تعيش بلادنا هذه الأيام على وقع موجة حر انطلقت يوم الأحد الماضي، ومن المنتظر أن تتواصل إلى غاية الجمعة القادم، وفق ما نشره المعهد الوطني للرصد الجوي، لتتجاوز الحرارة الأربعين درجة، بما في ذلك المدن الساحلية، وتصل في بعض المناطق، على غرار القيروان وقبلي، إلى 48 درجة.
وبالتوازي مع ذلك، تشهد مختلف ولايات الجمهورية ذروة في استهلاك الكهرباء نتيجة الاستعمال المكثف لمكيفات التبريد، ترافقت -حسب ما جمعته «الصباح» من معطيات وشهادات لمواطنين- مع انقطاعات للتيار الكهربائي.
هذه الانقطاعات، المسجلة في فترة ارتفاع درجات الحرارة، امتدت في عدد من أحياء ولاية باجة على أكثر من 12 ساعة يوم أول أمس، وكانت انقطاعات متذبذبة في حي التضامن من ولاية أريانة ومناطق من ولاية تونس، كما شملت الانقطاعات مناطق من ولايات جندوبة وسيدي بوزيد وتطاوين والقيروان...
كما أثرت الأعطاب الطارئة نتيجة ارتفاع الحرارة على المحولات الكهربائية التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، وأدت إلى انقطاعات وتذبذب في نسق التزود بالماء الصالح للشرب، حيث تسبب عطب فجئي بالمحول الكهربائي المركزي بمحطة ضخ المياه الخام بغدير القلة في تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بولايات تونس الكبرى. كما شملت انقطاعات الماء مناطق من مختلف ولايات الجمهورية، والتي يندرج جزء منها ضمن الأعطاب الطارئة، وأخرى ضمن انقطاعات دأبت تلك المناطق على تسجيلها منذ سنوات.
ويؤدي الضغط العالي لاستهلاك التيار الكهربائي إلى احتراق محولات التوليد، على غرار احتراق محول غدير القلة، وقد ارتفع نسق هذه الحوادث، متسببًا في انقطاعات متفرقة للتيار الكهربائي.
وعبّر عديد التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم واستيائهم الشديد من الانقطاعات المسجلة في التيار الكهربائي، والتي تتزامن في الكثير من المناسبات، وخاصة في المناطق الريفية، مع انقطاع الماء الصالح للشرب.
واتصلت «الصباح» بالشركة الوطنية للكهرباء والغاز من أجل الحصول على آخر المعطيات فيما يتعلق بنسق التزويد بالتيار الكهربائي والإشكاليات التي تواجهها الشبكة نتيجة موجة الحر وارتفاع نسق الاستهلاك، غير أننا لم نتحصل على أي رد في الغرض. ومن المهم الإشارة إلى أنه في تصريح سابق لـ«الصباح» حول نفس الموضوع، بيّن رئيس دائرة الجودة بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع الكهرباء والغاز، أن ارتفاع الطلب على الكهرباء في الضغط المتوسط (على مستوى أحياء ومدن) يؤدي إلى تضاعف معدل الانقطاعات بنحو 5 مرات، ليرتفع من 5 إلى 25 انقطاعًا في اليوم. وتمتد فترة الانقطاع ما بين 3 و20 دقيقة. أما بالنسبة للضغط المنخفض (منازل ومساكن متفرقة)، فيرتفع فيها معدل الانقطاع 3 مرات، ليقفز من 260 انقطاعًا في اليوم إلى 720 في اليوم، وتكون فترة الانقطاع في حدود النصف ساعة.
وأشار في نفس التصريح إلى أن معدل استهلاك التونسي للكهرباء لم يتغير على امتداد السنة، لكن فترات الذروة في الاستهلاك هي التي تغيرت على خلفية ما تعيشه البلاد من تغيّرات مناخية وتحول في فترات الحرارة. وشدد على أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع الكهرباء والغاز بصدد بذل كل جهدها من أجل توفير الصيانة اللازمة في أقصر وقت ممكن، رغم الكلفة العالية للتنظيف والتهوئة والتبريد الخاصة بالمحولات.
وذكر أن الشركة، ومن أجل ضمان التزود دون انقطاع بالتيار الكهربائي، تعتمد محولات متنقلة وتكثف من تدخلاتها الميدانية في الصيانة.
وفي نفس السياق، يفيد استبيان حول استخدام الطاقة بالمنازل للشركة التونسية لتوزيع الكهرباء والغاز، أن عدد مكيفات التبريد في تونس تضاعف 10 مرات في الفترة بين 2009 و2019، حيث كان عدد المكيفات في حدود 234 ألفًا، ليرتفع إلى مليون و681 ألف مكيف في سنة 2019.
وأظهرت نتائج الاستبيان الدوري، الذي تعده شركة الكهرباء والغاز كل خمس سنوات، أن نسبة تجهيز الأسر التونسية بمكيفات التبريد ارتفعت من 48 % في 2020 إلى حوالي 51 % سنة 2022. وبيّن نفس الاستبيان وجود استعمال مكثف للمكيفات في المناطق الحدودية للبلاد ومدن الجنوب التونسي، حيث بلغت القدرة المركزة حسب المتر المربع الواحد من المكيفات 10 أمتار مربعة، مقابل 7 أمتار مربعة في بقية أنحاء البلاد.
وكشف الاستبيان أن حوالي 36 % من مكيفات التبريد في تونس، التي تم تركيزها في القطاع المنزلي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كانت غير مطابقة للمواصفات المطلوبة.
هذا، وحسب المعطيات المنشورة على صفحة الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، فإن الشبكة تقدم خدمة الكهرباء لـ4 ملايين و582 ألفًا و694 حريفًا موزعين على كامل تراب الجمهورية.
ريم سوودي
تعيش بلادنا هذه الأيام على وقع موجة حر انطلقت يوم الأحد الماضي، ومن المنتظر أن تتواصل إلى غاية الجمعة القادم، وفق ما نشره المعهد الوطني للرصد الجوي، لتتجاوز الحرارة الأربعين درجة، بما في ذلك المدن الساحلية، وتصل في بعض المناطق، على غرار القيروان وقبلي، إلى 48 درجة.
وبالتوازي مع ذلك، تشهد مختلف ولايات الجمهورية ذروة في استهلاك الكهرباء نتيجة الاستعمال المكثف لمكيفات التبريد، ترافقت -حسب ما جمعته «الصباح» من معطيات وشهادات لمواطنين- مع انقطاعات للتيار الكهربائي.
هذه الانقطاعات، المسجلة في فترة ارتفاع درجات الحرارة، امتدت في عدد من أحياء ولاية باجة على أكثر من 12 ساعة يوم أول أمس، وكانت انقطاعات متذبذبة في حي التضامن من ولاية أريانة ومناطق من ولاية تونس، كما شملت الانقطاعات مناطق من ولايات جندوبة وسيدي بوزيد وتطاوين والقيروان...
كما أثرت الأعطاب الطارئة نتيجة ارتفاع الحرارة على المحولات الكهربائية التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، وأدت إلى انقطاعات وتذبذب في نسق التزود بالماء الصالح للشرب، حيث تسبب عطب فجئي بالمحول الكهربائي المركزي بمحطة ضخ المياه الخام بغدير القلة في تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بولايات تونس الكبرى. كما شملت انقطاعات الماء مناطق من مختلف ولايات الجمهورية، والتي يندرج جزء منها ضمن الأعطاب الطارئة، وأخرى ضمن انقطاعات دأبت تلك المناطق على تسجيلها منذ سنوات.
ويؤدي الضغط العالي لاستهلاك التيار الكهربائي إلى احتراق محولات التوليد، على غرار احتراق محول غدير القلة، وقد ارتفع نسق هذه الحوادث، متسببًا في انقطاعات متفرقة للتيار الكهربائي.
وعبّر عديد التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم واستيائهم الشديد من الانقطاعات المسجلة في التيار الكهربائي، والتي تتزامن في الكثير من المناسبات، وخاصة في المناطق الريفية، مع انقطاع الماء الصالح للشرب.
واتصلت «الصباح» بالشركة الوطنية للكهرباء والغاز من أجل الحصول على آخر المعطيات فيما يتعلق بنسق التزويد بالتيار الكهربائي والإشكاليات التي تواجهها الشبكة نتيجة موجة الحر وارتفاع نسق الاستهلاك، غير أننا لم نتحصل على أي رد في الغرض. ومن المهم الإشارة إلى أنه في تصريح سابق لـ«الصباح» حول نفس الموضوع، بيّن رئيس دائرة الجودة بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع الكهرباء والغاز، أن ارتفاع الطلب على الكهرباء في الضغط المتوسط (على مستوى أحياء ومدن) يؤدي إلى تضاعف معدل الانقطاعات بنحو 5 مرات، ليرتفع من 5 إلى 25 انقطاعًا في اليوم. وتمتد فترة الانقطاع ما بين 3 و20 دقيقة. أما بالنسبة للضغط المنخفض (منازل ومساكن متفرقة)، فيرتفع فيها معدل الانقطاع 3 مرات، ليقفز من 260 انقطاعًا في اليوم إلى 720 في اليوم، وتكون فترة الانقطاع في حدود النصف ساعة.
وأشار في نفس التصريح إلى أن معدل استهلاك التونسي للكهرباء لم يتغير على امتداد السنة، لكن فترات الذروة في الاستهلاك هي التي تغيرت على خلفية ما تعيشه البلاد من تغيّرات مناخية وتحول في فترات الحرارة. وشدد على أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع الكهرباء والغاز بصدد بذل كل جهدها من أجل توفير الصيانة اللازمة في أقصر وقت ممكن، رغم الكلفة العالية للتنظيف والتهوئة والتبريد الخاصة بالمحولات.
وذكر أن الشركة، ومن أجل ضمان التزود دون انقطاع بالتيار الكهربائي، تعتمد محولات متنقلة وتكثف من تدخلاتها الميدانية في الصيانة.
وفي نفس السياق، يفيد استبيان حول استخدام الطاقة بالمنازل للشركة التونسية لتوزيع الكهرباء والغاز، أن عدد مكيفات التبريد في تونس تضاعف 10 مرات في الفترة بين 2009 و2019، حيث كان عدد المكيفات في حدود 234 ألفًا، ليرتفع إلى مليون و681 ألف مكيف في سنة 2019.
وأظهرت نتائج الاستبيان الدوري، الذي تعده شركة الكهرباء والغاز كل خمس سنوات، أن نسبة تجهيز الأسر التونسية بمكيفات التبريد ارتفعت من 48 % في 2020 إلى حوالي 51 % سنة 2022. وبيّن نفس الاستبيان وجود استعمال مكثف للمكيفات في المناطق الحدودية للبلاد ومدن الجنوب التونسي، حيث بلغت القدرة المركزة حسب المتر المربع الواحد من المكيفات 10 أمتار مربعة، مقابل 7 أمتار مربعة في بقية أنحاء البلاد.
وكشف الاستبيان أن حوالي 36 % من مكيفات التبريد في تونس، التي تم تركيزها في القطاع المنزلي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كانت غير مطابقة للمواصفات المطلوبة.
هذا، وحسب المعطيات المنشورة على صفحة الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، فإن الشبكة تقدم خدمة الكهرباء لـ4 ملايين و582 ألفًا و694 حريفًا موزعين على كامل تراب الجمهورية.