إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الجهات على وقع ذكرى الثورة .. رغم الإحباطات .. آمال مُعلّقة وتطلّع إلى الانجازات

تعيش تونس، اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، على وقع الذكرى الـ14 لثورة الحرية والكرامة التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد تحت عنوان "العدالة الاجتماعية والتنمية والتشغيل".. 17 ديسمبر 2010 – 17 ديسمبر 2024 سنوات مرّت والبعض يرى أنّ الوضع نفسه.. فأحبطت آمال البعض غير أنّ البعض الآخر آماله مُعلقة على استكمال تحقيق عدد هام من المطالب لعلّ من أهمها التنمية في الجهات الداخلية وتوفير المرافق الأساسية الحياتية واستكمال انجاز المشاريع المُعطّلة والتي منها ما تم الانطلاق في حلحلتها لعلّها تكون نقطة مُضيئة في جهات عاشت الفقر والتهميش والخصاصة... "فماذا تحقّق من أهداف الثورة بالجهات الداخلية بعد مرور هذه السنوات؟" وبين المُنجز والمُعطّل والمُؤجّل تونسيون ينتظرون....

تنسيق عبير الطرابلسي 

وسط انتظارات وتطلعات .. سيدي بوزيد تحتفي بذكرى اندلاع الشرارة الأولى للثورة

انطلقت، يوم أمس الاثنين 16 ديسمبر 2024، بولاية سيدي بوزيد تظاهرات احياء الذكرى 14 لاندلاع الثورة التونسية. وكانت الانطلاقة بمهرجان العلوم الذي نظمته 17 ديسمبر لثورة الحرية والكرامة بالاشتراك مع مدينة العلوم بتونس.

وتضمن برنامج التظاهرة الذي امتد على يومي 16 و 17 ديسمبر الجاري مجموعة من الورشات التثقيفية والعلمية وسهرات فلكية منها ما هو بفضاء المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد ومنها ما هو بفضاء ساحة الارض وسط المدينة .

و افاد رياض عبدلي رئيس مصلحة الفضاءات الاستكشافية بمدينة العلوم ان هذه التظاهرة تأتي في اطار انفتاح مدينة العلوم على محيطها وتجسيد مفهوم اللامركزية من خلال الجولات التي تقوم بها مدينة العلوم بمختلف ولايات الجمهورية وفي إطار إستراتيجيتها في نشر الثقافة العلمية والابتكار وهو ما يبرر تنقل فريق كامل من مدينة العلوم اضافة الى معدات بجودة عالية.

وتضمن برنامج مهرجان العلوم محاضرات وندوات وسهرتين فلكيتين اضافة الى عروض القبة الفلكية بهدف تدعيم القدرات العلمية والمعرفية لشباب الجمهورية بمختلف جهاتها وبمختلف مستوياتهم العلمية .

كما تم بالمناسبة الاعلان عن انطلاق استعمال طابعين بريديين جديدين وطرحها في الاسواق من طرف البريد التونسي في اطار عيد ميلاد مدينة العلوم الثاني والثلاثين، واكد في هذا الاطار عبد الرزاق غموري ممثل البريد التونسي ان مهرجان العلوم الذي تشارك فيه مدينة العلوم بسيدي بوزيد يتزامن مع ذكرى تأسيس المدينة والموافق لـ18 ديسمبر من كل سنة.. وابرز الطابعان البريديان في هذا الصدد الخصائص الفنية و المعمارية لمدينة العلوم.

واضاف غموري ان البريد التونسي يسعى في كل مناسبة الى تثمين مجهودات المؤسسات الوطنية وتقدير نشاطها اضافة الى المشاركة في ابراز عدد من الشخصيات الرائدة في مجالها .

على صعيد متصل، تنظم هيئة تنظيم المهرجان الدولي لثورة 17 ديسمبر للحرية والكرامة الدورة 14 من المهرجان تحت شعار "ثورة 17 ديسمبر .... ثورة شعب" واعدت لذلك برنامجا انطلق يوم الاثنين 16 ديسمبر الجاري ليتواصل الى غاية 20 من نفس الشهر وتميزت فعالياته بتنشيط ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد اضافة الى تنظيم ندوة اقتصادية تحت عنوان " الثورة التشريعية ... ضرورة ام حتمية" بفضاء المركب الشبابي 17 ديسمبر إضافة الى ندوة فكرية تحمل عنوان "المقاومة: خيار التحرير والمقاومة " .

من جهة اخرى، اكد عدد من مُتساكني ولاية سيدي بوزيد انه ورغم مرور 14 سنة على اندلاع الشرارة الاولى للثورة التونسية ذات ديسمبر 2010 الا ان الوضع التنموي يراوح مكانه، ويقول عبد الملك احد مُتساكني الجهة إن البنية التحتية لا تزال تحتاج الكثير من العمل رغم التحسن الطفيف الذي تعرفه طرقات اغلب احياء المدينة.. ويطالب في هذا الاطار بلدية المكان الى مزيد بذل الجهد لتهذيب وتنوير بعض الاحياء التي لم يتغير فيها الوضع لسنوات تلت.

ويتحدث عبد الملك عن افتقار احياء بمدينة سيدي بوزيد للماء الصالح للشرب على غرار الحي الفلاحي وحي النوامر، مؤكدا ان العديد من العائلات مازالوا يتزودون بالماء الصالح للشرب من الصهاريج رغم قرب شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه هذا فضلا عن عدم تغطية رفع الفضلات لكل احياء المدينة .

من جهته، افاد انور احد اهالي سيدي بوزيد ان الوضع العام بالجهة لم يتغير كثيرا في علاقة بالمشاريع الكبرى فالمواطن مازال ينتظر الى اليوم حلحلة هذه المشاريع وخاصة منها المستشفى الجامعي المُبرمج منذ 2012 الذي طال انتظاره حيث أن الوضع الصحي بقي مُترديا بل وازدادت الخدمات سوء، حسب تعبيره، في ظل غياب اطباء الاختصاص.. هذا بالاضافة الى تواصل انقطاعات التيار الكهربائي مثلا رغم انطلاق عمل اكثر من محطة للضغط العالي خلال صائفة 2024.

كما تحدث انور عن تواصل ارتفاع اسعار الخضر واللحوم رغم أن الجهة من أولى منتجي هذه المواد على المستوى الوطني، مُعتبرا كذلك أن تواصل فقدان بعض المواد الأساسية كالسكر والحليب هي مؤشرات سلبية تبين مدى تردي الوضع العام بالجهة في حين أن ولاية سيدي بوزيد هي مهد الثورة التونسية .

وللتذكير فان ولاية سيدي بوزيد عرفت يوم 17 ديسمبر 2010 احداثا قلبت النظام في تونس وفي عدد من البلدان العربية الاخرى واحتج اهالي الجهة آنذاك على الأوضاع المعيشية وانتشار البطالة والفقر، لكن ورغم ذلك مازالت ولاية سيدي بوزيد تحتل المراتب الأخيرة في مؤشر التنمية وطنيا رغم أنها تزخر بعديد المدخرات الهامة .

عائشة

مشاريع وملفات عالقة .. أوضاع مُتشابهة بمعتمديات القصرين

رغم مرور 14 سنة على الثورة التونسية، لا تزال تطلعات أهالي ولاية القصرين ترواح مكانها تقريبا وتتجدد المطالب ذاتها التنموية والتشغيلية، حيث تترنح المشاريع لعدة سنوات بين التعطيل والتقدم البطيء أو الانجاز والتطوير ونقص ما في جوانب أخرى كالمشاريع الصحية وآمال وأمنيات أخرى لم تتجاوز عتبة الحلم في توفير المرافق الأساسية الحياتية من كهرباء وماء صالح للشرب وطرقات واحداثات تربوية وصحية تقيهم شقاء التنقل وهجرة اراضيهم والنماذج كثيرة بجهة القصرين وفق جل من تحدثت اليهم "الصباح ".

مشاريع معطلة وعالقة منذ سنوات ومعاناة المواطن متواصلة مع غياب المرافق الحياتية

لا يمكن الانطلاق خلال هذه المناسبة الا من المعتمديات الأكثر تهميشا منذ عقود والمصنفة بتذيل الترتيب الوطني للمؤشرات التنموية والتي تعتبر من المسائل الوطنية التي تستحق مقاربة شاملة ومعالجة حقيقية والقليل من العدالة حتى يتنفس أهلها الصعداء كما يقول العديد من مواطنيها مرارا وتكرارا (حاسي الفريد ، العيون، جدليان ، ماجل بلعباس..).

والحديث بداية من معتمدية حاسي الفريد حيث يقول عضو المجلس المحلي للتنمية بحاسي الفريد مصطفة ذيبي لـ"الصباح إنّ هذه المعتمدية التي تحتوي على 25 ألف ساكن لا يوجد بها دار خدمات مثل باقي المعتمديات ودون فروع ادارية ( "صوناد" – "ستاغ" - فرع قباضة مالية - محطة تطهير).. كما لا تزال تعاني من أهم مُعرقل للتنمية وهو اهتراء البنية التحتية وانعدام كامل للمسالك الفلاحية أو تعبيد لطرقاتها مما يصعب التنقل لدى مُتساكني المناطق الريفية وولوج وسائل النقل اليها بما فيها الحافلات المدرسية، وضرورة العمل على فك العزلة عن المواطنين من خلال تعبيد الطرقات وخاصة الرابطة بين معتمدية حاسي الفريد بمعتمديات مجاورة على غرار سيدي علي بن عون وبئر الحفي أو أغلب العمادات بالمعتمدية، حسب تعبيره.

كما أضاف الذيبي أن المعتمدية تعدّ من المعتمديات المحرومة من الانشطة الرياضية لغياب كامل للمنشآت الرياضية والثقافية (ملاعب أحياء، ملعب بلدي / مسرح بلدي يحتضن التظاهرات الثقافية خاصة المهرجانات والأعياد الوطنية) ماعدا دار الثقافة، مُشيرا إلى ما تُعانيه المعتمدية من المسلسل اليومي تقريبا أو الدوري لانقطاعات التيار الكهربائي خاصة في فصل الشتاء لضعف الشبكة وتهري خطوطها، ونفس الشيء للماء الصالح للشرب خلال فصل الصيف أو غيابه كليا بالعديد من المناطق الريفية التي تنتظر حقها في الماء الصالح للشرب .

كما دعا مُحدثنا الى ايلاء اهتمام خاص من قبل الدولة لتحسين الظروف الاجتماعية للعائلات الهشة بهذه المعتمدية من خلال برامج وطنية على غرار تقديم قروض صغرى أو مشاريع تكون مصدر عيشهم، مُعتبرا أنّ مركب الطفولة من المشاريع المُنجزة حديثا بحاسي الفريد ولكنه لم ير النور بعد لعديد الاشكاليات..

العيون تئن

لا تختلف الصورة كثيرا بمعتمدية العيون الجميلة بثرواتها الغابية وعيونها العذبة ولكن تئن تحت نفس الوضع منذ ما قبل الثورة ولم يتغير الحال بعد، وفق الناشط بالمجتمع المدني أنيس القاسمي لـ"الصباح" فمعتمدية العيون تضم أكثر من 22 ألف ساكن بها مكتب بريد وحيد بالمدينة على وجه الكراء ودون مُوزع ألي ما يضطر الموظفين الى التنقل الى سبيطلة أو تالة أو القصرين المدينة لسحب راواتبهم كاملة، كما لا تتوفر على دار خدمات أو فروع ادارية لتسهيل قضاء المواطن لخدماته الادارية بالعيون دون التنقل الى المعتمديات المجاورة أو مدينة القصرين.

كما يوجد بها مستشفى محلي صنف 4 يشتكي نقصا في الأدوية خاصة أدوية الأمراض المُزمنة، وتشتكي طبيبة أسنان بالعيون من عدم توفر المعدات اللازمة للعمل بالعيادة العمومية.

كما لازالت العيون "القرية" تنتظر انجاز مدرسة ابتدائية ثانية رغم توفر العقار بعد تبرع أحد المواطنين بقطعة أرض لهذا المشروع لتخفيف الضغط على المدرسة الابتدائية التي تضم 800 تلاميذ.

وفي جدليان ورغم التقدم في تحقيق أهم المشاريع الذي ربما يُغيّر وجه المعتمدية ويفتح الآفاق أمام شبابها المُعطل عن العمل وشباب القصرين ككل، وهو مشروع "فسفاط جدليان" الذي تقدر قدرته التشغيلية الأولية بـ3 الاف ويعتبر من أجود الانواع عالميا والذي يؤكد الناشط الجمعياتي عصام سميعي لـ"الصباح" أنه تم ابرام عقد الشراكة بين شركة فسفاط القصعات ووزارة الطاقة والمناجم وسيكون الانطلاق في غرة جانفي القادم، فإن عدة مشاريع أخرى لازالت مُعطلة وعالقة إلى آجال مؤجلة منها الطرقات على غرار طريق جدليان البلد الذي يمتد على مسافة 8 كم.. وكذلك تعطل مشروع سد جدليان الذي تم رصد ميزانيته ولم يدخل قيد الاستغلال... وآبار ولجة عقيل..

كما لا تزال تطلعات الأهالي قيد الانتظار على غرار مركز شرطة بمعتمدية جدليان وقسم استعجالي وتغطية بعض المناطق بالماء الصالح للشراب، اضافة الى بعث الاستثمار في مقر المنطقة الحرفية المغلقة لاكثر من 10 سنوات وتسوية وضعية الاراضي العقارية بما يسمح باعادة استغلالها، وفق محدثنا.

انجاز المشاريع ذات الأولوية

أمّا معتمدية ماجل بلعباس ورغم ما عرفته من تحسن ملحوظ في القطاع الفلاحي واحداث منطقة بيولوجية نموذجية ضمن 5 مناطق بالبلاد، الا أنها كذلك لا تزال تنتظر التطوير وانجاز المشاريع ذات الأولوية على غرار محطة التطهير ، حيث لا يزال الإشكال قائما بسبب اعتراض مجموعة من المواطنين على المكان، وفق عضو المجلس المحلي للتنمية بالماجل الناجي شعباني لـ"الصباح".

كما يؤكد مُحدثنا تعطّل مشروع ربط المدينة بالغاز الطبيعي باعتبار مروره باتجاه ولاية قفصة الذي جوبه برفض من المواطنين رغم اجتهاد بلدية المكان ليبقى التعطل اداريا،... في المقابل انتهت رحلة البحث عن مصب للفضلات وتوفير العقار مؤخرا بعد أن كانت بلدية الماجل تقطع سفرات طويلة لأكثر من 50 كلم لتفريغ حمولة الفضلات بالمصب الكبير بالحزامية الكبرى بمدينة القصرين. .. كما لا يزال مسرح الهواء الطلق بالبرج ينتظر اعادة تهيئته، وفق محدثنا، رغم وجود الاعتمادات اللازمة... كما لا تزال الأشغال مُتعطلة منذ 7 سنوات بدار الثقافة لاعادة تهيئتها، وكذلك الحال لعدة مشاريع في علاقة بالآبار وصلت طور طلب العروض ولم تنجز بعد .

مقاربة للتغيير وانعاش الجهة:

ومن جهته، قدّم المهتم بالشأن الاقتصادي والسياسي فيصل نداري لـ"الصباح" رؤيته التي تتضمن العمل على تحقيق أهم النقاط والمشاريع والعمل عليها بجهة القصرين من أجل تحقيق التغيير التنموي المأمول بجهة قدمت التضحيات وسالت دماء شهدائها ابان الثورة أو قبلها وكانت حاضرة في أي وقت تطلب التضحية، ودون ذلك فلا حديث عن تغيرات للوضع التنموي بالجهة

وتتركز أهم النقاط لمطلبية للجهة، حسب مُحدثنا، في تصفية الوضعية العقارية للأراضي الفلاحية (اراض اشتراكية ، أراض دولية ، اراض خاصة)، ربط الجهة بشبكة النقل الحديدي وتعصيره، انشاء منطقة التبادل الحر والمنطقة اللوجستية. الى جانب انشاء بنك للجهات بالقصرين يسمى "بنك جهة القصرين" يتولى تمويل المشاريع الخاصة والمشاريع التعاونية دون الرجوع الى المركز، مع توسيع النسيج الصناعي بادخال عناصر جديدة مثل الصناعات الطاقية والكهربائية والميكانيكية ، اضافة الى التمويل الكامل للصناعات التحويلية الغذائية وربطها بمناطق الانتاج (التفاح ، الطماطم ، الزيتون...) باعتبار مقدرات الجهة الفلاحية.

كما تحدث النداري عن احداث مناطق سقوية جديدة بعقود إنتاج حسب خارطة فلاحية تضعها الجهة، ومضاعفة حجم القروض العقارية وتيسير شروطها وتخفيف فوائضها وتوسيع قاعدة المنتفعين بها وحذف الاجراءات المعقدة التي تعرقل اسنادها . .. واحداث مخططات المدن قصد توجيه الزحف العمراني والتحكم في كلفة المشاريع البلدية وتثمين الأراضي المهملة الواقعة في المرتفعات وحسن استغلالها، واحداث مناطق ترفيه كبرى خاصة بالمدن الكبرى وتمكينها من تمويلات مرنة وشروط ميسرة ... وتعصير البنية الأساسية في مجالي الصحة والتعليم والتعليم العالي واحداث قطب جامعي في الجهة.

صفوة قرمازي

 

من بينها "المترو الخفيف".. مشاريع جهوية مُعطّلة لسنوات بصفاقس

يعتبر مواطنو صفاقس أنها ولاية المشاريع الكبرى المُعطلة بإمتياز نظرا لتعدد المشاريع التي لم يستكمل إنجازها لسنوات وعقود على غرار مشروع "مترو صفاقس"، مشروع "تبرورة"، مشروع "المدينة الرياضية" ومشروع "الميترو الخفيف"، مشروع "المكتبة الرقمية" وغيرها من المشاريع التي يطالب بها سكان الجهة .

وينتظر أهالي صفاقس إنجاز "مشروع مترو صفاقس" المُعطل لسنوات في مدينة تشهد اكتظاظا سكانيا وإختناقا مروريا وإشكاليات في التنقل .

كما تجدر الإشارة إلى أنه تم احداث شركة المترو الخفيف بصفاقس بمقتضى امر حكومي عدد 957 لسنة 2015 مؤرخ في 23 جويلية 2015، حيث تم تعيين مدير عام للشركة الذي أحيل على التقاعد والمشروع لا يزال في طور الدراسات.

ويمتد الجزء الاوّل من الخط "ت 1" للمترو الخفيف بصفاقس على طول 13,5 كلم الذي يربط بين منطقة طريق المطار ومنطقة الشييحيّة مرورا بطريق تنيور وشارع الشهداء ومنطقة سكرة وحي الحبيب ويتضمن الخط احداث محطّة متعددة الوسائط في محيط محطّة الأرتال الحاليّة إضافة إلى جانب ربط وسط المدينة بمنطقة تبرورة، ويمتد الجزء الثاني من هذا الخط الأوّل يمتد إلى حي الأنس.

وخلال إجابتها عن سؤال شفاهي حول أسباب تأخر إنجاز مشروع مترو صفاقس خلال الجلسة العامة المنعقدة بالبرلمان يوم 17 جويلية 2024 قالت وزيرة التجهيز، المكلفة بتسيير وزارة النقل بالنيابة، سارة الزعفراني الزنزري إن "المشروع ضخم ومتشعّب وهو ما تسبّب في تأخير إنجازه إضافة إلى تعثّر تحرير الحوزة العقارية بالإضافة إلى شبكات المستلزمين على غرار الديوان الوطني للتطهير وشركة إتصالات تونس".

ومن بين المشاريع الكبرى المُعطلة بولاية صفاقس كذلك، "مشروع تبرورة" وهو مشروع سياحي وبيئي وعقاري في صفاقس يهدف إلى تنظيف وتهيئة شواطئ المدينة على طول 6 كم من السواحل تمتد من الميناء إلى مسرح سيدي منصور.

جهة صفاقس التي تحتوي على أطول شريط ساحلي على مستوى الجمهورية التونسية الذي يمتد على حوالي 235 كم لا تتوفر بها مناطق سياحية أو شواطئ مؤهلة للإصطياف واستقبال السياح.

وحول مدى تقدم إنجاز هذا المشروع، فقد أوضحت وزيرة التجهيز والإسكان سارة الزعفراني خلال تصريح إعلامي في أكتوبر الماضي أنه سيتم قريبا تنفيذ هذا المشروع بعد لجنة التسريع في المشاريع الكبرى بقيادة رئيس الحكومة.

يذكر أن ولاية صفاقس قد عقدت خلال شهر سبتمبر الماضي بمقرها جلسة عمل حول الميناء التجاري بصفاقس وآفاق تطويره، كما تم التطرق لأهم المشاريع التنموية المُعطلة ومتابعة مدى التقدّم في حلحلة الإشكاليات التي تعيق إنطلاق هذه المشاريع والتي من أهمها مشروع القسط الثالث من أشغال تهيئة الطريق الساحلي شمال-جنوب لمدينة صفاقس والذي سجل تقدما من حيث حلحلة الإشكاليات من قبل ديوان البحرية التجارية والموانئ وبقية المتداخلين، بالإضافة إلى تدعيم علاقة الميناء بالمدينه والأخذ بعين الإعتبار لمتطلبات الجهة من حيث توظيف أنشطة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي، البيئي، الاجتماعي والترفيهي، وتناولت كذلك موضوع مشروع تبرورة وإرتباطه بتحويل الأنشطة الكيميائية بالضفة الشمالية للميناء إلى ميناء الصخيرة.

عتيقة العامري

 

وزير التنمية الأسبق جمال الدين الغربي : لابد من تشخيص واقع جندوبة لارساء منوال تنموي صحيح.. ولا للاستسلام

عندما تم الإعلان عن تعيين الدكتور جمال الدين الغربي وزيرا للتخطيط والتنمية في حكومة "الترويكا" استبشر أهالي الجهة أملا في تغيير واقع الولاية على يد أحد ابنائها والتي عاشت طيلة أكثر من ستين سنة التهميش والاقصاء رغم ما تزخر به جندوبة من ثراء في الموارد الطبيعية وتنوع في المنتوج السياحي بالإضافة إلى ما قدمتها الجهة من شهداء بلغ عددهم 6 وأكثر من عشرين جريحا.

"الصباح" التقت بالدكتور جمال الدين الغربي لتشخيص وتقييم الواقع التنموي بولاية جندوبة في اطار الإحتفال بأحداث17 ديسمبر، حيث أكّد أنّه "لا يخفى على أحد أن ولاية جندوبة ظُلمت كثيرا ولأكثر من نصف قرن جرّاء صورة خاطئة رسمها النظام مفادها أن الجهة مرتعا للجريمة والنزوح والتواكل والاقتصار على الفلاحة والسياحة"، وفق تعبيره، مُضيفا: "وهذه سياسات تنموية خاطئة وهشة ولا تستطيع أن تغير واقع أبناء الجهة الذين هم في أشد حاجة للعمل.. وما يُعيق التنمية بالولاية هو غياب تشخيص واقع الجهة".

كما شدّد الغربي على "ضرورة الوقوف على نقاط الضعف ونقاط القوة في جلّ المجالات ومعرفة مدّة انسجام المنوال التنموي مع خصائص الجهة"، قائلا: "ولا يخفى على أحد أن جندوبة غنية جدا بتنوع وثراء الموارد الطبيعية.. بها 4 سدود بطاقة استيعاب 273 مليون م3 وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة 170 ألف هكتار منها 40 ألف هكتار مناطق سقوية ويبلغ انتاج الحبوب 100ألف طن ومخزون سمكي يُقدّر بـ20 ألف طن ومنتوج سياحي متنوع وغيرها من الموارد الطبيعية الاخرى".

منوال التنمية

وحول مدى "تغير الواقع التنموي بولاية جندوبة بعد مرور 14سنة"، قال الغربي إنّه لابد من دراسة ومعرفة مواطن الضعف والمُتمثلة أساسا في أنّ منوال التنمية في العهد السابق منوال قطاعي وتُفضّل مصالح الحزب الحاكم على مصالح المُواطنين وهذا المستوى التنموي غير المُتوازن بين القطاعات من جهة والمناطق الطبيعية والادارية من جهة أخرى كانت من نتائجه البطالة وارتفاع نسبة الفقر وعدم استغلال الامكانيات الطبيعية المتوفرة والنتيجة نسيج اقتصادي هش لذلك واقع جندوبة التنموي"، مُواصلا حديثه بالقول: "كلّ هذه العوامل تؤكّد أنّ الواقع التنموي لم يتغير كثيرا إن لم نقل بانه تضاعف وسجّل رُكودا من ذلك المشاريع المُعطلة وغلق الوحدات الفندقية وارتفاع نسبة الفقر وتذيل ولاية جندوبة نتائج الإمتحانات الوطنية".

وبخصوص نظرته للتنمية بولاية جندوبة، أفاد: " التقييم لا يُبنى على أقوال بل هناك مُعطيات علمية تم التوصل إليها لذلك لا بد من تنويع النسيج الاقتصادي وتطوير الصناعات المعملية ودفع قطاعي الصناعات التقليدية والسياحة واستغلال الامكانيات الطبيعية المتوفرة وتعصير قطاع الفلاحة والصيد البحري والقطع مع السياحة الموسمية وضرورة تطوير قطاع الخدمات في المجال التكنولوجي وتأهيل الموارد البشرية".

للجمعيات والمنظمات مسؤولية تاريخية

وفي ختام حديثه، قال الغربي: "دورنا اليوم كأبناء ولاية جندوبة هو قلب الصورة المطبوعة عن الجهة وجعلها مُضيئة وأن يهب الجميع للعمل فالطاقات البشرية بها قادرة على الابداع والخلق.. وللجمعيات والمنظمات مسؤولية تاريخية تتمثل في مراقبة المشاريع المُعلن عنها ومدى تقدّم إنجازها حتى ترى النور في أقرب الاجال.. وأنا متفائل بمستقبل جندوبة، رغم أن الواقع التنموي لم يتغير بالكيفية المطلوبة، ورغم أننا كذلك نواجه رصيد ثقافي سيء عن الجهة وتعقيدات وفساد ما عطل التنمية بالجهة.. إننا نصارع امواجا تحتاج إلى الصبر والعزيمة حتى تعم التنمية بكافة المناطق وأن استسلمنا أمام هذه الامواج فالخاسر هو المواطن والاجيال القادمة في هذه الربوع."

عمار مويهبي

 

قفصة .. نفس الواقع.. ونفس الامال

تمر السنوات وتتراكم التطلعات التي يصبو لها متساكنو ولاية قفصة في غياب منوال تنموي متكامل ورؤية استشرافية واضحة وهو ما تترجمه ظاهرة البطالة التي باتت تتفاقم من سنة الى اخرى، حيث تفيد آخر الاحصائيات الرسمية بلوغ نسبة عامة جهويا في حدود 26 بالمائة و41 بالمائة بالنسبة لحاملي الشهائد العليا.. بينما تبلغ ذات النسبة على المستوى الوطني 15 بالمائة.

ومن البداهة ان تنعكس هذه المؤشرات المُرتبطة بالاوضاع الاجتماعية بشكل او بآخر على نتائج الامتحانات الوطنية اذ تحتل الجهة المراتب الاخيرة حيث لم تتعد نسبة النجاح العامة في الدورة الرئيسية لإمتحان شهادة الباكالوريا في الموسم الدراسي الأخير 26 بالمائة لتتذيّل بذلك ولاية قفصة ترتيب ولايات الجمهورية، محافظة بذلك على تدهور مؤشرات النجاح بالنسبة لهذا الإمتحان الوطني طيلة السنوات الماضية وهو عنصر سلبي اثر في حد ذاته على واقع الجهة من حيث التنمية وضعف الاستثمار في القطاعات الاخرى بما يتطلب صياغة رؤية واضحة وبعدا استراتيجيا مُتكاملا على النحو الذي يستجيب الى خصائص الجهة لا سيما في القطاع الفلاحي الذي يتوفر على 574 الف هكتار منها 320 الف هكتار من المراعي و 248 الف هكتار من المساحات الصالحة للزراعة وهو واقع يتطلب بدوره أحكام استغلال قطاع الزراعات الكبرى من اجل بلوغ الاكتفاء الذاتي والمساعدة على دفع عجلة التصدير لا سيما في قطاع الفستق الذي يحتل المرتبة الاولى وطنيا من حيث الانتاج الى جانب الزياتين والتمور وغيرها من المساحات الكبرى التي ينبغي الاهتمام بها اكثر من خلال التشجيعات المُمكنة للفلاحين.

الاستثمار بدوره يتطلب عناية اكبر واهتماما بالغا حتى يسمو الى آفاق أرحب، من ذلك ان ولاية قفصة تتموضع في المرتبة 17 من مجموع بقية الولايات الـ24 من حيث مؤشر جاذبية الاستثمار جهويا حيث يطالب، في هذا الاطار، أهالي المنطقة بضرورة استغلال القطاع السياحي لما تزخر ربوعها من عناصر طبيعية واجتماعية وحضارية لا يستهان بها وذلك شريطة تنشيط مطار قفصة - القصر الدولي فضلا عن ضرورة إحداث معبر حدودي مع الجزائر بما يساعد على تنمية المبادلات التجارية وتحريك عجلة النمو مع المناطق المُتاخمة للحدود التونسية - الجزائرية.

الوضع البيئي بدوره يتطلب دراسة مُعمقة نتيجة التلوث الهوائي الناتج عن الأنشطة الفسفاطية التي لا يختلف بشأن مضارها عاقلان حيث ارتفعت نسبة الأمراض الصدرية والسرطانية بشكل ملحوظ الأمر الذي يتطلب تدعيم القطاع الصحي الذي يشهد بدوره تدهورا كبيرا، ما انفك المواطنون ينادون بضرورة العناية به والقضاء على النقائص المُتصلة به. اصوات ظلت مُرتفعة منذ قيام الثورة ولم تتوقف منذ الشرارة الاولى لاحداث الحوض المنجمي التي سلمت المشعل لثورة الكرامة بتاريخ 17 ديسمبر التي راح ضحيتها العشرات من الشبان ولا زال صداها الى الان يردده مواطنو الجهة في انتظار تجسيد مطالبهم على أرض الواقع .

رؤوف العياري

 

مدنين .. تطلعات لتجاوز الصعوبات والتوق نحو الأفضل

تعيش ولاية مدنين على وقع إحياء ذكرى 17 ديسمبر 2010.. ولرصد انتظارات الشارع والمتابعين للشان العام بهذه الجهة خلال الفترة المتراوحة بين 17 ديسمبر 2010/ 17ديسمبر 2024 جمعت "الصباح" هذه الاراء والانتظارات...

وقد كانت البداية مع رياض العباسي باحث جامعي في مدنين الذي أكّد أنّ الجهة وككل المناطق بالجمهورية كان الامل سائدا في تحقيق تنمية محلية متوازنة، وعلى الرغم من التغيرات الإيجابيّة والجهود المؤسّسيّة الّتي بُذلت لمعالجة نقص العدالة الاجتماعيّة وضعف البنية التحتية فان الجهد يجب ان يكون اكبر من ذلك لتجاوز الصعوبات والبيروقراطية في بعض الاحيان ومشكل التعطيلات الادارية وطول اجراءاتها.

واعتبر أنّه من الضروري، اليوم، تحديد رؤية ثورية واضحة للمرحلة الرّاهنة، لأن ما يضعف تحقيق التنمية هو غياب الاستراتيجية الجهوية التشاركية خاصة منها الاقتصادية. وما يجب الاشارة اليه هو ان الجهة تمتلك مقومات عديدة لو تمّ استثمارها لتحققت قيمة مضافة قادرة على خلق الثروة وتحقيق تطلعات الشباب، ففي سنوات مضت تحسنت البنية التحتية في ولاية مدنين بمد الطريق السريعة وتطوير ميناء جرجيس والربط بالغاز الطبيعي وتهيئة بعض المناطق الصناعية وتدخلات خصوصية في عدد من الاحياء الشعبية، الا ان الجهود يجب ان تتواصل لتفعيل المنطقة اللوجستية ببن قردان وتنفيذ جسر الجرف اجيم وربط الجهة بالسكة الحديدية وتحسين وضع المعاهد الجامعية عبر بناء مقرات لائقة لها وتفعيل انشاء المؤسسات الجامعية التي سبق وان قرر احداثها في الجهة وكذلك الاهتمام بالقطاع الفلاحي والتجاري وايضا تثمين نتائج البحث العلمي لخلق مواطن شغل تثمن ثروات الصحراء.

حلم بإنجاز بعض المشاريع التنموية الحقيقية

رأي ثانٍ افاد به "الصباح" رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان ومهتم بالشان الليبي واصيل ولاية مدنين مصطفي عبد الكبير"كنا نحلم ببعض المشاريع التنموية الحقيقية وبعض التدخلات الاجتماعية من اجل حياة افضل غير ان العكس حصل تماما في ظل الصعوبات وغياب التدخلات والوعود الزائفة.. فكلية طب بالجهة اكتشفنا انها مُجرد شعارات سياسية في عهد الترويكا لا غير.. المنطقة التجارية الحرة كانت تقدمت فيها الدراسات قبل 2011 ليتوقف المشروع بعد ذلك.. قطب صناعي ووعود بمناطق صناعية في كل معتمدية لم تتحقق على ارض الواقع.. واقع فلاحي ووضع صعب للفلاحين طيلة السنوات الماضية.. وقطاع يحتضر بعدما كان من اهم القطاعات الاقتصادية"

كما أشار عبد الكبير إلى أنّ المعبر الحدودي براس جدير يعيش بدوره فترات غير مُستقرة ما أثر سلبا على النشاط التجاري بين البلدين وخاصة تراجع نشاط التجارة البينية، هذا إضافة إلى أنّ الحدود البرية مع ليبيا غير آمنة في بعض الفترات ولا يمكن ان ننسى ما حدث في 7مارس 2016 وملحمة بن قردان.

الشاب علي بن علي ناشط في المجتمع المدني، قال لـ"الصباح": " على مستوي الولاية فقد عرفت عديد المشاريع مثل الطريق السيارة ،المسبح المغطى، قاعة العروض غير ان هناك مشاريع تنتظر الانجاز على غرار السكة الحديدية".. كما أشار إلى ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وخاصة اصحاب الشهائد العليا مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطن وارتفاع الاسعار وغياب عديد المواد الغذائية في الاسواق .

ميمون التونسي

 

نابل .. مواطنون: ننتظر تنفيذ المشاريع المُعطلة

تحيي تونس، اليوم الثلاثاء 17ديسمبر 2024، الذكرى 14 لاندلاع الثورة التونسية ثورة الحرية والكرامة والتي انطلقت شرارتها من ولاية سيدي بوزيد في 17 ديسمبر 2010.

اربع عشرة سنة مرّت على اندلاع شرارة الثورة التونسية حين أقدم بائع متجوّل شاب على احراق نفسه بمدينة سيدي بوزيد لتنطلق بعدها سلسلة من الإحتجاجات. حاول نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قمعها بشتى الوسائل لكنه لم يفلح لتنتهي بالإطاحة برأس النظام في 14 من جانفي سنة 2011..

ومع حلول هذه الذكرى تتردد اسئلة حول ماذا تحقق وهل تغيرت احوال المواطن نحو الافضل في المجال التنموي والاجتماعي والاقتصادي؟؟؟...

ويعتبر مراقبون، أن الانتكاسة في المجالين الاقتصادي والتنموي، هي نتيجة طبيعية، للأزمات التي واجهتها الثورة التونسية، على مدى السنوات الماضية، ومن وجهة نظرهم، فإنه وفي الوقت الذي تمكنت فيه تونس، من تجاوز التحديات في المجال السياسي، بأقل خسائر ممكنة، فإن التحدي الأكبر، ما يزال قائما، ويتمثل في تلبية طموحات الشعب التونسي، في جني ثمار الثورة اقتصاديا وتنمويا، عبر تخفيض مستويات البطالة والفقر.

أهم أهداف الثورة

ومن جانبه قال الناشط بالمجتمع المدني بمدينة سليمان من ولاية نابل وليد الزديني لـ"الصباح" ان ما تحقق بعد اندلاع الثورة التونسية لم يكن بالمستوى المأمول بالنسبة له ولمتساكني منطقته، وحسب رأيه، من أهم أهداف الثورة هو التشغيل وهو ما لم يتحقق بالمستوى المطلوب... ومحدثنا شاب صاحب شهادة عليا اختصاص حقوق وعاطل عن العمل حاليا يقول انه لم يقع فتح مناظرات انتداب عدول الاشهاد وعدول التنفيذ منذ حوالي 8 سنوات خاصة وان نسبة خريحي معاهد الحقوق في تزايد مع نقص الانتداب بالمعهد العالي للقضاء.

وفيما يتعلق بالمستوى المعيشي، قال محدثنا ان الاسعار ارتفعت والمقدرة الشرائية للمواطن متدهورة، وفق قوله.

وبخصوص الوضع التنموي بالجهة، اعتبر المتحدث انه لا تتوفر الى حد الان استراتيجية واضحة للوضع التنموي بمنطقته بالرغم من ان معتمدية سليمان شريطها الساحلي يمتد على 35 كم وقريبة من تونس العاصمة اضافة الى تدهور القطاع السياحي و5 نزل اصبحت مُغلقة.

كما اعتبر الناشط بالمجتمع المدني وليد الزديني انه لا يوجد تشجيع لبعث وحدات سياحية جديدة او توجه نحو اعادة المؤسسات السياحية الى سالف نشاطها ودعمها والنهوض بها وبالرغم من كون معتمدية سليمان تتوفر على قرابة 80 وحدة صناعية لا يوجد بها تجمع للوحدات والمنشآت الصناعية.

وعلى مستوى البنية التحتية، اعتبر ان هناك تطورا على مستوى الربط بالتنوير العمومي واصلاح الطرقات لكن امام ارتفاع عدد السكان تبقى الخدمات الصحية متدنية اذ يفتقر المستشفى المحلي بالجهة الى التجهيزات والمعدات واطباء الاختصاص كذلك لا توجد وحدة للحماية المدنية.

ومن مطالب متساكني الجهة استكمال انجاز سكة القطار الرابط بين سليمان وبرج السدرية وتعزيز اسطول النقل العمومي والمدرسي كذلك المطالبة بتغيير المستشفى من محلي الى جهوي واضافة عديد الاختصاصات واحداث مكتب تشغيل واحداث ميناء للصيد البحري...

في المقابل، قال المتحدث ان هناك احداثات وانجازات جديدة خاصة فيما يتعلق بالمجال التربوي فقد تم احداث مدرسة طريق الشاطى بسليمان واستكمال انجاز المبيت الجامعي وتحسين البنية التحتية لعدد من المؤسسات التربوية فضلا عن ذلك مشروع اخر في طور الانجاز والذي سيحدث نقلة نوعية بالجهة لتصبح من افضل الوجهات السياحية والمتمثل في مشروع تهيئة طريق قربص كذلك احداث القطب التكنولوجي بسليمان.

آمال كبيرة على الثورة لكن...

ومن جهته قال الناشط بالمجتمع المدني والمربي بمنطقة صاحب الجبل من معتمدية الهوارية أمين الشرشاري لـ"الصباح" إن أبناء منطقته علّقوا آمالا كبيرة على الثورة لتحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية لكن الوضع ظل يراوح مكانه حيث استبشر الأهالي بانطلاق العمل بالدائرة البلدية سنة 2016 لكن خدماتها ظلت محدودة تقتصر فقط على قسم الحالة المدنية وبقي المواطن محروما من بقية الخدمات.. كما انتظر الأهالي انطلاق مشروع دار الثقافة بصاحب الجبل من معتمدية الهوارية بعد موافقة وزارة الثقافة استجابت بلدية المكان وخصصت الاعتمادات لاقتناء قطعة الأرض لكن المشروع اختفى فجأة لأسباب مجهولة.. وفي عهد الترويكا أيضا تحولت السلط الجهوية والمحلية لتعاين قطعة أرض قرب مقبرة صاحب الجبل لكن المشروع قبر ولم ير النور وهو ما تسبب في إيقاف نشاط الجمعية الرياضية.

واوضح المتحدث أنّ سكان منطقته انتظروا إدخال شبكة الغاز الطبيعي للحد من التلوث البيئي بل وأعلن رأس السلطة المحلية آنذاك عن قرب انطلاق المشروع عبر وسيلة اعلام مسموعة لكن وكبقية المشاريع لم ينطلق المشروع ولم يبرمج أصلا...على مستوى البنية التحتية وبعد ارتياح الأهالي بعد انطلاق مشروع تهيئة الاحياء الشعبية الذي تشرف عليه وكالة تهذيب الاحياء الشعبية هذا المشروع الذي انتظره الأهالي منذ سنة 2012 فقد وقع "تقزيم المشروع وحذف العديد من مكوناته الرئيسية" بل وقع التقليص أيضا في عدد الأحياء التي برمجت في السابق وهو ما خلق حالة احتقان كبرى في صفوف الأهالي والمطلوب برمجة قسط ثان من هذا المشروع لإكمال بقية مكونات المشروع....أما قطاع الشباب والطفولة فقد كان القطاع الأكثر حساسية حيث يحرم الشاب والطفل في هذه الربوع من خدمات مؤسسات الدولة الموجهة للطفل والشاب رغم كل المطالب والنداءات المتكررة وهو ما ساهم في ظهور مظاهر انحراف وجنوح ملفتة للإنتباه ... ويضيف محدثنا أن الوضع حقيقة معقد جدا في منطقة صاحب الجبل ما دفع العديد من الناشطين في المجتمع المدني إلى التراجع وحتى نواب المجالس المحلية يجدون صعوبة في تحقيق تطلعات الأهالي وقد يفسر ذلك بغياب التنسيق مع السلط المحلية والجهوية وعدم صدور الأوامر القوانين والأوامر المنظمة لهذه المجالس... ويبقى المواطن في صاحب الجبل في حالة إنتظار وحسرة لأن حصيلة الثورة كانت سلبية والوضع التنموي تحول من السوء إلى الاسوء...

وبدورها، قالت المربية والناشطة بالمجتمع المدني بمدينة قليبية سنية لمجيد انه تمت ملاحظة بعض الانجازات في السنتين الاخيرتين والتي تتمثل في مشاريع للبنية التحتية ومشاريع بيئية للمحافظة على نظافة البيئة الى جانب مشاريع في المجال التربوي تتعلق باحداث لمؤسستين تربويتين جديدتين اضافة الى مشروع اخر في طور الانجاز وهو مشروع تهيئة وتجهيز مكتب التشغيل والعمل المستقل بقليبية وانشاء مقر مراقبة الاداءات وتعبيد وتنوير عدد من الطرقات والتهيئة الشاملة للسوق الاسبوعية.. ويطالب متساكنو الجهة بالتسريع في ايجاد حل لمعضلة التلوث البيئي الناتج عن مصب وادي الامام والتعجيل بانجاز مشروع مركز تحويل النفايات بالجهة كذلك التسريع في انجاز مشروع مراجعة التهيئة العمرانية المبرمج منذ سنة 2020.

اما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، بينت الناشطة بالمجتمع المدني سنية المجيد ان المواطن اليوم يعاني من وضع اقتصادي صعب وغلاء المعيشة مع ارتفاع الاسعار وفقدان بعض المواد الاساسية، مُنوهة بالمجهودات القائمة في محاربة الفساد ومقاومة الاحتكار والمضاربة.

وبخصوص دور المجالس المحلية المُنتخبة، قالت ان دورهم هام لكن تنقصهم الامكانيات المادية للقيام بدورهم على احسن ما يرام.. واضافت: "نطالب نواب الشعب واعضاء المجالس المحلية الذين انتخبناهم بان يكونوا صوت جهاتهم ويساهموا في دفع المنوال التنموي لمناطقهم".

اما فيما يتعلق بالشراكة بين مكونات المجتمع المدني والسلط المحلية، اعتبرت محدثتنا انه منذ سنة 2020 هناك قطيعة بين المجتمع المدني والسلطتين المحلية والجهوية ولا يقع تشريك المجتمع المدني في اتخاذ القرارات التي تخص جهاتهم.

ليلى بن سعد

القيروان.. مشاريع تنموية ومساعٍ حثيثة للحلحلة والتشييد‎

تتوسط ولاية القيروان الجمهورية التونسية وتحيط بها 6 ولايات، وتنتمي الجهة حسب التقسيم الجديد للأقاليم إلى الإقليم الثالث الذي يضم ولايات القيروان وسوسة والمنستير والمهدية وسليانة والقصرين.

وتمسح الجهة 6712 كلم مربع ( 5 %من مساحة البلاد) ويقدر مجموع سكّان الولاية 601915 نسمة، وفق التقديرات السكانية للمعهد الوطني للاحصاء حسب المعتمديات والبلديات الي أجري في غرة جانفي 2023، ويتوزع السكان الى 35 % بالوسط البلدي و65% بالوسط الريفي.

ويعتبر القطاع الفلاحي المصدر الأول في النشاط الإقتصادي في الجهة حيث يشغل ثلث السكان الناشطين.

وتمسح الأراضي الفلاحية 590 ألف هكتار، وفق بيانات الخارطة الفلاحية الجهوية منها 200 ألف هكتار زيتون بمجموع 11 مليون أصل زيتون (مرتبة ثانية على المستوى الوطني في إنتاج زيت الزيتون لهاته السنة بـ42 الف طن زيت زيتون) و 140 ألف هكتار أراضي غابات و مراعي ( الأولى في إنتاج العسل بمعدل سنوي يبلغ 180 طن) و 29 الف هكتار حبوب في القطاع السقوي بمعدل آنتاج سنوي بين مليون قنطار و 1.3 مليون قنطار ( ربع المساحة الوطنية).

وأمام هذه الإمكانيات الهامة في القطاع الفلاحي والمراتب المتقدمة في الانتاج، فإن عملية تثمين المنتوج ( الفلفل،الزيتون،العسل،القمح ،الطماطم..) تبقى ناقصة سيما وأن عدد مصانع التحويل والتعليب للمنتوجات الفلاحية لا تعد على الأصابع في الجهة زيادة على مشكل التغيرات المناخية وآستنزاف الموارد المائية من جراء الحفر العشوائي وتدهور خصوبة التربة من جراء الاستعمال المفرط للمواد الكيمياوية.

يشار بأن مشروع تحويل جزء من فائض مياه الشمال لفائدة سدود القيروان مازال حلم ينتظره فلاحو الجهة من أجل إنجازه كما أن مشروع إنجاز منصة القطب الفلاحي بالجهة وما سيتيحه من فرص تشغيلية وتثمينية للمنتوجات الفلاحية عبر إضفاء القيمة المضافة وبالرغم من توفر العقار( 14.5هك)منذ سنة 2018 بجانب السوق المركزية للخضر والغلال فإن المشروع مازال لم ينجز.

أما بالنسبة للبنية التحتية بالجهة فإن عدة ملفات بصدد النظر للتسريع والتنفيذ في الجهة ومن بينها مضاعفة الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين القيروان والنفيضة ومضاعفة الطريق الوطنية رقم 3 و12الرابطة بين القيروان ومفترق حفوز-الحاجب مرورا بالشبيكة...

وبخصوص إنجاز الطريق السيارة تونس - جلمة عبر القيروان ،فإن هناك تقدما ملحوظا في الأشغال على مستوى الاقساط عدد 8 و 7و 6 و5 على مستوى معتمديات حاجب العيون وحفوز والشبيكة والقيروان الشمالية السبيخة.

يشار إلى أن قسط ولاية القيروان يبلغ طوله حوالي 100 كلم من الطريق السيارة تونس- جلمة عبر القيروان

وأما ملف خط السكة الحديدية النفيضة-القيروان، فلقد طال انتظاره ويطالب العديد من المواطنين بتسريعه وحلحلة كل العقبات.. حيث نشير إلى أن هذا المشروع، انطلقت الوعود بدراسته وتفعيله منذ مجلس جهوي انعقد في سنة 2009 وتم إدراجه في عديد المخططات التنمويّة بعد ثورة 17 ديسمبر وليوم الناس هذا مازال المشروع لم ينفذ على أرض الواقع فتعددت جلسات العمل والزيارات لأرض المشروع لدراسة مساره.

هذا وفي نفس السياق، ينتظر المستثمرون والصناعيون إنجاز مشروع إحداث منطقة لوجستية للنقل متعدد الوسائط ومواصلة اشغال تهيئة المنطقة الصناعية السبيخة.

ومن جهة أخرى، ينتظر المواطنون بولاية القيروان إدارة جهويّة للشركة التونسيّة لاستغلال وتوزيع المياه وإنجاز إدارة جهويّة للشركة التونسيّة للكهرباء والغاز.

أما في المجال الصحي، فلقد وقعت حلحلة العديد من التعطيلات التي طالت منذ سنة 2018 من أجل إنجاز المستشفى الجامعي"الملك سلمان" حيث يتم حاليا تسييج وقتي لقطعة الأرض وبعدها ستنطلق أشغال بناء هذا المستشفى حيث سيكون جاهزا في غضون 3 سنوات.

وبخصوص المشروع الضخم مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان فهو مازال في طور الدراسة مع الجانب الصيني حيث ستتأسس مدينة جديدة ستضمّ منطقة صناعية دوائية ومؤسسات صحية وكلية طب وكليات تكوين إلى جانب مستشفى جامعي.

مشاريع تنموية تتطلب التنسيق والتشبيك بين مختلف الأطراف المتداخلة محليا وجهويا ومركزيا بالتنسيق مع نواب الشعب ونواب مجالس الجهات والأقاليم للتسريع في حلحلتها وإنجازها وفق الضوابط والمقاييس والمعايير الفنية حتى تتحقق التنمية المنشودة في جهة حرمت منذ عقود من حقها التنموي لتحقيق العدالة التنموية المنشودة بين مختلف الجهات.

مروان الدعلول

 

منوبة ..استحثاث إنجاز جملة من المشاريع.. ولكن!؟

يتواصل طرح المشاغل والنقائص ورفع المطالب والاقتراحات على السلط الجهوية بولاية منوبة من طرف النواب المحليين والجهويين المنتخبين ومختلف مكونات المجتمع المدني وأيضا من طرف المواطنين...

وتشمل مختلف القطاعات سيما المتعلقة بتحسين ظروف عيش المواطنين كالربط بشبكات الماء الصالح للشراب والتيار الكهربائي والتطهير على غرار التجمع السكني أرض بن حليمة بوادي الليل ووادي خميس بطبربة وتعبيد الطرقات وتهيئة عدد من الأحياء القديمة وصيانة وترميم عدد من المرافق الصحية والشبابية وتدعيم أسطول النقل بشكل عام ومساعدة الفلاحين على تجاوز الصعوبات المتعددة التي تحيط بنشاطهم والاهتمام بالوضع البيئي بجميع المعتمديات وايجاد فرص للتشغيل بالعمل على حسن استغلال المناطق الصناعية بالجهة وكل ذلك لتحسين الوضع الاجتماعي والتنموي بالولاية التي لا تزال عديد المشاريع الهامة بها لم يتم الانطلاق فيها وأخرى لم تستكمل بعد رغم انطلاقها منذ سنوات ورغم ما يمكن أن تحدثه من تغيير ايجابي ..

وقد شهدت ولاية منوبة عديد الاحداثات من بينها الصناعية وآخرها شركة تصنيع الاجهزة الالكترونية للسيارات الفاخرة بمنطقة الفجة والتربوية ببناء مؤسستين تعليميتين جديدتين و بلوغ نسبة متقدمة جدا من مشروعي الخط الحديدي السريع D و المساكن الاجتماعية الرياض بمنطقة الفجة هذا إضافة إلى استرجاع عدد من المقاسم والأراضي الدولية وإعادة عرضها الكراء من جديد وكان آخرها استرجاع شركة الاحياء كنزة واعلان كراء مقسم ببرج النور من معتمدية برج العامري مساحته 10.82 هك .. هذا وتبقى جملة من المشاريع تشهد تعطلا في الانجاز وتخضع وبصفة خاصة خلال الفترة الاخيرة استحثاثا للانجاز وتجاوز الاشكاليات المتعلقة بها بمتابعة دقيقة الوالي الجهة الحالي منذ تعيينه في 9 سبتمبر 2024 بعمله على اثارة ملفات كل المشاريع المعطلة تباعا وتمت الدعوة لاستكمال انجازها بكل الطرق وبتدخل كل المصالح العمومية وشملت مختلف القطاعات ومن بينها استحثاث أشغال مشروع السكن الاجتماعي، مشروع سد السعيدة ، استكمال تجهيز دار الثقافة بوادي الليل ومركز تصفية الدم بطبربة ، لاستكمال مشروع سوق الجملة بطبربة ، تهيئة عدد من الملاعب الرياضية بالمرناقية والبطان والدندان، لتبقى مجموعة أخرى من المشاريع رهن المتابعة والدراسة على غرار مشروع التنمية المندمجة بطبربة والبطان، إعادة فتح مركز التربصات والاصطياف بالحبيبية، مشروع السوق البلدية بطبربة ، مشروع روضة التضامن بدوار هيشر وغيرها من المشاريع التي ينتظرها متساكنو الجهة بأكملها لتحقيق نقلة نوعية على جميع المستويات على أن يكون كل ذلك اثر تجاوز أبرز المعيقات والمتمثلة في النقص الفادح لوسائل النقل وسط المعتمدين وبينها والحالة السيئة جدا للطرقات والوسط البيئي بشكل عام ..

عادل عونلي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجهات على وقع ذكرى الثورة .. رغم الإحباطات .. آمال مُعلّقة وتطلّع إلى الانجازات

تعيش تونس، اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، على وقع الذكرى الـ14 لثورة الحرية والكرامة التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد تحت عنوان "العدالة الاجتماعية والتنمية والتشغيل".. 17 ديسمبر 2010 – 17 ديسمبر 2024 سنوات مرّت والبعض يرى أنّ الوضع نفسه.. فأحبطت آمال البعض غير أنّ البعض الآخر آماله مُعلقة على استكمال تحقيق عدد هام من المطالب لعلّ من أهمها التنمية في الجهات الداخلية وتوفير المرافق الأساسية الحياتية واستكمال انجاز المشاريع المُعطّلة والتي منها ما تم الانطلاق في حلحلتها لعلّها تكون نقطة مُضيئة في جهات عاشت الفقر والتهميش والخصاصة... "فماذا تحقّق من أهداف الثورة بالجهات الداخلية بعد مرور هذه السنوات؟" وبين المُنجز والمُعطّل والمُؤجّل تونسيون ينتظرون....

تنسيق عبير الطرابلسي 

وسط انتظارات وتطلعات .. سيدي بوزيد تحتفي بذكرى اندلاع الشرارة الأولى للثورة

انطلقت، يوم أمس الاثنين 16 ديسمبر 2024، بولاية سيدي بوزيد تظاهرات احياء الذكرى 14 لاندلاع الثورة التونسية. وكانت الانطلاقة بمهرجان العلوم الذي نظمته 17 ديسمبر لثورة الحرية والكرامة بالاشتراك مع مدينة العلوم بتونس.

وتضمن برنامج التظاهرة الذي امتد على يومي 16 و 17 ديسمبر الجاري مجموعة من الورشات التثقيفية والعلمية وسهرات فلكية منها ما هو بفضاء المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد ومنها ما هو بفضاء ساحة الارض وسط المدينة .

و افاد رياض عبدلي رئيس مصلحة الفضاءات الاستكشافية بمدينة العلوم ان هذه التظاهرة تأتي في اطار انفتاح مدينة العلوم على محيطها وتجسيد مفهوم اللامركزية من خلال الجولات التي تقوم بها مدينة العلوم بمختلف ولايات الجمهورية وفي إطار إستراتيجيتها في نشر الثقافة العلمية والابتكار وهو ما يبرر تنقل فريق كامل من مدينة العلوم اضافة الى معدات بجودة عالية.

وتضمن برنامج مهرجان العلوم محاضرات وندوات وسهرتين فلكيتين اضافة الى عروض القبة الفلكية بهدف تدعيم القدرات العلمية والمعرفية لشباب الجمهورية بمختلف جهاتها وبمختلف مستوياتهم العلمية .

كما تم بالمناسبة الاعلان عن انطلاق استعمال طابعين بريديين جديدين وطرحها في الاسواق من طرف البريد التونسي في اطار عيد ميلاد مدينة العلوم الثاني والثلاثين، واكد في هذا الاطار عبد الرزاق غموري ممثل البريد التونسي ان مهرجان العلوم الذي تشارك فيه مدينة العلوم بسيدي بوزيد يتزامن مع ذكرى تأسيس المدينة والموافق لـ18 ديسمبر من كل سنة.. وابرز الطابعان البريديان في هذا الصدد الخصائص الفنية و المعمارية لمدينة العلوم.

واضاف غموري ان البريد التونسي يسعى في كل مناسبة الى تثمين مجهودات المؤسسات الوطنية وتقدير نشاطها اضافة الى المشاركة في ابراز عدد من الشخصيات الرائدة في مجالها .

على صعيد متصل، تنظم هيئة تنظيم المهرجان الدولي لثورة 17 ديسمبر للحرية والكرامة الدورة 14 من المهرجان تحت شعار "ثورة 17 ديسمبر .... ثورة شعب" واعدت لذلك برنامجا انطلق يوم الاثنين 16 ديسمبر الجاري ليتواصل الى غاية 20 من نفس الشهر وتميزت فعالياته بتنشيط ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد اضافة الى تنظيم ندوة اقتصادية تحت عنوان " الثورة التشريعية ... ضرورة ام حتمية" بفضاء المركب الشبابي 17 ديسمبر إضافة الى ندوة فكرية تحمل عنوان "المقاومة: خيار التحرير والمقاومة " .

من جهة اخرى، اكد عدد من مُتساكني ولاية سيدي بوزيد انه ورغم مرور 14 سنة على اندلاع الشرارة الاولى للثورة التونسية ذات ديسمبر 2010 الا ان الوضع التنموي يراوح مكانه، ويقول عبد الملك احد مُتساكني الجهة إن البنية التحتية لا تزال تحتاج الكثير من العمل رغم التحسن الطفيف الذي تعرفه طرقات اغلب احياء المدينة.. ويطالب في هذا الاطار بلدية المكان الى مزيد بذل الجهد لتهذيب وتنوير بعض الاحياء التي لم يتغير فيها الوضع لسنوات تلت.

ويتحدث عبد الملك عن افتقار احياء بمدينة سيدي بوزيد للماء الصالح للشرب على غرار الحي الفلاحي وحي النوامر، مؤكدا ان العديد من العائلات مازالوا يتزودون بالماء الصالح للشرب من الصهاريج رغم قرب شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه هذا فضلا عن عدم تغطية رفع الفضلات لكل احياء المدينة .

من جهته، افاد انور احد اهالي سيدي بوزيد ان الوضع العام بالجهة لم يتغير كثيرا في علاقة بالمشاريع الكبرى فالمواطن مازال ينتظر الى اليوم حلحلة هذه المشاريع وخاصة منها المستشفى الجامعي المُبرمج منذ 2012 الذي طال انتظاره حيث أن الوضع الصحي بقي مُترديا بل وازدادت الخدمات سوء، حسب تعبيره، في ظل غياب اطباء الاختصاص.. هذا بالاضافة الى تواصل انقطاعات التيار الكهربائي مثلا رغم انطلاق عمل اكثر من محطة للضغط العالي خلال صائفة 2024.

كما تحدث انور عن تواصل ارتفاع اسعار الخضر واللحوم رغم أن الجهة من أولى منتجي هذه المواد على المستوى الوطني، مُعتبرا كذلك أن تواصل فقدان بعض المواد الأساسية كالسكر والحليب هي مؤشرات سلبية تبين مدى تردي الوضع العام بالجهة في حين أن ولاية سيدي بوزيد هي مهد الثورة التونسية .

وللتذكير فان ولاية سيدي بوزيد عرفت يوم 17 ديسمبر 2010 احداثا قلبت النظام في تونس وفي عدد من البلدان العربية الاخرى واحتج اهالي الجهة آنذاك على الأوضاع المعيشية وانتشار البطالة والفقر، لكن ورغم ذلك مازالت ولاية سيدي بوزيد تحتل المراتب الأخيرة في مؤشر التنمية وطنيا رغم أنها تزخر بعديد المدخرات الهامة .

عائشة

مشاريع وملفات عالقة .. أوضاع مُتشابهة بمعتمديات القصرين

رغم مرور 14 سنة على الثورة التونسية، لا تزال تطلعات أهالي ولاية القصرين ترواح مكانها تقريبا وتتجدد المطالب ذاتها التنموية والتشغيلية، حيث تترنح المشاريع لعدة سنوات بين التعطيل والتقدم البطيء أو الانجاز والتطوير ونقص ما في جوانب أخرى كالمشاريع الصحية وآمال وأمنيات أخرى لم تتجاوز عتبة الحلم في توفير المرافق الأساسية الحياتية من كهرباء وماء صالح للشرب وطرقات واحداثات تربوية وصحية تقيهم شقاء التنقل وهجرة اراضيهم والنماذج كثيرة بجهة القصرين وفق جل من تحدثت اليهم "الصباح ".

مشاريع معطلة وعالقة منذ سنوات ومعاناة المواطن متواصلة مع غياب المرافق الحياتية

لا يمكن الانطلاق خلال هذه المناسبة الا من المعتمديات الأكثر تهميشا منذ عقود والمصنفة بتذيل الترتيب الوطني للمؤشرات التنموية والتي تعتبر من المسائل الوطنية التي تستحق مقاربة شاملة ومعالجة حقيقية والقليل من العدالة حتى يتنفس أهلها الصعداء كما يقول العديد من مواطنيها مرارا وتكرارا (حاسي الفريد ، العيون، جدليان ، ماجل بلعباس..).

والحديث بداية من معتمدية حاسي الفريد حيث يقول عضو المجلس المحلي للتنمية بحاسي الفريد مصطفة ذيبي لـ"الصباح إنّ هذه المعتمدية التي تحتوي على 25 ألف ساكن لا يوجد بها دار خدمات مثل باقي المعتمديات ودون فروع ادارية ( "صوناد" – "ستاغ" - فرع قباضة مالية - محطة تطهير).. كما لا تزال تعاني من أهم مُعرقل للتنمية وهو اهتراء البنية التحتية وانعدام كامل للمسالك الفلاحية أو تعبيد لطرقاتها مما يصعب التنقل لدى مُتساكني المناطق الريفية وولوج وسائل النقل اليها بما فيها الحافلات المدرسية، وضرورة العمل على فك العزلة عن المواطنين من خلال تعبيد الطرقات وخاصة الرابطة بين معتمدية حاسي الفريد بمعتمديات مجاورة على غرار سيدي علي بن عون وبئر الحفي أو أغلب العمادات بالمعتمدية، حسب تعبيره.

كما أضاف الذيبي أن المعتمدية تعدّ من المعتمديات المحرومة من الانشطة الرياضية لغياب كامل للمنشآت الرياضية والثقافية (ملاعب أحياء، ملعب بلدي / مسرح بلدي يحتضن التظاهرات الثقافية خاصة المهرجانات والأعياد الوطنية) ماعدا دار الثقافة، مُشيرا إلى ما تُعانيه المعتمدية من المسلسل اليومي تقريبا أو الدوري لانقطاعات التيار الكهربائي خاصة في فصل الشتاء لضعف الشبكة وتهري خطوطها، ونفس الشيء للماء الصالح للشرب خلال فصل الصيف أو غيابه كليا بالعديد من المناطق الريفية التي تنتظر حقها في الماء الصالح للشرب .

كما دعا مُحدثنا الى ايلاء اهتمام خاص من قبل الدولة لتحسين الظروف الاجتماعية للعائلات الهشة بهذه المعتمدية من خلال برامج وطنية على غرار تقديم قروض صغرى أو مشاريع تكون مصدر عيشهم، مُعتبرا أنّ مركب الطفولة من المشاريع المُنجزة حديثا بحاسي الفريد ولكنه لم ير النور بعد لعديد الاشكاليات..

العيون تئن

لا تختلف الصورة كثيرا بمعتمدية العيون الجميلة بثرواتها الغابية وعيونها العذبة ولكن تئن تحت نفس الوضع منذ ما قبل الثورة ولم يتغير الحال بعد، وفق الناشط بالمجتمع المدني أنيس القاسمي لـ"الصباح" فمعتمدية العيون تضم أكثر من 22 ألف ساكن بها مكتب بريد وحيد بالمدينة على وجه الكراء ودون مُوزع ألي ما يضطر الموظفين الى التنقل الى سبيطلة أو تالة أو القصرين المدينة لسحب راواتبهم كاملة، كما لا تتوفر على دار خدمات أو فروع ادارية لتسهيل قضاء المواطن لخدماته الادارية بالعيون دون التنقل الى المعتمديات المجاورة أو مدينة القصرين.

كما يوجد بها مستشفى محلي صنف 4 يشتكي نقصا في الأدوية خاصة أدوية الأمراض المُزمنة، وتشتكي طبيبة أسنان بالعيون من عدم توفر المعدات اللازمة للعمل بالعيادة العمومية.

كما لازالت العيون "القرية" تنتظر انجاز مدرسة ابتدائية ثانية رغم توفر العقار بعد تبرع أحد المواطنين بقطعة أرض لهذا المشروع لتخفيف الضغط على المدرسة الابتدائية التي تضم 800 تلاميذ.

وفي جدليان ورغم التقدم في تحقيق أهم المشاريع الذي ربما يُغيّر وجه المعتمدية ويفتح الآفاق أمام شبابها المُعطل عن العمل وشباب القصرين ككل، وهو مشروع "فسفاط جدليان" الذي تقدر قدرته التشغيلية الأولية بـ3 الاف ويعتبر من أجود الانواع عالميا والذي يؤكد الناشط الجمعياتي عصام سميعي لـ"الصباح" أنه تم ابرام عقد الشراكة بين شركة فسفاط القصعات ووزارة الطاقة والمناجم وسيكون الانطلاق في غرة جانفي القادم، فإن عدة مشاريع أخرى لازالت مُعطلة وعالقة إلى آجال مؤجلة منها الطرقات على غرار طريق جدليان البلد الذي يمتد على مسافة 8 كم.. وكذلك تعطل مشروع سد جدليان الذي تم رصد ميزانيته ولم يدخل قيد الاستغلال... وآبار ولجة عقيل..

كما لا تزال تطلعات الأهالي قيد الانتظار على غرار مركز شرطة بمعتمدية جدليان وقسم استعجالي وتغطية بعض المناطق بالماء الصالح للشراب، اضافة الى بعث الاستثمار في مقر المنطقة الحرفية المغلقة لاكثر من 10 سنوات وتسوية وضعية الاراضي العقارية بما يسمح باعادة استغلالها، وفق محدثنا.

انجاز المشاريع ذات الأولوية

أمّا معتمدية ماجل بلعباس ورغم ما عرفته من تحسن ملحوظ في القطاع الفلاحي واحداث منطقة بيولوجية نموذجية ضمن 5 مناطق بالبلاد، الا أنها كذلك لا تزال تنتظر التطوير وانجاز المشاريع ذات الأولوية على غرار محطة التطهير ، حيث لا يزال الإشكال قائما بسبب اعتراض مجموعة من المواطنين على المكان، وفق عضو المجلس المحلي للتنمية بالماجل الناجي شعباني لـ"الصباح".

كما يؤكد مُحدثنا تعطّل مشروع ربط المدينة بالغاز الطبيعي باعتبار مروره باتجاه ولاية قفصة الذي جوبه برفض من المواطنين رغم اجتهاد بلدية المكان ليبقى التعطل اداريا،... في المقابل انتهت رحلة البحث عن مصب للفضلات وتوفير العقار مؤخرا بعد أن كانت بلدية الماجل تقطع سفرات طويلة لأكثر من 50 كلم لتفريغ حمولة الفضلات بالمصب الكبير بالحزامية الكبرى بمدينة القصرين. .. كما لا يزال مسرح الهواء الطلق بالبرج ينتظر اعادة تهيئته، وفق محدثنا، رغم وجود الاعتمادات اللازمة... كما لا تزال الأشغال مُتعطلة منذ 7 سنوات بدار الثقافة لاعادة تهيئتها، وكذلك الحال لعدة مشاريع في علاقة بالآبار وصلت طور طلب العروض ولم تنجز بعد .

مقاربة للتغيير وانعاش الجهة:

ومن جهته، قدّم المهتم بالشأن الاقتصادي والسياسي فيصل نداري لـ"الصباح" رؤيته التي تتضمن العمل على تحقيق أهم النقاط والمشاريع والعمل عليها بجهة القصرين من أجل تحقيق التغيير التنموي المأمول بجهة قدمت التضحيات وسالت دماء شهدائها ابان الثورة أو قبلها وكانت حاضرة في أي وقت تطلب التضحية، ودون ذلك فلا حديث عن تغيرات للوضع التنموي بالجهة

وتتركز أهم النقاط لمطلبية للجهة، حسب مُحدثنا، في تصفية الوضعية العقارية للأراضي الفلاحية (اراض اشتراكية ، أراض دولية ، اراض خاصة)، ربط الجهة بشبكة النقل الحديدي وتعصيره، انشاء منطقة التبادل الحر والمنطقة اللوجستية. الى جانب انشاء بنك للجهات بالقصرين يسمى "بنك جهة القصرين" يتولى تمويل المشاريع الخاصة والمشاريع التعاونية دون الرجوع الى المركز، مع توسيع النسيج الصناعي بادخال عناصر جديدة مثل الصناعات الطاقية والكهربائية والميكانيكية ، اضافة الى التمويل الكامل للصناعات التحويلية الغذائية وربطها بمناطق الانتاج (التفاح ، الطماطم ، الزيتون...) باعتبار مقدرات الجهة الفلاحية.

كما تحدث النداري عن احداث مناطق سقوية جديدة بعقود إنتاج حسب خارطة فلاحية تضعها الجهة، ومضاعفة حجم القروض العقارية وتيسير شروطها وتخفيف فوائضها وتوسيع قاعدة المنتفعين بها وحذف الاجراءات المعقدة التي تعرقل اسنادها . .. واحداث مخططات المدن قصد توجيه الزحف العمراني والتحكم في كلفة المشاريع البلدية وتثمين الأراضي المهملة الواقعة في المرتفعات وحسن استغلالها، واحداث مناطق ترفيه كبرى خاصة بالمدن الكبرى وتمكينها من تمويلات مرنة وشروط ميسرة ... وتعصير البنية الأساسية في مجالي الصحة والتعليم والتعليم العالي واحداث قطب جامعي في الجهة.

صفوة قرمازي

 

من بينها "المترو الخفيف".. مشاريع جهوية مُعطّلة لسنوات بصفاقس

يعتبر مواطنو صفاقس أنها ولاية المشاريع الكبرى المُعطلة بإمتياز نظرا لتعدد المشاريع التي لم يستكمل إنجازها لسنوات وعقود على غرار مشروع "مترو صفاقس"، مشروع "تبرورة"، مشروع "المدينة الرياضية" ومشروع "الميترو الخفيف"، مشروع "المكتبة الرقمية" وغيرها من المشاريع التي يطالب بها سكان الجهة .

وينتظر أهالي صفاقس إنجاز "مشروع مترو صفاقس" المُعطل لسنوات في مدينة تشهد اكتظاظا سكانيا وإختناقا مروريا وإشكاليات في التنقل .

كما تجدر الإشارة إلى أنه تم احداث شركة المترو الخفيف بصفاقس بمقتضى امر حكومي عدد 957 لسنة 2015 مؤرخ في 23 جويلية 2015، حيث تم تعيين مدير عام للشركة الذي أحيل على التقاعد والمشروع لا يزال في طور الدراسات.

ويمتد الجزء الاوّل من الخط "ت 1" للمترو الخفيف بصفاقس على طول 13,5 كلم الذي يربط بين منطقة طريق المطار ومنطقة الشييحيّة مرورا بطريق تنيور وشارع الشهداء ومنطقة سكرة وحي الحبيب ويتضمن الخط احداث محطّة متعددة الوسائط في محيط محطّة الأرتال الحاليّة إضافة إلى جانب ربط وسط المدينة بمنطقة تبرورة، ويمتد الجزء الثاني من هذا الخط الأوّل يمتد إلى حي الأنس.

وخلال إجابتها عن سؤال شفاهي حول أسباب تأخر إنجاز مشروع مترو صفاقس خلال الجلسة العامة المنعقدة بالبرلمان يوم 17 جويلية 2024 قالت وزيرة التجهيز، المكلفة بتسيير وزارة النقل بالنيابة، سارة الزعفراني الزنزري إن "المشروع ضخم ومتشعّب وهو ما تسبّب في تأخير إنجازه إضافة إلى تعثّر تحرير الحوزة العقارية بالإضافة إلى شبكات المستلزمين على غرار الديوان الوطني للتطهير وشركة إتصالات تونس".

ومن بين المشاريع الكبرى المُعطلة بولاية صفاقس كذلك، "مشروع تبرورة" وهو مشروع سياحي وبيئي وعقاري في صفاقس يهدف إلى تنظيف وتهيئة شواطئ المدينة على طول 6 كم من السواحل تمتد من الميناء إلى مسرح سيدي منصور.

جهة صفاقس التي تحتوي على أطول شريط ساحلي على مستوى الجمهورية التونسية الذي يمتد على حوالي 235 كم لا تتوفر بها مناطق سياحية أو شواطئ مؤهلة للإصطياف واستقبال السياح.

وحول مدى تقدم إنجاز هذا المشروع، فقد أوضحت وزيرة التجهيز والإسكان سارة الزعفراني خلال تصريح إعلامي في أكتوبر الماضي أنه سيتم قريبا تنفيذ هذا المشروع بعد لجنة التسريع في المشاريع الكبرى بقيادة رئيس الحكومة.

يذكر أن ولاية صفاقس قد عقدت خلال شهر سبتمبر الماضي بمقرها جلسة عمل حول الميناء التجاري بصفاقس وآفاق تطويره، كما تم التطرق لأهم المشاريع التنموية المُعطلة ومتابعة مدى التقدّم في حلحلة الإشكاليات التي تعيق إنطلاق هذه المشاريع والتي من أهمها مشروع القسط الثالث من أشغال تهيئة الطريق الساحلي شمال-جنوب لمدينة صفاقس والذي سجل تقدما من حيث حلحلة الإشكاليات من قبل ديوان البحرية التجارية والموانئ وبقية المتداخلين، بالإضافة إلى تدعيم علاقة الميناء بالمدينه والأخذ بعين الإعتبار لمتطلبات الجهة من حيث توظيف أنشطة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي، البيئي، الاجتماعي والترفيهي، وتناولت كذلك موضوع مشروع تبرورة وإرتباطه بتحويل الأنشطة الكيميائية بالضفة الشمالية للميناء إلى ميناء الصخيرة.

عتيقة العامري

 

وزير التنمية الأسبق جمال الدين الغربي : لابد من تشخيص واقع جندوبة لارساء منوال تنموي صحيح.. ولا للاستسلام

عندما تم الإعلان عن تعيين الدكتور جمال الدين الغربي وزيرا للتخطيط والتنمية في حكومة "الترويكا" استبشر أهالي الجهة أملا في تغيير واقع الولاية على يد أحد ابنائها والتي عاشت طيلة أكثر من ستين سنة التهميش والاقصاء رغم ما تزخر به جندوبة من ثراء في الموارد الطبيعية وتنوع في المنتوج السياحي بالإضافة إلى ما قدمتها الجهة من شهداء بلغ عددهم 6 وأكثر من عشرين جريحا.

"الصباح" التقت بالدكتور جمال الدين الغربي لتشخيص وتقييم الواقع التنموي بولاية جندوبة في اطار الإحتفال بأحداث17 ديسمبر، حيث أكّد أنّه "لا يخفى على أحد أن ولاية جندوبة ظُلمت كثيرا ولأكثر من نصف قرن جرّاء صورة خاطئة رسمها النظام مفادها أن الجهة مرتعا للجريمة والنزوح والتواكل والاقتصار على الفلاحة والسياحة"، وفق تعبيره، مُضيفا: "وهذه سياسات تنموية خاطئة وهشة ولا تستطيع أن تغير واقع أبناء الجهة الذين هم في أشد حاجة للعمل.. وما يُعيق التنمية بالولاية هو غياب تشخيص واقع الجهة".

كما شدّد الغربي على "ضرورة الوقوف على نقاط الضعف ونقاط القوة في جلّ المجالات ومعرفة مدّة انسجام المنوال التنموي مع خصائص الجهة"، قائلا: "ولا يخفى على أحد أن جندوبة غنية جدا بتنوع وثراء الموارد الطبيعية.. بها 4 سدود بطاقة استيعاب 273 مليون م3 وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة 170 ألف هكتار منها 40 ألف هكتار مناطق سقوية ويبلغ انتاج الحبوب 100ألف طن ومخزون سمكي يُقدّر بـ20 ألف طن ومنتوج سياحي متنوع وغيرها من الموارد الطبيعية الاخرى".

منوال التنمية

وحول مدى "تغير الواقع التنموي بولاية جندوبة بعد مرور 14سنة"، قال الغربي إنّه لابد من دراسة ومعرفة مواطن الضعف والمُتمثلة أساسا في أنّ منوال التنمية في العهد السابق منوال قطاعي وتُفضّل مصالح الحزب الحاكم على مصالح المُواطنين وهذا المستوى التنموي غير المُتوازن بين القطاعات من جهة والمناطق الطبيعية والادارية من جهة أخرى كانت من نتائجه البطالة وارتفاع نسبة الفقر وعدم استغلال الامكانيات الطبيعية المتوفرة والنتيجة نسيج اقتصادي هش لذلك واقع جندوبة التنموي"، مُواصلا حديثه بالقول: "كلّ هذه العوامل تؤكّد أنّ الواقع التنموي لم يتغير كثيرا إن لم نقل بانه تضاعف وسجّل رُكودا من ذلك المشاريع المُعطلة وغلق الوحدات الفندقية وارتفاع نسبة الفقر وتذيل ولاية جندوبة نتائج الإمتحانات الوطنية".

وبخصوص نظرته للتنمية بولاية جندوبة، أفاد: " التقييم لا يُبنى على أقوال بل هناك مُعطيات علمية تم التوصل إليها لذلك لا بد من تنويع النسيج الاقتصادي وتطوير الصناعات المعملية ودفع قطاعي الصناعات التقليدية والسياحة واستغلال الامكانيات الطبيعية المتوفرة وتعصير قطاع الفلاحة والصيد البحري والقطع مع السياحة الموسمية وضرورة تطوير قطاع الخدمات في المجال التكنولوجي وتأهيل الموارد البشرية".

للجمعيات والمنظمات مسؤولية تاريخية

وفي ختام حديثه، قال الغربي: "دورنا اليوم كأبناء ولاية جندوبة هو قلب الصورة المطبوعة عن الجهة وجعلها مُضيئة وأن يهب الجميع للعمل فالطاقات البشرية بها قادرة على الابداع والخلق.. وللجمعيات والمنظمات مسؤولية تاريخية تتمثل في مراقبة المشاريع المُعلن عنها ومدى تقدّم إنجازها حتى ترى النور في أقرب الاجال.. وأنا متفائل بمستقبل جندوبة، رغم أن الواقع التنموي لم يتغير بالكيفية المطلوبة، ورغم أننا كذلك نواجه رصيد ثقافي سيء عن الجهة وتعقيدات وفساد ما عطل التنمية بالجهة.. إننا نصارع امواجا تحتاج إلى الصبر والعزيمة حتى تعم التنمية بكافة المناطق وأن استسلمنا أمام هذه الامواج فالخاسر هو المواطن والاجيال القادمة في هذه الربوع."

عمار مويهبي

 

قفصة .. نفس الواقع.. ونفس الامال

تمر السنوات وتتراكم التطلعات التي يصبو لها متساكنو ولاية قفصة في غياب منوال تنموي متكامل ورؤية استشرافية واضحة وهو ما تترجمه ظاهرة البطالة التي باتت تتفاقم من سنة الى اخرى، حيث تفيد آخر الاحصائيات الرسمية بلوغ نسبة عامة جهويا في حدود 26 بالمائة و41 بالمائة بالنسبة لحاملي الشهائد العليا.. بينما تبلغ ذات النسبة على المستوى الوطني 15 بالمائة.

ومن البداهة ان تنعكس هذه المؤشرات المُرتبطة بالاوضاع الاجتماعية بشكل او بآخر على نتائج الامتحانات الوطنية اذ تحتل الجهة المراتب الاخيرة حيث لم تتعد نسبة النجاح العامة في الدورة الرئيسية لإمتحان شهادة الباكالوريا في الموسم الدراسي الأخير 26 بالمائة لتتذيّل بذلك ولاية قفصة ترتيب ولايات الجمهورية، محافظة بذلك على تدهور مؤشرات النجاح بالنسبة لهذا الإمتحان الوطني طيلة السنوات الماضية وهو عنصر سلبي اثر في حد ذاته على واقع الجهة من حيث التنمية وضعف الاستثمار في القطاعات الاخرى بما يتطلب صياغة رؤية واضحة وبعدا استراتيجيا مُتكاملا على النحو الذي يستجيب الى خصائص الجهة لا سيما في القطاع الفلاحي الذي يتوفر على 574 الف هكتار منها 320 الف هكتار من المراعي و 248 الف هكتار من المساحات الصالحة للزراعة وهو واقع يتطلب بدوره أحكام استغلال قطاع الزراعات الكبرى من اجل بلوغ الاكتفاء الذاتي والمساعدة على دفع عجلة التصدير لا سيما في قطاع الفستق الذي يحتل المرتبة الاولى وطنيا من حيث الانتاج الى جانب الزياتين والتمور وغيرها من المساحات الكبرى التي ينبغي الاهتمام بها اكثر من خلال التشجيعات المُمكنة للفلاحين.

الاستثمار بدوره يتطلب عناية اكبر واهتماما بالغا حتى يسمو الى آفاق أرحب، من ذلك ان ولاية قفصة تتموضع في المرتبة 17 من مجموع بقية الولايات الـ24 من حيث مؤشر جاذبية الاستثمار جهويا حيث يطالب، في هذا الاطار، أهالي المنطقة بضرورة استغلال القطاع السياحي لما تزخر ربوعها من عناصر طبيعية واجتماعية وحضارية لا يستهان بها وذلك شريطة تنشيط مطار قفصة - القصر الدولي فضلا عن ضرورة إحداث معبر حدودي مع الجزائر بما يساعد على تنمية المبادلات التجارية وتحريك عجلة النمو مع المناطق المُتاخمة للحدود التونسية - الجزائرية.

الوضع البيئي بدوره يتطلب دراسة مُعمقة نتيجة التلوث الهوائي الناتج عن الأنشطة الفسفاطية التي لا يختلف بشأن مضارها عاقلان حيث ارتفعت نسبة الأمراض الصدرية والسرطانية بشكل ملحوظ الأمر الذي يتطلب تدعيم القطاع الصحي الذي يشهد بدوره تدهورا كبيرا، ما انفك المواطنون ينادون بضرورة العناية به والقضاء على النقائص المُتصلة به. اصوات ظلت مُرتفعة منذ قيام الثورة ولم تتوقف منذ الشرارة الاولى لاحداث الحوض المنجمي التي سلمت المشعل لثورة الكرامة بتاريخ 17 ديسمبر التي راح ضحيتها العشرات من الشبان ولا زال صداها الى الان يردده مواطنو الجهة في انتظار تجسيد مطالبهم على أرض الواقع .

رؤوف العياري

 

مدنين .. تطلعات لتجاوز الصعوبات والتوق نحو الأفضل

تعيش ولاية مدنين على وقع إحياء ذكرى 17 ديسمبر 2010.. ولرصد انتظارات الشارع والمتابعين للشان العام بهذه الجهة خلال الفترة المتراوحة بين 17 ديسمبر 2010/ 17ديسمبر 2024 جمعت "الصباح" هذه الاراء والانتظارات...

وقد كانت البداية مع رياض العباسي باحث جامعي في مدنين الذي أكّد أنّ الجهة وككل المناطق بالجمهورية كان الامل سائدا في تحقيق تنمية محلية متوازنة، وعلى الرغم من التغيرات الإيجابيّة والجهود المؤسّسيّة الّتي بُذلت لمعالجة نقص العدالة الاجتماعيّة وضعف البنية التحتية فان الجهد يجب ان يكون اكبر من ذلك لتجاوز الصعوبات والبيروقراطية في بعض الاحيان ومشكل التعطيلات الادارية وطول اجراءاتها.

واعتبر أنّه من الضروري، اليوم، تحديد رؤية ثورية واضحة للمرحلة الرّاهنة، لأن ما يضعف تحقيق التنمية هو غياب الاستراتيجية الجهوية التشاركية خاصة منها الاقتصادية. وما يجب الاشارة اليه هو ان الجهة تمتلك مقومات عديدة لو تمّ استثمارها لتحققت قيمة مضافة قادرة على خلق الثروة وتحقيق تطلعات الشباب، ففي سنوات مضت تحسنت البنية التحتية في ولاية مدنين بمد الطريق السريعة وتطوير ميناء جرجيس والربط بالغاز الطبيعي وتهيئة بعض المناطق الصناعية وتدخلات خصوصية في عدد من الاحياء الشعبية، الا ان الجهود يجب ان تتواصل لتفعيل المنطقة اللوجستية ببن قردان وتنفيذ جسر الجرف اجيم وربط الجهة بالسكة الحديدية وتحسين وضع المعاهد الجامعية عبر بناء مقرات لائقة لها وتفعيل انشاء المؤسسات الجامعية التي سبق وان قرر احداثها في الجهة وكذلك الاهتمام بالقطاع الفلاحي والتجاري وايضا تثمين نتائج البحث العلمي لخلق مواطن شغل تثمن ثروات الصحراء.

حلم بإنجاز بعض المشاريع التنموية الحقيقية

رأي ثانٍ افاد به "الصباح" رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان ومهتم بالشان الليبي واصيل ولاية مدنين مصطفي عبد الكبير"كنا نحلم ببعض المشاريع التنموية الحقيقية وبعض التدخلات الاجتماعية من اجل حياة افضل غير ان العكس حصل تماما في ظل الصعوبات وغياب التدخلات والوعود الزائفة.. فكلية طب بالجهة اكتشفنا انها مُجرد شعارات سياسية في عهد الترويكا لا غير.. المنطقة التجارية الحرة كانت تقدمت فيها الدراسات قبل 2011 ليتوقف المشروع بعد ذلك.. قطب صناعي ووعود بمناطق صناعية في كل معتمدية لم تتحقق على ارض الواقع.. واقع فلاحي ووضع صعب للفلاحين طيلة السنوات الماضية.. وقطاع يحتضر بعدما كان من اهم القطاعات الاقتصادية"

كما أشار عبد الكبير إلى أنّ المعبر الحدودي براس جدير يعيش بدوره فترات غير مُستقرة ما أثر سلبا على النشاط التجاري بين البلدين وخاصة تراجع نشاط التجارة البينية، هذا إضافة إلى أنّ الحدود البرية مع ليبيا غير آمنة في بعض الفترات ولا يمكن ان ننسى ما حدث في 7مارس 2016 وملحمة بن قردان.

الشاب علي بن علي ناشط في المجتمع المدني، قال لـ"الصباح": " على مستوي الولاية فقد عرفت عديد المشاريع مثل الطريق السيارة ،المسبح المغطى، قاعة العروض غير ان هناك مشاريع تنتظر الانجاز على غرار السكة الحديدية".. كما أشار إلى ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وخاصة اصحاب الشهائد العليا مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطن وارتفاع الاسعار وغياب عديد المواد الغذائية في الاسواق .

ميمون التونسي

 

نابل .. مواطنون: ننتظر تنفيذ المشاريع المُعطلة

تحيي تونس، اليوم الثلاثاء 17ديسمبر 2024، الذكرى 14 لاندلاع الثورة التونسية ثورة الحرية والكرامة والتي انطلقت شرارتها من ولاية سيدي بوزيد في 17 ديسمبر 2010.

اربع عشرة سنة مرّت على اندلاع شرارة الثورة التونسية حين أقدم بائع متجوّل شاب على احراق نفسه بمدينة سيدي بوزيد لتنطلق بعدها سلسلة من الإحتجاجات. حاول نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قمعها بشتى الوسائل لكنه لم يفلح لتنتهي بالإطاحة برأس النظام في 14 من جانفي سنة 2011..

ومع حلول هذه الذكرى تتردد اسئلة حول ماذا تحقق وهل تغيرت احوال المواطن نحو الافضل في المجال التنموي والاجتماعي والاقتصادي؟؟؟...

ويعتبر مراقبون، أن الانتكاسة في المجالين الاقتصادي والتنموي، هي نتيجة طبيعية، للأزمات التي واجهتها الثورة التونسية، على مدى السنوات الماضية، ومن وجهة نظرهم، فإنه وفي الوقت الذي تمكنت فيه تونس، من تجاوز التحديات في المجال السياسي، بأقل خسائر ممكنة، فإن التحدي الأكبر، ما يزال قائما، ويتمثل في تلبية طموحات الشعب التونسي، في جني ثمار الثورة اقتصاديا وتنمويا، عبر تخفيض مستويات البطالة والفقر.

أهم أهداف الثورة

ومن جانبه قال الناشط بالمجتمع المدني بمدينة سليمان من ولاية نابل وليد الزديني لـ"الصباح" ان ما تحقق بعد اندلاع الثورة التونسية لم يكن بالمستوى المأمول بالنسبة له ولمتساكني منطقته، وحسب رأيه، من أهم أهداف الثورة هو التشغيل وهو ما لم يتحقق بالمستوى المطلوب... ومحدثنا شاب صاحب شهادة عليا اختصاص حقوق وعاطل عن العمل حاليا يقول انه لم يقع فتح مناظرات انتداب عدول الاشهاد وعدول التنفيذ منذ حوالي 8 سنوات خاصة وان نسبة خريحي معاهد الحقوق في تزايد مع نقص الانتداب بالمعهد العالي للقضاء.

وفيما يتعلق بالمستوى المعيشي، قال محدثنا ان الاسعار ارتفعت والمقدرة الشرائية للمواطن متدهورة، وفق قوله.

وبخصوص الوضع التنموي بالجهة، اعتبر المتحدث انه لا تتوفر الى حد الان استراتيجية واضحة للوضع التنموي بمنطقته بالرغم من ان معتمدية سليمان شريطها الساحلي يمتد على 35 كم وقريبة من تونس العاصمة اضافة الى تدهور القطاع السياحي و5 نزل اصبحت مُغلقة.

كما اعتبر الناشط بالمجتمع المدني وليد الزديني انه لا يوجد تشجيع لبعث وحدات سياحية جديدة او توجه نحو اعادة المؤسسات السياحية الى سالف نشاطها ودعمها والنهوض بها وبالرغم من كون معتمدية سليمان تتوفر على قرابة 80 وحدة صناعية لا يوجد بها تجمع للوحدات والمنشآت الصناعية.

وعلى مستوى البنية التحتية، اعتبر ان هناك تطورا على مستوى الربط بالتنوير العمومي واصلاح الطرقات لكن امام ارتفاع عدد السكان تبقى الخدمات الصحية متدنية اذ يفتقر المستشفى المحلي بالجهة الى التجهيزات والمعدات واطباء الاختصاص كذلك لا توجد وحدة للحماية المدنية.

ومن مطالب متساكني الجهة استكمال انجاز سكة القطار الرابط بين سليمان وبرج السدرية وتعزيز اسطول النقل العمومي والمدرسي كذلك المطالبة بتغيير المستشفى من محلي الى جهوي واضافة عديد الاختصاصات واحداث مكتب تشغيل واحداث ميناء للصيد البحري...

في المقابل، قال المتحدث ان هناك احداثات وانجازات جديدة خاصة فيما يتعلق بالمجال التربوي فقد تم احداث مدرسة طريق الشاطى بسليمان واستكمال انجاز المبيت الجامعي وتحسين البنية التحتية لعدد من المؤسسات التربوية فضلا عن ذلك مشروع اخر في طور الانجاز والذي سيحدث نقلة نوعية بالجهة لتصبح من افضل الوجهات السياحية والمتمثل في مشروع تهيئة طريق قربص كذلك احداث القطب التكنولوجي بسليمان.

آمال كبيرة على الثورة لكن...

ومن جهته قال الناشط بالمجتمع المدني والمربي بمنطقة صاحب الجبل من معتمدية الهوارية أمين الشرشاري لـ"الصباح" إن أبناء منطقته علّقوا آمالا كبيرة على الثورة لتحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية لكن الوضع ظل يراوح مكانه حيث استبشر الأهالي بانطلاق العمل بالدائرة البلدية سنة 2016 لكن خدماتها ظلت محدودة تقتصر فقط على قسم الحالة المدنية وبقي المواطن محروما من بقية الخدمات.. كما انتظر الأهالي انطلاق مشروع دار الثقافة بصاحب الجبل من معتمدية الهوارية بعد موافقة وزارة الثقافة استجابت بلدية المكان وخصصت الاعتمادات لاقتناء قطعة الأرض لكن المشروع اختفى فجأة لأسباب مجهولة.. وفي عهد الترويكا أيضا تحولت السلط الجهوية والمحلية لتعاين قطعة أرض قرب مقبرة صاحب الجبل لكن المشروع قبر ولم ير النور وهو ما تسبب في إيقاف نشاط الجمعية الرياضية.

واوضح المتحدث أنّ سكان منطقته انتظروا إدخال شبكة الغاز الطبيعي للحد من التلوث البيئي بل وأعلن رأس السلطة المحلية آنذاك عن قرب انطلاق المشروع عبر وسيلة اعلام مسموعة لكن وكبقية المشاريع لم ينطلق المشروع ولم يبرمج أصلا...على مستوى البنية التحتية وبعد ارتياح الأهالي بعد انطلاق مشروع تهيئة الاحياء الشعبية الذي تشرف عليه وكالة تهذيب الاحياء الشعبية هذا المشروع الذي انتظره الأهالي منذ سنة 2012 فقد وقع "تقزيم المشروع وحذف العديد من مكوناته الرئيسية" بل وقع التقليص أيضا في عدد الأحياء التي برمجت في السابق وهو ما خلق حالة احتقان كبرى في صفوف الأهالي والمطلوب برمجة قسط ثان من هذا المشروع لإكمال بقية مكونات المشروع....أما قطاع الشباب والطفولة فقد كان القطاع الأكثر حساسية حيث يحرم الشاب والطفل في هذه الربوع من خدمات مؤسسات الدولة الموجهة للطفل والشاب رغم كل المطالب والنداءات المتكررة وهو ما ساهم في ظهور مظاهر انحراف وجنوح ملفتة للإنتباه ... ويضيف محدثنا أن الوضع حقيقة معقد جدا في منطقة صاحب الجبل ما دفع العديد من الناشطين في المجتمع المدني إلى التراجع وحتى نواب المجالس المحلية يجدون صعوبة في تحقيق تطلعات الأهالي وقد يفسر ذلك بغياب التنسيق مع السلط المحلية والجهوية وعدم صدور الأوامر القوانين والأوامر المنظمة لهذه المجالس... ويبقى المواطن في صاحب الجبل في حالة إنتظار وحسرة لأن حصيلة الثورة كانت سلبية والوضع التنموي تحول من السوء إلى الاسوء...

وبدورها، قالت المربية والناشطة بالمجتمع المدني بمدينة قليبية سنية لمجيد انه تمت ملاحظة بعض الانجازات في السنتين الاخيرتين والتي تتمثل في مشاريع للبنية التحتية ومشاريع بيئية للمحافظة على نظافة البيئة الى جانب مشاريع في المجال التربوي تتعلق باحداث لمؤسستين تربويتين جديدتين اضافة الى مشروع اخر في طور الانجاز وهو مشروع تهيئة وتجهيز مكتب التشغيل والعمل المستقل بقليبية وانشاء مقر مراقبة الاداءات وتعبيد وتنوير عدد من الطرقات والتهيئة الشاملة للسوق الاسبوعية.. ويطالب متساكنو الجهة بالتسريع في ايجاد حل لمعضلة التلوث البيئي الناتج عن مصب وادي الامام والتعجيل بانجاز مشروع مركز تحويل النفايات بالجهة كذلك التسريع في انجاز مشروع مراجعة التهيئة العمرانية المبرمج منذ سنة 2020.

اما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، بينت الناشطة بالمجتمع المدني سنية المجيد ان المواطن اليوم يعاني من وضع اقتصادي صعب وغلاء المعيشة مع ارتفاع الاسعار وفقدان بعض المواد الاساسية، مُنوهة بالمجهودات القائمة في محاربة الفساد ومقاومة الاحتكار والمضاربة.

وبخصوص دور المجالس المحلية المُنتخبة، قالت ان دورهم هام لكن تنقصهم الامكانيات المادية للقيام بدورهم على احسن ما يرام.. واضافت: "نطالب نواب الشعب واعضاء المجالس المحلية الذين انتخبناهم بان يكونوا صوت جهاتهم ويساهموا في دفع المنوال التنموي لمناطقهم".

اما فيما يتعلق بالشراكة بين مكونات المجتمع المدني والسلط المحلية، اعتبرت محدثتنا انه منذ سنة 2020 هناك قطيعة بين المجتمع المدني والسلطتين المحلية والجهوية ولا يقع تشريك المجتمع المدني في اتخاذ القرارات التي تخص جهاتهم.

ليلى بن سعد

القيروان.. مشاريع تنموية ومساعٍ حثيثة للحلحلة والتشييد‎

تتوسط ولاية القيروان الجمهورية التونسية وتحيط بها 6 ولايات، وتنتمي الجهة حسب التقسيم الجديد للأقاليم إلى الإقليم الثالث الذي يضم ولايات القيروان وسوسة والمنستير والمهدية وسليانة والقصرين.

وتمسح الجهة 6712 كلم مربع ( 5 %من مساحة البلاد) ويقدر مجموع سكّان الولاية 601915 نسمة، وفق التقديرات السكانية للمعهد الوطني للاحصاء حسب المعتمديات والبلديات الي أجري في غرة جانفي 2023، ويتوزع السكان الى 35 % بالوسط البلدي و65% بالوسط الريفي.

ويعتبر القطاع الفلاحي المصدر الأول في النشاط الإقتصادي في الجهة حيث يشغل ثلث السكان الناشطين.

وتمسح الأراضي الفلاحية 590 ألف هكتار، وفق بيانات الخارطة الفلاحية الجهوية منها 200 ألف هكتار زيتون بمجموع 11 مليون أصل زيتون (مرتبة ثانية على المستوى الوطني في إنتاج زيت الزيتون لهاته السنة بـ42 الف طن زيت زيتون) و 140 ألف هكتار أراضي غابات و مراعي ( الأولى في إنتاج العسل بمعدل سنوي يبلغ 180 طن) و 29 الف هكتار حبوب في القطاع السقوي بمعدل آنتاج سنوي بين مليون قنطار و 1.3 مليون قنطار ( ربع المساحة الوطنية).

وأمام هذه الإمكانيات الهامة في القطاع الفلاحي والمراتب المتقدمة في الانتاج، فإن عملية تثمين المنتوج ( الفلفل،الزيتون،العسل،القمح ،الطماطم..) تبقى ناقصة سيما وأن عدد مصانع التحويل والتعليب للمنتوجات الفلاحية لا تعد على الأصابع في الجهة زيادة على مشكل التغيرات المناخية وآستنزاف الموارد المائية من جراء الحفر العشوائي وتدهور خصوبة التربة من جراء الاستعمال المفرط للمواد الكيمياوية.

يشار بأن مشروع تحويل جزء من فائض مياه الشمال لفائدة سدود القيروان مازال حلم ينتظره فلاحو الجهة من أجل إنجازه كما أن مشروع إنجاز منصة القطب الفلاحي بالجهة وما سيتيحه من فرص تشغيلية وتثمينية للمنتوجات الفلاحية عبر إضفاء القيمة المضافة وبالرغم من توفر العقار( 14.5هك)منذ سنة 2018 بجانب السوق المركزية للخضر والغلال فإن المشروع مازال لم ينجز.

أما بالنسبة للبنية التحتية بالجهة فإن عدة ملفات بصدد النظر للتسريع والتنفيذ في الجهة ومن بينها مضاعفة الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين القيروان والنفيضة ومضاعفة الطريق الوطنية رقم 3 و12الرابطة بين القيروان ومفترق حفوز-الحاجب مرورا بالشبيكة...

وبخصوص إنجاز الطريق السيارة تونس - جلمة عبر القيروان ،فإن هناك تقدما ملحوظا في الأشغال على مستوى الاقساط عدد 8 و 7و 6 و5 على مستوى معتمديات حاجب العيون وحفوز والشبيكة والقيروان الشمالية السبيخة.

يشار إلى أن قسط ولاية القيروان يبلغ طوله حوالي 100 كلم من الطريق السيارة تونس- جلمة عبر القيروان

وأما ملف خط السكة الحديدية النفيضة-القيروان، فلقد طال انتظاره ويطالب العديد من المواطنين بتسريعه وحلحلة كل العقبات.. حيث نشير إلى أن هذا المشروع، انطلقت الوعود بدراسته وتفعيله منذ مجلس جهوي انعقد في سنة 2009 وتم إدراجه في عديد المخططات التنمويّة بعد ثورة 17 ديسمبر وليوم الناس هذا مازال المشروع لم ينفذ على أرض الواقع فتعددت جلسات العمل والزيارات لأرض المشروع لدراسة مساره.

هذا وفي نفس السياق، ينتظر المستثمرون والصناعيون إنجاز مشروع إحداث منطقة لوجستية للنقل متعدد الوسائط ومواصلة اشغال تهيئة المنطقة الصناعية السبيخة.

ومن جهة أخرى، ينتظر المواطنون بولاية القيروان إدارة جهويّة للشركة التونسيّة لاستغلال وتوزيع المياه وإنجاز إدارة جهويّة للشركة التونسيّة للكهرباء والغاز.

أما في المجال الصحي، فلقد وقعت حلحلة العديد من التعطيلات التي طالت منذ سنة 2018 من أجل إنجاز المستشفى الجامعي"الملك سلمان" حيث يتم حاليا تسييج وقتي لقطعة الأرض وبعدها ستنطلق أشغال بناء هذا المستشفى حيث سيكون جاهزا في غضون 3 سنوات.

وبخصوص المشروع الضخم مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان فهو مازال في طور الدراسة مع الجانب الصيني حيث ستتأسس مدينة جديدة ستضمّ منطقة صناعية دوائية ومؤسسات صحية وكلية طب وكليات تكوين إلى جانب مستشفى جامعي.

مشاريع تنموية تتطلب التنسيق والتشبيك بين مختلف الأطراف المتداخلة محليا وجهويا ومركزيا بالتنسيق مع نواب الشعب ونواب مجالس الجهات والأقاليم للتسريع في حلحلتها وإنجازها وفق الضوابط والمقاييس والمعايير الفنية حتى تتحقق التنمية المنشودة في جهة حرمت منذ عقود من حقها التنموي لتحقيق العدالة التنموية المنشودة بين مختلف الجهات.

مروان الدعلول

 

منوبة ..استحثاث إنجاز جملة من المشاريع.. ولكن!؟

يتواصل طرح المشاغل والنقائص ورفع المطالب والاقتراحات على السلط الجهوية بولاية منوبة من طرف النواب المحليين والجهويين المنتخبين ومختلف مكونات المجتمع المدني وأيضا من طرف المواطنين...

وتشمل مختلف القطاعات سيما المتعلقة بتحسين ظروف عيش المواطنين كالربط بشبكات الماء الصالح للشراب والتيار الكهربائي والتطهير على غرار التجمع السكني أرض بن حليمة بوادي الليل ووادي خميس بطبربة وتعبيد الطرقات وتهيئة عدد من الأحياء القديمة وصيانة وترميم عدد من المرافق الصحية والشبابية وتدعيم أسطول النقل بشكل عام ومساعدة الفلاحين على تجاوز الصعوبات المتعددة التي تحيط بنشاطهم والاهتمام بالوضع البيئي بجميع المعتمديات وايجاد فرص للتشغيل بالعمل على حسن استغلال المناطق الصناعية بالجهة وكل ذلك لتحسين الوضع الاجتماعي والتنموي بالولاية التي لا تزال عديد المشاريع الهامة بها لم يتم الانطلاق فيها وأخرى لم تستكمل بعد رغم انطلاقها منذ سنوات ورغم ما يمكن أن تحدثه من تغيير ايجابي ..

وقد شهدت ولاية منوبة عديد الاحداثات من بينها الصناعية وآخرها شركة تصنيع الاجهزة الالكترونية للسيارات الفاخرة بمنطقة الفجة والتربوية ببناء مؤسستين تعليميتين جديدتين و بلوغ نسبة متقدمة جدا من مشروعي الخط الحديدي السريع D و المساكن الاجتماعية الرياض بمنطقة الفجة هذا إضافة إلى استرجاع عدد من المقاسم والأراضي الدولية وإعادة عرضها الكراء من جديد وكان آخرها استرجاع شركة الاحياء كنزة واعلان كراء مقسم ببرج النور من معتمدية برج العامري مساحته 10.82 هك .. هذا وتبقى جملة من المشاريع تشهد تعطلا في الانجاز وتخضع وبصفة خاصة خلال الفترة الاخيرة استحثاثا للانجاز وتجاوز الاشكاليات المتعلقة بها بمتابعة دقيقة الوالي الجهة الحالي منذ تعيينه في 9 سبتمبر 2024 بعمله على اثارة ملفات كل المشاريع المعطلة تباعا وتمت الدعوة لاستكمال انجازها بكل الطرق وبتدخل كل المصالح العمومية وشملت مختلف القطاعات ومن بينها استحثاث أشغال مشروع السكن الاجتماعي، مشروع سد السعيدة ، استكمال تجهيز دار الثقافة بوادي الليل ومركز تصفية الدم بطبربة ، لاستكمال مشروع سوق الجملة بطبربة ، تهيئة عدد من الملاعب الرياضية بالمرناقية والبطان والدندان، لتبقى مجموعة أخرى من المشاريع رهن المتابعة والدراسة على غرار مشروع التنمية المندمجة بطبربة والبطان، إعادة فتح مركز التربصات والاصطياف بالحبيبية، مشروع السوق البلدية بطبربة ، مشروع روضة التضامن بدوار هيشر وغيرها من المشاريع التي ينتظرها متساكنو الجهة بأكملها لتحقيق نقلة نوعية على جميع المستويات على أن يكون كل ذلك اثر تجاوز أبرز المعيقات والمتمثلة في النقص الفادح لوسائل النقل وسط المعتمدين وبينها والحالة السيئة جدا للطرقات والوسط البيئي بشكل عام ..

عادل عونلي