حجز قطاع الثقافة منذ الخطوات الأولى لبناء الدولة الوطنية مكانا في المشروع التنموي للبلاد بحثا عن هوية تونسية بعيدا عن ثقافة المستعمر ومع وضع حجر أساس وزارة الشؤون الثقافية كانت سياسة الدعم جزءا حيويا في عملية الإنتاج الثقافي والفني رغم العقبات المالية لدولة لم تتجاوز بعد خط الفقر والأمية ...
راهنت تونس على الفنون والأدب ومختلف التعبيرات التشكيلية والإبداعية لتنسج مشهدا ثريا ومتنوعا في مساراته غير أن هذه السياسة الثقافية وثمارها الجادة والهادفة بدأت تخبو بمرور الزمن، ولئن حافظت بعض المؤسسات وتظاهراتها على جانب كبير من معايير الجودة وجدية الطرح سقطت أخرى في خانة "الفلكلور" والاستسهال وصل بعدد منها لمرحلة الإسفاف والمتاجرة بالقيم تحت بند "هذا ما يطلبه الجمهور" ..
في السنوات الأخيرة عملت وزارة الشؤون الثقافية وخاصة على مستوى المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية للرقي بالذوق العام وترشيد ميزانيات واعتمادات الدعم ودراسة واقع المهرجانات حتى تتمتع بالخصوصية والتميز في خارطة تشمل مئات الفعاليات والتظاهرات وفي هذا السياق كان لــ"الصباح" لقاء مع المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية السيدة هند المقراني للتعرف أكثر على سياسة هذا الهيكل العمومي على عدة مستويات منها معايير الدعم، آفاق المهرجانات الموسمية وذات الخصوصية كما رصدت "الصباح" أهم الإشكاليات التي شهدتها المهرجانات التونسية في صائفة 2024.
اعداد: نجلاء قموع
المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية لـ"الصباح": معايير الدعم تحرص على الرقي بالذوق العام والمندوبيات الجهوية للثقافة أًصبحت شريكا في البرمجة
كشفت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني خلال لقائها مع "الصباح" ، للحديث حول روزنامة المهرجانات التونسية والاعتمادات المرصودة وإستراتجية عمل وأهداف المؤسسة التي تتولى إدارتها، عن أهم الإمكانات المتاحة لتنظيم التظاهرات الفنية والثقافية والعقبات والعراقيل المالية واللوجستية المتعلقة بالمشهد الثقافي وتحديدا مجال برمجة العروض وتنشيط المواعيد الفنية ذات الخصوصية وكيفية توظيف المسارح والموروث اللامّادي لدعم السياحة الثقافية.
وفي السياق أوضحت هند المقراني أن في سنة 2024 تم رصد 2 مليون دينار تتعلق بالثلاثي الأخير من سنة 2023 والسداسي الأول من سنة 2024 ووجهت لقرابة 52 مهرجانا نوعيا وخصوصيا وموسميا، على غرار مهرجان الواحات بتوزر ومهرجان الصحراء بدوز ومهرجان التمور بقبلي (الذي سيؤجل للثلاثي الأخير من سنة 2024) ومهرجانات نوعية أخرى من بينها المهرجان الدولى للثورة بسيدي بوزيد (17 ديسمبر) وباقة من المهرجانات تخص السداسي الأول من 2024 منها التظاهرات المبرمجة في شهر رمضان الكريم وذلك إلى جانب رصد اعتمادات لفائدة المهرجانات الصيفية ما عدا مهرجاني قرطاج والحمامات اللذان تشرف عليهما وزارة الشؤون الثقافية، إذ تنظم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية المهرجان الأول ويتولى المركز الثقافي الدولي بالحمامات تنظيم المهرجان الثاني.
وتابعت محدثتنا قائلة : "هذه الاعتمادات تسند في إطار التمويل العمومي للجمعيات التي تنظم مهرجانات دولية أو وطنية وإلى الهياكل التي تنشط في مجال تنظيم المهرجانات ذات الخصوصية في كامل تراب الجمهورية ."
وشددت هند المقراني في حديثها لـ"الصباح" على أهمية الخصوصية في مضامين وتصورات المهرجانات وعلى حرص المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية على تثمين هذا الجانب في مراجعتها لملفات الدعم وصرحت في السياق : "في السنتين الأخيرتين سعينا لتوظيف أهم للخصوصية المحلية والجهوية في برمجة المهرجانات وذلك بالتعاون مع المندوبيات الجهوية للثقافة وهي شريك استراتيجي في هذه التوجهات الجديدة لضمان محتوى يرتقي بالذوق العام ويبرز الموروث الثقافي لبلادنا التي تزخر بإرث مّادي ولامّادي هام وذلك على مستوى المهرجانات الدولية الكبرى لمركز الولايات التونسية ومهرجانات وطنية وأخرى ذات خصوصية".
وأقرت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني في حديثها لــ"الصباح" بظاهرة الاستنساخ التي تلون معظم المهرجانات في الجهات قائلة: ما يعاب على التظاهرات الفنية في الجهات الاستسهال والبحث عن عروض "الشبابيك" المستهلكة والتي تضمن في الآن نفسه حضور الجمهور دون الاهتمام بالطابع الثقافي وضرورة تنوع المادة المخصصة للجمهور."
وتابعت قولها : "هناك عروض تكررت في مناطق داخلية من الولاية نفسها فيما يتم تغيب عددا من الفنانين رغم وجودهم في قائمة العروض المدعومة (عروض طربية، عروض صوفية وغيرها) وذلك بتعلة أن عروض وأسماء أخرى تجلب جمهور أكبر."
وأكدت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني لـ"الصباح" على مسألة المتابعة والتقييم لمضامين المهرجانات من مرحلة الاستعداد إلى ما بعد العرض وذلك من خلال تنفيذ شروط ومعايير الدعم حسب الأمر 5183 المنظم للتمويل العمومي للجمعيات مشيرة إلى أن اللجان تبحث في البداية في الموازنات المالية والبرامج المفصلة للمهرجانات ثم يتم صرف القسط الأول من المنحة وهو 60 بالمائة، ثم على اثر تقديم التقرير الأدبي والمالي وكل مؤيدات الصرف يتم صرف القسط الثاني وخلال هذه الفترة يتم تقييم المهرجان وبعد استيفاء خلاص المنحة كاملة يقدم المندوب الجهوي للثقافة مذكرة تقييمية في انجاز المهرجانات بالمنطقة المعنية"
واعتبرت هند المقراني أن الاستعانة بالمندوبية الجهوية للثقافة كشريك في عملية التنظيم ساهم في الارتقاء نسبيا بالذوق العام فهذا الطرف يمكنه إبداء الرأي في ملف منح الدعم والبرمجة وروزنامة وتوقيت المهرجان.
وعن إشكاليات عدد من المهرجانات الكبرى في مركز الولاية أوضحت هند المقراني أنه تم ارجاء النظر في ملف مهرجان بنزرت الدولي وذلك بسبب عدم الاخذ بالاعتبار عددا من النقاط في البرمجة خاصة في إطار حرص المؤسسة على الذوق العام بعيدا عن الابتذال وقالت في السياق : "الأكيد نحن داعمين للحرية ولا للرقابة في سياسة الوزارة والمؤسسة ولكن هناك مسارح كبرى في البلاد يجب احترام معايير عملها على أكثر من مستوى فني وجمالي وقانوني وأشير هنا لمسألة حقوق الملكية غرار عرض الأطفال المخصص لأغاني الكرتون وهو العرض الأصلي لطارق العربي طرقان وقدم قضية بالشركة المنظمة للعرض والوزارة والمؤسسة ونحن نملك اثباتات أننا في هذه السنة لم ندعم العرض حتى يقدم التراخيص اللازمة وقائمة المصنفات التي تفيد أن ما يغنى على الركح ليس من مصنفات طارق العربي طرقان ولكن للأسف ما كان على الورق لم ينفذ على المسرح وسبق وتمت معاينة اخلالات في هذا الإطار في نابل وبنزرت ".
وشددت هند المقراني على ضرورة الالتزام بالمصنفات الفنية كما أفادت "الصباح" أن دعم مهرجان طبرقة الدولي كان عبر المنحة ومن خلال عرض مدعوم بطلب من المهرجان وكان للفنانة لطيفة العرفاوي وتم ليلة 27 جويلية المنقضي كما نوهت بالتقدم الذي يشهده مهرجان دقة الدولي على أكثر من مستوى وفي ذات السياق قالت "ونحن في اطار الرقي بالذوق العام وفي جلسة عمل على مستوى الوزارة تم الاخذ بالاعتبار مطالب المندوبيات في خصوص دعم المهرجانات الدولية لمركز الولاية بعروض فنية على غرار عروض لكل من أمينة فاخت ونبيهة كراولي، يسرا محنوش وزياد غرسة ولطيفة إذ تعتبر هذه العروض باهظة بالنسبة لميزانيات المهرجانات".
وعن مهرجان قرطاج الدولي الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية وينظم من طرف المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بينت هند المقراني أن مراجعة عدد أيام تنظيم المهرجانات على غرار قرطاج والحمامات كان بسبب الازمة الاقتصادية وغلاء الأسعار بالنسبة للعروض الفنية وكراء التجهيزات الصوتية والإضاءة والنقل الدولي خاصة في ظل الحفاظ على نفس الاعتمادات دون زيادة، لذلك كان من الضروري العمل في نطاق وإمكانيات هذه الميزانية عبر ترشيد النفقات نافية من منظورها أن يكون مهرجان قرطاج ذو طابع تجاري بل ثقافي عكس ما يتداول إذ برمجت عروض فنية متنوعة الاختصاصات وتوفر للمتلقي جميع الأنماط الموسيقية والفنون مع الاهتمام بالبعد الاجتماعي عبر تمتع الفئات المحرومة وشباب الأحياء المهمشة وكبار السن وفاقدي السند من المنتوج الثقافي على غرار السنوات السابقة مع شباب الجهات وحضور عدد من حفلات المهرجان.
ونوهت هند المقراني بعودة نجاة عطية للمسرح والإنتاج الغنائي بعد غياب سنوات آملة في عودة غيرها من نجوم الجيل الذهبي للأغنية التونسية كما أكدت أن عرض افتتاح قرطاج في دورته 58 كان اقتناء لا إنتاجا وقد أنار لطفي بوشناق المسرح وكان خيارا موفقا لاحتفالات الستينية.
وعن رأيها في المحتوى الفني الذي يجب أن يمنح استحقاق اعتلاء ركح مسرح قرطاج قالت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني أن التجربة الطويلة والإنتاج الفني المتنوع والغناء "لايف" هي مقومات الفنان القادر على التفاعل والاستحواذ على محبة واحترام جمهور قرطاج ويستحق اعتلاء مسرحه الأثري.
مدير مهرجان بنزرت الدولي لــ "الصباح" : "لهذه الأسباب تعتبر الدورة 41 ناجحة"
لم يخف مدير مهرجان بنزرت الدولي لطفي الصفاقسي في حديثه لــ"الصباح" ارتياحه لتحقيق الدورة 41 للمهرجان أهدافها، مؤكدا أنها دورة ناجحة. ومن دلائل هذا النجاح في نظره هو عدم تسجيل أي حادث أضر بأي كان في كامل العروض، ووجه بالمناسبة التحية إلى أعوان الأمن والحماية المدنية ومتطوعيها وهيئة التنظيم بالمهرجان الذين سهروا على تأمين ظروف الأمن والسلامة لرواد مسرح الهواء الطلق ببنزرت.
ومن مظاهر النجاح كذلك أن هذه الدورة حققت أهم مكسب راهنت عليه وهو تعهد المسرح بالصيانة والقيام بالإصلاحات الضرورية، وكان ذلك تحديا يرقى إلى مستوى المجازفة أقدمت عليه الهيئة المديرة في سباق مع الزمن حتى تنجز الإصلاحات قبل انطلاق الدورة من جهة، ومن أجل تأمين الحصول على الدعم المادي الضروري الذي يقتضيه تعهد البنية التحتية وصيانتها من جهة أخرى . وإلى جانب ذلك تم إنجاز جميع فقرات البرنامج ولم يلغ أي عرض، بل أضيف عرض آخر للبرمجة الأولى مع العلم بأن خمسة عروض تونسية كانت أمام شبابيك مغلقة، وهي عروض متنوعة من حيث الأنماط الموسيقية، إذ تستجيب لأذواق مختلفة، باعتبار أن لكل نمط جمهوره الخاص وهي عروض لطفي بوشناق، مرتضى الفتيتي، سامارا، "الزيارة" ورؤوف ماهر. وقد حققت هذه الدورة موازنة مالية جيدة رغم عدم التمتع بمنحة سلطة الإشراف .
الدعم وحرمان غير مبرر
وفي هذا الإطار أكد مدير المهرجان أنه يجهل أسباب الحرمان من دعم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية رغم تقديم الملف في الآجال القانونية. وقال : "اعلمونا في البداية أن الملف تنقصه ثلاث وثائق فأكملناها ورغم ذلك لم نحصل على الدعم المادي المنتظر دون أن نتلقى أي رد، ومازلنا نجهل الأسباب، في حين حصلنا على بعض الدعم من التمويل العمومي على المستوى الجهوي . وهو ما يؤكد اكتمال ملفنا. فهل كنا سنحظى بهذا الدعم الجهوي لو كان الملف ناقصا أو أن البرمجة تشوبها أي شائبة؟ وبالمناسبة فإننا حرصنا على إثراء البرمجة بالعروض الثقافية التي تبقى هي الأصل، وأنفقنا عليها الكثير نظرا لكون مداخيل بعضها لا يغطي ربع تكاليفها .
صعوبة البرمجة والعروض الدولية
أمّا بالنسبة إلى عدم برمجة عروض دولية، فإن ذلك يعود الى ارتفاع تكاليفها، من 300 ألف دينارا فما فوق، تضاف إليها الأداءات وهي بنسبة 19 بالمائة وقد كانت المهرجانات الدولية في السابق تنتظر برنامج مهرجان قرطاج الدولي لتتعاقد مع بعض الفنانين الأشقاء والأجانب مستفيدة من تحمل مهرجان قرطاج تكاليف السفر، ولكن اليوم تعذر القيام بذلك بعدما أصبحت عروضه حصرية.
قال انه مستوفى الشروط.. المندوب الجهوي للشؤون الثقافية يؤكد أن مهرجان بنزرت الدولي قدم فعلا ملفه لطلب الدعم
اتصلت "الصباح" بالمندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، فأكد أن هيئة مهرجان بنزرت الدولي تقدمت بملف مستوفى الشروط لطلب الدعم من المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية بانتظار عرضه على أعضاء لجنة مختصة تتولى درسه من ناحيتي الشكل والمضمون والبت فيه . وأكد المندوب حرص وزارة الشؤون الثقافية على تأمين الحد الأدنى للرقي بالذائقة الفنية من خلال توجيهاتها ، ودعمها البرامج الجيدة للمهرجانات والتظاهرات الفنية .
وأوضح المندوب أن هيئة الدورة 41 بقيادة لطفي الصفاقسي وفقت بنسبة كبرى ، حسب ما تم تسجيله، في اختياراتها للعروض الفنية في محاولة منها للاستجابة لمختلف الأذواق على تنوعها واختلافها . وهذا النجاح ترجمه الحضور الكبير الذي ازدحم به مسرح الهواء الطلق ، والذي حرصت هيئة المهرجان على تهيئته وصيانته ليظهر في حلة جميلة تزيد من متعة الفرجة .
وأكد المندوب على أهمية هذه التظاهرة الثقافية الصيفية التي تساهم في تنشيط الحركة الثقافية ببنزرت ، وأيضا فإن مدينة بنزرت تشهد في فترة تنظيمه حركية اقتصادية تخلق مواطن شغل قارة وموسمية ، وعليه فإن الدعوة موجهة إلى أهالي الجهة للالتفاف حوله ، ودعمه بكل المبادرات القيمة ولو بالكلمة الطيبة في سبيل تحقيق الإشعاع لهذه الربوع التي بها كل المقومات التي تجعل منها قطبا تنمويا يتبوأ المراتب الأولى وطنياً ، وهو ما يعود بالنفع على أهلها في مختلف المجالات سواء كانوا من المهتمين بالشأن الثقافي أو غيره.
إعادة الصبغة الدولية للمهرجان
وبين المندوب الجهوي أن الشعور بالانتماء إلى المهرجان، وإلى كل مبادرة جدية ودعمها وإسنادها أمر لا بد من العمل على تحقيقه ، من خلال الانفتاح على مقترحات المهتمين بالشأن الثقافي بالجهة، لتقييم برنامج الدورة 41 ، وعرض مقترحاتهم التي يمكن أن تستأنس بها الهيئة في التخطيط للبرمجة القادمة ، والعمل على إعادة الصبغة الدولية للمهرجان بأقل التكاليف، من ذلك استقدام فرق فنية أجنبية من الدرجة الأولى في إطار التعاون الدولي من بلدان تربطها وشائج تاريخية مع تونس وخاصة مع عاصمة الجلاء، بنزرت، وهي متعددة على غرار روسيا وإسبانيا وفرنسا وصربيا ولبنان وتركيا وغيرها .
منصور غرسلي
الدعم العمومي وإشكال الفضاء .. مسائل تؤرّق إدارة المهرجانات الصيفية
عرفت الدورة 65 من مهرجان سوسة الدولي عديد الصّعوبات التي زادت في رفع سقف التحديّات وحمّلت إدارة المهرجان متاعب إضافية من أجل تأمين فعاليات الدورة التي احتضنها مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر الذي اتّضح بالكاشف أن هذا الفضاء الأنيق بات عاجزا عن استيعاب الجمهور الذي يُتابع ما يُعرف بالعروض الكبرى مما يدفع إلى الوقوع في المحظور وتجاوز طاقة الاستيعاب المسموح بها على غرار ما حصل في سهرة العرض الصوفي "الزيارة " ..
صعوبات ومتاعب أرهقت الهيئة المديرة وعلى رأسها محمد خلف الله الذي أكّد لـ "الصباح" أنّ المشاكل المّادية وتأخّر صرف المنح يمثّل الهاجس الأكبر الذي يؤرّق إدارة كل مهرجان، مشيرا إلى أنه لم يتم تمكين إدارة المهرجان من منحة البلدية المقدّرة بــ 40 ألف دينارا رغم عديد المراسلات والإشعارات وتدخّل السلط الجهوية مؤكّدا أن البلدية لم تشرع بعد في الإجراءات المستوجبة والتي تسبق صرف المنحة ما يدلّ على عدم الجدية في تحويل المبلغ كما أكّد خلف الله على عدم الحصول على منحة وزارة الثقافة المقدرة مبدئيا بنحو 100 ألف دينارا
عائق الفضاء ..
شدد مدير مهرجان سوسة الدولي على أن فضاء مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر لم يعد يستجيب لتطلعات جمهور سوسة باعتبار أن طاقة استيعابه لم تعد تتعدّى 1435 مقعدا خاصة بعد التعديلات التي حصلت على مستوى عرض الممرات التي تتوسط الجمهور وهو ما يحدّ بشكل كبير من إمكانية تنظيم عروض كبرى، ليبقى الأمل الوحيد في الدفع بقوة نحو إعادة تأهيل مسرح الهواء الطلق ببوحسينة.
جمهور دون تذاكر
لم ينف مدير مهرجان سوسة الدولي دخول عدد من الجمهور دون اقتطاع تذاكر ورأى أنّ الظاهرة لا تنسحب فقط على مهرجان سوسة وإنما هي ظاهرة تعاني منها كل المهرجانات والتظاهرات الثقافية ..."وهي مسألة تقلقنا وتفسد حساباتنا" ما يستوجب التفكير في آليات وفي صيغة أخرى للحدّ من هذه الظاهرة كما أشار خلف الله إلى أنّ الإلغاء الفجئي لبعض العروض والتّرخيص المتأخّر جدا لبعض العروض الأخرى على غرار سهرة الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي من شأنه أن يُحدث إرباكا في التنظيم.
مهرجان القنطاوي ..
من جهتها اصطدمت هيئة مهرجان القنطاوي بإشكال حقيقي هدّد بشكل جديّ تنظيم الدورة 40 حيث مثّل رفض مندوبية الشباب والرياضة منح ترخيص لإدارة مهرجان القنطاوي لاستغلال ملعب بوعلي الحوار لتنظيم سهرات الدورة 40 - استنادا لمنشور يمنع استغلال المنشآت الرياضية وعدم تحويلها إلى غير الوظائف المعدّة لها من قبل المصالح المعنية - عائقا كاد يحول دون تنظيم فعاليات المهرجان لولا تجاوز الإشكال بكثير من العناء لتكون الحالة السيّئة لأرضية معشّب بوعلي الحوار خير شاهد على حجم الضّرر الذي لحق بالعشب ما يرجّح بقوة التمسّك بعدم منح ترخيص لاستغلال الملعب في الدورة القادمة إلى جانب ذلك أثارت مسألة تعهّد شركة خاصة بتنظيم مختلف العروض والتكفّل بخلاصها عديد ردود الأفعال ،إذ رأى البعض أن هناك إمكانية وجود شبهة تضارب مصالح باعتبار أن مدير المهرجان ينتسب إلى إدارة الشركة المتعهدة بمختلف العروض، وهو ما فتح باب التّأويلات على مصراعيه وطرح التساؤل حول نصيب جمعية المهرجان من الأرباح التي حققتها أغلب العروض التي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا.
أنور قلاّلة
صفاقس ... الـمُوازنة بين الإعتمادات المالية والبرمجة مثّلت التحدّي الأصعب
عكست المهرجانات الصيفية بجهة صفاقس للموسم 2024 برمجة متنوعة ومختلفة بحسب خصوصية كل مهرجان محلي أو جهوي أو دولي وميزانيته .. ولئن حافظت كل دورة جديدة لكل مهرجان على طابعها الخاص بها لا سيما في تنوع العروض التي جمعت مختلف الفنون من غناء وموسيقى ومسرح وفرجة والموجهة لمختلف الفئات العمرية، فإن لكل نسخة صعوباتها وتحدياتها .؟!
تحدّي الموازنة
افتتحت النسخة 44 لمهرجان صفاقس الدولي يوم 24 جويلية 2024 بعرض للفنانة التونسية يسرى محنوش وتواصل المهرجان الى غاية يوم 19 أوت ليختتم بعرض لرؤوف ماهر. وتُمثّل الموازنة بين البرمجة والاعتمادات المالية المتوفرة التحدي الأكبر في كل نسخة جديدة من المهرجان وفق ما أكده لــ"الصباح" مدير مهرجان صفاقس الدولي "فرحات بريك ".
ڨرمدة.. نحو ترسيخ مهرجان ذو طابع ثقافي مميز
تضمّنت الدورة 31 لمهرجان ڨرمدة التي انتظمت تحت شعار "بوابة الموسيقى والفنون" 10 عروض موسيقية وفنية تراوحت بين الغناء والمسرح . وقد أثث عرض الافتتاح الفنان زياد الزواري والفنانة عايدة النياطي فيما اختتم المهرجان بعرض للفنان التونسي "حسان الدوس".
وتعتبر المراهنة على العروض الثقافية ذات المحتوى الفني الجيد والراقي هي التحدي الأهم والأكبر الذي رفعته هيئة مهرجان ڨرمدة وهو يمثل طريقا طويلا يتطلب الثبات على هذا المبدأ وفق ما عبّر عنه مدير مهرجان ڨرمدة للدورة 31 "سامر الرقيق" في حديثه لــ"الصباح".
كما يعتبر مدير المهرجان أن هذه العروض الثقافية الراقية لا تستقطب عددا كبيرا من الجماهير على عكس بعض العروض الأخرى ويمثل إشكالا يعيق أغلب المهرجانات التونسية. كما أضاف أن من الصعوبات الأخرى التي رافقت هذه النسخة من المهرجان هو الاعتمادات المالية المخصصة للبرمجة.
مهرجان تنيور بالشيحية في دورته 22 من 13 الى 23 أوت 2024 قدم برمجة متنوعة تضم تسعة عروض جمعت بين الغناء والموسيقى والمسرح والفرجة ، حيث افتتحت مجموعة Seven skies الشبابية عروض المهرجان الذي اختتم بعرض "الزردة" للفنانة الإستعراضية "نجلاء التونسية".
وكانت محدودية الاعتمادات المالية للمهرجان من بين أهم الصعوبات التي رافقت تنظيم هذه الدورة، إلى جانب ديون قديمة عطّلت تنظيم الدورة السابقة واضطرت بسببها هيئة المهرجان إلى حجب النسخة الفارطة وفق ما صرح به مدير الدورة بمهرجان تنيور الشيحية "غسّان المذيوب" في حديثه لــ"الصباح"، حيث أكد أن تنظيم النسخة 22 يعتبر في حد ذاته رهانا وتحديا ساهمت فيه عدة أطراف من بينها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وبلدية تنيور فضلا عن دعم المستشهرين.
كما أوضح أن تحديد البرمجة واختيار العروض مع محدودية الميزانية المادية يعتبر كذلك من بين الصعوبات التي اعترضت هيئة المهرجان، مؤكدا أن ما يعيق تحديد البرمجة هو ارتفاع كلفة بعض العروض و تجنب تكرار العروض المبرمجة في مهرجانات أخرى.
مهرجان "المندرة"... رغم النقائص يحافظ على طابعه المميز
اقترح مهرجان "المندرة" بأولاد المبروك بولذياب بعڨارب في دورته السابعة أيام 16 و17 و18 أوت الجاري عروضا فنية متنوعة حيث افتتحت الدورة بعرض "مسرب الهطاية " للفنان نضال اليحياوي يوم 16 أوت 2024 واختتمت الفنانة "عفاف سالم" عروض المهرجان يوم 18 أوت الجاري.
ويعتبر رئيس لجنة الإعلام بجمعية مهرجان "المندرة" أولاد المبروك بعڨارب "علي بن محمد" أن المهرجان ينتظم هذه الدورة في ظروف مادية وأمنية صعبة.
لكن رغم ذلك تشهد النسخة الحالية تطورات شملت فقرات متنوعة على غرار الرماية والمندرة واللباس التقليدي الذي يميز المنطقة ويعود إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي والذي يحيي تاريخ الأجداد ،وفق تعبيره.
و"المندرة" ترسخ لعادة قديمة لأهالي الجهة وتمثل امتدادا للذاكرة الشعبية، وهي مكان أين يجتمع ما يقارب الـ 170 شخصا للقيام بعمليات "الدْريسة" و"التصفية " والذراوة ثم تأتي مرحلة تخزين الحبوب في المخازن في محاكاة لعملية يطلق عليها "الدولاب" والتي تؤرخ لملحمة تحمل إسم "الجواودة".
جدير بالذكر أن جهة صفاقس تضم حوالي 20 مهرجانا تنتظم فعالياتها في موسم الصيف حيث تتقاسم جل هذه المهرجانات موارد مالية ضعيفة والتي تحدد بدورها نوعية البرمجة المقترحة وتطرح إشكاليات أخرى تمثل تحديا حقيقيا.
عتيقة العامري
تونس - الصباح
حجز قطاع الثقافة منذ الخطوات الأولى لبناء الدولة الوطنية مكانا في المشروع التنموي للبلاد بحثا عن هوية تونسية بعيدا عن ثقافة المستعمر ومع وضع حجر أساس وزارة الشؤون الثقافية كانت سياسة الدعم جزءا حيويا في عملية الإنتاج الثقافي والفني رغم العقبات المالية لدولة لم تتجاوز بعد خط الفقر والأمية ...
راهنت تونس على الفنون والأدب ومختلف التعبيرات التشكيلية والإبداعية لتنسج مشهدا ثريا ومتنوعا في مساراته غير أن هذه السياسة الثقافية وثمارها الجادة والهادفة بدأت تخبو بمرور الزمن، ولئن حافظت بعض المؤسسات وتظاهراتها على جانب كبير من معايير الجودة وجدية الطرح سقطت أخرى في خانة "الفلكلور" والاستسهال وصل بعدد منها لمرحلة الإسفاف والمتاجرة بالقيم تحت بند "هذا ما يطلبه الجمهور" ..
في السنوات الأخيرة عملت وزارة الشؤون الثقافية وخاصة على مستوى المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية للرقي بالذوق العام وترشيد ميزانيات واعتمادات الدعم ودراسة واقع المهرجانات حتى تتمتع بالخصوصية والتميز في خارطة تشمل مئات الفعاليات والتظاهرات وفي هذا السياق كان لــ"الصباح" لقاء مع المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية السيدة هند المقراني للتعرف أكثر على سياسة هذا الهيكل العمومي على عدة مستويات منها معايير الدعم، آفاق المهرجانات الموسمية وذات الخصوصية كما رصدت "الصباح" أهم الإشكاليات التي شهدتها المهرجانات التونسية في صائفة 2024.
اعداد: نجلاء قموع
المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية لـ"الصباح": معايير الدعم تحرص على الرقي بالذوق العام والمندوبيات الجهوية للثقافة أًصبحت شريكا في البرمجة
كشفت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني خلال لقائها مع "الصباح" ، للحديث حول روزنامة المهرجانات التونسية والاعتمادات المرصودة وإستراتجية عمل وأهداف المؤسسة التي تتولى إدارتها، عن أهم الإمكانات المتاحة لتنظيم التظاهرات الفنية والثقافية والعقبات والعراقيل المالية واللوجستية المتعلقة بالمشهد الثقافي وتحديدا مجال برمجة العروض وتنشيط المواعيد الفنية ذات الخصوصية وكيفية توظيف المسارح والموروث اللامّادي لدعم السياحة الثقافية.
وفي السياق أوضحت هند المقراني أن في سنة 2024 تم رصد 2 مليون دينار تتعلق بالثلاثي الأخير من سنة 2023 والسداسي الأول من سنة 2024 ووجهت لقرابة 52 مهرجانا نوعيا وخصوصيا وموسميا، على غرار مهرجان الواحات بتوزر ومهرجان الصحراء بدوز ومهرجان التمور بقبلي (الذي سيؤجل للثلاثي الأخير من سنة 2024) ومهرجانات نوعية أخرى من بينها المهرجان الدولى للثورة بسيدي بوزيد (17 ديسمبر) وباقة من المهرجانات تخص السداسي الأول من 2024 منها التظاهرات المبرمجة في شهر رمضان الكريم وذلك إلى جانب رصد اعتمادات لفائدة المهرجانات الصيفية ما عدا مهرجاني قرطاج والحمامات اللذان تشرف عليهما وزارة الشؤون الثقافية، إذ تنظم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية المهرجان الأول ويتولى المركز الثقافي الدولي بالحمامات تنظيم المهرجان الثاني.
وتابعت محدثتنا قائلة : "هذه الاعتمادات تسند في إطار التمويل العمومي للجمعيات التي تنظم مهرجانات دولية أو وطنية وإلى الهياكل التي تنشط في مجال تنظيم المهرجانات ذات الخصوصية في كامل تراب الجمهورية ."
وشددت هند المقراني في حديثها لـ"الصباح" على أهمية الخصوصية في مضامين وتصورات المهرجانات وعلى حرص المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية على تثمين هذا الجانب في مراجعتها لملفات الدعم وصرحت في السياق : "في السنتين الأخيرتين سعينا لتوظيف أهم للخصوصية المحلية والجهوية في برمجة المهرجانات وذلك بالتعاون مع المندوبيات الجهوية للثقافة وهي شريك استراتيجي في هذه التوجهات الجديدة لضمان محتوى يرتقي بالذوق العام ويبرز الموروث الثقافي لبلادنا التي تزخر بإرث مّادي ولامّادي هام وذلك على مستوى المهرجانات الدولية الكبرى لمركز الولايات التونسية ومهرجانات وطنية وأخرى ذات خصوصية".
وأقرت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني في حديثها لــ"الصباح" بظاهرة الاستنساخ التي تلون معظم المهرجانات في الجهات قائلة: ما يعاب على التظاهرات الفنية في الجهات الاستسهال والبحث عن عروض "الشبابيك" المستهلكة والتي تضمن في الآن نفسه حضور الجمهور دون الاهتمام بالطابع الثقافي وضرورة تنوع المادة المخصصة للجمهور."
وتابعت قولها : "هناك عروض تكررت في مناطق داخلية من الولاية نفسها فيما يتم تغيب عددا من الفنانين رغم وجودهم في قائمة العروض المدعومة (عروض طربية، عروض صوفية وغيرها) وذلك بتعلة أن عروض وأسماء أخرى تجلب جمهور أكبر."
وأكدت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني لـ"الصباح" على مسألة المتابعة والتقييم لمضامين المهرجانات من مرحلة الاستعداد إلى ما بعد العرض وذلك من خلال تنفيذ شروط ومعايير الدعم حسب الأمر 5183 المنظم للتمويل العمومي للجمعيات مشيرة إلى أن اللجان تبحث في البداية في الموازنات المالية والبرامج المفصلة للمهرجانات ثم يتم صرف القسط الأول من المنحة وهو 60 بالمائة، ثم على اثر تقديم التقرير الأدبي والمالي وكل مؤيدات الصرف يتم صرف القسط الثاني وخلال هذه الفترة يتم تقييم المهرجان وبعد استيفاء خلاص المنحة كاملة يقدم المندوب الجهوي للثقافة مذكرة تقييمية في انجاز المهرجانات بالمنطقة المعنية"
واعتبرت هند المقراني أن الاستعانة بالمندوبية الجهوية للثقافة كشريك في عملية التنظيم ساهم في الارتقاء نسبيا بالذوق العام فهذا الطرف يمكنه إبداء الرأي في ملف منح الدعم والبرمجة وروزنامة وتوقيت المهرجان.
وعن إشكاليات عدد من المهرجانات الكبرى في مركز الولاية أوضحت هند المقراني أنه تم ارجاء النظر في ملف مهرجان بنزرت الدولي وذلك بسبب عدم الاخذ بالاعتبار عددا من النقاط في البرمجة خاصة في إطار حرص المؤسسة على الذوق العام بعيدا عن الابتذال وقالت في السياق : "الأكيد نحن داعمين للحرية ولا للرقابة في سياسة الوزارة والمؤسسة ولكن هناك مسارح كبرى في البلاد يجب احترام معايير عملها على أكثر من مستوى فني وجمالي وقانوني وأشير هنا لمسألة حقوق الملكية غرار عرض الأطفال المخصص لأغاني الكرتون وهو العرض الأصلي لطارق العربي طرقان وقدم قضية بالشركة المنظمة للعرض والوزارة والمؤسسة ونحن نملك اثباتات أننا في هذه السنة لم ندعم العرض حتى يقدم التراخيص اللازمة وقائمة المصنفات التي تفيد أن ما يغنى على الركح ليس من مصنفات طارق العربي طرقان ولكن للأسف ما كان على الورق لم ينفذ على المسرح وسبق وتمت معاينة اخلالات في هذا الإطار في نابل وبنزرت ".
وشددت هند المقراني على ضرورة الالتزام بالمصنفات الفنية كما أفادت "الصباح" أن دعم مهرجان طبرقة الدولي كان عبر المنحة ومن خلال عرض مدعوم بطلب من المهرجان وكان للفنانة لطيفة العرفاوي وتم ليلة 27 جويلية المنقضي كما نوهت بالتقدم الذي يشهده مهرجان دقة الدولي على أكثر من مستوى وفي ذات السياق قالت "ونحن في اطار الرقي بالذوق العام وفي جلسة عمل على مستوى الوزارة تم الاخذ بالاعتبار مطالب المندوبيات في خصوص دعم المهرجانات الدولية لمركز الولاية بعروض فنية على غرار عروض لكل من أمينة فاخت ونبيهة كراولي، يسرا محنوش وزياد غرسة ولطيفة إذ تعتبر هذه العروض باهظة بالنسبة لميزانيات المهرجانات".
وعن مهرجان قرطاج الدولي الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية وينظم من طرف المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بينت هند المقراني أن مراجعة عدد أيام تنظيم المهرجانات على غرار قرطاج والحمامات كان بسبب الازمة الاقتصادية وغلاء الأسعار بالنسبة للعروض الفنية وكراء التجهيزات الصوتية والإضاءة والنقل الدولي خاصة في ظل الحفاظ على نفس الاعتمادات دون زيادة، لذلك كان من الضروري العمل في نطاق وإمكانيات هذه الميزانية عبر ترشيد النفقات نافية من منظورها أن يكون مهرجان قرطاج ذو طابع تجاري بل ثقافي عكس ما يتداول إذ برمجت عروض فنية متنوعة الاختصاصات وتوفر للمتلقي جميع الأنماط الموسيقية والفنون مع الاهتمام بالبعد الاجتماعي عبر تمتع الفئات المحرومة وشباب الأحياء المهمشة وكبار السن وفاقدي السند من المنتوج الثقافي على غرار السنوات السابقة مع شباب الجهات وحضور عدد من حفلات المهرجان.
ونوهت هند المقراني بعودة نجاة عطية للمسرح والإنتاج الغنائي بعد غياب سنوات آملة في عودة غيرها من نجوم الجيل الذهبي للأغنية التونسية كما أكدت أن عرض افتتاح قرطاج في دورته 58 كان اقتناء لا إنتاجا وقد أنار لطفي بوشناق المسرح وكان خيارا موفقا لاحتفالات الستينية.
وعن رأيها في المحتوى الفني الذي يجب أن يمنح استحقاق اعتلاء ركح مسرح قرطاج قالت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هند المقراني أن التجربة الطويلة والإنتاج الفني المتنوع والغناء "لايف" هي مقومات الفنان القادر على التفاعل والاستحواذ على محبة واحترام جمهور قرطاج ويستحق اعتلاء مسرحه الأثري.
مدير مهرجان بنزرت الدولي لــ "الصباح" : "لهذه الأسباب تعتبر الدورة 41 ناجحة"
لم يخف مدير مهرجان بنزرت الدولي لطفي الصفاقسي في حديثه لــ"الصباح" ارتياحه لتحقيق الدورة 41 للمهرجان أهدافها، مؤكدا أنها دورة ناجحة. ومن دلائل هذا النجاح في نظره هو عدم تسجيل أي حادث أضر بأي كان في كامل العروض، ووجه بالمناسبة التحية إلى أعوان الأمن والحماية المدنية ومتطوعيها وهيئة التنظيم بالمهرجان الذين سهروا على تأمين ظروف الأمن والسلامة لرواد مسرح الهواء الطلق ببنزرت.
ومن مظاهر النجاح كذلك أن هذه الدورة حققت أهم مكسب راهنت عليه وهو تعهد المسرح بالصيانة والقيام بالإصلاحات الضرورية، وكان ذلك تحديا يرقى إلى مستوى المجازفة أقدمت عليه الهيئة المديرة في سباق مع الزمن حتى تنجز الإصلاحات قبل انطلاق الدورة من جهة، ومن أجل تأمين الحصول على الدعم المادي الضروري الذي يقتضيه تعهد البنية التحتية وصيانتها من جهة أخرى . وإلى جانب ذلك تم إنجاز جميع فقرات البرنامج ولم يلغ أي عرض، بل أضيف عرض آخر للبرمجة الأولى مع العلم بأن خمسة عروض تونسية كانت أمام شبابيك مغلقة، وهي عروض متنوعة من حيث الأنماط الموسيقية، إذ تستجيب لأذواق مختلفة، باعتبار أن لكل نمط جمهوره الخاص وهي عروض لطفي بوشناق، مرتضى الفتيتي، سامارا، "الزيارة" ورؤوف ماهر. وقد حققت هذه الدورة موازنة مالية جيدة رغم عدم التمتع بمنحة سلطة الإشراف .
الدعم وحرمان غير مبرر
وفي هذا الإطار أكد مدير المهرجان أنه يجهل أسباب الحرمان من دعم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية رغم تقديم الملف في الآجال القانونية. وقال : "اعلمونا في البداية أن الملف تنقصه ثلاث وثائق فأكملناها ورغم ذلك لم نحصل على الدعم المادي المنتظر دون أن نتلقى أي رد، ومازلنا نجهل الأسباب، في حين حصلنا على بعض الدعم من التمويل العمومي على المستوى الجهوي . وهو ما يؤكد اكتمال ملفنا. فهل كنا سنحظى بهذا الدعم الجهوي لو كان الملف ناقصا أو أن البرمجة تشوبها أي شائبة؟ وبالمناسبة فإننا حرصنا على إثراء البرمجة بالعروض الثقافية التي تبقى هي الأصل، وأنفقنا عليها الكثير نظرا لكون مداخيل بعضها لا يغطي ربع تكاليفها .
صعوبة البرمجة والعروض الدولية
أمّا بالنسبة إلى عدم برمجة عروض دولية، فإن ذلك يعود الى ارتفاع تكاليفها، من 300 ألف دينارا فما فوق، تضاف إليها الأداءات وهي بنسبة 19 بالمائة وقد كانت المهرجانات الدولية في السابق تنتظر برنامج مهرجان قرطاج الدولي لتتعاقد مع بعض الفنانين الأشقاء والأجانب مستفيدة من تحمل مهرجان قرطاج تكاليف السفر، ولكن اليوم تعذر القيام بذلك بعدما أصبحت عروضه حصرية.
قال انه مستوفى الشروط.. المندوب الجهوي للشؤون الثقافية يؤكد أن مهرجان بنزرت الدولي قدم فعلا ملفه لطلب الدعم
اتصلت "الصباح" بالمندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، فأكد أن هيئة مهرجان بنزرت الدولي تقدمت بملف مستوفى الشروط لطلب الدعم من المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية بانتظار عرضه على أعضاء لجنة مختصة تتولى درسه من ناحيتي الشكل والمضمون والبت فيه . وأكد المندوب حرص وزارة الشؤون الثقافية على تأمين الحد الأدنى للرقي بالذائقة الفنية من خلال توجيهاتها ، ودعمها البرامج الجيدة للمهرجانات والتظاهرات الفنية .
وأوضح المندوب أن هيئة الدورة 41 بقيادة لطفي الصفاقسي وفقت بنسبة كبرى ، حسب ما تم تسجيله، في اختياراتها للعروض الفنية في محاولة منها للاستجابة لمختلف الأذواق على تنوعها واختلافها . وهذا النجاح ترجمه الحضور الكبير الذي ازدحم به مسرح الهواء الطلق ، والذي حرصت هيئة المهرجان على تهيئته وصيانته ليظهر في حلة جميلة تزيد من متعة الفرجة .
وأكد المندوب على أهمية هذه التظاهرة الثقافية الصيفية التي تساهم في تنشيط الحركة الثقافية ببنزرت ، وأيضا فإن مدينة بنزرت تشهد في فترة تنظيمه حركية اقتصادية تخلق مواطن شغل قارة وموسمية ، وعليه فإن الدعوة موجهة إلى أهالي الجهة للالتفاف حوله ، ودعمه بكل المبادرات القيمة ولو بالكلمة الطيبة في سبيل تحقيق الإشعاع لهذه الربوع التي بها كل المقومات التي تجعل منها قطبا تنمويا يتبوأ المراتب الأولى وطنياً ، وهو ما يعود بالنفع على أهلها في مختلف المجالات سواء كانوا من المهتمين بالشأن الثقافي أو غيره.
إعادة الصبغة الدولية للمهرجان
وبين المندوب الجهوي أن الشعور بالانتماء إلى المهرجان، وإلى كل مبادرة جدية ودعمها وإسنادها أمر لا بد من العمل على تحقيقه ، من خلال الانفتاح على مقترحات المهتمين بالشأن الثقافي بالجهة، لتقييم برنامج الدورة 41 ، وعرض مقترحاتهم التي يمكن أن تستأنس بها الهيئة في التخطيط للبرمجة القادمة ، والعمل على إعادة الصبغة الدولية للمهرجان بأقل التكاليف، من ذلك استقدام فرق فنية أجنبية من الدرجة الأولى في إطار التعاون الدولي من بلدان تربطها وشائج تاريخية مع تونس وخاصة مع عاصمة الجلاء، بنزرت، وهي متعددة على غرار روسيا وإسبانيا وفرنسا وصربيا ولبنان وتركيا وغيرها .
منصور غرسلي
الدعم العمومي وإشكال الفضاء .. مسائل تؤرّق إدارة المهرجانات الصيفية
عرفت الدورة 65 من مهرجان سوسة الدولي عديد الصّعوبات التي زادت في رفع سقف التحديّات وحمّلت إدارة المهرجان متاعب إضافية من أجل تأمين فعاليات الدورة التي احتضنها مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر الذي اتّضح بالكاشف أن هذا الفضاء الأنيق بات عاجزا عن استيعاب الجمهور الذي يُتابع ما يُعرف بالعروض الكبرى مما يدفع إلى الوقوع في المحظور وتجاوز طاقة الاستيعاب المسموح بها على غرار ما حصل في سهرة العرض الصوفي "الزيارة " ..
صعوبات ومتاعب أرهقت الهيئة المديرة وعلى رأسها محمد خلف الله الذي أكّد لـ "الصباح" أنّ المشاكل المّادية وتأخّر صرف المنح يمثّل الهاجس الأكبر الذي يؤرّق إدارة كل مهرجان، مشيرا إلى أنه لم يتم تمكين إدارة المهرجان من منحة البلدية المقدّرة بــ 40 ألف دينارا رغم عديد المراسلات والإشعارات وتدخّل السلط الجهوية مؤكّدا أن البلدية لم تشرع بعد في الإجراءات المستوجبة والتي تسبق صرف المنحة ما يدلّ على عدم الجدية في تحويل المبلغ كما أكّد خلف الله على عدم الحصول على منحة وزارة الثقافة المقدرة مبدئيا بنحو 100 ألف دينارا
عائق الفضاء ..
شدد مدير مهرجان سوسة الدولي على أن فضاء مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر لم يعد يستجيب لتطلعات جمهور سوسة باعتبار أن طاقة استيعابه لم تعد تتعدّى 1435 مقعدا خاصة بعد التعديلات التي حصلت على مستوى عرض الممرات التي تتوسط الجمهور وهو ما يحدّ بشكل كبير من إمكانية تنظيم عروض كبرى، ليبقى الأمل الوحيد في الدفع بقوة نحو إعادة تأهيل مسرح الهواء الطلق ببوحسينة.
جمهور دون تذاكر
لم ينف مدير مهرجان سوسة الدولي دخول عدد من الجمهور دون اقتطاع تذاكر ورأى أنّ الظاهرة لا تنسحب فقط على مهرجان سوسة وإنما هي ظاهرة تعاني منها كل المهرجانات والتظاهرات الثقافية ..."وهي مسألة تقلقنا وتفسد حساباتنا" ما يستوجب التفكير في آليات وفي صيغة أخرى للحدّ من هذه الظاهرة كما أشار خلف الله إلى أنّ الإلغاء الفجئي لبعض العروض والتّرخيص المتأخّر جدا لبعض العروض الأخرى على غرار سهرة الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي من شأنه أن يُحدث إرباكا في التنظيم.
مهرجان القنطاوي ..
من جهتها اصطدمت هيئة مهرجان القنطاوي بإشكال حقيقي هدّد بشكل جديّ تنظيم الدورة 40 حيث مثّل رفض مندوبية الشباب والرياضة منح ترخيص لإدارة مهرجان القنطاوي لاستغلال ملعب بوعلي الحوار لتنظيم سهرات الدورة 40 - استنادا لمنشور يمنع استغلال المنشآت الرياضية وعدم تحويلها إلى غير الوظائف المعدّة لها من قبل المصالح المعنية - عائقا كاد يحول دون تنظيم فعاليات المهرجان لولا تجاوز الإشكال بكثير من العناء لتكون الحالة السيّئة لأرضية معشّب بوعلي الحوار خير شاهد على حجم الضّرر الذي لحق بالعشب ما يرجّح بقوة التمسّك بعدم منح ترخيص لاستغلال الملعب في الدورة القادمة إلى جانب ذلك أثارت مسألة تعهّد شركة خاصة بتنظيم مختلف العروض والتكفّل بخلاصها عديد ردود الأفعال ،إذ رأى البعض أن هناك إمكانية وجود شبهة تضارب مصالح باعتبار أن مدير المهرجان ينتسب إلى إدارة الشركة المتعهدة بمختلف العروض، وهو ما فتح باب التّأويلات على مصراعيه وطرح التساؤل حول نصيب جمعية المهرجان من الأرباح التي حققتها أغلب العروض التي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا.
أنور قلاّلة
صفاقس ... الـمُوازنة بين الإعتمادات المالية والبرمجة مثّلت التحدّي الأصعب
عكست المهرجانات الصيفية بجهة صفاقس للموسم 2024 برمجة متنوعة ومختلفة بحسب خصوصية كل مهرجان محلي أو جهوي أو دولي وميزانيته .. ولئن حافظت كل دورة جديدة لكل مهرجان على طابعها الخاص بها لا سيما في تنوع العروض التي جمعت مختلف الفنون من غناء وموسيقى ومسرح وفرجة والموجهة لمختلف الفئات العمرية، فإن لكل نسخة صعوباتها وتحدياتها .؟!
تحدّي الموازنة
افتتحت النسخة 44 لمهرجان صفاقس الدولي يوم 24 جويلية 2024 بعرض للفنانة التونسية يسرى محنوش وتواصل المهرجان الى غاية يوم 19 أوت ليختتم بعرض لرؤوف ماهر. وتُمثّل الموازنة بين البرمجة والاعتمادات المالية المتوفرة التحدي الأكبر في كل نسخة جديدة من المهرجان وفق ما أكده لــ"الصباح" مدير مهرجان صفاقس الدولي "فرحات بريك ".
ڨرمدة.. نحو ترسيخ مهرجان ذو طابع ثقافي مميز
تضمّنت الدورة 31 لمهرجان ڨرمدة التي انتظمت تحت شعار "بوابة الموسيقى والفنون" 10 عروض موسيقية وفنية تراوحت بين الغناء والمسرح . وقد أثث عرض الافتتاح الفنان زياد الزواري والفنانة عايدة النياطي فيما اختتم المهرجان بعرض للفنان التونسي "حسان الدوس".
وتعتبر المراهنة على العروض الثقافية ذات المحتوى الفني الجيد والراقي هي التحدي الأهم والأكبر الذي رفعته هيئة مهرجان ڨرمدة وهو يمثل طريقا طويلا يتطلب الثبات على هذا المبدأ وفق ما عبّر عنه مدير مهرجان ڨرمدة للدورة 31 "سامر الرقيق" في حديثه لــ"الصباح".
كما يعتبر مدير المهرجان أن هذه العروض الثقافية الراقية لا تستقطب عددا كبيرا من الجماهير على عكس بعض العروض الأخرى ويمثل إشكالا يعيق أغلب المهرجانات التونسية. كما أضاف أن من الصعوبات الأخرى التي رافقت هذه النسخة من المهرجان هو الاعتمادات المالية المخصصة للبرمجة.
مهرجان تنيور بالشيحية في دورته 22 من 13 الى 23 أوت 2024 قدم برمجة متنوعة تضم تسعة عروض جمعت بين الغناء والموسيقى والمسرح والفرجة ، حيث افتتحت مجموعة Seven skies الشبابية عروض المهرجان الذي اختتم بعرض "الزردة" للفنانة الإستعراضية "نجلاء التونسية".
وكانت محدودية الاعتمادات المالية للمهرجان من بين أهم الصعوبات التي رافقت تنظيم هذه الدورة، إلى جانب ديون قديمة عطّلت تنظيم الدورة السابقة واضطرت بسببها هيئة المهرجان إلى حجب النسخة الفارطة وفق ما صرح به مدير الدورة بمهرجان تنيور الشيحية "غسّان المذيوب" في حديثه لــ"الصباح"، حيث أكد أن تنظيم النسخة 22 يعتبر في حد ذاته رهانا وتحديا ساهمت فيه عدة أطراف من بينها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وبلدية تنيور فضلا عن دعم المستشهرين.
كما أوضح أن تحديد البرمجة واختيار العروض مع محدودية الميزانية المادية يعتبر كذلك من بين الصعوبات التي اعترضت هيئة المهرجان، مؤكدا أن ما يعيق تحديد البرمجة هو ارتفاع كلفة بعض العروض و تجنب تكرار العروض المبرمجة في مهرجانات أخرى.
مهرجان "المندرة"... رغم النقائص يحافظ على طابعه المميز
اقترح مهرجان "المندرة" بأولاد المبروك بولذياب بعڨارب في دورته السابعة أيام 16 و17 و18 أوت الجاري عروضا فنية متنوعة حيث افتتحت الدورة بعرض "مسرب الهطاية " للفنان نضال اليحياوي يوم 16 أوت 2024 واختتمت الفنانة "عفاف سالم" عروض المهرجان يوم 18 أوت الجاري.
ويعتبر رئيس لجنة الإعلام بجمعية مهرجان "المندرة" أولاد المبروك بعڨارب "علي بن محمد" أن المهرجان ينتظم هذه الدورة في ظروف مادية وأمنية صعبة.
لكن رغم ذلك تشهد النسخة الحالية تطورات شملت فقرات متنوعة على غرار الرماية والمندرة واللباس التقليدي الذي يميز المنطقة ويعود إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي والذي يحيي تاريخ الأجداد ،وفق تعبيره.
و"المندرة" ترسخ لعادة قديمة لأهالي الجهة وتمثل امتدادا للذاكرة الشعبية، وهي مكان أين يجتمع ما يقارب الـ 170 شخصا للقيام بعمليات "الدْريسة" و"التصفية " والذراوة ثم تأتي مرحلة تخزين الحبوب في المخازن في محاكاة لعملية يطلق عليها "الدولاب" والتي تؤرخ لملحمة تحمل إسم "الجواودة".
جدير بالذكر أن جهة صفاقس تضم حوالي 20 مهرجانا تنتظم فعالياتها في موسم الصيف حيث تتقاسم جل هذه المهرجانات موارد مالية ضعيفة والتي تحدد بدورها نوعية البرمجة المقترحة وتطرح إشكاليات أخرى تمثل تحديا حقيقيا.