في "بيت أبو عبد الله"، تتلاشى جدران المنزل ليحل محلها الوطن بكل أزماته ومعاناته. وليس هذا المنزل إلا مرآة مصغرة عن المجتمع الذي يتعرض للتآكل والانهيار. تعيش الأسرة، التي تمثلها الشخصيات، في عزلة داخل جدران هذه البناية المهددة، وتبدأ معاناتهم الإنسانية تتكشف تدريجياً في صمت مهيب.
و"بيت أبو عبد الله" هو عنوان المسرحية العراقية المشاركة في الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية، وقد تم عرضها مساء الثلاثاء في قاعة سينما مسرح الريو بتونس العاصمة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. وهي من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل، ومن تأليف وإخراج وسينوغرافيا أنس عبد الصمد الذي وظف الجسد كأداة رئيسية للتعبير عن المأساة الإنسانية، بعيداً عن الحوار الكلاسيكي، فكان بناء العرض قائماً على لغة الجسد.
ما يلفت انتباه المتفرج في "بيت أبو عبد الله" في العرض الذي استمر ساعة هو غياب الحوار بين الشخصيات، التي لم تنبس بكلمة واحدة. وقد ترجم غياب الحوار حالة من انقطاع التواصل والتفاهم بين الأفراد. لكن في مقابل غياب اللغة اللفظية، تتحدث الأجساد وتتحرك الإيماءات والحوارات غير المباشرة، فجاءت الرسالة المتعلقة بفقدان القدرة على التعبير أكثر صدقاً.
أما هذا الصمت المشبع بالمعاناة، فهو يكشف عن صراع داخلي مستمر بين هذه الشخصيات الثلاث المتشبثة بالحياة رغم هول المأساة، لكنها تسقط جثثًا هامدة بعد إطلاق الرصاص عليها في مشهد مروع حول القدر المأساوي المتربص، رغم كل التشبث بالأمل إلى آخر لحظة.
تونس - الصباح
في "بيت أبو عبد الله"، تتلاشى جدران المنزل ليحل محلها الوطن بكل أزماته ومعاناته. وليس هذا المنزل إلا مرآة مصغرة عن المجتمع الذي يتعرض للتآكل والانهيار. تعيش الأسرة، التي تمثلها الشخصيات، في عزلة داخل جدران هذه البناية المهددة، وتبدأ معاناتهم الإنسانية تتكشف تدريجياً في صمت مهيب.
و"بيت أبو عبد الله" هو عنوان المسرحية العراقية المشاركة في الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية، وقد تم عرضها مساء الثلاثاء في قاعة سينما مسرح الريو بتونس العاصمة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. وهي من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل، ومن تأليف وإخراج وسينوغرافيا أنس عبد الصمد الذي وظف الجسد كأداة رئيسية للتعبير عن المأساة الإنسانية، بعيداً عن الحوار الكلاسيكي، فكان بناء العرض قائماً على لغة الجسد.
ما يلفت انتباه المتفرج في "بيت أبو عبد الله" في العرض الذي استمر ساعة هو غياب الحوار بين الشخصيات، التي لم تنبس بكلمة واحدة. وقد ترجم غياب الحوار حالة من انقطاع التواصل والتفاهم بين الأفراد. لكن في مقابل غياب اللغة اللفظية، تتحدث الأجساد وتتحرك الإيماءات والحوارات غير المباشرة، فجاءت الرسالة المتعلقة بفقدان القدرة على التعبير أكثر صدقاً.
أما هذا الصمت المشبع بالمعاناة، فهو يكشف عن صراع داخلي مستمر بين هذه الشخصيات الثلاث المتشبثة بالحياة رغم هول المأساة، لكنها تسقط جثثًا هامدة بعد إطلاق الرصاص عليها في مشهد مروع حول القدر المأساوي المتربص، رغم كل التشبث بالأمل إلى آخر لحظة.