أجواء احتفالية رافقت أمس الذكرى 14 لثورة الحرية والكرامة في عدد من ولايات الجمهورية حيث عاشت بعض المناطق على وقع أجواء خاصة وزيارات غير معلنة.
في هذا الخصوص تحول أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى مدينة بن قردان في زيارة غير معلنة.
واستهل سعيّد الزيارة بعقد جلسة مغلقة بمقر المعتمدية بحضور والي مدنين ومعتمد بن قردان وعدد من الإطارات الأمنية ثم تحدّث مع عدد من المواطنين واستمع لمطالبهم والتي تمحورت أغلبها حول تردّي الوضع الصحي بالمستشفى الجهوي وتعطلّ عدد من المشاريع على غرار المنطقة اللوجستية والمنطقة الصناعية ومنصة اللحوم الحمراء.
أما على مستوى العاصمة فقد احتفل عشية أمس المئات من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمام المسرح البلدي بالعاصمة، بالذكرى 14 للثورة التونسية.
وتميز الاحتفال بأجواء تلقائية من الفرح والفخر، عبر ترديد الشعارات التي قامت عليها الثورة آنذاك "شغل، حرية، كرامة وطنية"، والرقص على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية المنطلقة عبر مضخم للصوت من قبل المشاركين، وأغلبهم من عائلات وأطفال ونساء وكهول وشبان.
وتضمن الاحتفال بعدا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني الباسل في مواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب، من خلال رفع الأعلام وترديد أغاني فلسطينية مساندة للحرية والمقاومة وفقا لما نقلته (وات) أمس.
أما على مستوى الجهات الداخلية فقد عاشت أمس عديد الولايات على وقع أجواء الثورة وسط تأكيدات بأن هذا التاريخ يظل محطة مفصلية في تاريخ تونس، وفي هذا السياق انتظم أمس بمقر ولاية القصرين موكب احتفالي رسمي أشرف عليه والي الجهة زياد الطرابلسي وحضرته ثلة من الإطارات الجهوية والمحلية وممثلو فروع المنظمات الوطنية، وعدد من عائلات الشهداء، وأثثت فعاليته تشكيلة أمنية وعسكرية مع الأسلاك النظامية من ديوانة وحماية مدنية وسجون.
واستُهل الموكب وفقا لما نقلته (وات) برفع العلم الوطني المفدى على أنغام النّشيد الرسمي..
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة بيّن الوالي أن ذكرى ثورة الحرية والكرامة التي قدّم فيها شباب تونس عامة وشباب جهة القصرين على وجه الخصوص أغلى التضحيات من أجل الإنعتاق والحرية، تخلد محطة من المحطات المضيئة في تاريخ تونس.
وقال "إن عيد الثورة ليس للذكرى فقط بل للاعتبار أيضا، لتبقى الذكرى قوّة دفع تحثّ على مواصلة العمل والمثابرة على درب تحقيق الأهداف الوطنية والاستجابة لإرادة الشعب في إعلاء قيم العدل والحرية والمساواة، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وإرساء دولة القانون والحقوق والحريات...
سيدي بوزيد مهد الثورة
أما فيما يتعلق بسيدي بوزيد مهد الثورة فجدير بالذكر أن الولاية شهدت أجواء الاحتفالية بحضور والي الجهة فيصل بالسعودي وعدد من الأهالي والإطارات العسكرية والأمنية والإدارية وممثلين عن المنظمات الوطنية وأعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الجهوي والمجالس المحلية. وأورد والي الجهة في معرض كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن إحياء هذه الذكرى يعد مفخرة للشعب التونسي الذي فرض احترام العالم له.
تشريعات جديدة
ولا تختلف الأجواء كثيرا في ولاية سليانة التي أحيت بدورها الذكرى 14 للثورة من خلال موكب رسمي أدت خلاله تشكيلة من الوحدات العسكرية والأمنية بمختلف أسلاكها من شرطة وحرس وحماية مدنية تحية العلم أمام مقر الولاية، وتمت على هامش الاحتفال، تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وأكد الحاضرون أن ثورة 17 ديسمبر، ساهمت في إرساء تشريعات جديدة من شأنها أن تحقق مكاسب للشعب التونسي علما أن مختلف دور الثقافة والشباب بكافة المعتمديات قد شهدت تظاهرات تنشيطية شبابية مختلفة، إحياء لذكرى الثورة.
أما في نابل فقد احتضنت الساحة الأمامية لمقر الولاية أمس فعاليات الاحتفال بالذكرى 14 لعيد ثورة 17 ديسمبر 2010، والتي تميزت بالخصوص بتنظيم موكب رسمي لتحية العلم على أنغام النشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء.
وأوردت والية نابل، هناء شوشاني، في كلمة ألقتها بالمناسبة، إن "الاحتفال بعيد الثورة هو احتفال بمناسبة تاريخية تحمل رمزية كبيرة بما يجعلها حاضرة في أذهان التونسيين وراسخة في تاريخ الدولة المعاصرة لما نتج عنها من تحولات دستورية وسياسية واجتماعية وثقافية تجسدت خاصة بعد تاريخ 25 جويلية 2021، تاريخ تصحيح مسار الثورة وذلك ببناء الدولة الاجتماعية في ظل تشريعات جديدة يستعيد بها الشعب حقوقه في الشغل وفي الحرية والكرامة الوطنية"، وفق تعبيرها.
وأضافت أن "استحضار هذه الذكرى يستدعي من الجميع رصّ الصفوف، ووحدة العمل، وإذكاء حس المواطنة من أجل الدفاع عن حرمة الوطن، وبذل الجهد من أجل الحفاظ على مكتسباته واستقلاله وسيادته والنهوض به نحو الأفضل".
وتولّت مجموعات من أطفال رياض الأطفال، بالمناسبة، تقديم عدد من اللوحات الراقصة، فيما واكب الاحتفال أعضاء مجلسي نواب الشعب والجهات والأقاليم، ومديرو ورؤساء الهياكل والمصالح الأمنية والحماية المدنية، وممثلون عن المؤسسة العسكرية ومسؤولون عن الديوانة التونسية، بالإضافة إلى مديري المصالح الجهوية والمنشآت العمومية.
وفي نفس الاتجاه انتظم أمس بالساحة الأمامية لولاية بن عروس موكب رسمي لتحية العلم وذلك بمناسبة إحياء للذكرى 14 لثورة 17 ديسمبر 2010.
وأشرف والي بن عروس وسام المرايدي على فعاليات الموكب الذي استهل بتحية العلم على أنغام النشيد الوطني وبمرافقة من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية.
وحضر الموكب كل من المعتمد الأول، والكاتب العام للولاية، والمعتمدين، وأعضاء مجلس نواب الشعب، وأعضاء المجلس الوطني للأقاليم والجهات، وأعضاء المجالس المحلية، والقيادات العسكرية والأمنية، والكتاب العامين للبلديات والمكلفين بتسيير البلديات والمديرين والمندوبين الجهوين ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني للجهات والأقاليم كان قد أصدر أمس بمناسبة ذكرى 14 الثورة بيانا جاء فيه أنّ تونس اليوم في حاجة إلى جهود كافة أبنائها من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية وبناء مستقبل يُحقق تطلعات الشعب التونسي.
وشدّد المجلس في بيان له على أهمية الوحدة الوطنية باعتبارها الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات، داعيا جميع القوى الوطنية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والعمل على دعم سيادة تونس والمحافظة على أمنها.
وأبرز أنّ ثورة الحرية والكرامة مثّلت محطة تاريخية فارقة في مسار نضال الشعب التونسي من أجل إسقاط الاستبداد وتحقيق الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وكانت تعبيرًا صادقًا عن إرادة شعب عانى من الظلم والتهميش، معبرا عن تطلعه إلى بناء دولة ديمقراطية تضمن الحرية والعدالة لجميع مواطنيها.
كما لفت إلى أنّه لا يمكن إنكار حجم التحديات والصعوبات التي اعترضت مسار الثورة مع مرور أربعة عشر عامًا بعد أن أفرزت السنوات الماضية أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة، غذّتها التجاذبات السياسية وتغليب المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية ممّا أدى إلى تراجع ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وإلى شعور عام بالإحباط نتيجة استمرار التفاوت الجهوي وتزايد معدلات البطالة والفقر.
وأكّد على أن لحظة 25 جويلية 2021 شكّلت محطة مهمة في مسار تصحيح الثورة، عبّر من خلالها الشعب التونسي عن رفضه للمنظومة التي عجزت عن تحقيق تطلعاته، وجدّد تمسكه بأهداف الثورة ومبادئها في بناء دولة قوية وعادلة، تُحارب الفساد وتحترم القانون وتضمن كرامة الإنسان.
وفي هذا الجانب جدّد المجلس تأكيده على ضرورة الوفاء لأهداف الثورة ومبادئها الأساسية مشيرا إلى أنّ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هي مطالب مشروعة لا يمكن التراجع عنها.
العدالة التنموية.
كما أكّد المجلس على أهمية تحقيق العدالة التنموية بين مختلف الجهات، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تُنهي التهميش وتوفر فرص العيش الكريم لجميع التونسيين مشيرا إلى أنّ تحقيق التوازن الجهوي ليس مجرد مطلب، بل هو أساس أي استقرار اجتماعي وتنمية مستدامة. وشدّد على أهمية تصحيح المسار الديمقراطي بما يضمن بناء دولة القانون والمؤسسات، ومكافحة الفساد والمحسوبية، وضمان حسن إدارة الموارد الوطنية بما يخدم الصالح العام.
وعبّر المجلس في الإطار ذاته عن إيلائه أهمية كبرى لدور الشباب باعتبارهم القوة الحية التي قامت عليها الثورة، داعيًا إلى تمكينهم من المشاركة الفعلية في مواقع القرار ومنحهم الفرص الكافية للمساهمة في بناء مستقبل تونس.
مؤكدا أيضا تجديده العهد على مواصلة النضال والعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة وبناء دولة عادلة ومستقلة تحفظ كرامة مواطنيها وتحقق لهم الحياة التي يستحقونها.
منال حرزي
تونس - الصباح
أجواء احتفالية رافقت أمس الذكرى 14 لثورة الحرية والكرامة في عدد من ولايات الجمهورية حيث عاشت بعض المناطق على وقع أجواء خاصة وزيارات غير معلنة.
في هذا الخصوص تحول أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى مدينة بن قردان في زيارة غير معلنة.
واستهل سعيّد الزيارة بعقد جلسة مغلقة بمقر المعتمدية بحضور والي مدنين ومعتمد بن قردان وعدد من الإطارات الأمنية ثم تحدّث مع عدد من المواطنين واستمع لمطالبهم والتي تمحورت أغلبها حول تردّي الوضع الصحي بالمستشفى الجهوي وتعطلّ عدد من المشاريع على غرار المنطقة اللوجستية والمنطقة الصناعية ومنصة اللحوم الحمراء.
أما على مستوى العاصمة فقد احتفل عشية أمس المئات من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمام المسرح البلدي بالعاصمة، بالذكرى 14 للثورة التونسية.
وتميز الاحتفال بأجواء تلقائية من الفرح والفخر، عبر ترديد الشعارات التي قامت عليها الثورة آنذاك "شغل، حرية، كرامة وطنية"، والرقص على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية المنطلقة عبر مضخم للصوت من قبل المشاركين، وأغلبهم من عائلات وأطفال ونساء وكهول وشبان.
وتضمن الاحتفال بعدا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني الباسل في مواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب، من خلال رفع الأعلام وترديد أغاني فلسطينية مساندة للحرية والمقاومة وفقا لما نقلته (وات) أمس.
أما على مستوى الجهات الداخلية فقد عاشت أمس عديد الولايات على وقع أجواء الثورة وسط تأكيدات بأن هذا التاريخ يظل محطة مفصلية في تاريخ تونس، وفي هذا السياق انتظم أمس بمقر ولاية القصرين موكب احتفالي رسمي أشرف عليه والي الجهة زياد الطرابلسي وحضرته ثلة من الإطارات الجهوية والمحلية وممثلو فروع المنظمات الوطنية، وعدد من عائلات الشهداء، وأثثت فعاليته تشكيلة أمنية وعسكرية مع الأسلاك النظامية من ديوانة وحماية مدنية وسجون.
واستُهل الموكب وفقا لما نقلته (وات) برفع العلم الوطني المفدى على أنغام النّشيد الرسمي..
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة بيّن الوالي أن ذكرى ثورة الحرية والكرامة التي قدّم فيها شباب تونس عامة وشباب جهة القصرين على وجه الخصوص أغلى التضحيات من أجل الإنعتاق والحرية، تخلد محطة من المحطات المضيئة في تاريخ تونس.
وقال "إن عيد الثورة ليس للذكرى فقط بل للاعتبار أيضا، لتبقى الذكرى قوّة دفع تحثّ على مواصلة العمل والمثابرة على درب تحقيق الأهداف الوطنية والاستجابة لإرادة الشعب في إعلاء قيم العدل والحرية والمساواة، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وإرساء دولة القانون والحقوق والحريات...
سيدي بوزيد مهد الثورة
أما فيما يتعلق بسيدي بوزيد مهد الثورة فجدير بالذكر أن الولاية شهدت أجواء الاحتفالية بحضور والي الجهة فيصل بالسعودي وعدد من الأهالي والإطارات العسكرية والأمنية والإدارية وممثلين عن المنظمات الوطنية وأعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الجهوي والمجالس المحلية. وأورد والي الجهة في معرض كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن إحياء هذه الذكرى يعد مفخرة للشعب التونسي الذي فرض احترام العالم له.
تشريعات جديدة
ولا تختلف الأجواء كثيرا في ولاية سليانة التي أحيت بدورها الذكرى 14 للثورة من خلال موكب رسمي أدت خلاله تشكيلة من الوحدات العسكرية والأمنية بمختلف أسلاكها من شرطة وحرس وحماية مدنية تحية العلم أمام مقر الولاية، وتمت على هامش الاحتفال، تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وأكد الحاضرون أن ثورة 17 ديسمبر، ساهمت في إرساء تشريعات جديدة من شأنها أن تحقق مكاسب للشعب التونسي علما أن مختلف دور الثقافة والشباب بكافة المعتمديات قد شهدت تظاهرات تنشيطية شبابية مختلفة، إحياء لذكرى الثورة.
أما في نابل فقد احتضنت الساحة الأمامية لمقر الولاية أمس فعاليات الاحتفال بالذكرى 14 لعيد ثورة 17 ديسمبر 2010، والتي تميزت بالخصوص بتنظيم موكب رسمي لتحية العلم على أنغام النشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء.
وأوردت والية نابل، هناء شوشاني، في كلمة ألقتها بالمناسبة، إن "الاحتفال بعيد الثورة هو احتفال بمناسبة تاريخية تحمل رمزية كبيرة بما يجعلها حاضرة في أذهان التونسيين وراسخة في تاريخ الدولة المعاصرة لما نتج عنها من تحولات دستورية وسياسية واجتماعية وثقافية تجسدت خاصة بعد تاريخ 25 جويلية 2021، تاريخ تصحيح مسار الثورة وذلك ببناء الدولة الاجتماعية في ظل تشريعات جديدة يستعيد بها الشعب حقوقه في الشغل وفي الحرية والكرامة الوطنية"، وفق تعبيرها.
وأضافت أن "استحضار هذه الذكرى يستدعي من الجميع رصّ الصفوف، ووحدة العمل، وإذكاء حس المواطنة من أجل الدفاع عن حرمة الوطن، وبذل الجهد من أجل الحفاظ على مكتسباته واستقلاله وسيادته والنهوض به نحو الأفضل".
وتولّت مجموعات من أطفال رياض الأطفال، بالمناسبة، تقديم عدد من اللوحات الراقصة، فيما واكب الاحتفال أعضاء مجلسي نواب الشعب والجهات والأقاليم، ومديرو ورؤساء الهياكل والمصالح الأمنية والحماية المدنية، وممثلون عن المؤسسة العسكرية ومسؤولون عن الديوانة التونسية، بالإضافة إلى مديري المصالح الجهوية والمنشآت العمومية.
وفي نفس الاتجاه انتظم أمس بالساحة الأمامية لولاية بن عروس موكب رسمي لتحية العلم وذلك بمناسبة إحياء للذكرى 14 لثورة 17 ديسمبر 2010.
وأشرف والي بن عروس وسام المرايدي على فعاليات الموكب الذي استهل بتحية العلم على أنغام النشيد الوطني وبمرافقة من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية.
وحضر الموكب كل من المعتمد الأول، والكاتب العام للولاية، والمعتمدين، وأعضاء مجلس نواب الشعب، وأعضاء المجلس الوطني للأقاليم والجهات، وأعضاء المجالس المحلية، والقيادات العسكرية والأمنية، والكتاب العامين للبلديات والمكلفين بتسيير البلديات والمديرين والمندوبين الجهوين ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني للجهات والأقاليم كان قد أصدر أمس بمناسبة ذكرى 14 الثورة بيانا جاء فيه أنّ تونس اليوم في حاجة إلى جهود كافة أبنائها من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية وبناء مستقبل يُحقق تطلعات الشعب التونسي.
وشدّد المجلس في بيان له على أهمية الوحدة الوطنية باعتبارها الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات، داعيا جميع القوى الوطنية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والعمل على دعم سيادة تونس والمحافظة على أمنها.
وأبرز أنّ ثورة الحرية والكرامة مثّلت محطة تاريخية فارقة في مسار نضال الشعب التونسي من أجل إسقاط الاستبداد وتحقيق الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وكانت تعبيرًا صادقًا عن إرادة شعب عانى من الظلم والتهميش، معبرا عن تطلعه إلى بناء دولة ديمقراطية تضمن الحرية والعدالة لجميع مواطنيها.
كما لفت إلى أنّه لا يمكن إنكار حجم التحديات والصعوبات التي اعترضت مسار الثورة مع مرور أربعة عشر عامًا بعد أن أفرزت السنوات الماضية أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة، غذّتها التجاذبات السياسية وتغليب المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية ممّا أدى إلى تراجع ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وإلى شعور عام بالإحباط نتيجة استمرار التفاوت الجهوي وتزايد معدلات البطالة والفقر.
وأكّد على أن لحظة 25 جويلية 2021 شكّلت محطة مهمة في مسار تصحيح الثورة، عبّر من خلالها الشعب التونسي عن رفضه للمنظومة التي عجزت عن تحقيق تطلعاته، وجدّد تمسكه بأهداف الثورة ومبادئها في بناء دولة قوية وعادلة، تُحارب الفساد وتحترم القانون وتضمن كرامة الإنسان.
وفي هذا الجانب جدّد المجلس تأكيده على ضرورة الوفاء لأهداف الثورة ومبادئها الأساسية مشيرا إلى أنّ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هي مطالب مشروعة لا يمكن التراجع عنها.
العدالة التنموية.
كما أكّد المجلس على أهمية تحقيق العدالة التنموية بين مختلف الجهات، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تُنهي التهميش وتوفر فرص العيش الكريم لجميع التونسيين مشيرا إلى أنّ تحقيق التوازن الجهوي ليس مجرد مطلب، بل هو أساس أي استقرار اجتماعي وتنمية مستدامة. وشدّد على أهمية تصحيح المسار الديمقراطي بما يضمن بناء دولة القانون والمؤسسات، ومكافحة الفساد والمحسوبية، وضمان حسن إدارة الموارد الوطنية بما يخدم الصالح العام.
وعبّر المجلس في الإطار ذاته عن إيلائه أهمية كبرى لدور الشباب باعتبارهم القوة الحية التي قامت عليها الثورة، داعيًا إلى تمكينهم من المشاركة الفعلية في مواقع القرار ومنحهم الفرص الكافية للمساهمة في بناء مستقبل تونس.
مؤكدا أيضا تجديده العهد على مواصلة النضال والعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة وبناء دولة عادلة ومستقلة تحفظ كرامة مواطنيها وتحقق لهم الحياة التي يستحقونها.