إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. شبح الحرب النووية يهدد العالم

بعد أكثر من عام عن اندلاعها، تؤكد تطورات الحرب الروسية الأوكرانية المتسارعة خلال اليومين الماضيين، أن العالم بات أكثر من أي وقت مضى على شفا حرب نووية حقيقية، بعد أن اعتقد الجميع أن هذا الخطر قد زال أو كاد قبل عقود خلت مع نهاية الحرب الباردة..

ولعل ما يزيد من رعب استعمال السلاح النووي، لا فقط فيما تؤكده الوقائع الميدانية العسكرية وتصاعد الاستفزازات بين الجانبين، وتعمد الجيش الأوكراني مؤخرا استعمال الأسلحة البالستية الأمريكية ضد روسيا، لكن أيضا في رهان اللاعبين الكبار من أصحاب أكبر ترسانة من السلاح النووي، على التهديد بـ"الزر النووي"، أي الولايات المتحدة، وروسيا، لحسم الحرب عسكريا عوضا عن مفاوضات سياسية محتملة بدأ الحديث عنها منذ فترة على ضوء واقع العمليات الميدانية التي تميل لصالح موسكو..

وزاد في محرار الخوف بالتهديد المتبادل على استعمال السلاح النووي، تعمّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديل المبادئ التوجيهية الروسية للاستخدام النووي ليكون للكرملين الحق في استخدام الأسلحة النووية ضد دولة لا تمتلك إلا أسلحة تقليدية إذا كانت مدعومة بقوة نووية، والمقصود هنا أوكرانيا التي تدعمها الولايات المتحدة ودول أوروبية..

ولعل في فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ووعوده بإنهاء الحرب، مع ما يعنيه ذلك من تغير شامل في السياسة الأمريكية الخارجية، دفع بإدارة بايدن التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة، إلى القيام بمغامرة غير محسوبة العواقب، من خلال سماحها لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بصواريخ "أتاكمس" الباليستية الأميركية..

وأعاد إمعان واشنطن باستفزاز الدب الروسي، إلى الأذهان من جديد شبح الحرب الباردة التي كان فيها خطر استعمال السلاح النووي وشيكا في أكثر من واقعة تاريخية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وازداد الخطر أكثر بعد نهاية العمل بمعاهدة "نيو ستارت" التي تحد من عدد الأسلحة الاستراتيجية النووية التي يمكن أن تنشرها واشنطن وموسكو وريثة الاتحاد السوفياتي..

لا يختلف اثنان، في حقيقة ما يمكن أن تخلفه قنبلة نووية من دمار وضحايا بمئات الآلاف، فما بالك بقنابل أكثر فتكا ودمارا، لكن أن يصل إلى حد تلاعب زعماء دول كبرى مؤثرة في استقرار العالم والأمن الدولي، وتمتلك ترسانة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، فإن أمن العالم يصبح على كف عفريت، وإن حدث أمر جنوني ما، فإن العالم كله سيكون على شفا حرب عالمية..

إن الاعتقاد أصبح سائدا منذ مدة طويلة، وليس الآن، بأن العالم بدأ يفقد بوصلته وفقد عقلائه، منذ تصاعد لغة الدم والنار، وخفتت أصوات دعاة السلام، وتعددت الحروب الظالمة التي تنتهك القوانين الدولية، وفقدت الشرعية الدولية معناها مع تمرد كيان الاحتلال الإسرائيلي، على كل مبادئ السلم والأمن، ورفضه أي دعوة لوقف حرب الإبادة ضد شعب فلسطيني يقاوم من أجل حريته وفرض حقه في الاستقلال وتقرير مصيره.

 ولعل الحرب الروسية الأوكرانية، وما يجري حاليا من حرب إبادة جماعية في فلسطين المحتلة ولبنان، قد كشفت زيف العدالة الدولية، وفضحت مواقف الدول الكبرى الأوروبية والأمريكية وسياستها المتناقضة التي تكيل بمكيالين، فهي ترى بعين ما يجري في شمال أوروبا، وبعين أخرى ما يجري في الشرق الأوسط..

وحتى مجلس الأمن الدولي بات مشلولا، وغير قادر على إحلال السلم، مع تعاظم نفوذ وغطرسة من يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية، فهم من يحكمون العالم اليوم ويعتقدون أن بسياساتهم الأمنية، أنهم قادرون على حسم المعارك لصالحهم وتحقيق المكاسب حتى لو كان على حساب الشعوب المستضعفة..

رفيق بن عبد الله

بعد أكثر من عام عن اندلاعها، تؤكد تطورات الحرب الروسية الأوكرانية المتسارعة خلال اليومين الماضيين، أن العالم بات أكثر من أي وقت مضى على شفا حرب نووية حقيقية، بعد أن اعتقد الجميع أن هذا الخطر قد زال أو كاد قبل عقود خلت مع نهاية الحرب الباردة..

ولعل ما يزيد من رعب استعمال السلاح النووي، لا فقط فيما تؤكده الوقائع الميدانية العسكرية وتصاعد الاستفزازات بين الجانبين، وتعمد الجيش الأوكراني مؤخرا استعمال الأسلحة البالستية الأمريكية ضد روسيا، لكن أيضا في رهان اللاعبين الكبار من أصحاب أكبر ترسانة من السلاح النووي، على التهديد بـ"الزر النووي"، أي الولايات المتحدة، وروسيا، لحسم الحرب عسكريا عوضا عن مفاوضات سياسية محتملة بدأ الحديث عنها منذ فترة على ضوء واقع العمليات الميدانية التي تميل لصالح موسكو..

وزاد في محرار الخوف بالتهديد المتبادل على استعمال السلاح النووي، تعمّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديل المبادئ التوجيهية الروسية للاستخدام النووي ليكون للكرملين الحق في استخدام الأسلحة النووية ضد دولة لا تمتلك إلا أسلحة تقليدية إذا كانت مدعومة بقوة نووية، والمقصود هنا أوكرانيا التي تدعمها الولايات المتحدة ودول أوروبية..

ولعل في فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ووعوده بإنهاء الحرب، مع ما يعنيه ذلك من تغير شامل في السياسة الأمريكية الخارجية، دفع بإدارة بايدن التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة، إلى القيام بمغامرة غير محسوبة العواقب، من خلال سماحها لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بصواريخ "أتاكمس" الباليستية الأميركية..

وأعاد إمعان واشنطن باستفزاز الدب الروسي، إلى الأذهان من جديد شبح الحرب الباردة التي كان فيها خطر استعمال السلاح النووي وشيكا في أكثر من واقعة تاريخية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وازداد الخطر أكثر بعد نهاية العمل بمعاهدة "نيو ستارت" التي تحد من عدد الأسلحة الاستراتيجية النووية التي يمكن أن تنشرها واشنطن وموسكو وريثة الاتحاد السوفياتي..

لا يختلف اثنان، في حقيقة ما يمكن أن تخلفه قنبلة نووية من دمار وضحايا بمئات الآلاف، فما بالك بقنابل أكثر فتكا ودمارا، لكن أن يصل إلى حد تلاعب زعماء دول كبرى مؤثرة في استقرار العالم والأمن الدولي، وتمتلك ترسانة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، فإن أمن العالم يصبح على كف عفريت، وإن حدث أمر جنوني ما، فإن العالم كله سيكون على شفا حرب عالمية..

إن الاعتقاد أصبح سائدا منذ مدة طويلة، وليس الآن، بأن العالم بدأ يفقد بوصلته وفقد عقلائه، منذ تصاعد لغة الدم والنار، وخفتت أصوات دعاة السلام، وتعددت الحروب الظالمة التي تنتهك القوانين الدولية، وفقدت الشرعية الدولية معناها مع تمرد كيان الاحتلال الإسرائيلي، على كل مبادئ السلم والأمن، ورفضه أي دعوة لوقف حرب الإبادة ضد شعب فلسطيني يقاوم من أجل حريته وفرض حقه في الاستقلال وتقرير مصيره.

 ولعل الحرب الروسية الأوكرانية، وما يجري حاليا من حرب إبادة جماعية في فلسطين المحتلة ولبنان، قد كشفت زيف العدالة الدولية، وفضحت مواقف الدول الكبرى الأوروبية والأمريكية وسياستها المتناقضة التي تكيل بمكيالين، فهي ترى بعين ما يجري في شمال أوروبا، وبعين أخرى ما يجري في الشرق الأوسط..

وحتى مجلس الأمن الدولي بات مشلولا، وغير قادر على إحلال السلم، مع تعاظم نفوذ وغطرسة من يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية، فهم من يحكمون العالم اليوم ويعتقدون أن بسياساتهم الأمنية، أنهم قادرون على حسم المعارك لصالحهم وتحقيق المكاسب حتى لو كان على حساب الشعوب المستضعفة..

رفيق بن عبد الله