إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختص في التغذية لـ"الصباح": %35 من أمراض السرطان أسبابها غذائية

سيكون 4 فيفري اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان موعدا للكشف عن الأرقام التي يتم تسجيلها سنويا في تونس التي تحيي كما دول العالم هذا الموعد في ظل تأكيد جهات مختصة أن الأرقام التي يتم تسجيلها سنويا مفزعة، حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة  سنة 2022 حوالي 22 ألف إصابة، وفي هذا الصدد أكد الدكتور المختص في التغذية الطاهر الغربي لـ»الصباح» أن الأرقام المسجلة سنويا مخيفة بل صادمة وتستوجب دق ناقوس الخطر.

 والسؤال المطروح ما هو دور التغذية في الوقاية من الأمراض السرطانية؟ سؤال طرحته «الصباح» على الأخصائي في التغذية الدكتور الطاهر الغربي الذي أفادنا أن مرض السرطان من أمراض العصر وهو مرض يهم الصحة العمومية إذ يصاب به سنويا آلاف الأشخاص حيث يسجل سنويا أرقاما مخيفة.

الدور الوقائي والعلاجي للتغذية

وشرح الأخصائي أن التغذية تلعب دورا وقائيا هاما لتجنب المرض ودور علاجي أيضا في بعض الحالات، إذ على المرضى إتباع النظام الغذائي الخاص بمرضهم، وفق تأكيده.

وأبرز أن المريض وعند اكتشافه للإصابة لا يولي الأهمية اللازمة للغذاء في غالب الأحيان رغم أنه يعد لبنة أساسية في العلاج نظرا لأن مناعة المصاب تنخفض بشكل لافت.

وبين المختص في التغذية بالقول:»لا شك أن التغذية تلعب دورا في بناء الجسم لكن أيضا لها دور وقائي هام وهام جدا فعندما نتحدث عن الوقاية فإننا نتحدث عن نمط عيش بأتم معنى الكلمة يرتكز على 3 نقاط أساسية».

وشرح أن أول هذه النقاط تتمثل في التغذية الصحية المتوازنة والسليمة التي تتكون من7 عناصر رئيسية وهي البروتينات والنشويات والدهنيات والماء والألياف الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية، على اعتبار أنها المكونات الأساسية لأي شخص حتى يقي نفسه من الأمراض.

 إتباع نظام غذائي صحي

وأبرز الدكتور الطاهر الغربي أن نسبة مساهمة العنصر الوراثي في المرض تمثل 5% في حين أن النظام الغذائي غير المتوازن يتسبب في الإصابة بالسرطان بنسبة 35% وهي نسبة كبيرة، وفق تأكيده، مبينا أن هذا العنصر بالإمكان التقليص فيه من خلال إتباع نظام غذائي صحي متوازن ونظام وقائي.

 وواصل مصدرنا شارحا «أن من بين أسباب الإصابة بمرض السرطان قلة الحركة والنشاط البدني، وتفاقم نسبة التدخين لدى الكهول والنساء وحتى الشباب والأطفال، إلى جانب استهلاك المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى التوتر المزمن وقلة النوم، دون نسيان التلوث البيئي.

وهي عوامل، وفق أخصائي التغذية، تتسبب في تدمير الخلايا وظهور الخلايا السرطانية التي تؤثر في المناعة وتخلق الالتهابات في الجسم.

وشدد على أن الغذاء والتغذية لها دور مهم جدا في الوقاية من جهة والعلاج من جهة أخرى وخاصة خلال فترة العلاج الكميائي، مؤكدا على أهمية مرافقة المريض من قبل طبيب تغذية من جهة وطبيب نفسي من جهة أخرى لتحفيزه وتشجيعه على الصمود. وأكد أن المريض في حاجة أكيدة إلى البروتينات لتقوية المناعة وتجديد وتقوية الخلايا المدمرة، مع حاجته الملحة إلى مضادات الأكسدة وهي الفيتامينات وأساسا منها الفيتامين « أ» و»ج» والفيتامين «س» الذي يلعب دورا كبيرا في تعزيز المناعة، مع أحماض الاوميغا 3 التي لها دور مهم في ترميم الخلايا وتقويتها ومكافحة الالتهابات الناجم عن الأورام.

وبين الطبيب المختص في التغذية أن المعادن على غرار المانيزيوم لها أهمية في عملية الاسترخاء، ما يقلل من مستوى التوتر، دون نسيان عنصر الحديد الذي يساهم في مكافحة فقر الدم.

وحذر الدكتور المختص في التغذية الطاهر الغربي من خطر استعمال الأفراد وخاصة المرضى للمكملات الغذائية، مؤكدا أنه لا يمكن استعمالها إلا بعد استشارة الطبيب المختص لوجود مكملات غذائية تتسبب في الأمراض لأن العديد من المكملات الغذائية ذات منشأ كيميائي وهذا من شأنه أن يعمق الأزمة الصحية.

وضع سياسة وطنية للتغذية والصحة

وأكد أخصائي التغذية على وجوب وضع سياسة وطنية للتغذية والصحة من خلال التأكيد على إتباع تغذية سليمة، مع التشديد على منع استعمال الملونات والمواد الحافظة غير مطابقة للمواصفات العالمية من قبل شركات الصناعات الغذائية، ومنع استعمال الأدوية ومسلتزمات الإنتاج غير المعترف بها عند مداواة المحاصيل الزراعية.

ولإتباع نظام غذائي وقائي دعا إلى الاتفاق مع أصحاب المخابز لصناعة خبز صحي مع استعمال أقل ما يمكن من الملح وأيضا وضع اقل ما يمكن من السكر عند صناعة المرطبات.

كما شدد محدثنا على وجوب وضع برنامج تثقيفي انطلاقا من رياض الأطفال إلى المدرسة ثم المعاهد يعمل على توعية الناشئة بأهمية التغذية الصحية، مع التأكيد على اعتماد المطاعم المدرسية والجامعية لنظام غذائي متوازن مع فرض إتباعه حتى من قبل أسرهم.

أهمية السلوك الغذائي الوقائي

وأكدت وزارة الصحة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يوافق يوم 4 فيفري 2025، على أهمية تناول الأسماك الزرقاء 3 مرات في الأسبوع والإكثار من الخضر والغلال الطازجة الغنية بالألياف والأغذية التي تحتوي على الألياف مثل الخبز الكامل والحبوب الكاملة وتجنب الركود الجسدي وذلك توقيا من الإصابة بمرض السرطان.

وفي ورقة إعلامية نشرتها، يوم الثلاثاء 28 جانفي 2025، إدارة الرعاية الصحية الأساسية، تحت شعار «التغذية الصحية تحميك من السرطان تنجيك»، أكدت الوزارة على دور السلوك الغذائي كعامل اختطار في الإصابة بالسرطان.

وشددت في ذات الوثيقة على ضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء (500 غ أسبوعيا) واجتناب استهلاك اللحوم المصنعة والابتعاد عن الأكلات السريعة والمصنعة والابتعاد عن المقليات والدهنيات وعدم تناول المشروبات الغازية والمصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والمواد الحافظة (عصير معلب).

واعتبرت أن التغذية غير السليمة وغير المتوازنة من أهم عوامل الاختطار لمرض السرطان بصفة عامة وبصفة خاصة سرطان القولون، مشيرة إلى أن الاستهلاك المفرط للنشويات (العجين) والمواد المصبرة (المواد الحافظة) واللحوم الحمراء والسكريات والملح والخضروات والغلال (المعالجة بالمواد الكيميائية) تمثل خطرا على الصحة.

حنان قيراط

مختص في التغذية لـ"الصباح":   %35  من أمراض السرطان أسبابها غذائية

سيكون 4 فيفري اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان موعدا للكشف عن الأرقام التي يتم تسجيلها سنويا في تونس التي تحيي كما دول العالم هذا الموعد في ظل تأكيد جهات مختصة أن الأرقام التي يتم تسجيلها سنويا مفزعة، حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة  سنة 2022 حوالي 22 ألف إصابة، وفي هذا الصدد أكد الدكتور المختص في التغذية الطاهر الغربي لـ»الصباح» أن الأرقام المسجلة سنويا مخيفة بل صادمة وتستوجب دق ناقوس الخطر.

 والسؤال المطروح ما هو دور التغذية في الوقاية من الأمراض السرطانية؟ سؤال طرحته «الصباح» على الأخصائي في التغذية الدكتور الطاهر الغربي الذي أفادنا أن مرض السرطان من أمراض العصر وهو مرض يهم الصحة العمومية إذ يصاب به سنويا آلاف الأشخاص حيث يسجل سنويا أرقاما مخيفة.

الدور الوقائي والعلاجي للتغذية

وشرح الأخصائي أن التغذية تلعب دورا وقائيا هاما لتجنب المرض ودور علاجي أيضا في بعض الحالات، إذ على المرضى إتباع النظام الغذائي الخاص بمرضهم، وفق تأكيده.

وأبرز أن المريض وعند اكتشافه للإصابة لا يولي الأهمية اللازمة للغذاء في غالب الأحيان رغم أنه يعد لبنة أساسية في العلاج نظرا لأن مناعة المصاب تنخفض بشكل لافت.

وبين المختص في التغذية بالقول:»لا شك أن التغذية تلعب دورا في بناء الجسم لكن أيضا لها دور وقائي هام وهام جدا فعندما نتحدث عن الوقاية فإننا نتحدث عن نمط عيش بأتم معنى الكلمة يرتكز على 3 نقاط أساسية».

وشرح أن أول هذه النقاط تتمثل في التغذية الصحية المتوازنة والسليمة التي تتكون من7 عناصر رئيسية وهي البروتينات والنشويات والدهنيات والماء والألياف الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية، على اعتبار أنها المكونات الأساسية لأي شخص حتى يقي نفسه من الأمراض.

 إتباع نظام غذائي صحي

وأبرز الدكتور الطاهر الغربي أن نسبة مساهمة العنصر الوراثي في المرض تمثل 5% في حين أن النظام الغذائي غير المتوازن يتسبب في الإصابة بالسرطان بنسبة 35% وهي نسبة كبيرة، وفق تأكيده، مبينا أن هذا العنصر بالإمكان التقليص فيه من خلال إتباع نظام غذائي صحي متوازن ونظام وقائي.

 وواصل مصدرنا شارحا «أن من بين أسباب الإصابة بمرض السرطان قلة الحركة والنشاط البدني، وتفاقم نسبة التدخين لدى الكهول والنساء وحتى الشباب والأطفال، إلى جانب استهلاك المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى التوتر المزمن وقلة النوم، دون نسيان التلوث البيئي.

وهي عوامل، وفق أخصائي التغذية، تتسبب في تدمير الخلايا وظهور الخلايا السرطانية التي تؤثر في المناعة وتخلق الالتهابات في الجسم.

وشدد على أن الغذاء والتغذية لها دور مهم جدا في الوقاية من جهة والعلاج من جهة أخرى وخاصة خلال فترة العلاج الكميائي، مؤكدا على أهمية مرافقة المريض من قبل طبيب تغذية من جهة وطبيب نفسي من جهة أخرى لتحفيزه وتشجيعه على الصمود. وأكد أن المريض في حاجة أكيدة إلى البروتينات لتقوية المناعة وتجديد وتقوية الخلايا المدمرة، مع حاجته الملحة إلى مضادات الأكسدة وهي الفيتامينات وأساسا منها الفيتامين « أ» و»ج» والفيتامين «س» الذي يلعب دورا كبيرا في تعزيز المناعة، مع أحماض الاوميغا 3 التي لها دور مهم في ترميم الخلايا وتقويتها ومكافحة الالتهابات الناجم عن الأورام.

وبين الطبيب المختص في التغذية أن المعادن على غرار المانيزيوم لها أهمية في عملية الاسترخاء، ما يقلل من مستوى التوتر، دون نسيان عنصر الحديد الذي يساهم في مكافحة فقر الدم.

وحذر الدكتور المختص في التغذية الطاهر الغربي من خطر استعمال الأفراد وخاصة المرضى للمكملات الغذائية، مؤكدا أنه لا يمكن استعمالها إلا بعد استشارة الطبيب المختص لوجود مكملات غذائية تتسبب في الأمراض لأن العديد من المكملات الغذائية ذات منشأ كيميائي وهذا من شأنه أن يعمق الأزمة الصحية.

وضع سياسة وطنية للتغذية والصحة

وأكد أخصائي التغذية على وجوب وضع سياسة وطنية للتغذية والصحة من خلال التأكيد على إتباع تغذية سليمة، مع التشديد على منع استعمال الملونات والمواد الحافظة غير مطابقة للمواصفات العالمية من قبل شركات الصناعات الغذائية، ومنع استعمال الأدوية ومسلتزمات الإنتاج غير المعترف بها عند مداواة المحاصيل الزراعية.

ولإتباع نظام غذائي وقائي دعا إلى الاتفاق مع أصحاب المخابز لصناعة خبز صحي مع استعمال أقل ما يمكن من الملح وأيضا وضع اقل ما يمكن من السكر عند صناعة المرطبات.

كما شدد محدثنا على وجوب وضع برنامج تثقيفي انطلاقا من رياض الأطفال إلى المدرسة ثم المعاهد يعمل على توعية الناشئة بأهمية التغذية الصحية، مع التأكيد على اعتماد المطاعم المدرسية والجامعية لنظام غذائي متوازن مع فرض إتباعه حتى من قبل أسرهم.

أهمية السلوك الغذائي الوقائي

وأكدت وزارة الصحة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يوافق يوم 4 فيفري 2025، على أهمية تناول الأسماك الزرقاء 3 مرات في الأسبوع والإكثار من الخضر والغلال الطازجة الغنية بالألياف والأغذية التي تحتوي على الألياف مثل الخبز الكامل والحبوب الكاملة وتجنب الركود الجسدي وذلك توقيا من الإصابة بمرض السرطان.

وفي ورقة إعلامية نشرتها، يوم الثلاثاء 28 جانفي 2025، إدارة الرعاية الصحية الأساسية، تحت شعار «التغذية الصحية تحميك من السرطان تنجيك»، أكدت الوزارة على دور السلوك الغذائي كعامل اختطار في الإصابة بالسرطان.

وشددت في ذات الوثيقة على ضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء (500 غ أسبوعيا) واجتناب استهلاك اللحوم المصنعة والابتعاد عن الأكلات السريعة والمصنعة والابتعاد عن المقليات والدهنيات وعدم تناول المشروبات الغازية والمصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والمواد الحافظة (عصير معلب).

واعتبرت أن التغذية غير السليمة وغير المتوازنة من أهم عوامل الاختطار لمرض السرطان بصفة عامة وبصفة خاصة سرطان القولون، مشيرة إلى أن الاستهلاك المفرط للنشويات (العجين) والمواد المصبرة (المواد الحافظة) واللحوم الحمراء والسكريات والملح والخضروات والغلال (المعالجة بالمواد الكيميائية) تمثل خطرا على الصحة.

حنان قيراط