إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. "حز.ب الله" وانتصار آخر في الحرب "اللاتماثلية"

 

بقلم: نزار مقني

لا يمكن بأي حال من اﻷحوال اعتبار الاتفاق الذي توصل إليه "حزب الله" والكيان الصهيوني، بوساطة فرنسية وأمريكية، لوقف إطلاق النار في لبنان، انتصارا للكيان الصهيوني، بل هو انتصار للمقاومة اللبنانية، خصوصا وأن الحرب التي دارت منذ الـ 8 من أكتوبر 2023، هي حرب لاتماثلية.

وفي كل اﻷحوال فإن الحرب اللاتماثلية، لها قواعد من السهل الممتنع، أي أن لها معادلتان عسكرية، وسياسية متكاملتان من حيث النتائج:

*ففي الوقت الذي تجري فيه هذه الحرب اللاتماثلية بين طرفين، أحدهما أقوى عسكريا من اﻵخر، فإن الطرف اﻷضعف من حيث العدة والعتاد، تنحصر معادلة الانتصار فيها، في أن لا ينهزم، ويعلن انهزامه، بل إنها تكمن في ركون الطرف اﻷقوى في التوصل لهدنة أو وقف لإطلاق النار، ومحاولة التوصل سياسيا، لبعض اﻷهداف التي سطرها الجانب العسكري، ولم يستطع تحقيقها ميدانيا.

*وكذلك فإن لعبة المفاوضات لا تدور إلا من خلال محاولة استمالة الطرف اﻷضعف وجرّه لمربع الضغط السياسي، والديبلوماسي لمحاولة احتوائه وتحقيق جوانب عسكرية -تكتيكية أو إستراتجية- حسب ما تضبطه نتائج الحرب الميدانية، وهو الدور الذي قام به المبعوث اﻷمريكي للبنان عاموس هوكشتين، وفشل فيه مرارا وتكرارا، حتى تحقيق دونالد ترامب الفوز في الانتخابات اﻷمريكية وبات يلح -بدفع عائلي (صهره ومستشاره من أصل لبناني)- للتوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان، حتى قبل دخوله الرسمي للبيت اﻷبيض كالرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، خصوصا وأن اﻷخير هو الذي يشكل كعب أخيل بالنسبة للائتلاف الحكومي اليميني الحاكم في الكيان الصهيوني، والذي بذلوا فيه كل قواهم من لوبيات ضغط إسرائيلية في واشنطن، لإيصاله للحكم، وهو ما كان مصدر سعادة للجانب المتطرف الديني في هذه الحكومة، قبل أن يصبح مصدر قلق لهم، مع موافقته على سردية التهدئة في لبنان.

وبالرغم من أن هذه السردية، أتت بضغط داخلي من محيط ترامب، إلا أنها أتت بعد تتالي الهزائم والكمائن ضد جيش الاحتلال الذي لم يتمكن من التوغل إلا بضع أمتار داخل الجنوب اللبناني، وبداية تململ تام في صفوف قوات احتياط الاحتلال وتتالي رفض الالتحاق بهذه الحرب من قبل المجندين،  والتراجع السياسي في شعبية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وجد نفسه محاصرا ومعزولا داخليا، بحكم إصدار بطاقة تفتيش دولية في حقه كمجرم حرب، ومطالبة القضاء الصهيوني برأسه في قضايا فساد.

وبمحصلة نهائية، فإن المقاومة اللبنانية حققت انتصارا جديدا في هذه الحرب اللاتماثلية، وحتى الهدف الإسرائيلي العسكري بضرورة تراجع الحزب وقواته إلى ما وراء النهر الليطاني، لا يعتبر هزيمة للمقاومة التي باتت لها صواريخ يمكن إطلاقها من أي مكان في لبنان لتحقق أهدافها داخل الكيان، وهو ما يحقق هدف استمرارية المقاومة، وتواصل توازن الرعب الذي تفرضه على الكيان، استراتيجيا، وذلك بالرغم من الضربات الاستخبارية الكبيرة التي أصابت هيكلية الحزب والتي لم تؤثر كثيرا على أدائه العسكري والاستعلاماتي الميداني، وهو ما يتضح في فاتورة الخسائر الضخمة التي تكبدها الاحتلال في التوغل البري، إضافة لتوقف العجلة الاقتصادية نتيجة لجوء 4 ملايين صهيوني للملاجئ يوميا احتماء من مسيرات وصواريخ الحزب التي كشفت ضعف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قصيرة المدى والمتمثلة أساسا فيما يسمى بـ"القبة الحديدية".

بالبنط العريض..   "حز.ب الله" وانتصار آخر في الحرب "اللاتماثلية"

 

بقلم: نزار مقني

لا يمكن بأي حال من اﻷحوال اعتبار الاتفاق الذي توصل إليه "حزب الله" والكيان الصهيوني، بوساطة فرنسية وأمريكية، لوقف إطلاق النار في لبنان، انتصارا للكيان الصهيوني، بل هو انتصار للمقاومة اللبنانية، خصوصا وأن الحرب التي دارت منذ الـ 8 من أكتوبر 2023، هي حرب لاتماثلية.

وفي كل اﻷحوال فإن الحرب اللاتماثلية، لها قواعد من السهل الممتنع، أي أن لها معادلتان عسكرية، وسياسية متكاملتان من حيث النتائج:

*ففي الوقت الذي تجري فيه هذه الحرب اللاتماثلية بين طرفين، أحدهما أقوى عسكريا من اﻵخر، فإن الطرف اﻷضعف من حيث العدة والعتاد، تنحصر معادلة الانتصار فيها، في أن لا ينهزم، ويعلن انهزامه، بل إنها تكمن في ركون الطرف اﻷقوى في التوصل لهدنة أو وقف لإطلاق النار، ومحاولة التوصل سياسيا، لبعض اﻷهداف التي سطرها الجانب العسكري، ولم يستطع تحقيقها ميدانيا.

*وكذلك فإن لعبة المفاوضات لا تدور إلا من خلال محاولة استمالة الطرف اﻷضعف وجرّه لمربع الضغط السياسي، والديبلوماسي لمحاولة احتوائه وتحقيق جوانب عسكرية -تكتيكية أو إستراتجية- حسب ما تضبطه نتائج الحرب الميدانية، وهو الدور الذي قام به المبعوث اﻷمريكي للبنان عاموس هوكشتين، وفشل فيه مرارا وتكرارا، حتى تحقيق دونالد ترامب الفوز في الانتخابات اﻷمريكية وبات يلح -بدفع عائلي (صهره ومستشاره من أصل لبناني)- للتوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان، حتى قبل دخوله الرسمي للبيت اﻷبيض كالرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، خصوصا وأن اﻷخير هو الذي يشكل كعب أخيل بالنسبة للائتلاف الحكومي اليميني الحاكم في الكيان الصهيوني، والذي بذلوا فيه كل قواهم من لوبيات ضغط إسرائيلية في واشنطن، لإيصاله للحكم، وهو ما كان مصدر سعادة للجانب المتطرف الديني في هذه الحكومة، قبل أن يصبح مصدر قلق لهم، مع موافقته على سردية التهدئة في لبنان.

وبالرغم من أن هذه السردية، أتت بضغط داخلي من محيط ترامب، إلا أنها أتت بعد تتالي الهزائم والكمائن ضد جيش الاحتلال الذي لم يتمكن من التوغل إلا بضع أمتار داخل الجنوب اللبناني، وبداية تململ تام في صفوف قوات احتياط الاحتلال وتتالي رفض الالتحاق بهذه الحرب من قبل المجندين،  والتراجع السياسي في شعبية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وجد نفسه محاصرا ومعزولا داخليا، بحكم إصدار بطاقة تفتيش دولية في حقه كمجرم حرب، ومطالبة القضاء الصهيوني برأسه في قضايا فساد.

وبمحصلة نهائية، فإن المقاومة اللبنانية حققت انتصارا جديدا في هذه الحرب اللاتماثلية، وحتى الهدف الإسرائيلي العسكري بضرورة تراجع الحزب وقواته إلى ما وراء النهر الليطاني، لا يعتبر هزيمة للمقاومة التي باتت لها صواريخ يمكن إطلاقها من أي مكان في لبنان لتحقق أهدافها داخل الكيان، وهو ما يحقق هدف استمرارية المقاومة، وتواصل توازن الرعب الذي تفرضه على الكيان، استراتيجيا، وذلك بالرغم من الضربات الاستخبارية الكبيرة التي أصابت هيكلية الحزب والتي لم تؤثر كثيرا على أدائه العسكري والاستعلاماتي الميداني، وهو ما يتضح في فاتورة الخسائر الضخمة التي تكبدها الاحتلال في التوغل البري، إضافة لتوقف العجلة الاقتصادية نتيجة لجوء 4 ملايين صهيوني للملاجئ يوميا احتماء من مسيرات وصواريخ الحزب التي كشفت ضعف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قصيرة المدى والمتمثلة أساسا فيما يسمى بـ"القبة الحديدية".