوائية.
وتبذل تونس مجهودات متواصلة لتموقع أكبر على المستوى القاري، مدفوعة بإشعاعها في الصناعات الصيدلية والدوائية، وعلى خلفية تمتّع إطاراتها الطبية وشبه الطبية بالكفاءة المطلوبة رغم نزيف الهجرة المستمرّ، وجودة الأدوية المُصنّعة دوليا وتوفر البنية التحتية على غرار المستشفيات وكليات الطب والصيدلة.
وفي هذا الإطار، صرّح الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية شكري حمودة، أن تونس قادرة على أن تصبح قطبا صيدلانيا إفريقيا.
80 % من الأدوية المتواجدة حاليا في الصيدليات التونسية صنعت في بلادنا
وعلى صعيد آخر، أبرز سليم بوزقندة أن السوق التونسية تستهلك بمعدّل سنوي بقيمة 3.7 مليار دينار، 60 % من قيمة هذا الاستهلاك المحلي يقع تصنيعه في تونس.
وقال محدثنا، أن 80 % من الأدوية المتواجدة حاليا في الصيدليات التونسية صنعت في تونس.
تصنيع 3168 دواء جنيسًا و46 دواء من البدائل الحيوية في تونس
وتراهن تونس على تصنيع الأدوية الجنيسة للترفيع من نسق الإنتاج، وبالنظر إلى أنها تعدّ أحد السبل الكفيلة بتغطية النقص المسجّل في عدد من أصناف الأدوية حيث أفاد المدير العام للوكالة التونسية للدواء ومواد الصحة، عبد الرزاق الهذيلي، إن تونس تصنع 3168 دواء جنيسًا و46 دواء من البدائل الحيوية، حتى أن مستثمرين تونسيين يستعدون لاقتحام السوق الأوروبية في مجال الأدوية الجنيسة.
والمقصود بالأدوية الجنيسة الدواء الذي يكافئ منتجًا دوائيًّا ذا علامة تجارية مسجلة ومحمي قانونيًّا ويخضع لرقابة ومتابعة مكثفة، داخل المسالك المنظمة.
كما سبق وأن اعتبر وزير الصحة أن تونس تمتلك خبرة تمتد لأكثر من خمسين سنة في مجال الصناعات الدوائية وصناعة اللقاحات، وتمثل اليوم نموذجاً ناجحاً في إنتاج الأدوية الجنيسة، مشيراً إلى أن بلادنا تغطي جزءا هاماً من احتياجاتها الدوائية محلياً، وتصدر منتجاتها إلى عدد من الدول الإفريقية.
وتمضي تونس بخطوات حثيثة نحو السيادة الصحية وضمان سلامة المنتجات الطبية، إذ أكد وزير الصحة أن تونس ملتزمة بتحقيق هدف بلوغ مستوى النضج 3 وفقا للأداة المعتمدة دوليا، مطلع 2026، وذلك خلال لقائه في جويلية الجاري بفريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، وذلك في ختام مهمة تقييم لنظم تنظيم الأدوية واللقاحات بتونس.
وبهدف تخفيض الكلفة الباهظة لتوريد الأدوية والتي أرهقت الصيدلية المركزية واحتلال مكانة أكبر في السوق العالمية، تتبنى بلادنا خطة طموحة من أجل النهوض بمنظمة صنع الأدوية على غرار الأدوية البيوتكنولوجية واللقاحات، إلى جانب دعم الشركات الناشئة الناشطة في مجال التكنولوجيا الصحية لعرض المزيد من ابتكاراتهم الرائدة، خاصة وأنه قد تم منذ شهر جانفي 2025، إطلاق منصة رقمية متطورة للوكالة الوطنية للدواء ومواد الصحة، لتعزيز الشفافية والابتكار والتجديد وهي من إعداد كفاءات تونسية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.