بالتزامن مع الاجتماعات التي دعت إليها وعقدت بعضها أمس مجموعة الخمسة بالمكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل مع ممثلين عن قطاعات وجهات نقابية مختلفة، أعلنت المعارضة النقابية من خارج المكتب التنفيذي عقد ندوة صحفية غدا الخميس للإعلان عن آخر تطوّرات اعتصامها بمقرّ الاتحاد والقرارات المزمع اتخذها في قادم الأيام.
ومرت الأزمة داخل الاتحاد من صراع ثنائي بين القيادة النقابية وتيار معارض لهذه القيادة، إلى أزمة متعدّدة الأطراف وبأهداف مختلفة منها الدعوة إلى استقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي وتجميد نشاطه النقابي بعد انقسام الموقف داخل المكتب التنفيذي إلى مرحلة الاعتصامات ببطحاء محمد علي التي لم تعد تحتضن فقط اعتصام المعارضة النقابية المتواصل منذ مدة بل تحتضن أيضا اعتصام مجموعة الخمسة المنشقة عن المكتب التنفيذي والتي دخلت في اعتصام احتجاجي منذ أيام بمساندة عدد من أعضاء المجلس الوطني للاتحاد من الجهات والقطاعات..
هذا التصعيد النقابي الذي يتخذ اليوم أكثر من شكل وأكثر من عنوان يدفع بالأزمة إلى ذروتها المطلقة خاصة بعد فشل كل محاولات تطويق هذه الأزمة بتمظهراتها المختلفة، فالمعارضة النقابية تتمسّك بموقفها المعارض لمجموعة العشرة وكذلك مجموعة الخمسة داخل المكتب التنفيذي وتطالب بضرورة رحيل كل المكتب التنفيذي وتركيز هيئة تسيير تقوم بالإعداد الجيّد للمؤتمر القادم، في حين أن مجموعة الخمسة تتمسّك بأنها تحتّج في نطاق الأطر النقابية واللوائح المهنية، وهي تطالب اليوم بضرورة استقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي والذهاب إلى مؤتمر استثنائي يكون منتصف هذه السنة أو في نهايته ينجح في انتزاع فتيل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها بشكل انتخابي وديمقراطي، في المقابل يتمسّك شق نور الدين الطبوبي أنه حتى لو تم تقديم عقد المؤتمر والذي من المقرّر أن يكون في 2027 فإن ذلك المؤتمر لا يمكن عقده إلا في 2026 .
وفي خضّم كل هذه المواقف المختلفة إلى حدّ التناقض عجزت إلى الآن كل المحاولات سواء كانت من داخل الاتحاد أو من خارجه في تهدئة الوضع وفي تقريب وجهات النظر بما يضمن خروجا آمنا في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ المنظمة النقابية العريقة .
الجميع غاضب والحلول غائبة
يتواصل الاعتصامان في بطحاء محمد علي بإصرار كبير على تحقيق أهداف ودواعي الاعتصام، فلا المعارضة النقابية تبدي استعدادا للتنازل عن مطالبها وتنجح كل يوم في استقطاب نقابيين جدد لدعم حركتها الاحتجاجية، وكذلك الشأن بالنسبة لمجموعة الخمسة التي تدعهما اليوم اتحادات جهوية ومحلية وتصرّ على استقالة الطبوبي وإنجاز مؤتمر استثنائي هذه السنة، لم تبد بدورها أية نية في التراجع عن تلك المطالب قبل تحقيق الهدف..
وربما ما يثير الغرابة ليست هذه المطالب النقابية أو الاعتصامات والاحتجاجات الكبيرة داخل المنظمة مع عجز القيادة عن تطويقها، حيث كان كل ذلك متوقّعا مع تصدّع الصفّ النقابي في المؤتمر الانتخابي الأخير وتنقيح الفصل 20، بل المثير للاستغراب هو فشل كل الوساطات ومحاولات التهدئة داخل المنظمة، حتى الأمين العام السابق حسين العباسي ورغم قيمته الاعتبارية داخل الجسم النقابي فشل في تقريب وجهات النظر، وبدا غضب المعارضة النقابية خاصة أكبر من أي تفاعل ممكن مع أية مبادرة للتهدئة. كما فشلت كل الأصوات النقابية الداعية إلى تحكيم صوت العقل والتوصّل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف، خاصة بعد أن أصبح التعامل أو التعاطي بين أعضاء المركزية النقابية من جهة وبين القيادة وجزء كبير من المعارضة النقابية صعب جدّا، بما يعني أن الأمور باتت من باب الاستحالة أن تتواصل بهذا الشكل .
ورغم ذلك فإن بعض الكواليس تشير إلى أن هناك اليوم شخصيات ووجوه نقابية معروفة تستعد لإطلاق مبادرة من أجل إيجاد حلّ وكمحاولة أخيرة لتطويق أزمة قد تنهي المنظمة، وقد بادر عدد من الكتاب العامون للاتحادات الجهوية للشغل أبرزهم علي العدواني كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين وصلاح بن حامد كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بڨابس بمبادرة للوصول إلى حل بشأن الأزمة الداخلية التي يمر بها الاتحاد العام التونسي للشغل وتتمثل المبادرة في دعوة كل الكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل والاجتماع دون حضور أعضاء المكتب التنفيذي الوطني والاتفاق على حل وموقف موحد يتم فرضه على المركزية النقابية والقبول به من كل الأطراف والخروج من النفق وفي انتظار استكمال تلك المبادرة فإن الأزمة اليوم ما زالت تراوح مكانها .
القيادة النقابية.. مكابرة وتعنّت !
رغم اعتراف الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي بالأزمة وأكثر من مرة إلا أن القيادة النقابية وخاصة بعد انقسام المكتب التنفيذي إلى مجموعتين، مجموعة الخمسة المعارضة لتوجهات نور الدين الطبوبي ومجموعة العشرة التي تؤيد وتساند الأمين العام للاتحاد، إلا أن كل المتتبعين للشأن العام يؤكدون أن القيادة النقابية ما زالت تكابر في التعاطي مع الواقع على اعتباره واقع أزمة وتتعنّت في التنازل والبحث عن حلول في حين تبحث لها دائما عن مبرّرات..، حيث أكد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن القطاع الخاص الطاهر المزي مؤخّرا في تصريحات إعلامية أن ننكر وجود أزمة داخل الاتحاد غذتها الإشكاليات الموجودة بين الحكومة والاتحاد وانقطاع الحوار بينهما وعدم فض النزاعات والمطالب والانتظارات الكثيرة.
حيث أن تعامل الحكومة ورئاسة الجمهورية الفاتر مع الاتحاد وانقطاع التواصل، ليس هو السبب الأساسي للأزمة بل قد يكون نتيجة لهذه الأزمة، كما أشار الطاهر المزّي بأن الاختلاف يكمن حاليا في تحديد موعد عقد المؤتمر، مؤكد أن اعتصام مجموعة الخمسة هو ليس حركات احتجاجية ولكن حركات تحسيسية للقيادة النقابية بحدة الخلافات على مستوى القواعد، إلا أن هذه القراءة لأحد الأمناء العامين لا تبدو منسجمة مع عمق الأزمة التي تتجاوز موعد المؤتمر وتتجاوز الانقسام في المكتب التنفيذي حيث تعيش المنظمة حالة من انعدام الثقة بين جميع الأطراف وانعدام الثقة في منظمة بعراقة الاتحاد هو مؤشّر خطير ولا يمكن الاستهانة به لأنه يمكن أن ينسف بسهولة أي حلّ أو أية محاولة إصلاح.
اليوم فقد الأمين العام نور الدين الطبوبي ثقة عدد هام من النقابيين سواء من القيادات والقواعد بما في ذلك مجموعة الخمسة المعتصمة حيث يطالب أنور قدور ‹باستقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي، وتعتبر المجموعة المنشقة عن المكتب التنفيذي أنه أصبح جزءا من المشكل وساهم بشكل كبير في تردي الأوضاع وفشل فشلا ذريعا في إدارة الأزمة، وذلك وفق تعبير أنور قدور في تصريح سابق .
وينتظر الجميع إلى أين سينتهي بالاتحاد هذا الوضع المتأزّم وهل تستطيع القيادة النقابية الصمود بقية المدة الانتخابية في ظل كل تلك الانتقادات والاحتجاجات في صورة ما إذا واصلت تجاهل مطالب المحتجين؟، ناهيك وأن أهم تلك المطالب استقالة الأمين العام لاتحاد الشغل، في حين تطالب المعارضة النقابية باستقالة كل المكتب التنفيذي. وفي كل هذه الاضطرابات والصراعات الداخلية تواصل سفينة الاتحاد الإبحار دون وجهة أو بوصلة واضحة .
منية العرفاوي
بالتزامن مع الاجتماعات التي دعت إليها وعقدت بعضها أمس مجموعة الخمسة بالمكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل مع ممثلين عن قطاعات وجهات نقابية مختلفة، أعلنت المعارضة النقابية من خارج المكتب التنفيذي عقد ندوة صحفية غدا الخميس للإعلان عن آخر تطوّرات اعتصامها بمقرّ الاتحاد والقرارات المزمع اتخذها في قادم الأيام.
ومرت الأزمة داخل الاتحاد من صراع ثنائي بين القيادة النقابية وتيار معارض لهذه القيادة، إلى أزمة متعدّدة الأطراف وبأهداف مختلفة منها الدعوة إلى استقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي وتجميد نشاطه النقابي بعد انقسام الموقف داخل المكتب التنفيذي إلى مرحلة الاعتصامات ببطحاء محمد علي التي لم تعد تحتضن فقط اعتصام المعارضة النقابية المتواصل منذ مدة بل تحتضن أيضا اعتصام مجموعة الخمسة المنشقة عن المكتب التنفيذي والتي دخلت في اعتصام احتجاجي منذ أيام بمساندة عدد من أعضاء المجلس الوطني للاتحاد من الجهات والقطاعات..
هذا التصعيد النقابي الذي يتخذ اليوم أكثر من شكل وأكثر من عنوان يدفع بالأزمة إلى ذروتها المطلقة خاصة بعد فشل كل محاولات تطويق هذه الأزمة بتمظهراتها المختلفة، فالمعارضة النقابية تتمسّك بموقفها المعارض لمجموعة العشرة وكذلك مجموعة الخمسة داخل المكتب التنفيذي وتطالب بضرورة رحيل كل المكتب التنفيذي وتركيز هيئة تسيير تقوم بالإعداد الجيّد للمؤتمر القادم، في حين أن مجموعة الخمسة تتمسّك بأنها تحتّج في نطاق الأطر النقابية واللوائح المهنية، وهي تطالب اليوم بضرورة استقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي والذهاب إلى مؤتمر استثنائي يكون منتصف هذه السنة أو في نهايته ينجح في انتزاع فتيل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها بشكل انتخابي وديمقراطي، في المقابل يتمسّك شق نور الدين الطبوبي أنه حتى لو تم تقديم عقد المؤتمر والذي من المقرّر أن يكون في 2027 فإن ذلك المؤتمر لا يمكن عقده إلا في 2026 .
وفي خضّم كل هذه المواقف المختلفة إلى حدّ التناقض عجزت إلى الآن كل المحاولات سواء كانت من داخل الاتحاد أو من خارجه في تهدئة الوضع وفي تقريب وجهات النظر بما يضمن خروجا آمنا في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ المنظمة النقابية العريقة .
الجميع غاضب والحلول غائبة
يتواصل الاعتصامان في بطحاء محمد علي بإصرار كبير على تحقيق أهداف ودواعي الاعتصام، فلا المعارضة النقابية تبدي استعدادا للتنازل عن مطالبها وتنجح كل يوم في استقطاب نقابيين جدد لدعم حركتها الاحتجاجية، وكذلك الشأن بالنسبة لمجموعة الخمسة التي تدعهما اليوم اتحادات جهوية ومحلية وتصرّ على استقالة الطبوبي وإنجاز مؤتمر استثنائي هذه السنة، لم تبد بدورها أية نية في التراجع عن تلك المطالب قبل تحقيق الهدف..
وربما ما يثير الغرابة ليست هذه المطالب النقابية أو الاعتصامات والاحتجاجات الكبيرة داخل المنظمة مع عجز القيادة عن تطويقها، حيث كان كل ذلك متوقّعا مع تصدّع الصفّ النقابي في المؤتمر الانتخابي الأخير وتنقيح الفصل 20، بل المثير للاستغراب هو فشل كل الوساطات ومحاولات التهدئة داخل المنظمة، حتى الأمين العام السابق حسين العباسي ورغم قيمته الاعتبارية داخل الجسم النقابي فشل في تقريب وجهات النظر، وبدا غضب المعارضة النقابية خاصة أكبر من أي تفاعل ممكن مع أية مبادرة للتهدئة. كما فشلت كل الأصوات النقابية الداعية إلى تحكيم صوت العقل والتوصّل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف، خاصة بعد أن أصبح التعامل أو التعاطي بين أعضاء المركزية النقابية من جهة وبين القيادة وجزء كبير من المعارضة النقابية صعب جدّا، بما يعني أن الأمور باتت من باب الاستحالة أن تتواصل بهذا الشكل .
ورغم ذلك فإن بعض الكواليس تشير إلى أن هناك اليوم شخصيات ووجوه نقابية معروفة تستعد لإطلاق مبادرة من أجل إيجاد حلّ وكمحاولة أخيرة لتطويق أزمة قد تنهي المنظمة، وقد بادر عدد من الكتاب العامون للاتحادات الجهوية للشغل أبرزهم علي العدواني كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين وصلاح بن حامد كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بڨابس بمبادرة للوصول إلى حل بشأن الأزمة الداخلية التي يمر بها الاتحاد العام التونسي للشغل وتتمثل المبادرة في دعوة كل الكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل والاجتماع دون حضور أعضاء المكتب التنفيذي الوطني والاتفاق على حل وموقف موحد يتم فرضه على المركزية النقابية والقبول به من كل الأطراف والخروج من النفق وفي انتظار استكمال تلك المبادرة فإن الأزمة اليوم ما زالت تراوح مكانها .
القيادة النقابية.. مكابرة وتعنّت !
رغم اعتراف الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي بالأزمة وأكثر من مرة إلا أن القيادة النقابية وخاصة بعد انقسام المكتب التنفيذي إلى مجموعتين، مجموعة الخمسة المعارضة لتوجهات نور الدين الطبوبي ومجموعة العشرة التي تؤيد وتساند الأمين العام للاتحاد، إلا أن كل المتتبعين للشأن العام يؤكدون أن القيادة النقابية ما زالت تكابر في التعاطي مع الواقع على اعتباره واقع أزمة وتتعنّت في التنازل والبحث عن حلول في حين تبحث لها دائما عن مبرّرات..، حيث أكد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن القطاع الخاص الطاهر المزي مؤخّرا في تصريحات إعلامية أن ننكر وجود أزمة داخل الاتحاد غذتها الإشكاليات الموجودة بين الحكومة والاتحاد وانقطاع الحوار بينهما وعدم فض النزاعات والمطالب والانتظارات الكثيرة.
حيث أن تعامل الحكومة ورئاسة الجمهورية الفاتر مع الاتحاد وانقطاع التواصل، ليس هو السبب الأساسي للأزمة بل قد يكون نتيجة لهذه الأزمة، كما أشار الطاهر المزّي بأن الاختلاف يكمن حاليا في تحديد موعد عقد المؤتمر، مؤكد أن اعتصام مجموعة الخمسة هو ليس حركات احتجاجية ولكن حركات تحسيسية للقيادة النقابية بحدة الخلافات على مستوى القواعد، إلا أن هذه القراءة لأحد الأمناء العامين لا تبدو منسجمة مع عمق الأزمة التي تتجاوز موعد المؤتمر وتتجاوز الانقسام في المكتب التنفيذي حيث تعيش المنظمة حالة من انعدام الثقة بين جميع الأطراف وانعدام الثقة في منظمة بعراقة الاتحاد هو مؤشّر خطير ولا يمكن الاستهانة به لأنه يمكن أن ينسف بسهولة أي حلّ أو أية محاولة إصلاح.
اليوم فقد الأمين العام نور الدين الطبوبي ثقة عدد هام من النقابيين سواء من القيادات والقواعد بما في ذلك مجموعة الخمسة المعتصمة حيث يطالب أنور قدور ‹باستقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي، وتعتبر المجموعة المنشقة عن المكتب التنفيذي أنه أصبح جزءا من المشكل وساهم بشكل كبير في تردي الأوضاع وفشل فشلا ذريعا في إدارة الأزمة، وذلك وفق تعبير أنور قدور في تصريح سابق .
وينتظر الجميع إلى أين سينتهي بالاتحاد هذا الوضع المتأزّم وهل تستطيع القيادة النقابية الصمود بقية المدة الانتخابية في ظل كل تلك الانتقادات والاحتجاجات في صورة ما إذا واصلت تجاهل مطالب المحتجين؟، ناهيك وأن أهم تلك المطالب استقالة الأمين العام لاتحاد الشغل، في حين تطالب المعارضة النقابية باستقالة كل المكتب التنفيذي. وفي كل هذه الاضطرابات والصراعات الداخلية تواصل سفينة الاتحاد الإبحار دون وجهة أو بوصلة واضحة .