إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صناع وباحثون بندوة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون حول صناعة المحتوى الدرامي العربي: الوقت لن يكون في صالح الدراما العربية إذا استمرت على نفس المنوال

 

  • المخرج المغربي هشام الجباري: الدراما العربية لا تقلّ أهمية عن نظيراتها الكورية أو الإسبانية أو التركية، لكنها ظلت «أسيرة المحلية»

  • الباحث الجزائري سفيان العكروت: 53 بالمائة من الشباب العربي يتابعون الدراما العربية عبر المنصات

  • الباحثة المصرية نسرين عبد العزيز: العالم بات على أعتاب مرحلة جديدة وهذا ما سيشهده..

في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها مجال الإنتاج الدرامي العربي، عقد يوم الثلاثاء 24 جوان الجاري بالمدينة المتوسطية بالحمامات، المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الخامسة والعشرين ندوة فكرية نوعية بعنوان: «صناعة المحتوى الدرامي العربي: من النص إلى المنصة، كيف ننافس في السوق العالمية؟» حضرها ثلة من المبدعين والخبراء في مجالات الإخراج والكتابة والنقد والإعلام الرقمي، وذلك لمناقشة سبل انتقال الدراما العربية من حدود المحلية الضيقة إلى آفاق العالمية الرحبة. الندوة، التي نظّمها اتحاد إذاعات الدول العربية وأدارها الإعلامي شاكر بسباس، شهدت تفاعلاً لافتاً من الحضور، وطرحت إشكاليات عميقة تتعلق بالهوية، واللغة، والتقنيات، والنصوص، وآليات التوزيع، بالإضافة إلى استشراف موقع الدراما العربية في عصر المنصات الرقمية العالمية.

كيف يمكن للدراما العربية أن تتنافس مع الدراما العالمية وتجد لها مكانًا في المنصات العالمية كان محور نقاش مطول في هذه الندوة، وأثار موضوع مداخلة المخرج المغربي هشام الجباري الذي افتتح الجلسة بمداخلة تحليلية معمقة سلّط من خلالها الضوء على نقاط القوة التي تتمتع بها الدراما العربية من حيث ثراء الموروث الثقافي، والتنوع الجغرافي، والتراكم التاريخي تفاعلاً كبيرًا.

أكد هشام الجباري أن الدراما العربية تمتلك خصوصية لا تقلّ أهمية عن نظيراتها الكورية أو الإسبانية أو التركية، لكنها بقيت «أسيرة المحلية» لأسباب تتراوح بين اللغة والتوزيع ومحدودية الإنتاج.

وأبرز الجباري أن «القصة» العربية غنية وهويتها متجذرة في العمق التاريخي والبصري والفني، ما يمنحها إمكانية تجاوز حدود الجغرافيا، لكنها غالبًا ما تُقدّم بصيغة محلية لا تساعد على التصدير أو الانتشار. واعتبر أن من أبرز العقبات في عدم التمكن من المنافسة والانتقال إلى العالمية هي أولاً عامل اللغة التي تبقى حاجزًا أساسيًا أمام الانتشار العالمي.

بالإضافة إلى هذا العامل نجد، وفق قوله، عامل ضعف الترجمة والدبلجة إذ تفتقر أغلب الأعمال العربية لمحاولات جدية لإعادة تقديمها بلغات أجنبية.

ولا تقتصر العقبات على هذين العاملين فحسب بل يُضاف إليها إشكالية محدودية التمويل الذي لا يسمح بإنتاج أعمال بمواصفات عالمية ومن ثم ضعف التوزيع الذي يبقى حبيس الشاشات العربية أو المنصات الإقليمية.

أسباب أخرى محورية تقف عقبة أمام عالمية الدراما العربية وتتمثل في محلية الموضوعات والمعالجة، إذ تبقى الكثير من النصوص محصورة في قوالب محلية لا تفتح آفاقًا أوسع للفهم الدولي.

وفي هذا السياق، اقترح المخرج المغربي هشام الجباري بعض الحلول الهيكلية التي يمكن تلخيصها في خمس مستويات وهي:

تعزيز الترجمة والدبلجة بجودة احترافية.

تحسين المعايير التقنية والجمالية للأعمال الدرامية.

دعم الإنتاج المشترك والتوزيع الدولي.

بناء منصات عربية للتوزيع تتوجه نحو الخارج.

صناعة نجوم عرب تتجاوز شهرتهم حدود المنطقة.

أما الدكتور سفيان العكروت، الأستاذ الجامعي المتخصص في علوم الإعلام والاتصال من الجزائر، فقد تناول في مداخلته المسألة من زاوية إعلامية رقمية، مستندًا إلى أحدث الإحصائيات حول استخدام الإنترنت في الوطن العربي، مشيرًا إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت بلغ 348 مليون نسمة، بنسبة تفوق 70 % من إجمالي السكان، وأن 53 بالمائة من الشباب العربي يتابع الدراما العربية عبر مختلف المنصات بصورة دائمة، بينما 29.5 بالمائة منهم يتابعها أحيانًا أو بصفة دورية، فيما يُقدر عدد الأشخاص الذين لا يتابعون الدراما عبر المنصات الرقمية بـ17.5 بالمائة فقط وفق بعض الدراسات.

ورأى العكروت أن هذه الأرقام تعكس تحوّلًا جذريًا في طبيعة التلقي والاستهلاك الثقافي، حيث بات الجمهور العربي أكثر ميلاً إلى المنصات الرقمية، مما يستدعي من صناع الدراما العربية مراجعة طرق الإنتاج والتوزيع والتفاعل مع الجمهور.

وشدد العكروت على ضرورة وجود رؤية عربية موحدة، لأن غياب السياسات التشاركية وتفشي الإنتاج القطري المنعزل يُضيّع الجهود ويُشتّت الموارد. واعتبر أن نجاحات مثل فيلم «الرسالة» لم تكن ممكنة لولا وجود إرادة سياسية واستثمار عربي مشترك.

في ذات السياق، قدّمت الأكاديمية والباحثة المصرية نسرين عبد العزيز مداخلة جمعت بين النقد الأكاديمي والاستشراف المستقبلي، مركزة على دور الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المرئي، ومؤكدة أن العالم بات على أعتاب مرحلة جديدة ستشهد إنتاج نصوص درامية من قِبل خوارزميات وتقنيات تحاكي الذكاء البشري.

كما دعت إلى تأهيل الكفاءات العربية في هذا المجال، وتطوير قدرات المؤسسات الإنتاجية كي تواكب هذا التحول الجوهري، وأكدت على ضرورة الاستثمار في جيل جديد من الكتاب والمخرجين القادرين على التفاعل مع الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية وليس كتهديد وجودي.

الندوة شهدت تفاعلًا ونقاشات جادّة من الجمهور، حيث أُثيرت قضية ضعف النصوص العربية، خاصة تلك التي تعتمد على الاقتباس من أعمال أجنبية (تركية، لاتينية) دون مراعاة الخصوصيات الثقافية، وهو ما وصفه أحد المتدخلين بـ»المسخ الدرامي» الذي يبتعد عن الواقع العربي الغني والمتنوع.

وردّ المخرج هشام الجباري على هذه الانتقادات معتبرًا أن المشكلة ليست في الاقتباس بحد ذاته، بل في غياب المعالجة الواعية، داعيًا إلى كتابة نصوص محلية بمعالجات كونية، وأن تكون الشخصيات واقعية وغير خاضعة للكليشيهات، لأن الجمهور العالمي لا يبحث فقط عن الإثارة، بل عن الأصالة.

وشدّد على أن الدراما التي تريد الوصول إلى العالمية يجب أن تملك جرأة فنية وثقافية، تمامًا كما فعلت الدراما الكورية التي غزت العالم بلغتها وثقافتها الخاصة، دون تخلٍّ عن هويتها.

أحد أبرز المحاور التي استأثرت بالنقاش كانت مسألة غياب التنسيق العربي في الإنتاج والتوزيع. وأشار أحد الحضور إلى أن الدول العربية تتنافس فيما بينها بدل أن تتكامل، مما أدى إلى تشتت الجهود وغياب رؤية موحدة قادرة على إيصال الدراما العربية إلى العالمية.

واعتبر أن «المطلوب اليوم ليس فقط إنتاج أعمال درامية جيدة، بل إنتاج رؤية عربية استراتيجية تستثمر في الصناعة الثقافية كقوة ناعمة».

وخرجت الندوة بجملة من التصورات والمقترحات من أهمّها البحث في كيفية دعم صناديق عربية مشتركة لتمويل الأعمال الدرامية القابلة للتوزيع العالمي، بالإضافة إلى اقتراح إطلاق منصات عربية قوية ومستقلة موجهة للجمهور الدولي.

ورأى المشاركون في فعاليات الندوة ضرورة تشجيع المواهب الشابة في مجالات الإخراج والكتابة والتقنيات الحديثة والعمل على ترجمة ودبلجة الأعمال العربية باحترافية عالية، إلى جانب توفير بيئة نقدية مستقلة ومهنيّة ترافق عملية الإنتاج والانفتاح على الذكاء الاصطناعي كرافد جديد لصناعة المحتوى.

من المهم الإشارة إلى أن الندوة شكّلت لحظة وعي جماعي بأن الوقت لم يعد في صالح الدراما العربية إن استمرت على نفس المنوال. فما لم تنفتح على أفق جديد يتجاوز لغتها وأسواقها التقليدية، فإنها ستظل رهينة للاستهلاك المحلي، في حين أن العالم أصبح أكثر تقبلاً للثقافات الأخرى. فكانت هنالك دعوة صريحة إلى تشكيل جبهة ثقافية عربية موحّدة تستثمر في سرديات الدول العربية، وتُعيد للعالم اكتشاف الإنسان العربي في كل تنوعاته، من المحيط إلى الخليج.

إيمان عبد اللطيف

صناع وباحثون بندوة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون حول صناعة المحتوى الدرامي العربي:  الوقت لن يكون في صالح الدراما العربية إذا استمرت على نفس المنوال

 

  • المخرج المغربي هشام الجباري: الدراما العربية لا تقلّ أهمية عن نظيراتها الكورية أو الإسبانية أو التركية، لكنها ظلت «أسيرة المحلية»

  • الباحث الجزائري سفيان العكروت: 53 بالمائة من الشباب العربي يتابعون الدراما العربية عبر المنصات

  • الباحثة المصرية نسرين عبد العزيز: العالم بات على أعتاب مرحلة جديدة وهذا ما سيشهده..

في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها مجال الإنتاج الدرامي العربي، عقد يوم الثلاثاء 24 جوان الجاري بالمدينة المتوسطية بالحمامات، المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الخامسة والعشرين ندوة فكرية نوعية بعنوان: «صناعة المحتوى الدرامي العربي: من النص إلى المنصة، كيف ننافس في السوق العالمية؟» حضرها ثلة من المبدعين والخبراء في مجالات الإخراج والكتابة والنقد والإعلام الرقمي، وذلك لمناقشة سبل انتقال الدراما العربية من حدود المحلية الضيقة إلى آفاق العالمية الرحبة. الندوة، التي نظّمها اتحاد إذاعات الدول العربية وأدارها الإعلامي شاكر بسباس، شهدت تفاعلاً لافتاً من الحضور، وطرحت إشكاليات عميقة تتعلق بالهوية، واللغة، والتقنيات، والنصوص، وآليات التوزيع، بالإضافة إلى استشراف موقع الدراما العربية في عصر المنصات الرقمية العالمية.

كيف يمكن للدراما العربية أن تتنافس مع الدراما العالمية وتجد لها مكانًا في المنصات العالمية كان محور نقاش مطول في هذه الندوة، وأثار موضوع مداخلة المخرج المغربي هشام الجباري الذي افتتح الجلسة بمداخلة تحليلية معمقة سلّط من خلالها الضوء على نقاط القوة التي تتمتع بها الدراما العربية من حيث ثراء الموروث الثقافي، والتنوع الجغرافي، والتراكم التاريخي تفاعلاً كبيرًا.

أكد هشام الجباري أن الدراما العربية تمتلك خصوصية لا تقلّ أهمية عن نظيراتها الكورية أو الإسبانية أو التركية، لكنها بقيت «أسيرة المحلية» لأسباب تتراوح بين اللغة والتوزيع ومحدودية الإنتاج.

وأبرز الجباري أن «القصة» العربية غنية وهويتها متجذرة في العمق التاريخي والبصري والفني، ما يمنحها إمكانية تجاوز حدود الجغرافيا، لكنها غالبًا ما تُقدّم بصيغة محلية لا تساعد على التصدير أو الانتشار. واعتبر أن من أبرز العقبات في عدم التمكن من المنافسة والانتقال إلى العالمية هي أولاً عامل اللغة التي تبقى حاجزًا أساسيًا أمام الانتشار العالمي.

بالإضافة إلى هذا العامل نجد، وفق قوله، عامل ضعف الترجمة والدبلجة إذ تفتقر أغلب الأعمال العربية لمحاولات جدية لإعادة تقديمها بلغات أجنبية.

ولا تقتصر العقبات على هذين العاملين فحسب بل يُضاف إليها إشكالية محدودية التمويل الذي لا يسمح بإنتاج أعمال بمواصفات عالمية ومن ثم ضعف التوزيع الذي يبقى حبيس الشاشات العربية أو المنصات الإقليمية.

أسباب أخرى محورية تقف عقبة أمام عالمية الدراما العربية وتتمثل في محلية الموضوعات والمعالجة، إذ تبقى الكثير من النصوص محصورة في قوالب محلية لا تفتح آفاقًا أوسع للفهم الدولي.

وفي هذا السياق، اقترح المخرج المغربي هشام الجباري بعض الحلول الهيكلية التي يمكن تلخيصها في خمس مستويات وهي:

تعزيز الترجمة والدبلجة بجودة احترافية.

تحسين المعايير التقنية والجمالية للأعمال الدرامية.

دعم الإنتاج المشترك والتوزيع الدولي.

بناء منصات عربية للتوزيع تتوجه نحو الخارج.

صناعة نجوم عرب تتجاوز شهرتهم حدود المنطقة.

أما الدكتور سفيان العكروت، الأستاذ الجامعي المتخصص في علوم الإعلام والاتصال من الجزائر، فقد تناول في مداخلته المسألة من زاوية إعلامية رقمية، مستندًا إلى أحدث الإحصائيات حول استخدام الإنترنت في الوطن العربي، مشيرًا إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت بلغ 348 مليون نسمة، بنسبة تفوق 70 % من إجمالي السكان، وأن 53 بالمائة من الشباب العربي يتابع الدراما العربية عبر مختلف المنصات بصورة دائمة، بينما 29.5 بالمائة منهم يتابعها أحيانًا أو بصفة دورية، فيما يُقدر عدد الأشخاص الذين لا يتابعون الدراما عبر المنصات الرقمية بـ17.5 بالمائة فقط وفق بعض الدراسات.

ورأى العكروت أن هذه الأرقام تعكس تحوّلًا جذريًا في طبيعة التلقي والاستهلاك الثقافي، حيث بات الجمهور العربي أكثر ميلاً إلى المنصات الرقمية، مما يستدعي من صناع الدراما العربية مراجعة طرق الإنتاج والتوزيع والتفاعل مع الجمهور.

وشدد العكروت على ضرورة وجود رؤية عربية موحدة، لأن غياب السياسات التشاركية وتفشي الإنتاج القطري المنعزل يُضيّع الجهود ويُشتّت الموارد. واعتبر أن نجاحات مثل فيلم «الرسالة» لم تكن ممكنة لولا وجود إرادة سياسية واستثمار عربي مشترك.

في ذات السياق، قدّمت الأكاديمية والباحثة المصرية نسرين عبد العزيز مداخلة جمعت بين النقد الأكاديمي والاستشراف المستقبلي، مركزة على دور الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المرئي، ومؤكدة أن العالم بات على أعتاب مرحلة جديدة ستشهد إنتاج نصوص درامية من قِبل خوارزميات وتقنيات تحاكي الذكاء البشري.

كما دعت إلى تأهيل الكفاءات العربية في هذا المجال، وتطوير قدرات المؤسسات الإنتاجية كي تواكب هذا التحول الجوهري، وأكدت على ضرورة الاستثمار في جيل جديد من الكتاب والمخرجين القادرين على التفاعل مع الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية وليس كتهديد وجودي.

الندوة شهدت تفاعلًا ونقاشات جادّة من الجمهور، حيث أُثيرت قضية ضعف النصوص العربية، خاصة تلك التي تعتمد على الاقتباس من أعمال أجنبية (تركية، لاتينية) دون مراعاة الخصوصيات الثقافية، وهو ما وصفه أحد المتدخلين بـ»المسخ الدرامي» الذي يبتعد عن الواقع العربي الغني والمتنوع.

وردّ المخرج هشام الجباري على هذه الانتقادات معتبرًا أن المشكلة ليست في الاقتباس بحد ذاته، بل في غياب المعالجة الواعية، داعيًا إلى كتابة نصوص محلية بمعالجات كونية، وأن تكون الشخصيات واقعية وغير خاضعة للكليشيهات، لأن الجمهور العالمي لا يبحث فقط عن الإثارة، بل عن الأصالة.

وشدّد على أن الدراما التي تريد الوصول إلى العالمية يجب أن تملك جرأة فنية وثقافية، تمامًا كما فعلت الدراما الكورية التي غزت العالم بلغتها وثقافتها الخاصة، دون تخلٍّ عن هويتها.

أحد أبرز المحاور التي استأثرت بالنقاش كانت مسألة غياب التنسيق العربي في الإنتاج والتوزيع. وأشار أحد الحضور إلى أن الدول العربية تتنافس فيما بينها بدل أن تتكامل، مما أدى إلى تشتت الجهود وغياب رؤية موحدة قادرة على إيصال الدراما العربية إلى العالمية.

واعتبر أن «المطلوب اليوم ليس فقط إنتاج أعمال درامية جيدة، بل إنتاج رؤية عربية استراتيجية تستثمر في الصناعة الثقافية كقوة ناعمة».

وخرجت الندوة بجملة من التصورات والمقترحات من أهمّها البحث في كيفية دعم صناديق عربية مشتركة لتمويل الأعمال الدرامية القابلة للتوزيع العالمي، بالإضافة إلى اقتراح إطلاق منصات عربية قوية ومستقلة موجهة للجمهور الدولي.

ورأى المشاركون في فعاليات الندوة ضرورة تشجيع المواهب الشابة في مجالات الإخراج والكتابة والتقنيات الحديثة والعمل على ترجمة ودبلجة الأعمال العربية باحترافية عالية، إلى جانب توفير بيئة نقدية مستقلة ومهنيّة ترافق عملية الإنتاج والانفتاح على الذكاء الاصطناعي كرافد جديد لصناعة المحتوى.

من المهم الإشارة إلى أن الندوة شكّلت لحظة وعي جماعي بأن الوقت لم يعد في صالح الدراما العربية إن استمرت على نفس المنوال. فما لم تنفتح على أفق جديد يتجاوز لغتها وأسواقها التقليدية، فإنها ستظل رهينة للاستهلاك المحلي، في حين أن العالم أصبح أكثر تقبلاً للثقافات الأخرى. فكانت هنالك دعوة صريحة إلى تشكيل جبهة ثقافية عربية موحّدة تستثمر في سرديات الدول العربية، وتُعيد للعالم اكتشاف الإنسان العربي في كل تنوعاته، من المحيط إلى الخليج.

إيمان عبد اللطيف