إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الوضع يتأزم في إفريقيا والصحة العالمية تؤكد: جدري القردة ليس "كوفيدا جديدا"

 

تونس-الصباح

يواصل فيروس جدري القردة إثارة الكثير من المخاوف في ظل انتشاره بسرعة قياسية، بما يفرض التساؤل بإلحاح، هل نحن إزاء وباء جديد يمكن أن يؤشر الى إعادة سيناريو الحجر الصحي في بعض الدول التي فرضته في وقت ما جائحة كورونا؟ خاصة وأن آخر الإحصائيات تشير الى تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القرود منذ مطلع عام 2024 في إفريقيا، من بينها 1200 حالة في أسبوع واحد. أما خارج  حدود إفريقيا  فقد سجلت أولى الإصابات  الأسبوع الماضي في السويد وباكستان.

هذا الطرح يجد صداه بعد أن حذرت مؤخرا السلطات الصحية الأوروبية دول الاتحاد الأوروبي من السفر إلى المناطق المتضررة من فيروس جدري القردة، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض وحالة طوارئ عالمية

متغير جديد في السويد

ونبه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها من أنه من المرجح أن تشهد أوروبا المزيد من الحالات الوافدة بسبب انتشار الفيروس في العديد من الدول الإفريقية وبلد واحد على الأقل في أوروبا وآسيا، لافتا إلى أن خطر استمرار انتقال العدوى داخل أوروبا لا يزال منخفضا شريطة تحديد الحالات الوافدة ومكافحتها بسرعة.

ويأتي هذا الإعلان بعد اكتشاف متغير جديد من فيروس جدري القردة في السويد وباكستان، مما يمثل أول حالة إصابة بالمرض خارج إفريقيا.

وفي السياق ذاته أعرب رئيس قسم المراقبة في المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، برونو سيانسيو، عن قلقه إزاء تدهور الوضع في إفريقيا خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والبلدان المجاورة.

وبعيدا عن الوضع الصحي على مستوى العالم وإفريقيا وفيما يتعلق بالشأن المحلي، يذكر  مختلف الفرق الصحية في تونس كانت قد كثفت إجراءات الوقاية على نقاط العبور الحدودي وذلك بتخصيص أماكن عزل في كل نقاط عبور المسافرين.

وفق ما بيّنته السبت الماضي ضابط الاتصال الوطني للوائح الصحية الدولية كوثر حرابش في معرض تصريحاتها لـ"وات"..

وأوضحت المسؤولة بإدارة الرعاية الصحية الأساسية، في تصريح أمس لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تخصيص أماكن العزل يهدف الى التصدي لانتقال جدري القردة بين الأفراد مشيرة إلى أنه تم تحويل نفس الأماكن التي وقع تخصيصها سابقا إلى قاعات لعزل الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا إلى أماكن خاصة لعزل الحالات المشتبه بأنها مصابة بجدري القردة.

واستبعدت انتقال العدوى من خلال مسالك الهجرة غير النظامية التي يعبرها الوافدون إلى تونس من بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، مبينة، أن مناطق تفشي جدري القردة تتركز في كل من الكونغو الديمقراطية وبدرجة أقل بورندي وكينيا وسط القارة الإفريقية في حين أن المهاجرين غير النظاميين يأتون إلى تونس عادة من دول جنوب الصحراء وهي قريبة الى شمال القارة وينسحب الأمر على الكوت ديفوار والسودان والتشاد .

وأبرزت في هذا الصدد أن اهتمام وزارة الصحة تركز على حماية مناطق العبور الى تونس، وخصصت الفرق الصحية فضاءات للعزل بجميع المعابر البرية وكذلك في ميناء حلق الوادي أين تخضع طواقم بواخر نقل الحاويات الوافدة من الخارج إلى المتابعة وكذلك تتولى الفرق الصحية متابعة حالات الوافدين عبر رحلات جوية إلى مطار تونس قرطاج باعتباره المطار الوحيد الذي يستقبل رحلات للوافدين إلى تونس من دول إفريقيا عبر خطوط شركات نقل دولية .

وتقتصر إجراءات المتابعة على الملاحظة البصرية وبحال رصد طفح جلدي أو حبوب في جلدة الوافدين يقع توجيه المصاب إلى العزل ثم تُأخذ منه عيّنة ليقع تحليلها بالمخبر المرجعي بمعهد باستور بتونس العاصمة، حسب ما بينته المتحدثة مؤكدة أن وزارة الصحة وجهت التوصيات لجميع الإدارات الجهوية التابعة لها إلى رفع أعلى درجات اليقظة وتطبيق العزل الصحي بحال اكتشاف حالات إصابة.

وبدورها أكدت مصادر مطلعة من وزارة الصحة لـ"الصباح" أن الوضع حاليا يعتبر مستقرا للغاية وأن المصالح والهياكل المعنية قد اتخذت جميع التدابير اللازمة التي تفضي الى السيطرة على الوضع في حال وجود حالة اشتباه بالإصابة بالفيروس.

هل من لقاحات؟

من جهة وأخرى وفي نفس السياق جدير بالذكر ان مسالة اللقاح ضد فيروس جدري القردة مازالت تسيل الكثير من الحبر. وفي هذا الإطار أوصت منظمة الصحة العالمية الاثنين الماضي الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القردة ظهرت مؤخرا في أفريقيا، بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم فيها رصد المرض و ذلك رغم الشكوك حول ما إذا كان اللقاحات الحالية فعالة ضد السلالة الجديدة من الفيروس.

من جهة أخرى وحول الطرح الذي يشير الى أن فيروس جدري القردة هو "كوفيد جديد" جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد حسمت أمس الجدل بعد أن أوضحت أن مرض جدري القردة يشكل اختبارا حاسما لأوروبا والعالم.

وطمأنت المنظمة المخاوف بشأن انتشار هذا المرض مؤكدة أن جدري القردة ليس "كوفيد الجديد"..

منال حرزي

الوضع يتأزم في إفريقيا والصحة العالمية تؤكد:  جدري القردة ليس "كوفيدا جديدا"

 

تونس-الصباح

يواصل فيروس جدري القردة إثارة الكثير من المخاوف في ظل انتشاره بسرعة قياسية، بما يفرض التساؤل بإلحاح، هل نحن إزاء وباء جديد يمكن أن يؤشر الى إعادة سيناريو الحجر الصحي في بعض الدول التي فرضته في وقت ما جائحة كورونا؟ خاصة وأن آخر الإحصائيات تشير الى تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القرود منذ مطلع عام 2024 في إفريقيا، من بينها 1200 حالة في أسبوع واحد. أما خارج  حدود إفريقيا  فقد سجلت أولى الإصابات  الأسبوع الماضي في السويد وباكستان.

هذا الطرح يجد صداه بعد أن حذرت مؤخرا السلطات الصحية الأوروبية دول الاتحاد الأوروبي من السفر إلى المناطق المتضررة من فيروس جدري القردة، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض وحالة طوارئ عالمية

متغير جديد في السويد

ونبه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها من أنه من المرجح أن تشهد أوروبا المزيد من الحالات الوافدة بسبب انتشار الفيروس في العديد من الدول الإفريقية وبلد واحد على الأقل في أوروبا وآسيا، لافتا إلى أن خطر استمرار انتقال العدوى داخل أوروبا لا يزال منخفضا شريطة تحديد الحالات الوافدة ومكافحتها بسرعة.

ويأتي هذا الإعلان بعد اكتشاف متغير جديد من فيروس جدري القردة في السويد وباكستان، مما يمثل أول حالة إصابة بالمرض خارج إفريقيا.

وفي السياق ذاته أعرب رئيس قسم المراقبة في المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، برونو سيانسيو، عن قلقه إزاء تدهور الوضع في إفريقيا خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والبلدان المجاورة.

وبعيدا عن الوضع الصحي على مستوى العالم وإفريقيا وفيما يتعلق بالشأن المحلي، يذكر  مختلف الفرق الصحية في تونس كانت قد كثفت إجراءات الوقاية على نقاط العبور الحدودي وذلك بتخصيص أماكن عزل في كل نقاط عبور المسافرين.

وفق ما بيّنته السبت الماضي ضابط الاتصال الوطني للوائح الصحية الدولية كوثر حرابش في معرض تصريحاتها لـ"وات"..

وأوضحت المسؤولة بإدارة الرعاية الصحية الأساسية، في تصريح أمس لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تخصيص أماكن العزل يهدف الى التصدي لانتقال جدري القردة بين الأفراد مشيرة إلى أنه تم تحويل نفس الأماكن التي وقع تخصيصها سابقا إلى قاعات لعزل الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا إلى أماكن خاصة لعزل الحالات المشتبه بأنها مصابة بجدري القردة.

واستبعدت انتقال العدوى من خلال مسالك الهجرة غير النظامية التي يعبرها الوافدون إلى تونس من بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، مبينة، أن مناطق تفشي جدري القردة تتركز في كل من الكونغو الديمقراطية وبدرجة أقل بورندي وكينيا وسط القارة الإفريقية في حين أن المهاجرين غير النظاميين يأتون إلى تونس عادة من دول جنوب الصحراء وهي قريبة الى شمال القارة وينسحب الأمر على الكوت ديفوار والسودان والتشاد .

وأبرزت في هذا الصدد أن اهتمام وزارة الصحة تركز على حماية مناطق العبور الى تونس، وخصصت الفرق الصحية فضاءات للعزل بجميع المعابر البرية وكذلك في ميناء حلق الوادي أين تخضع طواقم بواخر نقل الحاويات الوافدة من الخارج إلى المتابعة وكذلك تتولى الفرق الصحية متابعة حالات الوافدين عبر رحلات جوية إلى مطار تونس قرطاج باعتباره المطار الوحيد الذي يستقبل رحلات للوافدين إلى تونس من دول إفريقيا عبر خطوط شركات نقل دولية .

وتقتصر إجراءات المتابعة على الملاحظة البصرية وبحال رصد طفح جلدي أو حبوب في جلدة الوافدين يقع توجيه المصاب إلى العزل ثم تُأخذ منه عيّنة ليقع تحليلها بالمخبر المرجعي بمعهد باستور بتونس العاصمة، حسب ما بينته المتحدثة مؤكدة أن وزارة الصحة وجهت التوصيات لجميع الإدارات الجهوية التابعة لها إلى رفع أعلى درجات اليقظة وتطبيق العزل الصحي بحال اكتشاف حالات إصابة.

وبدورها أكدت مصادر مطلعة من وزارة الصحة لـ"الصباح" أن الوضع حاليا يعتبر مستقرا للغاية وأن المصالح والهياكل المعنية قد اتخذت جميع التدابير اللازمة التي تفضي الى السيطرة على الوضع في حال وجود حالة اشتباه بالإصابة بالفيروس.

هل من لقاحات؟

من جهة وأخرى وفي نفس السياق جدير بالذكر ان مسالة اللقاح ضد فيروس جدري القردة مازالت تسيل الكثير من الحبر. وفي هذا الإطار أوصت منظمة الصحة العالمية الاثنين الماضي الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القردة ظهرت مؤخرا في أفريقيا، بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم فيها رصد المرض و ذلك رغم الشكوك حول ما إذا كان اللقاحات الحالية فعالة ضد السلالة الجديدة من الفيروس.

من جهة أخرى وحول الطرح الذي يشير الى أن فيروس جدري القردة هو "كوفيد جديد" جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد حسمت أمس الجدل بعد أن أوضحت أن مرض جدري القردة يشكل اختبارا حاسما لأوروبا والعالم.

وطمأنت المنظمة المخاوف بشأن انتشار هذا المرض مؤكدة أن جدري القردة ليس "كوفيد الجديد"..

منال حرزي