إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"حديث الصباح".. تعدو الكلاب على من لا أسود له

 

بقلم: سفيان رجب

روى بعضهم، أن عمر بن أبي ربيعة تحرشّ بإحدى النساء مرتين متتاليتين في مناسك الحج. شعرت المرأة المتعرض لها، بالضعف والوحدة، فلجأت في اليوم الثالث إلى أخيها وطلبت منه أن يرافقها. وبمجرد ظهوره إلى جانبها، خرس الشاعر وتوارى عن الأنظار، فضحكت المرأة وقالت كلمتها التي تحولت الى حكمة توارثتها الأجيال:

 "تعدو الكلاب على من لا أسود له* وتتقي صولة المستأسد الضاري"..

قولة وحكمة تحمل في طياتها دلالات عميقة عن القوة والهيبة في مواجهة الظلم والتجاوزات والانحراف والتعدّي على الآخر إن كان ضعيفا أو إن أظهر ضعفا. وكذلك أهمية السند والتضامن والتآزر.

اليوم، وفي عالمنا هذا، قد ينطبق هذا المثل على العديد من المواقف، سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي أو الدولي. فالأفراد أو المجتمعات وحتى الدول التي تفتقر إلى القوة أو الدعم قد تتعرض للضغوطات والانتهاكات والاعتداءات دون حتى أن تمتلك حق الدفاع والردّ، بينما من يمتلك القوة أو السند أو التحالفات الإستراتيجية يتجنب غالباً العدوان أو الظلم. في السياسة الدولية، الدول الضعيفة تجد نفسها عرضة للاستغلال الاقتصادي والضغوطات السياسية والديبلوماسية وحتى العسكرية، بينما الدول القوية أو المتحالفة مع قوى مؤثرة تتمتع بالحماية التي تمنحها قوة وحتى التجبرّ ولنا في الكيان الصهيوني أحسن مثال.

كما يمكن إسقاط هذه الحكمة على المستوى الفردي في حياتنا اليومية، حيث يمكن أن نرى كيف يتجنب الناس مواجهة الشخص القوي أو المتنفذ، بينما قد يتمادون في استغلال الشخص الضعيف أو المنعزل وحتى العادي المكتفي بنفسه.

هذه الحقيقة المرة تبرز أهمية التضامن الاجتماعي والتآزر الذي تعطي دفعا وقوة إضافية وقدرة على الدفاع عن النفس، سواء كان ذلك من خلال بناء شبكات دعم قوية أو تطوير المهارات التي تمكن الفرد أو المجتمع من الوقوف أمام أي تحد أو استغلال.

على الفرد أو المجموعة مهما كانت قوتها، أن تعتمد على التشبيك والمساندة والتكتل فقوة المجموعة أكبر بكثير من قوة الفرد، ويجب أن نكون على وعي بأهمية التحصين والدفاع عن حقوقنا، سواء كأفراد أو كمجتمعات، مع التأكيد على أن القوة لا تكمن بالضرورة في العضلات أو الأسلحة، بل قد تكون في الوحدة والتضامن والوعي الجماعي.. وهذا التضامن والوحدة يبعد العدو أو الظالم الذي يمكن أن ينفرد بأي شخص معزول لينهشه، بينما لا يجرؤ على ذلك إذا ما وجد الى جانبه السند الداعم.

 

بقلم: سفيان رجب

روى بعضهم، أن عمر بن أبي ربيعة تحرشّ بإحدى النساء مرتين متتاليتين في مناسك الحج. شعرت المرأة المتعرض لها، بالضعف والوحدة، فلجأت في اليوم الثالث إلى أخيها وطلبت منه أن يرافقها. وبمجرد ظهوره إلى جانبها، خرس الشاعر وتوارى عن الأنظار، فضحكت المرأة وقالت كلمتها التي تحولت الى حكمة توارثتها الأجيال:

 "تعدو الكلاب على من لا أسود له* وتتقي صولة المستأسد الضاري"..

قولة وحكمة تحمل في طياتها دلالات عميقة عن القوة والهيبة في مواجهة الظلم والتجاوزات والانحراف والتعدّي على الآخر إن كان ضعيفا أو إن أظهر ضعفا. وكذلك أهمية السند والتضامن والتآزر.

اليوم، وفي عالمنا هذا، قد ينطبق هذا المثل على العديد من المواقف، سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي أو الدولي. فالأفراد أو المجتمعات وحتى الدول التي تفتقر إلى القوة أو الدعم قد تتعرض للضغوطات والانتهاكات والاعتداءات دون حتى أن تمتلك حق الدفاع والردّ، بينما من يمتلك القوة أو السند أو التحالفات الإستراتيجية يتجنب غالباً العدوان أو الظلم. في السياسة الدولية، الدول الضعيفة تجد نفسها عرضة للاستغلال الاقتصادي والضغوطات السياسية والديبلوماسية وحتى العسكرية، بينما الدول القوية أو المتحالفة مع قوى مؤثرة تتمتع بالحماية التي تمنحها قوة وحتى التجبرّ ولنا في الكيان الصهيوني أحسن مثال.

كما يمكن إسقاط هذه الحكمة على المستوى الفردي في حياتنا اليومية، حيث يمكن أن نرى كيف يتجنب الناس مواجهة الشخص القوي أو المتنفذ، بينما قد يتمادون في استغلال الشخص الضعيف أو المنعزل وحتى العادي المكتفي بنفسه.

هذه الحقيقة المرة تبرز أهمية التضامن الاجتماعي والتآزر الذي تعطي دفعا وقوة إضافية وقدرة على الدفاع عن النفس، سواء كان ذلك من خلال بناء شبكات دعم قوية أو تطوير المهارات التي تمكن الفرد أو المجتمع من الوقوف أمام أي تحد أو استغلال.

على الفرد أو المجموعة مهما كانت قوتها، أن تعتمد على التشبيك والمساندة والتكتل فقوة المجموعة أكبر بكثير من قوة الفرد، ويجب أن نكون على وعي بأهمية التحصين والدفاع عن حقوقنا، سواء كأفراد أو كمجتمعات، مع التأكيد على أن القوة لا تكمن بالضرورة في العضلات أو الأسلحة، بل قد تكون في الوحدة والتضامن والوعي الجماعي.. وهذا التضامن والوحدة يبعد العدو أو الظالم الذي يمكن أن ينفرد بأي شخص معزول لينهشه، بينما لا يجرؤ على ذلك إذا ما وجد الى جانبه السند الداعم.