إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عدد الوفيات داخلها ارتفع إلى 7.. الزنازين الإيطالية "تلتهم" سجناء تونسيين في ظروف مأساوية وغامضة

 

تقرير حقوقي إيطالي يكشف: المنظومة السجنية الإيطالية كارثية و«بلا تنفّس»

وفاة جديدة لمهاجر تونسي داخل زنزانته بأحد السجون الإيطالية، حيث تم العثور على جثة الشاب البالغ من العمر 26 سنة داخل زنزانته في سجن «ماسا كارارا» شمال إيطاليا، ليرتفع بذلك عدد حالات الوفاة في صفوف المهاجرين التونسيين داخل السجون الإيطالية إلى 7 حالات منذ بداية السنة.

ووفق بعض المصادر، فإن السجن المذكور يعاني من اكتظاظ كبير، إذ تبلغ طاقة استيعابه 176 سجينًا، في حين يوجد به حاليًا 272 سجينًا.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة العدل الإيطالية حتى 31 ديسمبر 2024 أن السجناء الأجانب يشكّلون نسبة كبيرة من نزلاء السجون في البلاد. وتأتي تونس في المرتبة الرابعة بـ1709 سجناء، والمغرب في المرتبة الثانية بـ1855 سجينًا، وألبانيا في المرتبة الأولى بـ1932 سجينًا، ومصر بـ1019 سجينًا، والسنغال 493 سجينًا، وغانا 174 سجينًا، والصين 247 سجينًا، وأوكرانيا 259 سجينًا.

وتعكس هذه الأرقام الهيمنة العددية للسجناء القادمين من دول شمال إفريقيا وأوروبا الشرقية.

أما فيما يتعلّق بمعدلات السجن بالنسبة إلى عدد المقيمين، أي عند احتساب معدلات السجن مقارنة بعدد أفراد الجاليات المقيمة في إيطاليا، فتظهر النسب تونس في المرتبة الأولى
بـ2.26 %، ثم المغرب 1.54 %، تليها نيجيريا بـ1.37 %، ثم سوريا بـ1.36 %، تليها أفغانستان بـ0.67 %، ثم ألبانيا بـ0.57 %، فالسنغال 0.48 %، ثم غانا بـ0.36 %، فإثيوبيا بـ0.27 %، ورومانيا بـ0.22 %.

وتُبرز هذه المعطيات أن بعض الجاليات، مثل التونسية والمغربية، تسجّل معدلات احتجاز مرتفعة مقارنة بعدد المقيمين من نفس الجنسية.

حالات انتحار..

توفي 10 مهاجرين تونسيين في سجون ومراكز احتجاز إيطالية خلال سنة 2024، وشهد العام الماضي وصول أكثر من 66 ألف مهاجر إلى إيطاليا، 12 % منهم تونسيون.

ونقلت إذاعة فرنسية خبر وفاة شاب تونسي في سجن «بياكنزا» الإيطالي، لتكون الوفاة العاشرة لتونسي في السجون الإيطالية سنة 2024.

وفي نوفمبر الماضي، دفنت عائلة تونسية جثة فادي بن ساسي، 20 عامًا، الذي توفي أيضًا في سجن إيطالي، فيما يبدو أنه انتحار.

وكشف تحقيق أجرته منظمة «محامون بلا حدود» سنة 2022 بعد وفاة رجلين تونسيين في هذه المراكز، أن 88 % من المهاجرين التونسيين العائدين من إيطاليا تعرّضوا للإيذاء الجسدي والنفسي، والذي قد يؤدي بعضه إلى إيذاء النفس والانتحار.

وفي جوان 2024، قال مصطفى العويني، المسؤول التونسي في المعهد الوطني الكونفدرالي للمساعدة في إيطاليا، إن 3000 مهاجر تونسي محتجزون في السجون الإيطالية.

وقد وضع، في وقت سابق، سجين تونسي يبلغ من العمر 33 عامًا حدًّا لحياته في سجن «سان كيريكو» في مونزا، حيث كان يقضي العقوبة المحكوم بها.

كما توفي شاب تونسي يبلغ من العمر حوالي 23 عامًا داخل سجن “مونزا” في إيطاليا، وقد كشفت الأبحاث الأولية أن الشاب أقدم على الانتحار.

«بلا تنفّس»..

كشف تقرير جديد أصدرته جمعية «أنتيغوني» الحقوقية تحت عنوان «بلا تنفّس» عن وضع كارثي يعيشه النظام السجني في إيطاليا، حيث بلغ عدد السجناء حتى 30 أفريل 2025 حوالي 62,445 نزيلاً، مقابل قدرة استيعابية فعلية لا تتجاوز 46,700، أي بمعدل اكتظاظ عام يصل إلى 133 %.

ووفقًا للبيانات الواردة في التقرير الحادي والعشرين الصادر عن جمعية «أنتيغوني»، فقد بلغ عدد السجناء الأجانب 19,740 شخصًا، ما يمثل نسبة 31.6 % من إجمالي عدد السجناء في البلاد.

وتُظهر هذه النسبة استقرارًا نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت النسبة 31.8 % في نهاية سنة 2024 و31.4 % في نهاية عام 2023، مع ملاحظة أن هذه النسبة بلغت ذروتها في عام 2007 بنسبة 37.5 %، ومنذ ذلك الحين شهدت انخفاضًا تدريجيًا.

وبحسب التقرير، فإن 58 مؤسسة سجنية تجاوزت نسبة إشغالها 150 %، في حين أن فقط 36 منشأة من أصل 189 لا تعاني من الاكتظاظ. وتتصدر بعض المؤسسات قائمة الاكتظاظ الحاد مثل سجن سان فيتوري في ميلانو (220 %) وسجن فودجا (212 %) وسجن لوكّا (205 %).

أما على صعيد الوفيات داخل السجون، فقد سجل عام 2024 رقمًا قياسيًا هو الأسوأ منذ بدء الرصد في عام 2002، حيث تم تسجيل 91 حالة انتحار.

فيما بلغ العدد 33 حالة في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وبلغ معدل الانتحار 14.8 حالة لكل 10 آلاف سجين، وهو الأعلى على الإطلاق، ويمثل رقمًا يفوق نظيره بين السكان خارج السجون بـ25 مرة. كما تم تسجيل 246 حالة وفاة في السجون عام 2024، ما بين حالات انتحار وأسباب أخرى.

وأشار التقرير إلى أن 62 من حالات الانتحار وقعت خلال الأشهر الستة الأولى من الاعتقال، و11 منها خلال الأسبوع الأول، وهي فترة غالبًا ما يُترك فيها السجين في عزلة داخل أقسام متدهورة البنية.

أوضاع مزرية داخل الزنازين..

ورصدت «أنتيغوني» أوضاعًا مأساوية في البنية التحتية لـ95 مؤسسة تمت معاينتها، حيث تبيّن أن:

  • 30 منها تحتوي على زنازين تقل مساحتها عن 3 أمتار مربعة للفرد،
  • و12 تفتقر إلى التدفئة داخل الزنازين،
  • و43 لا توفّر مياهًا ساخنة،
  • و53 منشأة لا تحتوي على حمامات (دُوش) داخل الزنازين،
  • وفي 4 مؤسسات لا توجد فواصل تفصل دورة المياه عن المساحة المعيشية.

 

مفيدة القيزاني

عدد الوفيات داخلها ارتفع إلى 7..   الزنازين الإيطالية "تلتهم" سجناء تونسيين في ظروف مأساوية وغامضة

 

تقرير حقوقي إيطالي يكشف: المنظومة السجنية الإيطالية كارثية و«بلا تنفّس»

وفاة جديدة لمهاجر تونسي داخل زنزانته بأحد السجون الإيطالية، حيث تم العثور على جثة الشاب البالغ من العمر 26 سنة داخل زنزانته في سجن «ماسا كارارا» شمال إيطاليا، ليرتفع بذلك عدد حالات الوفاة في صفوف المهاجرين التونسيين داخل السجون الإيطالية إلى 7 حالات منذ بداية السنة.

ووفق بعض المصادر، فإن السجن المذكور يعاني من اكتظاظ كبير، إذ تبلغ طاقة استيعابه 176 سجينًا، في حين يوجد به حاليًا 272 سجينًا.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة العدل الإيطالية حتى 31 ديسمبر 2024 أن السجناء الأجانب يشكّلون نسبة كبيرة من نزلاء السجون في البلاد. وتأتي تونس في المرتبة الرابعة بـ1709 سجناء، والمغرب في المرتبة الثانية بـ1855 سجينًا، وألبانيا في المرتبة الأولى بـ1932 سجينًا، ومصر بـ1019 سجينًا، والسنغال 493 سجينًا، وغانا 174 سجينًا، والصين 247 سجينًا، وأوكرانيا 259 سجينًا.

وتعكس هذه الأرقام الهيمنة العددية للسجناء القادمين من دول شمال إفريقيا وأوروبا الشرقية.

أما فيما يتعلّق بمعدلات السجن بالنسبة إلى عدد المقيمين، أي عند احتساب معدلات السجن مقارنة بعدد أفراد الجاليات المقيمة في إيطاليا، فتظهر النسب تونس في المرتبة الأولى
بـ2.26 %، ثم المغرب 1.54 %، تليها نيجيريا بـ1.37 %، ثم سوريا بـ1.36 %، تليها أفغانستان بـ0.67 %، ثم ألبانيا بـ0.57 %، فالسنغال 0.48 %، ثم غانا بـ0.36 %، فإثيوبيا بـ0.27 %، ورومانيا بـ0.22 %.

وتُبرز هذه المعطيات أن بعض الجاليات، مثل التونسية والمغربية، تسجّل معدلات احتجاز مرتفعة مقارنة بعدد المقيمين من نفس الجنسية.

حالات انتحار..

توفي 10 مهاجرين تونسيين في سجون ومراكز احتجاز إيطالية خلال سنة 2024، وشهد العام الماضي وصول أكثر من 66 ألف مهاجر إلى إيطاليا، 12 % منهم تونسيون.

ونقلت إذاعة فرنسية خبر وفاة شاب تونسي في سجن «بياكنزا» الإيطالي، لتكون الوفاة العاشرة لتونسي في السجون الإيطالية سنة 2024.

وفي نوفمبر الماضي، دفنت عائلة تونسية جثة فادي بن ساسي، 20 عامًا، الذي توفي أيضًا في سجن إيطالي، فيما يبدو أنه انتحار.

وكشف تحقيق أجرته منظمة «محامون بلا حدود» سنة 2022 بعد وفاة رجلين تونسيين في هذه المراكز، أن 88 % من المهاجرين التونسيين العائدين من إيطاليا تعرّضوا للإيذاء الجسدي والنفسي، والذي قد يؤدي بعضه إلى إيذاء النفس والانتحار.

وفي جوان 2024، قال مصطفى العويني، المسؤول التونسي في المعهد الوطني الكونفدرالي للمساعدة في إيطاليا، إن 3000 مهاجر تونسي محتجزون في السجون الإيطالية.

وقد وضع، في وقت سابق، سجين تونسي يبلغ من العمر 33 عامًا حدًّا لحياته في سجن «سان كيريكو» في مونزا، حيث كان يقضي العقوبة المحكوم بها.

كما توفي شاب تونسي يبلغ من العمر حوالي 23 عامًا داخل سجن “مونزا” في إيطاليا، وقد كشفت الأبحاث الأولية أن الشاب أقدم على الانتحار.

«بلا تنفّس»..

كشف تقرير جديد أصدرته جمعية «أنتيغوني» الحقوقية تحت عنوان «بلا تنفّس» عن وضع كارثي يعيشه النظام السجني في إيطاليا، حيث بلغ عدد السجناء حتى 30 أفريل 2025 حوالي 62,445 نزيلاً، مقابل قدرة استيعابية فعلية لا تتجاوز 46,700، أي بمعدل اكتظاظ عام يصل إلى 133 %.

ووفقًا للبيانات الواردة في التقرير الحادي والعشرين الصادر عن جمعية «أنتيغوني»، فقد بلغ عدد السجناء الأجانب 19,740 شخصًا، ما يمثل نسبة 31.6 % من إجمالي عدد السجناء في البلاد.

وتُظهر هذه النسبة استقرارًا نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت النسبة 31.8 % في نهاية سنة 2024 و31.4 % في نهاية عام 2023، مع ملاحظة أن هذه النسبة بلغت ذروتها في عام 2007 بنسبة 37.5 %، ومنذ ذلك الحين شهدت انخفاضًا تدريجيًا.

وبحسب التقرير، فإن 58 مؤسسة سجنية تجاوزت نسبة إشغالها 150 %، في حين أن فقط 36 منشأة من أصل 189 لا تعاني من الاكتظاظ. وتتصدر بعض المؤسسات قائمة الاكتظاظ الحاد مثل سجن سان فيتوري في ميلانو (220 %) وسجن فودجا (212 %) وسجن لوكّا (205 %).

أما على صعيد الوفيات داخل السجون، فقد سجل عام 2024 رقمًا قياسيًا هو الأسوأ منذ بدء الرصد في عام 2002، حيث تم تسجيل 91 حالة انتحار.

فيما بلغ العدد 33 حالة في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وبلغ معدل الانتحار 14.8 حالة لكل 10 آلاف سجين، وهو الأعلى على الإطلاق، ويمثل رقمًا يفوق نظيره بين السكان خارج السجون بـ25 مرة. كما تم تسجيل 246 حالة وفاة في السجون عام 2024، ما بين حالات انتحار وأسباب أخرى.

وأشار التقرير إلى أن 62 من حالات الانتحار وقعت خلال الأشهر الستة الأولى من الاعتقال، و11 منها خلال الأسبوع الأول، وهي فترة غالبًا ما يُترك فيها السجين في عزلة داخل أقسام متدهورة البنية.

أوضاع مزرية داخل الزنازين..

ورصدت «أنتيغوني» أوضاعًا مأساوية في البنية التحتية لـ95 مؤسسة تمت معاينتها، حيث تبيّن أن:

  • 30 منها تحتوي على زنازين تقل مساحتها عن 3 أمتار مربعة للفرد،
  • و12 تفتقر إلى التدفئة داخل الزنازين،
  • و43 لا توفّر مياهًا ساخنة،
  • و53 منشأة لا تحتوي على حمامات (دُوش) داخل الزنازين،
  • وفي 4 مؤسسات لا توجد فواصل تفصل دورة المياه عن المساحة المعيشية.

 

مفيدة القيزاني