تمر اليوم 72 سنة على اغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء الفرنسية صباح يوم 5 ديسمبر من سنة 1952، والذي مثلّ اغتياله نقطة تحوّل في عمل المقاومة التونسية ضد المستعمر، وهو الذي شكّل رمزًا للكفاح الوطني ضد الاستعمار ليس في تونس فحسب بل لدى كل الدول وشعوب العالم التي كانت وقتها ترزح تحت وطأة الاحتلال.
لقد تمكّن الزعيم فرحات حشادّ من جعل القضية التونسية قضية أممية وعالمية قبل وبعد اغتياله ليكون حشاد الذي سقى دمه اسفلت أحد شوارع ضاحية رادس رمزا للمقاومة والكفاح الوطني والتصدي للاستعمار في تونس خاصة أنه نجح في ربط وتكوين صلات قوية مع النقابات العالمية، مما عزّز الدعم الدولي للقضية التونسية.
ذكرى اغتيال فرحات حشاد، الذي كان من بين مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946 وأول كاتب عام له، تستدعي منا الحديث عن المنظمة النقابية التي لعبت دورًا مركزيًا في التحرر الوطني وفي بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال وفي تحقيق التوازنات السياسية والاجتماعية طيلة أكثر من سبعة عقود لم يكن فيها الاتحاد صوت العمال والمدافع عن مصالحه والساعي لتحقيق العدالة الاجتماعية فحسب، بل كان أحد ركائز الدولة وأحد بناتها وأحد المساهمين في تنميتها وتطورها..
ولكن وللأسف، فقد الاتحاد في السنوات الأخيرة بريقه ودوره الذي مكنه من أن يكون أحد أبرز أضلاع الرباعي الراعي للحوار الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2015. فالمنظمة النقابية باتت اليوم موضع انتقاد بسبب ممارسات بعض المنتسبين إليها، الذين ساهموا بالإضرار بالبلاد واقتصادها من خلال الإضرابات العشوائية والمطلبية غير المدروسة وممارسات لا وطنية وصلت حد تعطيل الإنتاج في قطاعات حيوية مثل الفسفاط والنفط، وإيقاف وسائل النقل، وحجب الأعداد عن التلاميذ، وغيرها من "العنتريات" التي أدت إلى تعطيل عجلة الاقتصاد وإضعاف الثقة في العمل النقابي، وتدمير الصورة الناصعة التي كانت تميز منظمة حشاد ومحمد علي وعاشور.. وهو ما جعل عديد التساؤلات تطرح حول مدى وفاء المنظمة وبعض قيادييها لإرث مؤسسيها الكبار ومدى محافظتهم على ذلك الصرح الذي لا يمكن لأي كان أن ينكر مكانته ودوره في تاريخ تونس وحاضرها.
ونحن نحيي اليوم ذكرى حشاد، لا بد من التأكيد على أن تكون هذه المناسبة فرصة للتأمل في مسار العمل النقابي في تونس والدعوة إلى ضرورة العودة إلى قيمه الأساسية التي تقوم على حب الوطن والتضحية من أجله. فالإصلاح النقابي اليوم ليس مجرد ضرورة اجتماعية واقتصادية، بل أيضًا استحقاق وطني لإعادة الاعتبار لمنظمة شكّلت على مدى سبعة عقود إحدى ركائز النضال الوطني.
وفي ذكرى اغتيال فرحات حشاد، وفي الوقت الذي تحيي فيه تونس ذكرى رجل قدّم حياته فداء لوطنه واستقلال بلاده، لابد من استلهام روح حشاد الوطنية في إعادة بناء العمل النقابي على أسس تخدم الوطن والمواطن وهو صاحب عبارة "أحبك يا شعب".. التي صدح بها ذات يوم دفاعًا عن شعب أراده حرًا يعيش بكرامة في وطن متحرّر من كلّ قيد دون أن يدرك أن صداها سيبقى يتردّد سنوات وسنوات بعد اغتياله.
سفيان رجب
تمر اليوم 72 سنة على اغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء الفرنسية صباح يوم 5 ديسمبر من سنة 1952، والذي مثلّ اغتياله نقطة تحوّل في عمل المقاومة التونسية ضد المستعمر، وهو الذي شكّل رمزًا للكفاح الوطني ضد الاستعمار ليس في تونس فحسب بل لدى كل الدول وشعوب العالم التي كانت وقتها ترزح تحت وطأة الاحتلال.
لقد تمكّن الزعيم فرحات حشادّ من جعل القضية التونسية قضية أممية وعالمية قبل وبعد اغتياله ليكون حشاد الذي سقى دمه اسفلت أحد شوارع ضاحية رادس رمزا للمقاومة والكفاح الوطني والتصدي للاستعمار في تونس خاصة أنه نجح في ربط وتكوين صلات قوية مع النقابات العالمية، مما عزّز الدعم الدولي للقضية التونسية.
ذكرى اغتيال فرحات حشاد، الذي كان من بين مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946 وأول كاتب عام له، تستدعي منا الحديث عن المنظمة النقابية التي لعبت دورًا مركزيًا في التحرر الوطني وفي بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال وفي تحقيق التوازنات السياسية والاجتماعية طيلة أكثر من سبعة عقود لم يكن فيها الاتحاد صوت العمال والمدافع عن مصالحه والساعي لتحقيق العدالة الاجتماعية فحسب، بل كان أحد ركائز الدولة وأحد بناتها وأحد المساهمين في تنميتها وتطورها..
ولكن وللأسف، فقد الاتحاد في السنوات الأخيرة بريقه ودوره الذي مكنه من أن يكون أحد أبرز أضلاع الرباعي الراعي للحوار الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2015. فالمنظمة النقابية باتت اليوم موضع انتقاد بسبب ممارسات بعض المنتسبين إليها، الذين ساهموا بالإضرار بالبلاد واقتصادها من خلال الإضرابات العشوائية والمطلبية غير المدروسة وممارسات لا وطنية وصلت حد تعطيل الإنتاج في قطاعات حيوية مثل الفسفاط والنفط، وإيقاف وسائل النقل، وحجب الأعداد عن التلاميذ، وغيرها من "العنتريات" التي أدت إلى تعطيل عجلة الاقتصاد وإضعاف الثقة في العمل النقابي، وتدمير الصورة الناصعة التي كانت تميز منظمة حشاد ومحمد علي وعاشور.. وهو ما جعل عديد التساؤلات تطرح حول مدى وفاء المنظمة وبعض قيادييها لإرث مؤسسيها الكبار ومدى محافظتهم على ذلك الصرح الذي لا يمكن لأي كان أن ينكر مكانته ودوره في تاريخ تونس وحاضرها.
ونحن نحيي اليوم ذكرى حشاد، لا بد من التأكيد على أن تكون هذه المناسبة فرصة للتأمل في مسار العمل النقابي في تونس والدعوة إلى ضرورة العودة إلى قيمه الأساسية التي تقوم على حب الوطن والتضحية من أجله. فالإصلاح النقابي اليوم ليس مجرد ضرورة اجتماعية واقتصادية، بل أيضًا استحقاق وطني لإعادة الاعتبار لمنظمة شكّلت على مدى سبعة عقود إحدى ركائز النضال الوطني.
وفي ذكرى اغتيال فرحات حشاد، وفي الوقت الذي تحيي فيه تونس ذكرى رجل قدّم حياته فداء لوطنه واستقلال بلاده، لابد من استلهام روح حشاد الوطنية في إعادة بناء العمل النقابي على أسس تخدم الوطن والمواطن وهو صاحب عبارة "أحبك يا شعب".. التي صدح بها ذات يوم دفاعًا عن شعب أراده حرًا يعيش بكرامة في وطن متحرّر من كلّ قيد دون أن يدرك أن صداها سيبقى يتردّد سنوات وسنوات بعد اغتياله.