إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. أين حماة القدس؟؟

على حد علمنا، هنالك لجنة لحماية القدس انبثقت عن المؤتمر الإسلامي منذ عقود من الزمن، وهي تتحمل مسؤولية حماية القدس المحتلة من كل محاولات طمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة.

أين هذه اللجنة اليوم من محاولات تدنيس الأقصى الشريف ومن المخططات التي ترمي إلى تهويد القدس بالكامل؟ فالكيان الصهيوني يمضي قدما نحو تحقيق أهدافه مستفيدا من الصمت العربي ومن التواطؤ الغربي.  إنه يواصل عدوانه ضد الشعب الفلسطيني بغزة منذ أشهر، موجها أسلحته الفتاكة التي تغدق بها عليه  الإدارة الأمريكية وحلفاؤه، ضد المدنيين وخاصة ضد النساء والأطفال، غير عابئ بالمناشدات الصادرة من شعوب العالم بوضع حد لعملية الانتقام الممنهجة وحرب الإبادة في غزة.

بالتوازي مع ذلك تعد حكومة الكيان الصهيوني الأرضية جيدا للمبادرات الأكثر تطرفا وهي تشجع، خلافا لما تعلنه كل المحاولات التي يقوم بها أحد وزرائها للتحريض من أجل تدنيس الأقصى وتهويد القدس. وفي الوقت الذي تكتفي فيه بعض الدول العربية، إن حدث وتكلمت في زمن يطغى عليه الصمت، بالتعبير عن إدانتها لما تسميه استفزازات يقوم بها وزير الأمن الصهيوني ايتمار بن غفير، يواصل هذا الأخير تنفيذ مخططاته بدعم واضح من حكومته التي تتظاهر بأنها لا تؤيده في حين أنها داعمة له ولكل ما يقوم به منذ بداية العدوان على غزة من محاولات لتغيير هوية القدس وفرض أمر واقع جديد. وواضح أن كل ذلك يجري في إطار عملية تقاسم أدوار محكمة التوزيع. فما لا تحققه حكومة الكيان الدموية التي يقودها مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية (كانت محكمة الجنايات الدولية قد وجهت في ماي الفارط تهما بارتكاب جرائم حرب لنتنياهو ووزير دفاعه غالانت)، بالحرب والعدوان، يتولاه وزير الأمن الصهيوني الذي يشن حربا مسعورة ضد التاريخ وهو مدعوم في ذلك بزمرة من المتطرفين المحسوبين على المدنيين.

وبن غفير هذا الذي شارك بنفسه في عدة محاولات لتدنيس الأقصى ويريد فرض صلاة اليهود في القدس الشريف، خرج هذه الأيام بفكرة بناء كنيس يهودي في  القدس. الفكرة قديمة وهي تقوم على ادعاء بوجود هيكل النبي سليمان تحت مبنى الأقصى لكن الصهاينة وكما هو واضح اليوم بمقدورهم كل شيء حتى أنهم مستعدون لإقناع العالم بأي طريقة كانت بأن ادعاءهم حقيقة. ثم إنهم يعلمون أن هذا هو التوقيت الصحيح ويدركون جيدا أنهم لن يجدوا فترة أفضل من هذه لتحقيق مخططاتهم  لتهويد القدس وهدم الأقصى تمهيدا لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

لن يجدوا توقيتا أفضل في ظل هذا الصمت المطبق على عربدتهم، التي لا يعكرها أحيانا إلا غضب شعوب العالم ضد ما يحدث من مظالم في غزة وفي فلسطين، والمسيرات الشعبية التي لم تؤثر، رغم صدق منظميها وحرقتهم على الفلسطينيين، على الحكومات ولم تؤثر في الإعلام الغربي المتواطئ، فهو مازال يندد بمعادة السامية لأبسط حركة ممكنة يشتم منها أنها موجهة ضد الصهاينة، ويتجاهل المذابح التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ويتجاهل قتل الصحفيين في غزة وقد انضم أمس صحفي  فلسطيني وشقيقته الصحفية (عزيز وسمية عبد ربه) الى قافلة الصحفيين الشهداء، ويتجاهل طبعا قتل الأطفال الفلسطينيين ويتجاهل تجويع الفلسطينيين وهدم ديارهم وتشريدهم.

وفي خضم كل ذلك توقعنا أن يحدث بعض الضجيج حول القدس بين خيام العرب والمسلمين. توقعنا أن يكون الأمر كذلك لأن كل الفرقاء، أو هكذا تصورنا، تجمعهم  القدس. أين  لجنة القدس إذن؟ أين حماة القدس؟

حياة السايب

على حد علمنا، هنالك لجنة لحماية القدس انبثقت عن المؤتمر الإسلامي منذ عقود من الزمن، وهي تتحمل مسؤولية حماية القدس المحتلة من كل محاولات طمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة.

أين هذه اللجنة اليوم من محاولات تدنيس الأقصى الشريف ومن المخططات التي ترمي إلى تهويد القدس بالكامل؟ فالكيان الصهيوني يمضي قدما نحو تحقيق أهدافه مستفيدا من الصمت العربي ومن التواطؤ الغربي.  إنه يواصل عدوانه ضد الشعب الفلسطيني بغزة منذ أشهر، موجها أسلحته الفتاكة التي تغدق بها عليه  الإدارة الأمريكية وحلفاؤه، ضد المدنيين وخاصة ضد النساء والأطفال، غير عابئ بالمناشدات الصادرة من شعوب العالم بوضع حد لعملية الانتقام الممنهجة وحرب الإبادة في غزة.

بالتوازي مع ذلك تعد حكومة الكيان الصهيوني الأرضية جيدا للمبادرات الأكثر تطرفا وهي تشجع، خلافا لما تعلنه كل المحاولات التي يقوم بها أحد وزرائها للتحريض من أجل تدنيس الأقصى وتهويد القدس. وفي الوقت الذي تكتفي فيه بعض الدول العربية، إن حدث وتكلمت في زمن يطغى عليه الصمت، بالتعبير عن إدانتها لما تسميه استفزازات يقوم بها وزير الأمن الصهيوني ايتمار بن غفير، يواصل هذا الأخير تنفيذ مخططاته بدعم واضح من حكومته التي تتظاهر بأنها لا تؤيده في حين أنها داعمة له ولكل ما يقوم به منذ بداية العدوان على غزة من محاولات لتغيير هوية القدس وفرض أمر واقع جديد. وواضح أن كل ذلك يجري في إطار عملية تقاسم أدوار محكمة التوزيع. فما لا تحققه حكومة الكيان الدموية التي يقودها مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية (كانت محكمة الجنايات الدولية قد وجهت في ماي الفارط تهما بارتكاب جرائم حرب لنتنياهو ووزير دفاعه غالانت)، بالحرب والعدوان، يتولاه وزير الأمن الصهيوني الذي يشن حربا مسعورة ضد التاريخ وهو مدعوم في ذلك بزمرة من المتطرفين المحسوبين على المدنيين.

وبن غفير هذا الذي شارك بنفسه في عدة محاولات لتدنيس الأقصى ويريد فرض صلاة اليهود في القدس الشريف، خرج هذه الأيام بفكرة بناء كنيس يهودي في  القدس. الفكرة قديمة وهي تقوم على ادعاء بوجود هيكل النبي سليمان تحت مبنى الأقصى لكن الصهاينة وكما هو واضح اليوم بمقدورهم كل شيء حتى أنهم مستعدون لإقناع العالم بأي طريقة كانت بأن ادعاءهم حقيقة. ثم إنهم يعلمون أن هذا هو التوقيت الصحيح ويدركون جيدا أنهم لن يجدوا فترة أفضل من هذه لتحقيق مخططاتهم  لتهويد القدس وهدم الأقصى تمهيدا لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

لن يجدوا توقيتا أفضل في ظل هذا الصمت المطبق على عربدتهم، التي لا يعكرها أحيانا إلا غضب شعوب العالم ضد ما يحدث من مظالم في غزة وفي فلسطين، والمسيرات الشعبية التي لم تؤثر، رغم صدق منظميها وحرقتهم على الفلسطينيين، على الحكومات ولم تؤثر في الإعلام الغربي المتواطئ، فهو مازال يندد بمعادة السامية لأبسط حركة ممكنة يشتم منها أنها موجهة ضد الصهاينة، ويتجاهل المذابح التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ويتجاهل قتل الصحفيين في غزة وقد انضم أمس صحفي  فلسطيني وشقيقته الصحفية (عزيز وسمية عبد ربه) الى قافلة الصحفيين الشهداء، ويتجاهل طبعا قتل الأطفال الفلسطينيين ويتجاهل تجويع الفلسطينيين وهدم ديارهم وتشريدهم.

وفي خضم كل ذلك توقعنا أن يحدث بعض الضجيج حول القدس بين خيام العرب والمسلمين. توقعنا أن يكون الأمر كذلك لأن كل الفرقاء، أو هكذا تصورنا، تجمعهم  القدس. أين  لجنة القدس إذن؟ أين حماة القدس؟

حياة السايب