يمثل اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 الذكرى الـ 14 لاندلاع الثورة التونسية التي ، انتفض خلالها الشعب التونسي وطالب بالحرية والكرامة الوطنية.
صباح الشابي
14 سنة مرت عرفت خلالها بلادنا أحداثا عديدة، اغتيالات سياسية وهجمات إرهابية، وكانت اول عمليتي اغتيال سياسي استهدفت كلا من المعارض الشهيد شكري بلعيد حيث كان الشعب التونسي استفاق صباح 6 فيفري 2013 على خبر اغتياله برصاصات غادرة صادرة من مسدس "بيرتا" استقرت في جسده وكتمت أنفاسه الى الأبد ولكن شكري بلعيد ظل حيا في نفوس محبيه..و بعد مرور ستة أشهر على اغتياله طالت يد الإرهاب مرة ثانية الحاج محمد البراهمي الذي اغتاله ابو بكر الحكيم يوم 25 جويلية 2013.
ثم شهدت بلادنا بعد ذلك عدة هجمات إرهابية، استشهد على إثرها العشرات من الأمنيين والعسكريين ومن أبرز العمليات الإرهابية التي وقعت عملية ذبح الجنود خلال شهر رمضان في 16 جوان 2014 ، وذهب ضحيتها 15 جنديا، قضوا في هجوم إرهابي زمن الإفطار في جبل الشعانبي بولاية القصرين، وتلك من أكثر الهجمات الدموية، التي ارتكبت ضد قوات الجيش الوطني. عمليات إرهابية استهدفت السياح الأجانب.
فخلال 26 جوان 2015 تم تنفيذ هجوم إرهابي على احد النزل بسوسة والذي أسفر عن سقوط 38 سائحا أغلبهم من البريطانيين. ولا ننسى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن قردان في 7 مارس 2016 ورغم سقوط العديد من الشهداء من الأمنيين والعسكريين والمدنيين الا انه خلال تلك العملية تكسرت شوكة تنظيم داعش الإرهابي على أسوار مدينة بن قردان ولقنت قواتنا من المؤسستين معهما الأهالي عناصر التنظيم درسا في البسالة والوطنية وأحبطوا مخطط التنظيم الإرهابي الذي كان ينوي تحويل المدينة إلى إمارة إسلامية لكن جرت رياحه بما لا تشتهيه سفنهم.
الإرهاب يتقهقر..
بعد تلك العمليات دخل الإرهابيون في سبات عميق بفضل تحلي قوات الأمن والجيش الوطنيين باليقظة الشاملة والتأهب والاستنفار الى جانب تفعيل العمليات الاستباقية والعمل الاستعلاماتي والاستخباراتي في التصدي لكل خطر إرهابي محتمل، بما مكن حسب رأي المحللين من تفكيك العشرات من الخلايا الإرهابية النائمة وحققت المؤسستان الأمنية والعسكرية نجاحات كبيرة تمت من خلال ضرب القيادات الإرهابية في الصميم والقضاء على العقول المدبرة" المتحصنة بالجبال وقطع الإمدادات اللوجستية عنها، وتراجع الحاضنة الاجتماعية بشكل عام كذلك استرجاع المساجد التي كانت مسيطرة عليها الجماعات التي تحمل الفكر المتطرف.. ، كلها عناصر ساهمت في عدم تسجيل أية عملية إرهابية في السنوات الأخيرة.
الموساد تغتال الشهيد محمد الزواري..
شهدت بلادنا خلال الـ14 سنة الماضية أحداثا عديدة أخرى وأبرزها قضية اغتيال الشهيد محمد الزواري يوم 15 ديسمبر 2016 على يد الموساد الإسرائيلي ونفذ عمليتي الاغتيال البوسنيان ألفير ساراك وآلان كانزيتش، ومعهما النمساوي كريستوفر الذين كانوا دخلوا التراب التونسي بحرا عبر يناء حلق الوادي في 8 ديسمبر 2016.
وتورطت معهم أطراف تونسية أخرى بينها المدعوة مها حمودة. ونظرت في الأيام القليلة الماضية الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس واجلت النظر فيها.
فرار المساجين الخمسة..
كذلك لا ننسى الأحداث الأخرى التي شهدتها تونس ونحن نحيي الذكرى 14 لثورة الياسمين وهي قضية فرار المساجين الخمسة من سجن المرناقية اعتى السجون التونسية واشدها حراسة قبل ان يتم القاء القبض عليهم واعادتهم الى السجن وهي عناصر متهمة في قضيتي اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي .
وألقت العملية بظلالها على العديد من كوادر السجن والأعوان الذين كانوا يباشرون العمل فيه وتم إيقاف العديد منهم بينهم المدير السابق للسجن والذي تم تعيينه بعده.
كذلك إقالات لكوادر بوزارة الداخلية حيث تم عقب الحادثة انهاء مهام كل من المدير العام للمصالح المختصة والمدير المركزي للإستعلامات العامة التابعين للإدارة العامة للأمن الوطني. فضلا عن إيقاف أكثر من 40 متهما في الملف بينهم الخمسة إرهابيين الذين كانوا فروا من السجن ونظرت مؤخرا دائرة الاتهام في الملف وأجلته الى جلسة 26 ديسمبر الجاري.
قضايا فصلت وأخرى تنتظر الفصل..
من بين اهم القضايا التي تم فصلها في الطور الابتدائي قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد الذي طالته يد الغدر يوم 6 فيفري 2013 ومنذ عملية اغتياله بقيت القضية منشورة أمام القضاء ولم يتم فصلها لعدة أسباب موضوعية حسبما تراها عائلة بلعيد وحزبه وهيئة الدفاع عن الشهيدين تتمثل في طلبات تحضيرية أكدت الهيئة على ضرورة تنفيذها لأنها ترى ان تنفيذها سيكشف العديد من الحقائق ذات الصلة بالملف او لأسباب أخرى تعتبرها هيئة الدفاع من باب التعتيم عن كشف الحقيقة بينما تعتبر هيئة الدفاع عن المتهمين ان طول نشر القضية يتناقض مع مقومات المحاكمة العادلة التي تقتضي الفصل في آجال معقولة في القضية.
بعد مرور 12 سنة على اغتياله قال القضاء كلمته وأصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس الحكم فيها وتتراوح الأحكام بين عدم سماع الدعوى والإعدام. وبعد استئناف القضية ستنظر فيها خلال شهر ديسمبر الجاري الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس.
ملف التسفير..
ولا ننسى انه من بين الملفات المهمة أيضا التي تم تحريكها وشهدت تطورات فيها ملف التسفير الى بؤر التوتر الذي شمل المئات من المتهمين أبرزهم وزير الداخلية الأسبق القيادي بحركة النهضة على العريض وهو ملف شائك كان أثير خلال البرلمان المنحل وتناولته لجنة التحقيق في شبكات التسفير الى بؤر التوتر ثم انقطعت أعمالها بعد ذلك. ليتم تحريكه من جديد عن طريق شكاية كانت رفعتها فاطمة المسدي الى القضاء العسكري والذي ارتأى إحالة الملف على القضاء العدلي الذي أحاله بدوره على قطب الإرهاب وتم التحقيق مع العديد من الأطراف السياسية والأمنية والدينية ثم بعد ذلك تمت إحالة جزء من الملف على دائرة الإرهاب وشمل ثمانية متهمين فقط بينهم العريض ورئيس فرقة حماية الطائرات الأسبق عبد الكريم العبيدي وأطراف أخرى فيما لا يزال الجزء الآخر من هذا الملف منشورا أمام التحقيق.
تونس - الصباح
يمثل اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 الذكرى الـ 14 لاندلاع الثورة التونسية التي ، انتفض خلالها الشعب التونسي وطالب بالحرية والكرامة الوطنية.
صباح الشابي
14 سنة مرت عرفت خلالها بلادنا أحداثا عديدة، اغتيالات سياسية وهجمات إرهابية، وكانت اول عمليتي اغتيال سياسي استهدفت كلا من المعارض الشهيد شكري بلعيد حيث كان الشعب التونسي استفاق صباح 6 فيفري 2013 على خبر اغتياله برصاصات غادرة صادرة من مسدس "بيرتا" استقرت في جسده وكتمت أنفاسه الى الأبد ولكن شكري بلعيد ظل حيا في نفوس محبيه..و بعد مرور ستة أشهر على اغتياله طالت يد الإرهاب مرة ثانية الحاج محمد البراهمي الذي اغتاله ابو بكر الحكيم يوم 25 جويلية 2013.
ثم شهدت بلادنا بعد ذلك عدة هجمات إرهابية، استشهد على إثرها العشرات من الأمنيين والعسكريين ومن أبرز العمليات الإرهابية التي وقعت عملية ذبح الجنود خلال شهر رمضان في 16 جوان 2014 ، وذهب ضحيتها 15 جنديا، قضوا في هجوم إرهابي زمن الإفطار في جبل الشعانبي بولاية القصرين، وتلك من أكثر الهجمات الدموية، التي ارتكبت ضد قوات الجيش الوطني. عمليات إرهابية استهدفت السياح الأجانب.
فخلال 26 جوان 2015 تم تنفيذ هجوم إرهابي على احد النزل بسوسة والذي أسفر عن سقوط 38 سائحا أغلبهم من البريطانيين. ولا ننسى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن قردان في 7 مارس 2016 ورغم سقوط العديد من الشهداء من الأمنيين والعسكريين والمدنيين الا انه خلال تلك العملية تكسرت شوكة تنظيم داعش الإرهابي على أسوار مدينة بن قردان ولقنت قواتنا من المؤسستين معهما الأهالي عناصر التنظيم درسا في البسالة والوطنية وأحبطوا مخطط التنظيم الإرهابي الذي كان ينوي تحويل المدينة إلى إمارة إسلامية لكن جرت رياحه بما لا تشتهيه سفنهم.
الإرهاب يتقهقر..
بعد تلك العمليات دخل الإرهابيون في سبات عميق بفضل تحلي قوات الأمن والجيش الوطنيين باليقظة الشاملة والتأهب والاستنفار الى جانب تفعيل العمليات الاستباقية والعمل الاستعلاماتي والاستخباراتي في التصدي لكل خطر إرهابي محتمل، بما مكن حسب رأي المحللين من تفكيك العشرات من الخلايا الإرهابية النائمة وحققت المؤسستان الأمنية والعسكرية نجاحات كبيرة تمت من خلال ضرب القيادات الإرهابية في الصميم والقضاء على العقول المدبرة" المتحصنة بالجبال وقطع الإمدادات اللوجستية عنها، وتراجع الحاضنة الاجتماعية بشكل عام كذلك استرجاع المساجد التي كانت مسيطرة عليها الجماعات التي تحمل الفكر المتطرف.. ، كلها عناصر ساهمت في عدم تسجيل أية عملية إرهابية في السنوات الأخيرة.
الموساد تغتال الشهيد محمد الزواري..
شهدت بلادنا خلال الـ14 سنة الماضية أحداثا عديدة أخرى وأبرزها قضية اغتيال الشهيد محمد الزواري يوم 15 ديسمبر 2016 على يد الموساد الإسرائيلي ونفذ عمليتي الاغتيال البوسنيان ألفير ساراك وآلان كانزيتش، ومعهما النمساوي كريستوفر الذين كانوا دخلوا التراب التونسي بحرا عبر يناء حلق الوادي في 8 ديسمبر 2016.
وتورطت معهم أطراف تونسية أخرى بينها المدعوة مها حمودة. ونظرت في الأيام القليلة الماضية الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس واجلت النظر فيها.
فرار المساجين الخمسة..
كذلك لا ننسى الأحداث الأخرى التي شهدتها تونس ونحن نحيي الذكرى 14 لثورة الياسمين وهي قضية فرار المساجين الخمسة من سجن المرناقية اعتى السجون التونسية واشدها حراسة قبل ان يتم القاء القبض عليهم واعادتهم الى السجن وهي عناصر متهمة في قضيتي اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي .
وألقت العملية بظلالها على العديد من كوادر السجن والأعوان الذين كانوا يباشرون العمل فيه وتم إيقاف العديد منهم بينهم المدير السابق للسجن والذي تم تعيينه بعده.
كذلك إقالات لكوادر بوزارة الداخلية حيث تم عقب الحادثة انهاء مهام كل من المدير العام للمصالح المختصة والمدير المركزي للإستعلامات العامة التابعين للإدارة العامة للأمن الوطني. فضلا عن إيقاف أكثر من 40 متهما في الملف بينهم الخمسة إرهابيين الذين كانوا فروا من السجن ونظرت مؤخرا دائرة الاتهام في الملف وأجلته الى جلسة 26 ديسمبر الجاري.
قضايا فصلت وأخرى تنتظر الفصل..
من بين اهم القضايا التي تم فصلها في الطور الابتدائي قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد الذي طالته يد الغدر يوم 6 فيفري 2013 ومنذ عملية اغتياله بقيت القضية منشورة أمام القضاء ولم يتم فصلها لعدة أسباب موضوعية حسبما تراها عائلة بلعيد وحزبه وهيئة الدفاع عن الشهيدين تتمثل في طلبات تحضيرية أكدت الهيئة على ضرورة تنفيذها لأنها ترى ان تنفيذها سيكشف العديد من الحقائق ذات الصلة بالملف او لأسباب أخرى تعتبرها هيئة الدفاع من باب التعتيم عن كشف الحقيقة بينما تعتبر هيئة الدفاع عن المتهمين ان طول نشر القضية يتناقض مع مقومات المحاكمة العادلة التي تقتضي الفصل في آجال معقولة في القضية.
بعد مرور 12 سنة على اغتياله قال القضاء كلمته وأصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس الحكم فيها وتتراوح الأحكام بين عدم سماع الدعوى والإعدام. وبعد استئناف القضية ستنظر فيها خلال شهر ديسمبر الجاري الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس.
ملف التسفير..
ولا ننسى انه من بين الملفات المهمة أيضا التي تم تحريكها وشهدت تطورات فيها ملف التسفير الى بؤر التوتر الذي شمل المئات من المتهمين أبرزهم وزير الداخلية الأسبق القيادي بحركة النهضة على العريض وهو ملف شائك كان أثير خلال البرلمان المنحل وتناولته لجنة التحقيق في شبكات التسفير الى بؤر التوتر ثم انقطعت أعمالها بعد ذلك. ليتم تحريكه من جديد عن طريق شكاية كانت رفعتها فاطمة المسدي الى القضاء العسكري والذي ارتأى إحالة الملف على القضاء العدلي الذي أحاله بدوره على قطب الإرهاب وتم التحقيق مع العديد من الأطراف السياسية والأمنية والدينية ثم بعد ذلك تمت إحالة جزء من الملف على دائرة الإرهاب وشمل ثمانية متهمين فقط بينهم العريض ورئيس فرقة حماية الطائرات الأسبق عبد الكريم العبيدي وأطراف أخرى فيما لا يزال الجزء الآخر من هذا الملف منشورا أمام التحقيق.