يستأنف التلاميذ والطلبة غدا الدروس بعد نهاية العطلة المدرسية، لينطلق بذلك العد التنازلي لنهاية هذا العام الدراسي. إذ تعيش العائلات التونسية على وقع تجهيز أبنائها لاجتياز الاختبارات الوطنية لنهاية العام الدراسي التي لم تعد تفصلنا عنها سوى أشهر قليلة، فمع انطلاق العد التنازلي للامتحانات الوطنية للسنة الدراسية 2024-2025 المتعلقة بامتحانات مناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية وامتحانات شهادة ختم التعليم الأساسي والتقني واختبار الباكالوريا فإن التلاميذ والأسرة التربوية في جميع المستويات والأولياء بدورهم يعيشون على وقع هذه الضغوط.
وكانت وزارة التربية، قد كشفت سابقا في بلاغ نشرته على موقعها الرسمي، عن روزنامة الامتحانات الوطنية لسنة 2025. وبينت أنّ امتحانات باكالوريا 2025 في دورتها الرئيسية ستجرى أيام 2 و3 و4 و9 و10 و11 جوان 2025، على أن يتم الإعلان عن النتائج يوم الثلاثاء 24 جوان 2025.
أما بالنسبة لدورة المراقبة، فستجرى أيام 30 جوان و1 و2 و3 جويلية 2025، وسيتم الإعلان عن نتائجها يوم الأحد 13 جويلية 2025.
وقد انطلق التلاميذ منذ أسابيع في الاستعداد لاختبارات آخر السنة في مادة التربية البدنية، بالنسبة لتلاميذ الباكالوريا والتحضير لهذا الموعد الذي يعتبره البعض «مقدسا» ولا وجود لباكالوريا دون «دخلة الباك سبور»، حيث تجرى التحضيرات من قبل التلاميذ لهذا الموعد الذي سينطلق من 14 إلى 26 أفريل 2025، بينما تُقام الاختبارات التطبيقية والشفاهية لنفس الامتحان الوطني من 15 إلى 26 ماي 2025.
وبالنسبة لامتحانات مناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية، ستُجرى أيام 16 و17 و18 جوان 2025، وسيتم الإعلان عن النتائج يوم الجمعة 4 جويلية 2025.
أما امتحانات شهادة ختم التعليم الأساسي والتقني فستجرى أيام 19 و20 و21 جوان 2025، على أن يتم الإعلان عن النتائج يوم الاثنين 7 جويلية 2025.
يذكر أن المؤسسات التربوية بجميع مراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية استقبلت في بداية السنة الدراسية والتي توافقت مع يوم الاثنين 16 سبتمبر الماضي حوالي 2 مليون و354 ألفا و820 تلميذا، بزيادة بنسبة 2 بالمائة مقارنة بعدد التلاميذ في الموسم الدراسي الفارط، حسب معطيات رسمية من وزارة التربية حول العودة المدرسية 2024 / 2025.
ويتوزع هؤلاء التلاميذ بين 1 مليون و92 ألفا و220 تلميذا مسجلا بالمرحلة الابتدائية باحتساب السنة التحضيرية و1 مليون و262 ألفا و600 تلميذ بالمرحلة الإعدادية (عام وتقني) والتعليم الثانوي.
كما سجلت العودة المدرسية الحالية زيادة بـ814 فصلا بنسبة 0.9 بالمائة، ليبلغ العدد الجملي للفصول 90 ألفا و635 فصلا تتوزع إلى 37 ألفا و892 فصلا بالمرحلة الابتدائية باحتساب السنة التحضيرية و52 ألفا و743 فصلا بالمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي.
وتعد الامتحانات الوطنية موعدا خاصا تنخرط في الاستعداد له العائلات التونسية حيث تلقي الامتحانات بظلالها على الأسر التي تسعى خلال هذه الفترة للبحث عن كل وسائل وسبل توفير ضمان النجاح لأبنائها سواء بالاعتماد على الدروس الخصوصية للدعم، والتي يزدهر سوقها خلال هذه الفترة من كل سنة دراسية أو توفير ظروف الراحة للدراسة والتحضير.
ورغم قرار وزارة التربية منذ أشهر بمنع الدروس الخصوصية، إلا أن هذه الظاهرة ازدهرت أكثر، بل إن الدروس الخصوصية أصبحت تقدم على الفضاء الرقمي وأصبحت أكثر إقبالا، فضلا عن الأسعار الخيالية، ليجد عدد كبير من الأولياء أنفسهم أمام إجبارية الدفع لتوفير التحصيل العلمي الكافي لضمان نجاح أبنائهم وذلك في ظل غياب الرقابة الردع.
يشار إلى أنه في إطار السعي للحد من ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية خارج فضاء المؤسسات العمومية، دعت وزارة التربية في بلاغ سابق لها كافة مكونات الأسرة التربوية للتقيد بمقتضيات الأمر المتعلق بضبط شروط تنظيم دروس الدعم والدروس الخصوصية داخل المؤسسات التربوية العمومية.
وأكدت وزارة التربية انه يحجر على المدرسين العاملين بمختلف المؤسسات التربوية العمومية الابتدائية والإعدادية والثانوية التابعة لوزارة التربية، تقديم دروس خصوصية خارج فضاء المؤسسات التربوية العمومية وكل مخالف يعرض نفسه إلى الإيقاف التحفظي عن العمل وإلى الإحالة على مجلس التأديب وإلى تسليط العقوبات المستوجبة بما في ذلك عقوبة العزل علاوة على التتبعات العدلية.
أميرة الدريدي