تعالت دعوات الفلاحين للاحتجاج على ما اعتبروه تعطلا غير مسبوق لموسم الزراعات الكبرى، في ظل النقص الفادح في البذور. ولئن انطلق موسم البذر بنقص في البذور الممتازة ما جعل الفلاح يتجه نحو زراعة أصناف أخرى، إلا أنه اصطدم أيضا بفقدان بقية الأنواع، وهو ما خلق حالة من الغضب.
نقص البذور موضوع طرحته "الصباح" على كل من عماد وعضور، عضو النقابة التونسية للفلاحين، وصلاح الفرشيشي، رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب.
وفي مستهل حديثه عبر عماد وعضور لـ"الصباح" عن استغرابه من "اختفاء" البذور الممتازة رغم ما تم تجميعه خلال الموسم الفارط وهو يطرح أكثر من نقطة استفهام، وفق تأكيده.
وشرح وعضور أنه في الموسم الفلاحي 2022\2023 والذي كان المحصول خلاله ضعيفا، إذ لم يقع تجميع سوى 2.2 مليون قنطار، تم توفير البذور للفلاحين في حين أن الموسم الفارط 2023\2024 تم تجميع 6.5 مليون قنطار إلا أنه وإلى اليوم بعد تقدم الموسم وتحديدا تاريخ البذر لم يتحصل الفلاحون على البذور الممتازة أو غيرها من بذور القمح الصلب أو القمح اللين، معتبرا أن الحصول على بذور القمح اللين أو ما يعبر عنه بـ"الفرينة" يعد مستحيلا نظرا لعدم توفرها على اعتبار أن أسعار قبول المادة أقل بـ40 دينارا من أسعار القمح الصلب ما جعل الفلاحين يعزفون عن زراعة القمح اللين ويتجهون نحو زراعة القمح الصلب.
وبين رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت عماد وعضور أن مخاوف الفلاح خلال موسم الزراعات الكبرى كانت تتلخص في عدم توفر مادتي "DAP والامونيتر" الا انه وخلال الموسم الحالي كل المخاوف مردها عدم توفر البذور.
وبشأن عدم إبقاء الفلاحين على بذورهم الخاصة من صابة الموسم الفارط ارجع مصدرنا ذلك إلى عدم جودة الصابة بسبب ضعف التساقطات، مشيرا إلى وجود ضيعات سقوية عول عليها الفلاحون لتوفير البذور إلا أن الفلاحين الى اليوم يتساءلون عن مآل صابة هذه الضيعات في ظل عدم توفر البذور.
موسم غير مسبوق
من جانبه اعتبر رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب صلاح الفرشيشي أن انطلاقة موسم الزراعات الكبرى 2024\2025 هي انطلاقة غير مسبوقة إذ أن الانطلاقة بطيئة في ظل عدم توفر البذور والأسمدة وهو ما اطلع عليه رئيس الحكومة حيث أبلغه أن موسم الزراعات لم يقع الاستعداد له كما يجب وخاصة من حيث توفير البذور.
وبين أن الدولة توفر 20 % من البذور في حين أن الفلاحين يوفرون 80 %، وأردف شارحا أن الجفاف جعل الفلاح لا يوفر بذوره لتبقى بذلك 20 % فقط من البذور التي توفرها الدولة وهو ما يفسر عدم توفيرها لكل الفلاحين، حسب قوله.
إلا أن النائب بالبرلمان صلاح الفرشيشي استدرك بالقول "كان على الدولة توقع ذلك إذ أن من أبرز أدوار الدولة رسم التوقعات والتصرف لتجاوز المشاكل على غرار ما حصل خلال الموسم قبل الفارط حيث اتفقت وزارة الفلاحة مع عدد من الفلاحين، الذين كانت صابتهم جيدة، على توفير البذور."
واعتبر مصدرنا أن هذا الوضع جعل كميات البذور المتوفرة لا تغطي أكثر 50% من حاجيات الفلاحين.
الحل في الأصناف الممزوجة!؟
وكشف صلاح الفرشيشي رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب أن الحل الذي أوجدته الجهات المعنية هو الاتجاه نحو مداواة أصناف مختلفة من القمح أي أصناف "ممزوجة" لتحويلها إلى بذور ما يعني أن الفلاح لا يمكنه القول إنه زرع صنفا معينا إذ سيزرع أصناف ممزوجة، مؤكدا أنه لا يمكن إطلاق اسم بذور على ما سيقدم للفلاحين للبذر وهي سابقة في تونس.
وشدد مصدرنا أنه كان على الدولة الاستباق وتوفير على الأقل أصناف عادية كل على حدة لموسم البذر.
وبين أن النقص الكبير في البذور يمس بالأساس مناطق الإنتاج وهي سليانة والكاف وباجة وجندوبة وبنزرت.
عدم توفر الأسمدة
وأكد النائب بالبرلمان أن من بين مشاكل الموسم أيضا عدم توفر الأسمدة بسبب عدم تمكن المصنع من توفير الكميات المطلوبة اثر انطلاقه في إعدادها بصفة متأخرة، مبرزا أن على الدولة إعداد مخازن أخرى للأسمدة بمناطق إنتاج الحبوب لتفادي مشاكل الأسمدة التي تتكرر مع كل موسم خاصة مع النقص الكبير في الأمطار.
وختم صلاح الفرشيشي رئيس لجنة الفلاحة بالقول "إن انطلاقة الموسم الحالي لموسم الزراعات الكبرى هي أسوأ انطلاقة خلال الـ40 سنة الأخيرة."
حنان قيراط
تونس-الصباح
تعالت دعوات الفلاحين للاحتجاج على ما اعتبروه تعطلا غير مسبوق لموسم الزراعات الكبرى، في ظل النقص الفادح في البذور. ولئن انطلق موسم البذر بنقص في البذور الممتازة ما جعل الفلاح يتجه نحو زراعة أصناف أخرى، إلا أنه اصطدم أيضا بفقدان بقية الأنواع، وهو ما خلق حالة من الغضب.
نقص البذور موضوع طرحته "الصباح" على كل من عماد وعضور، عضو النقابة التونسية للفلاحين، وصلاح الفرشيشي، رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب.
وفي مستهل حديثه عبر عماد وعضور لـ"الصباح" عن استغرابه من "اختفاء" البذور الممتازة رغم ما تم تجميعه خلال الموسم الفارط وهو يطرح أكثر من نقطة استفهام، وفق تأكيده.
وشرح وعضور أنه في الموسم الفلاحي 2022\2023 والذي كان المحصول خلاله ضعيفا، إذ لم يقع تجميع سوى 2.2 مليون قنطار، تم توفير البذور للفلاحين في حين أن الموسم الفارط 2023\2024 تم تجميع 6.5 مليون قنطار إلا أنه وإلى اليوم بعد تقدم الموسم وتحديدا تاريخ البذر لم يتحصل الفلاحون على البذور الممتازة أو غيرها من بذور القمح الصلب أو القمح اللين، معتبرا أن الحصول على بذور القمح اللين أو ما يعبر عنه بـ"الفرينة" يعد مستحيلا نظرا لعدم توفرها على اعتبار أن أسعار قبول المادة أقل بـ40 دينارا من أسعار القمح الصلب ما جعل الفلاحين يعزفون عن زراعة القمح اللين ويتجهون نحو زراعة القمح الصلب.
وبين رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت عماد وعضور أن مخاوف الفلاح خلال موسم الزراعات الكبرى كانت تتلخص في عدم توفر مادتي "DAP والامونيتر" الا انه وخلال الموسم الحالي كل المخاوف مردها عدم توفر البذور.
وبشأن عدم إبقاء الفلاحين على بذورهم الخاصة من صابة الموسم الفارط ارجع مصدرنا ذلك إلى عدم جودة الصابة بسبب ضعف التساقطات، مشيرا إلى وجود ضيعات سقوية عول عليها الفلاحون لتوفير البذور إلا أن الفلاحين الى اليوم يتساءلون عن مآل صابة هذه الضيعات في ظل عدم توفر البذور.
موسم غير مسبوق
من جانبه اعتبر رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب صلاح الفرشيشي أن انطلاقة موسم الزراعات الكبرى 2024\2025 هي انطلاقة غير مسبوقة إذ أن الانطلاقة بطيئة في ظل عدم توفر البذور والأسمدة وهو ما اطلع عليه رئيس الحكومة حيث أبلغه أن موسم الزراعات لم يقع الاستعداد له كما يجب وخاصة من حيث توفير البذور.
وبين أن الدولة توفر 20 % من البذور في حين أن الفلاحين يوفرون 80 %، وأردف شارحا أن الجفاف جعل الفلاح لا يوفر بذوره لتبقى بذلك 20 % فقط من البذور التي توفرها الدولة وهو ما يفسر عدم توفيرها لكل الفلاحين، حسب قوله.
إلا أن النائب بالبرلمان صلاح الفرشيشي استدرك بالقول "كان على الدولة توقع ذلك إذ أن من أبرز أدوار الدولة رسم التوقعات والتصرف لتجاوز المشاكل على غرار ما حصل خلال الموسم قبل الفارط حيث اتفقت وزارة الفلاحة مع عدد من الفلاحين، الذين كانت صابتهم جيدة، على توفير البذور."
واعتبر مصدرنا أن هذا الوضع جعل كميات البذور المتوفرة لا تغطي أكثر 50% من حاجيات الفلاحين.
الحل في الأصناف الممزوجة!؟
وكشف صلاح الفرشيشي رئيس لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب أن الحل الذي أوجدته الجهات المعنية هو الاتجاه نحو مداواة أصناف مختلفة من القمح أي أصناف "ممزوجة" لتحويلها إلى بذور ما يعني أن الفلاح لا يمكنه القول إنه زرع صنفا معينا إذ سيزرع أصناف ممزوجة، مؤكدا أنه لا يمكن إطلاق اسم بذور على ما سيقدم للفلاحين للبذر وهي سابقة في تونس.
وشدد مصدرنا أنه كان على الدولة الاستباق وتوفير على الأقل أصناف عادية كل على حدة لموسم البذر.
وبين أن النقص الكبير في البذور يمس بالأساس مناطق الإنتاج وهي سليانة والكاف وباجة وجندوبة وبنزرت.
عدم توفر الأسمدة
وأكد النائب بالبرلمان أن من بين مشاكل الموسم أيضا عدم توفر الأسمدة بسبب عدم تمكن المصنع من توفير الكميات المطلوبة اثر انطلاقه في إعدادها بصفة متأخرة، مبرزا أن على الدولة إعداد مخازن أخرى للأسمدة بمناطق إنتاج الحبوب لتفادي مشاكل الأسمدة التي تتكرر مع كل موسم خاصة مع النقص الكبير في الأمطار.
وختم صلاح الفرشيشي رئيس لجنة الفلاحة بالقول "إن انطلاقة الموسم الحالي لموسم الزراعات الكبرى هي أسوأ انطلاقة خلال الـ40 سنة الأخيرة."