انطلقت أمس الخميس 21 نوفمبر 2024 بتونس العاصمة أشغال المؤتمر الوطني للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين والتي ستتواصل إلى يوم السبت 23 نوفمبر 2024.
مؤتمر يحضره خبراء دوليون من عديد دول من العالم، هذا ما أفاد به سالم بن عبد السلام رئيس الجمعية لـ"الصباح" على اعتبار أن المؤتمر عالمي ودولي وهو مؤتمر تحت رعاية وزارة الصحة.
"الكنام" تتكفل بـ50% من الأدوية
وأبرز بن عبد السلام أن المؤتمر يتمحور حول 3 محاور أساسية، ويتمثل المحور الأول في الوقاية مبينا أن تونس تعاني من نقص كبير جدا على مستوى الوقاية وهذا ليس من مشمولات الأطباء، حسب تأكيده، وذلك رغم وجود الطب الوقائي الذي يمكنه بمفرده القيام بمهمة الوقاية، مبينا أن الوقاية من مشمولات مجتمع بأكمله من خلال مقاومة التدخين وقلة الحركة والتخلي عن بعض العادات الغذائية مثل الإقبال على أكل الدهون المشبعة إلى جانب الوقاية من مرض السكري، مؤكدا أن الوقاية أيضا من مشمولات عدة وزارات مثل الصحة من خلال تنظيم الحملات الإعلامية التي تشجع على الوقاية، وأيضا من مشمولات وزارة الشباب والرياضة عبر التشجيع على ممارسة الرياضة.
وشدد الدكتور بن عبد السلام على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل الوقاية من أمراض القلب والشرايين وخاصة لدى الناشئة حتى لا يبلغوا المرحلة العلاجية.
كما أبرز أن المرحلة الثانية هي المرحلة العلاجية، من خلال العلاج بالأدوية وبالمستلزمات الطبية والمعدات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المداواة بالأدوية تطورت تطورا مهولا في السنوات الأخيرة.
وعبر رئيس "الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين" عن سعادته بتوفر 50% من أدوية أمراض القلب والشرايين والتي يتكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض بتوفيرها للمرضى، مشيرا إلى عدم تكفل الصندوق بـ50% المتبقية من الأدوية. وأكد أن هذه الأدوية متوفرة في بلادنا إلا أن الصندوق لا يتكفل بها.
أكثر من 80% من المرضى يتمتعون بالعلاج
وفي ذات السياق وفي ما يخص ذات المحور، أي محور العلاج، أشار إلى توفر كل المعدات في المجال على غرار البطاريات والصمامات والدعامات وهي معدات تطورت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وفق قوله.
وشدد الدكتور المختص في أمراض القلب والشرايين على توفر هذه المعدات في تونس وعلى ولوج أكثر من 80% من المرضى في بلادنا من الشمال إلى الجنوب إلى العلاج بما في ذلك العلاج بالقسطرة الذي يعد العلاج الأساسي ويخفض من مضاعفات الجلطات القلبية.
وكشف محدثنا عن إعداد الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة وجهات أخرى لدليل لتحسين الولوج إلى هذه الخدمات، مؤكدا انكباب الوزارة على إعداد برنامج كامل ومتكامل لتحسين الولوج إلى هذه المعدات بطريقة عادلة بين كل الجهات تضمن للمرضى الحصول على العلاج. واعتبر أن ارتفاع عدد القسطرات لا يعني الارتفاع في عدد المرضى بل هو ناجم عن قدرة كل المواطنين التونسيين على الولوج إلى العلاج الصحيح.
وكشف رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين عن تقلص عدد الوفيات نتيجة للجلطات القلبية، وذلك نظرا لتقلص الوقت بين اكتشاف الجلطة والتدخل الطبي وخاصة عملية القسطرة لان التقليص في هذا التوقيت مهم ومهم جدا، وفق تأكيده.
وبين أن نسبة الوفيات في مستشفى الرابطة، مثلا، خلال الـ7 أيام الأولى بلغت 14% في ما تقلصت هذه النسبة اليوم بعد عمليات القسطرة إلى 2% ما يعني أنها تراجعت بـ7 مرات. وأردف شارحا "أنه كل ما تقلص توقيت الولوج إلى القسطرة كلما تقلصت نسبة المرضى المصابين بالقصور القلبي والفشل القلبي".
تطور الجراحة في تونس
واعتبر الدكتور سالم بن عبد السلام أن من أبرز المكاسب في تونس، وهو المحور الثالث، هو تطور الجراحة التي تحولت من جراحة بقلب مفتوح إلى جراحة بالقسطرة العلاجية حيث أصبح يتم تركيب الصمامات للمرضى الذين من الصعب خضوعهم للجراحة عبر إخضاعهم لجراحة بالصمامات، بالإضافة إلى تركيب أجهزة للقلب الذي يعاني من فشل حاد لمساعدته على عبور الفترة الحرجة.
هذا إلى جانب مساعدة المرضى الذين يعانون من قصور مزمن في القلب من خلال نوعين من العلاج إذ يتمثل الحل الأول في زراعة القلب، وهي عمليات توقفت منذ مدة طويلة وتحديدا منذ سنة 1993 واستؤنفت مؤخرا، إذ تم اليوم القيام بأكثر من 25 عملية زراعة. وأكد الدكتور بن عبد السلام أن تونس الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي تقوم بعمليات زراعة القلب، كذلك الشأن بالنسبة للمرضى الذين لم يتحصلوا على قلب لزراعته إذ أن تونس أيضا تعد الأولى في المنطقة التي تقوم بتركيب جهاز يتمثل في مضخة آلية تساعد المريض للعودة إلى حياة شبه عادية، كاشفا انه اليوم تم إجراء 4 عمليات في هذا المجال في مستشفى الرابطة، مثمنا الجهود التي تقوم بها الدولة في هذا الجانب.
وبين أن كل هذا جعل بلادنا في الصدارة ولها الريادة في مجال جراحة القلب والشرايين، حسب مصدرنا، الذي اعتبر أن الهدف من المؤتمر هو تحيين وتحديث المعطيات لدى الأطباء في المجال وإفادتهم بكل ما هو جديد.
أكثر من 300 متدخل
وعن عدد المشاركين في المؤتمر أفاد الدكتور سالم بن عبد السلام رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين أن عدد المتدخلين في المؤتمر بلغ 300 بينهم 90 متدخلا أجنبيا هم من أعرق الجمعيات العالمية على غرار الجمعية الأمريكية للقسطرة، والجمعية الأوروبية وجمعية قصور القلب الأوروبية والجمعية الفرنسية، بالإضافة إلى مشاركة أطباء من الدول المغاربية على غرار موريتانيا والمغرب والجزائر..
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر يحضرها أيضا خبراء دوليين من كندا وألمانيا وبولونيا، والشرق الأوسط.
كما يشارك في المؤتمر الوطني لطب القلب أطباء من اختصاصات أخرى كطب الكلى والطب العام وأطباء الغدد الصماء وأطباء الإمراض الباطنية وتقنيي الصحة.
حنان قيراط
تونس-الصباح
انطلقت أمس الخميس 21 نوفمبر 2024 بتونس العاصمة أشغال المؤتمر الوطني للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين والتي ستتواصل إلى يوم السبت 23 نوفمبر 2024.
مؤتمر يحضره خبراء دوليون من عديد دول من العالم، هذا ما أفاد به سالم بن عبد السلام رئيس الجمعية لـ"الصباح" على اعتبار أن المؤتمر عالمي ودولي وهو مؤتمر تحت رعاية وزارة الصحة.
"الكنام" تتكفل بـ50% من الأدوية
وأبرز بن عبد السلام أن المؤتمر يتمحور حول 3 محاور أساسية، ويتمثل المحور الأول في الوقاية مبينا أن تونس تعاني من نقص كبير جدا على مستوى الوقاية وهذا ليس من مشمولات الأطباء، حسب تأكيده، وذلك رغم وجود الطب الوقائي الذي يمكنه بمفرده القيام بمهمة الوقاية، مبينا أن الوقاية من مشمولات مجتمع بأكمله من خلال مقاومة التدخين وقلة الحركة والتخلي عن بعض العادات الغذائية مثل الإقبال على أكل الدهون المشبعة إلى جانب الوقاية من مرض السكري، مؤكدا أن الوقاية أيضا من مشمولات عدة وزارات مثل الصحة من خلال تنظيم الحملات الإعلامية التي تشجع على الوقاية، وأيضا من مشمولات وزارة الشباب والرياضة عبر التشجيع على ممارسة الرياضة.
وشدد الدكتور بن عبد السلام على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل الوقاية من أمراض القلب والشرايين وخاصة لدى الناشئة حتى لا يبلغوا المرحلة العلاجية.
كما أبرز أن المرحلة الثانية هي المرحلة العلاجية، من خلال العلاج بالأدوية وبالمستلزمات الطبية والمعدات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المداواة بالأدوية تطورت تطورا مهولا في السنوات الأخيرة.
وعبر رئيس "الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين" عن سعادته بتوفر 50% من أدوية أمراض القلب والشرايين والتي يتكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض بتوفيرها للمرضى، مشيرا إلى عدم تكفل الصندوق بـ50% المتبقية من الأدوية. وأكد أن هذه الأدوية متوفرة في بلادنا إلا أن الصندوق لا يتكفل بها.
أكثر من 80% من المرضى يتمتعون بالعلاج
وفي ذات السياق وفي ما يخص ذات المحور، أي محور العلاج، أشار إلى توفر كل المعدات في المجال على غرار البطاريات والصمامات والدعامات وهي معدات تطورت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وفق قوله.
وشدد الدكتور المختص في أمراض القلب والشرايين على توفر هذه المعدات في تونس وعلى ولوج أكثر من 80% من المرضى في بلادنا من الشمال إلى الجنوب إلى العلاج بما في ذلك العلاج بالقسطرة الذي يعد العلاج الأساسي ويخفض من مضاعفات الجلطات القلبية.
وكشف محدثنا عن إعداد الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة وجهات أخرى لدليل لتحسين الولوج إلى هذه الخدمات، مؤكدا انكباب الوزارة على إعداد برنامج كامل ومتكامل لتحسين الولوج إلى هذه المعدات بطريقة عادلة بين كل الجهات تضمن للمرضى الحصول على العلاج. واعتبر أن ارتفاع عدد القسطرات لا يعني الارتفاع في عدد المرضى بل هو ناجم عن قدرة كل المواطنين التونسيين على الولوج إلى العلاج الصحيح.
وكشف رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين عن تقلص عدد الوفيات نتيجة للجلطات القلبية، وذلك نظرا لتقلص الوقت بين اكتشاف الجلطة والتدخل الطبي وخاصة عملية القسطرة لان التقليص في هذا التوقيت مهم ومهم جدا، وفق تأكيده.
وبين أن نسبة الوفيات في مستشفى الرابطة، مثلا، خلال الـ7 أيام الأولى بلغت 14% في ما تقلصت هذه النسبة اليوم بعد عمليات القسطرة إلى 2% ما يعني أنها تراجعت بـ7 مرات. وأردف شارحا "أنه كل ما تقلص توقيت الولوج إلى القسطرة كلما تقلصت نسبة المرضى المصابين بالقصور القلبي والفشل القلبي".
تطور الجراحة في تونس
واعتبر الدكتور سالم بن عبد السلام أن من أبرز المكاسب في تونس، وهو المحور الثالث، هو تطور الجراحة التي تحولت من جراحة بقلب مفتوح إلى جراحة بالقسطرة العلاجية حيث أصبح يتم تركيب الصمامات للمرضى الذين من الصعب خضوعهم للجراحة عبر إخضاعهم لجراحة بالصمامات، بالإضافة إلى تركيب أجهزة للقلب الذي يعاني من فشل حاد لمساعدته على عبور الفترة الحرجة.
هذا إلى جانب مساعدة المرضى الذين يعانون من قصور مزمن في القلب من خلال نوعين من العلاج إذ يتمثل الحل الأول في زراعة القلب، وهي عمليات توقفت منذ مدة طويلة وتحديدا منذ سنة 1993 واستؤنفت مؤخرا، إذ تم اليوم القيام بأكثر من 25 عملية زراعة. وأكد الدكتور بن عبد السلام أن تونس الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي تقوم بعمليات زراعة القلب، كذلك الشأن بالنسبة للمرضى الذين لم يتحصلوا على قلب لزراعته إذ أن تونس أيضا تعد الأولى في المنطقة التي تقوم بتركيب جهاز يتمثل في مضخة آلية تساعد المريض للعودة إلى حياة شبه عادية، كاشفا انه اليوم تم إجراء 4 عمليات في هذا المجال في مستشفى الرابطة، مثمنا الجهود التي تقوم بها الدولة في هذا الجانب.
وبين أن كل هذا جعل بلادنا في الصدارة ولها الريادة في مجال جراحة القلب والشرايين، حسب مصدرنا، الذي اعتبر أن الهدف من المؤتمر هو تحيين وتحديث المعطيات لدى الأطباء في المجال وإفادتهم بكل ما هو جديد.
أكثر من 300 متدخل
وعن عدد المشاركين في المؤتمر أفاد الدكتور سالم بن عبد السلام رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين أن عدد المتدخلين في المؤتمر بلغ 300 بينهم 90 متدخلا أجنبيا هم من أعرق الجمعيات العالمية على غرار الجمعية الأمريكية للقسطرة، والجمعية الأوروبية وجمعية قصور القلب الأوروبية والجمعية الفرنسية، بالإضافة إلى مشاركة أطباء من الدول المغاربية على غرار موريتانيا والمغرب والجزائر..
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر يحضرها أيضا خبراء دوليين من كندا وألمانيا وبولونيا، والشرق الأوسط.
كما يشارك في المؤتمر الوطني لطب القلب أطباء من اختصاصات أخرى كطب الكلى والطب العام وأطباء الغدد الصماء وأطباء الإمراض الباطنية وتقنيي الصحة.